المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أأنسى حسيناً بالطفوفِ بأهلهِ


سراج الربيعي
18-09-2012, 11:02 PM
أأنسى حسيناً بالطفوفِ بأهلِهِ



ديارُ حبيبي في العراقِ طلولُ = وينْدِبنَ رَكْباً ما إليهِ وصولُ


وما عُشتُ مِن بعدِ الصَّريمِ بفرحةٍ = وللقلبِ خطبٌ في الزمانِ جليلُ


كأنّي وليلي والطلولَ وناقتي = رفاقٌ ومِن بلوى الزمان ذُهولُ


إذا بزغَتْ شمسُ النهارِ بكيتها = وإن لامني في ما اكتويتُ عذولُ


ويأسى عليكِ الليلُ إذْ لكِ غرّةٌ = كما النجمُ في عين ِالدليلِ دليلُ


تُسايرها الأقمارُ في كلٍّ جانبٍ = وللشامتين الحاسدينَ مُحولُ


وقدْ سكنتْ روحي الديارَ مع الأسى = غداةَ سرتْ بالنائحاتِ خيولُ


فأُجري بها دمعي وأبكي ربوعَها = لعلَّ إلى قلبِ الربابِ وصولُ


ففي كلِّ حينٍ للخليلِ مدامعٌ = عساها لمفجوعِ الفؤادِ حلولُ


أرِقْتُ ولمْ أهجعْ إلى النومِ لحظة ً = ولمْ يُسْلِ مثكولَ الفؤادِ هديلُ


وما نلتُ من بَعْدِ المصيبةِ سلوةً = فدمعي على سربِ الظباءِ سيولُ


وكم كنتُ أبكي والنجومُ شواهدٌ = كواكبُها حولَ الطلولِ شُكولُ


إذا أنت َ شاهدتَ الحبيبَ ببقعةٍ = تنوحُ وعن هجرِ الحبيبِ تقولُ


رمانا الذي يرمي الجميعَ بسهمهِ = ويُردي نفوساً للثرى ويصولُ


فهل تكتفي بالصبرِ بنتٌ يتيمةٌ = وكلُّ مكانٍ بالوجودِ ثكولُ


رمى الدهرُ بالسُّمرِ اللدانِ أعِزَّةً = كماةً وأمّا نهجُهُم فسبيلُ


يهونُ علينا أنْ تُحزَّ رقابَنا = وتُسْلَبُ أعراضُ لنا وحمولُ


إذا كانَ حزُّ الرأسِ أبخسَ سلعةٍ = فكلُّ نفيسٍ للحسينِ بديلُ


ومازالَ منهاجاً من الحقِّ صادقاً = على نهجهِ نبني الدُّنا ونَصولُ


وما زُلفةٌ إلاّ وللسبط مثلها = تحيّرَ فيها في السّماءِ خليلُ


وكمْ هدّتْ الأيامُ عرشاً وحاكماً = ومالتْ بهم حيثُ الأمورُ تميلُ


وبايعهُ يومَ الطفوفِ بواسلٌ = لهُمْ في قلوبِ الصادقين مقيلُ


ونَعْلَمُ أنّا في الحياةِ جحافلٌ = وأنتمْ كماةٌ في الجهاد ِ شبولُ


وللناسِ في كلِّ العصور ِ أئمّةٌ = أما عَلِموا أنّ الحسينَ كفيلُُ ؟


همامٌ إذا ما كرَّ يومَ كريهةٍ = تحيّرَ فيها الجيشُ كيفَ يؤولُ


فحزّ رقابَ القومِ حزاً إلى اللظى = لها زفرةٌ مِن جُرمِهِمْ وذُحولُ


تراهُ كأنّ البرقَ مرَّ بسيفهِ = فليسَ لطعّانٍ إليهِ نزولُ


يهدَّ حصونَ البغيِّ يومَ نزالِهِ = وفي الحربِ جولاتٌ لهُ وفصولُ


فأورَدَهمْ نارَ الجحيم ِ ببأسِهِ = وما علموا أنّ البلاءَ ثقيلُ


إمامٌ لوى زندَ الردى وقد ارتقى = جناناً وأمّا كربلا فدليلُ


نطوفُ كما طافَ الحجيجُ بمكّةٍ = غداةَ ثوى للأنبياءِ سليلُ


وتنعاكَ مِن عرشِ الإلهِ ملائكٌ = وتأتي إلى أرضِ الطفوفِ مثيلُ


تناوبَ ناعيكَ البكاءَ بكربلا = وفي الطفِ مِن بعد الحسينِ عويلُ


ضياغمُ فوقَ الأرضِ قابلها الردى = تسابقَ فيها فتيةٌ وكهولُ


تمُرُّ سِراعاً في الوداعِ كأنّها = نجومٌ لها قبلَ الحسينِ أُفولُ


فقمْ ياعمادَ الدينِ حدِّثْ عن السّما = فأنتَ بليغٌ بالكلامِ قؤولُ


أخذتَ مِن المولى بياناً وحكمةً = بما لمْ يُحدِّثْ شاهدٌ ورسولُ


فقولُكَ لمْ يُنكرهُ في الكونِ عاقلٌ = لهُ بين آفاقِ السماءِ أصولُ


تجودُ بأنجادٍ وتُفدي بغيرها = وأنت بآياتِ الطفوفِ قتيلُ


وجودُكَ يوم الطفِّ بالنفس ِ واهباً = هو النصرُ لمْ يغلبك فيه منيلُ


مضيتَ بأرواح الرجال ِ إلى العُلا = وليس لها في العالمين قبيلُ


شبولٌ كأنّ الموتَ ظبيٌّ أمامهم = فأضحى كأنّ الشبلَ منهُ أكولُ


أسودٌ لهم في الظالمينَ وقائعٌ = وصَعْقٌ بهامِ الغادرينَ وبيلُ


ليوثٌ بأبوابِ العفافِ وقوفهم = كرامٌ وبذلُ المخلصينَ جزيلُ


وما كانَ نصرُ السّبطِ إلاّ لأنّهُ = إمامٌ وأنّ الطاهرينَ قليلُ


فأصبحَ مثلَ الرُّسلِ في الناسِ قائماً = ولكنْ كما قالَ الرسولُ أقولُ


وأنكرهُ مَن كان يبغضُ أهلهُ = لئيمٌ حقودٌ بالحياةِ رذيلُ


فلا ترجُوَن ْ مِن خائنٍ في محبّةٍ = وهان عليه الودُّ وهو بخيل


فإنّ السيوفَ الصاقلات إذا خلتْ = مِن الحزِّ والتقطيع فهي ذيولُ


فأصبحَ مثلَ العيسِ في البرِّ تائهاً = وفي قلبها نحو السّرابِ فُضولُ


وهلْ يهتدي بالنجمِ أعمى بصيرةٍ = وأعوزهُ عندَ المسيرِ دليلُ


وخيرُ عقولُ المدركين هي التي = متى صالَ سيفُ الطاهرين تصولُ


فما هزّني إلا مصائبُ عترةٍ = إذا نزلتْ فوق الجبالَ تزولُ


تفرّقَ عنهمْ في الجهادِ مُعاهداً = وسُلّتْ عليهم في الحروبِ نصولُ


إذا ماتجلى الصبحُ في الطفِّ باكياً = أتتْ كلُّ قلبٍ أنّةٌ وعويلُ


وأنّ الفتى يوم الطفوفِ سبيلُهُ = يجودُ وعن سبط النبيِّ بديلُ


أبتْ عَينُه ُ أن يُدركُ النومُ جَفنها = وفي الطفِّ محزوزُ الوريدِ قتيلُ


على أنها سحّتْ ولمْ تتركُ البُكا = لعبرتها نهرُ الفراتِ يسيلُ


ألا إنّ عيناً لاتسُحُّ دموعها = فذلك قلبٌ بالوفاءِ بخيلُ


إذا شحّ قلبٌ بالبكاء لعلّةٍ = فكلُّ دواءٍ للبخيلِ قتولُ


هجرتُ النوادي ما بقلبي سعادة = فأمستْ عليَّ الفاجعات تلولُ


فحزني على أهلي يزولُ بوقتهِ = وحزني على آل الرسولِ طويلُ


حسينٌ بكتْ حُزْناً عليه قلوبُنا = وَسَحّ لها دمعٌ عليه سيولُ


وزلزلتْ الشمُّ الجبالُ بقتلهِ = وللحوتِ في بطن البحارِ عويلُ


أأنسى حسيناً بالطفوفِ بأهلِهِ = يقاتلُ جيشاً زاحفاً ويصولُ


أأنساهُ إذْ قلّ النصيرُ بركنهِ = فيفرحُ واشٍ أو يُسَرَّ عذولُ


يرى الحتفَ لايخشاهُ طول حياتهِ = وللسيفِ مِن وقعِ الحسينِ صليلُ


لهُ مِن وليِّ الله نفسُ صفاتهِ = فليس لصنديدٍ إليهِ وصولُ


فما كلُّ مولى في البريةِ حيدرٌ = ولا كلُّ جدٍّ في العبادِ رسولُ


وما كلُّ عمٍ في الجهادِ كجعفرٍ = وما كلُّ فردٍ في الرجالِ عقيلُ


وما كلُّ أُمٍ في النساءِ كفاطمٍ = ولا كلُّ شخصٍ في الوجودِ سليلُ


كفاهُ علواً في الكتابِ كجدّهِ = فذلك فخرٌ دائمٌ وأثيلُ


فلهفي وقد دارت عليه عصابةٌ = عصاةً وعن نهج الرسولِ تميلُ


وأكفانُهُ تُرْبُ الصعيدِ بكربلا = أمّا الدماءُ عن الفرات غسيلُ


فلهفي وقد رمقَ الخيام بطرفه = غيوراً وأمّا خطبه فجليلُ


برزنَ إليه الثاكلات تتابعاً = نوائحها حول الحسينِ تطولُ


وعاد جواد السبط يصهل عاليا = به نائحا ً عند النساء يجولُ


فلهفي لأخت السبط تلطم وجهها = وليس لها إلاّ النساءَ مُعيلُ


فخاضت جموعَ القومِ تبعثُ شجوها = فأعوزها عند البلاءِ كفيلُ


فيا لكِ ثكلى لاتنامُ جفونها = وفي كلِّ ذكرٍ ماخلاهُ ذهولُ


فنادتهُ مِن بين الجموعِ وأنشدتْ = ومِن بعدها للثاكلاتِ عويلُ


فلو كان في أرض الطفوفِ محمدٌ = فما ابتهجتْ في الطفِ فيه نغولُ


ولا برزت نحو الحسين كتائبٌ = ولا قُرعتْ بوقٌ لها وطبولُ


ولا ظلّ ظمآنُ الفؤادِ على الثرى = سليبَ الرِّدى تعدو عليه خيولُ


مضى وسياطُ الدهرِ فوق مِتونَنا = لها أثرٌ فوق المتونِ دليلُ


ففي القلبِ بعد الثاكلاتِ مآتمٌ = وللنوحِ في حبِّ الحسينِ فصولُ


فلا مأتمي يابن النبيِّ مسَكِّنٌ = ثكولاً ولا وجدي الشديدُ يزولُ


أمولاي قلبي لا يخفّ أنينُهُ = ودمعي سخينٌ بالأسى ويسيلُ


يعزُّ على المثكول ِ خطبُكَ فادحٌ = وذلك خطبٌ في السماءِ جليلُ


برزنّ إليك الحاسراتُ نوائحاً = فلم يبق َ في تلك الخيام ثكولُ


فلمّا وصلنَ الثاكلات بقربهِ = لهنّ على جسد الوليِّ نزولُ


فتلك تنادي بالثبور وهذه = تلوذُ وأخرى بالنحيب تطيلُ


فألقتْ إليه نظرةً وتصبّرتْ = وفي قلبها فقدُ الحسينِ يجولُُ


فودّعتِ الجسدَ الخضيبِ بهيبةٍ = أبتْ أن يراها تستكينُ عذولُ


إذا ما تجلى الليلُ في الأفق داجياً = كواكبهُ بعد الطفوفِ أُفولُ


دنوتُ ولا غير ُ الوليِّ مقاصدي = عساهُ لأيتام الرسولِ يؤولُ


فيا مُبْلجاً نورَ الجنان ِ بوجههِ = ومِن دونهِ نورُ الشموسِ كليلُ


ألمْ ترَ أنّ الظالمين توافدوا = فماذا عسى بعد الكفيلِ نقولُ


فإن الخيامَ النّيرات ِ إذا خَلَتْ = من الجودِ والأبطالِ فهي طلولُ


فللصبحِ في هذا المصابِ تكدّرٌ = وللبدرِ من وقع المصابِ أُفولُ


فيا آل َ خير المرسلين قصدتكم = ليومٍ به وقعُ الحسابِ ثقيلُ


أعينوا ذليلاً بالحسينِ رجوتكم = لعلمي بكم أن العطاءَ جزيل


فشعري عن التفصيل في طفِ كربلا = ضعيفٌ وقولُ الإعتذارِ بديلُ


عليك سلامُ الله يا كعبةَ الإبا = ويا كهفَ مَن عزّت عليه ِ طلولُ


فيا آيةً في جنبِ مجدٍ وعزّةٍ = سيتلو بها قلبي وليس يحولُ


فيا خيرَ نهجٍ لأعظمَ ثورةٍ = إذا حلّ في أرضٍ فليس يزولُ


فما أنا في هذا القريض ِ بمبدعٍ = فلي في المراثي والعزاء أُصولُ


عزاءٌ يَفُتُّ الصخرَ مِن أشجانهِ = وقولٌ كنعيِّ الثاكلين فصولُ


كتبتُ أُناجي سبطَ أحمدَ في الورى = وبانَ على قلبي العليل ِ نحولُ


أُجددُ ذكرى حُزنِكُمْ بوثائقٍ = لعلمي بها أنّ العزاءَ طويلُ


أمولاي عيني لاتكلّ مِن البُكا = إذا عاينتْ نهر الفراتِ يسيلُ


فيا عجبا حتى الفرات بكى دماً = فهان عليه البوحُ وهو خجولُ


فإنْ غبتُمُ يومَ الطفوف فإنّما = لكُم في قلوبُ المؤمنين َ مقيلُ


لها حيث أغدو والجنانُ بجانبي = وإنّي بجناتِ الحسينِ نزيلُ


دبي - 7 محرم الحرام 1432 هـ 13/12/2010 – سراج الربيعي أبو حسين

الروح
19-09-2012, 03:14 PM
قصيدة رائعة بوركت أيها القدير
لقد أجدت فيما قدمت
لك تراتيل شكري وتقديري

احمد آل مسيلم
19-09-2012, 05:02 PM
الشاعر القدير سراج الربيعي ...
لقد وسعت الشعر ونطقت الابداع ..
وأفضت أسمى المعاني ... في حب محمد وال محمد
طوبى لهذا القلم الذي لا يعرف الا الابداع

سراج الربيعي
21-09-2012, 09:00 AM
الأخت الفاضلة الجليلة الروح

رحم الله والديكم وشكرا لكِ على مرورك الأخوي

حفظك الله وشفعت لكِ الزهراء عليها أفضل الصلاة والسلام

سراج الربيعي
21-09-2012, 09:01 AM
الأخ الكريم والأديب أحمد آل مسيلم

لك خالص الدعوات والتحايا

وفقك الله دائما ورزقك زيارة وشفاعة سيد الشهداء عليه أفضل الصلاة والسلام

سلام ودعاء دائم ومتواصل

سديم الفجر
21-09-2012, 02:37 PM
الله يا استاذ سراج نشرت عصماء في عالم الأدب الحسيني
جزاك الله خير الجزاء
موفق ان شاء الله

سراج الربيعي
21-09-2012, 04:36 PM
سديم الفجر

رحم الله والديكم وشكرا لمروركم الأخوي الكريم