المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعترافات سرية لعمر بن الخطاب !!


أبو حيدر11
12-09-2012, 11:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

http://c.shia4up.net/uploads/13368279331.bmp (http://c.shia4up.net/)

إعترافات سرية لعمر بن الخطاب !!

مع إن عمر هو الذي قاد الانقلاب على الشرعية، ونفذ نسف الترتيبات الإلهية المتعلقة بالقيادة والتي أعلنها الرسول وبينها بيانا كاملا، وعلى الرغم من انه قد نصب أبا بكر خليفة، ثم وصل إلى سده الخلافة إلا انه قد صدرت منه مجموعة من الاعترافات تفيد، بان آل ‏محمد هم الأولى بميراثه، وان علي ‏بن أبى طالب هو أولى الناس بخلافه النبي ليضمن عمر وقوف الأنصار إلى جانبه أو حيادهم، فقد خاطبهم في سقيفة بنى ساعده قائلا (انه واللّه لا ترضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم، ولكن العرب لا ينبغي أن تولى هذا الأمر إلا من كانت النبوة فيهم.. لنا بذلك على من خالفنا من العرب الحجة الظاهرة والسلطان المبين، من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن أولياؤه وعشيرته، إلا مدل بباطل) (1).

أنت تلاحظ إن حجة عمر هي حجة أهل بيت النبوة وقد وظفها عمر لصالحه، مع انه من بنى عدى ومحمد من بنى هاشم ولكن عمر يقر صراحة بان أهل محمد أولى بميراثه، وقد نقلت إقرار عمر بصيغته هذه الأكثرية من المؤرخين!! وعمر يجلس على كرسي الخلافة قال يوما لابن عباس (أما واللّه يا بنى عبد المطلب لقد كان على بن أبى طالب فيكم أولى بهذا الأمر منى ومن أبى بكر) (2)؛ وقال يوما لابن عباس (يا ابن عباس واللّه إن صاحبك هذا لأولى الناس بالأمر بعد رسول الله ولكننا خفنا) (3)، وقال يوما لابن عباس: (ما أظن صاحبك إلا مظلوما) (4)، ثم أعلن عمر بصراحة تامة: (بان الأمر كان لعلي ‏بن أبى طالب فزحزحوه عنه لحداثة سنه، والدماء التي عليه) (5)، فهذا إقرار واضح بان عمر بن الخطاب يعلم علم اليقين بان الأمر لعلي، وكيف ينسى ذلك، وهو أول من قدم التهاني لعلي ‏بن أبى طالب في غدير خم!!؟ ولكنه مقتنع بان اختيار الرسول لعلي بن أبى طالب ليس مناسبا، لحداثة سن علي!!، هذا أولاً.

ويذكر إن ابن عباس قال له: (واللّه ما استصغره رسول الله عندما أمره أن يأخذ سوره براءه من صاحبك أبى بكر) (6) والسبب الثاني، الدماء التي على علي بن أبى طالب، فأنت ترى إن عمر يعتبر تميز على بن أبى طالب بالجهاد سبب يحول دون حقه بالخلافة،!! فعمر يكره سفك الدماء حتى ولو كانت في سبيل اللّه، وهذا هو السر في انه لم يثبت إن عمر بن الخطاب قتل أو جرح مشركا قط!! والخلاصة: إن عمر كان يعلم علم اليقين بان الولي من بعد النبي هو علي ‏بن أبى طالب، وكان من أوائل الذين تقدموا بالتهاني لأمير المؤمنين في غدير خم ولما لا يعلم عمر، طالما إن الطلقاء كمعاوية والأعراب كانوا يعلمون، فقد قال الحسين ‏بن علي لعمر يوما: إنزل عن منبر أبي فقال عمر: (هذا منبر أبيك لا منبر أبي من أمرك بهذا!!) (7).

قيل لعمر انك تفعل أمورا لعلي ‏بن أبى طالب لا تفعلها لسواه؟، فقال عمر انه مولاي، وقول عمر بن الخطاب: (هنيئا لك يا ابن أبى طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة) «المؤرخ غياث الدين المتوفى 942 - حبيب السير - الجزء الثالث من ج 1 ص 144» وقد وثقناه وهذا مما يجعلنا أن نجزم أن عمر كغيره من أفراد المجتمع المسلم كان يعلم علم اليقين إن الأمر من بعد النبي لعلي، حسب البيان النبوي، ولكن عمر بن الخطاب كان يعتقد بان بيان الرسول ليس وحيا من اللّه، وان الرسول يتكلم في الغضب والرضى، فلا ينبغي أن يحمل كل كلامه على محمل الجد!! وقد وثقنا ذلك في فصل الشائعات، ولعل هذا هو السر الذي حمل عمر في ما بعد على جمع الأحاديث المكتوبة عن رسول الله وحرقها، ومنعه الناس من كتابة أحاديث الرسول وروايتها بدعوى: إن القرآن وحده يكفي!!

ومن جهة ثانيه فان عمر كان يعتقد أن قرار الرسول باختيار علي ‏بن أبى طالب خليفة له ليس مناسبا لحداثة سن علي، ولان على اثخن بقتل سادات بطون قريش وهم على الشرك.

ومن جهة ثالثة فان عمر كان يعتقد انه ليس من الإنصاف أن يكون النبي من بنى هاشم وان يكون الملك في بني هاشم!! قد لا يصدق القارئ ذلك!! وحتى يقطع الشك باليقين فليراجع الكامل لابن الأثير (8).

وحسبك قول علامة المعتزلة ابن أبي الحديد نقلا عن ابن إسحاق: (كان عامه المهاجرين وجل الأنصار لا يشكون بان علي بن أبي طالب هو صاحب الأمر بعد رسول الله) (9).

بقلم: المحامي الاردني المتشيع: ((أحمد حسين يعقوب)).
====

المصادر والهوامش:
1- الإمامة والسياسة 1/6.
2- الراغب في محاضراته،7/13وكنز العمال 6/391.
3- شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد 2/20.
4- شرح النهج لابن أبي الحديد 2/18.
5- الطبقات لابن سعد 3/130.
6- شرح النهج 2/18.
7- ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر 4/321.
8- شرح النهج لابن أبي الحديد 3/97و 107 =141و 12/20و ،53 وتاريخ الطبري 4/223.
9- شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد.

ومع السلامة.