س البغدادي
08-10-2012, 09:52 PM
تفوق أعداد البكتيريا التي تعيش داخل أمعاء الإنسان بكثير عدد خلايا الجسم، حيث تذهب بعض التقديرات إلى أن أعداد البكتيريا التي تعيش داخل الجسم وخارجه تبلغ نحو عشرة أضعاف خلايا جسم الإنسان.
ويوجد الكثير من الأحياء الدقيقة في الأمعاء الغليظة للإنسان وتساعده في عملية الهضم. ويعتقد خبراء بأن هناك نحو ألف من الأصول المختلفة للبكتيريا.
وقال البروفيسور شتيفان بيشوف من جامعة هوهينهايم بمدينة شتوتغارت جنوبي ألمانيا، إن الطرق الجديدة لعلم الأحياء الجزيئية أصبحت تسمح أخيرا بدراسة المستعمرات البكتيرية الخاصة في جسم الإنسان بشكل مستفيض.
ويرأس بيشوف حلقة نقاشية في إطار مؤتمر 'طب الأحشاء 2012' في هامبورغ، يشارك فيه أكثر من 4000 خبير بأمراض الجهاز الهضمي ويختتم أعماله غدا السبت.
وحيث إن الكثير من بكتيريا الأمعاء لا تستطيع العيش خارج جسم الإنسان مما يقلل إمكانية التعويل على نتائج التحاليل التي تعتمد على مزارع بكتيرية خارج الجسم, فإن هوية هذه البكتيريا لا تزال مبهمة بشكل أو بآخر.
وأصبحت هناك الآن معلومات عن دور هذه البكتيريا في الالتهابات التي تصيب الأمعاء, وأيضا الاضطرابات التي تصيب الجهاز المناعي، وذلك بفضل البحث العلمي الذي يُجرى أيضا على آثار هذه البكتيريا التي تخرج مع براز الإنسان.
أمعاء الإنسان
وتواردت في الآونة الأخيرة دلائل على أن للبدانة علاقة أيضا بالبكتيريا الحميدة في أمعاء الإنسان, حسبما أوضح بيشوف.
ومن هذه الدلائل دراسة نشرت في 'المجلة الدولية لأبحاث البدانة'، وتم خلالها وزن أكثر من 11500 طفل بريطاني من مواليد عامي 1991 و1992 أكثر من مرة، خلال السنوات الماضية.
وتبين للباحثين أنه عندما حصل هؤلاء على مضادات حيوية لمكافحة العدوى البكتيرية أصبحوا أقرب إلى البدانة عندما بلغوا الثالثة. ولم تتأكد هذه العلاقة عندما استمر هؤلاء في الحصول على هذه المضادات بعد عامهم الثالث.
وذكر باحثون من أكثر من دولة بالفعل عام 2011 أنه يمكن تقسيم البشر إلى ثلاث مجموعات تبعا لأنواع البكتيريا الحميدة التي تعيش داخل أمعائهم, وأن بدانة الإنسان أو نحافته يمكن أن تتوقف على أصناف البكتيريا التي تعيش داخل الجهاز الهضمي.
وبحسب بيشوف فإن البدناء لديهم عدد أكبر من البكتيريا المعروفة باسم 'فيرمكوتيس' في أمعائهم، وهي التي تساعد على امتصاص السكريات صعبة الهضم.
تراكم الطاقة
وذكر بيشوف أن أعداد هذه البكتيريا تزداد لدى أصحاب الوزن العادي عبر المزيد من الأغذية وهو ما يزيد من الطاقة التي يحصلون عليها, فالإنسان يعاقب مرتين عندما يفرط في تناول الغذاء، مرة من خلال الإفراط في الحصول على الطاقة، والثانية عندما تزيد أعداد بكتيريا 'فيرمكوتيس' لتساعد في هضم هذا الغذاء, والنتيجة هي تراكم الطاقة الزائدة على شكل دهون في منطقة الفخذ والبطن.
وعندما تزرع بكتيريا أحد الكائنات الحية داخل أمعاء كائن آخر فإنها تأخذ معها بعض المعلومات والوظائف, وهو ما أظهرته على سبيل المثال مجموعة من الباحثين تحت إشراف البروفيسور فيليب روزينشتيل من جامعة شليسفيغ هولشتاين شمال ألمانيا, والذي أجرى تجارب على فئران مصابة بنقص في الإنزيمات.
وأضاف روزينشتيل أنه تبين من خلال التجارب أن النظام المناعي لهذه الحيوانات قد ضعف، وأن بكتيرياها الحميدة قد تغيرت، وأن هذه الحيوانات أصبحت تميل إلى النحافة بشكل أكبر.
ونقل الباحثون فضلات هذه الفئران إلى أمعاء فئران سليمة في المعمل فوجدوا أن بوادر التهابات بدأت تظهر على الأخيرة, وقال روزينشتيل 'لا يمكن التحدث على وجه الدقة عن انتقال عدوى بمعنى الالتهابات المعدية'.
وفي دراسة صغيرة، أجرى باحثون في هولندا تجارب مؤخرا على 18 رجلا بدينا كانوا مصابين باضطرابات في تحويل السكر إلى طاقة، ونُقل إلى الجهاز الهضمي لبعض هؤلاء الرجال بكتيريا حميدة من أشخاص يتسمون بالرشاقة، فوجدوا أن البكتيريا الحميدة في أمعاء هؤلاء تغيرت بعد ستة أسابيع, وأنهم أصبحوا يهضمون السكر بشكل أفضل.
وفي معرض تعليقه على ذلك، قال بيشوف 'تقدم كل هذه الدراسات معلومات جديدة وتفتح الباب أمام قواعد جديدة للعب يمكن استخدامها في الوسائل العلاجية'.
ويرى الأستاذ الألماني أنه من الممكن مستقبلا التحكم أكثر في البكتيريا الحميدة من خلال التغذية أو الأدوية، وأن هذا يحدث بالفعل في الوقت الحالي ولكن بشكل جزئي.
ويوجد الكثير من الأحياء الدقيقة في الأمعاء الغليظة للإنسان وتساعده في عملية الهضم. ويعتقد خبراء بأن هناك نحو ألف من الأصول المختلفة للبكتيريا.
وقال البروفيسور شتيفان بيشوف من جامعة هوهينهايم بمدينة شتوتغارت جنوبي ألمانيا، إن الطرق الجديدة لعلم الأحياء الجزيئية أصبحت تسمح أخيرا بدراسة المستعمرات البكتيرية الخاصة في جسم الإنسان بشكل مستفيض.
ويرأس بيشوف حلقة نقاشية في إطار مؤتمر 'طب الأحشاء 2012' في هامبورغ، يشارك فيه أكثر من 4000 خبير بأمراض الجهاز الهضمي ويختتم أعماله غدا السبت.
وحيث إن الكثير من بكتيريا الأمعاء لا تستطيع العيش خارج جسم الإنسان مما يقلل إمكانية التعويل على نتائج التحاليل التي تعتمد على مزارع بكتيرية خارج الجسم, فإن هوية هذه البكتيريا لا تزال مبهمة بشكل أو بآخر.
وأصبحت هناك الآن معلومات عن دور هذه البكتيريا في الالتهابات التي تصيب الأمعاء, وأيضا الاضطرابات التي تصيب الجهاز المناعي، وذلك بفضل البحث العلمي الذي يُجرى أيضا على آثار هذه البكتيريا التي تخرج مع براز الإنسان.
أمعاء الإنسان
وتواردت في الآونة الأخيرة دلائل على أن للبدانة علاقة أيضا بالبكتيريا الحميدة في أمعاء الإنسان, حسبما أوضح بيشوف.
ومن هذه الدلائل دراسة نشرت في 'المجلة الدولية لأبحاث البدانة'، وتم خلالها وزن أكثر من 11500 طفل بريطاني من مواليد عامي 1991 و1992 أكثر من مرة، خلال السنوات الماضية.
وتبين للباحثين أنه عندما حصل هؤلاء على مضادات حيوية لمكافحة العدوى البكتيرية أصبحوا أقرب إلى البدانة عندما بلغوا الثالثة. ولم تتأكد هذه العلاقة عندما استمر هؤلاء في الحصول على هذه المضادات بعد عامهم الثالث.
وذكر باحثون من أكثر من دولة بالفعل عام 2011 أنه يمكن تقسيم البشر إلى ثلاث مجموعات تبعا لأنواع البكتيريا الحميدة التي تعيش داخل أمعائهم, وأن بدانة الإنسان أو نحافته يمكن أن تتوقف على أصناف البكتيريا التي تعيش داخل الجهاز الهضمي.
وبحسب بيشوف فإن البدناء لديهم عدد أكبر من البكتيريا المعروفة باسم 'فيرمكوتيس' في أمعائهم، وهي التي تساعد على امتصاص السكريات صعبة الهضم.
تراكم الطاقة
وذكر بيشوف أن أعداد هذه البكتيريا تزداد لدى أصحاب الوزن العادي عبر المزيد من الأغذية وهو ما يزيد من الطاقة التي يحصلون عليها, فالإنسان يعاقب مرتين عندما يفرط في تناول الغذاء، مرة من خلال الإفراط في الحصول على الطاقة، والثانية عندما تزيد أعداد بكتيريا 'فيرمكوتيس' لتساعد في هضم هذا الغذاء, والنتيجة هي تراكم الطاقة الزائدة على شكل دهون في منطقة الفخذ والبطن.
وعندما تزرع بكتيريا أحد الكائنات الحية داخل أمعاء كائن آخر فإنها تأخذ معها بعض المعلومات والوظائف, وهو ما أظهرته على سبيل المثال مجموعة من الباحثين تحت إشراف البروفيسور فيليب روزينشتيل من جامعة شليسفيغ هولشتاين شمال ألمانيا, والذي أجرى تجارب على فئران مصابة بنقص في الإنزيمات.
وأضاف روزينشتيل أنه تبين من خلال التجارب أن النظام المناعي لهذه الحيوانات قد ضعف، وأن بكتيرياها الحميدة قد تغيرت، وأن هذه الحيوانات أصبحت تميل إلى النحافة بشكل أكبر.
ونقل الباحثون فضلات هذه الفئران إلى أمعاء فئران سليمة في المعمل فوجدوا أن بوادر التهابات بدأت تظهر على الأخيرة, وقال روزينشتيل 'لا يمكن التحدث على وجه الدقة عن انتقال عدوى بمعنى الالتهابات المعدية'.
وفي دراسة صغيرة، أجرى باحثون في هولندا تجارب مؤخرا على 18 رجلا بدينا كانوا مصابين باضطرابات في تحويل السكر إلى طاقة، ونُقل إلى الجهاز الهضمي لبعض هؤلاء الرجال بكتيريا حميدة من أشخاص يتسمون بالرشاقة، فوجدوا أن البكتيريا الحميدة في أمعاء هؤلاء تغيرت بعد ستة أسابيع, وأنهم أصبحوا يهضمون السكر بشكل أفضل.
وفي معرض تعليقه على ذلك، قال بيشوف 'تقدم كل هذه الدراسات معلومات جديدة وتفتح الباب أمام قواعد جديدة للعب يمكن استخدامها في الوسائل العلاجية'.
ويرى الأستاذ الألماني أنه من الممكن مستقبلا التحكم أكثر في البكتيريا الحميدة من خلال التغذية أو الأدوية، وأن هذا يحدث بالفعل في الوقت الحالي ولكن بشكل جزئي.