محمد الشرع
29-10-2012, 07:27 PM
هنا سيكون جمع للتحليلات و الاخبار و الافكار و الرؤى التي تخص اغتيال مدير المخابرات اللبنانية وسام الحسن ..
كاتب سوري يقدم تحليلا
النسر اللبناني الأصلع والكلب البوليسي في موت الصندوق الأسود...نارام سرجون
نسف وسام الحسن .. ولابد أن نسفه قد تأخر كثيرا .. لانقول هذا لأنه آذانا وكنا ننتظر موته بعد أن تسبب في حرائق كبرى من لبنان الى سورية .. ولكن رجلا مثله لايمكن الا أن يرحل رحيلا على متن عبوة ناسفة كبيرة أو قذيفة ثقيلة شأنه في ذلك شأن اللاعبين اللبنانيين المتورطين بعلاقات أخوّة مع المخابرات الغربية والتي تقرر التخلص من طواقمها في لحظات محددة عندما تريد احالتهم الى التقاعد لحسابات خاصة بها ..
التقاعد من العمل مع المخابرات الغربية لايجوز .. والذي يسمح به هو الموت المفاجئ .. وهذا هو شأن كل الشخصيات اللبنانية التي يتم احراقها كلما أحست اسرائيل بالبرد والصقيع ..وكلما عطس جيش الدفاع الاسرائيلي وأصابه زكام الأزمات .. حيث تستعمل هذه الشخصيات كأعواد الثقاب لاشعال محيط اسرائيل من أخشاب الطوائف والأحزاب المبللة بالنفط السعودي والغاز القطري ..
لن تخيفنا اتهامات الكلب البوليسي وليد جنبلاط (وهذا الوصف غايته التشبيه لا الشتيمة) الذي يشم روائح القتلة التي لاتهب على منخريه الا من ناحية الشرق .. الرياح الشرقية تحمل الى منخري جنبلاط رائحة القاتل..وأنفه الذي لايخطئ لايلتقط من رياح الجنوب الا رائحة سلاح حزب الله .. الكلب البوليسي وليد جنبلاط تشمم الهواء بالأمس في المختارة ثم التفت رأسه الأصلع وانتصبت أذناه نحو الشرق وارتفع نباحه باتجاه الحدود الشرقية ونحو قصر الشعب السوري ..مباشرة..
ولن يخيفنا بالطبع ابتزاز شارلوك هولمز لبنان سمير جعجع الذي يلتقط الأدلة الجنائية وهو لايزال على الطريق الى أية جريمة .. ويصل الى الاستنتاج قبل وصوله الى مسرح الجريمة بل ووصلت العبقرية بشارلوك هولمز أنه لم يعد يحتاج الى فحص موقع الجرائم بل الجرائم تسرّ اليه بأسرارها وتعترف وصار يقرأ الغيب ويصله الوحي مثل مثله الأعلى جورج بوش .. لن تعرف أساطير الروايات البوليسية مثل شخصية التحري الخارق سمير جعجع..علم الجريمة كله يسجد لعبقرية التحري اللبناني الكبير .. بل ان عقل الانتربول الدولي كله ينحني لرأس النسر الأصلع .. سمير جعجع…ولمن لايعرف النسر الأصلع فهو مانراه في عالم الحيوان عند وجود جيفة حيوانية أو فريسة انتهت الضواري من التهامها حيث تتحلق النسور الصلعاء حولها وتتصارع عليها.. نسر ليس له من النسور الا الريش والاسم ..مثل سمير جعجع .. نسر لبنان الأصلع..الذي يهرع صوب أية ضحية لبنانية سقطت لينقر عيونها ويغور رأسه في أحشائها وامعائها ..ويلتهم .. ولاأدري لماذا يكون جعجع أول من يعلن عن الاتهامات ويجاهر بها .. ويذكرني ذلك دوما بمثل امريكي يقول: أن الدجاجة التي صاحت هي التي باضت البيضة ..
لاشك أن كثيرا من المواطنين السوريين لم تعد في قلوبهم شفقة ولم تعد قلوبهم تستجدي الرحمة لأي من أولئك الذين تورطوا بالسيناريو السوري وعجنوا خبزهم السياسي بدمنا وعذاباتنا ونقعوا حساباتهم البنكية في صرخاتنا .. ولاشك أن كثيرا من السوريين الذين تذوقوا نذالة فريق 14 آذار في لبنان وحقدهم يحسون باللامبالاة بحياة وسام الحسن لكثرة ماسرق أصدقاؤه وزعماؤه من حياة السوريين وماصدروه من نكبات ورصاص الينا .. وقد يصل الأمر ببعض السوريين الملوعين الملتاعين والغاضبين الى الشعور بالارتياح بسبب الأذى الذي نال عشرات آلاف السوريين على يد معسكر الشر الذي ينتمي اليه وسام الحسن المكلف ببعض ملفات الوضع السوري مباشرة من قبل سعدو الحريري .. وسيتمنى القليلون في مصرعه قراءة رسالة صارمة تقول ان ذلك هو مصير التطاول على جراحاتنا وهو رسالة لمن استمرؤوا الاستئساد علينا وشربوا دمنا والذي قد بلغ حدا جعل البعض يعتقد أن انشغال السوريين بمعارك الداخل قد أربكهم وشل قدرتهم على تنفيذ العقاب بالقتلة وجلب العدالة الى عقر دار العابثين بأمننا ..
ولكن دعونا نتساءل أسئلة منطقية .. لماذا ينسف السوريون وسام الحسن وماذا سيقدم نسف الحسن للوضع السوري؟ بمعنى آخر هل يستحق وسام الحسن عناء تدبير اغتياله؟؟
صحيح ان وسام الحسن لاعب مهم في اللعبة السورية منذ اغتيال الحريري وفبركة شهود الزور وتجنيد زهير الصديق .. وصولا الى استضافة المقاتلين المسلحين المتمردين ضد سورية علنا وايوائهم وتسهيل نشاطاتهم وتحركاتهم ولوجستياتهم عبر شمال لبنان الذي صار عشا من أعشاش العقارب .. كما ان وسام الحسن لاشك سمكة كبيرة .. لكنه ليس السمكة الكبيرة أو الأكبر بل احدى الأسماك الكبيرة الكثيرة .. وتغييبه لن يغير في الملف السوري شروى نقير .. لأنه ليس صانع قرار بل منفذا لقرار .. ومقعده الشاغر للعبث بالأمن السوري ينتظر غيره ليتابعه الذي ربما تم تحضيره منذ زمن بانتظار التخلص من وسام الحسن الذي يبدو أنه لسبب ما صار عبئا على من حوله وصار مثقلا بالأسرار الكبيرة التي تقطر منه والتي لم يعد من الحكمة تركها تسعى حية ولابد من الستر عليها بالموت..
وبالنسبة للسوريين ليس من الحصافة التعامل مع الأذرع والاستطالات مثل وسام الحسن – التي كلما قطعت نبتت غيرها بأعداد أكثر- وترك الرؤوس الكبرى التي تحرك اللعبة والأذرع.. هذه عملية في منتهى السذاجة لايقوم بها الا قصيرو النظر..والسوريون الذين برعوا في لعبة الصبر والتحكم بالغضب وصبوا من برودة أعصاب وليد المعلم وعباراته المثلجة على كل انفعالاتهم .. لايمكن أن يفكروا بهذه الطريقة الانفعالية وتنفيذ اغتيال لاقيمة له على معادلة الأزمة السورية..
والغريب أن شخصية وسام الحسن هي أقل شخصية يمكن أن تنفتح لها شهية رجال المخابرات السوريين للتصفية لأنه مجرد عبد مأمور وتغييبه لايغير من معادلة اللعبة ولا من توازن القوى .. لكن وسام الحسن هو شخصية لاتستطيع القوى المناهضة لسورية مقاومة اغراء استعماله كقربان ضد سورية .. ولايمكن الا أن يفتح شهية اغتياله عندهم .. وقد لوحظ أن اسمه دفع به مؤخرا كثيرا لربطه بالملف السوري لكن الحسن لايفعل الا مايؤمر به وهو ليس براسم لسياسات بل منفذ ومطيع لها ..وتقديمه بتسريبات اعلامية من قبل فريقه على أنه العقل المدبر لكل شيء ليس بريئا .. كأنما كان يحضره ليقدمه كخروف عيد الأضحى ..
للكثيرين مصلحة في غياب وسام الحسن حتى السوريين .. لكن الربح السياسي والمعنوي الذي يتحقق للسوريين بتصفيته هو أقل من القليل .. وربما كان حزب الله معنيا أكثر من غيره بالابقاء على حياة الحسن لأن الصندوق الأسود لاغتيال الحريري (الذي يريد حزب الله اثبات براءته منها فعلا) هو وسام الحسن والاحتفاظ به حيا ضرورة حيوية وحاجة ماسة لكشف كل ملابسات قضية الحريري .. أما الفريق المعارض لسورية وحلفائها وبالذات اسرائيل فانها تجد فيه المرشح الأفضل لاطلاق سيناريو اطلاق كلاب الصيد في لبنان على حزب الله وابقاء أحد مفاتيح سر اغتيال رفيق الحريري مفقودا الى الأبد.. ومما يلفت النظر أن نفس كورس اغتيال الحريري بدأ التغريد بنفس الكلمات ونفس السيناريو من اتهام شخصي للأسد وطلب استقالة الحكومة اللبنانية والدعوة الى مسرحيات التظاهر الاعلامي أمام الكاميرات ..
وسام الحسن يبدو أنه عود ثقاب يراد به الانتقال بالملف السوري- الايراني الى مرحلة ثانية وهي توسيع نطاق النزاع الى لبنان لاتهام سورية وحليفها الرئيسي “حزب الله” واشغال الأخير في حرب عبثية داخل لبنانية صارت ضرورية ربما في سياق تحضيرات اسرائيل لضربة حمقاء على ايران .. لأن سيناريو الحرب مع ايران أو سورية يبدو أن كوابحه هي في قوة حزب الله الذي يجلس على أكتاف الدولة العبرية ويدلي ساقيه في الجليل والى مابعد بعد حيفا وصارت قدماه تصلان الى مياه ايلات .. وصار يعتقد أن تركيا حاولت توريط الغرب في الحرب على سورية لأنها لاتجرؤ على تحمل مسؤوليتها وحدها .. والسوريون أدركوا ذلك ولمسوا التردد التركي .. وحتى هذه اللحظة لم تتحرك القوات السورية بشكل كتلي الى الشمال .. ولاتزال كتلة القوات السورية المحاربة المحتشدة في الشمال صغيرة الحجم ولايتناسب حجمها مع تهويلات اعلان الحرب بين سورية وتركيا .. أي أن حجمها لايتناسب مع جبهة يفترض أنها ستشتعل بين جيشين ومنظومتين كبيرتين .. لأن للسوريين وحلفائهم حسابات دقيقة في موضوع التصدي لتركيا وطريقتهم ستعتمد على نقطة ضعف طول الحدود التركية وعمقها نحو ايران .. ولامجال للدخول الآن في تفاصيل ذلك..
والسوريون يعرفون أن تركيا واسرائيل يحاولان التحرك بشكل متزامن ومتساوق لتشتيت انتباه الجيش السوري .. فمرة تثير تركيا الضجيج بحشود وتعزيزات وبطاريات صواريخ واقتراب تنفيذ المنطقة العازلة لتتابع اسرائيل تحريك قواتها في الشمال واجراء المناورات في الجولان كأنها تريد مع تركيا فرض كماشة على الجيش السوري فيرتبك ويوزع نفسه في جهتين .. لكن القوة الضاربة العاتية للجيش السوري بقيت في الجنوب حيث اسرائيل ولم تخدعها ضوضاء الجار الشمالي التركي .. وبقيت متركزة في الجنوب ..
اذا فكرت اسرائيل في ضرب ايران وكان الأتراك قد لعبوا دور المغناطيس لجذب حديد القوة السورية نحوه فان الجيش السوري الذي يرتبط بمعاهدة دفاع مع ايران لن يكون قادرا على تهديد اسرائيل لأن كتلته الضاربة تنتظر الجيش الانكشاري العثماني في الشمال .. وهذا بدوره سيكشف ظهر حزب الله عسكريا بسبب انشغال الجيش السوري في الجهد العسكري في الاستعداد للحشود الشمالية واحتمال خوض معركة الشمال .. واذا ما حاول حزب الله الانخراط في رد فعل محور الممانعة على الهجوم الاسرائيلي على ايران فسيكون في غياب الرديف العسكري السوري الممتص نحو الشمال في خطر كبير ..بل حتى مجرد غياب الدرع والرادع السوري سيشكل اغواء لايقاوم لاسرائيل للثأر منه .. وهي فرصة حرمت منها في 2006 عندما علمت أن الجيش السوري ينتظرها بمجرد وسعت هجومها على لبنان وحزب الله ..
اسرائيل تحتاج لاشغال سورية وحزب الله اذا ماتصادمت مع ايران .. وسورية الآن نصف منشغلة .. اما حزب الله فلايزال متفرغا لرصد اسرائيل بدليل طائرة أيوب التي صدمت المؤسسة العسكرية الصهيونية .. ولذلك صار الاسرائيليون حريصين على ابعاد هذين الطرفين كليا في صراع داخلي لتكون معركة ايران المحتملة أكثر أمانا وهدوءا ..ولايوجد ثقب أسود يمتص سورية وحزب الله مثل الثقب الأسود اللبناني .. وثقوب الطوائف اللبنانية وثقوب سوداء أخرى مثل فم وليد جنبلاط والحريري وحمادة ..وأفواه كل القطيع اللبناني في 14 آذار ..والثقب الأسود الأكبر ..فم أردوغان ..
وقد ظهرت الثقوب اللبنانية السوداء بسرعة بالأمس .. ثقب جنبلاط وثقب النسر الأصلع سمير جعجع انطلقا في تكرار ممل ونسخة طبق الأصل عن مسرحية اغتيال الحريري الممجوجة .. انها استنساخ النعجة دولي (ودم الحريري) .. ونسخة رفيق الحريري هي في نعجة اسمها دم وسام الحسن ..
انا لست ناطقا باسم الحكومة السورية كما تعلمون ولاأتحدث الا عن مشاعري الصريحة بشفافية .. ولكن سأقول بصراحة انني في لحظات اغتيال الحريري ومابعدها كنت أحس بالقلق والتوتر وباللااستقرار من اتهام سورية ولغة التهديد والوعيد ..خاصة أن المجرم بوش وقف على حدودنا يطالب بدم الحريري .. لكنني اليوم لاأبالي بكل ثرثرات فريق الاستنساخ للنعجة اللبناني دولي (دم الحريري ودم الحسن) .. ولايرهبني هذا الهدير ولا بطولات الكلب البوليسي ولا كل متحري الانتربول في فريق 14 آذار .. ولاأشتري كل الزبد الذي ترغي به الأفواه اللبنانية بفلس واحد .. لأننا أيام أزمة الحريري كنا نخشى على سورية من الأذى والضرر وكنا نخشى جنون المحافظين الجدد الذين كانوا يبحثون عن أية ذريعة “لاطلاق مشروع قتل عشوائي ضد الشعب السوري بحجة تحريره” ..وكنا وحيدين تقريبا ..
أما اليوم فلن نلتفت لمسرحيات النسر الأصلع وحلفائه وتيار المستقبل .. ولم نعد نخشى على سورية لأن الأذى الذي تسبب به هؤلاء الباعة الجوالون للدم على بسطات الخضار لم يعد من الممكن قياسه لفظاعته .. لم يعد هؤلاء قادرين على ايذائنا بأكثر مما أوذينا عبر دعمهم اللامحدود لزعران المسلحين والجيش الحر .. فماذا سيفعلون أكثر مما فعلوا؟؟ .. تحطيم المدن السورية بكل الوسائل؟؟ حصار الشعب السوري؟؟ مقاطعة عربية؟؟ التهديد بالفصل السابع؟؟ قتل مئات المدنيين والعمال السوريين البسطاء الذين لازلنا لانعرف مصير مئات المفقودين منهم كما فعلوا سابقا؟؟ غضب السعوديين وسخط الخلايجة والجامعة العربية؟؟ محكمة دولية ومجلس أمن بعد أن هتك عرض مجلس الأمن بمحاولة تدويل الأزمة السورية؟؟ الاستعانة بالناتو بعد أن لم يترك المعارضة السورية وزعران لبنان مكانا للتوسل والتضرع للناتو الا وفعلوه؟؟
ومايجعل ضغط الدم يرتفع أن كل هؤلاء السفهاء الذين غضبوا لمقتل وسام الحسن كانوا يريدون أن يتباهوا بالقدرة على اللعب بالملف السوري والتحريض على الدولة السورية ويتدخلون حتى بالتصريحات المحرضة والتي تهدد وتتوعد.. ولايريدون منا حتى الرد على تطاولهم .. وعندما يسقط أحدهم في صراع الاستخبارات يعتبرون القضية كفرا براحا واعتداء صريحا من السوريين ..
يعني رجل مثل الحسن يلعب بين كل رجال المخابرات من السي آي ايه الى المخابرات السعودية والقطرية والتركية والفرنسية والاسرائيلية وحتى السورية والايرانية والروسية .. وهو يشكل نقطة المفصل بين كل هذه الأجهزة والتي في تصارعها لابد سيكون هذا المفصل هو أول الضحايا المطحونة ..وهذا المفصل هو الذي تتحكم بحياته أجهزة المخابرات الأقرب اليه والتي تحظى بثقته المطلقة .. وهذا بالطبع ليس حاله مع المخابرات السورية ..
انني لاأحب عمليات الاغتيال ولامراسلات التصفيات المتبادلة ولايمكن الا أن أتعاطف مع أسرة وسام الحسن من مبدأ انساني صرف لاأقوى على تجاهله ولا تقدر أخلاقياتي الا على احترام رهبة الموت والانحناء لها والغضب من فكرة الاغتيال .. الا أنني لاأستطيع ذرف الدمع على وسام الحسن ولاأستطيع منافقة ولامجاملة الدجاج الذي يصيح في بيروت .. لأن الدجاج الذي يصيح هو الذي باض البيض .. وهو دجاج فريق 14 آذار .. ودم الحسن ليس في رقبة أحد الا في رقبة حزبه وتياره وكل من أراد دفن الصندوق الأسود الذي يحتفظ بأرشيف أسرار مرحلة عشر سنوات كاملة .. كما دفن الصندوق الأسود لمجازر صبرا وشاتيلا ايلي حبيقة ..
هذا هو لبنان وصناديقه السوداء من كمال جنبلاط الى ايلي حبيقة الى غسان تويني الى وسام الحسن الى الصندوق الأسود القادم .. وهؤلاء السياسيون اللبنانيون الذين لاتربطهم بلبنان الا درجة ارتباطهم بأجهزة مخابرات خارجية كلهم مشاريع صناديق سوداء لأنهم جميعا يلعبون لعبة ليست لبنانية وكل شيء فيها مصمم لارضاء الكبار .. ولايزال قصر نظرهم يعتقد أنهم جزء من الكبار ..وهم مجرد أعواد ثقاب .. اشتعل واحد بالأمس في الأشرفية وانتهى .. ولاندري من هو عود الثقاب القادم ..الذي سترمي به مصالح اسرائيل ..وحروبها ..
علبة الكبريت اللبنانية في جيب نتنياهو جاهزة دوما لاشعال سكائره ..وحرائقه .. وحدائقه الخلفية ..
كاتب سوري يقدم تحليلا
النسر اللبناني الأصلع والكلب البوليسي في موت الصندوق الأسود...نارام سرجون
نسف وسام الحسن .. ولابد أن نسفه قد تأخر كثيرا .. لانقول هذا لأنه آذانا وكنا ننتظر موته بعد أن تسبب في حرائق كبرى من لبنان الى سورية .. ولكن رجلا مثله لايمكن الا أن يرحل رحيلا على متن عبوة ناسفة كبيرة أو قذيفة ثقيلة شأنه في ذلك شأن اللاعبين اللبنانيين المتورطين بعلاقات أخوّة مع المخابرات الغربية والتي تقرر التخلص من طواقمها في لحظات محددة عندما تريد احالتهم الى التقاعد لحسابات خاصة بها ..
التقاعد من العمل مع المخابرات الغربية لايجوز .. والذي يسمح به هو الموت المفاجئ .. وهذا هو شأن كل الشخصيات اللبنانية التي يتم احراقها كلما أحست اسرائيل بالبرد والصقيع ..وكلما عطس جيش الدفاع الاسرائيلي وأصابه زكام الأزمات .. حيث تستعمل هذه الشخصيات كأعواد الثقاب لاشعال محيط اسرائيل من أخشاب الطوائف والأحزاب المبللة بالنفط السعودي والغاز القطري ..
لن تخيفنا اتهامات الكلب البوليسي وليد جنبلاط (وهذا الوصف غايته التشبيه لا الشتيمة) الذي يشم روائح القتلة التي لاتهب على منخريه الا من ناحية الشرق .. الرياح الشرقية تحمل الى منخري جنبلاط رائحة القاتل..وأنفه الذي لايخطئ لايلتقط من رياح الجنوب الا رائحة سلاح حزب الله .. الكلب البوليسي وليد جنبلاط تشمم الهواء بالأمس في المختارة ثم التفت رأسه الأصلع وانتصبت أذناه نحو الشرق وارتفع نباحه باتجاه الحدود الشرقية ونحو قصر الشعب السوري ..مباشرة..
ولن يخيفنا بالطبع ابتزاز شارلوك هولمز لبنان سمير جعجع الذي يلتقط الأدلة الجنائية وهو لايزال على الطريق الى أية جريمة .. ويصل الى الاستنتاج قبل وصوله الى مسرح الجريمة بل ووصلت العبقرية بشارلوك هولمز أنه لم يعد يحتاج الى فحص موقع الجرائم بل الجرائم تسرّ اليه بأسرارها وتعترف وصار يقرأ الغيب ويصله الوحي مثل مثله الأعلى جورج بوش .. لن تعرف أساطير الروايات البوليسية مثل شخصية التحري الخارق سمير جعجع..علم الجريمة كله يسجد لعبقرية التحري اللبناني الكبير .. بل ان عقل الانتربول الدولي كله ينحني لرأس النسر الأصلع .. سمير جعجع…ولمن لايعرف النسر الأصلع فهو مانراه في عالم الحيوان عند وجود جيفة حيوانية أو فريسة انتهت الضواري من التهامها حيث تتحلق النسور الصلعاء حولها وتتصارع عليها.. نسر ليس له من النسور الا الريش والاسم ..مثل سمير جعجع .. نسر لبنان الأصلع..الذي يهرع صوب أية ضحية لبنانية سقطت لينقر عيونها ويغور رأسه في أحشائها وامعائها ..ويلتهم .. ولاأدري لماذا يكون جعجع أول من يعلن عن الاتهامات ويجاهر بها .. ويذكرني ذلك دوما بمثل امريكي يقول: أن الدجاجة التي صاحت هي التي باضت البيضة ..
لاشك أن كثيرا من المواطنين السوريين لم تعد في قلوبهم شفقة ولم تعد قلوبهم تستجدي الرحمة لأي من أولئك الذين تورطوا بالسيناريو السوري وعجنوا خبزهم السياسي بدمنا وعذاباتنا ونقعوا حساباتهم البنكية في صرخاتنا .. ولاشك أن كثيرا من السوريين الذين تذوقوا نذالة فريق 14 آذار في لبنان وحقدهم يحسون باللامبالاة بحياة وسام الحسن لكثرة ماسرق أصدقاؤه وزعماؤه من حياة السوريين وماصدروه من نكبات ورصاص الينا .. وقد يصل الأمر ببعض السوريين الملوعين الملتاعين والغاضبين الى الشعور بالارتياح بسبب الأذى الذي نال عشرات آلاف السوريين على يد معسكر الشر الذي ينتمي اليه وسام الحسن المكلف ببعض ملفات الوضع السوري مباشرة من قبل سعدو الحريري .. وسيتمنى القليلون في مصرعه قراءة رسالة صارمة تقول ان ذلك هو مصير التطاول على جراحاتنا وهو رسالة لمن استمرؤوا الاستئساد علينا وشربوا دمنا والذي قد بلغ حدا جعل البعض يعتقد أن انشغال السوريين بمعارك الداخل قد أربكهم وشل قدرتهم على تنفيذ العقاب بالقتلة وجلب العدالة الى عقر دار العابثين بأمننا ..
ولكن دعونا نتساءل أسئلة منطقية .. لماذا ينسف السوريون وسام الحسن وماذا سيقدم نسف الحسن للوضع السوري؟ بمعنى آخر هل يستحق وسام الحسن عناء تدبير اغتياله؟؟
صحيح ان وسام الحسن لاعب مهم في اللعبة السورية منذ اغتيال الحريري وفبركة شهود الزور وتجنيد زهير الصديق .. وصولا الى استضافة المقاتلين المسلحين المتمردين ضد سورية علنا وايوائهم وتسهيل نشاطاتهم وتحركاتهم ولوجستياتهم عبر شمال لبنان الذي صار عشا من أعشاش العقارب .. كما ان وسام الحسن لاشك سمكة كبيرة .. لكنه ليس السمكة الكبيرة أو الأكبر بل احدى الأسماك الكبيرة الكثيرة .. وتغييبه لن يغير في الملف السوري شروى نقير .. لأنه ليس صانع قرار بل منفذا لقرار .. ومقعده الشاغر للعبث بالأمن السوري ينتظر غيره ليتابعه الذي ربما تم تحضيره منذ زمن بانتظار التخلص من وسام الحسن الذي يبدو أنه لسبب ما صار عبئا على من حوله وصار مثقلا بالأسرار الكبيرة التي تقطر منه والتي لم يعد من الحكمة تركها تسعى حية ولابد من الستر عليها بالموت..
وبالنسبة للسوريين ليس من الحصافة التعامل مع الأذرع والاستطالات مثل وسام الحسن – التي كلما قطعت نبتت غيرها بأعداد أكثر- وترك الرؤوس الكبرى التي تحرك اللعبة والأذرع.. هذه عملية في منتهى السذاجة لايقوم بها الا قصيرو النظر..والسوريون الذين برعوا في لعبة الصبر والتحكم بالغضب وصبوا من برودة أعصاب وليد المعلم وعباراته المثلجة على كل انفعالاتهم .. لايمكن أن يفكروا بهذه الطريقة الانفعالية وتنفيذ اغتيال لاقيمة له على معادلة الأزمة السورية..
والغريب أن شخصية وسام الحسن هي أقل شخصية يمكن أن تنفتح لها شهية رجال المخابرات السوريين للتصفية لأنه مجرد عبد مأمور وتغييبه لايغير من معادلة اللعبة ولا من توازن القوى .. لكن وسام الحسن هو شخصية لاتستطيع القوى المناهضة لسورية مقاومة اغراء استعماله كقربان ضد سورية .. ولايمكن الا أن يفتح شهية اغتياله عندهم .. وقد لوحظ أن اسمه دفع به مؤخرا كثيرا لربطه بالملف السوري لكن الحسن لايفعل الا مايؤمر به وهو ليس براسم لسياسات بل منفذ ومطيع لها ..وتقديمه بتسريبات اعلامية من قبل فريقه على أنه العقل المدبر لكل شيء ليس بريئا .. كأنما كان يحضره ليقدمه كخروف عيد الأضحى ..
للكثيرين مصلحة في غياب وسام الحسن حتى السوريين .. لكن الربح السياسي والمعنوي الذي يتحقق للسوريين بتصفيته هو أقل من القليل .. وربما كان حزب الله معنيا أكثر من غيره بالابقاء على حياة الحسن لأن الصندوق الأسود لاغتيال الحريري (الذي يريد حزب الله اثبات براءته منها فعلا) هو وسام الحسن والاحتفاظ به حيا ضرورة حيوية وحاجة ماسة لكشف كل ملابسات قضية الحريري .. أما الفريق المعارض لسورية وحلفائها وبالذات اسرائيل فانها تجد فيه المرشح الأفضل لاطلاق سيناريو اطلاق كلاب الصيد في لبنان على حزب الله وابقاء أحد مفاتيح سر اغتيال رفيق الحريري مفقودا الى الأبد.. ومما يلفت النظر أن نفس كورس اغتيال الحريري بدأ التغريد بنفس الكلمات ونفس السيناريو من اتهام شخصي للأسد وطلب استقالة الحكومة اللبنانية والدعوة الى مسرحيات التظاهر الاعلامي أمام الكاميرات ..
وسام الحسن يبدو أنه عود ثقاب يراد به الانتقال بالملف السوري- الايراني الى مرحلة ثانية وهي توسيع نطاق النزاع الى لبنان لاتهام سورية وحليفها الرئيسي “حزب الله” واشغال الأخير في حرب عبثية داخل لبنانية صارت ضرورية ربما في سياق تحضيرات اسرائيل لضربة حمقاء على ايران .. لأن سيناريو الحرب مع ايران أو سورية يبدو أن كوابحه هي في قوة حزب الله الذي يجلس على أكتاف الدولة العبرية ويدلي ساقيه في الجليل والى مابعد بعد حيفا وصارت قدماه تصلان الى مياه ايلات .. وصار يعتقد أن تركيا حاولت توريط الغرب في الحرب على سورية لأنها لاتجرؤ على تحمل مسؤوليتها وحدها .. والسوريون أدركوا ذلك ولمسوا التردد التركي .. وحتى هذه اللحظة لم تتحرك القوات السورية بشكل كتلي الى الشمال .. ولاتزال كتلة القوات السورية المحاربة المحتشدة في الشمال صغيرة الحجم ولايتناسب حجمها مع تهويلات اعلان الحرب بين سورية وتركيا .. أي أن حجمها لايتناسب مع جبهة يفترض أنها ستشتعل بين جيشين ومنظومتين كبيرتين .. لأن للسوريين وحلفائهم حسابات دقيقة في موضوع التصدي لتركيا وطريقتهم ستعتمد على نقطة ضعف طول الحدود التركية وعمقها نحو ايران .. ولامجال للدخول الآن في تفاصيل ذلك..
والسوريون يعرفون أن تركيا واسرائيل يحاولان التحرك بشكل متزامن ومتساوق لتشتيت انتباه الجيش السوري .. فمرة تثير تركيا الضجيج بحشود وتعزيزات وبطاريات صواريخ واقتراب تنفيذ المنطقة العازلة لتتابع اسرائيل تحريك قواتها في الشمال واجراء المناورات في الجولان كأنها تريد مع تركيا فرض كماشة على الجيش السوري فيرتبك ويوزع نفسه في جهتين .. لكن القوة الضاربة العاتية للجيش السوري بقيت في الجنوب حيث اسرائيل ولم تخدعها ضوضاء الجار الشمالي التركي .. وبقيت متركزة في الجنوب ..
اذا فكرت اسرائيل في ضرب ايران وكان الأتراك قد لعبوا دور المغناطيس لجذب حديد القوة السورية نحوه فان الجيش السوري الذي يرتبط بمعاهدة دفاع مع ايران لن يكون قادرا على تهديد اسرائيل لأن كتلته الضاربة تنتظر الجيش الانكشاري العثماني في الشمال .. وهذا بدوره سيكشف ظهر حزب الله عسكريا بسبب انشغال الجيش السوري في الجهد العسكري في الاستعداد للحشود الشمالية واحتمال خوض معركة الشمال .. واذا ما حاول حزب الله الانخراط في رد فعل محور الممانعة على الهجوم الاسرائيلي على ايران فسيكون في غياب الرديف العسكري السوري الممتص نحو الشمال في خطر كبير ..بل حتى مجرد غياب الدرع والرادع السوري سيشكل اغواء لايقاوم لاسرائيل للثأر منه .. وهي فرصة حرمت منها في 2006 عندما علمت أن الجيش السوري ينتظرها بمجرد وسعت هجومها على لبنان وحزب الله ..
اسرائيل تحتاج لاشغال سورية وحزب الله اذا ماتصادمت مع ايران .. وسورية الآن نصف منشغلة .. اما حزب الله فلايزال متفرغا لرصد اسرائيل بدليل طائرة أيوب التي صدمت المؤسسة العسكرية الصهيونية .. ولذلك صار الاسرائيليون حريصين على ابعاد هذين الطرفين كليا في صراع داخلي لتكون معركة ايران المحتملة أكثر أمانا وهدوءا ..ولايوجد ثقب أسود يمتص سورية وحزب الله مثل الثقب الأسود اللبناني .. وثقوب الطوائف اللبنانية وثقوب سوداء أخرى مثل فم وليد جنبلاط والحريري وحمادة ..وأفواه كل القطيع اللبناني في 14 آذار ..والثقب الأسود الأكبر ..فم أردوغان ..
وقد ظهرت الثقوب اللبنانية السوداء بسرعة بالأمس .. ثقب جنبلاط وثقب النسر الأصلع سمير جعجع انطلقا في تكرار ممل ونسخة طبق الأصل عن مسرحية اغتيال الحريري الممجوجة .. انها استنساخ النعجة دولي (ودم الحريري) .. ونسخة رفيق الحريري هي في نعجة اسمها دم وسام الحسن ..
انا لست ناطقا باسم الحكومة السورية كما تعلمون ولاأتحدث الا عن مشاعري الصريحة بشفافية .. ولكن سأقول بصراحة انني في لحظات اغتيال الحريري ومابعدها كنت أحس بالقلق والتوتر وباللااستقرار من اتهام سورية ولغة التهديد والوعيد ..خاصة أن المجرم بوش وقف على حدودنا يطالب بدم الحريري .. لكنني اليوم لاأبالي بكل ثرثرات فريق الاستنساخ للنعجة اللبناني دولي (دم الحريري ودم الحسن) .. ولايرهبني هذا الهدير ولا بطولات الكلب البوليسي ولا كل متحري الانتربول في فريق 14 آذار .. ولاأشتري كل الزبد الذي ترغي به الأفواه اللبنانية بفلس واحد .. لأننا أيام أزمة الحريري كنا نخشى على سورية من الأذى والضرر وكنا نخشى جنون المحافظين الجدد الذين كانوا يبحثون عن أية ذريعة “لاطلاق مشروع قتل عشوائي ضد الشعب السوري بحجة تحريره” ..وكنا وحيدين تقريبا ..
أما اليوم فلن نلتفت لمسرحيات النسر الأصلع وحلفائه وتيار المستقبل .. ولم نعد نخشى على سورية لأن الأذى الذي تسبب به هؤلاء الباعة الجوالون للدم على بسطات الخضار لم يعد من الممكن قياسه لفظاعته .. لم يعد هؤلاء قادرين على ايذائنا بأكثر مما أوذينا عبر دعمهم اللامحدود لزعران المسلحين والجيش الحر .. فماذا سيفعلون أكثر مما فعلوا؟؟ .. تحطيم المدن السورية بكل الوسائل؟؟ حصار الشعب السوري؟؟ مقاطعة عربية؟؟ التهديد بالفصل السابع؟؟ قتل مئات المدنيين والعمال السوريين البسطاء الذين لازلنا لانعرف مصير مئات المفقودين منهم كما فعلوا سابقا؟؟ غضب السعوديين وسخط الخلايجة والجامعة العربية؟؟ محكمة دولية ومجلس أمن بعد أن هتك عرض مجلس الأمن بمحاولة تدويل الأزمة السورية؟؟ الاستعانة بالناتو بعد أن لم يترك المعارضة السورية وزعران لبنان مكانا للتوسل والتضرع للناتو الا وفعلوه؟؟
ومايجعل ضغط الدم يرتفع أن كل هؤلاء السفهاء الذين غضبوا لمقتل وسام الحسن كانوا يريدون أن يتباهوا بالقدرة على اللعب بالملف السوري والتحريض على الدولة السورية ويتدخلون حتى بالتصريحات المحرضة والتي تهدد وتتوعد.. ولايريدون منا حتى الرد على تطاولهم .. وعندما يسقط أحدهم في صراع الاستخبارات يعتبرون القضية كفرا براحا واعتداء صريحا من السوريين ..
يعني رجل مثل الحسن يلعب بين كل رجال المخابرات من السي آي ايه الى المخابرات السعودية والقطرية والتركية والفرنسية والاسرائيلية وحتى السورية والايرانية والروسية .. وهو يشكل نقطة المفصل بين كل هذه الأجهزة والتي في تصارعها لابد سيكون هذا المفصل هو أول الضحايا المطحونة ..وهذا المفصل هو الذي تتحكم بحياته أجهزة المخابرات الأقرب اليه والتي تحظى بثقته المطلقة .. وهذا بالطبع ليس حاله مع المخابرات السورية ..
انني لاأحب عمليات الاغتيال ولامراسلات التصفيات المتبادلة ولايمكن الا أن أتعاطف مع أسرة وسام الحسن من مبدأ انساني صرف لاأقوى على تجاهله ولا تقدر أخلاقياتي الا على احترام رهبة الموت والانحناء لها والغضب من فكرة الاغتيال .. الا أنني لاأستطيع ذرف الدمع على وسام الحسن ولاأستطيع منافقة ولامجاملة الدجاج الذي يصيح في بيروت .. لأن الدجاج الذي يصيح هو الذي باض البيض .. وهو دجاج فريق 14 آذار .. ودم الحسن ليس في رقبة أحد الا في رقبة حزبه وتياره وكل من أراد دفن الصندوق الأسود الذي يحتفظ بأرشيف أسرار مرحلة عشر سنوات كاملة .. كما دفن الصندوق الأسود لمجازر صبرا وشاتيلا ايلي حبيقة ..
هذا هو لبنان وصناديقه السوداء من كمال جنبلاط الى ايلي حبيقة الى غسان تويني الى وسام الحسن الى الصندوق الأسود القادم .. وهؤلاء السياسيون اللبنانيون الذين لاتربطهم بلبنان الا درجة ارتباطهم بأجهزة مخابرات خارجية كلهم مشاريع صناديق سوداء لأنهم جميعا يلعبون لعبة ليست لبنانية وكل شيء فيها مصمم لارضاء الكبار .. ولايزال قصر نظرهم يعتقد أنهم جزء من الكبار ..وهم مجرد أعواد ثقاب .. اشتعل واحد بالأمس في الأشرفية وانتهى .. ولاندري من هو عود الثقاب القادم ..الذي سترمي به مصالح اسرائيل ..وحروبها ..
علبة الكبريت اللبنانية في جيب نتنياهو جاهزة دوما لاشعال سكائره ..وحرائقه .. وحدائقه الخلفية ..