مرتضى علي الحلي
01-11-2012, 11:20 AM
: نقطةُ نظامٍ في هوية الإنسان الشيعي :
======================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
لم تكن ملامح هوية الإنسان المؤمن الشيعي بدعاً من القول أو الفكر أوالسلوك
أو المنهج.
لا بل هي ملامح هويةٍ شريفة وحقّة إكتسبتْ صدقيتها وحقانيتها من تأصيلات الأئمة المعصومين :عليهم السلام:
فضلاً عن ما أخبر به رسول الله محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم.
حتى أنّها حافظتْ على ملامح جوهرها وعرضها قيميّاً وحياتيا
عبر التأريخ ما مضى منه وما هو حاضر .
تمثُلاً بصلابة الموقف المؤمن والمؤيّد لإمامة المعصومين:ع:
ومنهجهم القويم والكون معهم نفساً ومالاً وولدا.
وتجلياً بالفداء قولا وفعلا .
لذا كان على الإنسان المؤمن الشيعي الإثني عشري أن يتحدد في هويته بما حدده لها الأئمة المعصومون:ع: ذاتيا ومنهجيا ومجتمعيا.
علماً إنَّ ملامح وصفات الهوية الشيعية الحقة قد دونتْ وقُننتْ فعلا ومنهجا.
كي يتضح للداني والقاصي معجم التشيع الحق أفراداً وجماعات ومنهجيات .
ومن هنا لقد تصدى المعصومون:ع: مرارا لبيان تلكم الهوية الإنسانية في شيعيتها البارزة فكرا ومنهجا ومُعطى.
فحينما يسأل جابر بن عبد الله الأنصاري ذلك الصحابي :من أصحاب رسول الله:ص: الجليل والثقة عن ملامح هوية الإنسان الشيعي .
والذي قال عنه السيد المُحقق الإمام الخوئي:رحمه الله تعالى:
:أقول :الذي ينبغي أن يُقال :إنَّ الرجلَ (جابر الأنصاري) لابد من عّده من الثقات الأجلاّء :
:معجم رجال الحديث:السيد الخوئي:ج4:ص344:
يسألُ جابرُ الإمام محمد الباقر:عليه السلام:
قائلاً :
يا بن رسول الله أيكفي من ينتحل التشيع أن يقول بولايتكم أهل البيت ؟
فيُجيبه الإمام:ع:
: يا جابر أيكتفي مُن ينتحل :يدين ب: أو ينتسب إلى :التشيع
أن يقول بحبنا أهل البيت .
فو الله ما شيعتنا إلاَّ مَن اتقى الله وأطاعه
وما كانوا يٌعرفون يا جابر إلاًّ بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله
والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن
وكف الألسن عن الناس إلا من خير
وكانوا أُمناء عشائرهم في الأشياء .
قال جابر : فقلتُ : يا ابن رسول الله ما نعرفُ اليوم أحداً بهذه الصفة
فقال:ع : يا جابر لا تذهبن بك المذاهب
حسب الرجل أن يقول :
أحبُّ عليّاً وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعّالا ؟
فلو قال : إنِّي أحبُّ رسول الله فرسول الله : صلى الله عليه وآله :
خير من علي : عليه السلام :
ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا
فاتقوا الله واعملوا لما عند الله
ليس بين الله وبين أحد قرابة
أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته
يا جابر والله ما يُتقربُ إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة
وما معنا براءة من النار
ولا على الله لأحدٍ من حجة
من كان لله مُطيعا فهو لنا ولي
ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو
وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع :
:الكافي :الكليني :ج2:ص75:
إذاً لابد على مِن يزعم أنه يحب أهل البيت المعصومين :ع: خاصة وعامة
أن يتوفر حبه هذا على مُقتضيات عقدية وشرعية وعلمية وأخلاقية ومنهجية
تتطلبها دعوى الحب والولاء فكرا ومنهجا وسلوكا.
تتجلى تلك المُقتضيات بالعمل طاعةً والإتّباع فعلاً .
وقد بيّن وأرشد القرآن الكريم نصاً إلى تلك الحقيقة .
فقال تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
آل عمران31
وأما مجرد الإنتماء الطرفي والهامشي إسماً ورسماً فهو لايجدي نفعا ولايكسب ودا.
ويصبح حال هذه الفئة كما قال الشاعر:
وكلٌّ يدعي وصلاً بليلى
وليلى لاتقرّ لهم بذاكا
وفي الختام أقول إنَّ التعاطي مع المعصومين :عليهم السلام:
يجب أن يكون تعاطيا أُسسيَّا ومفاهيميّا وتطبيقيا.
ينطلق من أصل الهدف ومركز الغاية التي ينشدها المعصوم:ع:
لا أن نبقى في الطرف والحرف والهامش بعيدين عن قطب دائرة المعصوم:ع:
خارجين عن قطرها .
وربما نكون لاسمح الله والحال هذه
كما قال تعالى:
(( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )) الحج11
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
======================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
لم تكن ملامح هوية الإنسان المؤمن الشيعي بدعاً من القول أو الفكر أوالسلوك
أو المنهج.
لا بل هي ملامح هويةٍ شريفة وحقّة إكتسبتْ صدقيتها وحقانيتها من تأصيلات الأئمة المعصومين :عليهم السلام:
فضلاً عن ما أخبر به رسول الله محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم.
حتى أنّها حافظتْ على ملامح جوهرها وعرضها قيميّاً وحياتيا
عبر التأريخ ما مضى منه وما هو حاضر .
تمثُلاً بصلابة الموقف المؤمن والمؤيّد لإمامة المعصومين:ع:
ومنهجهم القويم والكون معهم نفساً ومالاً وولدا.
وتجلياً بالفداء قولا وفعلا .
لذا كان على الإنسان المؤمن الشيعي الإثني عشري أن يتحدد في هويته بما حدده لها الأئمة المعصومون:ع: ذاتيا ومنهجيا ومجتمعيا.
علماً إنَّ ملامح وصفات الهوية الشيعية الحقة قد دونتْ وقُننتْ فعلا ومنهجا.
كي يتضح للداني والقاصي معجم التشيع الحق أفراداً وجماعات ومنهجيات .
ومن هنا لقد تصدى المعصومون:ع: مرارا لبيان تلكم الهوية الإنسانية في شيعيتها البارزة فكرا ومنهجا ومُعطى.
فحينما يسأل جابر بن عبد الله الأنصاري ذلك الصحابي :من أصحاب رسول الله:ص: الجليل والثقة عن ملامح هوية الإنسان الشيعي .
والذي قال عنه السيد المُحقق الإمام الخوئي:رحمه الله تعالى:
:أقول :الذي ينبغي أن يُقال :إنَّ الرجلَ (جابر الأنصاري) لابد من عّده من الثقات الأجلاّء :
:معجم رجال الحديث:السيد الخوئي:ج4:ص344:
يسألُ جابرُ الإمام محمد الباقر:عليه السلام:
قائلاً :
يا بن رسول الله أيكفي من ينتحل التشيع أن يقول بولايتكم أهل البيت ؟
فيُجيبه الإمام:ع:
: يا جابر أيكتفي مُن ينتحل :يدين ب: أو ينتسب إلى :التشيع
أن يقول بحبنا أهل البيت .
فو الله ما شيعتنا إلاَّ مَن اتقى الله وأطاعه
وما كانوا يٌعرفون يا جابر إلاًّ بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله
والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن
وكف الألسن عن الناس إلا من خير
وكانوا أُمناء عشائرهم في الأشياء .
قال جابر : فقلتُ : يا ابن رسول الله ما نعرفُ اليوم أحداً بهذه الصفة
فقال:ع : يا جابر لا تذهبن بك المذاهب
حسب الرجل أن يقول :
أحبُّ عليّاً وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعّالا ؟
فلو قال : إنِّي أحبُّ رسول الله فرسول الله : صلى الله عليه وآله :
خير من علي : عليه السلام :
ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا
فاتقوا الله واعملوا لما عند الله
ليس بين الله وبين أحد قرابة
أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته
يا جابر والله ما يُتقربُ إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة
وما معنا براءة من النار
ولا على الله لأحدٍ من حجة
من كان لله مُطيعا فهو لنا ولي
ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو
وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع :
:الكافي :الكليني :ج2:ص75:
إذاً لابد على مِن يزعم أنه يحب أهل البيت المعصومين :ع: خاصة وعامة
أن يتوفر حبه هذا على مُقتضيات عقدية وشرعية وعلمية وأخلاقية ومنهجية
تتطلبها دعوى الحب والولاء فكرا ومنهجا وسلوكا.
تتجلى تلك المُقتضيات بالعمل طاعةً والإتّباع فعلاً .
وقد بيّن وأرشد القرآن الكريم نصاً إلى تلك الحقيقة .
فقال تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
آل عمران31
وأما مجرد الإنتماء الطرفي والهامشي إسماً ورسماً فهو لايجدي نفعا ولايكسب ودا.
ويصبح حال هذه الفئة كما قال الشاعر:
وكلٌّ يدعي وصلاً بليلى
وليلى لاتقرّ لهم بذاكا
وفي الختام أقول إنَّ التعاطي مع المعصومين :عليهم السلام:
يجب أن يكون تعاطيا أُسسيَّا ومفاهيميّا وتطبيقيا.
ينطلق من أصل الهدف ومركز الغاية التي ينشدها المعصوم:ع:
لا أن نبقى في الطرف والحرف والهامش بعيدين عن قطب دائرة المعصوم:ع:
خارجين عن قطرها .
وربما نكون لاسمح الله والحال هذه
كما قال تعالى:
(( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )) الحج11
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :