عبد القادر المصلاوي
04-10-2012, 01:53 PM
اللهم صلي على محمدِِ وآله الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إطروحة فلسفية
dr. Sajid Sharif Atiya سجاد الشمري
مقـدمة
تنبــــيه .......... هذا البحث كان قد ارسل في ايميل احد المؤمنين لشخص اخر بعد فترة سرق البريد الالكتروني, ولانعلم من السارق , وبعد مدة من الزمن نزل هذا البحث (تغيير بعض اللفاظ) بمواقع ومنتديات بإسم احد الشيوخ اللامعين المتصدين للفتوى ؟ ونحمله المسؤولية الشرعية وحقوق الحماية الفكرية .
ان كل فن من الفنون تتقوم ذاته بغاية من الغايات, وغرض من الاغراض سواء كان للعلم موضوع واحد, وقد عرضت عليه العوارض والمسائل, كما في الفلسفة الاولى حيث ان العوراض وموضوعات العلوم, تعرض على موضوع جامع بين مسائله, وهو الوجود او الموجود, او كان مما ليس له موضوع كلي يجمع مسائله, كما في غالب الفنون من علم اصول الفقه, وعلم الفقه, والعربية ونحوها, ولكن يقوم غرض من الاغراض بها وغاية من الغايات.
ولتلك الغاية والغرض يشرح ارباب الفنون كل عدّة من المسائل التي يترتب عليها غرض غير الغرض من مجموع مسائل اخرى, ويعدون كل مجموعة من المسائل, اذا قام بها غرض غير الغرض القائم بالمسائل الاخرى, علماً في مقابل الاخر. ( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftn1)1)
الاشرفية والافضلية
إن الممكن الأخس ـ أي العالم المادي الذي يجيء في مرحلةٍ تالية من العالم العقلي ـ إذا وجد في الخارج المقتضي وجوباً بـ ((الممكن الأفضل والأشرف)) أن يغدو في درجات العالم المادي وما فيه من إنسان وحيوان ونبات وجماد .
وقيل ان إفلاطون( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftn2)2) له شرف الأسبقية في محاولة الأستدلال الأشرفية التي تعاضد الأنسان لنجاح نظريته في ((المسائل العقلية)) وعلى هذا ذهب قائلاً :
((إن الموجودات التي نراها في عالمنا المادي لا تتصف بصفة الكمال المطلق ، فلا بد أن يكون لها مثال كامل في عالم آخر يختلف عن هذا الذي يسمى بعالم الكون والفساد أنه عالم العقول المفارقة للمادة)) ( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftn3)3) .
وجاء بعده تلميذه المعلم الأول أرسطو على هذا النهج .. قال ( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftn4)4) في مطارحته أنه : استفاد من تلك الاطروحة من إشارة إجمالية لأرسطو .. فانه قال في كتاب السماء والعالم : يجب أن يعتقـد في المعلومات ما هو الأكـرم والاشرف( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftn5)5).
والحقيقة تقال : ان مجرد الانشغال بوجود الأفضل والأشرف من ناحية المبدأ خير شاهد على وجوده حتى فيما لم يوجد في العوالم العقلية لما استهدفه الأدراك العقلي .
وعلى هذا الاساس .. يجب على رائد الفكر الفلسفي أن يكتشف الحقيقه ، ليتعبد بها.
إن الأشرفية لها وجود ستراتيجي بارز من لدن المفكرين ، وأولت لها عناية خاصة ، وغدت قاعدة فكرية لها أبعادها الموضوعية في عدة موضوعات من المباني الفلسفية الأخرى.
ومن نتائجها بادر أبو علي الحسين بن عبد الله ( بأبن سينا) ، ورتب على هذه المسألة : ((نظام الوجود في سلسلتي الخلق والبعث)) .
والشيخ في موضوعه عن العقول العرضية أي : المثل النورية ، ونص كلامه :
((المجرد المحض أشرف من المجرد المتعلق ، والروح المرسل أشرف من الروح المضاف)) و((إذا كان المجرد المتعلق ـ أي الروح المضاف ـ موجوداً ، فليكن المجرد المحض ، أو الروح المرسل موجوداً قبله)) .
وبعده بزمن ليس بالقصير .. تطرق صدر المتألهين (صدر الدين الشيرازي) لها. بشرح فلسفي بقوله :((قاعدة شريفة برهانية عظيمة الجدوى كريمة موادها متوفرة فوائدها جليلة منافعها)) .
وفي ضوء هذه الكلمة العريقة في التاريخ الفلسفي .. نهض بالادلة الفلسفية الاستدلالية على صحة الأشرفية .. وخلاصة ما ذهب اليه (وبعضهم ربطها في حدوث العالم) ، وفق حلقة التسلسل العقلي الذي بدأ بـ ((العقل الأول)) الذي له مساران وجوبي وإمكاني، ولذا أطلقوا عن هذا الواجب بـ ((الغير)) والممكن بـ ((الذات)) كما مبين في محـله بالكتب المختصة المتداولة توضيحاً وتحليلاً ونقداً .
ومن هذا المسار ينطلق ملّة صدرا (صدر الدين الشيرازي) بالأشرفية :
((إن الممكن الأخس إذا وجد عن الباري تعالى ، لابد أن يسبقه وجود الممكن الأشرف ، وذلك لأن الباري جلت عظمته الذي هو في غاية الكمال ، ولا يتطرق إليه شائبة النقصان ، لا بد أن يكون أول ما يصدر عنه أشرف الموجودات التي هي المثال العقلي التام المبرءة من كل نقص وشين)) .
وإذا نظرنا بتأمل إلى التسلسل التاريخي لوجدنا ان الاشرفية تهيمن على مفكري الفلسفة بشكل عام ، وبخاصة المتأثرين بفكر صدر المتألهين .
كقول السبزواري :
((هذه قاعدة شريفة عظيمة الجدوى ومن فوائدها إثبات أرباب الأنواع ، وقد إستنبطها الشيخ الأشراقي من كلام للمعلم الاول ، وقد أشرنا إلى دليلها المذكور في الكتب بقولنا :
الممكن الأخس إذا تحققا فالممكن الاشرف فيه سبقا
لأنه لولاه إن لم يفض فجهة تفضل حقاً يقتضي
وان أخس فاض قبل الاشرف علل الاقوى عندذا بالاضعف
وان مع الاشرف في الصدور فواحد جاء مصدر الكثير
والنور الاسفهبد إذ يبرهن عليه فالقاهر أيضاً كائن( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftn6)6) .
وكما قال قائل, أنها من حيث المبدأ لا تفسر العجز الموجود في الظواهر الطبيعية بأنها عجز في العلة ، ولا في وجود الله بوصفه المطلق ، بل العجز كل العجز يرجع إلى الذات المعلول ، وعدم طاقته الفاعلة لتلقي الفيض من المولى الكريم.
وعلى اساسها يذهب فريق من المفكرين إلى أن الظاهرة الطبيعية بكل ما فيها من قوى وعناصر النموذج الأصيل للخير والعطاء, مئة بالمئة .. والشر هو الفساد لم يكن له وجود يذكر على صخرة الواقع ، وذلك لأن الأول يتسم بكل سمات الخير والعطاء, محال أن يخلق ظاهرة طبيعية لا فائدة فيها.
وقول القائل (حتى جهنم وعذابها العسير خير وعطاء بالنسبة إلى تحقيق الغرض المقصود منها فيه تأمل).. والخير والطبيعة كلمتان جدليتان مترابطتان ، وكذا الشر والفساد كلمتان جدليتان مترابطتان كذلك . ثم ان مّن يقول (كل ما في هذه الظواهر الطبيعية من أشياء شريرة على ما نعتقد فيما هي الا عناصر خير بالذات .. واننا لانكتشفها وأعتقدنا أنها شراً ، أو فيها مصلحة تؤدي إلى حصيلة خيرة وبالملازمة تغدو خيرة بالعرض) وجوابه, كل شيء خلقه الله تعالى فهو خير لا محالة ولكن اعتقادنا بالشر المودع عندنا فنعتقد هو شر ولايمكن صدور منه الشر للانه هو خير, ولا يصدر من الخير إلا الخير.
قال صدر الدين الشيرازي :
( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftnref1)1) المثل الاعلى في الفلسفة ـ اية الله العظمى الشيخ محمد طاهر ال شبير الخاقاني قدس ج1 ص40
( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftnref2)2) (ت 347 ق . م)
( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftnref3)3) المنظومة ، الآمدي ، ص : 178
( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftnref4)4) ( ت587هـ )
( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftnref5)5) المنظومة ، الآمدي ، ص : 178
( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftnref6) 6) شرح اللئالئ المنتظمة في علم المنطق والميزان ، لهادي السبزواري ، ص : 198 ، ط : 1367.
تكملة في المرفق نرجوا تنزيل الملف المرفق ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إطروحة فلسفية
dr. Sajid Sharif Atiya سجاد الشمري
مقـدمة
تنبــــيه .......... هذا البحث كان قد ارسل في ايميل احد المؤمنين لشخص اخر بعد فترة سرق البريد الالكتروني, ولانعلم من السارق , وبعد مدة من الزمن نزل هذا البحث (تغيير بعض اللفاظ) بمواقع ومنتديات بإسم احد الشيوخ اللامعين المتصدين للفتوى ؟ ونحمله المسؤولية الشرعية وحقوق الحماية الفكرية .
ان كل فن من الفنون تتقوم ذاته بغاية من الغايات, وغرض من الاغراض سواء كان للعلم موضوع واحد, وقد عرضت عليه العوارض والمسائل, كما في الفلسفة الاولى حيث ان العوراض وموضوعات العلوم, تعرض على موضوع جامع بين مسائله, وهو الوجود او الموجود, او كان مما ليس له موضوع كلي يجمع مسائله, كما في غالب الفنون من علم اصول الفقه, وعلم الفقه, والعربية ونحوها, ولكن يقوم غرض من الاغراض بها وغاية من الغايات.
ولتلك الغاية والغرض يشرح ارباب الفنون كل عدّة من المسائل التي يترتب عليها غرض غير الغرض من مجموع مسائل اخرى, ويعدون كل مجموعة من المسائل, اذا قام بها غرض غير الغرض القائم بالمسائل الاخرى, علماً في مقابل الاخر. ( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftn1)1)
الاشرفية والافضلية
إن الممكن الأخس ـ أي العالم المادي الذي يجيء في مرحلةٍ تالية من العالم العقلي ـ إذا وجد في الخارج المقتضي وجوباً بـ ((الممكن الأفضل والأشرف)) أن يغدو في درجات العالم المادي وما فيه من إنسان وحيوان ونبات وجماد .
وقيل ان إفلاطون( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftn2)2) له شرف الأسبقية في محاولة الأستدلال الأشرفية التي تعاضد الأنسان لنجاح نظريته في ((المسائل العقلية)) وعلى هذا ذهب قائلاً :
((إن الموجودات التي نراها في عالمنا المادي لا تتصف بصفة الكمال المطلق ، فلا بد أن يكون لها مثال كامل في عالم آخر يختلف عن هذا الذي يسمى بعالم الكون والفساد أنه عالم العقول المفارقة للمادة)) ( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftn3)3) .
وجاء بعده تلميذه المعلم الأول أرسطو على هذا النهج .. قال ( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftn4)4) في مطارحته أنه : استفاد من تلك الاطروحة من إشارة إجمالية لأرسطو .. فانه قال في كتاب السماء والعالم : يجب أن يعتقـد في المعلومات ما هو الأكـرم والاشرف( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftn5)5).
والحقيقة تقال : ان مجرد الانشغال بوجود الأفضل والأشرف من ناحية المبدأ خير شاهد على وجوده حتى فيما لم يوجد في العوالم العقلية لما استهدفه الأدراك العقلي .
وعلى هذا الاساس .. يجب على رائد الفكر الفلسفي أن يكتشف الحقيقه ، ليتعبد بها.
إن الأشرفية لها وجود ستراتيجي بارز من لدن المفكرين ، وأولت لها عناية خاصة ، وغدت قاعدة فكرية لها أبعادها الموضوعية في عدة موضوعات من المباني الفلسفية الأخرى.
ومن نتائجها بادر أبو علي الحسين بن عبد الله ( بأبن سينا) ، ورتب على هذه المسألة : ((نظام الوجود في سلسلتي الخلق والبعث)) .
والشيخ في موضوعه عن العقول العرضية أي : المثل النورية ، ونص كلامه :
((المجرد المحض أشرف من المجرد المتعلق ، والروح المرسل أشرف من الروح المضاف)) و((إذا كان المجرد المتعلق ـ أي الروح المضاف ـ موجوداً ، فليكن المجرد المحض ، أو الروح المرسل موجوداً قبله)) .
وبعده بزمن ليس بالقصير .. تطرق صدر المتألهين (صدر الدين الشيرازي) لها. بشرح فلسفي بقوله :((قاعدة شريفة برهانية عظيمة الجدوى كريمة موادها متوفرة فوائدها جليلة منافعها)) .
وفي ضوء هذه الكلمة العريقة في التاريخ الفلسفي .. نهض بالادلة الفلسفية الاستدلالية على صحة الأشرفية .. وخلاصة ما ذهب اليه (وبعضهم ربطها في حدوث العالم) ، وفق حلقة التسلسل العقلي الذي بدأ بـ ((العقل الأول)) الذي له مساران وجوبي وإمكاني، ولذا أطلقوا عن هذا الواجب بـ ((الغير)) والممكن بـ ((الذات)) كما مبين في محـله بالكتب المختصة المتداولة توضيحاً وتحليلاً ونقداً .
ومن هذا المسار ينطلق ملّة صدرا (صدر الدين الشيرازي) بالأشرفية :
((إن الممكن الأخس إذا وجد عن الباري تعالى ، لابد أن يسبقه وجود الممكن الأشرف ، وذلك لأن الباري جلت عظمته الذي هو في غاية الكمال ، ولا يتطرق إليه شائبة النقصان ، لا بد أن يكون أول ما يصدر عنه أشرف الموجودات التي هي المثال العقلي التام المبرءة من كل نقص وشين)) .
وإذا نظرنا بتأمل إلى التسلسل التاريخي لوجدنا ان الاشرفية تهيمن على مفكري الفلسفة بشكل عام ، وبخاصة المتأثرين بفكر صدر المتألهين .
كقول السبزواري :
((هذه قاعدة شريفة عظيمة الجدوى ومن فوائدها إثبات أرباب الأنواع ، وقد إستنبطها الشيخ الأشراقي من كلام للمعلم الاول ، وقد أشرنا إلى دليلها المذكور في الكتب بقولنا :
الممكن الأخس إذا تحققا فالممكن الاشرف فيه سبقا
لأنه لولاه إن لم يفض فجهة تفضل حقاً يقتضي
وان أخس فاض قبل الاشرف علل الاقوى عندذا بالاضعف
وان مع الاشرف في الصدور فواحد جاء مصدر الكثير
والنور الاسفهبد إذ يبرهن عليه فالقاهر أيضاً كائن( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftn6)6) .
وكما قال قائل, أنها من حيث المبدأ لا تفسر العجز الموجود في الظواهر الطبيعية بأنها عجز في العلة ، ولا في وجود الله بوصفه المطلق ، بل العجز كل العجز يرجع إلى الذات المعلول ، وعدم طاقته الفاعلة لتلقي الفيض من المولى الكريم.
وعلى اساسها يذهب فريق من المفكرين إلى أن الظاهرة الطبيعية بكل ما فيها من قوى وعناصر النموذج الأصيل للخير والعطاء, مئة بالمئة .. والشر هو الفساد لم يكن له وجود يذكر على صخرة الواقع ، وذلك لأن الأول يتسم بكل سمات الخير والعطاء, محال أن يخلق ظاهرة طبيعية لا فائدة فيها.
وقول القائل (حتى جهنم وعذابها العسير خير وعطاء بالنسبة إلى تحقيق الغرض المقصود منها فيه تأمل).. والخير والطبيعة كلمتان جدليتان مترابطتان ، وكذا الشر والفساد كلمتان جدليتان مترابطتان كذلك . ثم ان مّن يقول (كل ما في هذه الظواهر الطبيعية من أشياء شريرة على ما نعتقد فيما هي الا عناصر خير بالذات .. واننا لانكتشفها وأعتقدنا أنها شراً ، أو فيها مصلحة تؤدي إلى حصيلة خيرة وبالملازمة تغدو خيرة بالعرض) وجوابه, كل شيء خلقه الله تعالى فهو خير لا محالة ولكن اعتقادنا بالشر المودع عندنا فنعتقد هو شر ولايمكن صدور منه الشر للانه هو خير, ولا يصدر من الخير إلا الخير.
قال صدر الدين الشيرازي :
( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftnref1)1) المثل الاعلى في الفلسفة ـ اية الله العظمى الشيخ محمد طاهر ال شبير الخاقاني قدس ج1 ص40
( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftnref2)2) (ت 347 ق . م)
( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftnref3)3) المنظومة ، الآمدي ، ص : 178
( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftnref4)4) ( ت587هـ )
( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftnref5)5) المنظومة ، الآمدي ، ص : 178
( (http://www.imshiaa.com/vb/#_ftnref6) 6) شرح اللئالئ المنتظمة في علم المنطق والميزان ، لهادي السبزواري ، ص : 198 ، ط : 1367.
تكملة في المرفق نرجوا تنزيل الملف المرفق ؟؟؟