hammadi
22-09-2012, 08:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/13480417901.jpg (http://c.shia4up.net/)
شتم وظلم أبو بكر (لعنه الله) لفاطمة الزهراء عليها السلام!!
لاشك أن لفاطمة الزهراء عليها السلام منزلة رفيعة عند الله ورسوله لاتوصف ببيان؛ ولا يعبر عنها بلسان ولا تخطر ببال إنسان. وطالما وقف النبيّ الأمين صلى الله عليه وآله المسدد بوحي السماء والمؤيد بروح القدس مبينا تلك المنزلة التي لايعرفها إلا الله ورسوله والأئمة عليهم السلام. وقد قال صلى الله عليه وآله: ((فاطمة بضعة بني فَمن أغضبها أغضبني))؛ (راجع صحيح البخاري.ج5، ص36، باب فضائل الصحابة، وج7، ص47 كتاب النكاح، ط:مصر، وصحيح مسلم ج7، ص140باب فضائل الصحابة، ط مصر، وسنن الترمذي ج5، ص359، ط:مصر ومسند أحمد ج4، ص5، وص326،ط:مصر).
وروي ابن الأثير عن النبي صلى الله عليه وآله: ((يافاطمة إن الله لبغضب لغضبك ويرضى لرضاك)). (أسد الغاية ج5،ص522).
وروي القندوري حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله وقال: ((فمن رضيت عنه إبنتي فاطمة رضيت عنه؛ ومن غضبت عليه غضب آلله عليه؛ ياسلمان ويل لمن يظلمها)). (ينابيع المودة ص314ط: إيران).
وروى ابن حجر عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ((من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله و الإسلام؛ ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة الله؛ ومن آذاني في عترتي فقد آذى الله؛ إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم)).(الصواعق المحرقة، ص143، باب التحذير من بغضهم وسبهم).
وروى الكراجكي حديثاً عن الإمام الصادق عليه السلام عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ويغضبها حقها ويقتلها)). (كنز الفوائد ج1،ص149).
هذا غيض من فيض؛ وقليل من كثير نقلته كتب الفريقين نكتفي به ونخرج بهذه النتائج:
1. إن الله تعالى ورسوله يغضبان على كل من أغضب فاطمة عليها السلام.
2. إن من ظلم فاطمة وأغضبها وآذاها وسبها فهو ملعون.
3. كل من صار مصدآقا لغضب الله تعالى ورسوله فهو كافر بلا شك كائنا من كان.
بعد هذه النتائج المستوحاة من أقواله صلى الله عليه وآله الصادقة نريد أن نؤكد حقيقة لابد منها مطمورة بين طيات التاريخ تكاد تكون غائبة عن أذهان بعض القراء.
وهي: مَن الذي سب فاطمة الزهراء عليها السلام فيستحق الكفر و اللعنة؟
المتبع لكتب الفريقين يجد أن ابن أبي قحافة المسمى بطلانا بالخليفة الأول هو الذي أغضب فاطمة عليها السلام؛ وهو الذي أذاها وهو الذي هظمها؛ وهو الذي شتمها وسبها؛ كما نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة؛ عن أبي بكر الجوهري؛ بإسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة؛ قال: ((فلما سمع أبو بكر خطبتها - يعني فاطمة عليها السلام - شق عليه مقالتها فصعد المنبر وقال: أيها الناس! ماهذه الرعة (أي:الاستماع والأصغاء) إلى كل قالة (أي: القول) أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله؟! ألا مَن شهد فليتكلم! إنما هو ثعالة - يعني عليا عليه السلام - شهيد ذنبه! مربِ لكل فتنة! وهو الذي يقول : كروها جذعة بعدما هرمت! يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء - يعني بفاطمة - كأم طحال أحب أهلها إليها البغي))!! (شرح نهج البلاغة ج16.ص214. و215،ط: دار إحياء التراث العربي).
أنظر أيَها القارئ المنصف الغيور كيف يشبه أبو بكر فاطمة سيدة نساء العالمين روح المصطفى التي بين جنبيه؛ أم أبيها؛ التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها الطاهرة البتول بامرأة زانية فاجرة يُضرب بها المثل في الجاهلية فيقال: (( أزنى من أم طحال))!!
أُنظر كيف سمحت له نفسه الحاقدة أن يشتم ويسب ويؤذي فاطمة عليها السلام؟
لا أدري كيف تسنّي لأبي بكر أن يتكلم بذلك البذيئ الذي وجهَه إلى قرة عين المصطفى؛ وهو سمع قول الرسول: ((فاطمة بضعة مني مَن أذاها فق آذاني؛ ومن أغضبها فقد أغضبني))؟!
فأصبح أبو بكر مصداقا لغضب رسوله؛ لأنه أغضب من يغضب الله لغضبها؛ فأصبح مصداقا لأذية الله وررسوله,والله سبحانه قد وصف الذين يؤذون الله ورسوله بكتابه المجيد حيث قال: (( إًنَ الذينَ يُؤذِونَ اللِهَ ورَسُولهِ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُنّيَا وَ الأَخِرَةَ وَأَعَدَ لَهُمُ عَذَابَاً مُهِيَناً)). ( الأحزاب: 57).
ولمآ صار ابن أبي قحافة من مصاديق هذه الآية الشريفة بسبِه وشتمه لفاطمة عليها السلام وغضبها وسخطها عليه؛ فهو كافر ملعون؛ هذا ما قررته الأحاديث المروية عند الفريقين والأية القرآنية الشريفة.
وما صرح به أحد علماء أبناء العامَة (السنة) وهو صاحب كتاب جامع العلوم المعروف بـ ((دستور العلماء)) في الجزء الأول ص9؛ القاضي عبد النبي بن عبدالرسول الأحمد نكري إذ قال: ((إن فاطمة رضي الله عنها بضعة الرسول صلى الله عليه وآله؛ على أن شتمها رضي الله عنها يوجب الكفر)).
وهذا شتم وسب صريح من ابن أبي قحافة لفاطمة الزهراء عليها السلام وتجاوز وقح مابعده وقاحة!
بعد هذآ، تمعَن في رواية ابن حجر المروية في الصواعق المحرقة ص143 ؛ التي تقدم ذكرها في أول البحث,إذ سوف تخرج بنتيجة وهي (إن ابن أبي قحافة خارج ومرتد عن آلله و الإسلام)؛ أي أنه ليس بمسلم لأنه سب أهل بيت الرسول عليهم السلام. وإن أهل البيت بإجماع المفسرين من العامَة والخاصة هم أصحاب الكساء الخمسة علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم. وابن أبي قحافة سبّ فاطمة و علياً. وبسبهم لاشكَ أنه آذاهم وأغضبهم وأرابهم.. فمقتضى الدليل الذي يخضع له كل منصف ذي لبً؛ ويرفضه كل جاحد متكبر أن ابن أبي قحافة مرتد عن آلله والإسلام؛ وعليه لعنة الله؛ واللعن يعني الطرد من رحمة الله؛ فهو مطرود من رحمة الله.
ومما يؤكد أن أبا بكر قد آذي الله هذه الرواية التي يرويها ابن حجر أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي؛ ألا ومَن آذاني فقد أذى الله)). (الصواعق ص345،ط: دار الكتب العلمية).
هل يشك أحدٌ إن فاطمة عليها السلام هي رحم رسول الله صلى الله و عليه وآله فضلا عن كونها أبنته الحبيبة؟!!
والباحق عن الحقيقة يحد أن شتم أبي بكر للزهراء عليها السلام ليس بأول إيذاء لها، فذكرنا شتمه لفاطمة على سبيل المثال لا الحصر وإلا فهو الذي أمر بالهجوم على بيت فاطمة عليها السلام؛ وجعل صعاليك يذهبون إليه وأضرموا النار به؛ حتى أسقطوآ جنينها المسمى (محسناً). هذا ما اعترف به أبو بكر نفسه قائلاً: ((فوددتُ أنًي لم أكشف بيت فاطمة عن شئ وإن كانوا أعلنوا عليّ الحرب)). (راجع العقد الفريد ج1، ص268، ط:مصر).
وإذا أردت أيها القارئ أن تطَلع على ندم أبي بكر لكشفه وهجومه على بيت فاطمة عليك بمراجعة ((الإمامة والسياسة)) ج1،ص18، واليعقوبي في تاريخه ج2،ص137، والطبري في تاريخه ج4،ص240.ط:لندن، والمعتزلي في شرحه على نهج البلاغة ج6،ص51،وج2،ص46. إلى غيرهم من المؤرخين ومشهور المحدثين عندهم: (( إنً فاطمة هجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرة له حتى توفيت)). وقالوا: ((فغضبت فاطمة رضي الله عنها وهجرته فلم تكلمه حتى ماتت)) (راجع صحيح البخاري ج4،ص6، و9،ط: مصر و السنن الكبرى للبيقهي ج6، ص300، كتاب قسم الفيئ و الغنيمة،ط: الهند).
فإذا ثبت هذا -وهو أنَ أبا بكر هو الذي سبّ فاطمة وآذاها وهجم على دارها... إلى أخر أعتدائاته بحق الزهراء عليها السلام- تحقق المطلوب وهو أن أبابكر قد آذي الرسول صلى الله عليه وآله؛ ومن قبله آذى ألله وبصريح الآية التي مرّت في سورة الأحزاب (آية 57)؛ مَن آذى الله ورسوله فهو ملعون في الدارين وله عذاب مهين.
ولو أرِدنا أن نتنزل عن هذا -فرضاً- فهو ثابت كفره أيضا بسبه لأمير المؤمنين علي عليه السلام في قوله الذي مرّ ذكره: ((إنماَ هو ثعالة -يعني ثعلب- شهيده ذنب مربٌ لكل فتنة)). وهذا سب واضح لعليّ عليه السلام. روى الطبري والخوازرمي وغيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((مَن سبّ علياّ فقد سبني؛ ومن سبني فقد سبَ الله)). (الرياض النظرة ج2,ص166,المناقب ص81).
فنقول: مَن سبّ علياً؟ مَن قال لعليَ ثعلب؟ مَن قال لعلي إنه ملازم ومحلب للفتنة؟!! يأتي الجواب الذي نقله ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج الذي مر ذكره: إن أبا بكر هو الذي تطاول على عليّ وسبَه وشتمه وآذاه.
وبعبارة أُخرى: تطاول أبو بكر على الله وسبه. فماذا تنتظر في كفر وزندقة من سبّ الله؟!!
وهذا الكنجي الشافعي يؤيد مانقوله ومانذهب إليه في كتابه ((كفاية الطالب)) يعقد بابا وهو العاشر في ((كفر مَن سبّ علياً)).
حيث يروي: عن يعقوب بن جعفر بن سليمان قال: حدثنا أبي عن أبيه قال: كنتُ مع أبي عبدالله بن العباس وسعيد بن جبير يقوده؛ فمرّ على ضفة زمزم فإذا قوم من أهل الشام يشتمون عليا عليه السلام! فقال لسعيد بن جبير: رُدني إليهم. فوقف عليهم: فقال: أيكم الساب لله عزوجل؟! فقالوا سبحان الله مافينا أحد سب رسول الله. قال: فأيكم الساب علي بن أبي طالب؟! قالوا: أماهذا فقد كان!! قال:فأشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب: ((مَن سبك فقد سبني ومن سبني فقَد سب الله ومَن سب الله أكبه الله على منخريه في النار)).
بعد هذه الرواية يزول كل شك بكفر أبا بكر ونفاقه؛ ونقطع بأنه مكبوب في النار على منخريه؛ ونستجير بالله من فعله ونبرأ إلى الله منه ومن أمثاله.
وبعدما خرجنا بهذه الحقيقة التي كانت مخفية بين "طيات الكتب" وكلها من مصادر أهل العامة؛ نرجو من القارئ المحترم أن يخلع هالة التقديس لمثل هذه الشخصيات التي صارت سببا لأذية الله ورسوله؛ وأستحقت اللعن والعذاب منه تعالى. فلابد من الإذعان للواقع والحقيقة الضائعة التي يقصدها كل عاقل مؤمن بالله حق الإيمان.
ومع السلامة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/13480417901.jpg (http://c.shia4up.net/)
شتم وظلم أبو بكر (لعنه الله) لفاطمة الزهراء عليها السلام!!
لاشك أن لفاطمة الزهراء عليها السلام منزلة رفيعة عند الله ورسوله لاتوصف ببيان؛ ولا يعبر عنها بلسان ولا تخطر ببال إنسان. وطالما وقف النبيّ الأمين صلى الله عليه وآله المسدد بوحي السماء والمؤيد بروح القدس مبينا تلك المنزلة التي لايعرفها إلا الله ورسوله والأئمة عليهم السلام. وقد قال صلى الله عليه وآله: ((فاطمة بضعة بني فَمن أغضبها أغضبني))؛ (راجع صحيح البخاري.ج5، ص36، باب فضائل الصحابة، وج7، ص47 كتاب النكاح، ط:مصر، وصحيح مسلم ج7، ص140باب فضائل الصحابة، ط مصر، وسنن الترمذي ج5، ص359، ط:مصر ومسند أحمد ج4، ص5، وص326،ط:مصر).
وروي ابن الأثير عن النبي صلى الله عليه وآله: ((يافاطمة إن الله لبغضب لغضبك ويرضى لرضاك)). (أسد الغاية ج5،ص522).
وروي القندوري حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله وقال: ((فمن رضيت عنه إبنتي فاطمة رضيت عنه؛ ومن غضبت عليه غضب آلله عليه؛ ياسلمان ويل لمن يظلمها)). (ينابيع المودة ص314ط: إيران).
وروى ابن حجر عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ((من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله و الإسلام؛ ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة الله؛ ومن آذاني في عترتي فقد آذى الله؛ إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم)).(الصواعق المحرقة، ص143، باب التحذير من بغضهم وسبهم).
وروى الكراجكي حديثاً عن الإمام الصادق عليه السلام عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ويغضبها حقها ويقتلها)). (كنز الفوائد ج1،ص149).
هذا غيض من فيض؛ وقليل من كثير نقلته كتب الفريقين نكتفي به ونخرج بهذه النتائج:
1. إن الله تعالى ورسوله يغضبان على كل من أغضب فاطمة عليها السلام.
2. إن من ظلم فاطمة وأغضبها وآذاها وسبها فهو ملعون.
3. كل من صار مصدآقا لغضب الله تعالى ورسوله فهو كافر بلا شك كائنا من كان.
بعد هذه النتائج المستوحاة من أقواله صلى الله عليه وآله الصادقة نريد أن نؤكد حقيقة لابد منها مطمورة بين طيات التاريخ تكاد تكون غائبة عن أذهان بعض القراء.
وهي: مَن الذي سب فاطمة الزهراء عليها السلام فيستحق الكفر و اللعنة؟
المتبع لكتب الفريقين يجد أن ابن أبي قحافة المسمى بطلانا بالخليفة الأول هو الذي أغضب فاطمة عليها السلام؛ وهو الذي أذاها وهو الذي هظمها؛ وهو الذي شتمها وسبها؛ كما نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة؛ عن أبي بكر الجوهري؛ بإسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة؛ قال: ((فلما سمع أبو بكر خطبتها - يعني فاطمة عليها السلام - شق عليه مقالتها فصعد المنبر وقال: أيها الناس! ماهذه الرعة (أي:الاستماع والأصغاء) إلى كل قالة (أي: القول) أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله؟! ألا مَن شهد فليتكلم! إنما هو ثعالة - يعني عليا عليه السلام - شهيد ذنبه! مربِ لكل فتنة! وهو الذي يقول : كروها جذعة بعدما هرمت! يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء - يعني بفاطمة - كأم طحال أحب أهلها إليها البغي))!! (شرح نهج البلاغة ج16.ص214. و215،ط: دار إحياء التراث العربي).
أنظر أيَها القارئ المنصف الغيور كيف يشبه أبو بكر فاطمة سيدة نساء العالمين روح المصطفى التي بين جنبيه؛ أم أبيها؛ التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها الطاهرة البتول بامرأة زانية فاجرة يُضرب بها المثل في الجاهلية فيقال: (( أزنى من أم طحال))!!
أُنظر كيف سمحت له نفسه الحاقدة أن يشتم ويسب ويؤذي فاطمة عليها السلام؟
لا أدري كيف تسنّي لأبي بكر أن يتكلم بذلك البذيئ الذي وجهَه إلى قرة عين المصطفى؛ وهو سمع قول الرسول: ((فاطمة بضعة مني مَن أذاها فق آذاني؛ ومن أغضبها فقد أغضبني))؟!
فأصبح أبو بكر مصداقا لغضب رسوله؛ لأنه أغضب من يغضب الله لغضبها؛ فأصبح مصداقا لأذية الله وررسوله,والله سبحانه قد وصف الذين يؤذون الله ورسوله بكتابه المجيد حيث قال: (( إًنَ الذينَ يُؤذِونَ اللِهَ ورَسُولهِ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُنّيَا وَ الأَخِرَةَ وَأَعَدَ لَهُمُ عَذَابَاً مُهِيَناً)). ( الأحزاب: 57).
ولمآ صار ابن أبي قحافة من مصاديق هذه الآية الشريفة بسبِه وشتمه لفاطمة عليها السلام وغضبها وسخطها عليه؛ فهو كافر ملعون؛ هذا ما قررته الأحاديث المروية عند الفريقين والأية القرآنية الشريفة.
وما صرح به أحد علماء أبناء العامَة (السنة) وهو صاحب كتاب جامع العلوم المعروف بـ ((دستور العلماء)) في الجزء الأول ص9؛ القاضي عبد النبي بن عبدالرسول الأحمد نكري إذ قال: ((إن فاطمة رضي الله عنها بضعة الرسول صلى الله عليه وآله؛ على أن شتمها رضي الله عنها يوجب الكفر)).
وهذا شتم وسب صريح من ابن أبي قحافة لفاطمة الزهراء عليها السلام وتجاوز وقح مابعده وقاحة!
بعد هذآ، تمعَن في رواية ابن حجر المروية في الصواعق المحرقة ص143 ؛ التي تقدم ذكرها في أول البحث,إذ سوف تخرج بنتيجة وهي (إن ابن أبي قحافة خارج ومرتد عن آلله و الإسلام)؛ أي أنه ليس بمسلم لأنه سب أهل بيت الرسول عليهم السلام. وإن أهل البيت بإجماع المفسرين من العامَة والخاصة هم أصحاب الكساء الخمسة علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم. وابن أبي قحافة سبّ فاطمة و علياً. وبسبهم لاشكَ أنه آذاهم وأغضبهم وأرابهم.. فمقتضى الدليل الذي يخضع له كل منصف ذي لبً؛ ويرفضه كل جاحد متكبر أن ابن أبي قحافة مرتد عن آلله والإسلام؛ وعليه لعنة الله؛ واللعن يعني الطرد من رحمة الله؛ فهو مطرود من رحمة الله.
ومما يؤكد أن أبا بكر قد آذي الله هذه الرواية التي يرويها ابن حجر أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي؛ ألا ومَن آذاني فقد أذى الله)). (الصواعق ص345،ط: دار الكتب العلمية).
هل يشك أحدٌ إن فاطمة عليها السلام هي رحم رسول الله صلى الله و عليه وآله فضلا عن كونها أبنته الحبيبة؟!!
والباحق عن الحقيقة يحد أن شتم أبي بكر للزهراء عليها السلام ليس بأول إيذاء لها، فذكرنا شتمه لفاطمة على سبيل المثال لا الحصر وإلا فهو الذي أمر بالهجوم على بيت فاطمة عليها السلام؛ وجعل صعاليك يذهبون إليه وأضرموا النار به؛ حتى أسقطوآ جنينها المسمى (محسناً). هذا ما اعترف به أبو بكر نفسه قائلاً: ((فوددتُ أنًي لم أكشف بيت فاطمة عن شئ وإن كانوا أعلنوا عليّ الحرب)). (راجع العقد الفريد ج1، ص268، ط:مصر).
وإذا أردت أيها القارئ أن تطَلع على ندم أبي بكر لكشفه وهجومه على بيت فاطمة عليك بمراجعة ((الإمامة والسياسة)) ج1،ص18، واليعقوبي في تاريخه ج2،ص137، والطبري في تاريخه ج4،ص240.ط:لندن، والمعتزلي في شرحه على نهج البلاغة ج6،ص51،وج2،ص46. إلى غيرهم من المؤرخين ومشهور المحدثين عندهم: (( إنً فاطمة هجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرة له حتى توفيت)). وقالوا: ((فغضبت فاطمة رضي الله عنها وهجرته فلم تكلمه حتى ماتت)) (راجع صحيح البخاري ج4،ص6، و9،ط: مصر و السنن الكبرى للبيقهي ج6، ص300، كتاب قسم الفيئ و الغنيمة،ط: الهند).
فإذا ثبت هذا -وهو أنَ أبا بكر هو الذي سبّ فاطمة وآذاها وهجم على دارها... إلى أخر أعتدائاته بحق الزهراء عليها السلام- تحقق المطلوب وهو أن أبابكر قد آذي الرسول صلى الله عليه وآله؛ ومن قبله آذى ألله وبصريح الآية التي مرّت في سورة الأحزاب (آية 57)؛ مَن آذى الله ورسوله فهو ملعون في الدارين وله عذاب مهين.
ولو أرِدنا أن نتنزل عن هذا -فرضاً- فهو ثابت كفره أيضا بسبه لأمير المؤمنين علي عليه السلام في قوله الذي مرّ ذكره: ((إنماَ هو ثعالة -يعني ثعلب- شهيده ذنب مربٌ لكل فتنة)). وهذا سب واضح لعليّ عليه السلام. روى الطبري والخوازرمي وغيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((مَن سبّ علياّ فقد سبني؛ ومن سبني فقد سبَ الله)). (الرياض النظرة ج2,ص166,المناقب ص81).
فنقول: مَن سبّ علياً؟ مَن قال لعليَ ثعلب؟ مَن قال لعلي إنه ملازم ومحلب للفتنة؟!! يأتي الجواب الذي نقله ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج الذي مر ذكره: إن أبا بكر هو الذي تطاول على عليّ وسبَه وشتمه وآذاه.
وبعبارة أُخرى: تطاول أبو بكر على الله وسبه. فماذا تنتظر في كفر وزندقة من سبّ الله؟!!
وهذا الكنجي الشافعي يؤيد مانقوله ومانذهب إليه في كتابه ((كفاية الطالب)) يعقد بابا وهو العاشر في ((كفر مَن سبّ علياً)).
حيث يروي: عن يعقوب بن جعفر بن سليمان قال: حدثنا أبي عن أبيه قال: كنتُ مع أبي عبدالله بن العباس وسعيد بن جبير يقوده؛ فمرّ على ضفة زمزم فإذا قوم من أهل الشام يشتمون عليا عليه السلام! فقال لسعيد بن جبير: رُدني إليهم. فوقف عليهم: فقال: أيكم الساب لله عزوجل؟! فقالوا سبحان الله مافينا أحد سب رسول الله. قال: فأيكم الساب علي بن أبي طالب؟! قالوا: أماهذا فقد كان!! قال:فأشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب: ((مَن سبك فقد سبني ومن سبني فقَد سب الله ومَن سب الله أكبه الله على منخريه في النار)).
بعد هذه الرواية يزول كل شك بكفر أبا بكر ونفاقه؛ ونقطع بأنه مكبوب في النار على منخريه؛ ونستجير بالله من فعله ونبرأ إلى الله منه ومن أمثاله.
وبعدما خرجنا بهذه الحقيقة التي كانت مخفية بين "طيات الكتب" وكلها من مصادر أهل العامة؛ نرجو من القارئ المحترم أن يخلع هالة التقديس لمثل هذه الشخصيات التي صارت سببا لأذية الله ورسوله؛ وأستحقت اللعن والعذاب منه تعالى. فلابد من الإذعان للواقع والحقيقة الضائعة التي يقصدها كل عاقل مؤمن بالله حق الإيمان.
ومع السلامة.