محمد الجشعميـ
29-09-2012, 09:44 PM
السيد رضا الموسوي الهندي ( قدس سره )
اسمه ونسبه : السيّد رضا بن السيّد محمّد بن السيّد هاشم الموسوي الهندي . ولادته : ولد السيّد الهندي في الثامن من ذي القعدة 1290 هـ بمدينة النجف الأشرف .
نشأته : سافر مع والده إلى مدينة سامرّاء عام 1298 هـ – وهي سنة الطاعون – وعمره ثمان سنوات ، وبقي فيها يطلب العلم حتّى عام 1311 هـ ، ثم رجع إلى النجف الأشرف لمواصلة دراسته الحوزوية ، حتّى أصبح عالماً فاضلاً ، وأديباً شاعراً .
فقد غذَّاه والده بحب العلم ، والذوبان في حُبِّ آل محمّد ( عليهم السلام ) ، كما كان له إلمام بعلم الرياضة الروحية ، والأوراد ، والرمل ، والجفر ، والأرفاق .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد كاظم الخراساني ، المعروف بالآخوند .
2ـ الشيخ حسن بن الشيخ صاحب الجواهر .
3ـ أبوه ، السيّد محمّد الهندي .
4ـ السيّد محمّد الطباطبائي .
5ـ الشيخ محمّد الشربياني .
6ـ الشيخ محمّد طه نجف .
شعره : قال الأُستاذ جعفر الخليلي عنه : ( زاول الأدب زمناً طويلاً ، فأبدع فيه إبداعاً كان المجلى فيه بين جمع كبير من الأدباء والعباقرة في زمانه ، ولقد ولع بالبديع ولعاً سما به إلى منزلة قلّ من ارتفع إليها من قبل ، وإنّ لدي الكثير من الشواهد من نظمه ونثره ، ومنها مقامات إذا شئتها شعراً كانت شعراً ببحور مختلفة ، وقواف مختلفة ، وإن شئتها نثراً كانت نثراً مسجعاً أو مرسلاً ، ولم يكن هذا غريباً بمقدار غرابة خلو هذه المقامات من التكلّف ، فقد كان إمام البديع ، وشيخ الأُدباء فضلاً عن كونه عالماً ، ومن علماء الفقه المعروفين ) .
ادركته المنيه في عام 1362 ودفن في النجف الاشرف.
دالية السيد رضا الهندي في مدح نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم.
ارى الكـون اضحى نوره يتوقَّدُ ( رضا الهندي )
أرى الكونَ أضحى نوره يتوقَّد = لاَمرٍ به نيرانُ فارسَ تخمُدُ
واِيوان كسرى انشقَّ أعلاه مؤذنا = بأن بناءُ الدين عاد يُشَيَّدُ
أرى أنَّ أمَّ الشِّرك أَضحت عقيمةً = فهل حان من خير النبيين مولد؟
نعم كاد يستولي الضلالُ على ال = ورى فأقبل يهدي العالمين محمدُ
نبيُّ براهُ اللّه نورا بعرشِهِ = وما كان شيٌ في الخليقة يوجدُ
وأودعه من بعدُ في صُلب آدم = ليسترشد الضُّلالُ فيه ويهتدوا
ولولم يكن في صُلب آدمَ مُودَع = لما قال قِدْما للملائكة: سجدوا
له الصدر بين الانبياء وقبلهم = على رأسه تاج النبوة يعقدُ
لئن سبقوه بالمجيء فإنَّما = أتوا ليبثُّوا أمره ويمهدوا
رسولٌ له قد سخَّر الكونَ ربّه = وأيَّدَهُ فهو الرسول المؤيّد
ووحَّدَهُ بالعزِّ بين عباده = ليجروا على منهاجه ويُوحِّدوا
وقارن ما بين اسمه واسم أحمد = فجاحده، لا شكَّ، للّه يجحدُ
ومن كان بالتوحيد للّه شاهدا = فذاك لطه بالرسالة يشهدُ
ولولاه ما قلنا ولا قال قائل = لمالك يوم الدين: إيّاك نعبدُ
ولا أصبحت أوثانهم وهيَ التي = لها سجدوا تهوي خشوعا وتسجدُ
لامنةَ البشرى مدى الدهر إذ غَدتْ = وفي حجرها خير النبيين يولدُ
به بشَّرَ الانجيل والصُّحْفُ قبلَهُ = وإن حاول الاخفاء للحقّ ملحدُ
بسينا دعا موسى وساعير مبعثٌ = لعيسى ومن فارن جاءَ مُحمدُ
فسلْ سِفْرَ شعيا ما هتافهم الذي = به أُمروا أن يهتفوا ويمجدوا
ومن وَعَدَ الرحمن موسى ببعثه = وهيهات للرحمن يُخْلَفُ موعدُ
وسلْ من عنى عيسى المسيح بقوله = سأُنزله نحو الورى حين اصعدُ
لعمرك إن الحق أبيضُ ناصحٌ = ولكنما حظُّ المعاند أسودُ
أيخلدُ نحو الارض متّبع الهوى = وعمَّا قليل في جهنّم يخلدُ
ولولا الهوى المغوي لما ما لعاقل = عن الحقّ يوما، كيف والعقل مرشد؟
ولا كان أصناف النصارى تنصّروا = حديثا ولا كان اليهود تهوّدوا
أبا القاسم أصدع بالرسالة منذرا = فسيفك عن هام العدى ليس يغمد
ولا تخش من كيد الاعادي وبأسهم = فإن عليّا بالحسام مُقلَّد
وهل يختشي كيدَ المضلّين من له = أبو طالب حام وحيدر مسعدُ
عليُّ يدُ الهادي يصول بها وكم = لوالده الزاكي على أحمد يدُ
وهاجرْ أبا الزهراء عن أرض مكّة = وخلِّ عليّا في فراشك يرقدُ
عليك سلام اللّه يا خير مرسل = إليه حديث العزّ والمجد يسندُ
حباك إله العرش منه بمعج = تبيد الليالي وهو باقٍ مؤبّد
دعوتَ قريشا أن يجيئوا بمث = فما نطقوا والصمت بالعيِ يشهدُ
وكم قد وعاه منهمُ ذو بلاغة = فأصبح مبهوتا يقوم ويقعدُ
وجئت إلى أهل الحجى بشريعة = صفا لهمُ من مائها العذب موردة
شريعة حق إن تقادم عهدها = فما زال فينا حُسْنُها يتجدّد
عليك سلام اللّه ما قام عابد = بجنح الدّجى يدعو وما دام معبد
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
عينية ابن ابي الحديد المعتزلي
ترجمة صاحب القصيدة
ابن ابى الحديد هو عز الدين عبد الحميد بن هيبة الله بن أبي الحديد المعتزلي من أبرز علماء وكتاب المعتزلة المسلمين في عصره. من كتبه تعليق على كتاب نهج البلاغة. توفي في 656 هجرية الموافق لـ 1258 ميلادية.
وقد نظم سبع قصائد في مدح أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) واسماهن (القصائد العلويات) واحبهن الى قلبي هي العينية التالية والتي احفض بعض ابياتها الرائعة واترككم لأستمتاع بقراءتها.
يا رسٌـم لا رسمتـك ريٌح زعزعٌ = وسرت بليل في عراصِك خـروعٌ
لم ألفَ صدري من فؤادي بلقعـا = الا وأنـت منً الأحبـة بلقـع
جاري الغمام مدامعي بك فانثنت = جون السحائب فهي حسرى ظلعّ
شروى الزمان يضيء صبحٌَ مسفرٌ = فيـه فيشفعه ظلام أسفع
الله درك والضلال يقودني = بيد الهوى فأنا الحـرون فاتبـع
يقتادنـي سكر الصبابـة والصبـا = ويصيح بي داعي الغـرام فأسمـع
دهر تقوّض راحلاً ما عيب من = عـقبـاه الا أنـه لا يرجـع
يا أيهـا الـوادي أجـلك وادياً = وأعـز الا في حماك فأخضـع
وأسوف تربك صاغرا وأذل في = تـلك الربى وأنا الجليد فاخنـع
ذاك الزمان هـو الزمان كأنمـا = قيظ الخطوب به ربيع مـمرع
وكأنما هـو روضـة مـمطورة = أو مزنـة في عارض لا تقلـع
قد قلت للبرق الذي شق الدجى = فكان زنجيـا هنالـك يجـدع
يا برق ان جئت الغري فقل له: = أتراك تعلم من بأرضك مـودع
فيك ابن عمران الكليـم وبعده =عيسى يقفيـه وأحمـد يتبـع
بـل فيك جبريل وميكال واسـ = ـرافيل والملأ المقدس أجمـع
بل فيك نور اللـه جل جلاله = لذوي البصائر يستشف ويلمـع
فيك الأمام المرتضى فيك الوصي = المجتبـى فيـك البطين الأنزع
الضارب الهام المقنع في الوغى = بالخوف للبهـم الكماة يقنـع
والسمهريـة تستقيـم وتنحنـي = فكأنمـا بين الأضالـع أضلـع
ومبدد الأبـطال حيث تـألبوا = ومفرق الأحزاب حيث تجمعوا
والحبر يصدع بالمواعظ خاشعـا = حتى تكاد لهـا القلوب تصدع
حتى اذا استعر الوغى متلظيـا = شرب الدماء بغلـة لا تنقـع
متجلبـبا ثوبا مـن الدم قانيـا = يعلوه من نقـع الملاحم برقـع
هذا ضمير العالم الموجود عن = عـدم وسر وجوده المستـودع
هذا هو النور الذي عذباته = كـانت بجبهـة آدم تتطلـع
وشهاب موسى حيث أظلم ليلـه = رفعت لـه لألاؤه تتشعشـع
يا من له ردت ذكاء ولم يفز = بنظيرهـا من قبل الا يوشع
يا هازم الأحزاب لا يثنيه عن = خوض الحـمام مدجـج ومدرع
يا قالع الباب التي عن هزها = عجـزت أكف أربعون وأربع
لولا حدوثك قلت : انك جاعل الـ = أرواح في الأشباح والمستنزع
لولا مماتك قلت : انك باسط الـ = أرزاق تقدر في العطاء وتوسع
ما العـالم العلوي الا تربة = فيها لجثتـك الشريفة مضجع
أنا في مديحك ألكن لا أهتدي = وأنا الخطيب الهبزري المصقع
أأقول فيـك سميدع كلا ولا = حاشـا لمثلك أن يقال سميدع
بل أنت في يوم القيامة حاكـم = في العالمين وشافـع ومشفـع
ولقد جهلت وكنت أحذق عالم = أغرار عزمك أم حسامك أقطع
وفقـدت معرفتي فلست بعارف = هل فضل علمك أم جنابك أوسع
لي فيك معتقد سأكشف سره = فليصغ أرباب النهى وليسمعوا
هي نفثة المصدور يطفيء بردها = حر الصبابة فاعذلوني أو دعوا
واللـه لولا حيدر ما كانت الـ = ـد نيا ولا جمع البرية مجمع
واليه في يوم المعاد حسابنا = وهو الملاذ لنا غدا والمفزع
يا من له في أرض قلبي منزل = نعم المراد الرحب والمستربع
أهواك حتى في حشاشة مهجتي = نار تشب على هواك وتلذع
وتكاد نفسي ان تذوب صبابة = خلقاً وطبعاً لا كمن يتطبع
ورأيت دين الاعتزال وأنني = أهوى لأجلك كلّ من يتشيعٌ
ولقد علمت بأنه لا بد من = مهـديكـم وليومـه أتطلـع
يحميه من جند الإله كتائبٌَ = كاليمِ أقبل زاخراً يتدفـع
فيها لال أبي الحديد صوارم = مشهورة ورماح خط شرع
ورجال موت مقدمون كأنهـم = أسد العرين الربد لا تتكعكع
تلك المنى أَما أغب عنها فلي = نفسٌَ تنازعني وشوقٌ ينزع
ولقد بكيت لقتل آَل محمد = بألطف حتى كل عضو مدمع
وحريم آل محمد بين العدى = نهب تقاسمـه اللئام الرضع
لهفي على تلك الدماء تراق في = أيدي أمية عنوة وتضيـع
بأبي أبا العباس أحمد أنه خير = الورى من أن يطل ويمنع
فهو الوالي لثارها وهو الحمو = ل لعبئها اذ كل عود يضلع
ول: من منا لا يعرف من هو الجواهري شاعر العرب والعروبة وشاعر العراق والفرات ودجلة، لكن على مقتضى القاعدة التي انزلنا عليها موضوعنا هذا اترككم مع ترجمة مختصرة لشاعرنا الراحل.
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
محمد مهدي الجواهري.
ولد في (26 يوليو 1899) وتوفي في (1 يناير 1997) شاعر عراقي شهير، لقب بشاعر العرب الأكبر.
ولد في مدينة النجف في العراق، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف، أراد لابنه أن يكون عالماً دينيا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. ترجع اصول الجواهري إلى عائلة عربية نجفية عريقة، نزلت النجف الأشرف منذ القرن الحادي عشر الهجري، وكان أفرادها يلقبون ب"النجفي" واكتسبت لقبها الحالي "الجواهري" نسبة إلى كتاب فقهي قيم ألفه أحد أجداد الأسرة وهو الشيخ محمد حسن النجفي، وأسماه "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " ويضم44 مجلداً، لقب بعده ب"صاحب الجواهر"،ولقبت أسرته ب"آل الجواهري" ومنه جاء لقب الجواهري. قرأ القرآن الكريم ولم يحفظه وهو في سن مبكرة ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة والنحو والصرف والبلاغة والفقه. وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان أبو الطيب المتنبي.
نظم الشعر في سن مبكرة وأظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، كان في أول حياته يرتدي لباس رجال الدين، واشترك في ثورة العشرين عام 1920 ضد السلطات البريطانية.
توفي الجواهري في إحدى مشافي العاصمة السورية دمشق سنة 1997 عن عمر يناهز الثامنة والتسعين، ونظم له تشييع رسمي وشعبي مهيب، شارك فيه أغلب أركان القيادة السورية، ودفن في مقبرة الغرباء في السيدة زينب في ضواحي دمشق، تغطيه خارطة العراق المنحوتة على حجر الكرانيت، وكلمات:"يرقد هنا بعيداً عن دجلة الخير.."
العينية الخالدة (للجواهرى)، ان هذه الرائعة الذهبية من الشعر العربي العريق قد سنت في فضاء الحب والولاء لهذا استحقت ان تكتب بماء الذهب على ضريح سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين بن علي بن ابي طالب سبط الرسول الاعظم (ص) وسيد شباب اهل الجنة، المقام على مرقده الطاهر في كربلاء العزة والشموخ.
فداءا لمثواك من مضجع = تنَور بالابلــج الاروع
باعبق من نفحات الجنان = روحا ومن مسكها اضـع
ورعيأليومك يوم الطـفوف = وسقيأ لارضك من مصرع
وحزنأعليك بحبس النفوس = على نهجك النيـّرالمهيع
صوناً لمجدك من أن يُذل = بما أنت تأباه من مبدع
فيا ايهاالوتر في الخالدين = فذأ الى الان لم يشفـع
وياعيضة الطامحين العظام = للاهين عن غدهم قُنـع
تعاليت من مُفزعٍ للحتوف = وبورك قبرك من مَفزع
تلوذُ الدهورفمن سُجّـدٍ = على جانبيه ومن رُكـع
شممتُ ثراك فهبٌ النسيم = نسيمُ الكرامة من بلقـع
وعفٌرتُ خدي بحيثُ استراح = خـد ّتفـرّى ولم يضرع
وحيثُ سنابكُ خيل الطغاة = جالت عليه ولم يخشع
وخلت وقد طارت الذكريات = بروحي الى عالمٍ ارفع
وطفتُ بقبرك طوف الخيال = بصومعة الملهم المبـدع
كأن يداً من وراء الضريح = حمراء مبتورة الاصبع
مدت الى عالم ٍبالخنوع = والضيم ذي شرّق ٍمترع
تخبط في غابة أطبقـت = على مذنب منه أو مُسيع
لتُبدل منه جديب الضمير = بآخ ر معشوشبٍ ممرع
وتدفع هذي النفوس الصغار = خوفأ الى حرمٍ أمنـع
تعاليت من صاعقٍ يلتظي = فان تدجو داجية يلمـع
تأرٌم حقدأعلى صاعقات = لم تُنئ ضيمأولم تنفــع
ولم تُبذرالحبٌ اثر الهشيم = وقد حرٌقته ولم تـزرع
ولم تُخل ابراجها في السماء = ولم تات ارضأ ولم تدقع
ولم تقطع الشر من جذمه = وغلٌ الضمائر لم تنزع
ولم تصدم الناس في ماهمُ = عليه من الخُلِقِ الاوضع
تعاليت من فـلكٍ قِطـرهُ = يدورعلى المحورالاوسع
فيابن البتول وحسبي بها= ضـمانأعلى كل ما ادع
ويابن التي لم يضع مثلها = كمثلك حملأ ولم ترضع
ويابن البطين بلا بطنةٍ = ويابن الفتى الحاسرالانزع
وياغصن هاشم لم ينفتح = بازهر منك ولم يُـفرع
وياواصلأمن نشيد الخلود = ختام القصيدة بالمطلـع
يسيرالورى بركاب الزمان = من مستقيمٍ ومن أضلـع
وانت تسيّر ركب الخلود = ما تستجد له يتبـــع
تمثلت يومك في خاطري = وردّدت صوتك في مسمعي
ومحصت امرك لم ارتهب = بنقل الرواة ولم اُخـدع
وقلت لعل دويٌ السنيـن = باصداء حادثك المفجـع
ومارتّل المخلصون الدعاة = من مُرسلين ومن سُجٌع
ومن ناثرات عليك السماء = والصبح بالشعروالادمع
وتشريد هاكل من يدلـي = بحبل لأهليك أو مقطع
لعل لذاك وكون الشجي = ولوعاً بكل شجٍ مولـع
لعل السياسة فيما جنت = على لاصق بك او مّدعِ
يدأفي اصطباغ حديث حُسين = بلونٍ اُريد له ممتــع
صناعا متى ماترد خطة = وكيف ومهما ترد تصنع
وكانت ولمٌا تزل بزرة = يد الواثق الملجأ الالمع
ولماازحت طلاء القرون = وسترالخداع عن المخدع
اريد الحقيقة في ذاتها = بغير الطبيعة لم تطبـع
وماذاأأروع من أن يكون = لحمك وقفأ على المبضع
وأن تتقي دون ما ترتأي = ضميرك بالأسل الشرع
وأن تُطعم الموت خيرالبنين = من الاكهلين الى الرٌضع
وخير بني الام من هاشمٍ = وخير بني الاب من تُبع
وخيرالصحاب بخيرالصدور = كـانوا وقائك والادرع
وقدٌست ذكراك لم انتحل = ثـياب التقاة ولم ادّعِ
تقحمت صدري وريب الشكوك = يضجٌ بجدرانه الاربع
وران سحاب طفيق الحجاب = عليٌ من القلق المفزع
وهبت رياح من الطيبات = والطيبين ولم يقشـع
ذاماتزحزح عن موضع = تأبٌى وعاد الى موضع
وجاز بي الشك فيما مع = الجدود إلى الشك فيما معي
الى ان اقمت عليه الدليل = من مبدأ بدمٍ مشبــع
فاسلم طوعأ اليك القياد= واعطاك اذعانه المهطع
فنورت مااظلم من فكرتي = وقوٌمت مااعوج من اضلعي
وآمنت إيمان من لايرى = سوى العمل في الشك من مرجع
لان الاباء ووحي السماء = وفيض النبوة من منبع
تجمٌع في جوه خالـص = تنزه عن عرض المطمع
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
محمد جمال الهاشمي
( 1332 ـ 1397 ) هـ
السيد محمد بن جمال الدين بن حسين بن الميرزا محمد علي بن علي نقي الموسوي الكلبايكاني الشهير بالهاشمي .
عالم اديب شاعر .
ولد في النجف 20 محرم سنة 1332 هـ ونشأ به على والده الحجة المتوفي سنة 1377 هـ ، دخل المدرسة العلوية الايرانية ثم تركها وانصرف الى الدراسة الدينية فقرأ مقدماته الاولية على الشيخ عبد الامير البصري ، والشيخ شمس التبريزي والشيخ محمد تقي الاصفهاني والسطوح الاصولية والفقهية على الشيخ محمد رضا المظفر والميرزا محمد العراقي والشيخ محمد تقي آل راضي والسيد حسن البجنوردي والسيد موسى الجصاني ثم حضر الابحاث العالية على والده والشيخ ضياء الدين العراقي والسيد ابي الحسن الاصفهاني .
ربى جيلاً من الشعراء الشباب وعنى بهم وكان من المساهمين في جمعية ( منتدى النشر ) ومدرساً بها ، وكذا جمعية ( الرابطة الادبية ) صار امام الجماعة خلفاً لوالده وتولى حل المسائل والمشاكل الشرعية .
وله قصائد شعرية بديعة تستلذ عند قراءتها نشرت في الصحف العراقية والعربية .
وفاته :
توفي بالنجف سنة 1397 هـ ودفن به في وادي السلام .
آثاره :
طبع له :
1ــ الادب الجديد .
2ــ هكذا عرفت نفسي .
3ــ المرأة وحقوق الانسان .
4ــ مشكلة الامام الغائب وحلها .
5ــ الاسلام في صلاته وزكاته .
6ــ اصول الدين الاسلامي .
7ــ الزهراء .
والمخطوطة :
1ــ الاخلاق في ضوء القران .
2ــ تاريخ الادب العربي .
3ــ الادب القديم .
4ــ حاشية على مطول التفتازاني .
5ــ حاشية على كفاية الاصول ( 1 ــ 2 ) .
6ــ حاشية على رسائل الانصاري .
7ــ حاشية على مكاسب الانصاري .
8ــ تقريرات الاصول من بحث العراقي .
9ــ تقريرات الفقه من بحث والده .
10 ــ الاوتار منظومة .
11ــ الانغام في الموشحات .
12ــ ملحمة الجيل ( 700 بيت ) .
13ــ الهاشميات فيما قاله في آل البيت f .
14ــ ديوان شعره ( 1 ــ 2 ).
من روائع قصائده (الرائية) الجميلة (شعَّت فـلاالشمـس تحكيهاولاالقمرُ) بحق السيدة الزهراء البتول ام ابيها فاطمة بنت رسول الله محمد (ص) وزوج امير المؤمنين علي (ع) وام سيدا شباب اهل الجنة الحسن والحسين (ع).
(محمد جمال الهاشمي)
شعَّت فلا الشمس تحكيها ولا القمر = زهراءُ من نورها الأكوانُ تزدهرُ
بنتُ الخلود لها الأجيال خاشعةٌ = اُمّ الزمان إليها تنتمي العُصُرُ
روحُ الحياة ، فلو لا لطفُ عنصرها = لم تأتلف بيننا الأرواحُ والصورُ
سمت عن الاُفق ، لا روح ولا ملَكٌ = وفاقت الأرض ، لا جنٌّ ولا بشرُ
مجبولةٌ من جلال اللـه طينتُها = يرفُّ لُطفاً عليهـا الصونُ والخَفرُ
ما عابَ مفخَرها التأنيث أنَّ بها = على الرجال نساءُ الأرض تفتخرُ
خِصالها الغرُّ جلّت ان تلوكَ بها = منّا المقاولُ أو تدنو لها الفكرُ
معنى النبوة ، سرُّ الوحي ، قد نزلتْ = في بيتِ عصمتها الآياتُ والسورُ
حوت خِلال رسول الله أجمعَها = لولا الرسالةُ ساوى أصله الثمرُ
تدرّجت في مراقي الحقَّ عارجةً = لمشرق النور حيث السرُّ مستترُ
ثم انثنت تملأ الدنيا معارفُها = تطوى القرون عياءً وهي تنتشرُ
قل للذي راح يُخفي فضلها حسداً = وجه الحقيقة عنّا كيف ينسترُ
أتقرن النورَ بالظلماء من سفهٍ = ما أنتَ في القول إلا ّكاذب أشِرُ
بنتُ النبي الذي لولا هدايتُه = ما كان للحقّ ، لا عينٌ ولا أثرُ
هي التي ورثت حقاً مفاخره = والعطر فيه الذي في الورد مدَّخرُ
في عيد ميلادها الأملاكُ حافلةٌ = والحور في الجنة العليا لها سمرُ
تزوجتْ في السماء بالمرتضى شرفاً = والشمس يقرُنها في الرتبة القمرُ
على النبوّة أضفت في مراتبها = فضل الولاية لا تبقى ولا تذرُ
اُمّ الأئمة مَن طوعاً لرغبتهم = يعلو القضاءُ بنا أو ينزل القدرُ
قف يا يراعي عن مدح البتول ففي = مديحها تهتف الألواحُ والزبرُ
وارجع لنستخبر التأريخ عن نبأٍ = قد فاجأتنا به الأنباء والسيرُ
هل أسقط القوم ضرباً حملَها فهوت = تأنُّ ممّا بها والضلعُ منكسرُ
وهل كما قيل قادوا بعلَها فعدت = وراه نادبـةً والدمع منهمرُ
إن كان حقاً فإنّ القوم قد مرقوا = عن دينهم وبشرع المصطفى كفروا
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
أبو فراس الحمداني
هو أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الوائلي،(320 - 357هـ). هو شاعر وفارس مقدام، ابن عم سيف الدولة الحمداني، من أسرة الحمدانيين، وهي أسرة عربية حكمت شمال سوريا والعراق وكانت عاصمتهم حلب في القرن العاشر الميلادي .
الشافية ( لأبو فراس الحمداني )
ألحق مهتضم والدين مختـرم = وفيء آل رسول اللـه مقتسم
والناس عندك لا ناس فيحفظهم = سوم الرعاة ولا شاء ولا نعم
أني أبيت قليل النوم أرقني = قلب تصارع فيه الهم والهمم
وعزمة لا ينام الليل صاحبها = إلا على ظفر في طيه كرم
يصان مهري لأمر لا أبوح به = والدرع والرمح والصمصامة الخذم
وكل مائرة الضبعين مرحها = رمت الجزيرة والخذراف والعنم
وفتية قلبهم قلب اذا ركبوا = يوما ورأيهم رأي اذا عزموا
يا للرجال أما للـه منتصر = من الطغاة أما للدين منتقـم
بنو علي رعايا في ديارهـم = والأمر تملكـه النسوان والخدم
محلؤون فأل صفى شربهم وشل = عند الورود وأوفى ودهم لمم
فالأرض الا على ملاكها سعة = والمال الا على أربابـه ديم
فما السعيد بها الا الذي ظلموا = وما الشقي بها الا الذي ظلموا
للمتقين من الدنيا عواقبهـا = وان تعجل منهـا الظالم الأثم
أتخفرون عليهم لا أبا لكـم = حتى كان رسول اللـه جدكم
و لا توازن فيما بينكم شرف = ولا تساوت لكم في موطن قدم
ولا لكم مثلهم في المجد متصل = و لا لجدك معشار جدهـم
و لا لعرقكـم من عرقهم شبة = و لا نثيلتكـم من أمهم أمم
قام النبي بها ( يوم الغدير ) لهم = و اللـه يشهد والأملاك والأمم
حتى اذا أصبحت في غير صاحبها = باتت تنازعها الذوبان والرخـم
وصيروا أمرهم شورى كأنهـم = لا يعرفون ولاة الحق أيهـم
تالله ما جهل الأقوام موضعها = لكنهم ستروا وجه الذي علموا
ثم ادعاها بنو العباس ملكهـم = و لا لهم قدم فيها و لا قدم
لا يذكرون اذا ما معشر ذكروا = و لا يحكم في أمر لهم حكم
و لا راهم أبو بكر و صاحبه = أهلأ لما طلبوا منها وما زعموا
فهل هم مدعوها غير واجبة = أم هل أئمتهم في أخذها ظلموا
أما علي فأدنى من قرابتكـم = عند الولاية إن لم تكفر النعم
أينكر الحبر عبد اللـه نعمته = أبوكم أم عبيد اللـه أم قثم
بئس الجزاء جزيتم في بني حسن = أباهم العلم الهـادي وأمهـم
لا بيعة ردعتكم عن دمائهـم = و لا يمين ولا قربى ولا ذمم
هلاصفحتم عن الأسرى بلا سبب = للصافحين ببدر عن أسيركـم
هلا كففتم عن الديباج سوطكم = و عن بنات رسول الله شتمكم
ما نزهت لرسول الله مهجتـه = عن السياط فهلا نزه الحـرم
ما نال منهم بنوحرب وان عظمت = تلك الجزائر الا دون نيلكـم
كم غدوة لكم في الدين واضحة = وكم دم لرسول اللـه عندكم
أنتم له شيعة فيما ترون وفي = أظفاركم من بنية الطاهرين دم
هيهات لا قربت قربى ولا رحم = يوما اذا أقصت الأخلاق والشيم
كانت مودة سلمان لـه رحما = ولم يكن بين نوح وابنه رحم
يا جاهدا في مساويهم يكتمها = غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا = مأمونكم كالرضا لو أنصف الحكم
ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت = عن أبن فاطمة الأقوال والتهم
باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته = وابصرو ابعض يوم رشدهم وعموا
يا عصبة شقيت من بعدما سعدت = ومعشرا هلكوا من بعد ما سلموا
لبئسما لقيت منهـم وان بليت = بجانب الطف تلك الأعظم الرمم
لاعن أبي مسلم في نصحة صفحوا = و لا الهيبري نجا الحلف والقسم
ولا الأمان لأهل الموصل اعتمدوا = فيه الوفاء ولا عن غيهم حلموا
أبلغ لديك بني العباس مالكة = لا يدعوا ملكها ملاكها العجم
أي المفاخر أمست في منازلكم = و غيركم أمر فيها و محتكم
أنى يزيدكـم في مفخر علم = و في الخلاف عليكم يخفق العلم
يا باعة الخمر كفوا عن مفاخركم = لمعشر بيعهـم يوم الهياج دم
خلوا الفخار لعلامين ان سئلوا = يوم السؤال وعما لين ان علموا
لا يغضبون لغير الله ان غضبوا = ولا يضيعون حكم الله ان حكموا
تنشى التلاوة في أبياتهم سحرا = و في بيوتكـم الأوتاد والنغم
منكم علية أم منهم وكان لكم =شيخ المغنين إبراهيم أم لهـم
اذا تلموا سورة غنى أمامكم = قف بالطلول التي لم يعفها القدم
ما في بيوتهـم للخمر معتصر = و لا بيوتكـم للسوء معتصم
و لا تبيت لهـم خنثى تنادهم = و لا يرى لهم قرد و لا حشم
الركن والبيت والأستار منزلهم = وزمزم والصفا والحجر والحرم
وليس من قسم في الذكر نعرفه = الا وهم غير شك ذلك القسم
صلى الإله عليهـم أينما ذكروا = فانهـم للورى كهف ومعتصم
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
الفرزدق شاعر عصره، أبو فراس ، همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية التميمي البصري .
أرسل عن علي ، ويروي عن أبي هريرة ، والحسين ، وابن عمر ، وأبي سعيد ، وطائفة .
وعنه : الكميت ، ومروان الأصفر ، وخالد الحذاء ، وأشعث الحمراني ، والصعق بن ثابت ، وابنه لبطة ، وحفيده أعين بن لبطة .
وفد على الوليد ، وعلى سليمان ، ومدحهما . ونظمه في الذروة.
كان وجهه كالفرزدق وهي الطلمة الكبيرة . فقيل : إنه سمع من علي ، فكان أشعر أهل زمانه مع جرير والأخطل النصراني ، ومات معه في سنة عشر ومائة من الأعيان مع الحسن البصري : أبو بكر محمد بن سيرين ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة -في قول- وجرير بن الخطفي التميمي الشاعر ، ونعيم بن أبي هند الأشجعي الكوفي ، وإبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التميمي .
قصيدة الفرزدق في مدح الإمام زين العابدين ( عليه السلام )
قال ابن خلكان في ترجمة الفرزدق : وتنسب إليه مكرمة يرجى بها له الجنة ، وهي أنه لما حج هشام بن عبد الملك في أيام أبيه فطاف وجهد أن يصل إلى الحجر الأسود ليستلمه فلم يقدر عليه لكثرة الزحام ، فنصب له منبر وجلس عليه ينظر الناس ومعه جماعة من أهل الشام فبينما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) وكان من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم أرجاً فطاف بالبيت فلما انتهى إلى الحجر [ الأسود ] تنحى له الناس حتى استلم فقال رجل من أهل الشام : من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة ؟ فقال هشام : لا أعرفه – مخافة أن يرغب فيه أهل الشام – وكان الفرزدق حاضراً فقال : [ لكني ] أنا أعرفه . فقال الشامي : من هذا يا [ أ ] با فراس ؟ فقال : (هذا الذي تعرف البطحاء وطأتــه). وحبسه هشام على اثرها لجرائته عليه وفضحه امام اهل الشام.
هذا الذي تعرف البطحاء وطئته = والبيت يعرفه والحـلُّ والحرمُ
هذا بن خير عباد اللـه كُلُّهمُ = هذا التقـي النقي الطاهرُ العلمُ
هذا بن فاطمةٍ انْ كنت جاهله = بجـده انبيـاء اللـه قد ختموا
وليس قولك منْ هـذا بضائـره = العرب تعرف من انكرت والعجمُ
كلتا يديه غيـاث عـم نفعهمـا = يستوكفان ولا يعروهمـا عـَـدمُ
سهـل الخليقـة لاتخشى بوادره = يزينه اثنان حِسـنُ الخلقِ والشيمُ
حـمّال اثقـال اقوام ٍ اذا امتدحوا = حلـو الشمائـل تحـلو عنده نعمُ
ما قـال لاقـط ْ الا فـي تشهده = لولا التشهـّد كانـت لاءه نـعمُ
عـمَّ البريـة بالاحسـان فانقشعت = عنها الغياهب والامـلاق والعـدمُ
اذا رأتـه قريـش قـال قائلهـا = الى مكارم هذا ينتهـي الكـرمُ
يُغضي حيـاءً ويغضي من مهابته = فلا يكلـُّـم الا حيـن يبتسـمُ
بكفـّـه ِ خيـزرانُ ريحهـا عبـق = من كـف اروع في عرنينه شممُ
يكـاد يمسكـه عرفـان راحتـه = ركن الحطيم اذا مـا جاء يستلمُ
اللـه شرّفه قدمــاً وعظـّمــه = جرى بذاك له في لوحـة القلـمُ
ايُّ الخلائق ليست فـي رقابهـمُ = لأوّلـيـّـه هـذا اولـه نِـعـمُ
من يـشكرِ الله يـشكراوّليــّه ذا = فالدين من بيت هذا نالـه الامـمُ
ينمي الى ذروة الدين التي قصرت = عنها الاكف وعن احراكهـا القـدمُ
من جده دان فضل الانبياء لـه = وفضل امتـه دانـت لـه الامـمُ
مشتقة من رسول اللـه نبعتـه = طابت مغارسه والخيـم والشـيـمُ
ينشق نور الدجى عن نور غرته = كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلمُ
من معشرٍ حبهم ديـنٌ وبغضهـمٌ = كفر ٌوقربهـم منجـى ومعتصــمُ
مقـدّمٌ بعـد ذكـر اللـه ذكرهـمُ = في كِلّ بدءٍ ومختوم بـه الكـلـمُ
إن عـدَّ اهل التقى كانـوا ائمتهم = او قيل من خيراهل الارض قيل همُ
لا يستطيع جـوادُ بعـد جودهـم = ولا يدانيهـم قـوم وإن كرمـوا
هم الغيوث اذا ما ازمـة ازمـت = والاسد اسدُ الشرى والبأس محتدم
لا ينقص العسر بسطاً من اكفّهـم = سيّان ذلك إن اثروا وان عدمـوا
يستدفـع الشـرُّ والبلـوى بحبّهـم = ويستربُّ به والاحسـان والنعــمُ
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
الكميت الأسدي
هو أبو المستهل ، وقيل أبو المنهل الكميت بن زيد بن جيش ، وقيل حبيش ، وقيل خنيس بن مجالد ، وقيل مخالد بن وهب ، وقيل وهيبة بن عمرو ابن سبيع بن مالك الأسدي ، الكوفي .
عالم كوفي ، فقيه ، فصيح ، خطيب مفوّه ، كاتب ، حسن الخط ، أديب ، شاعر ، عالم بالشعر القديم وبآداب العرب ولغاتها وأخبارها وأنسابها .
كان فارساً شجاعاً ، كريماً ، حافظا للقرآن ، وكان مضرّياً متعصباً على القحطانية ، مجاهراً في تشيعه لأهل البيت (عليهم السلام) .
ولد بالكوفة سنة 60 هـ ونشأ بها ، وتعلَّم حتى أصبح معلِّماً للصبيان .
كان مقدّماً على شعراء عصره ، وقد قيل فى حقه : كان أشعر الأولين والآخرين .
عاصر كلاً من الامام زين العابدين (عليه السلام) ومدحه ، والامام الباقر (عليه السلام)والامام الصادق (عليه السلام) وروى عنهما ، وانشدهما قصائده فدعوا له ، وروى عن الفرزدق الشاعر .
كان في صراع شديد مع خالد بن عبد الله القسري نائب ملوك الدولة الأُموية في العراق .
أمر هشام بن عبد الملك بقتله لمدحه لبني هاشم ، فحبسه خالد بن عبد الله القسري بالكوفة ، ثم عفى عنه هشام ، ولم يزل حتى قُتل على يد جند يوسف بن عمر الثقفي بعد ذمِّه لخالد القسري أيام حكومة مروان بن محمد سنة 126 هـ ، وقيل سنة 127 هـ .
له (ديوان شعر) ، ومن أشهر قصائده (الهاشميات) ، و(القصيدة المذهبة) .
قال له الامام الباقر (عليه السلام) : لا تزال مؤيداً بروح القدس ما دمت تقول فينا .
والبائية التالية هي احدى قصائده أشهر قصائده (الهاشميات)،
( الكميت الأسدي )
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب = ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب
و لم يلهني دار ولا رشم منزل = و لـم يتطربني بنان مخضب
و لكن إلى أهل الفضائل والنهى = و خير بني حواء والخير يطلب
الى النفر البيض الذين بحبهـم = الى اللـه فيما نالني أتقرب
بني هاشم رهط النبي فأنني = بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب
خفضت لهم مني جناحي مودة = الى كنف عطفاه أهل ومرحب
فما ساءني قول أمري ذي عداوة = بعوراء فيهـم يجتديني فأجذب
بأي كتاب أم بأيـة سنة = ترى حبهم عارا علي وتحسب
يشيرون بالأيدي ألي وقولهـم = ألا خاب هذا والمشيرون أخيب
فما ساءني تكفير هاتيك منهم = ولا عيب هاتيك التي هي أعيب
وقالوا ترابي هواه ورايـة = بذلـك أدعى فيهـم وألقب
وجدنا لكم في آل حاميهم آية = تأولهـا منـا تقي ومعرب
حياتك كانت مجدنا وسناءنا = وموتك جدع للعرانين موعب
وأنت أمين الله في الناس كلهم = ونعتب لو كنا على الحق نعتب
إذا شرعوا يوما على الغي فتنة = طريقهم فيها عن الحق أنكب
رضوا بخلاف المهتدين وفيهم = مخبأة أخرى تصان وتحجب
قتيل التجوبي الذي أستوارت به = يساق به سوقا عنيفا ويجنب
محاسن من دنيا ودين كأنما = بها حلقت بالأمس عنقاء مغرب
فنعم طبيب الداء من أمر أمة = تواكلها ذو الطب والمتطبب
ونعم ولي الأمر بعد وليه = ومنتجع التقوى و نعم المؤدب
سقى جرع الموت أبن عثمان بعدما = تعاورها منـه وليد ومرحب
وشيبة قد أثوى ببدر ينوشه = غداف من الشهب القشاعم أهدب
لـه عود لا رأفة يكتنفنـه = و لا شفقا منها خوامع تعتب
لـه سترتا بسط فكف بهذه = يكف وبالأخرى العوالي تخضب
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
الصاحب ابن عباد
هو الوزير الشاعر اسماعيل بن عباد بن العباس بن أحمد بن ادريس الملقب بالصاحب والمكنى بأبي القاسم .
ولد في اليوم السادس عشر من شهر ذي القعدة سنة 326 هجرية وتوفي عام 385 هجرية عليه رحمة الله وبركاته .
كان وزيرا للدولة البوهية، وكان عالما واديبا وشاعرا، من اجله ألف ابو الفرج الاصفهاني كتابه الموسوعة في الشعر (الأغاني)، وكذلك فقد الف له الثعالبي كتابه (يتمة الدهر).
ومن شعره هذه القصيدة الخالدة بحق أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، بعنوان (قالت : أريدُ رشاداً منكَ أتبعُهُ).
قالت : أريدُ رشاداً منكَ أتبعُهُ = فقلتُ : سمعاً فان الرشدَ من قبلي
قالت : أبِنهُ فاني جد سامعة = فقلتُ : كيف اجتماعُ الشيب والغزل
قالت : كيف اقتضاك الشيبُ تركَ هوىً = فقلت : في الشيب ادناءٌ من الأجلِ
قالت فمن صاحب الدين الحنيـف اجـب؟ = فقلت احمـد خيـر الســـادة الرســلِ
قالت فمن بعـده تصفــي الـولاء لــه؟ = قلتُ الوصي الذي اربـى عـلى زحــلِ
قالـت فمن بـات من فوق الفراش فـدىً؟ = فقلـت اثبـت خلــق اللـه في الوهــلِ
قالـت فمن زُوّ ج الزهـراءَ فـاطمـة ً ؟ = فقلـت افضـل من حــافٍ ومنتـعــلِ
قالت فمن والـد السبطيـن اذ فرعـــا؟ = فقلت سابق اهـل السبـق فـي مهــلِ
قالـت فمن فـاز في بــدرٍ بمعجزهــا؟ = فقلـت اضـرب خلـق اللـه في القلــلِ
قالـت فمـن اسـد الاحزاب يفرســهـا؟ = فقلـت قاتـل عمـروالضيـغـم البطــلِ
قالـت فيـوم حنيــن ٍ من فــرا وبـرا ؟ = فقلـت حـاصد اهــل الشرك في عجـلِ
قالـت فمـن ذا د ُعـيْ للـطيـر يأكلـه ؟ = فقلـت اقـرب مرضــيٍّ ومنتـحــلِ
قالت فمن تلّـوه يـوم الكسـاء اجــبْ ؟ = فقلت افضــل مكســوٍ ومشـتمــلِ
قالـت فمن سـاد في يـوم الغديـر أبـن ْ ؟ = فقلـت من كــان للاسـلام خيـر ولـي
قالـت ففي من أتى مِـن هل أتـى شرف ؟ = فقلـت أبــذل اهــل الأرض للنفـلِ
قالـت فمــن راكـع ٌ زكـّى بخاتمـه ؟ = فقلـت أطعنـهــم مـذ كـان بالاسـلِ
قالت فمـن ذا قسيـم الــنار يسهمـها ؟ = فقلـت مـن رأيــه اذكـى من الشـعـلِ
قالت فمن باهـل الطـهـر النـبـيُّ بـه ؟ = فقلـت تالـيـه فـي حـلٍ ومـرتحـلِ
قالـت فـمن ذا غـدا بـاب المدينة قـلْ ؟ = فقلت من سئلوه وهو لم يـــسلِ
قالـت فمن قاتـل الاقــوام اذ نكثـوا ؟ = فقلـت تفسـيره في وقـعـة الجـمـلِ
قالت فمن حارب الارجـاس اذ قسطوا ؟ = فقلـت صفـين تبـدي صـفـحة العـملِ
قالت فمـن قـارع الانجـاس اذ مرقـوا ؟ = فقلـت معنـاه يـوم النـهـروان جلـي
قالـت فمن صاحب الحوض الشريف غداً ؟ = فقلــت مـن بيـتـه في اشـرف الحـللِ
قالـت فمن ذا لـواء الحـمـد يحمله ؟ = فـقلت من لم يكن في الـروع بالوجـلِ
قالـت أكـل ّ الذي قد قلـتَ فـي رجل ٍ ؟ = فقلـت كـل الـذي قد قلـت ُ في رجـلِ
قالـت فمـن هـو هـذا سُمْــه ُ لنـا ؟ = فقـلـت ذاك أمـيـر الـمؤمـنيـن علـي
وللصاحب ابن عباد، ايضا هذه القصيدة
ألف : أميـر المـؤمنين علي = باء : به ركن اليقيـن قـوي
تاء : توى أعدائـه بحسامـه = ثاء : ثوى حيث السماك مضي
جيم : جرى في خير أسباق العلى =حاء : حوى العلياء وهو صبي
خاء : خبث حسادة من خوفـه = دال : درى ما لم يحز انسي
ذال : ذؤابة مجده فـوق السهى = راء : روي فخـاره علـوي
زاي : زوى وجه الضلالة سيفه = سين : سبيل يقينـه مرضـي
شين : شأى أمد المجاري سبقه = صاد : صراط الدين منـه سوي
ضاد : ضياء شموسه نور الورى = طاء : طريـق علومـه نبوي
ظاء : ظلام الشك عنـه زائل = عين : عرين أسـوده محمـي
غين : غرار حسامه حتف العدى = فاء : فسيـح الراحتيـن سخي
قاف : قفا طرق النبي المصطفى = كاف : كريـم المنتمى قرشـي
لام : لقاح الحرب محروس الذرى = ميم : منيـع الجانبـين تقـي
نون : نقي الجيب مرفوع البنا = واو : وصي المصطفى مهـدي
هاء : هديـة ربـه لنـبيـه = ياء : يقيم الدين وهـو رضي
أهدى ابن عباد اليـه هـذه = غراء لم يفطـن لهـا شيعـي
يرجو بها حسن الشفاعة عنده = حسن الـولاء موحـد عـدلي
أبرزتها مثل العروس بديهـة = فليـبتـدر لنـشيـدها الكـوفي
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
وللسيد رضا الموسوي الهندي ( قدس سره )، وقد مرة ترجمته
القصيدة الرائعة والفريده العصماء (الكوثرية) وهي حقا كوثر ساري وسلسبيل رحيق مختوم.
أَمُفَلَّج ُ ثغرك أم جوهرْ = ورحيقُ رضابك أم سُكَّرْ
قد قال لثغرك صانعـه = (( إنَّا أعطيناك الكوثر))
والخال بخدِّك أم مسـك = نَقَّطتَ به الورد الاحمـرْ
أم ذاك الخال بذاك الخدِّ = فتيتُ الندِّ على مجمرْ
عجبا من جمرته تذكو = وبها لا يحترق العنبر
يا مَنْ تبدو ليَ وفرتُه = في صبح محياه الازهر
فأجّن به (( الليـل إذا = يغشى)) ((والصبح إذا اسفرْ))
ارحم أَرِقا لو لم يمرض = بنعاس جفونك لـم يسهر
تَبْيَضُّ لـهجرك عينــاه = حزنا ومدامعـه تحــمر
يا للـعشاق لمفتـــونٍ = بهوى رشأ أحوى أحور
إن يبدُ لذي طرب غنَّى = أو لاح لذي نُسُكٍ كَبَّرْ
آمنت هـوىً بنبوتــه = وبعينيـه سحر يؤثــرْ
أصفيت الودَّ لذي مللٍ = عيشي بقطيعته كـــدّرْ
يامَنْ قد آثر هجراني = وعليَّ بـلقياه استأثـرْ
أقسمتُ عليك بما أولتـ = ـكَ النضرة من حسن المنظر
وبوجهك إذ يحمرُّ حيا = وبوجه محبك إذ يَصْفَرْ
وبلؤلؤ مبسمك المنظـوم = ولؤلؤ دمعـي إذ ينثـر
إن تتركْ هذا الهجر فليـ = ـسَ يليق بمثلي أن يُهْجَر
فاجلُ الاقداح بصرف الرا = حِ عسى الافراح بها تُنْشر
واشغل يمناك بصبِّ الكا = سِ وخلِّ يسارك للمزهر
فدمُ العنقود ولحنُ العو = دِ يعيد الخير وينفي الشر
بَكِّرْ للسُكْرِ قبيل الفجـ = ـرِ فصفو الدهر لمن بَكَّرْ
هذا عملي فاسلك سبلي = إن كنت تُقِرُّ على المنكر
فلقد أسرفت وما أسلفْـ = ـتُ لنفسي ما فيه ُعْذَرْ
سَوَّدتُ صحيفـة أعمالي = ووكلت الامر إلى حيدر
هو كهفي من نوب الدنيا = وشفيعي في يوم المحشر
قـد تَمَّتْ لي بولايتـه = نعمٌ جَمَّتْ عن أن تشكر
لاصيب بهـا الحظّ الاوفى = واخصص بالسهـم الاوفـر
بالحفظ من النار الكبرى = والامن من الفزع الاكبر
هل يمنعني وهو الساقي = ان أشرب من حوض الكوثر
أم يطردني عن مائـدة = وُضِعَتْ للقانـع والمُعْتَرْ
يا من قد أنكر من آيا = تِ أبي حسنٍ ما لا يُنْكَرْ
إن كنت، لجهلك، بالايّا = مِ، جحدت مقام أبي شُبَّرْ
فاسأل بدرا واسأل أُحُدا = وسل الاحزاب وسل خيبر
من دبَّر فيها الامر ومن = أردى الابطال ومن دَمَّرْ
من هدَّ حصون الشرك ومن = شادَ الاسلام ومن عَمّـَرْ
من قدَّمـه طه و على = أهل الايمان لـه أَمَّرْ
قاسوك أبا حسنٍ بسوا = كَ وهل بالطود يقاس الذر؟
أنّى ساووك بمـن ناوو = كَ وهل ساووا نعلَيْ قنبر؟
وإذا ذكر المعروف فما = لسواك به شيء يُذْكَرْ
أفعالُ الخير إذا انتشرت = في الناس فأنت لها مصدر
أحييت الدين بأبيض قد = اودعت به الموت الاحمر
قطبا للحرب يدير الضر = بَ ويجلو الكرب بيوم الكر
فاصدع بالامر فناصرك الـ = ـبَتَّارُ وشانئـك الابتـر
لو لم تؤمر بالصبر وكظم الغيـ = ـظِ وليتـك لـم تؤمـر
ما آلَ الامر إلى التحكيـ = ـمِ وزايل موقفـه الاشتر
لكن أعراض العاجل مـا =علقت بردائك يا جـوهر
أنت المهتـمّ بحفظ الديـ = ـنِ وغيرك بالدنيا يغتر
أفـعالك مـا كانت فيهـا = إلاّ ذكـرى لمـن اذَّكَّر
حُججا ألزمت بها الخصما = وتبصرةً لمـن استبصـر
آيات جلالـك لا تحصى = وصفات كمالـك لا تحصر
مـن طوَّلَ فيك مدائحـه = عن أدنى واجبهـا قصَّرْ
فــاقبل يا كعبـة آمالي = من هدى مديحي ما استيسر
من غيرك من يدعى للحر = بِ وللمحـراب وللمنبـر
اسمه ونسبه : السيّد رضا بن السيّد محمّد بن السيّد هاشم الموسوي الهندي . ولادته : ولد السيّد الهندي في الثامن من ذي القعدة 1290 هـ بمدينة النجف الأشرف .
نشأته : سافر مع والده إلى مدينة سامرّاء عام 1298 هـ – وهي سنة الطاعون – وعمره ثمان سنوات ، وبقي فيها يطلب العلم حتّى عام 1311 هـ ، ثم رجع إلى النجف الأشرف لمواصلة دراسته الحوزوية ، حتّى أصبح عالماً فاضلاً ، وأديباً شاعراً .
فقد غذَّاه والده بحب العلم ، والذوبان في حُبِّ آل محمّد ( عليهم السلام ) ، كما كان له إلمام بعلم الرياضة الروحية ، والأوراد ، والرمل ، والجفر ، والأرفاق .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد كاظم الخراساني ، المعروف بالآخوند .
2ـ الشيخ حسن بن الشيخ صاحب الجواهر .
3ـ أبوه ، السيّد محمّد الهندي .
4ـ السيّد محمّد الطباطبائي .
5ـ الشيخ محمّد الشربياني .
6ـ الشيخ محمّد طه نجف .
شعره : قال الأُستاذ جعفر الخليلي عنه : ( زاول الأدب زمناً طويلاً ، فأبدع فيه إبداعاً كان المجلى فيه بين جمع كبير من الأدباء والعباقرة في زمانه ، ولقد ولع بالبديع ولعاً سما به إلى منزلة قلّ من ارتفع إليها من قبل ، وإنّ لدي الكثير من الشواهد من نظمه ونثره ، ومنها مقامات إذا شئتها شعراً كانت شعراً ببحور مختلفة ، وقواف مختلفة ، وإن شئتها نثراً كانت نثراً مسجعاً أو مرسلاً ، ولم يكن هذا غريباً بمقدار غرابة خلو هذه المقامات من التكلّف ، فقد كان إمام البديع ، وشيخ الأُدباء فضلاً عن كونه عالماً ، ومن علماء الفقه المعروفين ) .
ادركته المنيه في عام 1362 ودفن في النجف الاشرف.
دالية السيد رضا الهندي في مدح نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم.
ارى الكـون اضحى نوره يتوقَّدُ ( رضا الهندي )
أرى الكونَ أضحى نوره يتوقَّد = لاَمرٍ به نيرانُ فارسَ تخمُدُ
واِيوان كسرى انشقَّ أعلاه مؤذنا = بأن بناءُ الدين عاد يُشَيَّدُ
أرى أنَّ أمَّ الشِّرك أَضحت عقيمةً = فهل حان من خير النبيين مولد؟
نعم كاد يستولي الضلالُ على ال = ورى فأقبل يهدي العالمين محمدُ
نبيُّ براهُ اللّه نورا بعرشِهِ = وما كان شيٌ في الخليقة يوجدُ
وأودعه من بعدُ في صُلب آدم = ليسترشد الضُّلالُ فيه ويهتدوا
ولولم يكن في صُلب آدمَ مُودَع = لما قال قِدْما للملائكة: سجدوا
له الصدر بين الانبياء وقبلهم = على رأسه تاج النبوة يعقدُ
لئن سبقوه بالمجيء فإنَّما = أتوا ليبثُّوا أمره ويمهدوا
رسولٌ له قد سخَّر الكونَ ربّه = وأيَّدَهُ فهو الرسول المؤيّد
ووحَّدَهُ بالعزِّ بين عباده = ليجروا على منهاجه ويُوحِّدوا
وقارن ما بين اسمه واسم أحمد = فجاحده، لا شكَّ، للّه يجحدُ
ومن كان بالتوحيد للّه شاهدا = فذاك لطه بالرسالة يشهدُ
ولولاه ما قلنا ولا قال قائل = لمالك يوم الدين: إيّاك نعبدُ
ولا أصبحت أوثانهم وهيَ التي = لها سجدوا تهوي خشوعا وتسجدُ
لامنةَ البشرى مدى الدهر إذ غَدتْ = وفي حجرها خير النبيين يولدُ
به بشَّرَ الانجيل والصُّحْفُ قبلَهُ = وإن حاول الاخفاء للحقّ ملحدُ
بسينا دعا موسى وساعير مبعثٌ = لعيسى ومن فارن جاءَ مُحمدُ
فسلْ سِفْرَ شعيا ما هتافهم الذي = به أُمروا أن يهتفوا ويمجدوا
ومن وَعَدَ الرحمن موسى ببعثه = وهيهات للرحمن يُخْلَفُ موعدُ
وسلْ من عنى عيسى المسيح بقوله = سأُنزله نحو الورى حين اصعدُ
لعمرك إن الحق أبيضُ ناصحٌ = ولكنما حظُّ المعاند أسودُ
أيخلدُ نحو الارض متّبع الهوى = وعمَّا قليل في جهنّم يخلدُ
ولولا الهوى المغوي لما ما لعاقل = عن الحقّ يوما، كيف والعقل مرشد؟
ولا كان أصناف النصارى تنصّروا = حديثا ولا كان اليهود تهوّدوا
أبا القاسم أصدع بالرسالة منذرا = فسيفك عن هام العدى ليس يغمد
ولا تخش من كيد الاعادي وبأسهم = فإن عليّا بالحسام مُقلَّد
وهل يختشي كيدَ المضلّين من له = أبو طالب حام وحيدر مسعدُ
عليُّ يدُ الهادي يصول بها وكم = لوالده الزاكي على أحمد يدُ
وهاجرْ أبا الزهراء عن أرض مكّة = وخلِّ عليّا في فراشك يرقدُ
عليك سلام اللّه يا خير مرسل = إليه حديث العزّ والمجد يسندُ
حباك إله العرش منه بمعج = تبيد الليالي وهو باقٍ مؤبّد
دعوتَ قريشا أن يجيئوا بمث = فما نطقوا والصمت بالعيِ يشهدُ
وكم قد وعاه منهمُ ذو بلاغة = فأصبح مبهوتا يقوم ويقعدُ
وجئت إلى أهل الحجى بشريعة = صفا لهمُ من مائها العذب موردة
شريعة حق إن تقادم عهدها = فما زال فينا حُسْنُها يتجدّد
عليك سلام اللّه ما قام عابد = بجنح الدّجى يدعو وما دام معبد
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
عينية ابن ابي الحديد المعتزلي
ترجمة صاحب القصيدة
ابن ابى الحديد هو عز الدين عبد الحميد بن هيبة الله بن أبي الحديد المعتزلي من أبرز علماء وكتاب المعتزلة المسلمين في عصره. من كتبه تعليق على كتاب نهج البلاغة. توفي في 656 هجرية الموافق لـ 1258 ميلادية.
وقد نظم سبع قصائد في مدح أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) واسماهن (القصائد العلويات) واحبهن الى قلبي هي العينية التالية والتي احفض بعض ابياتها الرائعة واترككم لأستمتاع بقراءتها.
يا رسٌـم لا رسمتـك ريٌح زعزعٌ = وسرت بليل في عراصِك خـروعٌ
لم ألفَ صدري من فؤادي بلقعـا = الا وأنـت منً الأحبـة بلقـع
جاري الغمام مدامعي بك فانثنت = جون السحائب فهي حسرى ظلعّ
شروى الزمان يضيء صبحٌَ مسفرٌ = فيـه فيشفعه ظلام أسفع
الله درك والضلال يقودني = بيد الهوى فأنا الحـرون فاتبـع
يقتادنـي سكر الصبابـة والصبـا = ويصيح بي داعي الغـرام فأسمـع
دهر تقوّض راحلاً ما عيب من = عـقبـاه الا أنـه لا يرجـع
يا أيهـا الـوادي أجـلك وادياً = وأعـز الا في حماك فأخضـع
وأسوف تربك صاغرا وأذل في = تـلك الربى وأنا الجليد فاخنـع
ذاك الزمان هـو الزمان كأنمـا = قيظ الخطوب به ربيع مـمرع
وكأنما هـو روضـة مـمطورة = أو مزنـة في عارض لا تقلـع
قد قلت للبرق الذي شق الدجى = فكان زنجيـا هنالـك يجـدع
يا برق ان جئت الغري فقل له: = أتراك تعلم من بأرضك مـودع
فيك ابن عمران الكليـم وبعده =عيسى يقفيـه وأحمـد يتبـع
بـل فيك جبريل وميكال واسـ = ـرافيل والملأ المقدس أجمـع
بل فيك نور اللـه جل جلاله = لذوي البصائر يستشف ويلمـع
فيك الأمام المرتضى فيك الوصي = المجتبـى فيـك البطين الأنزع
الضارب الهام المقنع في الوغى = بالخوف للبهـم الكماة يقنـع
والسمهريـة تستقيـم وتنحنـي = فكأنمـا بين الأضالـع أضلـع
ومبدد الأبـطال حيث تـألبوا = ومفرق الأحزاب حيث تجمعوا
والحبر يصدع بالمواعظ خاشعـا = حتى تكاد لهـا القلوب تصدع
حتى اذا استعر الوغى متلظيـا = شرب الدماء بغلـة لا تنقـع
متجلبـبا ثوبا مـن الدم قانيـا = يعلوه من نقـع الملاحم برقـع
هذا ضمير العالم الموجود عن = عـدم وسر وجوده المستـودع
هذا هو النور الذي عذباته = كـانت بجبهـة آدم تتطلـع
وشهاب موسى حيث أظلم ليلـه = رفعت لـه لألاؤه تتشعشـع
يا من له ردت ذكاء ولم يفز = بنظيرهـا من قبل الا يوشع
يا هازم الأحزاب لا يثنيه عن = خوض الحـمام مدجـج ومدرع
يا قالع الباب التي عن هزها = عجـزت أكف أربعون وأربع
لولا حدوثك قلت : انك جاعل الـ = أرواح في الأشباح والمستنزع
لولا مماتك قلت : انك باسط الـ = أرزاق تقدر في العطاء وتوسع
ما العـالم العلوي الا تربة = فيها لجثتـك الشريفة مضجع
أنا في مديحك ألكن لا أهتدي = وأنا الخطيب الهبزري المصقع
أأقول فيـك سميدع كلا ولا = حاشـا لمثلك أن يقال سميدع
بل أنت في يوم القيامة حاكـم = في العالمين وشافـع ومشفـع
ولقد جهلت وكنت أحذق عالم = أغرار عزمك أم حسامك أقطع
وفقـدت معرفتي فلست بعارف = هل فضل علمك أم جنابك أوسع
لي فيك معتقد سأكشف سره = فليصغ أرباب النهى وليسمعوا
هي نفثة المصدور يطفيء بردها = حر الصبابة فاعذلوني أو دعوا
واللـه لولا حيدر ما كانت الـ = ـد نيا ولا جمع البرية مجمع
واليه في يوم المعاد حسابنا = وهو الملاذ لنا غدا والمفزع
يا من له في أرض قلبي منزل = نعم المراد الرحب والمستربع
أهواك حتى في حشاشة مهجتي = نار تشب على هواك وتلذع
وتكاد نفسي ان تذوب صبابة = خلقاً وطبعاً لا كمن يتطبع
ورأيت دين الاعتزال وأنني = أهوى لأجلك كلّ من يتشيعٌ
ولقد علمت بأنه لا بد من = مهـديكـم وليومـه أتطلـع
يحميه من جند الإله كتائبٌَ = كاليمِ أقبل زاخراً يتدفـع
فيها لال أبي الحديد صوارم = مشهورة ورماح خط شرع
ورجال موت مقدمون كأنهـم = أسد العرين الربد لا تتكعكع
تلك المنى أَما أغب عنها فلي = نفسٌَ تنازعني وشوقٌ ينزع
ولقد بكيت لقتل آَل محمد = بألطف حتى كل عضو مدمع
وحريم آل محمد بين العدى = نهب تقاسمـه اللئام الرضع
لهفي على تلك الدماء تراق في = أيدي أمية عنوة وتضيـع
بأبي أبا العباس أحمد أنه خير = الورى من أن يطل ويمنع
فهو الوالي لثارها وهو الحمو = ل لعبئها اذ كل عود يضلع
ول: من منا لا يعرف من هو الجواهري شاعر العرب والعروبة وشاعر العراق والفرات ودجلة، لكن على مقتضى القاعدة التي انزلنا عليها موضوعنا هذا اترككم مع ترجمة مختصرة لشاعرنا الراحل.
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
محمد مهدي الجواهري.
ولد في (26 يوليو 1899) وتوفي في (1 يناير 1997) شاعر عراقي شهير، لقب بشاعر العرب الأكبر.
ولد في مدينة النجف في العراق، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف، أراد لابنه أن يكون عالماً دينيا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. ترجع اصول الجواهري إلى عائلة عربية نجفية عريقة، نزلت النجف الأشرف منذ القرن الحادي عشر الهجري، وكان أفرادها يلقبون ب"النجفي" واكتسبت لقبها الحالي "الجواهري" نسبة إلى كتاب فقهي قيم ألفه أحد أجداد الأسرة وهو الشيخ محمد حسن النجفي، وأسماه "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " ويضم44 مجلداً، لقب بعده ب"صاحب الجواهر"،ولقبت أسرته ب"آل الجواهري" ومنه جاء لقب الجواهري. قرأ القرآن الكريم ولم يحفظه وهو في سن مبكرة ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة والنحو والصرف والبلاغة والفقه. وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان أبو الطيب المتنبي.
نظم الشعر في سن مبكرة وأظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، كان في أول حياته يرتدي لباس رجال الدين، واشترك في ثورة العشرين عام 1920 ضد السلطات البريطانية.
توفي الجواهري في إحدى مشافي العاصمة السورية دمشق سنة 1997 عن عمر يناهز الثامنة والتسعين، ونظم له تشييع رسمي وشعبي مهيب، شارك فيه أغلب أركان القيادة السورية، ودفن في مقبرة الغرباء في السيدة زينب في ضواحي دمشق، تغطيه خارطة العراق المنحوتة على حجر الكرانيت، وكلمات:"يرقد هنا بعيداً عن دجلة الخير.."
العينية الخالدة (للجواهرى)، ان هذه الرائعة الذهبية من الشعر العربي العريق قد سنت في فضاء الحب والولاء لهذا استحقت ان تكتب بماء الذهب على ضريح سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين بن علي بن ابي طالب سبط الرسول الاعظم (ص) وسيد شباب اهل الجنة، المقام على مرقده الطاهر في كربلاء العزة والشموخ.
فداءا لمثواك من مضجع = تنَور بالابلــج الاروع
باعبق من نفحات الجنان = روحا ومن مسكها اضـع
ورعيأليومك يوم الطـفوف = وسقيأ لارضك من مصرع
وحزنأعليك بحبس النفوس = على نهجك النيـّرالمهيع
صوناً لمجدك من أن يُذل = بما أنت تأباه من مبدع
فيا ايهاالوتر في الخالدين = فذأ الى الان لم يشفـع
وياعيضة الطامحين العظام = للاهين عن غدهم قُنـع
تعاليت من مُفزعٍ للحتوف = وبورك قبرك من مَفزع
تلوذُ الدهورفمن سُجّـدٍ = على جانبيه ومن رُكـع
شممتُ ثراك فهبٌ النسيم = نسيمُ الكرامة من بلقـع
وعفٌرتُ خدي بحيثُ استراح = خـد ّتفـرّى ولم يضرع
وحيثُ سنابكُ خيل الطغاة = جالت عليه ولم يخشع
وخلت وقد طارت الذكريات = بروحي الى عالمٍ ارفع
وطفتُ بقبرك طوف الخيال = بصومعة الملهم المبـدع
كأن يداً من وراء الضريح = حمراء مبتورة الاصبع
مدت الى عالم ٍبالخنوع = والضيم ذي شرّق ٍمترع
تخبط في غابة أطبقـت = على مذنب منه أو مُسيع
لتُبدل منه جديب الضمير = بآخ ر معشوشبٍ ممرع
وتدفع هذي النفوس الصغار = خوفأ الى حرمٍ أمنـع
تعاليت من صاعقٍ يلتظي = فان تدجو داجية يلمـع
تأرٌم حقدأعلى صاعقات = لم تُنئ ضيمأولم تنفــع
ولم تُبذرالحبٌ اثر الهشيم = وقد حرٌقته ولم تـزرع
ولم تُخل ابراجها في السماء = ولم تات ارضأ ولم تدقع
ولم تقطع الشر من جذمه = وغلٌ الضمائر لم تنزع
ولم تصدم الناس في ماهمُ = عليه من الخُلِقِ الاوضع
تعاليت من فـلكٍ قِطـرهُ = يدورعلى المحورالاوسع
فيابن البتول وحسبي بها= ضـمانأعلى كل ما ادع
ويابن التي لم يضع مثلها = كمثلك حملأ ولم ترضع
ويابن البطين بلا بطنةٍ = ويابن الفتى الحاسرالانزع
وياغصن هاشم لم ينفتح = بازهر منك ولم يُـفرع
وياواصلأمن نشيد الخلود = ختام القصيدة بالمطلـع
يسيرالورى بركاب الزمان = من مستقيمٍ ومن أضلـع
وانت تسيّر ركب الخلود = ما تستجد له يتبـــع
تمثلت يومك في خاطري = وردّدت صوتك في مسمعي
ومحصت امرك لم ارتهب = بنقل الرواة ولم اُخـدع
وقلت لعل دويٌ السنيـن = باصداء حادثك المفجـع
ومارتّل المخلصون الدعاة = من مُرسلين ومن سُجٌع
ومن ناثرات عليك السماء = والصبح بالشعروالادمع
وتشريد هاكل من يدلـي = بحبل لأهليك أو مقطع
لعل لذاك وكون الشجي = ولوعاً بكل شجٍ مولـع
لعل السياسة فيما جنت = على لاصق بك او مّدعِ
يدأفي اصطباغ حديث حُسين = بلونٍ اُريد له ممتــع
صناعا متى ماترد خطة = وكيف ومهما ترد تصنع
وكانت ولمٌا تزل بزرة = يد الواثق الملجأ الالمع
ولماازحت طلاء القرون = وسترالخداع عن المخدع
اريد الحقيقة في ذاتها = بغير الطبيعة لم تطبـع
وماذاأأروع من أن يكون = لحمك وقفأ على المبضع
وأن تتقي دون ما ترتأي = ضميرك بالأسل الشرع
وأن تُطعم الموت خيرالبنين = من الاكهلين الى الرٌضع
وخير بني الام من هاشمٍ = وخير بني الاب من تُبع
وخيرالصحاب بخيرالصدور = كـانوا وقائك والادرع
وقدٌست ذكراك لم انتحل = ثـياب التقاة ولم ادّعِ
تقحمت صدري وريب الشكوك = يضجٌ بجدرانه الاربع
وران سحاب طفيق الحجاب = عليٌ من القلق المفزع
وهبت رياح من الطيبات = والطيبين ولم يقشـع
ذاماتزحزح عن موضع = تأبٌى وعاد الى موضع
وجاز بي الشك فيما مع = الجدود إلى الشك فيما معي
الى ان اقمت عليه الدليل = من مبدأ بدمٍ مشبــع
فاسلم طوعأ اليك القياد= واعطاك اذعانه المهطع
فنورت مااظلم من فكرتي = وقوٌمت مااعوج من اضلعي
وآمنت إيمان من لايرى = سوى العمل في الشك من مرجع
لان الاباء ووحي السماء = وفيض النبوة من منبع
تجمٌع في جوه خالـص = تنزه عن عرض المطمع
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
محمد جمال الهاشمي
( 1332 ـ 1397 ) هـ
السيد محمد بن جمال الدين بن حسين بن الميرزا محمد علي بن علي نقي الموسوي الكلبايكاني الشهير بالهاشمي .
عالم اديب شاعر .
ولد في النجف 20 محرم سنة 1332 هـ ونشأ به على والده الحجة المتوفي سنة 1377 هـ ، دخل المدرسة العلوية الايرانية ثم تركها وانصرف الى الدراسة الدينية فقرأ مقدماته الاولية على الشيخ عبد الامير البصري ، والشيخ شمس التبريزي والشيخ محمد تقي الاصفهاني والسطوح الاصولية والفقهية على الشيخ محمد رضا المظفر والميرزا محمد العراقي والشيخ محمد تقي آل راضي والسيد حسن البجنوردي والسيد موسى الجصاني ثم حضر الابحاث العالية على والده والشيخ ضياء الدين العراقي والسيد ابي الحسن الاصفهاني .
ربى جيلاً من الشعراء الشباب وعنى بهم وكان من المساهمين في جمعية ( منتدى النشر ) ومدرساً بها ، وكذا جمعية ( الرابطة الادبية ) صار امام الجماعة خلفاً لوالده وتولى حل المسائل والمشاكل الشرعية .
وله قصائد شعرية بديعة تستلذ عند قراءتها نشرت في الصحف العراقية والعربية .
وفاته :
توفي بالنجف سنة 1397 هـ ودفن به في وادي السلام .
آثاره :
طبع له :
1ــ الادب الجديد .
2ــ هكذا عرفت نفسي .
3ــ المرأة وحقوق الانسان .
4ــ مشكلة الامام الغائب وحلها .
5ــ الاسلام في صلاته وزكاته .
6ــ اصول الدين الاسلامي .
7ــ الزهراء .
والمخطوطة :
1ــ الاخلاق في ضوء القران .
2ــ تاريخ الادب العربي .
3ــ الادب القديم .
4ــ حاشية على مطول التفتازاني .
5ــ حاشية على كفاية الاصول ( 1 ــ 2 ) .
6ــ حاشية على رسائل الانصاري .
7ــ حاشية على مكاسب الانصاري .
8ــ تقريرات الاصول من بحث العراقي .
9ــ تقريرات الفقه من بحث والده .
10 ــ الاوتار منظومة .
11ــ الانغام في الموشحات .
12ــ ملحمة الجيل ( 700 بيت ) .
13ــ الهاشميات فيما قاله في آل البيت f .
14ــ ديوان شعره ( 1 ــ 2 ).
من روائع قصائده (الرائية) الجميلة (شعَّت فـلاالشمـس تحكيهاولاالقمرُ) بحق السيدة الزهراء البتول ام ابيها فاطمة بنت رسول الله محمد (ص) وزوج امير المؤمنين علي (ع) وام سيدا شباب اهل الجنة الحسن والحسين (ع).
(محمد جمال الهاشمي)
شعَّت فلا الشمس تحكيها ولا القمر = زهراءُ من نورها الأكوانُ تزدهرُ
بنتُ الخلود لها الأجيال خاشعةٌ = اُمّ الزمان إليها تنتمي العُصُرُ
روحُ الحياة ، فلو لا لطفُ عنصرها = لم تأتلف بيننا الأرواحُ والصورُ
سمت عن الاُفق ، لا روح ولا ملَكٌ = وفاقت الأرض ، لا جنٌّ ولا بشرُ
مجبولةٌ من جلال اللـه طينتُها = يرفُّ لُطفاً عليهـا الصونُ والخَفرُ
ما عابَ مفخَرها التأنيث أنَّ بها = على الرجال نساءُ الأرض تفتخرُ
خِصالها الغرُّ جلّت ان تلوكَ بها = منّا المقاولُ أو تدنو لها الفكرُ
معنى النبوة ، سرُّ الوحي ، قد نزلتْ = في بيتِ عصمتها الآياتُ والسورُ
حوت خِلال رسول الله أجمعَها = لولا الرسالةُ ساوى أصله الثمرُ
تدرّجت في مراقي الحقَّ عارجةً = لمشرق النور حيث السرُّ مستترُ
ثم انثنت تملأ الدنيا معارفُها = تطوى القرون عياءً وهي تنتشرُ
قل للذي راح يُخفي فضلها حسداً = وجه الحقيقة عنّا كيف ينسترُ
أتقرن النورَ بالظلماء من سفهٍ = ما أنتَ في القول إلا ّكاذب أشِرُ
بنتُ النبي الذي لولا هدايتُه = ما كان للحقّ ، لا عينٌ ولا أثرُ
هي التي ورثت حقاً مفاخره = والعطر فيه الذي في الورد مدَّخرُ
في عيد ميلادها الأملاكُ حافلةٌ = والحور في الجنة العليا لها سمرُ
تزوجتْ في السماء بالمرتضى شرفاً = والشمس يقرُنها في الرتبة القمرُ
على النبوّة أضفت في مراتبها = فضل الولاية لا تبقى ولا تذرُ
اُمّ الأئمة مَن طوعاً لرغبتهم = يعلو القضاءُ بنا أو ينزل القدرُ
قف يا يراعي عن مدح البتول ففي = مديحها تهتف الألواحُ والزبرُ
وارجع لنستخبر التأريخ عن نبأٍ = قد فاجأتنا به الأنباء والسيرُ
هل أسقط القوم ضرباً حملَها فهوت = تأنُّ ممّا بها والضلعُ منكسرُ
وهل كما قيل قادوا بعلَها فعدت = وراه نادبـةً والدمع منهمرُ
إن كان حقاً فإنّ القوم قد مرقوا = عن دينهم وبشرع المصطفى كفروا
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
أبو فراس الحمداني
هو أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الوائلي،(320 - 357هـ). هو شاعر وفارس مقدام، ابن عم سيف الدولة الحمداني، من أسرة الحمدانيين، وهي أسرة عربية حكمت شمال سوريا والعراق وكانت عاصمتهم حلب في القرن العاشر الميلادي .
الشافية ( لأبو فراس الحمداني )
ألحق مهتضم والدين مختـرم = وفيء آل رسول اللـه مقتسم
والناس عندك لا ناس فيحفظهم = سوم الرعاة ولا شاء ولا نعم
أني أبيت قليل النوم أرقني = قلب تصارع فيه الهم والهمم
وعزمة لا ينام الليل صاحبها = إلا على ظفر في طيه كرم
يصان مهري لأمر لا أبوح به = والدرع والرمح والصمصامة الخذم
وكل مائرة الضبعين مرحها = رمت الجزيرة والخذراف والعنم
وفتية قلبهم قلب اذا ركبوا = يوما ورأيهم رأي اذا عزموا
يا للرجال أما للـه منتصر = من الطغاة أما للدين منتقـم
بنو علي رعايا في ديارهـم = والأمر تملكـه النسوان والخدم
محلؤون فأل صفى شربهم وشل = عند الورود وأوفى ودهم لمم
فالأرض الا على ملاكها سعة = والمال الا على أربابـه ديم
فما السعيد بها الا الذي ظلموا = وما الشقي بها الا الذي ظلموا
للمتقين من الدنيا عواقبهـا = وان تعجل منهـا الظالم الأثم
أتخفرون عليهم لا أبا لكـم = حتى كان رسول اللـه جدكم
و لا توازن فيما بينكم شرف = ولا تساوت لكم في موطن قدم
ولا لكم مثلهم في المجد متصل = و لا لجدك معشار جدهـم
و لا لعرقكـم من عرقهم شبة = و لا نثيلتكـم من أمهم أمم
قام النبي بها ( يوم الغدير ) لهم = و اللـه يشهد والأملاك والأمم
حتى اذا أصبحت في غير صاحبها = باتت تنازعها الذوبان والرخـم
وصيروا أمرهم شورى كأنهـم = لا يعرفون ولاة الحق أيهـم
تالله ما جهل الأقوام موضعها = لكنهم ستروا وجه الذي علموا
ثم ادعاها بنو العباس ملكهـم = و لا لهم قدم فيها و لا قدم
لا يذكرون اذا ما معشر ذكروا = و لا يحكم في أمر لهم حكم
و لا راهم أبو بكر و صاحبه = أهلأ لما طلبوا منها وما زعموا
فهل هم مدعوها غير واجبة = أم هل أئمتهم في أخذها ظلموا
أما علي فأدنى من قرابتكـم = عند الولاية إن لم تكفر النعم
أينكر الحبر عبد اللـه نعمته = أبوكم أم عبيد اللـه أم قثم
بئس الجزاء جزيتم في بني حسن = أباهم العلم الهـادي وأمهـم
لا بيعة ردعتكم عن دمائهـم = و لا يمين ولا قربى ولا ذمم
هلاصفحتم عن الأسرى بلا سبب = للصافحين ببدر عن أسيركـم
هلا كففتم عن الديباج سوطكم = و عن بنات رسول الله شتمكم
ما نزهت لرسول الله مهجتـه = عن السياط فهلا نزه الحـرم
ما نال منهم بنوحرب وان عظمت = تلك الجزائر الا دون نيلكـم
كم غدوة لكم في الدين واضحة = وكم دم لرسول اللـه عندكم
أنتم له شيعة فيما ترون وفي = أظفاركم من بنية الطاهرين دم
هيهات لا قربت قربى ولا رحم = يوما اذا أقصت الأخلاق والشيم
كانت مودة سلمان لـه رحما = ولم يكن بين نوح وابنه رحم
يا جاهدا في مساويهم يكتمها = غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا = مأمونكم كالرضا لو أنصف الحكم
ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت = عن أبن فاطمة الأقوال والتهم
باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته = وابصرو ابعض يوم رشدهم وعموا
يا عصبة شقيت من بعدما سعدت = ومعشرا هلكوا من بعد ما سلموا
لبئسما لقيت منهـم وان بليت = بجانب الطف تلك الأعظم الرمم
لاعن أبي مسلم في نصحة صفحوا = و لا الهيبري نجا الحلف والقسم
ولا الأمان لأهل الموصل اعتمدوا = فيه الوفاء ولا عن غيهم حلموا
أبلغ لديك بني العباس مالكة = لا يدعوا ملكها ملاكها العجم
أي المفاخر أمست في منازلكم = و غيركم أمر فيها و محتكم
أنى يزيدكـم في مفخر علم = و في الخلاف عليكم يخفق العلم
يا باعة الخمر كفوا عن مفاخركم = لمعشر بيعهـم يوم الهياج دم
خلوا الفخار لعلامين ان سئلوا = يوم السؤال وعما لين ان علموا
لا يغضبون لغير الله ان غضبوا = ولا يضيعون حكم الله ان حكموا
تنشى التلاوة في أبياتهم سحرا = و في بيوتكـم الأوتاد والنغم
منكم علية أم منهم وكان لكم =شيخ المغنين إبراهيم أم لهـم
اذا تلموا سورة غنى أمامكم = قف بالطلول التي لم يعفها القدم
ما في بيوتهـم للخمر معتصر = و لا بيوتكـم للسوء معتصم
و لا تبيت لهـم خنثى تنادهم = و لا يرى لهم قرد و لا حشم
الركن والبيت والأستار منزلهم = وزمزم والصفا والحجر والحرم
وليس من قسم في الذكر نعرفه = الا وهم غير شك ذلك القسم
صلى الإله عليهـم أينما ذكروا = فانهـم للورى كهف ومعتصم
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
الفرزدق شاعر عصره، أبو فراس ، همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية التميمي البصري .
أرسل عن علي ، ويروي عن أبي هريرة ، والحسين ، وابن عمر ، وأبي سعيد ، وطائفة .
وعنه : الكميت ، ومروان الأصفر ، وخالد الحذاء ، وأشعث الحمراني ، والصعق بن ثابت ، وابنه لبطة ، وحفيده أعين بن لبطة .
وفد على الوليد ، وعلى سليمان ، ومدحهما . ونظمه في الذروة.
كان وجهه كالفرزدق وهي الطلمة الكبيرة . فقيل : إنه سمع من علي ، فكان أشعر أهل زمانه مع جرير والأخطل النصراني ، ومات معه في سنة عشر ومائة من الأعيان مع الحسن البصري : أبو بكر محمد بن سيرين ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة -في قول- وجرير بن الخطفي التميمي الشاعر ، ونعيم بن أبي هند الأشجعي الكوفي ، وإبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التميمي .
قصيدة الفرزدق في مدح الإمام زين العابدين ( عليه السلام )
قال ابن خلكان في ترجمة الفرزدق : وتنسب إليه مكرمة يرجى بها له الجنة ، وهي أنه لما حج هشام بن عبد الملك في أيام أبيه فطاف وجهد أن يصل إلى الحجر الأسود ليستلمه فلم يقدر عليه لكثرة الزحام ، فنصب له منبر وجلس عليه ينظر الناس ومعه جماعة من أهل الشام فبينما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) وكان من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم أرجاً فطاف بالبيت فلما انتهى إلى الحجر [ الأسود ] تنحى له الناس حتى استلم فقال رجل من أهل الشام : من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة ؟ فقال هشام : لا أعرفه – مخافة أن يرغب فيه أهل الشام – وكان الفرزدق حاضراً فقال : [ لكني ] أنا أعرفه . فقال الشامي : من هذا يا [ أ ] با فراس ؟ فقال : (هذا الذي تعرف البطحاء وطأتــه). وحبسه هشام على اثرها لجرائته عليه وفضحه امام اهل الشام.
هذا الذي تعرف البطحاء وطئته = والبيت يعرفه والحـلُّ والحرمُ
هذا بن خير عباد اللـه كُلُّهمُ = هذا التقـي النقي الطاهرُ العلمُ
هذا بن فاطمةٍ انْ كنت جاهله = بجـده انبيـاء اللـه قد ختموا
وليس قولك منْ هـذا بضائـره = العرب تعرف من انكرت والعجمُ
كلتا يديه غيـاث عـم نفعهمـا = يستوكفان ولا يعروهمـا عـَـدمُ
سهـل الخليقـة لاتخشى بوادره = يزينه اثنان حِسـنُ الخلقِ والشيمُ
حـمّال اثقـال اقوام ٍ اذا امتدحوا = حلـو الشمائـل تحـلو عنده نعمُ
ما قـال لاقـط ْ الا فـي تشهده = لولا التشهـّد كانـت لاءه نـعمُ
عـمَّ البريـة بالاحسـان فانقشعت = عنها الغياهب والامـلاق والعـدمُ
اذا رأتـه قريـش قـال قائلهـا = الى مكارم هذا ينتهـي الكـرمُ
يُغضي حيـاءً ويغضي من مهابته = فلا يكلـُّـم الا حيـن يبتسـمُ
بكفـّـه ِ خيـزرانُ ريحهـا عبـق = من كـف اروع في عرنينه شممُ
يكـاد يمسكـه عرفـان راحتـه = ركن الحطيم اذا مـا جاء يستلمُ
اللـه شرّفه قدمــاً وعظـّمــه = جرى بذاك له في لوحـة القلـمُ
ايُّ الخلائق ليست فـي رقابهـمُ = لأوّلـيـّـه هـذا اولـه نِـعـمُ
من يـشكرِ الله يـشكراوّليــّه ذا = فالدين من بيت هذا نالـه الامـمُ
ينمي الى ذروة الدين التي قصرت = عنها الاكف وعن احراكهـا القـدمُ
من جده دان فضل الانبياء لـه = وفضل امتـه دانـت لـه الامـمُ
مشتقة من رسول اللـه نبعتـه = طابت مغارسه والخيـم والشـيـمُ
ينشق نور الدجى عن نور غرته = كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلمُ
من معشرٍ حبهم ديـنٌ وبغضهـمٌ = كفر ٌوقربهـم منجـى ومعتصــمُ
مقـدّمٌ بعـد ذكـر اللـه ذكرهـمُ = في كِلّ بدءٍ ومختوم بـه الكـلـمُ
إن عـدَّ اهل التقى كانـوا ائمتهم = او قيل من خيراهل الارض قيل همُ
لا يستطيع جـوادُ بعـد جودهـم = ولا يدانيهـم قـوم وإن كرمـوا
هم الغيوث اذا ما ازمـة ازمـت = والاسد اسدُ الشرى والبأس محتدم
لا ينقص العسر بسطاً من اكفّهـم = سيّان ذلك إن اثروا وان عدمـوا
يستدفـع الشـرُّ والبلـوى بحبّهـم = ويستربُّ به والاحسـان والنعــمُ
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
الكميت الأسدي
هو أبو المستهل ، وقيل أبو المنهل الكميت بن زيد بن جيش ، وقيل حبيش ، وقيل خنيس بن مجالد ، وقيل مخالد بن وهب ، وقيل وهيبة بن عمرو ابن سبيع بن مالك الأسدي ، الكوفي .
عالم كوفي ، فقيه ، فصيح ، خطيب مفوّه ، كاتب ، حسن الخط ، أديب ، شاعر ، عالم بالشعر القديم وبآداب العرب ولغاتها وأخبارها وأنسابها .
كان فارساً شجاعاً ، كريماً ، حافظا للقرآن ، وكان مضرّياً متعصباً على القحطانية ، مجاهراً في تشيعه لأهل البيت (عليهم السلام) .
ولد بالكوفة سنة 60 هـ ونشأ بها ، وتعلَّم حتى أصبح معلِّماً للصبيان .
كان مقدّماً على شعراء عصره ، وقد قيل فى حقه : كان أشعر الأولين والآخرين .
عاصر كلاً من الامام زين العابدين (عليه السلام) ومدحه ، والامام الباقر (عليه السلام)والامام الصادق (عليه السلام) وروى عنهما ، وانشدهما قصائده فدعوا له ، وروى عن الفرزدق الشاعر .
كان في صراع شديد مع خالد بن عبد الله القسري نائب ملوك الدولة الأُموية في العراق .
أمر هشام بن عبد الملك بقتله لمدحه لبني هاشم ، فحبسه خالد بن عبد الله القسري بالكوفة ، ثم عفى عنه هشام ، ولم يزل حتى قُتل على يد جند يوسف بن عمر الثقفي بعد ذمِّه لخالد القسري أيام حكومة مروان بن محمد سنة 126 هـ ، وقيل سنة 127 هـ .
له (ديوان شعر) ، ومن أشهر قصائده (الهاشميات) ، و(القصيدة المذهبة) .
قال له الامام الباقر (عليه السلام) : لا تزال مؤيداً بروح القدس ما دمت تقول فينا .
والبائية التالية هي احدى قصائده أشهر قصائده (الهاشميات)،
( الكميت الأسدي )
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب = ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب
و لم يلهني دار ولا رشم منزل = و لـم يتطربني بنان مخضب
و لكن إلى أهل الفضائل والنهى = و خير بني حواء والخير يطلب
الى النفر البيض الذين بحبهـم = الى اللـه فيما نالني أتقرب
بني هاشم رهط النبي فأنني = بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب
خفضت لهم مني جناحي مودة = الى كنف عطفاه أهل ومرحب
فما ساءني قول أمري ذي عداوة = بعوراء فيهـم يجتديني فأجذب
بأي كتاب أم بأيـة سنة = ترى حبهم عارا علي وتحسب
يشيرون بالأيدي ألي وقولهـم = ألا خاب هذا والمشيرون أخيب
فما ساءني تكفير هاتيك منهم = ولا عيب هاتيك التي هي أعيب
وقالوا ترابي هواه ورايـة = بذلـك أدعى فيهـم وألقب
وجدنا لكم في آل حاميهم آية = تأولهـا منـا تقي ومعرب
حياتك كانت مجدنا وسناءنا = وموتك جدع للعرانين موعب
وأنت أمين الله في الناس كلهم = ونعتب لو كنا على الحق نعتب
إذا شرعوا يوما على الغي فتنة = طريقهم فيها عن الحق أنكب
رضوا بخلاف المهتدين وفيهم = مخبأة أخرى تصان وتحجب
قتيل التجوبي الذي أستوارت به = يساق به سوقا عنيفا ويجنب
محاسن من دنيا ودين كأنما = بها حلقت بالأمس عنقاء مغرب
فنعم طبيب الداء من أمر أمة = تواكلها ذو الطب والمتطبب
ونعم ولي الأمر بعد وليه = ومنتجع التقوى و نعم المؤدب
سقى جرع الموت أبن عثمان بعدما = تعاورها منـه وليد ومرحب
وشيبة قد أثوى ببدر ينوشه = غداف من الشهب القشاعم أهدب
لـه عود لا رأفة يكتنفنـه = و لا شفقا منها خوامع تعتب
لـه سترتا بسط فكف بهذه = يكف وبالأخرى العوالي تخضب
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
الصاحب ابن عباد
هو الوزير الشاعر اسماعيل بن عباد بن العباس بن أحمد بن ادريس الملقب بالصاحب والمكنى بأبي القاسم .
ولد في اليوم السادس عشر من شهر ذي القعدة سنة 326 هجرية وتوفي عام 385 هجرية عليه رحمة الله وبركاته .
كان وزيرا للدولة البوهية، وكان عالما واديبا وشاعرا، من اجله ألف ابو الفرج الاصفهاني كتابه الموسوعة في الشعر (الأغاني)، وكذلك فقد الف له الثعالبي كتابه (يتمة الدهر).
ومن شعره هذه القصيدة الخالدة بحق أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، بعنوان (قالت : أريدُ رشاداً منكَ أتبعُهُ).
قالت : أريدُ رشاداً منكَ أتبعُهُ = فقلتُ : سمعاً فان الرشدَ من قبلي
قالت : أبِنهُ فاني جد سامعة = فقلتُ : كيف اجتماعُ الشيب والغزل
قالت : كيف اقتضاك الشيبُ تركَ هوىً = فقلت : في الشيب ادناءٌ من الأجلِ
قالت فمن صاحب الدين الحنيـف اجـب؟ = فقلت احمـد خيـر الســـادة الرســلِ
قالت فمن بعـده تصفــي الـولاء لــه؟ = قلتُ الوصي الذي اربـى عـلى زحــلِ
قالـت فمن بـات من فوق الفراش فـدىً؟ = فقلـت اثبـت خلــق اللـه في الوهــلِ
قالـت فمن زُوّ ج الزهـراءَ فـاطمـة ً ؟ = فقلـت افضـل من حــافٍ ومنتـعــلِ
قالت فمن والـد السبطيـن اذ فرعـــا؟ = فقلت سابق اهـل السبـق فـي مهــلِ
قالـت فمن فـاز في بــدرٍ بمعجزهــا؟ = فقلـت اضـرب خلـق اللـه في القلــلِ
قالـت فمـن اسـد الاحزاب يفرســهـا؟ = فقلـت قاتـل عمـروالضيـغـم البطــلِ
قالـت فيـوم حنيــن ٍ من فــرا وبـرا ؟ = فقلـت حـاصد اهــل الشرك في عجـلِ
قالـت فمـن ذا د ُعـيْ للـطيـر يأكلـه ؟ = فقلـت اقـرب مرضــيٍّ ومنتـحــلِ
قالت فمن تلّـوه يـوم الكسـاء اجــبْ ؟ = فقلت افضــل مكســوٍ ومشـتمــلِ
قالـت فمن سـاد في يـوم الغديـر أبـن ْ ؟ = فقلـت من كــان للاسـلام خيـر ولـي
قالـت ففي من أتى مِـن هل أتـى شرف ؟ = فقلـت أبــذل اهــل الأرض للنفـلِ
قالـت فمــن راكـع ٌ زكـّى بخاتمـه ؟ = فقلـت أطعنـهــم مـذ كـان بالاسـلِ
قالت فمـن ذا قسيـم الــنار يسهمـها ؟ = فقلـت مـن رأيــه اذكـى من الشـعـلِ
قالت فمن باهـل الطـهـر النـبـيُّ بـه ؟ = فقلـت تالـيـه فـي حـلٍ ومـرتحـلِ
قالـت فـمن ذا غـدا بـاب المدينة قـلْ ؟ = فقلت من سئلوه وهو لم يـــسلِ
قالـت فمن قاتـل الاقــوام اذ نكثـوا ؟ = فقلـت تفسـيره في وقـعـة الجـمـلِ
قالت فمن حارب الارجـاس اذ قسطوا ؟ = فقلـت صفـين تبـدي صـفـحة العـملِ
قالت فمـن قـارع الانجـاس اذ مرقـوا ؟ = فقلـت معنـاه يـوم النـهـروان جلـي
قالـت فمن صاحب الحوض الشريف غداً ؟ = فقلــت مـن بيـتـه في اشـرف الحـللِ
قالـت فمن ذا لـواء الحـمـد يحمله ؟ = فـقلت من لم يكن في الـروع بالوجـلِ
قالـت أكـل ّ الذي قد قلـتَ فـي رجل ٍ ؟ = فقلـت كـل الـذي قد قلـت ُ في رجـلِ
قالـت فمـن هـو هـذا سُمْــه ُ لنـا ؟ = فقـلـت ذاك أمـيـر الـمؤمـنيـن علـي
وللصاحب ابن عباد، ايضا هذه القصيدة
ألف : أميـر المـؤمنين علي = باء : به ركن اليقيـن قـوي
تاء : توى أعدائـه بحسامـه = ثاء : ثوى حيث السماك مضي
جيم : جرى في خير أسباق العلى =حاء : حوى العلياء وهو صبي
خاء : خبث حسادة من خوفـه = دال : درى ما لم يحز انسي
ذال : ذؤابة مجده فـوق السهى = راء : روي فخـاره علـوي
زاي : زوى وجه الضلالة سيفه = سين : سبيل يقينـه مرضـي
شين : شأى أمد المجاري سبقه = صاد : صراط الدين منـه سوي
ضاد : ضياء شموسه نور الورى = طاء : طريـق علومـه نبوي
ظاء : ظلام الشك عنـه زائل = عين : عرين أسـوده محمـي
غين : غرار حسامه حتف العدى = فاء : فسيـح الراحتيـن سخي
قاف : قفا طرق النبي المصطفى = كاف : كريـم المنتمى قرشـي
لام : لقاح الحرب محروس الذرى = ميم : منيـع الجانبـين تقـي
نون : نقي الجيب مرفوع البنا = واو : وصي المصطفى مهـدي
هاء : هديـة ربـه لنـبيـه = ياء : يقيم الدين وهـو رضي
أهدى ابن عباد اليـه هـذه = غراء لم يفطـن لهـا شيعـي
يرجو بها حسن الشفاعة عنده = حسن الـولاء موحـد عـدلي
أبرزتها مثل العروس بديهـة = فليـبتـدر لنـشيـدها الكـوفي
http://moha4.eb2a.com/up/uploads/gallery/screen/psd0650.jpg
وللسيد رضا الموسوي الهندي ( قدس سره )، وقد مرة ترجمته
القصيدة الرائعة والفريده العصماء (الكوثرية) وهي حقا كوثر ساري وسلسبيل رحيق مختوم.
أَمُفَلَّج ُ ثغرك أم جوهرْ = ورحيقُ رضابك أم سُكَّرْ
قد قال لثغرك صانعـه = (( إنَّا أعطيناك الكوثر))
والخال بخدِّك أم مسـك = نَقَّطتَ به الورد الاحمـرْ
أم ذاك الخال بذاك الخدِّ = فتيتُ الندِّ على مجمرْ
عجبا من جمرته تذكو = وبها لا يحترق العنبر
يا مَنْ تبدو ليَ وفرتُه = في صبح محياه الازهر
فأجّن به (( الليـل إذا = يغشى)) ((والصبح إذا اسفرْ))
ارحم أَرِقا لو لم يمرض = بنعاس جفونك لـم يسهر
تَبْيَضُّ لـهجرك عينــاه = حزنا ومدامعـه تحــمر
يا للـعشاق لمفتـــونٍ = بهوى رشأ أحوى أحور
إن يبدُ لذي طرب غنَّى = أو لاح لذي نُسُكٍ كَبَّرْ
آمنت هـوىً بنبوتــه = وبعينيـه سحر يؤثــرْ
أصفيت الودَّ لذي مللٍ = عيشي بقطيعته كـــدّرْ
يامَنْ قد آثر هجراني = وعليَّ بـلقياه استأثـرْ
أقسمتُ عليك بما أولتـ = ـكَ النضرة من حسن المنظر
وبوجهك إذ يحمرُّ حيا = وبوجه محبك إذ يَصْفَرْ
وبلؤلؤ مبسمك المنظـوم = ولؤلؤ دمعـي إذ ينثـر
إن تتركْ هذا الهجر فليـ = ـسَ يليق بمثلي أن يُهْجَر
فاجلُ الاقداح بصرف الرا = حِ عسى الافراح بها تُنْشر
واشغل يمناك بصبِّ الكا = سِ وخلِّ يسارك للمزهر
فدمُ العنقود ولحنُ العو = دِ يعيد الخير وينفي الشر
بَكِّرْ للسُكْرِ قبيل الفجـ = ـرِ فصفو الدهر لمن بَكَّرْ
هذا عملي فاسلك سبلي = إن كنت تُقِرُّ على المنكر
فلقد أسرفت وما أسلفْـ = ـتُ لنفسي ما فيه ُعْذَرْ
سَوَّدتُ صحيفـة أعمالي = ووكلت الامر إلى حيدر
هو كهفي من نوب الدنيا = وشفيعي في يوم المحشر
قـد تَمَّتْ لي بولايتـه = نعمٌ جَمَّتْ عن أن تشكر
لاصيب بهـا الحظّ الاوفى = واخصص بالسهـم الاوفـر
بالحفظ من النار الكبرى = والامن من الفزع الاكبر
هل يمنعني وهو الساقي = ان أشرب من حوض الكوثر
أم يطردني عن مائـدة = وُضِعَتْ للقانـع والمُعْتَرْ
يا من قد أنكر من آيا = تِ أبي حسنٍ ما لا يُنْكَرْ
إن كنت، لجهلك، بالايّا = مِ، جحدت مقام أبي شُبَّرْ
فاسأل بدرا واسأل أُحُدا = وسل الاحزاب وسل خيبر
من دبَّر فيها الامر ومن = أردى الابطال ومن دَمَّرْ
من هدَّ حصون الشرك ومن = شادَ الاسلام ومن عَمّـَرْ
من قدَّمـه طه و على = أهل الايمان لـه أَمَّرْ
قاسوك أبا حسنٍ بسوا = كَ وهل بالطود يقاس الذر؟
أنّى ساووك بمـن ناوو = كَ وهل ساووا نعلَيْ قنبر؟
وإذا ذكر المعروف فما = لسواك به شيء يُذْكَرْ
أفعالُ الخير إذا انتشرت = في الناس فأنت لها مصدر
أحييت الدين بأبيض قد = اودعت به الموت الاحمر
قطبا للحرب يدير الضر = بَ ويجلو الكرب بيوم الكر
فاصدع بالامر فناصرك الـ = ـبَتَّارُ وشانئـك الابتـر
لو لم تؤمر بالصبر وكظم الغيـ = ـظِ وليتـك لـم تؤمـر
ما آلَ الامر إلى التحكيـ = ـمِ وزايل موقفـه الاشتر
لكن أعراض العاجل مـا =علقت بردائك يا جـوهر
أنت المهتـمّ بحفظ الديـ = ـنِ وغيرك بالدنيا يغتر
أفـعالك مـا كانت فيهـا = إلاّ ذكـرى لمـن اذَّكَّر
حُججا ألزمت بها الخصما = وتبصرةً لمـن استبصـر
آيات جلالـك لا تحصى = وصفات كمالـك لا تحصر
مـن طوَّلَ فيك مدائحـه = عن أدنى واجبهـا قصَّرْ
فــاقبل يا كعبـة آمالي = من هدى مديحي ما استيسر
من غيرك من يدعى للحر = بِ وللمحـراب وللمنبـر