د. حامد العطية
29-10-2012, 07:41 PM
أوباما: أمريكا الأمة التي لا غنى للخلق عنها
د. حامد العطية
في المناظرة الأخيرة بين الرئيس أوباما ومنافسه على منصب الرئاسة في الانتخابات القادمة وصف أوباما أمريكا بأنها الأمة أو الدولة الوحيدة التي لا غنى للخلق عنها، ومن حق كل فرد أن يفاخر بقومه ولكن في حدود المعقول ومن دون غطرسة واستكبار.
يعرف أوباما تاريخ أمريكا، وبأن عمرها قرنان فقط من السنين، وكادت أن تندثر بسبب الحرب الأهلية، أما عمر الحضارات البشرية فهو ستة ألاف سنة، أي أن أمم أخرى شيدت حضارات مزدهرة قبل ولادة أمريكا بأكثر من خمسة ألاف سنة، فكيف تدبروا أمورهم من دون الأمة التي لا غنى للخلق عنها؟ كما أن موطن الحضارة الغربية الحديثة هو أوروبا لا أمريكا حيث انتجت النهضة الفكرية والعلمية حصيلة ضخمة من الفكر والاكتشافات العلمية، وحتى منتصف القرن العشرين كانت معظم الاختراعات والفتوحات العلمية أوروبية المنشأ، وما زالت الدول الأوروبية معيناً رئيسياً للتقدم العلمي والفكري في أمريكا.
في كل عام يتخرج عشرات الألاف من مواطني دول العالم من جامعات أمريكية، ويستجيب كثير من هؤلاء الخريجين لإغراءات قوية للإقامة والعمل في أمريكا، ويساهمون في رفد المؤسسات التعليمية والانتاجية الأمريكية بمعارف ومهارات عالية في الوقت الذي تحرم أوطانهم الأصلية من خدماتهم، ويتضح من هذه الحقيقة أن أمريكا ليست في غنى تماماً عن غيرها من الأمم.
يتناقض حال سكان امريكا الأصليين مع وصف أوباما، فقد كان نشوء دولة أمريكا السبب في ابادة الملايين منهم ونهب أراضيهم ومحو تراثهم واندثار لغتهم وقسرهم على تغيير ديانتهم، وهم يتمنون لو لم توجد دولة أمريكا أساساً.
لا غنى للكيان الصهيوني عن أمريكا، التي تقدم له كل أنواع الإسناد والدعم، لكن الفلسطينيين الذين يحتل الصهاينة ارضهم ويسومونهم الخسف يودون لو لم يكن هنالك كيان صهيوني ولا أمريكا، وأمريكا في الحقيقة وبال على كل الشعوب المستضعفة في اسيا وأفريقيا وامريكا الوسطى والجنوبية، ومن ضمنهم الشعوب العربية والإسلامية، وإن كانت بعض حكوماتهم تحت النفوذ الأمريكي.
وحتى بعض العراقيين الذين يشعرون بعرفان الجميل تجاه أمريكا لأنها حسب ظنهم الخاطيء حررت بلادهم لتنشر فيه مباديء الديمقراطية وتعيد اعماره لا يمكن أن يتفقوا مع تبجح أوباما بأن امريكا الأمة التي لا غنى للبشر عنها، لأن موافقته هي أما كفر أو شرك بالله، الذي هو وحده غني عن الخلق وهو أيضاً وحده لا غنى للخلق عنه.
( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ) [ فصلت: 15- 16]
29 تشرين الأول 2012م
د. حامد العطية
في المناظرة الأخيرة بين الرئيس أوباما ومنافسه على منصب الرئاسة في الانتخابات القادمة وصف أوباما أمريكا بأنها الأمة أو الدولة الوحيدة التي لا غنى للخلق عنها، ومن حق كل فرد أن يفاخر بقومه ولكن في حدود المعقول ومن دون غطرسة واستكبار.
يعرف أوباما تاريخ أمريكا، وبأن عمرها قرنان فقط من السنين، وكادت أن تندثر بسبب الحرب الأهلية، أما عمر الحضارات البشرية فهو ستة ألاف سنة، أي أن أمم أخرى شيدت حضارات مزدهرة قبل ولادة أمريكا بأكثر من خمسة ألاف سنة، فكيف تدبروا أمورهم من دون الأمة التي لا غنى للخلق عنها؟ كما أن موطن الحضارة الغربية الحديثة هو أوروبا لا أمريكا حيث انتجت النهضة الفكرية والعلمية حصيلة ضخمة من الفكر والاكتشافات العلمية، وحتى منتصف القرن العشرين كانت معظم الاختراعات والفتوحات العلمية أوروبية المنشأ، وما زالت الدول الأوروبية معيناً رئيسياً للتقدم العلمي والفكري في أمريكا.
في كل عام يتخرج عشرات الألاف من مواطني دول العالم من جامعات أمريكية، ويستجيب كثير من هؤلاء الخريجين لإغراءات قوية للإقامة والعمل في أمريكا، ويساهمون في رفد المؤسسات التعليمية والانتاجية الأمريكية بمعارف ومهارات عالية في الوقت الذي تحرم أوطانهم الأصلية من خدماتهم، ويتضح من هذه الحقيقة أن أمريكا ليست في غنى تماماً عن غيرها من الأمم.
يتناقض حال سكان امريكا الأصليين مع وصف أوباما، فقد كان نشوء دولة أمريكا السبب في ابادة الملايين منهم ونهب أراضيهم ومحو تراثهم واندثار لغتهم وقسرهم على تغيير ديانتهم، وهم يتمنون لو لم توجد دولة أمريكا أساساً.
لا غنى للكيان الصهيوني عن أمريكا، التي تقدم له كل أنواع الإسناد والدعم، لكن الفلسطينيين الذين يحتل الصهاينة ارضهم ويسومونهم الخسف يودون لو لم يكن هنالك كيان صهيوني ولا أمريكا، وأمريكا في الحقيقة وبال على كل الشعوب المستضعفة في اسيا وأفريقيا وامريكا الوسطى والجنوبية، ومن ضمنهم الشعوب العربية والإسلامية، وإن كانت بعض حكوماتهم تحت النفوذ الأمريكي.
وحتى بعض العراقيين الذين يشعرون بعرفان الجميل تجاه أمريكا لأنها حسب ظنهم الخاطيء حررت بلادهم لتنشر فيه مباديء الديمقراطية وتعيد اعماره لا يمكن أن يتفقوا مع تبجح أوباما بأن امريكا الأمة التي لا غنى للبشر عنها، لأن موافقته هي أما كفر أو شرك بالله، الذي هو وحده غني عن الخلق وهو أيضاً وحده لا غنى للخلق عنه.
( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ) [ فصلت: 15- 16]
29 تشرين الأول 2012م