مرتضى علي الحلي
22-09-2012, 06:33 PM
: إنَّ ظهورَ الإمام المهدي :عليه السلام: لآتٍ :
======================
: آياتٍ حتميَّات و مُعطياتْ :
================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنَّ القرآن الكريم قد إمتاز في منهجيَّته القيَميَّة
بوضع الحقائق الدينية في ضرورة تحققها تحت حتميّات وجودية
أبرزها ما تعرّضتْ له بعض الآيات القرآنية الشريفة
في قوله تعالى:
(( إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ )) الأنعام134
(( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ )) الذاريات5
(( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ )) المرسلات 7
(( أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )) يونس55
(( وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) الروم6
(( فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )) القصص13
وهذه الحتميّات الوجودية قد إرتبطت كلّها بجزميَّة
تحقق الوعد المُنتَظَر بصورة عامة .
ومنها الوعد بظهور الإمام المهدي:عليه السلام: وقيامه بالحق:
والذي هو من الحتميّات الدينية في مُعتقد المسلمين كافة.
ومَن يشكُّ في حتميّة ظهور الإمام المهدي:عليه السلام:
فليراجع كتب العامة قبل الخاصة .
وإليك بعض منها.
لمحققي السَّنة ومُحدِّثيهم :
:1: صفة المهدي : للحافظ أبي نعيم الإصفهاني .
:2: البيان في أخبار صاحب الزمان : للكنجي الشافعي .
:3: البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : لملا علي المتقي .
:4: العرف الوردي في أخبار المهدي : للحافظ السيوطي .
:5: القولُ المُختصر في علامات المهدي المنتظر : لابن حجر .
:6: عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر : للشيخ جمال الدين الدمشقي
حتى أعطتْ كلُّ واحدة من هذه الحتميّات مُعطى يختلف عن الآخر في دلالته وقصده وتأسيسه
فالوعد الإلهِّي قد إحتُفَّ قرآنيّا بمناحي متعددة تعطي في صياغاتها إنطباعاً مُحكما وسديدا.
ولو لا حظنا الصيغ اللفظية التعبيرية التي جائت بعد مفهوم الوعد الحتمي في كل آيةٍ.
لأدركنا أنَّ البيان القرآني القويم يهدفُ إلى تعزيز مفهوم الوعد الإلهِّي في حتميته الوجودية .
كلٌّ في منحاه وما يقصده من قيمة ودلالة وهدف وحكمة.
فمثلاً في قوله تعالى:
(( إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ )) الأنعام134
إستعمل القرآن الكريم لفظة قوية المعنى والحركة وهي
:لآتٍ :
وتشير هذه اللفظة إلى حتميّة المَجيء للأمر المُنتَظَر
الجائي الكائن.
سيّما وقد دخلتْ لام الإبتداء على الإسم:آتٍ :الخبر:
لتزيده إقرارا وتحققا ولتدفع الشك وترفعه.
فأبرز مُعطى يتجلى لهذه اللفظة في مجيئها بعد مفهوم الوعد
هو أنَّ كل موعود كائنٌ ومُتحققٌ لا محالة.
حتى أنَّ الآلوسي في تفسير هذه الآية
:قال:
: وإيثار آتٍ على :لفظة: واقع : لبيان كمال سرعة وقوعه بتصويره بصورة طالبٍ حثيثٍ لا يفوته هارب :
:تفسير الآلوسي :ج8:ص30:
وهكذا بقيّة الألفاظ المُتعقِّبة لمفهوم الوعد
كقوله تعالى:
(( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ )) الذاريات5
فهنا أيضاً جائت لفظة صادق وما دخل عليها من اللام
لتعطي حكماً جازما مُطابقاً لواقع سيتحقق يقينا.
وهي بهذا المعنى تدفع وترفعُ التكذيب الذي هو نقيض وخلاف التصديق.
لمن يكون في نفسه شيء من هذا .
وبهذا المنحى الحكيم وغيره يكون القرآن الكريم قد سلّطَ الضوء على كل بُعدٍ بُعد في مفهوم الوعد المُرتَقَب .
حتى راح القرآنُ الكريم يُصيِّر مفهوم الوعد وجودا مُحققا كائناً
لا محالة ونازلاً بنا جزما.
قال تعالى:
(( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ )) المرسلات 7
فلفظة واقع واللام الداخلةُ عليها
قد بيّنتْ أنَّ الحتم في الوقوع للوعد المنُنتَظر
هو أظهرُ وأبيَّن الأشياء في التحقق وجوديا.
ثمَّ يتسلسل القرآن الكريم في آياته تسلسلاً منطقياً
فينسب الوعد إلى الله تعالى تشريفاً وتحقيقا
ويعطيه وجه آخر من وجوه الحكمة والدلالة
وهو وجه الحق والثبوت واللزوم .
دفعاً للباطل وأهله من الجاهلين .
قال تعالى:
(( أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )) يونس55
وهذا الحق بحقيق تحقق الوعد الإلهِّي لن يتخلف أبدا
وهو وعدٌ تكويني مكين.
قال تعالى:
(( وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) الروم6
وإنَّ القرآن الكريم لم يقف عند حد التأسيس المفهومي والدلالي للوعد الإلهِّي فحسب
لا بل راح يعطينا مُنطَبَقات واقعيّة قد تحققتْ في هذه الحياة فعلا
تعزيزاً وإيماناً بحتميّة تحقق الوعد الرباني وجوديا.
وكشاهد من كثيرعلى ذلك
ما وقع مع أم النبي موسى :عليه السلام:
حينما خاطبها الله تعالى وحيا.
وقال :
(( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )) القصص7
وفعلاً قد تحقق الإرداد بالوعد مصداقا.
فقال تعالى:
(( فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )) القصص13
وهذا المُعطى التطبيقي لمفهوم الوعد الإلهيِّ يتوفّر على قيمٍ حقة يجب الوقوف عندها
بوعي ومعرفة مؤسِّسة
لتنضيج الإيمان بالإمام المهدي
:عليه السلام: قدراً ونوعا وكما .
فالذي ردَّ النبي موسى:عليه السلام: إلى أمه الخائفة والحزينة على وليدها المعصوم.
وأقرَّ عينها برده سالما ورسولا
هو ذاته سبحانه سيردد إلينا إمامنا الغائب الموعود يقينا
حتى نعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
والسلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي :النجف الأشرف :
======================
: آياتٍ حتميَّات و مُعطياتْ :
================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنَّ القرآن الكريم قد إمتاز في منهجيَّته القيَميَّة
بوضع الحقائق الدينية في ضرورة تحققها تحت حتميّات وجودية
أبرزها ما تعرّضتْ له بعض الآيات القرآنية الشريفة
في قوله تعالى:
(( إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ )) الأنعام134
(( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ )) الذاريات5
(( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ )) المرسلات 7
(( أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )) يونس55
(( وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) الروم6
(( فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )) القصص13
وهذه الحتميّات الوجودية قد إرتبطت كلّها بجزميَّة
تحقق الوعد المُنتَظَر بصورة عامة .
ومنها الوعد بظهور الإمام المهدي:عليه السلام: وقيامه بالحق:
والذي هو من الحتميّات الدينية في مُعتقد المسلمين كافة.
ومَن يشكُّ في حتميّة ظهور الإمام المهدي:عليه السلام:
فليراجع كتب العامة قبل الخاصة .
وإليك بعض منها.
لمحققي السَّنة ومُحدِّثيهم :
:1: صفة المهدي : للحافظ أبي نعيم الإصفهاني .
:2: البيان في أخبار صاحب الزمان : للكنجي الشافعي .
:3: البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : لملا علي المتقي .
:4: العرف الوردي في أخبار المهدي : للحافظ السيوطي .
:5: القولُ المُختصر في علامات المهدي المنتظر : لابن حجر .
:6: عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر : للشيخ جمال الدين الدمشقي
حتى أعطتْ كلُّ واحدة من هذه الحتميّات مُعطى يختلف عن الآخر في دلالته وقصده وتأسيسه
فالوعد الإلهِّي قد إحتُفَّ قرآنيّا بمناحي متعددة تعطي في صياغاتها إنطباعاً مُحكما وسديدا.
ولو لا حظنا الصيغ اللفظية التعبيرية التي جائت بعد مفهوم الوعد الحتمي في كل آيةٍ.
لأدركنا أنَّ البيان القرآني القويم يهدفُ إلى تعزيز مفهوم الوعد الإلهِّي في حتميته الوجودية .
كلٌّ في منحاه وما يقصده من قيمة ودلالة وهدف وحكمة.
فمثلاً في قوله تعالى:
(( إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ )) الأنعام134
إستعمل القرآن الكريم لفظة قوية المعنى والحركة وهي
:لآتٍ :
وتشير هذه اللفظة إلى حتميّة المَجيء للأمر المُنتَظَر
الجائي الكائن.
سيّما وقد دخلتْ لام الإبتداء على الإسم:آتٍ :الخبر:
لتزيده إقرارا وتحققا ولتدفع الشك وترفعه.
فأبرز مُعطى يتجلى لهذه اللفظة في مجيئها بعد مفهوم الوعد
هو أنَّ كل موعود كائنٌ ومُتحققٌ لا محالة.
حتى أنَّ الآلوسي في تفسير هذه الآية
:قال:
: وإيثار آتٍ على :لفظة: واقع : لبيان كمال سرعة وقوعه بتصويره بصورة طالبٍ حثيثٍ لا يفوته هارب :
:تفسير الآلوسي :ج8:ص30:
وهكذا بقيّة الألفاظ المُتعقِّبة لمفهوم الوعد
كقوله تعالى:
(( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ )) الذاريات5
فهنا أيضاً جائت لفظة صادق وما دخل عليها من اللام
لتعطي حكماً جازما مُطابقاً لواقع سيتحقق يقينا.
وهي بهذا المعنى تدفع وترفعُ التكذيب الذي هو نقيض وخلاف التصديق.
لمن يكون في نفسه شيء من هذا .
وبهذا المنحى الحكيم وغيره يكون القرآن الكريم قد سلّطَ الضوء على كل بُعدٍ بُعد في مفهوم الوعد المُرتَقَب .
حتى راح القرآنُ الكريم يُصيِّر مفهوم الوعد وجودا مُحققا كائناً
لا محالة ونازلاً بنا جزما.
قال تعالى:
(( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ )) المرسلات 7
فلفظة واقع واللام الداخلةُ عليها
قد بيّنتْ أنَّ الحتم في الوقوع للوعد المنُنتَظر
هو أظهرُ وأبيَّن الأشياء في التحقق وجوديا.
ثمَّ يتسلسل القرآن الكريم في آياته تسلسلاً منطقياً
فينسب الوعد إلى الله تعالى تشريفاً وتحقيقا
ويعطيه وجه آخر من وجوه الحكمة والدلالة
وهو وجه الحق والثبوت واللزوم .
دفعاً للباطل وأهله من الجاهلين .
قال تعالى:
(( أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )) يونس55
وهذا الحق بحقيق تحقق الوعد الإلهِّي لن يتخلف أبدا
وهو وعدٌ تكويني مكين.
قال تعالى:
(( وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) الروم6
وإنَّ القرآن الكريم لم يقف عند حد التأسيس المفهومي والدلالي للوعد الإلهِّي فحسب
لا بل راح يعطينا مُنطَبَقات واقعيّة قد تحققتْ في هذه الحياة فعلا
تعزيزاً وإيماناً بحتميّة تحقق الوعد الرباني وجوديا.
وكشاهد من كثيرعلى ذلك
ما وقع مع أم النبي موسى :عليه السلام:
حينما خاطبها الله تعالى وحيا.
وقال :
(( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )) القصص7
وفعلاً قد تحقق الإرداد بالوعد مصداقا.
فقال تعالى:
(( فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )) القصص13
وهذا المُعطى التطبيقي لمفهوم الوعد الإلهيِّ يتوفّر على قيمٍ حقة يجب الوقوف عندها
بوعي ومعرفة مؤسِّسة
لتنضيج الإيمان بالإمام المهدي
:عليه السلام: قدراً ونوعا وكما .
فالذي ردَّ النبي موسى:عليه السلام: إلى أمه الخائفة والحزينة على وليدها المعصوم.
وأقرَّ عينها برده سالما ورسولا
هو ذاته سبحانه سيردد إلينا إمامنا الغائب الموعود يقينا
حتى نعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
والسلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي :النجف الأشرف :