المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فيا كفاً يلوذُ الناسُ فيها


سراج الربيعي
14-09-2012, 08:00 PM
فيا كفاً يلوذُ الناسُ فيها



سواداً قد لبستُ على السّوادِ = فأيامُ العزاءِ إلى المعادِ


فناري ألهبتْ أعماقَ قلبي = فأضحى كالهشيمِ على الرمادِ


كأنّ سهامَ دهري في ربوعي = فجائعُ نازلاتٌ في فؤادي


أُدَوّنُ في دواوينِ البلايا = فتسبقني الحروفُ بلا جوادِ


فمن لم يسبقِ الأحداثَ فكراً = تمنّتهُ النواصبُ والعوادي


ومن لم يهزمِ الأوغادَ يوماً = بسوحِ الحربِ في يومِ الجهادِ


يرى في الدهرِ أنواعَ الرزايا = تُحدُّ لهُ السيوفُ مِنَ البعادِ


فلا تلهيكَ أشرعةَ المنايا = وترمي ما لديكَ من الحصادِ


وكنْ كالطودِ لا يشكو لبازٍ = دنى منهُ وكشّرَ وهْوَ غادي


وكن كالليثِ ينتظرُ المنايا = إذا كان الخصامُ مع الأعادي


فلو حققتَ في كلِّ الرزايا = تكونُ سيوفُها في كلِّ وادِ


وما غدرُ الزمانِ بمستردٍّ = ولا عمرٌ مضى بالمستعاد


فإنْ أحصيتَ أرماسَ المنايا = تزاحمتِ النفوسُ على الحِدادِ


لقد طالتْ سهامُك كلّ فردٍ = ورمحكَ واحدٌ نحو الفؤادِ


وأُجزمُ ما لغدركَ ارتقاءٌ = ولا فيها حياةٌ للمرادي


بغدركَ في السجودِ أبا ترابٍ = لفاجعةٍ على السبعِ الشدادِ


أُصيبَ الدينُ يومَ غُدرتَ فيهِ = ولمْ تنمِ الحواضرُ والبوادي


وساءَ الشمسُ أنْ دنتِ الدواجي = وأفجعها الوليّ على الأيادي


ولستُ بتاركِ الأشجانَ يوماً = ولستُ بناسيَ المَلَكِ المنادي


وكيفَ ينامُ محزونٌ ثكولٌ = ويشغلهُ الحدادُ عن ِ الرقادِ


أحقٌّ أنَّ مَنْ عشقَ اليتامى = ترجلَّ للسماءِ على انفرادِ


سَبَقْتَ القومَ إيماناً وتقوى = وتعطي ما لديكَ إلى العبادِ


لقد نالت أواخرُها العطايا = كأيدي الأولين إلى الجوادِ


تلازمُكَ السماءُ وأنتَ تُعطي = من الخيراتِ ذُخراً للمعادِ


فما نضبتْ هباتُكَ ياسخيّا = فإنّ الخيرَ ينمو في ازديادِ


تطلّعتِ القلوبُ إلى سخيٍّ = وقدْ حصّنتها عند التنادي


فيا كفاً يلوذُ الناسُ فيها = ويفرحُ سائرٌ منها وغادي


فتنطلقُ القلوبُ مُزرّراتٍ = مُحجلةٍ على رغمِ الصّفادِ


لقد سارتْ إلى ركنٍ شديدٍ = على علمٍ وتقوى واجتهاد


أبا " حسنٍ " فدتكَ الناسُ طُراً = فجرحُكَ في المسيرِ وفي الرقادِ


فلمْ أرَ في عيونِ الصبحِ شوقاً = إلى الإشراقِ مِنْ بعدِ الحِدادِ


يقولُ لي العذالُ مهلاً = علامَ النوحُ في يومِ الودادِ


فهلْ أدعُ الولايةَ رغم لومي = ومثلي لن يكونَ على الحيادِ


ولستُ بتابعِ الحسّادِ يوماً = ولو جاءوا بدُرٍّ أو بزادِ


فألقيتُ الشجونَ على الرواسي = وسطرتُ القريضَ بلا مدادِ


دموعٌ يا أبا الحسنين مني = لعلمي أنّكمْ أغلى العبادِ


أبو حسين الربيعي 6/9/2012- الخميس - دبي

الناقد
14-09-2012, 08:06 PM
الربيعي الكريم ...دعني أول من يمر من هنا ..
ليلقي على هذا البوح الرائع تحية الامتنان ...
دمت شاعرا مبدعا ....
دعائي

ابن الشاعر
14-09-2012, 08:15 PM
السلام على يعسوب الدين وقائد المحجلين
بوركتم شاعرنا الكريم يا ابا حسين ايها الربيعي
جزاكم الله لهذا المقفى اجرا مضاعفا
لك ودي ودعائي

رآحيل
15-09-2012, 02:41 AM
وكيفَ ينامُ محزونٌ ثكولٌ = ويشغلهُ الحدادُ عن ِ الرقادِ


أحقٌّ أنَّ مَنْ عشقَ اليتامى = ترجلَّ للسماءِ على انفرادِ





السلام على كل حرفٍ ناح بشجنٍ على الدين الذي أصيب بمصاب أمير المؤمنين
الشاعر الكبير سراج الربيعي حروفكَ اليتيمة هنا كانت للبلاغةِ أماً وأبا"
جزاك ربي خيراً كثيرا
تحية

سراج الربيعي
18-09-2012, 10:42 PM
الربيعي الكريم ...دعني أول من يمر من هنا ..
ليلقي على هذا البوح الرائع تحية الامتنان ...
دمت شاعرا مبدعا ....
دعائي


لي الشرف أيها الأستاذ الكبير والمؤمن الموالي " الناقد " بمرورك على هذه القصيدة المتواضعه

دعواتي لك دائما بالتوفيق

سراج الربيعي
18-09-2012, 10:44 PM
السلام على يعسوب الدين وقائد المحجلين

بوركتم شاعرنا الكريم يا ابا حسين ايها الربيعي
جزاكم الله لهذا المقفى اجرا مضاعفا

لك ودي ودعائي



الأخ العزيز الغالي والأديب الكبير أبو مهدي

شاكر لك مرورك البهي وجميل مدحك الذي لا نستحقه

سلامي ودعواتي لكم دائما

سراج الربيعي
18-09-2012, 10:46 PM
السلام على كل حرفٍ ناح بشجنٍ على الدين الذي أصيب بمصاب أمير المؤمنين
الشاعر الكبير سراج الربيعي حروفكَ اليتيمة هنا كانت للبلاغةِ أماً وأبا"
جزاك ربي خيراً كثيرا

تحية


الأستاذة راحيل الموقرة

رزقكِ الله زيارة مولى الموحدين وإمام المتقين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين أمير المؤمنين علي عليه أفضل الصلاة والسلام في الدنيا وشفاعته في الآخرة

شكرا لكِ أختي الجليلة

قوافي الأيثار
22-09-2012, 10:56 PM
اطال الله عمرك
لشعرك انني ادنو سريعا -- فادخل فيه مبهورَ الفؤادِ
اطال الله عمرك

مآسي
23-09-2012, 01:21 PM
بارك الله بالشاعر ابو حسين
ووفقك الله