المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احتجاج الامام الرضا عليه السلام على احد الزنادقة


الشيخ مرتضى الحسون
28-09-2012, 08:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد واله الطاهرين
وبعد
فان المتتبع الى الاحبة المشاركين في المنتديات والمدافعين عن ال البيت جزاهم الله خيرا يراهم قد تتبعوا اثار القوم وبحثوا عنها واصطادوا اهم الملاحظات عليها وهذا الامر في حد ذاته امر جيد الاانه وللاسف الشديد نلاحظ هناك ابتعادا كبيرا عن بيان وشرح والتطرق الى موروث ال البيت وذكره في المنتديات وهذا في حد ذاته امر محزن فثقافة ال البيت كنز كبير للمعلومات ولو اراد المتتبع ان يعمل الاف المشاركات لاستطاع وكانت كل مشاركاته قيمة
ولذا ومن منطلق الدعوة الى البيت ادعو الاحبة جميعا الى ان لا يكتب موضوع في عقيدة اهل السنة الا وكتب اخر مثله في عقيدة ال البيت عليهم السلام ومن كتبنا نحن الشيعة الامامية فان كتبنا كنز لا يفنى
واليوم اريد ان اضع بين يدي الاحبة مشاركة حول احتجاج الامام الرضا على احد الزنادقة الكفرة والذي توجه بالسؤال الى الامام وكان يجيبه بطريقة رائعة وسوف نذكر نص المناظرة مع تعليقات على اهم القفات العلمية فيها:

الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 171 - 173
وعن محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا عليه السلام قال : دخل رجل
من الزنادقة على الرضا عليه السلام وعنده جماعة .
فقال له أبو الحسن : أرأيت إن كان القول قولكم - وليس هو كما تقولون -
ألسنا وإياكم شرعا سواء ، ولا يضرنا ما صلينا وصمنا وزكينا وأقررنا ؟
فسكت . فقال أبو الحسن : وإن لم يكن القول قولنا ، وهو كما نقول ،
ألستم قد هلكتم ونجونا .
اقول : وهذه من اروع الطرق لالزام الخصم وبيان سفه عقيدته حيث انه عليه السلام قال للزنديق ما معناه انه لو تحقق ما يعتقد به الزنادقة من عدم وجود للرب المعبود ولاوجود للحساب والعقاب - وهو امر باطل قطعا- فهل يتضرر المسلمون بذلك ؟ حينما صاموا وصلوا؟ قطعا لا يتضررون فهم والذين لم يصلوا - على حسب الفرض الباطل المذكور - على حد سواء
ولكن الامام عقب بعد سكوت الزنديق قال ولكن ماذا سيحصل بكم لو تحقق ما يعقتد به المسلمون من وجود رب واخرة وحساب وعقاب؟ الا تكونوا ايها الزنادقة خاسرين؟
قطعا نعم .
فاذن المسلم حينما يصلي ويصوم لا يتضرر حسب اي فرض من هذين المذكورين بخلاف الزنديق
وهذا ما يسمى عند علماء الكلام بدفع الضرر المحتمل .

قال الزنديق : رحمك الله فأوجدني كيف هو ، وأين هو ؟
وهذا السؤال هو عين ما يساله الوهابية اليوم فلنر كيف اجاب الامام عنه؟
قال : ويلك ! إن الذي ذهبت إليه غلط ، وهو أين الأين ، وكان ولا أين ،
وهو كيف الكيف ، وكان ولا كيف ، ولا يعرف بكيفوفية ، ولا بأينونية ، ولا يدرك
بحاسة ، ولا يقاس بشئ .
اقول : وهذه اكبر ضربة علوية للمجسمة من اتباع ابن تيمية حينما يقولون لم يوجد في كلمات السلف ما يدل على نفي الاينية
فالامام نبه الزنديق الى ان السؤال عن الله تعالى ب( اين وكيف) سؤال غلط لايمكن قبوله لان كلا من الاين والكيف مخلوقان فكيف للمخلوق ان يتحيز فيه الخاق عز وجل
ثم نبه الى ان الله لايمكن ان تدركه الحواس بل هو المسيطر عليها

قال الرجل : فإذن إنه لا شئ ، إذ لم يدرك بحاسة من الحواس .
فقال أبو الحسن : ويلك ! لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته
ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا ، وأنه شئ بخلاف الأشياء .
وهذه الاجابة السفيهة من الزنديق هي عينها التي نسمعها اليوم من الوهابية فحينما تقول ان الله لايحد بمكان ولا بكيف يقولون اذن هو عدم ولا شيء ولذا اجاب الامام الرضا جوابا شافيا كافيا فبين انه ليس بمجرد ان تعجز عن ادراك الله بالحواس تنفي عنه الربوبية بل على العكس ان مجرد عدم ادراك الرب بالحواس كاف في ان يتيقن العبد من ان الذي يعبده هو الله بدليل عدم ادراكه بالحس
فحينما تعجز الحواس عن ادراكه يكون دليلا على ربوبيته لادليلا على نفيها
قال الرجل : فأخبرني متى كان ؟
قال أبو الحسن عليه السلام : أخبرني متى لم يكن ، فأخبرك متى كان ؟ !
وهنا اجابة رائعة اخرى رد بها الامام على الزنديق فقال له اخبرني عن زمان يخلو من الله حتى اخبرك متى كان الله وحيث انه لايوجد زمان خال من الله نعلم ان الله موجود قبل وبعد واثناء الزمان لاكما يعتقده الوهابية من ان الله كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء كبرت كلمة تخرج من افواههم


قال الرجل : فما الدليل عليه ؟
قال أبو الحسن : أني لما نظرت إلى جسدي فلم يمكني فيه زيادة ولا نقصان
في العرض والطول ، ودفع المكاره عنه ، وجر المنفعة إليه ، علمت أن لهذا البنيان
بانيا فأقررت به ، مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته . وإنشاء السحاب ، وتصريف
الرياح ، ومجرى الشمس والقمر والنجوم ، وغير ذلك من الآيات العجيبات

المتقنات ، علمت أن لهذا مقدرا ومنشئا .
الله على هذه الروعة في الاجابة حيث بين الامام دليلا علميا عقليا قرانيا في الوقت ذاته على اثبات وجود الله من خلال الايات الافاقية والانفسية ولعل اروع كلمة عنده هنا هي النظر الى الايات الانفسية فيا ايها الانسان يا من تظن نفسك مسيطرا على نفسك وقائدا لها بدون قوة الهية فوقك هل تستطيع ان تزيد في طولك سنتمتر واحد او تنقصها؟ في الطول او العرض؟ فلما تعجز تلعم انك محكوم بقوة اعلى منك تلك القوة هي التي اوجدت وبنتك كما البنيان وكل بنيان له بان وهو الحق عز وجل
قال الرجل : فلم لا تدركه حاسة البصر ؟
قال : للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسة الأبصار ، منهم ومن
غيرهم ، ثم هو أجل من أن يدركه بصر ، أو يحيط به وهم ، أو يضبطه عقل .
وهذه صفع قوية للمجسمة وللوهابية تحديدا حيث انهم يقولون برؤية الله جهارا تعالى الله عما يصفون فاجاب الامام بانه لو كان يدرك بالبصر والحواس لكان مشابها لخلقه فالخلق تدركهم الابصار سواء ابصارهم هم ام ابصار غيرهم بينما الله يدرك الابصار ولا تدركه الابصار بل حتى لو توهم الانسان صورة في ذهنه عن الله فهي ليست الله لان كل متوهم مخلوق والله خالق ليس بمخلوق
بل ان العقل قاصر عن ادراك حقيقة الواجب الوجود ومعرفة ماهيته باستقلالية بل ان العقل يكتشف الوجود الذي كشفه الله من نفسه ( يامن دل على ذاته بذاته ) فالعقل قاصر عن ادراك الله تبارك وتعالى لكنه في الوقت ذاته قادر على اكتشاف وتدبر اياته
قال : فحده لي !
قال : لا حد له .
قال : ولم ؟
قال : لأن كل محدود متناه ، وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة ، وإذا
احتمل الزيادة احتمل النقصان ، فهو غير محدود ، ولا متزايد ولا متناقص ، ولا
متجزي ، ولا متوهم .
وتتكرر صفعات الامام للمجسمة وابن تيمية تحديدا الذي قال بان لله حدا فاجاب الامام ان كل محدود له نهاية واذا كان كذلك احتمل ان تكون هذه النهاية قابلة للزيادة والنقصان وكلاهما باطل في حق الله تعالى
قال الرجل : فأخبرني عن قولكم : أنه لطيف ، وسميع ، وبصير ، وعليم
وحكيم ، أيكون السميع إلا بالأذن ، والبصير إلا بالعين ، واللطيف إلا بعمل اليدين
والحكيم إلا بالصنعة ؟
فقال أبو الحسن عليه السلام : إن اللطيف منا على حد إيجاد الصنعة ، أو ما رأيت
أن الرجل اتخذ شيئا فيلطف في اتخاذه ؟ فيقال : ما ألطف فلانا . فكيف لا يقال
للخالق الجليل : ( لطيف ) إذ خلق خلقا لطيفا وجليلا ، وركب في الحيوان منه
أرواحها ، وخلق كل جنس مباينا من جنسه في الصورة ، ولا يشبه بعضه بعضا ،
فكل به لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته .
ثم نظر إلى الأشجار وحملها أطايبها ، المأكولة منها وغير المأكولة ، فقلنا
عند ذلك أن خالقنا ( لطيف ) لا كلطف خلقه في صنعتهم ، وقلنا أنه ( سميع ) لأنه لا يخفى
عليه أصوات خلقه ، ما بين العرش إلى الثرى ، من الذرة إلى ما أكبر منها ، في
برها وبحرها ، ولا يشتبه عليه لغاتها ، فقلنا عند ذلك أنه سميع لا بأذن ، وقلنا :
أنه ( بصير ) لا ببصر ، لأنه يرى أثر الذرة السحماء في الليلة الظلماء على الصخرة
السوداء ، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجية ، ويرى مضارها ومنافعها ، أثر و

سفادها ، وفراخها ونسلها ، فقلنا عند ذلك : أنه ( بصير ) لا كبصر خلقه
وهذا بيان ما مثله بيان في معاني هذه الاسماء والصفات وبالجملة فان الامام نفى ان يكون الله محتاجا الى الالات كما يعقتد الوهابية من ان الله يبصر بعين ويبطش بيد حقيقية وما الى ذلك تعالى الله عما يصفون
قال : فما برح حتى أسلم
كيف لا يسلم وهو يرى قرانا ناطقا امامه يفسر بعضه بعضا ويثبت الحجة ويقيم البرهان
فبالله عليكم هل هناك عالم او امام من غير مدرسة ال البيت يستطيع ان يتكلم مثل هذا الكلام ويبين مثل هذا البيان؟
لا والف لا بل الكل عاجز عن ادراك مكنون هذا السر المستتر في ال البيت عليهم السلام
من جاء بالقول البليغ فناقل *عنهم والا فهو منهم سارق
ساوو كتاب الله الا انه * هو صامت وهم الكتاب الناطق

ابراهيم العبيدي
29-09-2012, 11:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الاطهار وعجل فرجهم ورحمنا بهم
بارك الله بكم اخي الموالي

أبواسد البغدادي
29-09-2012, 02:29 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
نبارك لكم مولد السلطان المطهر الامام علي ابن موسى الرضى وقضى الله حوائجكم بحقه
احسنتم شيخنا الجليل روعة ما القت اناملك المباركة
وحقيقة لشيئ جميل ان نسزيدمن هذا التراث الطاهر والنبع الصافي وهي دعوة رائعة وان شاء الله نكون من المتبعين لها
وبالفعل كان الامام روحي فداه يرد على الزنديق في زمانه وايضا يسمع التيس الوهابية المشبه الذين عاثو بالارض فسادا
بافكارهم الشيطانية الملحدة المجسمة !!
بلينا بقوم لايفقهون
جزيتم عن امامكم الرضا عليه السلام خيرا
ممنون

راية الكرار
29-09-2012, 03:36 PM
احسنتم استاذنا الفاضل الكريم مرتضى الحسون
في ميزان حسناتكم
اجركم على الحسين ع