حميد م
02-10-2012, 12:53 AM
فهرس لموجات الظلم والإضطهاد على أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم !
إن معرفة الجذور التاريخية للقضايا الفكرية والعقائدية ، تكشف لنا حقيقة الواقع المعاصر في مجتمعاتنا الإسلامية . لذلك نحتاج الى فهرس لأهم موجات الظلم والإضطهاد التي تعرض لها أهل بيت النبي عليهم السلام وشيعتهم الأبرار .
لكن هل يمكن تلخيص تأريخ معارضة امتدت أربعة عشر قرناً في كتاب ؟! وكيف نضع يدنا على جذور ظلامة أئمة وطائفة على مدى قرون ، كان اضطهادهم برنامجاً ثابتاً لحكومات تفننت في تطويره والمبالغة فيه ؟!
وكيف نُعدِّد موجات اضطهادهم الكبرى ، ونحدد الأصلية منها والفرعية ؟ والتاريخ ملئٌ بها طافح ، ناطقةٌ صفحاته بمآسيها وقيمها ونبلها ، حتى صار الشيعي يعني المعارضة والظلامة ، وصار الحسين وكربلاء مثلاً عالمياً في ضمير كل الشعوب لظلامة الإنسان !
اخترت تقسيم تاريخ اضطهاد أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ، الى الأقسام الخمسة عشر التالية ، لأنها أشد الموجات التي شنَّها علينا المخالفون ، ووصل إلينا قسم من تاريخها فيما سلم من مصادرنا ، وفيما تضمنته ثنايا مصادرهم .
الموجة الأولى: موجة السقيفة ، والهجوم القرشي على أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم !
الموجة الثانية: ثورة قريش على إسلام علي عليه السلام ، بقيادة عائشة وطلحة والزبير.
الموجة الثالثة: فتنة بني أمية ، وهي موجة قتل الإمام علي والإمام الحسن عليهما السلام وتسلط معاوية على أمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
الموجة الرابعة: قتل الإمام الحسين عليه السلام ، وخطة الأمويين لاستئصال البيت النبوي وشيعتهم ، ثم قتل الإمام زين العابدين ، والإمام محمد الباقر عليهما السلام !
الموجة الخامسة: موجة المنصور العباسي ، أول خليفة عباسي تبنى خط بني أمية ونشر في العامة تقديس أبي بكر وعمر ، واضطهد شيعة علي وأبنائه عليهم السلام ، وأسس المذاهب ضدهم ، وقتَل الإمام جعفر الصادق عليه السلام .
الموجة السادسة: فعاليات هارون الرشيد العباسي ، الذي عمل لترسيخ مذهب المنصور ، وقتَل الإمام الكاظم عليه السلام ، وقتَل ابنُه المأمون الإمام الرضا عليه السلام .
الموجة السابعة: فعاليات المعتصم العباسي والد المتوكل ، الذي نقض قرارات أخيه المأمون المعادية لبني أمية ، واللينة مع أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ، وقتل الإمام محمد الجواد عليه السلام .
الموجة الثامنة: فعاليات المتوكل العباسي ، الذي تبنى التجسيم بني أمية ونصبهم بأشد منهم ، وخطط لإبادة التشيع والشيعة ، وقتل هو ومن بعده الإمام علي الهادي عليه السلام ، والإمام الحسن العسكري عليه السلام ، وحاولوا قتل الإمام المهدي عليه السلام .
الموجة التاسعة: فعاليات حزب المتوكل الذين عرفوا باسم حنابلة بغداد ، في تكفير الشيعة وهدر دمائهم ، ومهاجمة مراسمهم في عاشوراء ، وقد امتد ذلك من بعد المتوكل الى حكم السلاجقة !
الموجة العاشرة: فعاليات السلاجقة، في مناصرة مجسمة الحنابلة حزب المتوكل، طيلة حكمهم الذي امتد نحو قرن ونصف .
الموجة الحادية عشرة: فعاليات صلاح الدين الأيوبي ، في القضاء على الدولة الفاطمية في مصر وبلاد الشام ، وعلى التشيع والشيعة عموماً .
الموجة الثانية عشرة: فعاليات المماليك الشراكسة ، في تكريس المذاهب الأربعة واضطهاد الشيعة .
الموجة الثالثة عشرة: فعاليات العثمانيين الأتراك ، في محاربة التشيع ، وإبادة الشيعة .
الموجة الرابعة عشرة: فعاليات الروس والإنكليز والغربيين ، ضد الشيعة خاصة .
الموجة الخامسة عشرة: فعاليات أتباع ابن تيمية الجدد ، الذين أحيوا حزب المتوكل ، ونشروا النصب والتجسيم في المسلمين ، وكفَّروا من خالفهم ، وهدروا دماءهم ، وخاصة الشيعة ، وتبنوا مهاجمة مراسمهم ومشاهد أئمتهم عليهم السلام !
وبعض هذه الموجات طويلٌ يمتد قروناً ، أو قصيرٌ يمتد سنين ، لكني اعتبرت الميزان في وحدة الموجة أن تكون خطة واحدة يبدأ بها شخص أو دولة أو جهة ويتابعها الذين بعده ، حتى لو امتدت طويلاً ، مالم تتغير خطتها .
وعلى هذا الأساس اعتبرت الموجة القرشية اثنتين: لأن أولاهما بدأت في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان هدفها غصب الخلافة وعزل أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم . بينما كان هدف الثانية إسقاط حكم علي عليه السلام الذي جاءت به موجة غضب شعبي قادها الصحابة والتابعون ضد ظلم الخليفة القرشي الأموي عثمان .
واعتبرت الفتنة الأموية في حكم معاوية ويزيد وبني مروان ، موجتين أيضاً ، لأن الهدف العملي لمعاوية كان نفس الهدف القرشي ، وهو إسقاط حكم علي والعترة عليهم السلام ، بينما كان هدف ابنه يزيد اجتثاث البيت النبوي وإبادته وإبادة شيعته بالكامل ! ثم لم يختلف هذا الهدف عند بني مروان إلا بقدر ما سمحت لهم به الظروف ، أو لم تسمح !
ثم اعتبرت أن موجة الظلم العباسي بدأت بالمنصور الدوانيقي ، لأن أخاه السفاح كان متسامحاً يحمل قدراً من الروح الهاشمية ، بينما كان المنصور سفاحاً مسرفاً في سفك الدماء ! وقد ساءه أن يرى المرجعية الفكرية للأمة متمركزة في الأئمة من ذرية الحسين عليه السلام فقرر تأسيس مذهب في مقابلهم وأمر مالك بن أنس أن يكتب له كتاباً موطأً ليلزم به المسلمين ، وحصر الفتوى بمالك ، ومنع أئمة أهل البيت عليهم السلام وفقهاء المدينة أن يفتوا مادام مالك موجوداً ، حتى صار قراره مثلاً: (لايفتين أحد ومالك في المدينة) ، وقام باضطهاد الإمام جعفر الصادق عليه السلام وقتله ، وقتل الكثير من شيعته ، وأمر المحدثين والفقهاء والولاة أن لايرووا شيئاً في فضائل علي عليه السلام ، ولا شيئاً يطعن بأبي بكر وعمر ، وأن يفضلوهما على علي عليه السلام ! ثم ابتدع مدح أبي بكر وعمر في خطبة الجمعة وقال: (والله لأرغمن أنفي وأنوفهم ، وأرفع عليهم بني تيم وعدي) . (منهاج الكرامة ص69) .
وكان السبب في عمل المنصور هذا أن شركاءهم الحسنيين اتهموهم بسرقة الثورة وثاروا ضدهم وسيطروا على الحجاز واليمن والبصرة ، وكاد جيشهم أن يطيح بالمنصور في الكوفة ، فانتصر عليهم ونكَّل بهم وقتَّلهم وشردهم ! ثم اتخذ قراراته غيظاً من أبناء علي عليه السلام كلهم ، بتغيير الخط الفكري لثورة العباسيين ، وإعادة الإعتبار للخلفاء القرشيين ، بعد أن قامت الثورة الهاشمية على البراءة منهم ، ورفعت في مقابل الأمويين شعار: يالثارات الحسين عليه السلام ، وفي مقابل قريش: الدعوة الى الرضا من آل محمد . وقد استمرت خطة المنصور في أولاده خلفاء بني العباس ، لكن هارون الرشيد اتخذ إجراءات عملية واسعة في اضطهاد أئمة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم وقام بهدم قبر الحسين عليه السلام ، وسجن الإمام الكاظم عليه السلام وقتله ، ونكَّل بالشيعة ، فجعلنا عهده موجة ظلم جديدة .
ثم جاء بعده المأمون فاتبع سياسة مركبة غريبة ، فكان في النظرية قريباً من مذهب أهل البيت عليهم السلام ، خاصة في التنزيه ومحاربة التشبيه والتجسيم ، ومحاربة النواصب لأهل البيت عليهم السلام المحبين لبني أمية ! أما في التطبيق فكان عدواً لدوداً لأهل البيت عليهم السلام ، فقد أجبر الإمام الرضا عليه السلام على أن يكون وليَّ عهده ، ليسكِّت بذلك ثورات العلويين ، ويغيض بني العباس الذين أيدوا أخاه الأمين في عزله عن ولاية العهد ! لكنه بعد انتصاره على أخيه الأمين وقتله ، تصالح مع العباسيين وأعاد العاصمة من طوس الى بغداد وأقدم على سم الإمام الرضا عليه السلام !
لذلك اعتبرنا ظلم المأمون للعترة النبوية وشيعتهم امتداداً لسياسة أبيه الرشيد .
واعتبرنا أخاه المعتصم بداية موجة جديدة ، لأنه نقض قرارات أخيه المأمون وأعاد ظلم أبيه الرشيد ، واضطهد الشيعة وقتل الإمام الجواد عليه السلام !
واعتبرنا المتوكل بن المعتصم بداية موجة اضطهاد جديدة ، لأنه بالغ في نقض مقررات عمه المأمون ، وزاد على أبيه المعتصم وجده الرشيد فكوَّن (ميليشيا) عقائدية سياسية لمعاداة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم سماهم أهل الحديث ! وقتل الإمام علي الهادي عليه السلام ومنع زيارة الإمام الحسين عليه السلام وقام بهدم قبره !
الى آخر المبررات الموضوعية ، التي قسمنا على أساسها اضطهاد أهل البيت الطاهرين عليهم السلام وشيعتهم الأبرار ، الى مراحل أو موجات !
منقول من كتاب جواهر التاريخ
إن معرفة الجذور التاريخية للقضايا الفكرية والعقائدية ، تكشف لنا حقيقة الواقع المعاصر في مجتمعاتنا الإسلامية . لذلك نحتاج الى فهرس لأهم موجات الظلم والإضطهاد التي تعرض لها أهل بيت النبي عليهم السلام وشيعتهم الأبرار .
لكن هل يمكن تلخيص تأريخ معارضة امتدت أربعة عشر قرناً في كتاب ؟! وكيف نضع يدنا على جذور ظلامة أئمة وطائفة على مدى قرون ، كان اضطهادهم برنامجاً ثابتاً لحكومات تفننت في تطويره والمبالغة فيه ؟!
وكيف نُعدِّد موجات اضطهادهم الكبرى ، ونحدد الأصلية منها والفرعية ؟ والتاريخ ملئٌ بها طافح ، ناطقةٌ صفحاته بمآسيها وقيمها ونبلها ، حتى صار الشيعي يعني المعارضة والظلامة ، وصار الحسين وكربلاء مثلاً عالمياً في ضمير كل الشعوب لظلامة الإنسان !
اخترت تقسيم تاريخ اضطهاد أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ، الى الأقسام الخمسة عشر التالية ، لأنها أشد الموجات التي شنَّها علينا المخالفون ، ووصل إلينا قسم من تاريخها فيما سلم من مصادرنا ، وفيما تضمنته ثنايا مصادرهم .
الموجة الأولى: موجة السقيفة ، والهجوم القرشي على أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم !
الموجة الثانية: ثورة قريش على إسلام علي عليه السلام ، بقيادة عائشة وطلحة والزبير.
الموجة الثالثة: فتنة بني أمية ، وهي موجة قتل الإمام علي والإمام الحسن عليهما السلام وتسلط معاوية على أمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
الموجة الرابعة: قتل الإمام الحسين عليه السلام ، وخطة الأمويين لاستئصال البيت النبوي وشيعتهم ، ثم قتل الإمام زين العابدين ، والإمام محمد الباقر عليهما السلام !
الموجة الخامسة: موجة المنصور العباسي ، أول خليفة عباسي تبنى خط بني أمية ونشر في العامة تقديس أبي بكر وعمر ، واضطهد شيعة علي وأبنائه عليهم السلام ، وأسس المذاهب ضدهم ، وقتَل الإمام جعفر الصادق عليه السلام .
الموجة السادسة: فعاليات هارون الرشيد العباسي ، الذي عمل لترسيخ مذهب المنصور ، وقتَل الإمام الكاظم عليه السلام ، وقتَل ابنُه المأمون الإمام الرضا عليه السلام .
الموجة السابعة: فعاليات المعتصم العباسي والد المتوكل ، الذي نقض قرارات أخيه المأمون المعادية لبني أمية ، واللينة مع أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ، وقتل الإمام محمد الجواد عليه السلام .
الموجة الثامنة: فعاليات المتوكل العباسي ، الذي تبنى التجسيم بني أمية ونصبهم بأشد منهم ، وخطط لإبادة التشيع والشيعة ، وقتل هو ومن بعده الإمام علي الهادي عليه السلام ، والإمام الحسن العسكري عليه السلام ، وحاولوا قتل الإمام المهدي عليه السلام .
الموجة التاسعة: فعاليات حزب المتوكل الذين عرفوا باسم حنابلة بغداد ، في تكفير الشيعة وهدر دمائهم ، ومهاجمة مراسمهم في عاشوراء ، وقد امتد ذلك من بعد المتوكل الى حكم السلاجقة !
الموجة العاشرة: فعاليات السلاجقة، في مناصرة مجسمة الحنابلة حزب المتوكل، طيلة حكمهم الذي امتد نحو قرن ونصف .
الموجة الحادية عشرة: فعاليات صلاح الدين الأيوبي ، في القضاء على الدولة الفاطمية في مصر وبلاد الشام ، وعلى التشيع والشيعة عموماً .
الموجة الثانية عشرة: فعاليات المماليك الشراكسة ، في تكريس المذاهب الأربعة واضطهاد الشيعة .
الموجة الثالثة عشرة: فعاليات العثمانيين الأتراك ، في محاربة التشيع ، وإبادة الشيعة .
الموجة الرابعة عشرة: فعاليات الروس والإنكليز والغربيين ، ضد الشيعة خاصة .
الموجة الخامسة عشرة: فعاليات أتباع ابن تيمية الجدد ، الذين أحيوا حزب المتوكل ، ونشروا النصب والتجسيم في المسلمين ، وكفَّروا من خالفهم ، وهدروا دماءهم ، وخاصة الشيعة ، وتبنوا مهاجمة مراسمهم ومشاهد أئمتهم عليهم السلام !
وبعض هذه الموجات طويلٌ يمتد قروناً ، أو قصيرٌ يمتد سنين ، لكني اعتبرت الميزان في وحدة الموجة أن تكون خطة واحدة يبدأ بها شخص أو دولة أو جهة ويتابعها الذين بعده ، حتى لو امتدت طويلاً ، مالم تتغير خطتها .
وعلى هذا الأساس اعتبرت الموجة القرشية اثنتين: لأن أولاهما بدأت في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان هدفها غصب الخلافة وعزل أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم . بينما كان هدف الثانية إسقاط حكم علي عليه السلام الذي جاءت به موجة غضب شعبي قادها الصحابة والتابعون ضد ظلم الخليفة القرشي الأموي عثمان .
واعتبرت الفتنة الأموية في حكم معاوية ويزيد وبني مروان ، موجتين أيضاً ، لأن الهدف العملي لمعاوية كان نفس الهدف القرشي ، وهو إسقاط حكم علي والعترة عليهم السلام ، بينما كان هدف ابنه يزيد اجتثاث البيت النبوي وإبادته وإبادة شيعته بالكامل ! ثم لم يختلف هذا الهدف عند بني مروان إلا بقدر ما سمحت لهم به الظروف ، أو لم تسمح !
ثم اعتبرت أن موجة الظلم العباسي بدأت بالمنصور الدوانيقي ، لأن أخاه السفاح كان متسامحاً يحمل قدراً من الروح الهاشمية ، بينما كان المنصور سفاحاً مسرفاً في سفك الدماء ! وقد ساءه أن يرى المرجعية الفكرية للأمة متمركزة في الأئمة من ذرية الحسين عليه السلام فقرر تأسيس مذهب في مقابلهم وأمر مالك بن أنس أن يكتب له كتاباً موطأً ليلزم به المسلمين ، وحصر الفتوى بمالك ، ومنع أئمة أهل البيت عليهم السلام وفقهاء المدينة أن يفتوا مادام مالك موجوداً ، حتى صار قراره مثلاً: (لايفتين أحد ومالك في المدينة) ، وقام باضطهاد الإمام جعفر الصادق عليه السلام وقتله ، وقتل الكثير من شيعته ، وأمر المحدثين والفقهاء والولاة أن لايرووا شيئاً في فضائل علي عليه السلام ، ولا شيئاً يطعن بأبي بكر وعمر ، وأن يفضلوهما على علي عليه السلام ! ثم ابتدع مدح أبي بكر وعمر في خطبة الجمعة وقال: (والله لأرغمن أنفي وأنوفهم ، وأرفع عليهم بني تيم وعدي) . (منهاج الكرامة ص69) .
وكان السبب في عمل المنصور هذا أن شركاءهم الحسنيين اتهموهم بسرقة الثورة وثاروا ضدهم وسيطروا على الحجاز واليمن والبصرة ، وكاد جيشهم أن يطيح بالمنصور في الكوفة ، فانتصر عليهم ونكَّل بهم وقتَّلهم وشردهم ! ثم اتخذ قراراته غيظاً من أبناء علي عليه السلام كلهم ، بتغيير الخط الفكري لثورة العباسيين ، وإعادة الإعتبار للخلفاء القرشيين ، بعد أن قامت الثورة الهاشمية على البراءة منهم ، ورفعت في مقابل الأمويين شعار: يالثارات الحسين عليه السلام ، وفي مقابل قريش: الدعوة الى الرضا من آل محمد . وقد استمرت خطة المنصور في أولاده خلفاء بني العباس ، لكن هارون الرشيد اتخذ إجراءات عملية واسعة في اضطهاد أئمة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم وقام بهدم قبر الحسين عليه السلام ، وسجن الإمام الكاظم عليه السلام وقتله ، ونكَّل بالشيعة ، فجعلنا عهده موجة ظلم جديدة .
ثم جاء بعده المأمون فاتبع سياسة مركبة غريبة ، فكان في النظرية قريباً من مذهب أهل البيت عليهم السلام ، خاصة في التنزيه ومحاربة التشبيه والتجسيم ، ومحاربة النواصب لأهل البيت عليهم السلام المحبين لبني أمية ! أما في التطبيق فكان عدواً لدوداً لأهل البيت عليهم السلام ، فقد أجبر الإمام الرضا عليه السلام على أن يكون وليَّ عهده ، ليسكِّت بذلك ثورات العلويين ، ويغيض بني العباس الذين أيدوا أخاه الأمين في عزله عن ولاية العهد ! لكنه بعد انتصاره على أخيه الأمين وقتله ، تصالح مع العباسيين وأعاد العاصمة من طوس الى بغداد وأقدم على سم الإمام الرضا عليه السلام !
لذلك اعتبرنا ظلم المأمون للعترة النبوية وشيعتهم امتداداً لسياسة أبيه الرشيد .
واعتبرنا أخاه المعتصم بداية موجة جديدة ، لأنه نقض قرارات أخيه المأمون وأعاد ظلم أبيه الرشيد ، واضطهد الشيعة وقتل الإمام الجواد عليه السلام !
واعتبرنا المتوكل بن المعتصم بداية موجة اضطهاد جديدة ، لأنه بالغ في نقض مقررات عمه المأمون ، وزاد على أبيه المعتصم وجده الرشيد فكوَّن (ميليشيا) عقائدية سياسية لمعاداة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم سماهم أهل الحديث ! وقتل الإمام علي الهادي عليه السلام ومنع زيارة الإمام الحسين عليه السلام وقام بهدم قبره !
الى آخر المبررات الموضوعية ، التي قسمنا على أساسها اضطهاد أهل البيت الطاهرين عليهم السلام وشيعتهم الأبرار ، الى مراحل أو موجات !
منقول من كتاب جواهر التاريخ