م_علي
13-10-2012, 01:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد و آل محمد
ما حقيقة عبارة (النبي الامي) صلى الله عليه (وآله) وسلم
أجمع الجهابذة العلماء، بل وأساطين اللغة العربية ، القاصي منهم والداني من المتقدمين والمتأخرين، بأن عبارة (النبي الأمي) "صلى الله عليه (واله) وسلم"،: تعني الذي لا يجيد القراءة والكتابة.
فلا تكاد تفتح معجماً ، أو تفسيراً ، إلا وتجد فيه هذا المعنى .
عجباً لذلك الرأي ولهذا الإجماع!!!
فهل قصد سبحانه وتعالى بهذه العبارة (النبي الأمي) المعنى السابق!! أم هناك معنىً آخر يفوق هذا الرأي الجامع؟!
الجواب:
1- "التقديس الباطل لكتب الدسّ":
القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه ولا تفنى غرائبه ، اما الوقوف على درجة واحدة أو التقليد الأعمى فان نتاجه الفشل وضياع المسعى، حيث التقييد وفقدان الإنسان لملكاته ، كون الإنسان كائن مفكِّر(قال تعالى أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) سورة النساء (82) .
وهل أوصل الأمة الإسلامية إلى هذا الذل والجهل إلاَّ التقوقع والخضوع للهالة القدسية التي ألبسها كتبة الدُّسوس لكتبهم ، التي نسبوها لأئمَّة ، هم منها براء .
2- "التعريف اللغوي الحقيقي لكلمة (الأمي)"
كلمة (الأمِّي): مصدرها (أمَّ)، ومنها الأم الوالدة ، التي يؤم إليها ولدها باحتياجاته ، ومنها (الإمام) الذي يأتمُّ به المصلّون ، أو رئيس القوم ، يعودون إليه في أمورهم ، أو الخليفة ، أو قائد الجند ، أو دليل المسافرين: وكلها تعني (المرجع) الذي يُؤمُّ إليه بالمقصد المشترك. والتيمُّم: التوجُّهُ للتراب الطهور عند فقدان الماء ، أو ضرره على المتوضئ المريض .
فالأمِّي: لغةً نسبة إلى الأم أو الأمَّة ، فأمَّ يؤم أمّاً وتأمم . وائتمّه: قصده ، وأمَّ القوم إمامة ، وإماماً بالقوم: تقدمهم بمقصدهم فكان إمامهم .
اليهود قالوا: {...لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ...} سورة آل عمران (75).
فقولهم هذا معناه: ليس علينا في العرب الذين أمُّوا لمحمد فتبعوه أيَّة مؤاخذة ، وما علينا بأس ، أي: افعلوا بهم ما يحلو لكم من سلب وفحش فهو حلال عليكم يا يهود ، لأنهم عرب أمُّوا لمحمد ، وما أمُّوا لعلمائنا وأحبارنا ، وبتعريف المفسرين لكلمة (الأمِّي) جعلوا العرب كلهم ومنهم أهل مكة والمدينة والطائف لا يقرؤون ولا يكتبون! كيف كان كتبة الوحي والخلفاء يكتبون؟! حقّاً لقد ضيَّقوا واسعاً .
إذن (الأمي) ، أي: مَن تؤمُّ له الخلائق كلُّها ، وبهذه التبعية العليَّة لإماميته الكبرى، تتم الشفاعة فالجنَّة .
يدل هذا على ان كافة الوجوه لكلمة (الأميين): تعني الذين أمُّوا لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أي تبعوه ، حيث يمتدحهم تعالى بهذه الصفات بقوله: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ...} سورة الجمعة (2) .
فما أمكر الشخص الأول الذي خرق هذا القول ودسّه فانطلى على عقول الناس فظنوا خطأً أن (الأمِّي) هو الذي لا يقرأ ولا يكتب!
حقّاً إنه لدسٌ رهيب فما علاقة أمَّ يؤم بالقراءة والكتابة؟! أي بــ: يقرأ ويكتب ، أوْ لا يقرأ ولا يكتب ، ومن أين خرقوا هذا المعنى البعيد؟ واللغة العربية أبداً لا تحتمل هذا التعسُّف اللغوي .
كلمة (أمَّ) أي: تبع غيره ، فأمُّوا مع الإمام ، أي تبعوا الإمام في الحركات والسكنات والتسليم بالصلاة .
و(أمَّ الكعبة) أي: ذهب تجاهها وإليها ، وليس معناها قرأ الكعبة أو كتب الكعبة ، فهي ليست من القراءة والكتابة بشيء .
والإمام هو الشخص المتعلم والقارئ المجيد للقراءة ، وعادة يكون أقرأهم وأفقههم ، فما وجه العلاقة هنا بأن الإمام هو أمِّي ، بمعنى أن الإمام هو الذي لا يقرأ ولا يكتب؟
هل هناك بمساجد الأرض إماماً لا يقرأ بصلاته حتى حمَّلوا المعنى من عدم القراءة ما لا يحتمل ، وحتى أشاعوها للناس بمعناهم الأعوج فتبعهم الناس تصديقاً؟ فهل نرضى أن نكون مثل من يقلِّد ولا يفكِّر؟!
بـل: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي...} سورة يوسف (108).
ثم هل الأُمّْ هي التي لا تكتب ولا تقرأ، أم أنها التي يؤمُّ إليها طفلها بكل طلباته وحاجاته؟!
والأميُّون في الصلاة هم الذين يؤمون للإمام بالاتباع ، فإن رفع يديه وكبَّر تبعوه ورفعوا أيديهم وكبَّروا ، وإن ركع ركعوا بعده وسجدوا بعده ، ولا وجود لمعنى (الأميِّين) أبداً بعدم الكتابة والقراءة ، فاليوم كافة الأمهات والمصلين تقريباً يقرؤون ويكتبون ، وهذا ينسف معناهم المختلق كليّاً بأن معنى الأميين أي الذين لا يقرؤون ولا يكتبون، لكنه التقليد الأعمى جعل الناس ينقلون هذا المعنى الخطأ ، والذي لا أصل له أبداً.
كلمة لا يكتب ولا يقرأ وردت في آيةٍ ثانية لا علاقة لها بالأمي وهي: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}سورة العنكبوت (48).
وهذه الآية تبيِّن أنه صلى الله عليه وسلم لا يقرأ ولا يكتب، ولا علاقة لها بكلمة (أمِّي) أبداً .
كلمة: (أمِّي) المتعلقة بنبينا صلى الله عليه وسلم تعني فقط من تؤم إليه كافة الرسل والنبيين والمؤمنين بالعالَمين .
المصدر
موقع العلامة الإنساني محمد أمين شيخو
نسألكم الدعـــاء
اللهم صلِّ على محمد و آل محمد
ما حقيقة عبارة (النبي الامي) صلى الله عليه (وآله) وسلم
أجمع الجهابذة العلماء، بل وأساطين اللغة العربية ، القاصي منهم والداني من المتقدمين والمتأخرين، بأن عبارة (النبي الأمي) "صلى الله عليه (واله) وسلم"،: تعني الذي لا يجيد القراءة والكتابة.
فلا تكاد تفتح معجماً ، أو تفسيراً ، إلا وتجد فيه هذا المعنى .
عجباً لذلك الرأي ولهذا الإجماع!!!
فهل قصد سبحانه وتعالى بهذه العبارة (النبي الأمي) المعنى السابق!! أم هناك معنىً آخر يفوق هذا الرأي الجامع؟!
الجواب:
1- "التقديس الباطل لكتب الدسّ":
القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه ولا تفنى غرائبه ، اما الوقوف على درجة واحدة أو التقليد الأعمى فان نتاجه الفشل وضياع المسعى، حيث التقييد وفقدان الإنسان لملكاته ، كون الإنسان كائن مفكِّر(قال تعالى أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) سورة النساء (82) .
وهل أوصل الأمة الإسلامية إلى هذا الذل والجهل إلاَّ التقوقع والخضوع للهالة القدسية التي ألبسها كتبة الدُّسوس لكتبهم ، التي نسبوها لأئمَّة ، هم منها براء .
2- "التعريف اللغوي الحقيقي لكلمة (الأمي)"
كلمة (الأمِّي): مصدرها (أمَّ)، ومنها الأم الوالدة ، التي يؤم إليها ولدها باحتياجاته ، ومنها (الإمام) الذي يأتمُّ به المصلّون ، أو رئيس القوم ، يعودون إليه في أمورهم ، أو الخليفة ، أو قائد الجند ، أو دليل المسافرين: وكلها تعني (المرجع) الذي يُؤمُّ إليه بالمقصد المشترك. والتيمُّم: التوجُّهُ للتراب الطهور عند فقدان الماء ، أو ضرره على المتوضئ المريض .
فالأمِّي: لغةً نسبة إلى الأم أو الأمَّة ، فأمَّ يؤم أمّاً وتأمم . وائتمّه: قصده ، وأمَّ القوم إمامة ، وإماماً بالقوم: تقدمهم بمقصدهم فكان إمامهم .
اليهود قالوا: {...لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ...} سورة آل عمران (75).
فقولهم هذا معناه: ليس علينا في العرب الذين أمُّوا لمحمد فتبعوه أيَّة مؤاخذة ، وما علينا بأس ، أي: افعلوا بهم ما يحلو لكم من سلب وفحش فهو حلال عليكم يا يهود ، لأنهم عرب أمُّوا لمحمد ، وما أمُّوا لعلمائنا وأحبارنا ، وبتعريف المفسرين لكلمة (الأمِّي) جعلوا العرب كلهم ومنهم أهل مكة والمدينة والطائف لا يقرؤون ولا يكتبون! كيف كان كتبة الوحي والخلفاء يكتبون؟! حقّاً لقد ضيَّقوا واسعاً .
إذن (الأمي) ، أي: مَن تؤمُّ له الخلائق كلُّها ، وبهذه التبعية العليَّة لإماميته الكبرى، تتم الشفاعة فالجنَّة .
يدل هذا على ان كافة الوجوه لكلمة (الأميين): تعني الذين أمُّوا لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أي تبعوه ، حيث يمتدحهم تعالى بهذه الصفات بقوله: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ...} سورة الجمعة (2) .
فما أمكر الشخص الأول الذي خرق هذا القول ودسّه فانطلى على عقول الناس فظنوا خطأً أن (الأمِّي) هو الذي لا يقرأ ولا يكتب!
حقّاً إنه لدسٌ رهيب فما علاقة أمَّ يؤم بالقراءة والكتابة؟! أي بــ: يقرأ ويكتب ، أوْ لا يقرأ ولا يكتب ، ومن أين خرقوا هذا المعنى البعيد؟ واللغة العربية أبداً لا تحتمل هذا التعسُّف اللغوي .
كلمة (أمَّ) أي: تبع غيره ، فأمُّوا مع الإمام ، أي تبعوا الإمام في الحركات والسكنات والتسليم بالصلاة .
و(أمَّ الكعبة) أي: ذهب تجاهها وإليها ، وليس معناها قرأ الكعبة أو كتب الكعبة ، فهي ليست من القراءة والكتابة بشيء .
والإمام هو الشخص المتعلم والقارئ المجيد للقراءة ، وعادة يكون أقرأهم وأفقههم ، فما وجه العلاقة هنا بأن الإمام هو أمِّي ، بمعنى أن الإمام هو الذي لا يقرأ ولا يكتب؟
هل هناك بمساجد الأرض إماماً لا يقرأ بصلاته حتى حمَّلوا المعنى من عدم القراءة ما لا يحتمل ، وحتى أشاعوها للناس بمعناهم الأعوج فتبعهم الناس تصديقاً؟ فهل نرضى أن نكون مثل من يقلِّد ولا يفكِّر؟!
بـل: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي...} سورة يوسف (108).
ثم هل الأُمّْ هي التي لا تكتب ولا تقرأ، أم أنها التي يؤمُّ إليها طفلها بكل طلباته وحاجاته؟!
والأميُّون في الصلاة هم الذين يؤمون للإمام بالاتباع ، فإن رفع يديه وكبَّر تبعوه ورفعوا أيديهم وكبَّروا ، وإن ركع ركعوا بعده وسجدوا بعده ، ولا وجود لمعنى (الأميِّين) أبداً بعدم الكتابة والقراءة ، فاليوم كافة الأمهات والمصلين تقريباً يقرؤون ويكتبون ، وهذا ينسف معناهم المختلق كليّاً بأن معنى الأميين أي الذين لا يقرؤون ولا يكتبون، لكنه التقليد الأعمى جعل الناس ينقلون هذا المعنى الخطأ ، والذي لا أصل له أبداً.
كلمة لا يكتب ولا يقرأ وردت في آيةٍ ثانية لا علاقة لها بالأمي وهي: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}سورة العنكبوت (48).
وهذه الآية تبيِّن أنه صلى الله عليه وسلم لا يقرأ ولا يكتب، ولا علاقة لها بكلمة (أمِّي) أبداً .
كلمة: (أمِّي) المتعلقة بنبينا صلى الله عليه وسلم تعني فقط من تؤم إليه كافة الرسل والنبيين والمؤمنين بالعالَمين .
المصدر
موقع العلامة الإنساني محمد أمين شيخو
نسألكم الدعـــاء