المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دموع القمر ( قصة من مجموعتي)


moussawi
27-09-2012, 12:47 PM
دموع القمر






كان غارقا في تفكيره مستلقيا على مقعد يتوسط الحديقة العامة سارحا في بحر الخيال وغابات الآمال عينان تتفحص المارة يمينا ويسارا... شاب في مقتبل العمر طويل القامة وسيم الوجه مبتسم للحياة سبق و حصل على وظيفة محترمة حالته متواضعة ولا ينقصه شيء سوى بنت الحلال كما كانت تقول والدته أما هو فلم يكن يفكر بهذا الموضوع لأنه كان يحس أنه لم يجد البنت المناسبة بعد التي يمكن أن تحبه أو قبل أن تحبه ويحبها تفهمه ويفهمها وهذه كانت قاعدته في انتقاء البنت أي شريكة الحياة الأبدية لقد سمعته يقول أنه لا يهتم للجمال الخارجي إنما كل ما يهمه هو جمال الروح جمال القلب جمال الصدق والإخلاص ولكن من يتبع هذه القاعدة في أيامنا هذه أو ربما قد يكون شاذ عن قاعدة شباب اليوم .وبنظرة واحدة من نظراته التي كانت تتفحص المارة تجمد نظره كقطعة جليد على بنت شقراء بفستان وردي اللون تضع نظارات شمسية يداها تلمعان بالذهب ربما تكون إبنة لأحد الميسورين أو الأغنياء في هذا البلد كانت تجلس على مقعد تحت شجرة كرز لا يبعد سوى 10 أمتار عن مقعده وهكذا استطاع أن يتفحصها أكثر. كان برفقتها شاب وفتاة فظللت أفكر يا ترى هل هذا الشاب خطيبها أم صديقها ! ؟ ولكن كيف سأعرف؟ بقيت مراقبا لها عن بعد أما هي ملت أخيرا من مجلسها وقفت ثم أشارت إلى مرافقيها بالذهاب فمشى الشاب إلى يمينها و الفتاة إلى يسارها واتجهوا إلى خارج الحديقة.لحقت بهم ,ركبوا في سيارة حديثة جلست الشقراء في الخلف والبنت المرافقة بالقرب منها أما الشاب فقاد بهما السيارة.عدت إلى المنزل لم أنم طوال الليل فصورة تلك البنت لم تغب عن بالي ولكن لماذا يربطني بها الخيال ربما تكون مرتبطة و يكون ذالك الشاب خطيبها...ولكن لحظة لو كان الأمر كذالك لما جلست في الخلف كانت طبعا ستجلس قربه ومن تلك الفتاة التي كانت ترافقها يا ترى؟! هل هي أختها أم خطيبة ذالك الشاب وأن البنت الشقراء صديقتهما وحسب؟ لأنه لو كانت أختها كانت سترتدي ثياب جديدة وأيضا كانت لتلمع بالمجوهرات كالتي تضعها الشقراء أمرهم غريب وهكذا سهرت على تساؤلاتي حتى بزغ فجر اليوم الثاني.مرت الأيام زالت صورة تلك الشقراء من عقلي تبددت سيرتها كغيمة صيف ولكن ما حولها من غيمة صيف إلى غيمة شتاء هو عندما إلتقيت بها في نفس المكان الذي رأيتها فيه أول مرة ...كانت جالسة على نفس المقعد وبجانبها كان ذالك الشاب وتلك الفتاة لقد خفق لها قلبي خفقان لم يعرفه جسدي من قبل ....ولكن هل أدنو منها وأصارحها بما أحمله في داخلي وأقول لها أنني معجب؟!وبينما كنت تائها في غابة الحب اختفت عن نظري دون أن أحس أو أدري...لقد تغيرت نظرتي لها هذا اليوم فهذه المرة الثانية التي ألتقي بها وربما يكون لي نصيب بالتعرف عليها في الأيام المقبلة.ومنذ ذالك اليوم بدأت أنتظرها يوميا في تلك الحديقة وفي نفس الوقت الذي رأيتها فيه حتى استوقفني الإنتظار عصر يوم أحد رأيتها تدخل من باب الحديقة فأضاءتها بنورها المشع ذبلت الورود من رائحة العطر الذي كان يفح منها كانت تلمع كنجمة في ليل حالك ويداها مرصعة بالذهب والألماس الذي لم تكن بحاجة إلى وضعه كي يزيدها جمالا كانت تخطف نظر المارة بأنوثتها إنها فتاة ساحرة بكل معنى الكلمة .جلست على مقعدها فوقف إلى جانبها ذالك الشاب وتلك الفتاة إن أمرها غريب ومحير لماذا لم يفارقاها هذان الشخصان ما قصتهما ؟! بدأت أستعجل نفسي كي أتحضر لأدنو منها فكنت أخشى أن لا أراها ثانية ولماذا لا أجرب حظي معها كان قلبي يخفق وأحيانا كنت أحس أنه سيفلت مني كانت يداي مرتبكتان و قدماي ترتجفان وفي لحظة حاسمة وقفت كرجل جريء دنوت منها وبصوت خافت قلت مرحبا ....نظرت إلي وقالت أهلا أما ذالك الشاب فاشتعلت عيناه غضبا وكان يهم لطردي إلا أن صوت الشقراء استوقفه وقالت له دعنا نرى ماذا يريد هذا الوسيم.....وسيم!!!! يا إلهي ....لم أعد أحس بخفقان قلبي ولا برجفة قدماي أحسست أنني قد تحولت إلى طائر يحلق فوق الغيوم لقد كانت كلماتها سحرا جعلني أذوب وأتبخر من بحر الغرام ولم أستيقظ من غفوتي إلا على صدى صوتها الذي كان يقول تفضل أيها الوسيم ماذا تريد ؟عدت إلى أرض الحقيقة و الحديقة من بعد أن حلقت عاليا هناك فوق الغيوم في عالم الحب ولكن لحظة لم يحصل شيء لماذا أبني في عقلي أوهاما ليس لها وجود.؟ تسلحت بالشجاعة ثانية وكأي شاب تفوه لساني بكلمتين وقلت معجب بك ....خجلت من كلامي إحمر وجهها


نظرت إلي وقالت لي بهذه السرعة!!!؟



نعم يا ...؟



إسمي قمر ....



نعم يا آنسة قمر ولكنني كنت قد رأيتك عدة مرات هنا



كنت تراقبني إذا !؟



لا لا ليس هذا ما حصل ولكنها كانت صدفة وحسب .ولماذا لا تجلس أو أنك خائف مني !! إجلس وأخبرني بالتفصيل. نعم حسنا ...جلست قربها وبدأت بسرد قصتي لها كنت أحس أنني موجود وغير موجود مصدوم وغير مصدوم لم أكن أدري إن كنت قد وجدت شريكة حياتي أم لا إسمي نوار عمري 25 سنة أعمل محاسبا في شركة (السحاب الأبيض)أبحث عن شريكة حياتي أحب المشي السباحة والسفر....



إسمك جميل يا نوار أنا بنت وحيدة لدى عائلتي...أبي مسؤول في الدولة أحب أن ألتقي بفارس أحلامي ولكن ملوحة الحياة كانت تسرق الفرحة من قلبي مرارا وتكرارا لقد تقدم مني الكثيرون فمنهم من كان يطمع بالمال ومنهم من لم أعجبه وغيرهم..... إن من تقدم بداعي الطمع بالمال فواضح ولكن لم أفهم لماذا رفضت الباقين؟ للحقيقة هم الذين رفضوني إسمع يا نوار في حياتي غموض كبير ويجب أن تفهمني جيدا ولا أريدك أن تتسرع بالقيام في أي خطوة تجاهي , أما الآن فتشرفت بمعرفتك وعلي العودة إلى المنزل فوالداي قد يكونان بانتظاري وهذا رقم هاتفي يمكنك أن تتصل بي حتى ألاقيك هنا ساعة يكون لديك وقت فراغ ربما نتعرف أكثر . نهضت من مجلسها وبإبتسامة واحدة من فاهها جعلتني أتعلق بها ودعتني تلك الشقراء من بعد أن زرعت في قلبي كلمة حب مع غموض ربما أكون به موهوم أما بعد عدت إلى المنزل والفرحة لم تسعني لقد كان ذالك اللقاء من أجمل أيام حياتي طلبت من أمي أن تصفعني كفا فلم أكن أصدق أنني تعرفت على تلك الشقراء أقصد على قمر بهذه السهولة



أخبرني يا بني لماذا طلبت مني صفعك كفا ؟



كي أصدق أنني أعيش في الواقع وليس في ألحلم لقد وجدت بنت الحلال يا ماماااا (يا حبيب أمك يا نوارتي) ألف ألف مبروك



إنها جميلة وجذابة يا أمي شعرها أشقر وبشرتها بيضاء وابنة مسؤول كبير في البلد (الله يوفقكم يا ابني ويعطيكم ياللي فيه النصيب..)لم أنم تلك الليلة كنت حاملا رقم هاتفها بين يداي وعقلي مشغول بعقلها وروحي تسافر إليها عن طريق الخيال وتعود إلي حاملة فوق جناحيها رسالة منها,تقول فيها هل غفوت أيها الوسيم أم أنك مازلت مسحورا بجمالي نوما هنيئا ولقاء قريب (تصبح على ألف خير يا عمري....)كنا نلتقي عدة مرات أسبوعيا ولكننا لم نكن نتقابل في مكان غير الحديقة فهذا كان طلبها كنت أحس أنها تحاول إخباري بشيء ما ولكنها كانت تسكت فجأة وتتكتم على الموضوع سألتها عن الشاب والفتاة اللذان ما فارقاها وحتى خلال لقاءاتها معي ...إن والدي يخاف علي كثيرا فوظف نادر وسلمى كي يكونا في خدمتي إذا ما احتجت إلى مساعدة.



نظرت إليها بتعجب مساعدة أية مساعدة!!!؟



لا عليك( كل شي بوقتو حلو....)



لقد بدأت باكتشاف بعض الغموض في شخصيتها ولكنني متأكد أنه يوجد أشياء أخرى ربما ستكشفها الأيام المقبلة .كما تعلمون أن أيام الحب تمر بسرعة وهكذا كانت أيام نوار وقمر تمر...وعند غروب شمس نهار أحد كان نوار يظن أنه الوقت المناسب كي يحسم علاقته بقمر لأنه لم يعد يحتمل أن تبقى مقابلتهما محدودة وخاصة بوجود نادر وسلمى فكان يحلم أن تكون قمر له وحده يخرج معها إلى كل مكان جميل ويمضي معها أجمل لحظات العمر دون وجود عيون مراقبة لهما وألسن تنتقد خروجهما .



قمر .... هل تحبيني؟



نظرت إلي بابتسامة صغيرة وقالت نعم وأنت؟



أنا لا أحبك فقط... إنما أعشقك لقد حلمت ليلة أمس أننا في بيت صغير فوق تله تطل على البحر وكنا سجناء فيه أنا وأنت إلى الأبد....وأنا حلمت أيضا.. لقد حلمت أنني على شرفة قلعة وجئت أنت على فرس أبيض كي تأخذني معك في رحلة أبدية....عزيزتي قمر.... لقد مضى أكثر من ثلاثة أشهر على لقائنا الأول وللحقيقة أريد أن أرتبط بك فها أنت الآن على علم بكل تفاصيل حياتي وكما أخبرتيني أن والداك ليس لديهما مانع في أي خطوة تقومين بها من الناحية العاطفية .. فما رأييك؟



ولكنك تتسرع كثيرا يا نوار



من؟ أنا !! أبدا لم أتسرع إنما اعتقد أنه هذا هو الوقت المناسب وهذا الشيء الذي تطلبه البنت في أغلب الأحيان فهي تخاف من كلام الناس عندما تقابل شاب لعدة مرات.....



معك حق ولكنني لست كباقي البنات



إن أمرك غريب يا قمر أريد أن أعرف باقي الغموض في أعماقك أخبريني خففي عنك يا حبيبتي



نوار أنت لست أول شاب يتقدم للإرتباط بي ولكنك أنت أول شاب أمضيت معه مدة طويلة فكل الشباب الذين سبقوك كانت أطول مدة أمضيتها مع أحدهم هي ساعتين فمن بعد أن يتعرفوا علي جيدا يقرروا أن يتركوني أما أنت فلا أدري مالذي يجعلك مصرا على الإرتباط بي و كما قلت لك يجب أن تعرف كل شيء عني ومن ثم تقرر أرجوك لا تتسرع فمستقبل الشباب ليس بالشيء السهل وانتقاء البنت المناسبة من أصعب الأمور أرجوك يا نوار إفهم ما أقصده ....


ماالذي تقولينه يا قمر لقد فكرت جيدا وأنا على قناعة تامة بما أقول وأريد أن أعرف سبب تخوفك من كلمة الإرتباط فكلما أذكر هذه الكلمة أحس بأن لون وجهك يتغير والآن أريد أن أعرف كل الغموض وسبب تكرارك لكلمة تعرف علي جيدا ولا تتسرع؟! نظرت إلي إبتسمت بغصة مؤلمة....سأساعدك يا نوار نزعت نظارتها السوداء وضعت وجهها أمام وجهي وقالت بصوت حزين أنظر يا نوار حدق بي حدق في عيناي أنظر جيدا ولا تحجب نظرك إلا من بعد أن تكتشف سر الغموض كنت أنظر في عينيها ولكن صدمة كلامها كان مسيطرا على عقلي ولم أكن أفهم ما تقصده وفي لحظة حقيقة أثلجت قلبي لإكتشافه سر غموضها ضحكت بجنون لم أقبل الحقيقة التي كنت متشوق لسماعها ولكن كيف أسهى على أمر كهذا أمكفوفة أنت أمكفوفة يا قمر؟!!!

نعم أنا مكفوفة ......توقفت نظرات العتاب أجهش نادر وسلمى بالبكاء أما العاشق الولهان وقف من مجلسه رجع إلى الخلف ثلاث أو أربع خطوات بطيئة وبلمح البصر أدار لها ظهره وأخذ يركض إلى خارج الحديقة أما هي هزت برأسها وبدأت بالضحك لقد كانت تعرف النهاية مسبقا وقد عاشت مثل هذه القصة سابقا ولكنها تأثرت من داخلها وندمت لأنها أخفت عليه هذا الموضوع طيلة هذه المدة ولكن لا عتب عليها فبنت في مثل وضعها لا تلام على فعلتها فهي تحلم بمن يحضنها عن حب ويكون جنبها في السراء والضراء حتى آخر العمر .لقد رحل فارس الأحلام وانتهت قصة حب سجين البيت فوق تله مطلة على البحر وهذه الحادثة قد حفرت في كتب التاريخ قصة حزينة ومؤلمة جديدة وقد تدونت في سجلها الذي لم يسجل يوم فرح بعد تلك الحادث ولكن لحظة هناك شخص قادم باتجاهها أحست بقدومه فوقفت من مقعدها وفتحت ذراعيها وصل إليها قدم لها باقة ورد الياسمين التي تحبه ضمها إلى صدره أجلستهما الفرحة التي ارتسمت على وجهيهما.



نوار لماذا رجعت؟



وكيف لا أعود إلى أحضان من أحبها قلبي لا أخفي عليك لقد صدمت لما اكتشفته من غموض ولكنني لم أخالف القاعدة التي وضعتها منذ بداية حياتي لا أهتم للجمال الخارجي إن كل ما يهمني هو جمال الروح جمال القلب والصدق والإخلاص....



إنك شخص رائع يا نوار ولكن هل أنت مقتنع بما تفعله ....!؟



نعم مقتنع بل وأكثر من ذالك ومصمم أيضا أنت لست مكفوفة يا قمر ليس من يفقد بصره يصبح مكفوفا هناك الكثيرون من الناس الذين يملكون نعمة البصر ولكن في الحقيقة هم المكفوفين ...المكفوف هو الذي يرى الوجوه الزائفة والكاذبة والمخادعة ويصمت امامها ولا يرى الخير ولا الصدق ولا الإخلاص المكفوف الحقيقي هو الذي يخدع بجمال الماكياج وعمليات التجميل وحسب ولا يرى جمال الروح والصدق والإيمان. إنما المهم هو أنك معي يا قمر وسأكون معك في كل الظروف وستشهد الأيام على كلامي هذا وها أنا أعاهدك أمام الله تعالى أن أبقى معك مهما كانت الظروف.



لقد كنت في السابعة من عمري عندما فقدت بصري وكان ذالك بسبب حادث سيارة كنت أتمنى لو أنني لم أبصر النور يوما كي لا أتعلق بجمال الحياة وهواها ولكن هذا ما حصل ....



لابأس يا قمر سأكون بصرك قبل أن أكون حبيبك أتذكرين الحلم الذي أخبرتك إياه سيصبح حقيقة وسنصبح سجناء بيت واحد يطل على البحر ونمضي فيه بقية عمرنا....



كان يخفف عنها آلامها بينما كانت هي غارقة في صدمة كانت أكبر من صدمتها يوما فقدت بصرها

لبيك
28-09-2012, 03:36 AM
السلام علي (http://www.imshiaa.com/vb)كم ورحمة الله (http://www.imshiaa.com/vb) وبركاته ::::: رائع . احسن (http://www.imshiaa.com/vb)تم : سلمت الايادي وليوفقكم الله (http://www.imshiaa.com/vb) جل جلاله لما فيه خير وصلاح الدارين : الحمد والشكر لله ولكم ووفقنا الله (http://www.imshiaa.com/vb) وآياكم لمراضيه واسعدني نتاجاتكم الجميلة . ننتظر جديدكم .تقديري واحترامي اخوكم سيد علي (http://www.imshiaa.com/vb) الموسوي

moussawi
28-09-2012, 07:44 PM
شكرا للتعليق وتقبل الله اعمالكم ووفقنا واياكم على عمل الخير

آمالٌ بددتها السنونْ
06-10-2012, 02:42 PM
اعجبتني القصة واسلوبك في السرد
كذلك ،كل التوفيق اتمناه لك
شكراً جزيلاً وتحيه طيبه لك مني..

محطة فرح
27-10-2012, 10:38 PM
قصه راائعه جدا
بارك الله بك

moussawi
27-10-2012, 11:31 PM
اختي المشرفة شكرا لتعليقك وأتمنى أن أكبر وأستمر بينكم وأنشر كل ما بحوزتي من قصص وخواطر كما اتمنى أن تنال اعجابكم ولا نطلب منكم سوى الدعاء اخوكم موسوي (عاشق حزين)

moussawi
27-10-2012, 11:32 PM
اختي فرح شكرا لمرورك الكريم لا تنسونا من الدعاء اخوكم موسوي (عاشق حزين )