المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مؤمن الطاق : بلاغة وإيمان وجهاد


جعفر المندلاوي
17-10-2012, 10:26 AM
مؤمن الطاق : بلاغة وإيمان وجهاد

مؤمن الطاق هو أبو جعفر محمد بن علي بن النعمان ، سكن بالكوفة وبها نشأ ، وتوفي في حياة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) (تاريخ بغداد 13 : 411 ، رجال الكشي / 123 ، عيون الأخبار 2 : 203 ، مناقب ابن شهرآشوب 1 : 192 ، الاحتجاج 206 ، مؤمن الطاق . فهرست النديم 250 ، الوافي 4 : 104 ، لسان الميزان 5 : 300 ، الإمام الصادق 5 : 132) ، وإنما سمي بالطاق لأنه كان يعاني الصرف بطاق المحامل بالكوفة ، وكان من الفصحاء البلغاء ومن لا يطاول في النظر والجدال في الإمامة وكان حاظر الجواب (تأسيس الشيعة 358 ، الوافي 4 : 104 ) .
وقال له أبو حنيفة لما مات الصادق ( عليه السلام ) : مات إمامك ، فقال : لكن إمامك لا يموت إلى يوم القيامة يعني إبليس (الإمام الصادق 5 : 132) .
وقيل : إن رجلا من الخوارج ترصده إلى أن ظفر به في طرف من أطراف البصرة فجرد السكين وأخذ أطواقه وجعلها على حلقه وقال : والله لئن برئت من علي وعثمان لأخلينك ولئن توقفت لأقتلنك . . فقال من غير روية ولا توقف : أنا من علي ، ومن عثمان برئ ، فأطلقه ظنا منه أنه قد برئ من علي كما برئ من عثمان ، فأعاد الخارجي ذلك لرجل فقال له : ويلك إنه قد خدعك ، قال لك : إنه من علي كما قال إبراهيم ( عليه السلام ) ( فمن تبعني فإنه مني ) (الإمام الصادق 5 : 132 ) ، ثم قال : ومن عثمان برئ ، فحصلت البراءة من عثمان والموالاة لعلي ولا يقدر أحد أن يتخلص في مثل ذلك الموقف بمثل هذا أبدا (مؤمن الطاق 21 ، عيون الأخبار 2 : 203 ) .
قال : وقال له أبو حنيفة : ما تقول في المتعة ؟ قال : حلال نطق بها الكتاب وجرت بها السنة ، قال : فتحب أن يتمتع بناتك وأخواتك ؟ قال : شئ قد أحله الله وإن كرهته فما حيلتي ، ولكن ما تقول في النبيذ ؟ قال : حلال ، قال : أفيسرك أن تكون أخواتك وبناتك نباذات ؟ فقطعه ومضى (مؤمن الطاق 30 ، الإمام الصادق 3 : 74 ، فهرست النديم 8 ، البحار 4 : 144 ) .
وناظر السيد الحميري يوما في حضرة الصادق ( عليه السلام ) في مذهب الكيسانية فقال : إني رجعت عنه ولكن أعمل بيتا أو بيتين من الشعر تبين فيهما فضل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهله على جميع الناس الساعة . فقال مؤمن الطاق : أما لو أمهلت لفعلت ولم أطاولك يا أبا هاشم ولكن أقول ما أحسن ، فقال الصادق ( عليه السلام ) : قل أنت يا أبا هاشم . فقال : محمد خير بني غالب * ثم الوصي ابن أبي طالب
هذا نبي ووصي له ، ويعزل العالم في جانب
فضحك الصادق ( عليه السلام ) ، وقال مؤمن الطاق : ما أطيقك في الشعر ، قال : كما لا أطيقك في الكلام وحسن القلج على خصومك (أعيان الشيعة 12 : 217 ) .
وحبسه الرشيد مرة ، وجعل يرتقب قتله بحجة فلم يقدر ، وكان كثيرا ما يحضر له الفقهاء وأصحاب الكلام لمناظرته فلا يوجبون عليه حجة ، فأتاه عيسى بن موسى فقال : يا أمير المؤمنين أنا أعرف غرضك في مؤمن الطاق ، قال له : إفعل ، فقال له : أحضر الفقهاء واحضره وقل له : لما اختصم علي والعباس في ميراث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيهما كان الظالم لصاحبه فأيهما قال : إنه الظالم قتلته به . فأحضرهم وأضره وقال له ذلك ، فقال : أنا لا أقول إنهما اختصما ، لأنه لم يكن بينهما فرق ولكن إذ كان الأمر كما ذكرت فأخبرني لم خاصم جبرئيل وميكائيل إلى داود ( عليه السلام ) ؟ فقال الرشيد : نحن نسألك عن شئ فعدت تسألنا ، فقال : يا أمير المؤمنين هذا مثل ما أردت به إن كان الأمر في خصومة العباس لعلي كما ذكرت فإنها كانت على سبيل التنبيه وإيجاب الحجة على من اختصما إليه ، كما كانت خصومة جبرئيل وميكائيل إلى داود على سبيل التنبيه والتوقيف لداود ( عليه السلام ) على الخطيئة وكذا تنبيه من اختصما إليه بأن ميراث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفي أيديهما والخلافة إنما ورثت به ، وإنما يجب أن تكون لمن الميراث له ، فالتفت الرشيد إلى عيسى بن موسى وقال : زعمت أنك تقتله فانظر إلى جواب لم يسمع الناس بمثله ، وأمر به فرد إلى الحبس .
وقيل : إن المنصور كان إذا ذكر مدح ابن قيس الرقيات لعبد الملك بن مروان (تاريخ الخلفاء : 214 ) تغيظ منه وشق عليه فقال عمارة بن حمزة : يا أمير المؤمنين قال : فيكم رجل من أهل الكوفة أجود مما قال قيس قال : ومن هو ؟ قال : مؤمن الطاق ، وأنشده :
يا من لقلب قد شفه (أصابه ) الوجع * يكاد مما عناه ينصدع
أمسى كثيبا معذبا كمدا * تظل فيه الهموم تصطرع
عن ذكر آل النبي إذ قهروا * واللون مني مع ذاك ملتمع
قالت قريش : ونحن أسرته * والناس ما عمروا لنا تبع
قالت قريش : منا الرسول فما * للناس في الملك دوننا طمع
قد علمت ذلك العريب * فما تصلح إلا بنا وتجتمع
فإن يكونوا في القول قد صدقوا * فقد أقروا ببعض ما صنعوا
لأن آل الرسول دونهم * أولى بها منهم إذا اجتمعوا
وأنهم بالكتاب أعلمهم * والقرب منه والسبق قد جمعوا
ما راقبا الله في نبيهم * إذ بعده وصل أهله قطعوا
فأعجب بذلك وزال همه .
وقيل : إنه رحمه الله دخل يوما مسجد الكوفة وفيه جماعة من المرجئة منهم : أبو حنيفة وسفيان ورجل من الحرورية جيد المناظرة فيهم فلما رآه أبو حنيفة قال للحروري : هذا رأس الشيعة وعالمها فهل لك في مناظرته ؟ فقال : إذا شئت ، فنهضا والجماعة وأتوا إليه وهو قائم يصلي فلم يزالوا حتى فرغ فسلموا عليه ثم قال له أبو حنيفة : قد أتينا للمناظرة . فقال : أظللتم دينكم فأنتم تطلبونه ولولا ذلك لقلت مناظرتكم فيه ولاشتغلتم بالعمل ، وإنما يعمل المتقون إنما العمل مع التقوى لسبيل وقليله ينفع وأنه لقليل قال الله : ( إنما يتقبل الله من المتقين / المائدة 27) . فقال الحروري : كل يدعي التي تدعي لكن من إمامك ؟ قال : من نصبه الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم الغدير ، قال : ما اسمه ؟ قال : بينت ، قال : فهو أبو بكر ، قال : ذاك المردود يوم سورة براءة وصاحبي المؤدي عن الله وعن رسوله إلى أهل مكة . قال : ذاك أبو بكر ، قال : دعوى أقم عليها بينة ، قال : أنت المدعي ، قال : كيف أكون أنا المدعي وأنا المنكر لذلك أنت تقول : هو ذاك وأنا أقوال : هو رجل قد اجتمعت عليه الأمة وإنه صاحب يوم الغدير فكيف يكون الإجماع دعوى ، بل أنت المدعي أنه أبو بكر . قال الحروري : دعنا من هذا ، قال : هذه واحدة لم تخرج منها والحق بيدي حتى تقيم البينة ، قال الحروري : إن في أبي بكر أربع خصال بان بها من العالم بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) استحق بها الإمامة . قال : ما هي ؟ قال : الصديق . وصاحبه في الغار . والمتولي للصلاة . وضجيعه في القبر . قال : أخبرني عن هذه المناقب بان بها من جميع العالم . قال : نعم ، قال : فإن هذه مثالب ، قال : بقولك ؟ قال : بل بإقرارك . قال : فهات إذن ، قال : حتى يحضر من يحكم بيننا ، قالت الجماعة : نحن الحكام إذا ظهر الحق ، قال : فالدليل على أنها مثالب هو أن تدل على من سماه صديقا ، قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : فما العلة والمعنى الذي سمي به . . . ؟ قال : لأنه أول المسلمين ، قال : هذا ما لم يقل به أحد ، على أنه أول المسلمين إنما الإجماع على أن أول المسلمين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأول من آمن فما تقولون أيها الحكام ؟ قالوا : أجل هو كما ذكرت (الغدير 3 : 220) . قال الحروري : قد زعمتم أنه ما أشرك بالله قط ، قال : ليس اتباعه للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وقت من الأوقات ، وإن لم يكن مشركا حدثا يستحق به الإسلام ، قالت الجماعة : أجل ، فقال الحروري : أنا لا أقبل قول هؤلاء . قال : فأنا أساعدك أما ما ذكرت أنه صديق أليس زعمت أن الله ورسوله سمياه صديقا . وأنه ليس له في هذا الاسم مساوي ؟ قال : نعم قال للجماعة : اشهدوا عليه متى وجدنا في أصحاب الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من اسمه صديق سقطت حجته عنا ، قالوا : نعم . قال : هل تعلم أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر (الغدير 8 : 312) قال القوم : واحدة خصمت يا حروري . قال الحروري : أنا لا أعرف هذه الرواية ، فظلمه القوم . قال : يا حروري فهل تعرف القرآن ؟ قال : نعم ، قال : فيلزمك ما فيه من الحجة ، قال : نعم ، قال : فقد شارك صاحبك في هذا الاسم المؤمنون جميعا قال الله تعالى : ( والذين آمنوا بالله ورسوله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم / الحديد19) . قالت الجماعة : خصمت يا حروري . قال : وأما ما ذكرت من أنه صاحبه في الغار فما رأيت الصاحب محمودا في القرآن قال الله تعالى : ( إذ قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب / الكهف 34 ) . وقال : وما صاحبكم بمجنون / التكوير22 ) . وقال العالم لصاحبه وهما في فضلهما ما هما إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني . قال الحروري : ما هذا مثل ذاك ، قال : أجل إن ذاك نبي معصوم وذا حكيم عليم قد علمه الله علما ولم يعرفه موسى ثم عرفه فأقر له موسى واستيقن أنه ابن عمران ولكن لعلك - صاحبك - يستحق المثل الأول وهو قوله : إذ قال لصاحبه وهو يحاوره . فقالت الجماعة : أعلنت أبا جعفر بما في نفسك ، قال : ما قلت بأسا إنما ذكرت الصحبة فأحببت أن لا يحتج بها للذي بين الله في كتابه عن الصاحب . قال الحروري : هذا صاحبه في الغار يلقى الأذى ويصبر على الخوف ، قال : هل كان صابرا وراجيا على ذلك ثوابا ؟ قال : نعم . قال : أما السكينة فقد نزلت على غيره ، وأما الحزن فقد تعجله والأمر كما قال الله : إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا ينهى عن طاعة وإنما ينهى عن معصية ، فقد عصى الله في حزنه وهو مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واكتسب ذنبا فهذا مما ينبغي لصاحبك أن تستغفر الله منه ، ولو كان ثبت في كيونته في الغار لقد كان الله أبان له ذلك فيه إنما كانت للسكينة للرسول بصريح القول وبقوله : وأيده فهل تقول بأنه شارك أيضا ؟ . قال : نعم ، قال : فهل أبان الله ذلك إذ كانت السكينة وكان المشارك فيها واحد كما أنزلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو في جماعة ، فخصت الرسول وعمتهم حيث قال : ( فأنزل الله سكينته على رسول والمؤمنين / الفتح 40 ) فأبانها له كما أبانها لهؤلاء وإنما قال الله تعالى وأيده . قال الحروري : قوموا قد أخرجه عن الإيمان ، قال : أنا لم أخرجه ولكنك أنت أخرجته ، قال : أنت تقول أنا أخرجته ، قال : يا حروري بل ولكنك أنت أخرجته ، قال : أنت تقول أنا أخرجته ، قال : يا حروري بل أخرجته وهذا كتابنا ينطق ، قالت الجماعة : اثنين يا حروري ، قال أبو جعفر : وأما الصلاة فلعمري إنكم تقولون ما استتمها حتى خرج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأخرجه وتقدم فصلى بالناس فإن كان قدمه للصلاة وعددتم ذلك له فضلا فقد كان خروجه إلى الصلاة وإخراجه من المحراب له نقصا ولعمري لقد كان فضلا لو كان هو الذي أمره بالصلاة وتركه على حاله ولم يخرجه منها . قال الحروري : فلم يخرجه بل صلى بالناس ، قال : فهل كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خلفه أم أمامه ؟ قال : بل أمامه ولكن كان هو المكبر خلفه . قال : فمن كان أمام الناس في تلك الحال ؟ قال : رسول الله إمام لأبي بكر وللناس جميعا ، قال : فإنما منزلة أبي بكر بمنزلة الصف الأول على سائر الصفوف ، مع أن هذه دعوى لم تدعم . ثم أيضا ما المعنى الذي أوقف أبا بكر في ذلك الموقف ؟ قال : يرفع صوته بالتكبير ليسمع الناس . قال : لا تفعل تقع في صاحبك وتكذب على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قالت الجماعة : وكيف ذلك ؟ . . قال : لأن الله تعالى يقول : ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي / الحجرات2 ) . وقال ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم / الحجرات3) . فهي أن ترفع الأصوات فوق صوته وأمره أن يرفع صوته فقد نهى عنه ووعد من غض صوته مغفرة وأجرا عظيما فهل تجيز لصاحبك فعل ذلك ؟ . قال الحروري : ليس هذا من ذاك إنما أوقف أبا بكر ليسمع الناس التكبير . قال : هذه حدود مسجد رسول الله معروفة الطول والعرض فهل نحتاج إلى مسمع . وأيضا فإن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان في حال ضعفه أقوى من قويهم في حال شبابه قالت الجماعة : هذه ثلاثة يا حروري . قال : وأما ما زعمت أنه ضجيعه في قبره فخبرني أين قبره ؟ قال : في بيته ، قال : لعله في بيت عمر ، قال : بل في بيته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال له : أوليس قد قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم / الاحزاب 53 ) . فهل استأذناه فأذن لهما ؟ ثم الخاص والعام يعلم أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سد أبوابهما في حال حياته حتى أن أحدهما قال : اترك لي كوة أو خوخة أنظر إليك منها ، قال : لا ولا مثل الإصبع فأخرجهما وسد أبوابهما (حديث سد الأبواب - الغدير 3 : 202 - 213 ) ، فأقم أنت البينة على أنه أذن لهما . قال الحروري : ذلك بفرض من الله ، قال له : بأي وصي أو بأي حجة ؟ قال : بما لا يدفع وهو ميراث ابنتيهما من البيت ، قال له : قد استحقا ثمنا من بين تسع حشايا كن لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقد ظلمت صاحبك وهو يجحد فاطمة ( عليها السلام ) ، ميراث ابنته وأنت تزعم أن ميراث النساء قد أوجبه لابنتيها وأسقط الكثير من ميراث فاطمة ( عليها السلام ) ، وإن أحببت أجبتك إلى ما ادعيت من الميراث فنظرنا هل يصير لابنتيهما على قدر الحصة من الحصص التسع فعلنا ، فقال أبو حنيفة والثوري : قم ويلك كم تزري عليهما وتلزمهما الحجة إذا كان هكذا من أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يورث وقد احتمل لك أبو جعفر الحجة وطلبت المقاسمة والله ما يصير لهما قدر ذراعين في البيت . فالتفت أبو جعفر إلى الجماعة وقال : قد أبصرتم وسمعتم مع أني لم أذكر أشياء أخر ادخرتها ، ثم التفت إلى الحروري وقال : إذا كنا نعلم أن حرمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو ميت كحرمته وهو حي وقد أمر الله أن تغض الأصوات عنده وأثاب فاعل ذلك ومعتمده فمن جعل لأبي بكر وعمر أن يضرب بالمعاول عنده ليدفنهما فانقطع ، وكأنما أخرس لسانه . فالتفت إليه الجماعة وقالوا : يا أبا جعفر أنت الذي لا يقوم لك مناظر ولا تؤخذ عليك حجة ، وقاموا وعليهم الخزية وسموه من ذلك الوقت شيطان الطاق رضي الله عنه ورحمه (مؤمن الطاق 39 - 44 ، الإمام الصادق والمذاهب 5 : 132 ) .
(المصدر : كتاب مختصر أخبار شعراء الشيعة للمرزباني الخراساني ت384 تحقيق الشيخ محمد هادي الأميني : الطبعة الثانية1413 - 1993 م : شركة الكتبي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنانالطبعة الأولى 1385 - 1965 م : مكتبة أهل البيت (ع) - الإصدار الأول )