المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهون على هؤلاء العرب والمسلمين سب رسول الإسلام من انتقاد أمريكا


د. حامد العطية
17-09-2012, 09:05 PM
أهون على هؤلاء العرب والمسلمين سب رسول الإسلام من انتقاد أمريكا
د. حامد العطية

هم عرب ومسلمون، منهم حكام ورعية، نخب وعوام، علمانيون ومتدينون أيضاً، هم حلفاء وأصدقاء أمريكا، مذعنون لمشيئتها، مطيعون لأوامرها، منخرطون في مخططاتها، منفذون لمكائدها، يتوددون لقادتها، ويحرصون على رضاها، ويتقربون لها ولو بدماء أخوتهم من العرب والمسلمين.
في معظم بلاد العرب والمسلمين حكام متوكلون على أمريكا أولاً واخراً للحفاظ على سلطانهم ومساعدتهم في قمع شعوبهم وحمايتهم من اعدائهم الخارجيين، الحقيقيين والمتخيلين، ولو انتقدت أمريكا لزجوا بك في غياهب السجون، وهم أصدروا البيانات ونطقوا بالتصريحات لا استنكاراً لاساءات أمريكا المتكررة للإسلام بل شجباً للمظاهرات العفوية للغيورين على دينهم ونبيهم، فهل نبس احد من حكام الخليج، على سبيل المثال لا الحصر، بكلمة استنكار صادقة على مسمع من حكومة أمريكا؟
ترتبط بعض الحكومات العربية والاسلامية في تركيا والباكستان وافغانستان والكويت والعراق والبحرين واليمن وغيرها بمعاهدات واتفاقيات استراتيجية وأمنية مع أمريكا، تحصل بموجبها أمريكا على امتيازات وتسهيلات مثل اقامة القواعد العسكرية والمقار القيادية وتوفير الخدمات اللوجستية وانشاء السفارات الماموثية، وقد تتيح لأمريكا تسيير رحلات التجسس فوق أراضيها وقتل مناوئيها بالطائرات الموجهة عن بعد، فهل يتوقع عاقل من حكومة تركيا ذات الوجهين العلماني والإسلامي
( البراغماتي) أن تهمس بعبارة عتاب واحدة في اذن حليفتها الرئيسية في حلف الناتو؟
إن كنت مكارياً، فلابد لك أن تتودد للحداد، وإلا فمن يغير حدوات مطاياك؟ الحكومات العربية والاسلامية باستثناء قلة قليلة تشمل إيران وسورية أشبه بهذا المكاري، إذ تعتمد على " الحداد" الأمريكي والغربي لتزويدها بالسلاح، وفي القرون الوسطى احتكر الاقطاع الجدد الذين حصلوا على اقطاعياتهم بفضل مناصرتهم الملوك والامراء الحاكمين صنع وتجارة السلاح، وحرموا على العامة اقتناءها لتكون القوة والمنعة لهم وحدهم، وحكام العرب والمسلمين "المكارون" بحاجة للسلاح الأمريكي لا لتحرير فلسطين وبيت المقدس وطرد الرجس الصهيوني عن المسجد الأقصى بل لتوقي شرور بعضهم البعض وردع شعوبهم عن التحرك ضدهم، كما تفرض عليهم حكومة أمريكا شراء سلاحها ذي المواصفات والقدرات المتدنية لتشغيل مصانع السلاح فيها والاستحواذ على فائض أموالهم، وتشترط عليهم عدم استخدام السلاح الأمريكي الصنع ضد حلفائها، ولو تجرأ أحد من هؤلاء الحكام على انتقاد سكوت أمريكا على الاساءة لنبي الاسلام لردت عليه بقطع امدادات السلاح والعتاد وقطع الغيار.
يقول المثل الشعبي: اطعم الفم تستحي العين، واللسان في وسط الفم، وهو الخبير لا العين بحلاوة الطعام، فهل تحرك لسان شاعر عربي، من المعاصرين أو الأقدمين، بهجاء ولي من اولياء نعمته؟ وحال حكام العرب والمسلمين في مصر والمغرب والأردن واليمن والباكستان وغيرها الواقفين على أبواب حكومة أمريكا وبرلمانها بانتظار المعونات السنوية من هبات وقروض ميسرة وقمح بثمن بخس هو أشبه بحال شعراء العرب المتملقين والمتزلفين، ولا بد لهم من تقبيل يد أمريكا العليا، في العلن والسر، ولو دعوا عليها بالكسر ففي سرائرهم فقط، وبالأمس حث حزب الأخوان المسلمين الحاكم في مصر أتباعه على التظاهر السلمي ضد الفلم المسيء للرسول الأعظم ثم تراجع، ولكم أن تتخيلوا ما حدث بين القرارين.
واجهت الدولة الأموية في مرحلتها الأولى أزمة اقتصادية، نتيجة رفض بيزنطة تزويدها بالنقود الذهبية، التي من دونها تكسد التجارة ويتعطل الاقتصاد برمته، ثم اهتدى الحكام الأمويون إلى حل للمشكلة، بفضل نصيحة من أحد احفاد النبي الأعظم، والتفاصيل لدى المؤرخين، فقاموا بصك نقودهم بأنفسهم، وصار للمسلمين اقتصادهم المستقل عن بيزنطة، لكن العرب والمسلمين اليوم حريصون كل الحرص على ربط نظمهم الاقتصادية بالاقتصاد الأمريكي والغربي المشرف على الإفلاس، وهم يودعون ألاف المليارات من أموالهم في المصارف الأمريكية والغربية أو يشترون بها السندات الحكومية في الوقت الذي ما يزال نصف المسلمين أميون ويشكون من قلة الطعام والمساكن غير الصحية وتفشي الأمراض وتدني الخدمات ورداءة البنى التحتية والبطالة، ولو رجعوا للقرآن الكريم وبالتحديد للآيات الكريمة التي أمرت المسلمين بمقاطعة المشركين اقتصادياً في الوقت الذي كانوا فيه بحاجة للتجارة والمقايضة معهم (التوبة:28) لأدركوا أهمية الاقتصاد المستقل، إذ لا سيادة من دون اقتصاد قوي ومستقل، وحتى يعمل العرب والمسلمون بالأمر الرباني وينتبهوا لنصيحة حفيد الرسول الأعظم لحكام بني أمية فلا تنتظروا منهم ولو استجداء أمريكا لتكف عن ازدراء ديانتهم ومعتقداتهم ورموزهم الخالدة.
كان سكان أوروبا الغارقون في جهل القرون الوسطى يظنون أن العالم مسطح ولو أبحروا إلى وسط المحيط فسيصلون لنقطة النهاية ويسقطون في الفراغ، وهنالك ربما المئات من الملايين من العرب والمسلمين الذين يؤمنون بأن لا بقاء للبشرية بدون تقنيات أمريكا وطبها وادويتها وصناعاتها، كما يعتقد مترفوهم بأن لا حياة طيبة من دون وسائل الترف واللهو والعبث الأمريكية، وهم متيقنون بأنهم وحتى قيام الساعة لن يلحقوا بالركب العلمي والتقني والصناعي لأمريكا والغرب، ولو حرموا من عطاءات أمريكا العلمية والتقنية والمجونية لضاعوا في مياه المحيط المتلاطمة ولكان مصيرهم السقوط في فراغ الحرمان والهلاك، فهل يعقل أن يتخلوا عن خشبة نجاتهم الامريكية؟
هل صدقتم الآن بأن سب الرسول الأعظم أهون على نفوس بعض العرب والمسلمين من انتقاد امريكا؟
قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (التوبة :24)
16 أيلول 2012م

أبواسد البغدادي
17-09-2012, 09:52 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
حقيقة لا عرف ماذا دهاني اليوم؟! دخلت القسم السياسي ؟
لاني رجل لا احب السياسة ولا اتكلم بها ولا اتابع الاخبار طيلة حياتي ؟
هل . لانه موضوعك اخي الجليل وبعض مواضيع الاخوة تخرج الناسك من صومعته ؟ ام تفجر صمت المنزوي !

اسمح لي ان القول بالشد على يديد المباركتين والثناء على قلمك الحر بكل تواضع
واعلم اني اؤيدكل حرف وكلمة سطرتها بقلمك وهوكلام الواقع ..لاكلام العاجز المتمني ..فالكل يدلوا دلوه .
وخير الناس من نفع الناس ........
الى الان لم ادخل في السياسة ؟ واعلم ياصديقي لو تكلمت في السياسة فلا اعتقد احد سيوافق وجهة نظري ؟ ( لا اقول سياتي وقته ولكن اقول عسى الاياتي فخلوتي احق بالاستماع ) ...
اخي وحبيب قلبي ..... كلامكم في الصميم وخصوصا ماورد عن حكام الخليج عيناً لاغيرهم ... واما الباقين من الحكام
فهناك مقولة عراقية تقول ( بالريش ) يعاني لايؤثر ؟ والمقصود ان حكام الخليج اصحاب( البازي والشاهين ) والكرب السلوقية
هم المعنين بالقضية اساسا ....
سوف اقول لك نظريتي المتواضعة ( كل المسلمين ينظرون الى صرح ظاهر للعيان ويؤيد عظمته القرآن والروايات ؟)
انها ( الكعبة ) .... لاحظ مدى اهتمام التيوس والهابية بها وآل سعود ؟
ومدى شوق الناس بالوصول اليها ؟
والان ناتي الى تاثير الكعبة المشرفة ( اي من يختبئ خلفها كانها شجرة عملاقة في ساحة حرب !)
فهؤلاء التيوس الوهابية ( كما اطلق عليهم ) وآل سعود يوهمون المسلمين من غير العرب ( كاندونوسيا والصين والافارقة والماليزيين والمهتدين وغيره وبعض الغالبية العظمى من مسلمي الوطن العربي من اي مذهب كان ؟)
يوهمونهم بان الكعبة هي محط رحالهم .... ؟
وانها الهم الاكبر لكل مسلم ؟
وانه لايكون مسلما الامن حجها ؟ ...........( بعيداً عن الجنبة الفقهية )
وقس على ذلك اهمية الكعبة المشرفة ............
والان ناتي ونسال ( من المسؤول عن الكعبة )؟
في ارض مَن الكعبة ؟؟
من يملك الارض وبيده زمام الامور ؟
من الواجهة الحضارية للاسلام واساس الاسلام ومنبع الاسلام ( انها الجزيرة ! وحكامها وعلمائها من التيوس
وبذلك تجد المسلم المتمسلم الجديد على الساحة وايضا بالاضافة لاتباعهم الرعيان من البدو ينظرون اليهم تظرة تقديس
وان مايخرج منهم لايعد جرما وانهم بمثابة ائئمة زمانهم وخلفاء الله على الخلق والارض !
وهنا ياتي التساؤل ( كم ؟ ومَن ... المسلمين على وجه العموم من يسخط على حكام الخليج وآل سعود بالخصوص وتيوسهم
إن استبدلوا العلاقة بامريكا واسرائيل بالعلاقة بالرآن ونبيهم صلى الله عليه وآله وحرمة المسلم ؟؟؟؟؟؟؟؟))
والحديث يطول .....

وبالنسبة لقولك اخي الجليل .....كان سكان أوروبا الغارقون في جهل القرون الوسطى يظنون أن العالم مسطح !!!!!!!!
حبيب قلبي الى اليوم راعي كنيسة الجزيرة ( كما اصطلح عليه) ابن بازي عتقد بذلك ويكفر من ينكره !!!!

وصدقت القول حبيب قلبي ...
وحتى يعمل العرب والمسلمون بالأمر الرباني وينتبهوا لنصيحة حفيد الرسول الأعظم لحكام بني أمية فلا تنتظروا منهم ولو استجداء أمريكا لتكف عن ازدراء ديانتهم ومعتقداتهم ورموزهم الخالدة. ؟؟؟
وهنا وضعت يدك على العلة .... واصبت مرماكا ...
جزيتم عن الاسلام خيرا ...موفقين
وعذرا على الاطاله وهذا حال من يخرج من صمته ...العتب عليك حبيب قلبي
ممنون

د. حامد العطية
19-09-2012, 11:16 PM
أخي العزيز الأستاذ الفاضل أبي أسد البغدادي وفقه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلماتكم البليغة مست شغاف قلبي وحركت شجوني إذ انا يا عزيزي مثلك لا أطيق السياسة وتجرعتها كما يتجرع المريض الدواء المر كالعلقم ولولا أنهم أحرجوني لما خرجت شاهراً قلمي بوجوهم وإن كان ذلك من جنس أضعف الايمان.
أخي العزيز عندما سألوني لم تركت العراق في 1982 وعانيت عقوداً من السنين في بلاد الغربة والتشرد والحرمان والعوز والاستدانة اقول لهم بأني لم أكن أنازع نظام الطاغية البعثي سلطانه ولكن وجدته قد اوغل في سفك الدماء والقهر وخرق القيم والاخلاق فلم أطق العيش في كنفه وهكذا بدأت رحلتي القسرية مع السياسة ومن المؤسف بأنه وبعد أن انقذ الله العراقيين برحمته من عبودية الصنم الفرعوني ما يزالون يتلمسون طريقهم في التيه الذي فرضوه على أنفسهم
صدقت يا أخي إذ وجهت أصابع الاتهام إلى حكام الخليج وأتباعهم فهم يتحملون الشطر الأكبر من المسؤولية عن هوان المسلمين وعجزهم عن ردع الاساءات الموجهة لدينهم ورسولهم ولكن كل المسلمين محاسبون ومسائلون عن ذلك أيضاً لأن لا عذر لأي واحد منا في التهاون بالدفاع عن الدين لأن هجمة الغربيين على العقيدة الاسلامية هو جانب أساسي في حملتهم الشاملة على هذه الأمة والهدف منها هو قتل روحها المعنوية واضعافها كما حدث من قبل لعدد من الحضارات التي استهدفها الغربيون في الأمريكيتين وافريقيا وأستراليا.
ونأمل في الاستزادة مستقبلاً من تحليلاتكم الصائبة واستنتاجاتكم المفيدة
ودمتم بألف خير وسؤدد
أخوكم
حامد العطية