المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصية النبي الخاتم ص لعلي ع في ليلة وفاته


عازف الليل
09-09-2007, 06:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله المذكورين في الوصية صلوات الله عليهم

أشارة الى موضوع العضو ذئب الأنترنيت الموسوم بـ ( وصية الرسول ص الى الامير ع قبل النوم ) ومحاولة ربطه بموضوع الأخ ملتي ميديا بعنوان ( أجب بدليل منطقي من القرآن وروايات اهل بيت العصمه - الاختيار - الانتخاب - التنصيب ) ربما سيكون لدينا موضوع بالغ في الأهمية يتعلق بالوصية الآلهية التي تم تسليمها من قبل جبرائيل عليه السلام لمحمد صلوات الله عليه ومنه لعلي عليه السلام وبعدها من الأمير الى أولاده الأئمة صلوات الله عليهم وبعدها للمهديين سلام الله عليهم من ولد الأمام محمد بن الحسن الحجة المنتظر سلام الله عليه, كما سيتبين إن شاء الله تفصيله في الوصية المقدسة والتي تعتبر السند الآلهي البالغ الحجة على من أدعى غير ما ذهب إليه أتباع الثقلين حقاّ.
ولأهمية الوصية المقدسة ربما يحتاج طرحها الى مقدمة بسيطة أرجو أن لا أثقل على أحبتي الأعضاء بذكرها للتمهيد لذكر الوصية .

انطلاقا من قول الرسول محمد(ص):"كلكم راع وكلكم مسوؤل عن رعيته"يجب علىكل مؤمن ان لايهمل رعيته بعد وفاته ،فلابدان يرشدهم الى مصالحهم الدنيوية والاخروية وان يرفدهم بما تم تحصيله خلال مراحل حياته من عقائد واخلاق وتجارب لتكمل الرعية مسيرة راعيها ولاتضطر ان تبدأ من الصفر وتجرب كل شيء من جديدفليس للانسان عمران حتىيجرب بالاول وينجح بالثاني فلابدمن الاستفادة من تجارب الماضين والاعتبارباحوالهم،وحث الله على ذلك بقوله:"أن في قصصهم لعبرة…".
والوصية ايضاعند مراعاتها تمنع من الاختلاف والتناحروتسهل علىالرعية مهمتها في الحفاظ علىالوحدة وصلاح العبادوالبلاد.
والرعيةتارةتكون العالم باسره وتارةتكون دولةوتارةتكون عشيرةوتارةتكون اسرةصغيرةوتارةتكون نفس الانسان،فإمام العالم لابدقبل وفاته ان يعين خليفته ويرشدالامة الى مسارها الصحيح ويعين لهاعقبات الدهرالتي قاساهاخلال حياته،ويبين لهم سبل الخروج منهاوتجاوزها.ورئيس الدولةكذلك لابد له من تعيين خليفته وارشاددولته لمافيه صلاحها….ورب الاسرةكذلك يجب عليه ان لايهمل افرادعائلته بدون وصيةيرشدهم فيهالفضائل الاخلاق والتمسك بالدين الحنيف ونصرةالحق واهله وكذلك يرشدهم فيهاالى مايصلح معاشهم وينظم امورهم ويعطي لكل ذي حق حقه،اضف الى ذلك ان يوصي بمايتعلق بنفسه من واجبات وحقوق كقضاء مافي ذمته للناس من ديون ومضالم و…و…الخ
لانه سيفارق الدنياوينقطع عمله فلابد من قيام غيره مقامه لأتمام مانقص او لاصلاح مافسدمن اموردينه ودنياه.
ولاجل ذلك وغيره نجدالتشددفي الحث على الوصيةعنداوقبل الموت ووردت احاديث وروايات كثيرةتؤكدعلى ذلك ،منها:_
عن النبي محمد(ص):"من مات ولم يوص مات ميتةجاهلية"وقال:"الوصيةحق علىكل مسلم"وقال(ص):"من مات ولم يوص فقدختم عمله بمعصية"
اثبات الهداةج1ص143ص90حديثان مهمان
وعن ابي الصباح عن ابي عبدالله(ع)قال:سالته عن الوصية،فقال:هي حق على كل مسلم.اثبات الهداةج1ص99.
وعن الامام علي(ع):"الوصية تمام مانقص من الزكاة"نفس المصدر.
وغيرهاالكثيرمن الروايات التي اكدت على ضرورةان يوصي الانسان عندموته وبينت كيفية الوصيةومايوصى به.
فالشرع الحنيف لم يهمل امرالاسرة الصغيرة واوجب علىربهاان يوصي بهاقبل وفاته،بل جعل ترك الوصيةمستلزمات لموت الانسان على الجاهليةوتكون خاتمةاعماله على معصية.
وهذايشيرالى اهمية الوصية وانهازمام الدين والدنيا،وانهاسنّة من سنن الله تعالىفي خلقه ولن تجدلسنّة الله تحويلاولن تجدلسنّة الله تبديلا.
بعد ان عرفنا بأن الوصية حق وواجبة على كل مسلم وان تاركها يموت ميتة جاهلية كما ورد في الروايات،وان كل راعﹴ لابد ان يوصي برعيته ويستخلف عليهم من يديرامورهم ويرشدهم لمافيه صلاحهم دنياوآخرة،نأتي الى الخلافة في الارض،فنبيّن اولاكيف تم تعيين اول خليفة علىوجه الارض،ثم نبين كيفيةاستمرارهذه الخلافة من شخص الى اخروبأي طريقةيكون تعيين الخليفة ؟
فعندما اراد الله تعالىاستخلاف ادم في الارض لم يستشراحدولم يوكل ذلك الاستخلاف لاحدلا الىالملائكةولا الى غيرهم بل فرض ذلك على الملائكةفرضاوامرهم بالسجود لادم(ع)، فقال تعالى:"اني جاعل في الارض خليفة…الاية"واعترض الملائكة على نحوالاستفهام على هذا الجعل فقالواكماحكىالله تعالى عنهم:"اتجعل فيها….ونحن نسبح بحمدك…الاية"وقداقام الله تعالىالحجةعلىالملائكةوبين لهم السر من اختيار ادم لخلافةالارض،وانه اعلم منهم واوسع فطرة،وبعدذلك تاب الملائكةمن اعتراضهم علىالله تعالىواستغفرواواخذوا يطوفون علىالبيت الحرام كفارةلاعتراضهم علىتنصيب الله تعالى .
اذن مسالة الخلافةوالامامة مسألةجعل وتعيين من قبل الله تعالىلايشركه فيهااحدولايمكن الاعتراض عليهاحتىعلىنحوالاستفهام حتىمن قبل الملائكةالمقربين،ولايمكن ان تخضع الخلافةوالامامةلاستشارة الخلق اوانتخابهم وانهامن الامورالخاصةبالخالق تعالى،لانه خالق الخلق وهواعرف بالمصلح والمفسدفاذا عين احدا للامامةفلايمكن ان يكون مفسدا" قط ،لانه علاّم الغيوب يعلم خائنةالاعين وماتخفي الصدور،واماالخلائق فيمكن ان يختارواشخصاويعتقدوا انه الاصلح ثم يتبين انه الافسدلعدم احاطتهم علما" بسرائرالناسوحقائقهم،بل وقع الخطأ في الاختيارحتىمن قبل الانبياء(ع)،فهذا نبي الله موسى(ع)اختارمن قومه سبعين رجلا" لميقات ربه علىانهم افضل قومه واصلحهم ثم تبين انهم الافسد حيث سالوه ان يروا الله جهرةوكذبوه فاخذتهم الصاعقةبظلمهم،وكذلك نبي الله موسى مع العبدالصالح عندماقتل الغلام فاعترض موسى(ع)ووصف الغلام بانه نفس زكيةثم تبين انه نفس كافرةخبيثة.


نأتي الآن الى الوصية المقدسة التي أوصى بها نبي الله الخاتم بها علياً عليه السلام في ليلة وفاته وهي مروية عن أمامنا الباقر صلوات الله عليه :
( عن الباقر (ع) عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين (ع) قال: قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فاملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى الى هذا الموضع فقال يا علي إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الأثني عشر إماماً سماك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غداً ومن طلقتها فأنا بريء منها لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى أبني الحسن البر الوصول فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى أبني الحسين الشهيد الزكي المقتول فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى أبنه سيد العابدين ذي الثفنات علي فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ع) فذلك أثنا عشر إماماً ثم يكون من بعده إثنا عشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد والأسم الثالث المهدي هو أول المؤمنين.)

بحار الأنوار ج/53 ص147 - الغيبة للطوسي ص150