جمال محمود الهاشمى
15-09-2012, 10:27 PM
قصيدة / الرَّحْـمَـةُ الكُـبْـرَى
صلى الله عليه وآله وسلم
{ ومــا أرسـلـنــاك إلا رحــمـــة لـلـعــالـمــين } الأنبـياء : 107
للشاعر الإسلامي الكبير سماحة السيد /
محمود الطاهر الصافى الهاشمى الإدريسى الحسنى
مُــحَــمَّــدُ هَـذَا الكَـونُ مِــنْ نُــورِهِ سَــرَى
ولَــولاهُ مَــا رَ قَّ النَّــسِــيــــمُ ولا جَـــرَى
ولا كَانَتِ الشَّـمْـسُ المُـضِــيـئَـةُ رَحْــمَــةً
أَلا إِنَّـــهُ نُـــورٌ مِـــنَ الــلَّــــهِ أَكْـــــبَـــــــرَا
ولا كَانَ مَـاءُ النَّهْــرِ يَـجْــرِى مُــسَــوَّغــاً
ولا كَــانَـتِ الأَرْضُ انْـبِـسَــاطــاً وأَبْــحُـــرَا
ولا انْـتَـظَــمَـتْ فـى الكَـونِ رُوحُ حَـيَاتِــهِ
فَــمِـنْـهُ بَــدَا .. لَولاهُ مَــا كَــانَ أُظْــهِـــرَا
هُــوَ الـرَّحْــمَـةُ الكُبْـرَى ظُهُـوراً وبَاطِــنــاً
وأَوجَــدَهُ الـرَّحْــمَــنُ نُـــوراً مُـــكَــبَّـــرَا
لَهُ صِـفَـةٌ لا يَـبْـلُـغُ الخَــلْــقُ مِـثْــلَــهَــا
سُــمُــواًّ ، وأَخْــلاقٌ لَـهَـا العَـقْـلُ كَــبَّـرَا
ومِـنْــهُ يَــنَـابِــيــعُ العُــلُـومِ تَــفَــجَّــرَتْ
فَـفَـاضَــتْ بِـهَـا الوُدْيَـانُ سَـقْـيـاً وأَنْـهُـرَا
لَهَـا الـرُّوحُ تَـهْـفُـو والعُــقُـولُ عَـشِـيقَــةٌ
ولَولا هَـوَاهَا مَا جَـرَى العِـلْـمُ أَسْـطُـرَا
ولَولا غُـيُــوثٌ مِـنْ فُــيُــوضَـاتِ فَـضْـلِــهِ
لَمَـاتَـتْ زُرُوعُ العِـلْـمِ والنَّـبْتُ بُــعْــثِــرَا
لَقَـدْ سَـقَـتِ الأخَـلاقَ حَـتَّى تَـفَـنَّـنَـتْ
وُرُوداً وأَزْهَــــاراً ونُــــوراً مُـــنَــــوَّرَا
وكَيْفَ مَدِيحِـى وهُـوَ سِـدْرَةُ مُـنْـتَـهَـى
ومَطْلَعُ شَمْـسِ المَجْدِ فِى أُفُـقِ الوَرَى
ومَصْـدَرُ أَفْـضَـالٍ عَلَى الخَـلْــقِ عَــدُّهَـا
مُـحَـالٌ كَـعَـدِّ الغَـيْـثِ يَــومـاً إِذَا يُــرَى
وأَيْــنَ غُـيُـوثُ المَـاءِ مِنْ غَـيْـثِ جُـودِهِ
فَـمَـا هِـىَ إِلا قَـطْــرَةٌ حِـيــنَ أَمْــطَـــرَا
لَـهُ كَـــرمُ الرَّحْــمَـــنِ فَــاضَ بِــنُـــورِهِ
فَكَانَ لَـهُ المِـعْـرَاجُ مِنْ بَـعْـدِ مَا سَـرَى
فَــيَــارَبِّ شَــفِّــعْــهُ وأَنْــقِـذْ شُـعُـوبَـهُ
وذُدْ عَنْ حِـمَـاهَـا مَـــنْ تَـعَـدَّى ودَبَّـرَا
أَقِـــلْ مِـحْـنَــةً يَـارَبِّ آذَتْ وأَفْــزَعَـــتْ
فَـجَــفَّ رَجَــاءُ العَــصْــرِ مِـنْـهَـا وأَقْـفَـرَا
فَـلَيْـسَ لَهُـمْ بَابٌ إِلَـيْـكَ سِـوَى الـذِّى
أَزَاحَ ظَـلامَ الشِّــرْكِ بَـعْـدَ أَنْ أَفْــتَــرَى
لَـنَـا سَــبَــبٌ مِــنْــهُ ونُــورٌ ورَحْــمَـــــةٌ
فَيَـارَبِّ فَاجْـعَـلْهُ إِلَى النَّـصْرِ مَـعْــبَــرَا
ويَـارَبِّ ثَـبِّـتْـنَـا عَـلَى عـَـهْـــدِهِ الــــذِّى
يُضِـىءُ فَلا يُخْـشَى بِهِ أُسْـدُ الشَّـرَى1
فَـإِنَّ حِــمَـــاهُ لا يُـــمَـــاثِــلُــهُ حِــمَــى
وإِنَّ عُــلاهُ جَــــاوَزَ الحَـصْــرَ مَــفْــخَـــرَا
فَضَـائِلُ كُلِّ الخَـلْـقِ مِـنْ بَــعْـدِ فَضْـلِـهِ
لأَنَّ مُحِـيطَ الفَضْـلِ مِنْ فَضْـلِـهِ قِـرَى2
هُـوَ البَشَـرُ الأَسْـمَى عَـلَى كُـلِّ عَـالِـمٍ
وقَـــدْ دَلَّــتِ الآيَـاتُ والــلَّــــهُ بَـــشَّـــرَا
لَـقَـــدْ عَـبَـدَ الرَّحْـمَــنَ والكَــونُ مَـا بَــدَا
وآدَمُ فِـى الإِخْـفَـــاءِ مَا زَالَ مُـضْـمَـــرَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أسد الشـرى : الأسود الكثيرة الشديدة البطـش .
2 الـقِــرَى : الكرم والضيافة ، والمقصود أنه صلى الله عليه وآله وسلم مصدر الفضائل السامية والخَـلْـقُ يستمدونها منه صلى الله عليه وآله وسلم .
صلى الله عليه وآله وسلم
{ ومــا أرسـلـنــاك إلا رحــمـــة لـلـعــالـمــين } الأنبـياء : 107
للشاعر الإسلامي الكبير سماحة السيد /
محمود الطاهر الصافى الهاشمى الإدريسى الحسنى
مُــحَــمَّــدُ هَـذَا الكَـونُ مِــنْ نُــورِهِ سَــرَى
ولَــولاهُ مَــا رَ قَّ النَّــسِــيــــمُ ولا جَـــرَى
ولا كَانَتِ الشَّـمْـسُ المُـضِــيـئَـةُ رَحْــمَــةً
أَلا إِنَّـــهُ نُـــورٌ مِـــنَ الــلَّــــهِ أَكْـــــبَـــــــرَا
ولا كَانَ مَـاءُ النَّهْــرِ يَـجْــرِى مُــسَــوَّغــاً
ولا كَــانَـتِ الأَرْضُ انْـبِـسَــاطــاً وأَبْــحُـــرَا
ولا انْـتَـظَــمَـتْ فـى الكَـونِ رُوحُ حَـيَاتِــهِ
فَــمِـنْـهُ بَــدَا .. لَولاهُ مَــا كَــانَ أُظْــهِـــرَا
هُــوَ الـرَّحْــمَـةُ الكُبْـرَى ظُهُـوراً وبَاطِــنــاً
وأَوجَــدَهُ الـرَّحْــمَــنُ نُـــوراً مُـــكَــبَّـــرَا
لَهُ صِـفَـةٌ لا يَـبْـلُـغُ الخَــلْــقُ مِـثْــلَــهَــا
سُــمُــواًّ ، وأَخْــلاقٌ لَـهَـا العَـقْـلُ كَــبَّـرَا
ومِـنْــهُ يَــنَـابِــيــعُ العُــلُـومِ تَــفَــجَّــرَتْ
فَـفَـاضَــتْ بِـهَـا الوُدْيَـانُ سَـقْـيـاً وأَنْـهُـرَا
لَهَـا الـرُّوحُ تَـهْـفُـو والعُــقُـولُ عَـشِـيقَــةٌ
ولَولا هَـوَاهَا مَا جَـرَى العِـلْـمُ أَسْـطُـرَا
ولَولا غُـيُــوثٌ مِـنْ فُــيُــوضَـاتِ فَـضْـلِــهِ
لَمَـاتَـتْ زُرُوعُ العِـلْـمِ والنَّـبْتُ بُــعْــثِــرَا
لَقَـدْ سَـقَـتِ الأخَـلاقَ حَـتَّى تَـفَـنَّـنَـتْ
وُرُوداً وأَزْهَــــاراً ونُــــوراً مُـــنَــــوَّرَا
وكَيْفَ مَدِيحِـى وهُـوَ سِـدْرَةُ مُـنْـتَـهَـى
ومَطْلَعُ شَمْـسِ المَجْدِ فِى أُفُـقِ الوَرَى
ومَصْـدَرُ أَفْـضَـالٍ عَلَى الخَـلْــقِ عَــدُّهَـا
مُـحَـالٌ كَـعَـدِّ الغَـيْـثِ يَــومـاً إِذَا يُــرَى
وأَيْــنَ غُـيُـوثُ المَـاءِ مِنْ غَـيْـثِ جُـودِهِ
فَـمَـا هِـىَ إِلا قَـطْــرَةٌ حِـيــنَ أَمْــطَـــرَا
لَـهُ كَـــرمُ الرَّحْــمَـــنِ فَــاضَ بِــنُـــورِهِ
فَكَانَ لَـهُ المِـعْـرَاجُ مِنْ بَـعْـدِ مَا سَـرَى
فَــيَــارَبِّ شَــفِّــعْــهُ وأَنْــقِـذْ شُـعُـوبَـهُ
وذُدْ عَنْ حِـمَـاهَـا مَـــنْ تَـعَـدَّى ودَبَّـرَا
أَقِـــلْ مِـحْـنَــةً يَـارَبِّ آذَتْ وأَفْــزَعَـــتْ
فَـجَــفَّ رَجَــاءُ العَــصْــرِ مِـنْـهَـا وأَقْـفَـرَا
فَـلَيْـسَ لَهُـمْ بَابٌ إِلَـيْـكَ سِـوَى الـذِّى
أَزَاحَ ظَـلامَ الشِّــرْكِ بَـعْـدَ أَنْ أَفْــتَــرَى
لَـنَـا سَــبَــبٌ مِــنْــهُ ونُــورٌ ورَحْــمَـــــةٌ
فَيَـارَبِّ فَاجْـعَـلْهُ إِلَى النَّـصْرِ مَـعْــبَــرَا
ويَـارَبِّ ثَـبِّـتْـنَـا عَـلَى عـَـهْـــدِهِ الــــذِّى
يُضِـىءُ فَلا يُخْـشَى بِهِ أُسْـدُ الشَّـرَى1
فَـإِنَّ حِــمَـــاهُ لا يُـــمَـــاثِــلُــهُ حِــمَــى
وإِنَّ عُــلاهُ جَــــاوَزَ الحَـصْــرَ مَــفْــخَـــرَا
فَضَـائِلُ كُلِّ الخَـلْـقِ مِـنْ بَــعْـدِ فَضْـلِـهِ
لأَنَّ مُحِـيطَ الفَضْـلِ مِنْ فَضْـلِـهِ قِـرَى2
هُـوَ البَشَـرُ الأَسْـمَى عَـلَى كُـلِّ عَـالِـمٍ
وقَـــدْ دَلَّــتِ الآيَـاتُ والــلَّــــهُ بَـــشَّـــرَا
لَـقَـــدْ عَـبَـدَ الرَّحْـمَــنَ والكَــونُ مَـا بَــدَا
وآدَمُ فِـى الإِخْـفَـــاءِ مَا زَالَ مُـضْـمَـــرَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أسد الشـرى : الأسود الكثيرة الشديدة البطـش .
2 الـقِــرَى : الكرم والضيافة ، والمقصود أنه صلى الله عليه وآله وسلم مصدر الفضائل السامية والخَـلْـقُ يستمدونها منه صلى الله عليه وآله وسلم .