س البغدادي
28-10-2012, 01:40 PM
يرى محللون أن دعم حزب الله المتواصل لنظام الرئيس بشار الأسد وتحديه لإسرائيل عبر إرسال طائرة دون طيار للتحليق فوق أراضيها؛ وضعاه في مواجهة مع خصومه المحليين الذين يتهمونه بجر لبنان إلى صراع إقليمي جديد.
ورغم استمرار نفيه لإرسال مقاتليه إلى سوريا للقتال إلى جانب جنود الرئيس الأسد في معركته لسحق الانتفاضة المتواصلة ضده منذ 19 شهرا، إلا أن حزب الله قام خلال هذا الشهر علنا بتشييع عدد من مقاتليه الذين 'قضوا أثناء تأديتهم واجبهم الجهادي'، في حين قالت مصادر أمنية لبنانية إنهم قتلوا في سوريا.
وقد سارع خصوم الحزب في لبنان -الذين يتهمونه منذ شهور بتقديم المساعدة لقوات الرئيس بشار الأسد- إلى إدانة الحزب، محذرين من أن الانخراط في الصراع السوري من شأنه إشعال فتيل الصراع الداخلي في لبنان الذي اقتتل فرقاؤه بين أعوام 1975 و1990.
وفي خطاب اتسم بالتحدي مساء الخميس، نفى الأمين العام للحزب حسن نصر الله إرسال مجموعات لدعم حليفه في دمشق، لكنه قال إن مقاتليه قتلوا خلال دفاعهم عن مناطق متداخلة يقطنها لبنانيون على الحدود مع سوريا.
وأكد كذلك إرسال الحزب طائرة دون طيار في عمق المجال الجوي لإسرائيل، مما أسهم في تصعيد التوتر مع الدولة التي هددت بتوجيه ضربة إلى إيران (راعي الحزب) بسبب برنامجها النووي.
كلام هجومي
ورأى المعلق في صحيفة 'النهار' اللبنانية نبيل بو منصف أن كلام نصر الله 'كان هجوميا تجاه كل خصومه في العالم العربي ولبنان وإسرائيل'.
وقال إنه 'وضع لبنان ووضعنا جميعا في عين العاصفة'. وهو موقف يعكس نقدا للحزب الذي كان يحظى بالتكريم في جميع أنحاء العالم العربي بسبب تصديه للقوات الإسرائيلية عام 2006 في حرب استمرت 34 يوما.
وذكر بو منصف أن حزب الله، وكذلك لبنان، سيدفع ثمن هذه المواقف لأنه يزيد الانقسام والتشرذم.
يشار إلى أن التوترات بين السنة والشيعة في لبنان ظهرت إلى السطح بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005، حيث اتهم أنصاره سوريا ثم حزب الله بقتله، وهو ما ينفيه الطرفان. في حين أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اتهمت أعضاء في حزب الله بالتورط في الجريمة.
بيد أن الخلافات المذهبية مع حزب الله التي كانت قابلة للجسر لدوره في مقاومة إسرائيل لم تعد كذلك، بل تعمقت بسبب دعمه لنظام الأسد.
وبعد تشييع القائد بحزب الله حسين نمر بمشاركة نحو ألف شخص في سهل البقاع هذا الأسبوع، دعا فؤاد السنيورة -وهو رئيس وزراء سابق وأحد أشد منتقدي حزب الله- القيادات السياسية لاتخاذ موقف لمنع حزب الله 'من الانزلاق نحو الصراع المسلح في سوريا'.
وشدد على 'خطورة تورط حزب الله في الصراع العسكري الدائر في سوريا ومناصرة فريق ضد فريق تحت عنوان الواجب الجهادي، إذ من شأن هذا أن يعرض لبنان لمخاطر لا قدرة له على تحملها ويدخله في أتون لا خروج منه ويهدد العيش المشترك في لبنان والمسلمين والعرب؛ بفتنة كبرى ما بعدها فتنة'.
وحزب الله هو الفصيل الوحيد في لبنان الذي ما زال يحتفظ بأسلحته الثقيلة ومن المستبعد أن يكون على استعداد للتنازل عن هذه الأسلحة دون قتال. وفي معاقله لا يمكن تحدي قوته حتى من قبل الجيش اللبناني، ومع ذلك فهناك أصوات تدعو إلى وضع هذه الأسلحة تحت إشراف الدولة بشكل أو آخر.
وفي سبتمبر/أيلول اقترح الرئيس ميشال سليمان وضع سلاح حزب الله -والذي يشمل ترسانة صواريخ يقول حزب الله إنها تستطيع أن تضرب أي مكان في إسرائيل- تحت قيادة الجيش اللبناني.
لا فرق
وهاجم بو منصف كلا من أنصار الأسد ومعارضيه في لبنان، لكنه قال إن حزب الله يتحمل مسؤولية أكبر لأن هناك فرقا بين من يساعد بتهريب سلاح، وبين من يرسل مقاتلين. وقال إن كل من يشاركون في الصراع السوري 'يلعبون بدمائنا'.
ومضى قائلا إن' مستوى التدخل في الأزمة السورية يختلف من جهة إلى أخرى، في حين أن البعض يوفر البيئة الحاضنة وربما المساعدة في التهريب وغيرها من القضايا، فإن حزب الله يشارك إلى حد أكبر في ذلك'.
وقال الكاتب الصحفي سركيس نعوم إن لبنان يدخل فترة قد تكون بالغة العنف وهو يعيش في حالة عدم استقرار الآن ويخشى أن يكون في طريقه نحو انفجار.
ورغم استمرار نفيه لإرسال مقاتليه إلى سوريا للقتال إلى جانب جنود الرئيس الأسد في معركته لسحق الانتفاضة المتواصلة ضده منذ 19 شهرا، إلا أن حزب الله قام خلال هذا الشهر علنا بتشييع عدد من مقاتليه الذين 'قضوا أثناء تأديتهم واجبهم الجهادي'، في حين قالت مصادر أمنية لبنانية إنهم قتلوا في سوريا.
وقد سارع خصوم الحزب في لبنان -الذين يتهمونه منذ شهور بتقديم المساعدة لقوات الرئيس بشار الأسد- إلى إدانة الحزب، محذرين من أن الانخراط في الصراع السوري من شأنه إشعال فتيل الصراع الداخلي في لبنان الذي اقتتل فرقاؤه بين أعوام 1975 و1990.
وفي خطاب اتسم بالتحدي مساء الخميس، نفى الأمين العام للحزب حسن نصر الله إرسال مجموعات لدعم حليفه في دمشق، لكنه قال إن مقاتليه قتلوا خلال دفاعهم عن مناطق متداخلة يقطنها لبنانيون على الحدود مع سوريا.
وأكد كذلك إرسال الحزب طائرة دون طيار في عمق المجال الجوي لإسرائيل، مما أسهم في تصعيد التوتر مع الدولة التي هددت بتوجيه ضربة إلى إيران (راعي الحزب) بسبب برنامجها النووي.
كلام هجومي
ورأى المعلق في صحيفة 'النهار' اللبنانية نبيل بو منصف أن كلام نصر الله 'كان هجوميا تجاه كل خصومه في العالم العربي ولبنان وإسرائيل'.
وقال إنه 'وضع لبنان ووضعنا جميعا في عين العاصفة'. وهو موقف يعكس نقدا للحزب الذي كان يحظى بالتكريم في جميع أنحاء العالم العربي بسبب تصديه للقوات الإسرائيلية عام 2006 في حرب استمرت 34 يوما.
وذكر بو منصف أن حزب الله، وكذلك لبنان، سيدفع ثمن هذه المواقف لأنه يزيد الانقسام والتشرذم.
يشار إلى أن التوترات بين السنة والشيعة في لبنان ظهرت إلى السطح بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005، حيث اتهم أنصاره سوريا ثم حزب الله بقتله، وهو ما ينفيه الطرفان. في حين أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اتهمت أعضاء في حزب الله بالتورط في الجريمة.
بيد أن الخلافات المذهبية مع حزب الله التي كانت قابلة للجسر لدوره في مقاومة إسرائيل لم تعد كذلك، بل تعمقت بسبب دعمه لنظام الأسد.
وبعد تشييع القائد بحزب الله حسين نمر بمشاركة نحو ألف شخص في سهل البقاع هذا الأسبوع، دعا فؤاد السنيورة -وهو رئيس وزراء سابق وأحد أشد منتقدي حزب الله- القيادات السياسية لاتخاذ موقف لمنع حزب الله 'من الانزلاق نحو الصراع المسلح في سوريا'.
وشدد على 'خطورة تورط حزب الله في الصراع العسكري الدائر في سوريا ومناصرة فريق ضد فريق تحت عنوان الواجب الجهادي، إذ من شأن هذا أن يعرض لبنان لمخاطر لا قدرة له على تحملها ويدخله في أتون لا خروج منه ويهدد العيش المشترك في لبنان والمسلمين والعرب؛ بفتنة كبرى ما بعدها فتنة'.
وحزب الله هو الفصيل الوحيد في لبنان الذي ما زال يحتفظ بأسلحته الثقيلة ومن المستبعد أن يكون على استعداد للتنازل عن هذه الأسلحة دون قتال. وفي معاقله لا يمكن تحدي قوته حتى من قبل الجيش اللبناني، ومع ذلك فهناك أصوات تدعو إلى وضع هذه الأسلحة تحت إشراف الدولة بشكل أو آخر.
وفي سبتمبر/أيلول اقترح الرئيس ميشال سليمان وضع سلاح حزب الله -والذي يشمل ترسانة صواريخ يقول حزب الله إنها تستطيع أن تضرب أي مكان في إسرائيل- تحت قيادة الجيش اللبناني.
لا فرق
وهاجم بو منصف كلا من أنصار الأسد ومعارضيه في لبنان، لكنه قال إن حزب الله يتحمل مسؤولية أكبر لأن هناك فرقا بين من يساعد بتهريب سلاح، وبين من يرسل مقاتلين. وقال إن كل من يشاركون في الصراع السوري 'يلعبون بدمائنا'.
ومضى قائلا إن' مستوى التدخل في الأزمة السورية يختلف من جهة إلى أخرى، في حين أن البعض يوفر البيئة الحاضنة وربما المساعدة في التهريب وغيرها من القضايا، فإن حزب الله يشارك إلى حد أكبر في ذلك'.
وقال الكاتب الصحفي سركيس نعوم إن لبنان يدخل فترة قد تكون بالغة العنف وهو يعيش في حالة عدم استقرار الآن ويخشى أن يكون في طريقه نحو انفجار.