المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحمه دين الرسول (صلى الله عليه وآله) ووحشية دين أهل السقيفة !!


hammadi
05-10-2012, 08:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

رحمه دين الرسول (صلى الله عليه وآله) ووحشية دين أهل السقيفة !!

بشارة السماء
حينما كان آدم عليه السلام لا يزال في السماء السابعة أو في الجنة قبل هبوطه إلى الأرض رفع آدم عليه السلام رأسه إلى عرش الله تبارك وتعالى وبالتحديد إلى سرادقه أي إلى ما أحاط بذلك العرش، فإذا به يرى نوراً عظيما وهاجّاً يخطف الأبصار! فتساءل في قرارة نفسه عن سر هذا النور وما يمثلّه، فإذا بالنداء من ربّ الجلالة والعلى يأتيه قائلا: "يا آدم النور الموجود في سرادق العرش نور نبي من ذريتك اسمه في السماء أحمد وفي الأرض محمد، لولاه ما خلقتك وما خلقت سماءاً ولا أرضاً" ... التي هبط فيها آدم عليه السلام إلى الأرض طفق يبشر بهذا النبي الموعود الذي بسببه ظهرت كل الموجودات إلى حيّز الوجود فتناقلت الأمم والأجيال تلك البشارات التي كان يجدّدها كل من يأتي من الأنبياء والمرسلين والأوصياء والعلماء كُلٌ يبشر بقدومه وظهوره في آخر الزمان، وكُلٌ يعقد له عقد الإيمان والولاية فيأمر أُمّتَه بالإقرار بنبوته وسيادته على جميع أنبياء الله ويبين عظمة منزلته ومنزلة أهل بيته عند الله سبحانه؛ لهذا كان محمد (صلى الله عليه وآله) محط آمال كل الأمم فالكل كان ينتظر مجيء هذا النبي الخاتم وإشراقة شمسه على هذه الأرض، لأنه يحمل معه الحياة التي تقاوم الموت موت الروح قبل موت الجسد، لأنه يحمل معه النور النور الذي يبدد الظلام ظلام الشرك والجهل والتخلف والضلال، لأنه يحمل معه الرحمة التي تقاوم الوحشية وحشية القتل والذبح وسفك الدماء، لأنه يحمل معه الحضارة التي تعالج كل الآفات البشرية، لأنه يحمل معه أعظم منهج وضعه الله تعالى لنهضة الأنسان وسعادته في الداريين الدنيا والآخرة. كان الكل يبحث عنه حتى الملوك والجبابرة كانوا يتوقون لأن يتصل نسبهم بآبائه وأجداده لأنهم علموا من أحبارهم ورهبانهم أن هذا النبي الموعود سيملك الشرق والغرب وستخضع لسلطانه عاجلاً أم آجلاً، كل الدول والحكومات وكل المجامع البشرية ولن يكون هنالك دين آخر سوى دينه فسيظهره الله يظهره على الدين كله ولو كره المشركون؛ لهذا كم طمع الملوك والجبابرة والزعماء في أن يصاهروا بني هاشم فهرقل الروم مثلا أي ملك الإمبراطورية الرومانية طمع بأن يصل نسبه بنسب هذا الرسول ذلك عندما فتش في كتبهم المقدسة واستطلع البشارات واستفهم من الرهبان النصارى فعلم بأن رجلا في مكة يدعى هاشم بن عبد مناف، تعلمون أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله اسمه محمد بن عبد الله بن عبد الطلب بن هاشم بن عبد مناف.

تسابق الأمم للإتصال بالنسب الطاهر
حينما استطلع هرقل الروم ذلك وعلم بأن هذا النبي الموعود سيكون من سلالة هذا الرجل المعاصر له في مكة، كتب كتاباً وأرسله إليه مع هدايا كثيرة، وقال له: "إن لي ابنةً لم تلد النساء أجمل منها ولا أبهى وجهاً، فأقدم إليّ حتى أزوجكها، فقد بلغني جودك وكرمك، ولكن هاشماً (عليه السلام) أبى ذلك وردّ هداياه. وتكررّ هذا الأمر مع آباء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، مع عبد المطلب ومع عبد الله عليهما السلام، وكيف لا وقد كان النور يشع من جباههم الشريفة إذ هو نور رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك النور الذي كان يحمل سحراً خاصاً لا يستطيع أحد مقاومته، ذلك النور الذي تحدثنّ عنه نساء قريش فقد كانت نساء قريش بل نساء العرب والعجم يتسابقن لأجل التقاطه، فينقل التاريخ أن نساء مكة عندما كان يمر عليهنّ عبد الله بن عبد المطلب والد النبي الأكرم ويرين ذلك النور المتلألأ في جبينه كنّ يقلن لبعضهنّ بعضاً: "أيتكن تتزوج هذا الفتى فتصد إلى النور الذي بين عينيه" وكم من امرأة وفتاة عرضت على عبد الله عليه السلام الزواج منها مقابل ما يريد من الأموال والجاه؟! حتى "أنّ كاهنةً في اليمن تدعى فاطمة الخفعمية جاءت إليه في مكّة، وقالت له: "لك ما تريد من الإبل والأنعام و المال على أن تقع علي، فرفض (صلوت الله عليه) ذلك، وقال: أما الحرام فالممات دونه" وعندما علمت النساء بأن عبد الله بن عبد المطلب اختار آمنة بنت وهب (عليها السلام) وتزوجّها لينتقل إليها ذلك النور ولتحمل بأعظم جنين ولتلد أجلّ مولود، بلغ الحزن في تلك النساء مبلغاً يفوق التصوّر، إذ ينقل التاريخ أن مائة امرأة -لا واحدة ولا اثنتان ولا عشر بل مائة امرأة- بلغ فيهنّ الحزن مبلغاً أدّى إلى الموت إلى هذه الدرجة لم يحزنّ لم يمرضن فقط، لا وإنما متن بسبب سماعهنّ بهذا النبأ. كل هذا من جمال عبد الله فكيف بجمال محمد بن عبد الله (ًصلوات الله عليهما وآلهما)؟!

نور النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وفزع إبليس (لعنه الله)
لقد كان نوره أعظم الأنوار، وقد كشف الدجى بجماله كما قد أباد الظلام بالهدى الذي جاء به فبمجرد أن ولد أشرقت الأرض بنور ربها وطهر ترابها ببركة وطئه إيّاها، فأصبحت مسجداً وطهورا، وشعّ شعاع من محل ولادته في مكة إلى بطنان العرش وبطنان العرش أي وسط العرش وانقلبت كل عروش الطغاة وأصبحت منكوسة من ساعتها، وخمدت نار مجوس فارس ولم تكن قد خمدت مند ألف عام، ورجمت الشياطين ومنعت من الصعود إلى السماء لإستراق السمع؛ فاضطرب إبليس اللعين اضطراباً شديداً، وصاح في أبالسته، فاجتمعوا إليه وقالو: "ما أفزعك يا سيدنا؟!، فقال لهم: ويلكم لقد أنكرتُ السماء والأرض من هذه الليلة، لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي حدث، فتفرقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا: ما وجدنا شيئاً، فقال إبليس (عليه اللعنة): أنا لهذا الأمر، فانغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم المكّي، فوجد الحرم محفوفاً بالملائكة فذهب ليدخل، فصاحوا به ومنعوه فرجع، فقال له جبرئيل (عليه السلام): وراءك لعنك الله، فقال له: أسألك يا جرائيل ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض؟! فقال له: ولد محمد خاتم الأنبياء. عندما سمع إبليس اللعين بذلك سأل جبرئيل: هل لي فيه نصيب؟! بمعنى هل أستطيع أن أؤثر على هذا النبي أو أغويه -والعياذ بالله- فقال جبرئيل: لا، قال إبليس: ففي أمّته؟ ممكن أؤثر على أمته؛ قال: نعم، فقال إبليس: رضيت؛ هو هذا كافي، ومنذ ذلك اليوم كان إبليس يعد العدّة للإنقضاض على هذه الأمة المحمدية وإضلالها وتحريف مسارها.

محاولات إبليس لإغواء الأمة
ولننظر الآن أيها المؤمنون كم مرّة انتصر فيها إبليس اللعين على هذه الأمة التي ضلّت بعد نبيها؟ وكم مرّة فرح فيها لنجاح مخططاته؟ أنه نجح أول مرة يوم أن قتل رسول الله غيلةً بالسم فأضلّ الناس بالبيعة لأبي بكر بن أبي قحافة، وكان هو بالفعل أي إبليس أول من بايع أبا بكر في المسجد عندما صعد المنبر فتمثّل بصورة شيخ طاعن في السنّ يتوكئ على عصا، وتقدّم نحو أبي بكر وهو يبكي، ويقول: "الحمد لله الذي لم يُمتني حتى رأيتك في هذا المكان مكان رسول الله أبسط يدك، فبسط يده فبايعه ثم نزل، وقال: يوم كيوم آدم" ولطالما انتصر إبليس يوم قتل الزهراء ويوم قتل علياً أمير المؤمنين ويوم سمّ الحسن ويوم استشهد الحسين إلى آخر تلك الأيام المريرة السوداء. لكم جاهد هذا النبي العظيم لإرساء قواعد هذا الدين القيّم؟ ولكم تحمل من الأذى في سبيل أن تبقى هذه الامة نقية خالصة من الشرك والضلال؟ ولكن واأسفاه لم يبقى من هذه الأمة إلا القليل من الصالحين والمؤمنين الذين بقوا على العهد الذي عاهدوا عليه الله ورسوله، وانظروا اليوم هل تجدون الدين السائد بإسم الإسلام هو حقا ذلك الدين الذي شيّد معالمه رسول الإسلام؟ هل أن هذا الدين الذي يدين به العوام من الأمة هو نفسه ذلك الدين الذي ضحّى رسول الله من أجله؟ أم أنه دين آخر صنعه إبليس وحزبه الظالمون كأهل السقيفة وأضرابهم عليهم اللعنة والعذاب؟

مقارنة بين دين الرسول (صلى الله عليه وآله) ودين السقيفة
إنّ الدين الذي جاء به رسول الله هو دين الرحمة والسلام والعدل والعلم والحضارة والتقدّم ومكارم الاخلاق، أما الدين الذي جاء به إبليس وأهل السقيفة فهو دين الإرهاب وقتل الأبرياء والظلم والرجعية والتخلف والرذائل، حتى لا يكون كلاماً على عواهنه نضرب لكم مثالين على كل من الدينين أو السيرتين دين رسول الله وسيرته ودين إبليس وأبي بكر وعمر وسيرتهم، وقارنوا أنتم بين هذين النموذجين حتى تعرفوا صدق كلامنا.
نموذج لرسول الرحمة (صلى الله عليه وآله) في التعامل مع الآخرين
سجل لنا التاريخ بأحرف وكلمات مضيئة كيفيّة تعامل رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله) مع مناوئيه ومحاربيه و كيف أنّه كان يقابل إسائتهم بالإحسان مع أنه قادر وبإشارة واحدة أن يبيدهم كلّهم، بما منحه الله تعالى من الولاية التكوينية حيث تكون تحت إمرته كل الخلائق، ويقول بأمر الله للشئ كن فيكون، لكن هذا النبي العظيم لم يكن ليعاقب بقدر ما كان يعفو ويصفح. كان (صلى الله عليه وآله) في بداية دعوته يتحمّل صنوف الأذى من المشركين وكفار قريش حتى قال بنفسه (روحي فداه): "ما أوذي نبي مثلما أوذيت". ذات مرة خرج إلى الكعبة المشرّفة للصلاة والعبادة، وما إن همّ بالصلاة حتى قام المشركون بأخد سلاجزور؛ وهي لفافة قذرة ماعئة وسخة تكون كالمشيمة في بطن الناقة؛ قام المشركون بأخد هذه الأوساخ، وبمجرد أن سجد رسول الله كبّوها على رأس وظهره وكتفيه وأخذوا يتضاحكون ويسخرون والنبي (صلى الله عليه وآله) ساجد لا يرفع رأسه. هنا جاءت الصديقة الطاهر فاطمة الزهراء (صلوت الله عليها) فرأت هذا المنظر المؤلم هذا المنظر الذي لا يحتمله قلب أي مؤمن بل أي إنسان عنده ذرة من احترام، ذرّة من ضمير، ذرّة من أخلاق. كيف يقدم المشركون على هذه الإهانة الكبرى لسيد الأنبياء والرسل؟! تألمّت الزهراء وبكت وأسرعت إلى أبيها رسول الله عند الكعبة فطرحت عنه هذه الأوساخ، وأخذت تمسح رأسه وجسده الشريف بأطراف ردائها وهي تشتم المشركين، وتقول ]ما معناه: "تباً لكم يا أعداء الله، اشتدّ غضب الله على من آذى رسول الله" ما أروع هذا الصبر والتحمّل وممّن؟ من القادر على أن يمحوا كفار قريش كلهم في أقل من طرفة عين، وهنا تظهر العظمة أن يكون الإنسان قادراً على أن يعاقب لكنه يكظم غيضه ويحبس نقمته من أجل الله تعالى، ومن أجل المبادئ التي يعيش من أجلها. هكذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لكم تحمل من الأذى وصنوف العذاب؟ ولم يكن يرد عليهم إلا بالخير، كانوا يرمونه بالحجارة الثقيلة في الطرقات حتى يسيل الدم من رأسه الشريف على لحيته وصدره ومع هذا يبقى صابراً على أذاهم، لم يصبر فحسب بل كان يحسن إليهم. فينقل التاريخ أنه في السنة الحادية عشرة من البعثة أصيبت قريش بفاقة ومجاعة شديدة حتى أصبحوا يأكلوا الكلاب الميتة؛ إلى هذه الدرجة؛ بل ويأكلون الجيف بل وينبشون القبور ليأكلوا أجساد من مضى من الناس؛ تخيلّوا أكلوا لحوم البشر بسبب هذه المجاعة؛ مجاعة لا مثيل لها في تاريخ مكّة، أدّت بهم إلى أن يأكلوا العلهز والقد؛ والعلهز هو وبر الناقة الذي لايتطيّع أحد أن يتجرّعه، أمّا القد فهو الدم اليابس مجرد يابس كانوا يأكلونه إلى هذه الدرجة؛ لسد الجوع تخيلّوا إلى أين وصلت بهم المجاعة؟! في ذلك العام الكئيب انشغل كفار قريش بالمجاعة عن أذى الرسول (صلى الله عليه وآله) فكفّوا عنه قليلا ولكنهم بعد فترة علموا بأنّه لا حل لهذه المصيبة إلا بالطلب من رسول الله أن يدعوا الله تعالى لكشف العذاب عنهم ونزول الخير عليهم، فتوجّهوا إليه معتذرين عما بدر منهم وسألوه بحق الرحم أن يدعوا لهم لكشف المجاعة، وتصورّوا أن على رأس المطالبين كان أبو سفيان بن حرب (لعنة الله عليه)! انظروا الآن إلى ما فعله رسول الله عندما جاءوه لم يشمت بهم، لم يستهزء بهم، لم يقل لهم هذا جزاء ما صنعتموه بي من قبل من الأذى، لم يتشفّى بهم أبداً بل على العكس من ذلك، بالفعل دعى لهم وإذا بالله تعالى ينزل الآية الكريمة: "إنّا كاشفوا العذاب قليلاً إنّكم عائدون" نعم كان يعلم رسول صلى الله عليه وآله أنه بدعائه هذا لهم سيتم كشف العذاب ولكن عتات قريش وطغاتها سيستمرون في غيهم كان يعلم ذلك كان يعلم أنه بمجرد ما يرتفع عنهم هذا العذاب فأنهم سيعودون إلى أذيته ومحاربته من جديد ولكن وعلى الرغم من هذا دعا لهم واستجاب لهم ونزل الخير عليهم لأنة الرحمة النبوية والرأفة المحمدية تأبيان إلا أن تشملان الكافر والمؤمن بل كل البشرية بل كل الخلائق، كانوا بالأمس هم الذين أدموه وهم الذين ألقوا القاذورات عليه وهم الذين حاربوه وسيكون في الغد كما كانوا في الأمس ولكن هذا النبي العظيم رغم أنه قادر على معاقبتهم يصبر بل ويدعوا لهم ويحسن إليهم حين تنزل بهم تلك النازلة والمصيبة الشديدة. أركزتم بهذا النمودج سيرة وأخلاق رسول الله؟!

نموذج إرهابي لدين أهل السقيفة
الآن قارنوه بهذا النمودج الذي ننقله إليكم نمودج أهل الدين الآخر ينقل لنا التاريخ بسوداوية مرعبة هذه القصة التي كان بطلها عمر بن الخطاب رجل اسمه صبيغ التميمي هذا الرجل المسلم كان من سكان البصرة وكانت عنده تساؤلات عن متشابه القرآن، ما في القرآن من شبهات لم يستطع عقله أن يستوعبها. مثلا هذه الآية الكريمة: (عفى الله عنك لم أذنت لهم ) هل معناها تقريع رسول الله -والعياذ بالله-؟ هل معناه أن الله تعالى يوبخ نبيّه؟ شئ من هذا القبيل؟! أراد أن يسأل عن متشابه القرآن. فقرر هذا الرجل صبيغ أن يتوجّه إلى المدينة المنورّة ليسأل الرجل الذي أعلن نفسه خليفةً للمسلمين؛ فحيث أنّه خليفة فيجب أن يكون الأقدر على الإجابة والأعرف بها، فماذا حصل لهذا المسكين صبيغ؟ ماذا حصل له؟! نترككم مع الرواية التي جئنا بها من مصادرهم حتى لا يقول أحد إن الشيعة يكذبون؛ تقول الرواية عن سليمان بن يسار: "إن رجلاً يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر وقد أعدّ له عارجين من النخل؛ يعني أصل كل عدق من النخيل؛ فقال: من أنت، قال: أنا عبد الله صبيغ، فأخد عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه، وقال: أنا عبد الله عمر، فجعل له ضربا حتى دمي رأسه وأرسل إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى ترك ظهره ودبره مشحطاً بالدم ثم تركه حتى برأ، تعافى إلى أن طابت جروحه ثم عاد له وفعل كالسابق مرة أخرى ثم تركه حتى برأ، طابت جروحة وعاد له مرة أخرى ثم عندما أراد أن يعود إليه ليضربه قال صبيغ إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً، وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برأت؛ بعد خلص ما أسأل عن متشابه القرآن؛ أبداً فقام إليه وحسرّ عن ذراعيه فلم يزل يجلده ويجدله ويجدله حتى سقطت عمامته، ثم قال: عمر والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقاً لضربت رأسك ألبسوه ثيابا واحملوه على قتب واخرجوه حتى تقدموا به بلاده ثم فليقم خطيب ثم يقول: إن صبيغا ابتغى العلم فأخطأه، ثم كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري وأهل البصرة أن لا تجالسوا صبيغاً لا تجالسوه أبداً ولا تبايعوه؛ لا تبيعو له أي شئ؛ وأن أحرموه عطائه؛ أي أموال كان يأخد من بيت المال أحرموه منها؛ فإذا مرض فلا تعودوه ولا تذهبوا لزيارته وإذا مات فلا تشهدوه ولا تساعدوا في جنازته أبداً، فلم يزل وضيعاً في قومه حتى هلك وكان سيّد قومه"
طبعا هذه الرواية وردت في كتب كثيرة من كتب أهل الخلاف منها (سنن الدارمي في الجزء 1 ص 54 ؛ معجم البلدان الجزء 4 ص 124).

تساؤلات حول النموذج الإرهابي لعمر
الآن أيها المؤمنون انظروا إلى هذا التعامل الوحشي مع رجل كل ذنبه وجرمه أنه سأل مجرد سؤال عن متشابه القرآن وتفسيره ضربه عمر بعراجين وجرائد النخل القوية وعذبه تعذيبا شديداً لمجرد أنه سأل، والأنكى من ذلك أنه يأمر جميع المسلمين بمقاطعته نهائيا. طيّب! من أين يأكل هذا الرجل إذا كان ممنوعا أن يبيع له أي مسلم أي شئ؟ من أين يشتري؟ يأكل من السوق؟ السوق ممنوع أن يبيعوا له أي شئ، من يداويه من مرض إذا كان ممنوعا من العلاج؟ على الأقل من يقوم بواجب تغسيله ودفنه وجنازته والصلاة عليه؟ من يقوم بكل ذلك إذا كان أيضا ممنوع أحد يشارك في جنازته؟ كل هذا لأن هذا الرجل المسكين سأل؟ وكل هذا صدر من ذلك الخليفة الكاذب الذي ادّعى أنّه خليفة لرسول الله كل هذا صدر منه حتى يبرر عجزه العلمي ما يعرف الإجابة فيضرب هذا الإنسان المسكين بهذه الوحشية. هل هذا تعامل أخلاقي؟ وأين هي عدالة عمر التي يتغنون بها؟ هل هذه هي العدالة أن يعذب إنسان كل هذا العذاب لمجرد أنه كان طالبا للعلم؟
نعم هذه هي سيرة أعداء الإسلام وأعداء رسول الإسلام الذين أصبحوا اليوم مع الأسف رموزاً للإسلام وانظروا إلى هذه الوحشية وقارنوها بتلك الرحمة التي أبداها رسول الله صلى الله عليه وآله رسول الإنسانية تجاه ألدّ أعدائه وأخس منوائيه ومحاربيه نحن اليوم أمام منهجين أمام طريقين كل منهما يسمى الإسلام ولكن بينهما فرق شاسع في المبادئ والتعاليم، إسلام محمد وعلي والأئمة عليهم السلام يختلف إختلافا جذريا عن إسلام أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وغيرهم من الظالمين عليهم اللعنة والعذاب، إسلام محمد وعلي هو إسلام العدل والرحمة إسلام الحرية والكرامة إسلام التطور والرقي، أما إسلام أبي بكر وعمر فهو على النقيض إسلام الظلم والجور إسلام العبودية والذل إسلام التخلف والجهل.

لما لا تدخل الأمم في دين الله؟!
ومشكلة المشاكل التي تعوق دخول الناس في دين الله أفواجا في هذا العصر أنهم ينظرون إلى ذلك الإسلام المشوّه ويحسبون أنه الإسلام الأصيل، صحيح أنهم يتحملون جزءاً من مسئولية هذا لكننا نحن نتحمل الجزء الاكبر من المسئولية؛ فإن هؤلاء كالنصارى مثلاً عندما ينظرون إلى تاريخ الإسلام المشوّه فيرون كيف أن رجلاً سأل عن متشابه القرآن عومل بهذه الوحشية وبهذا الإجرام، كيف لهم أن يقبلوا على هذا الدين؟ كيف لهم أن يعتنقوه؟ أما لماذا لا نعرّفهم بالتاريخ الحقيقي الزاهر للإسلام الحقيقي الناصع؟ لماذا لا تصل السيرة الحقيقية لخاتم الأنبياء وأهل بيته الأطهار عليهم السلام؟ لماذا لا تصل إليهم بشكل صحيح وبتعبير أدق؟ لماذا لم نوصل هذه السيرة الوضاءة إليهم كما ينبغي حتى يعرف الفرق بين هذا الإسلام وذلك الإسلام الباطل؟ لو عرفوا تاريخ رسول الله وتاريخ أهل بيته الطاهرين، ولو عرفوا حقيقة المبادئ الإسلامية والتعاليم الإسلامية، ولو عرفوا أنه دين الرحمة والسلام لا دين العنف والإرهاب؛ لأقبلوا عليه واعتنقوه بل لتسابقوا عليه بل لتسابقت حتى حكوماتهم وزعمائهم عليه. هل نتعجب من ذلك أن يتسابق زعماء العالم على الإسلام؟! لا لا لا عجب لماذا؟ لأن التاريخ حدثنا عن شواهد كثير من هذا القبيل كانت أكثر إثارة للتعجب من هذا المثال الذي أطرح، دققوا جدّيا في زمن رسول (صلى الله عليه وآله) وبالتحديد في السنوات الأولى من إنطلاقة دعوته كانت هنالك إمبراطورية مترامية الأطراف في إفريقيا يحكمها رجل يدعى النجاشي -لابد أن كلكم سامعين بإسمه- كان هذا ملكاً يتزعّم شعبا عظيماً كله تحت إمرته، وكان هذا المللك نصرانياً وشعبه كذلك على ملّته -يعني مثل بريطانيا- حدثنا التاريخ أن هذا الرجل لما وصل إليه مبعوث النبي الأكرم جعفر بن أبي طالب (عليهما السلام) جعفر الطيار مع وفد المهاجرين من أوائل المسلمين جرت أحداث وأحداث وخلال مدة يسيرة وبفعل المناقشات المكثفة بين جعفر والنجاشي حيث شرح جعفر له مبادئ الإسلام العظيمة وأعطاه لمحات عن الشخصية المقدسة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ بفعل هذا تأثرّ هذا الملك تأثراً عظيماً إلى أن تشهّد بالشهادتين وآمن بالإسلام في خطوة إيمانية شجاعة جبارة حقيقة، عندما دخل الإسلام أرسل إلى النبي الأكرم رسالة قال فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول الله من النجاشي الأصحم بن أبجر، سلام عليك يا نبي الله من الله ورحمة الله وبركاته، لا إله إلا هو الذي هداني إلى الإسلام فقد بلغني كتابك يا رسول الله في ما ذكرت من أمر عيسى، فورب السماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت وقد عرفنا ما بعثت به إلينا وقد قربنا ابن عمك وأصحابه، فأشهد أنك رسول الله صادقاً مصدقاً وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يده لله رب العالمين، وقد بعثت إليك يا نبي الله بابني أزهى بن الأصحم بن أبجر، فإني لا أملك إلا نفسي وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله فإني أشهد ما تقول حق والسلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته"
الله أكبر الله أكبر، أنظروا إلى هذا الموقف العظيم كيف أن ملكاً عظيماً من الملوك يتخلّى عن دينه ويتنازل عن سلطانه ويخضع نفسه ومملكته لنبي آمن به ولم يره بعد، رغم أنه يعاصره ورغم أن ذلك النبي لا يملك إلا القليل من الأتباع في ذلك الوقت فالنبي كان في مكة وكان أتباعه قلائل ولا يملك سلطة ولا حكومة لأن حكومته لم تتأسس بعد في المدينة، ليس هذا فقط بل يبايع هذا الملك العظيم إبن عم هذا النبي جعفر بن أبي طالب ويعتبر نفسه تحت إمرته وجعفر هذا هو اللاجئ لديه، أيضاً تعلمون أن جعفر ومن معه من المسلمين هاجروا إلى الحبشة لاجئين، أنظروا إلى هذا السلطان كيف يبايع لاجئاً عنده فقط لأنه أقنعه بهذا الدين العظيم ثم هو يرسل ابنه مع هدايا كثيرة حتى يكون تحت إمرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وليخدمه وليأتمر بأمره، ولعلمكم عندما أعلن الملك النجاشي الإسلام وأظهر ذلك لشعبه ثار عليه شعبه وشنّوا عليه حرباً لا هوادة فيها؛ لأنهم كانوا نصارى فكم تحمّل من الصعاب في مواجهتهم والفتن والحروب الداخلية ولكن الله تعالى نصره نصراً عزيزاً وأصبحت دولته دولة إسلامية. نعم أيها الأخوة ليس مستحيلاً أن يسلم زعماء العالم اليوم وليس مستحيلاً أن تسلم كل هذه الشعوب ولا تستبعدوا أن يقع ذلك، ولكن هذا الأمر مرهون بنا نحن، لنكن نحن كجعفر الطيار (عليه السلام) فنبيّن حقيقة الإسلام وسيرة النبي الأكرم الوضاءة وسيرة أهل بيته الطاهرين ولننسف ونهدم الأباطيل التي التصقت بالإسلام زرواً، ولنكن كجعفر في سيرته وأخلاقه وعلمه؛ فإن كل مسلم لو أصبح هكذا لتراكض الناس إلى الإسلام. إننا أحوج ما نحتاج إليه بهذين الأمرين الأول التعريف بالمبدأ أي الإسلام الحق والأمر الثاني تهذيب النفس لأن تكون مثالاً تتطبيقاً سليماً لهذا المبدأ، فلو كنا نطبق الإسلام بتعاليمه وأخلاقه؛ لكنا في مقدمة البشرية ولإلتحقت بنا البشرية بعدما تنبهر بنا وبأخلاقنا وعلومنا وحضارتنا، لكن المشكلة هي إننا بعيدون عن تطبيق الإسلام مع الأسف.

ومع السلامة.