لبيك
14-10-2012, 02:54 AM
http://i31.servimg.com/u/f31/17/81/33/18/36b6e410.gif (http://www.servimg.com/image_preview.php?i=15&u=17813318) تعيش بلادنا في الفترة الحالية ثورة عامرة في التعليم العالي ، على كافة الأصعدة شاملة جميع التخصصات ، ومن بين تلك التخصصات ، العلوم الإنسانية ، فلقد حظيت العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية باهتمام بالغ من قبل المختصين لعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل التي من شأنها دعم مسيرة تلك العلوم وتنميتها والاستفادة من خبرة الآخرين في تلك العلوم ، ولاشك أن التربية الخاصة ، ومجال تربية وتعليم الصم بوجه أخص يتعايش مع هذه الثورة التعليمية الإيجابية التي غيّرت توجهات ، وطورت من الكوادر، واستبدلت مفاهيم كانت سلبية نحو الصم ، بمفاهيم إيجابية ساهمت بشكل أو بآخر في دعم عجلة التنمية في مجال تربية وتعليم الصم والقائمين على مجالهم ، إلا أن العِراك العلمي دائماً ما يكون إيجابي متى ما استخلص نفسه من الشخصنة التي نعاني منها في كثير من مشروعاتنا الحياتية والعلمية ، ولعل الحديث حول لغة الإشارة ومفهومها ومدلولاتها والفلسفة التي تقوم عليها لغة الإشارة أحد تلك العلوم الهامة التي لا غنى لأي مختص في مجال تربية وتعليم الصم عن معرفتها وفهمها وتناولها بالشكل المطلوب ، و لا يزال الحديث حول لغة الإشارة والتساؤل المطروح دوماً ، هل لغة الإشارة لغة ؟
وورود كلمة (لغة) قبل كلمة (الإشارة) يبدوا أنه أشكل على ثلة من الناس حتى بدأت نسبة القناعة تهتز بأن لغة الإشارة لغة مستقلة لها قواعدها وأسسها وفلسفتها التي تميزها وتقومها وتجعلها لغة كغيرها من اللغات .
إن مجتمع الصم ، والصم في العالم أجمع تنطبق عليهم مفاهيم ودراسات أثبتها جميع العلماء والباحثين المختصين ، وأقول هنا المختصين لأن من بين من بحث في مجال تربية وتعليم الصم أشخاص ليسوا بمتخصصين وأسهموا في المجال سلباً بدلاً من أن يسهموا إيجاباً ، والإجماع الذي أورده هنا هو أن الأصم يتعامل مع لغة الإشارة على أنها لغته الأولى ، وهذا يقودنا لفهم أن اللغة العربية تعتبر لغة ثانية لدى الأصم ، كما هي الحال لدينا في العالم العربي ، فلغتنا الأولى نحن السامعين هي اللغة العربية ، ولغتنا الثانية المكتسبة هي اللغة الإنجليزية أو خلافه من اللغات الأجنبية ، فإذا رأينا إخفاق من الأصم في كتابة أو قراءة اللغة العربية ، فهي الحال تماماً عندما نخطئ في اللغة الانجليزية قراءة أو كتابة على سبيل المثال .
المقصود ، أن الضعف الحاصل لدى الصم في قراءة وكتابة اللغة العربية الذي يرجعه بعض الباحثين إلى ضعف لغة الإشارة وإيصالها للمعلومة – وهو مفهوم خاطئ بطيعة الحال- لأن النقص أو الضعف الحاصل جاء من ضعف تأهيل القائمين على تعليم الصم اللغة العربية منذ المراحل الأولى من طفولة الأصم ، فلو تم تعليم الطفل الأصم القراءة والكتابة بالشكل المطلوب منذ السنة التحضيرية الأولى له وهو ابن الست سنوات ، لكن الحال على غيره الآن ، فخلاصة القول هنا بأن ضعف الصم في اللغة العربية المنطوقة المقروءة أو المكتوبة ناتج عن ضعف التأهيل في المراحل الأولى من عمره ، أما فيما يخص لغة الإشارة فهي لغة كفيلة بأن توصل للأصم كافة العلوم وتهيئه للحصول على المعرفة في أي زمان ومكان متى ما تم إنصافه من ناحية حقوقه التي يتمتع بها أقرانه السامعين كفرد من أفراد العائلة الواحدة ، والدلائل هنا كثيرة ، فأثبتت الدراسات العلمية بأن الطفل الأصم إذا كان والديه صم فإنه يصدر أول إشارة قبل بثلاثة أشهر من أن ينطق الطفل السامع أول كلمة ، ويحصل للأصم كما يحصل للطفل السامع في بداية نطقه فهو يؤدي الإشارة لأمه أو بيه بصورة قد لاتكون واضحة أو لاتكون صحيحة بشكل كافي ، والأم أو الأب الأصم يصححها له ، كما يكون مع الأب والأم السامعين مع طفلهما السامع ، فتجده ينادي أحد إخوته بإسقاط بعض الأحرف ، ويصحح له والديه ، كذلك الطفل الأصم من والدين صم ، يعطي الإشارة بشكل غير واضح تماماً ، ويصحح له والديه ، كذلك الحال عندما يصل الطفل السامع إلى مرحلة الدراسة فإنه يتلقى مصطلحات جديدة ويصحح له زملائه مصطلحات كان يخطئ في نطقها ، وكذلك الحال تماماً عند الطفل الأصم في مراحل دراسته الأولى ، فبعد انخراطه في المدرسة يتعلم إشارات جديدة ، ويصحح له زملائه إشارات كان يخطئ فيها و لايؤثر ذلك عليه بأي شيء فيما يخص تواصله مع الآخرين ، وهنا يتضح لنا أن لغة الإشارة تتمتع بالمنطق والفلسفة التي تقوم عليها اللغة العربية المنطوقة.
فيتبين لنا هنا أن الوالدين السامعين على عاتقهم حمل كبير عندما يرزقون بطفل أصم ، وهي أن يتم التواصل معه بلغته الأولى وهي لغة الإشارة ، ويتم إيصال المعلومات والمعارف الحياتية كما يتم مع إخوته السامعين ، وهذا مايجمع عليه الأخصائيون النفسيون في أن وجود لغة الإشارة لدى الطفل الأصم في فترة زمنية متقدمة من عمره تزيد من حصيلته اللغوية .
كما يجب علينا ألا يقف حد علمنا عند هذا الحد في تأكيد لغة الإشارة بأنها لغة لها قواعدها وأسسها متى ما طبقت بالشكل الصحيح والمطلوب ، فجاء في آخر الدراسات والبحوث التي أجريت في مجال تربية وتعليم الصم بأن اللغة تعتبر لغة عندما يتوفر فيها خمسة شروط وهي : 1-أن تكون تلك اللغة تُكتسب بشكل طبيعي ،2- أن يكون لها قواعد وأسس ، 3-أن تنتقل من جيل إلى جيل ، 4-أن يكون لها مجتمع يتحدث بتلك اللغة ، 5- أن تتطور من وقت لآخر ، وهذه الشروط التي أثبتتها الدراسة على الحكم على أي لغة بأنها لغة ، تنطبق تماماً على لغة الإشارة ، فهي تكتسب من الطفل بشكل طبيعي منذ مراحل طفولته الأولى ، وتتطور من وقت لآخر وذلك بتعديل وزيادة في الإشارات من قبل مجتمع الصم ، ولها مجتمعها الكبير الذي يتعامل بها ، وتنتقل من جيل إلى جيل وهذا تثبته برامج الأمل والمراحل السنية المختلفة في مجتمع الصم ، ولها كذلك قواعدها وأسسها المنطلقة من ثقافة الصم ، فالأصم يستخدم تعابير وجهه وجسده في المواقف المحزنة وكذلك المفرحة ، ومن قواعدها أن تُزيل جميع المشتات عندما تقوم بترجمة اللغة المنطوقة إلى لغة الإشارة، وقواعد أخرى يطول المقام في ذكرها.
أعتقد أن فيما ذكر قدر كافي على الاثبات بأن لغة الإشارة (لغة) تتمتع بمعايير وطرق استخدام وثقافة وفلسفة معينة وواضحة كما هي الحال في أي لغةٍ أخرى .::::: راق لي ..... تمنياتي للجميع بالسلامة والنجاح لخدمة اهلنا الكرام . اخوكم سيد علي الموسوي
وورود كلمة (لغة) قبل كلمة (الإشارة) يبدوا أنه أشكل على ثلة من الناس حتى بدأت نسبة القناعة تهتز بأن لغة الإشارة لغة مستقلة لها قواعدها وأسسها وفلسفتها التي تميزها وتقومها وتجعلها لغة كغيرها من اللغات .
إن مجتمع الصم ، والصم في العالم أجمع تنطبق عليهم مفاهيم ودراسات أثبتها جميع العلماء والباحثين المختصين ، وأقول هنا المختصين لأن من بين من بحث في مجال تربية وتعليم الصم أشخاص ليسوا بمتخصصين وأسهموا في المجال سلباً بدلاً من أن يسهموا إيجاباً ، والإجماع الذي أورده هنا هو أن الأصم يتعامل مع لغة الإشارة على أنها لغته الأولى ، وهذا يقودنا لفهم أن اللغة العربية تعتبر لغة ثانية لدى الأصم ، كما هي الحال لدينا في العالم العربي ، فلغتنا الأولى نحن السامعين هي اللغة العربية ، ولغتنا الثانية المكتسبة هي اللغة الإنجليزية أو خلافه من اللغات الأجنبية ، فإذا رأينا إخفاق من الأصم في كتابة أو قراءة اللغة العربية ، فهي الحال تماماً عندما نخطئ في اللغة الانجليزية قراءة أو كتابة على سبيل المثال .
المقصود ، أن الضعف الحاصل لدى الصم في قراءة وكتابة اللغة العربية الذي يرجعه بعض الباحثين إلى ضعف لغة الإشارة وإيصالها للمعلومة – وهو مفهوم خاطئ بطيعة الحال- لأن النقص أو الضعف الحاصل جاء من ضعف تأهيل القائمين على تعليم الصم اللغة العربية منذ المراحل الأولى من طفولة الأصم ، فلو تم تعليم الطفل الأصم القراءة والكتابة بالشكل المطلوب منذ السنة التحضيرية الأولى له وهو ابن الست سنوات ، لكن الحال على غيره الآن ، فخلاصة القول هنا بأن ضعف الصم في اللغة العربية المنطوقة المقروءة أو المكتوبة ناتج عن ضعف التأهيل في المراحل الأولى من عمره ، أما فيما يخص لغة الإشارة فهي لغة كفيلة بأن توصل للأصم كافة العلوم وتهيئه للحصول على المعرفة في أي زمان ومكان متى ما تم إنصافه من ناحية حقوقه التي يتمتع بها أقرانه السامعين كفرد من أفراد العائلة الواحدة ، والدلائل هنا كثيرة ، فأثبتت الدراسات العلمية بأن الطفل الأصم إذا كان والديه صم فإنه يصدر أول إشارة قبل بثلاثة أشهر من أن ينطق الطفل السامع أول كلمة ، ويحصل للأصم كما يحصل للطفل السامع في بداية نطقه فهو يؤدي الإشارة لأمه أو بيه بصورة قد لاتكون واضحة أو لاتكون صحيحة بشكل كافي ، والأم أو الأب الأصم يصححها له ، كما يكون مع الأب والأم السامعين مع طفلهما السامع ، فتجده ينادي أحد إخوته بإسقاط بعض الأحرف ، ويصحح له والديه ، كذلك الطفل الأصم من والدين صم ، يعطي الإشارة بشكل غير واضح تماماً ، ويصحح له والديه ، كذلك الحال عندما يصل الطفل السامع إلى مرحلة الدراسة فإنه يتلقى مصطلحات جديدة ويصحح له زملائه مصطلحات كان يخطئ في نطقها ، وكذلك الحال تماماً عند الطفل الأصم في مراحل دراسته الأولى ، فبعد انخراطه في المدرسة يتعلم إشارات جديدة ، ويصحح له زملائه إشارات كان يخطئ فيها و لايؤثر ذلك عليه بأي شيء فيما يخص تواصله مع الآخرين ، وهنا يتضح لنا أن لغة الإشارة تتمتع بالمنطق والفلسفة التي تقوم عليها اللغة العربية المنطوقة.
فيتبين لنا هنا أن الوالدين السامعين على عاتقهم حمل كبير عندما يرزقون بطفل أصم ، وهي أن يتم التواصل معه بلغته الأولى وهي لغة الإشارة ، ويتم إيصال المعلومات والمعارف الحياتية كما يتم مع إخوته السامعين ، وهذا مايجمع عليه الأخصائيون النفسيون في أن وجود لغة الإشارة لدى الطفل الأصم في فترة زمنية متقدمة من عمره تزيد من حصيلته اللغوية .
كما يجب علينا ألا يقف حد علمنا عند هذا الحد في تأكيد لغة الإشارة بأنها لغة لها قواعدها وأسسها متى ما طبقت بالشكل الصحيح والمطلوب ، فجاء في آخر الدراسات والبحوث التي أجريت في مجال تربية وتعليم الصم بأن اللغة تعتبر لغة عندما يتوفر فيها خمسة شروط وهي : 1-أن تكون تلك اللغة تُكتسب بشكل طبيعي ،2- أن يكون لها قواعد وأسس ، 3-أن تنتقل من جيل إلى جيل ، 4-أن يكون لها مجتمع يتحدث بتلك اللغة ، 5- أن تتطور من وقت لآخر ، وهذه الشروط التي أثبتتها الدراسة على الحكم على أي لغة بأنها لغة ، تنطبق تماماً على لغة الإشارة ، فهي تكتسب من الطفل بشكل طبيعي منذ مراحل طفولته الأولى ، وتتطور من وقت لآخر وذلك بتعديل وزيادة في الإشارات من قبل مجتمع الصم ، ولها مجتمعها الكبير الذي يتعامل بها ، وتنتقل من جيل إلى جيل وهذا تثبته برامج الأمل والمراحل السنية المختلفة في مجتمع الصم ، ولها كذلك قواعدها وأسسها المنطلقة من ثقافة الصم ، فالأصم يستخدم تعابير وجهه وجسده في المواقف المحزنة وكذلك المفرحة ، ومن قواعدها أن تُزيل جميع المشتات عندما تقوم بترجمة اللغة المنطوقة إلى لغة الإشارة، وقواعد أخرى يطول المقام في ذكرها.
أعتقد أن فيما ذكر قدر كافي على الاثبات بأن لغة الإشارة (لغة) تتمتع بمعايير وطرق استخدام وثقافة وفلسفة معينة وواضحة كما هي الحال في أي لغةٍ أخرى .::::: راق لي ..... تمنياتي للجميع بالسلامة والنجاح لخدمة اهلنا الكرام . اخوكم سيد علي الموسوي