مرتضى علي الحلي
21-09-2012, 05:28 PM
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
=============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إمتاز الرسولُ الأكرم محمد بن عبد الله :صلى اللهُ عليه وآله وسلّم :
وبشهادة اللهِ تعالى في كتابه العزيز بالنزاهة المُطلقة في شخصيته الشريفة
والتي تجلَّتْ بالنزاهة الذاتية والنفسية والنسبية والحسبية
والتبرءُ عن كل رذيلة أخلاقية أو عيب جسمي ظاهري يخلُّ بشخصه الكريم
أو يجعله ساقطاً عن قلوب الناس.
فما أراده اللهُ تعالى قد شهدَ به في أن يكون شخص النبي الأكرم :ص:
كاملاً تاماً معصوماً من سائر الجهات الأخلاقية والنسبية والحسبية
حتى يكون مُؤهلا للإتباع والوثوق به.
وهذا الأمرُ المشهود به إلهيَّاً هو مَن أوجد الملاك العقلائي الحَسن والصحيح
في إقتداء المسلمين أخذاً بقوله :ص: وسيراً على سننه القويمة.
قال اللهُ تعالى مُفصحاً عن ذلك الأمر المشهود به:
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
والمعنى:
وإنَّك -أيَّها الرسول الأكرم محمد :صلى الله عليه وآله وسلّم:
: لعلى خُلقٍ عظيم :
وهو ما اشتمل عليه القرآن من مكارم الأخلاق ومحاسن العقيدة والشريعة
فكراً ومنهاجا.
ومن هنا تتجلى لنا حقيقة الذات المحمدية الشريفة المُستبطنة للحقيقة الأخلاقية وجوديا
والتي منها إنطلقتْ الإصلاحات النبوية الشريفة لتزحف بقيمها الإلهية على بساط المجتمع البشري فتغيِّره بعدما كان غارقاً في ظلمات الجهل والفساد والوثنية.
ومن هنا أيضا إنبثقتْ عصمة الذات المحمدية المُقدَّسة بصورتها الحقوقية والقيميَّة
لتطرح نفسها وبقوة في شخص الرسول الأكرم محمد :ص:
أسوةً حسنة معصومة للبشرية جمعاء.
قال اللهُ تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
وفي متن هذه الأية الوثائقية والتي قبلها
جاء توصيف الله تعالى لرسوله الأكرم :ص: بالخُلق العظيم :
كاشفاً عن أسويته الحسنة ونفوذها إفقياً بين الناس أجمعين
ومُحرِّكاً وباعثاً على محورية الأخلاق المحمدية
التي كانتْ ولازالتْ المُمون الوحيد للروافد القيمية المتمثلة بالأئمة المعصومين :عليهم السلام:
في هذه الحياة
إذ لم تنحصر طاقة الأسوة الحسنة بالرسول الأكرم :ص:
فحسب
بل جائتْ في إمتدادها زمنياً ووجودياً بالأئمة المعصومين :عليهم السلام:
قال اللهُ تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }الممتحنة6
وهكذا ستبقى أخلاقياتْ النبي محمد وآله المعصومين
مُموناً معصوما تستقي منه البشرية محاسن الأخلاق ومناهج التربية والإصلاح .
فأخلاق الرسول الأكرم :ص:
تُمثِّلُ تجلياً واقعيا وعمليا لأخلاق الله تعالى
لذا أفصح الله تعالى عن هذه الحقيقة العقدية بنفسه سبحانه
في كتابه الحكيم عندما وصّفَ رسوله الأكرم:ص: بأنّه :
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
في قوله تعالى:
{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة128
وهاتان الصفتان هما من الصفات الحقيقية لله تعالى .
إذاً قد نصَّ القرآن الكريم صراحة
على استمكان وهيمنة الرسول الأكرم بخُلقه العظيم
واشرافه على واقع وحقيقة الذات الأخلاقية
والتي منها تولّدت العصمة المُطلقة لشخصه الشريف والمُقدَّس
وتلك هي من مُختصات الأنبياء والأئمة المعصومين.
وبهذا لن يجوز لنا ولا لغيرنا
أن نتصور شخص النبي المعصوم
بأن يقع في الذنب أو الخطأ
أو يقع تحت تأثير الأهواء النفسية أو الخارجية .
كما يُحاول أعداء الله تعالى ورسوله تصوير وتجويز ذلك
وأخيراً إنَّ عصمة النبي محمد :ص: وكذا الأئمة المعصومين :ع:
هي التي تجعلنا نعتمد عليهم في حياتنا ومنهجنا
صيانة لأنفسنا من الإنحراف عن خط الإستقامة القويمة
فتكون بذلك شخصية الرسول الأكرم :ص:
مُؤمِّناً شرعيا وعقليا لإتباع سنته الشريفة.
فسلامٌ على نبينا محمد وآله المعصومين في العالمين
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
=============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إمتاز الرسولُ الأكرم محمد بن عبد الله :صلى اللهُ عليه وآله وسلّم :
وبشهادة اللهِ تعالى في كتابه العزيز بالنزاهة المُطلقة في شخصيته الشريفة
والتي تجلَّتْ بالنزاهة الذاتية والنفسية والنسبية والحسبية
والتبرءُ عن كل رذيلة أخلاقية أو عيب جسمي ظاهري يخلُّ بشخصه الكريم
أو يجعله ساقطاً عن قلوب الناس.
فما أراده اللهُ تعالى قد شهدَ به في أن يكون شخص النبي الأكرم :ص:
كاملاً تاماً معصوماً من سائر الجهات الأخلاقية والنسبية والحسبية
حتى يكون مُؤهلا للإتباع والوثوق به.
وهذا الأمرُ المشهود به إلهيَّاً هو مَن أوجد الملاك العقلائي الحَسن والصحيح
في إقتداء المسلمين أخذاً بقوله :ص: وسيراً على سننه القويمة.
قال اللهُ تعالى مُفصحاً عن ذلك الأمر المشهود به:
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
والمعنى:
وإنَّك -أيَّها الرسول الأكرم محمد :صلى الله عليه وآله وسلّم:
: لعلى خُلقٍ عظيم :
وهو ما اشتمل عليه القرآن من مكارم الأخلاق ومحاسن العقيدة والشريعة
فكراً ومنهاجا.
ومن هنا تتجلى لنا حقيقة الذات المحمدية الشريفة المُستبطنة للحقيقة الأخلاقية وجوديا
والتي منها إنطلقتْ الإصلاحات النبوية الشريفة لتزحف بقيمها الإلهية على بساط المجتمع البشري فتغيِّره بعدما كان غارقاً في ظلمات الجهل والفساد والوثنية.
ومن هنا أيضا إنبثقتْ عصمة الذات المحمدية المُقدَّسة بصورتها الحقوقية والقيميَّة
لتطرح نفسها وبقوة في شخص الرسول الأكرم محمد :ص:
أسوةً حسنة معصومة للبشرية جمعاء.
قال اللهُ تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
وفي متن هذه الأية الوثائقية والتي قبلها
جاء توصيف الله تعالى لرسوله الأكرم :ص: بالخُلق العظيم :
كاشفاً عن أسويته الحسنة ونفوذها إفقياً بين الناس أجمعين
ومُحرِّكاً وباعثاً على محورية الأخلاق المحمدية
التي كانتْ ولازالتْ المُمون الوحيد للروافد القيمية المتمثلة بالأئمة المعصومين :عليهم السلام:
في هذه الحياة
إذ لم تنحصر طاقة الأسوة الحسنة بالرسول الأكرم :ص:
فحسب
بل جائتْ في إمتدادها زمنياً ووجودياً بالأئمة المعصومين :عليهم السلام:
قال اللهُ تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }الممتحنة6
وهكذا ستبقى أخلاقياتْ النبي محمد وآله المعصومين
مُموناً معصوما تستقي منه البشرية محاسن الأخلاق ومناهج التربية والإصلاح .
فأخلاق الرسول الأكرم :ص:
تُمثِّلُ تجلياً واقعيا وعمليا لأخلاق الله تعالى
لذا أفصح الله تعالى عن هذه الحقيقة العقدية بنفسه سبحانه
في كتابه الحكيم عندما وصّفَ رسوله الأكرم:ص: بأنّه :
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
في قوله تعالى:
{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة128
وهاتان الصفتان هما من الصفات الحقيقية لله تعالى .
إذاً قد نصَّ القرآن الكريم صراحة
على استمكان وهيمنة الرسول الأكرم بخُلقه العظيم
واشرافه على واقع وحقيقة الذات الأخلاقية
والتي منها تولّدت العصمة المُطلقة لشخصه الشريف والمُقدَّس
وتلك هي من مُختصات الأنبياء والأئمة المعصومين.
وبهذا لن يجوز لنا ولا لغيرنا
أن نتصور شخص النبي المعصوم
بأن يقع في الذنب أو الخطأ
أو يقع تحت تأثير الأهواء النفسية أو الخارجية .
كما يُحاول أعداء الله تعالى ورسوله تصوير وتجويز ذلك
وأخيراً إنَّ عصمة النبي محمد :ص: وكذا الأئمة المعصومين :ع:
هي التي تجعلنا نعتمد عليهم في حياتنا ومنهجنا
صيانة لأنفسنا من الإنحراف عن خط الإستقامة القويمة
فتكون بذلك شخصية الرسول الأكرم :ص:
مُؤمِّناً شرعيا وعقليا لإتباع سنته الشريفة.
فسلامٌ على نبينا محمد وآله المعصومين في العالمين
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :