م_علي
12-09-2012, 09:24 PM
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
(المسألة الرابعة عشرة) أجوبة مسائل جار الله (سماحة الامام آية الله عبد الحسين شرف الدين الموسوي)
تتعلق بارث الامام علي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
133 ـ دعا النبي صلى الله عليه واله وسلم عمه العباس وعلياً قبيل وفاته فقال لعمه العباس: تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته ؟ فردّ عليه العباس، وقال: شيخ كثير العيال قليل المال، فقال النبي: سأعطيها من يأخذها بحقها. وقال: يا علي أتنجز عدات محمد وتقضي دينه وتأخذ تراثه؟ الحديث (قال هذا الرجل): هذا الحديث حديث مهم جليل لم أره في كتب الأحاديث غير كتب الشيعة عددته إذ رأيته كنزا غنيا يستخرج منه أصول في ابواب الفقه ، إلى آخر ما قاله مستخفاً بهذا الحديث مستهزئاً به متهكما؛ وقد أرجف فأحجف وظن أنه ارث المال فرده بأن ابن العم لا يرث مع وجود البنت أو العم، وانه لا معنى لعرض الارث، فإن تركة الميت تنتقل بموته إلى ورثته، سواء أحب أو كره، وسواء كره الورثة أم أحبوا (قال): وسيدنا العباس كان غنياً، وكان اعقل وارفع من أن يرد عرض النبي الخ .
(الجواب): أن ما ذكره من شأن الارث فإنما هو شأن التراث المالي، اما وراثة العلم والحكمة والملك، فإنها من رحمة الله التي يختص بها من يشاء من أنبيائه واوصيائهم
عليهم السلام. وقوله: بأنه لم ير الحديث في كتب غير الشيعة دليل على قصور باعه، إذ صح أن علياً كان يقول(1) في حياة رسول الله: والله إني لأخوه ووليه، وابن عمه، ووارث علمه، فمن أحق به مني، وقد قيل له مرة(2) : كيف ورثت ابن عمك دون عمك، فقال: جمع رسول الله بني عبدالمطلب وهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق فصنع لهم مداً من طعام فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يابني عبدالمطلب إني بعثت اليكم خاصة
____________
(1) هذا القول ثابت عن علي بعين لفظه وقد اخرجه الحاكم في مناقبه عليه السلام ص126 من الجزء 3 من المستدرك بالسند الصحيح على شرط الشيخين واعتراف الذهبي بذلك حيث اورده في التلخيص.
(2) فيما اخرجه الضياء المقدسي في المختارة وابن جرير في تهذيب الآثار والنسائي في ص18 من الخصائص العلوية، ونقله ابن ابي الحديد عن تاريخ الطبري في اواخر شرح الخطبة القاصعة ص255 من المجلد 3 من شرح النهج وهذا الحديث هو الحديث 6155 في ص408 من الجزء 6 من كنز العمال ودونك ص159 من مسند الامام احمد تجد الحديث بالمعنى .
وإلى الناس عامة، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي، وصاحبي ووارثي، فلم يقم اليه احد، فقمت اليه وكنت من اصغر القوم؛ فقال لي: اجلس، ثم قال ثلاث مرات، كل ذلك اقوم اليه، فيقول لي: اجلس، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي؛ فلذلك ورثت ابن عمي دون عمي. وهذا الحديث مستفيض في كتب أهل السنة، وفيه من عرض النبي ارثه على اسرته ما انكره هذا الرجل على كتب الشيعة كما لا يخفى. وسئل قثم بن العباس ـ فيما أخرجه الحاكم وصححه في مستدركه(1) واورده الذهبي في تلخيصه جازما بصحته ـ فقيل له: كيف ورث علي رسول الله دونكم؟ فقال: لأنه كان أولنا به لحوقا، واشدنا به لزوقا.
قلت: لا يخفى أن تساؤل الناس عن السبب في حصر هذا التراث بعلي دون غيره، دليل على علمهم بهذه التّخصة، وأنها كانت عندهم من المسلمات، وإنما كانوا يتساءلون عن اسبابها،
____________
(1) ص125 من جزئه الثالث واخرجه ابن ابي شيبة في مسنده وهو الحديث 6084 في ص400 من الجزء 6 من كنز العمال.
حتى سألوا علياً تارة، وقثما أخرى، فأجاباهم بما سمعت مما تصل اليه مدارك أولئك السائلين، وإلا فالجواب الحقيقي: أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الارض فاختار منهم محمداً فجعله نبيا، ثم اطلع ثانية فاختار عليا فأوحى إلى نبيه أن يتخذه وارثا ووصيا، كما دلت عليه السنن الصحيحة(1) قال الحاكم(2) بعد أن اخرج عن قثم ما سمعت: حدثني قاضي القضاة ابو الحسن محمد بن صاح الهاشمي، قال: سمعت ابا عمر القاضي يقول: سمعت اسماعيل بن اسحاق القاضي، وقد ذكر له قول ( قثم ) هذا فقال: إنما يرث الوارث بالنسب أو بالولاء ؛ ولا خلاف بين أهل العلم في أن ابن العم لا يرث مع العم، فقد ظهر بهذا الاجماع آن علياً ورث العلم من النبي دونهم. هذا كلامه بعين لفظه، فليراجعه موسى جارالله ليعرف خطأه إذ قال: لم أراه في كتب الأحاديث غير الشيعة، وحسبه حديث الدار يوم الانذار(3) .
____________
(1) والتفصيل في المراجعة 68 من مراجعاتنا وماعلقناه عليها .
(2) في ص125 من الجزء 3 من المستدرك .
(3) وقد أوردناه في المراجعة 20 من مراجعاتنا فليقف عليه وعلى ما علقناه ثمة كل بحاثة مدقق .
نسألكم الدعــاء لي ولوالديّ
(المسألة الرابعة عشرة) أجوبة مسائل جار الله (سماحة الامام آية الله عبد الحسين شرف الدين الموسوي)
تتعلق بارث الامام علي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
133 ـ دعا النبي صلى الله عليه واله وسلم عمه العباس وعلياً قبيل وفاته فقال لعمه العباس: تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته ؟ فردّ عليه العباس، وقال: شيخ كثير العيال قليل المال، فقال النبي: سأعطيها من يأخذها بحقها. وقال: يا علي أتنجز عدات محمد وتقضي دينه وتأخذ تراثه؟ الحديث (قال هذا الرجل): هذا الحديث حديث مهم جليل لم أره في كتب الأحاديث غير كتب الشيعة عددته إذ رأيته كنزا غنيا يستخرج منه أصول في ابواب الفقه ، إلى آخر ما قاله مستخفاً بهذا الحديث مستهزئاً به متهكما؛ وقد أرجف فأحجف وظن أنه ارث المال فرده بأن ابن العم لا يرث مع وجود البنت أو العم، وانه لا معنى لعرض الارث، فإن تركة الميت تنتقل بموته إلى ورثته، سواء أحب أو كره، وسواء كره الورثة أم أحبوا (قال): وسيدنا العباس كان غنياً، وكان اعقل وارفع من أن يرد عرض النبي الخ .
(الجواب): أن ما ذكره من شأن الارث فإنما هو شأن التراث المالي، اما وراثة العلم والحكمة والملك، فإنها من رحمة الله التي يختص بها من يشاء من أنبيائه واوصيائهم
عليهم السلام. وقوله: بأنه لم ير الحديث في كتب غير الشيعة دليل على قصور باعه، إذ صح أن علياً كان يقول(1) في حياة رسول الله: والله إني لأخوه ووليه، وابن عمه، ووارث علمه، فمن أحق به مني، وقد قيل له مرة(2) : كيف ورثت ابن عمك دون عمك، فقال: جمع رسول الله بني عبدالمطلب وهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق فصنع لهم مداً من طعام فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يابني عبدالمطلب إني بعثت اليكم خاصة
____________
(1) هذا القول ثابت عن علي بعين لفظه وقد اخرجه الحاكم في مناقبه عليه السلام ص126 من الجزء 3 من المستدرك بالسند الصحيح على شرط الشيخين واعتراف الذهبي بذلك حيث اورده في التلخيص.
(2) فيما اخرجه الضياء المقدسي في المختارة وابن جرير في تهذيب الآثار والنسائي في ص18 من الخصائص العلوية، ونقله ابن ابي الحديد عن تاريخ الطبري في اواخر شرح الخطبة القاصعة ص255 من المجلد 3 من شرح النهج وهذا الحديث هو الحديث 6155 في ص408 من الجزء 6 من كنز العمال ودونك ص159 من مسند الامام احمد تجد الحديث بالمعنى .
وإلى الناس عامة، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي، وصاحبي ووارثي، فلم يقم اليه احد، فقمت اليه وكنت من اصغر القوم؛ فقال لي: اجلس، ثم قال ثلاث مرات، كل ذلك اقوم اليه، فيقول لي: اجلس، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي؛ فلذلك ورثت ابن عمي دون عمي. وهذا الحديث مستفيض في كتب أهل السنة، وفيه من عرض النبي ارثه على اسرته ما انكره هذا الرجل على كتب الشيعة كما لا يخفى. وسئل قثم بن العباس ـ فيما أخرجه الحاكم وصححه في مستدركه(1) واورده الذهبي في تلخيصه جازما بصحته ـ فقيل له: كيف ورث علي رسول الله دونكم؟ فقال: لأنه كان أولنا به لحوقا، واشدنا به لزوقا.
قلت: لا يخفى أن تساؤل الناس عن السبب في حصر هذا التراث بعلي دون غيره، دليل على علمهم بهذه التّخصة، وأنها كانت عندهم من المسلمات، وإنما كانوا يتساءلون عن اسبابها،
____________
(1) ص125 من جزئه الثالث واخرجه ابن ابي شيبة في مسنده وهو الحديث 6084 في ص400 من الجزء 6 من كنز العمال.
حتى سألوا علياً تارة، وقثما أخرى، فأجاباهم بما سمعت مما تصل اليه مدارك أولئك السائلين، وإلا فالجواب الحقيقي: أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الارض فاختار منهم محمداً فجعله نبيا، ثم اطلع ثانية فاختار عليا فأوحى إلى نبيه أن يتخذه وارثا ووصيا، كما دلت عليه السنن الصحيحة(1) قال الحاكم(2) بعد أن اخرج عن قثم ما سمعت: حدثني قاضي القضاة ابو الحسن محمد بن صاح الهاشمي، قال: سمعت ابا عمر القاضي يقول: سمعت اسماعيل بن اسحاق القاضي، وقد ذكر له قول ( قثم ) هذا فقال: إنما يرث الوارث بالنسب أو بالولاء ؛ ولا خلاف بين أهل العلم في أن ابن العم لا يرث مع العم، فقد ظهر بهذا الاجماع آن علياً ورث العلم من النبي دونهم. هذا كلامه بعين لفظه، فليراجعه موسى جارالله ليعرف خطأه إذ قال: لم أراه في كتب الأحاديث غير الشيعة، وحسبه حديث الدار يوم الانذار(3) .
____________
(1) والتفصيل في المراجعة 68 من مراجعاتنا وماعلقناه عليها .
(2) في ص125 من الجزء 3 من المستدرك .
(3) وقد أوردناه في المراجعة 20 من مراجعاتنا فليقف عليه وعلى ما علقناه ثمة كل بحاثة مدقق .
نسألكم الدعــاء لي ولوالديّ