مشاهدة النسخة كاملة : مناظرة ( غرفة الحق)لمن يبحث عن الحق
ana_shi3i
16-09-2007, 03:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب الخلائق أجمعين والصلاة والسلام على رسول الله وال بيت رسول الله وصحابة رسول المنتجبين الاخيار...
.... لوجود الكثير من الأخوة من أهل السنة في هذا المنتدى المبارك وكثيراً منهم يريدون معرفة الطرف الاخر من أخوانهم الشيعة ومعرفة عقائدهم وكثرة التساؤلات اللتي يطرحه الأخوة من أهل السنة أحببنا هنا أن نضع بين أيديكم مناظرة بتفصيلاتها أجريت بين الدكتور عصام العماد اللذي أهتدى ألى المذهب الشيعي بعد أن كان من مذهب السنة والجماعة وبين الشيخ عثمان الخميس وهو من مذهب السنة والجماعة
أجريت هذه المناظرة بينهم في( غرفة الحق) بلبالتوك..
ومدير هذه الغرفةومؤسسها السيد رفيق الموسوي..
نضعها هنا لمن أراد أن يستفيد ويفيد من بين المذهبين ليس فقط من أخوتنا أهل السنة بل الجميع ...
علها تقطع الشك بليقين أن شاء الله...
وستكون هذه المناظرة اللتي نضعها بين ايديكم على شكل حلقات من بداية المناظرة حتى النهاية ..وفقنا الله وأياكم لكل خير ..
بداية المناظرةمن (غرفة الحق)...
سماحة الشيخ مصطفى الطائي:
بسم الله الرحمن الرحيم, المناظرة الأولى والتي جرت في غرفة الحق [وهي غرفة اثنا عشرية].
السيد رفيق الموسوي مدير الحوار من طرف الاثني عشرية:
السيد طلال هل سماحة الدكتور السيد عصام وصّل وإلاّ ما وصل? إذا وصل اكتب لي واحد، وإذا ما وصل اكتب لي اثنين، إن شاء الله بمجرد وصوله نبدأ، ما أدري وصل أو لا? ها... وصل جيد جداً.
الأخ أحمد البعلبكي من طرف الاثني عشرية:
سماحة الدكتور السيد عصام العماد مع شيخ الوهابيين عثمان الخميس، وان شاء الله يكون لقاء شيق سيكون فيه النور إن شاء الله من قبل الدكتور العماد ونستفيد منه جميعاً إن شاء الله، ويفصلنا عن اللقاء لحظات أو دقائق.
السيد طلال من غرفة الحق:
العفو السيد رفيق كنتم قد ذكرتم أنّ المناظرة في الساعة (6:00) بتوقيت غرينتش طبعاً وكنّا نحن متفقين مع سماحة الدكتور السيد عصام العماد على أن يكون الموعد قبل هذا الوقت, نحن اتفقنا بأن يكون الموعد الساعة (5:00) بتوقيت غرينتش, ولكن على كل حال لا بأس فالسيد الدكتور عصام موجود فعلاً منذ الساعة (5:00), وهو منتظر على كل حال, نحن موجودون في خدمتكم وخدمة الأخوان جميعاً, شكراً وجزاكم الله خيراً جميعاً, المايك معكم.
الأخ رفيق من غرفة الحق:
أحسنت رحم الله والديك، إن شاء الله نحن نستغل وجود سماحة الدكتور السيد عصام إلى أن يحين موعد المناظرة، نحن نستفيد من سماحة الدكتور السيد عصام إذا حان الوقت ساعتئذٍ نحن لنا رأي آخر وكما وعدنا السيد عصام بكتابه (رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية) لدينا الآن من الوقت ساعة واحدة لبدء المناظرة والمناظرة تمت بناء على طلب الشيخ عثمان الخميس نفسه ونحن نعرف أن المشايخ يعرفون بدقة ما معنى الموعد، ومعنى الوعد والالتزام بذلك. الآن سماحة الدكتور السيد عصام العماد موجود ومتهيئ الآن للمناظرة والحوار، ولكن عندما دخل الشيخ عثمان الخميس إلى الغرفة، قال: أنا لا بدّ من أخذ الوقت الكافي لكي أكون جاهزاً للمناظرة, وقَبِلَ ذلك السيد عصام العماد؛ لأنه لا يحتاج أن يستعد لمثل هذا الأمر.
عندما عرضنا عليه ذلك باعتبار أنه بنفسه سار في هذا الطريق إلى أن وصل فيه إلى مذهب الحق فهو مترسخ في صدره، مترسخ في عقله وهو جاهز ولا يحتاج إلى الانتظار. أما بالنسبة للشيخ عثمان الخميس فنريد اليوم أن نعرف ماذا عنده بعدما قرأ وراجع وتأكد, ونريد أن نعرف أي باب يأخذ من الأبواب باب الخروج أم باب الدخول؟
تفضل أخ أبا أحمد.
الأخ الشيخ أبو أحمد البكري مدير الحوار من طرف الوهابية من غرفة سماحة الشيخ عثمان الخميس:
أهلاً ومرحبتين أخ رفيق, أهلاً وسهلاً لا أدري إذا كان الشيخ عثمان الخميس سوف يشارك؛ لأنه كان قد أخبرنا بأنه سيشارك، ولا بأس أن يشارك في المناظرة ويكون بيننا اتفاق في مسألة الآدمنية والمشرفين على المناظرة.
وأنا أعلم جيداً ـ يا أخ رفيق ـ والشيخ عثمان ليس مثل المشايخ الآخرين، تعلمون, ونحن لا نريد الإساءة للشيخ، وأخبرك مسبقاً يا سيد رفيق أن الشيخ ليس كالمشايخ الآخرين يا رفيق, إذا لمس أي إساءة سوف يترك الغرفة, هذا شيء طبيعي بالنسبة لمكانة الشيخ عثمان الخميس. ونحن ما عندنا مانع أن يشارك معنا، وهو جدير أن تطرح له الأسئلة, وليشارك معكم كائناً من كان.
والشيء الثاني: أنا أود أن أطرح سؤالي للدكتور عصام ولعله يعلم فضيلة الشيخ الدكتور عصام جيداً أنني ـ أيضاً ـ من أهل اليمن.
دكتور عصام: هل يوجد من إذا سئل في اليمن عندنا إذا سئل، على أي مذهب أنت يقول: أنا وهابي؟!!
أنا والله لا أعلم هذا، لا نعلم ولم نسمع أيّ شخص يسأل على أي عقيدة أنت ثم يقول أنا وهابي! هذه لم نسمعها ولا يوجد مذهب يسمى وهابي، وإنما هذه نسبة نسبت إلى الإمام محمد بن عبد الوهاب فسموا نسبه إليه (الوهابية)، أما هناك لا يوجد مذهب معترف به كالمذهب الشافعي أو المالكي أو الحنفي فيقال: هذا مالكي هذا شافعي. أما هذه التسمية الجديدة، أو المحدثة بما تسمى (الوهابية) أنا لا أعلم, أريد جواب على هذا.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, بالنسبة للسؤال الذي طرحه الأخ بأنه لا يوجد شيء اسمه مذهب الوهابية، أريد أنه حتى يكون السؤال واضحاً، وحتى يتضح السؤال الذي طرحتموه قبل أن أجيب، أحب أن أوضح نقطة هامة جداً، وهي: عندما نقول إنه يوجد فرقة معينة, أيّ فرقة من الفرق, ما هي الخصائص والمشخصات التي تجوّز لنا أن نطلق على فئة معينة كلمة (فرقة)، أو كلمة (مذهب). يعني ما هي الأسباب?
لا بدّ أن هنالك خصائص نحن الآن مثلاً عندما نقول: إنّ هنالك مذاهب أربعة عند أهل السنة، لا بدّ أن يكون هنالك مشخصات للشافعية تستطيع أن تجوّز لنا أن نقول هنالك شافعية وهنالك مالكية، وهنالك حنبلية، وهنالك مشتركات, لا مانع أن نقول هنالك مشتركات بين هذه المذاهب الأربعة, ولكن لو كانت المشتركات 100% لما جاز لنا أن نقول: هذا المذهب شافعي، وهذا مذهب مالكي, ولذلك قال العلماء : هنالك خصائص لكل مذهب من المذاهب الأربعة, وهنالك مشتركات بين هذه المذاهب الأربعة, هذه المشتركات هي التي جعلتنا نقول : أهل السنة للمذاهب الأربعة, وهذه الخصائص هي التي جعلتنا نقول: هذا هو المذهب الشافعي، وهذا هو المذهب المالكي.
ولا يمكن للإنسان أن يتجاهل الخصائص الموجودة لكل مذهب، وإلاّ لما وجد هنالك شيء اسمه مادة الفقه المقارن الذي يدرس خصائص المذهب الشافعي، ومشخصات المذهب المالكي، ويدرس ما هي المسائل التي يفترق عنها مذهب الإمام الشافعي عن مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
و من هنا أنا أقول: عندما نحن نطلق كلمة (وهابية) أنا أعني أن هنالك بعض الخصائص التي جعلت الوهابية تكتسب بعض الفوارق التي تجوّز لنا أن نقول: هذه المذاهب الأربعة وهذه هي الوهابية.
أنا لا أشك من خلال قراءتي لفتاوى الإمام محمد بن عبد الوهاب أنه كان يفتي على مذهب أحمد بن حنبل, ويرجع إلى كتب حنبلية, وهو حنبلي في الفروع، ولكن ما هي الأسباب التي جعلت أهل السنّة في العالم يقولون مذهب الوهابية?
أنت تعرف أن كل أهل السنة أطلقوا على محمد بن عبد الوهاب وعلى أفكاره (الحركة الوهابية), والقضية ليست أن الشيعة أو أن الصوفية أطلقوا عليهم كلمة وهابية, وكمثال على ذلك المفكر الإسلامي الدكتور (محمد علي البهي), وهو كان وزير الأوقاف في مصر، وكان شهيد القرآن سيد قطب يعتمد في كتبه عليه، وكذلك الشيخ الغزالي، وهو مفكر إسلامي ألف كتاب (الحركة الوهابية), له كتاب (الفكر الإسلامي في تطوره) ذكر في الفصل الرابع من كتابه الحركة الوهابية, أطلق عليها وهابية.
كذلك الإمام محمد أبو زهرة صاحب كتاب ( تاريخ المذاهب الإسلامية) , تعرف انه عقد فصلاً خاصاً للشافعية, وفصلاً خاصاً للمالكية، وفصلاً خاصاً للاثني عشرية، وفصلاً خاصاً ـ أيضاً ـ للوهابية.
والإمام محمد أبو زهرة لماذا أفرد فصلاً خاصاً للوهابية ? عمل ذلك لأنه توجد خصائص ميّزت مذهب الإمام محمد بن عبد الوهاب عن المذاهب الأربعة، وإن كان هناك مشتركات.
نعم يوجد مشتركات، ولكني أقصد أن هذه الخصائص هي التي جعلت كبار مفكري أهل السنّة في العالم يطلقون على مجموعة أفكار محمد بن عبد الوهاب التي تفرد بها, وليس الأفكار التي يشترك فيها مع بقية المذاهب الإسلامية؛ يطلقون عليها مذهب الوهابية، وليست المسألة حسبما تقول أنني أنا أول من أطلق هذا الاسم على حركة محمد عبد الوهاب، والإمام محمد الغزالي كذلك وهو إمام أهل السنة يطلق عليها الفكر الوهابي, وأيضاً الدكتور يوسف القرضاوي عالم أهل السنة في العصر الحديث، وأيضاً العالم الكبير في سوريا الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي يتحدث عن الفكر الوهابي.
وهكذا كل علماء أهل السنة في العالم لماذا أطلقوا كلمة الوهابية على هذه الفرقة? لأنهم أجمعوا أنّ هنالك خصائص للوهابية تفرّدوا بها عن المذاهب الأربعة وعن الاثني عشرية. هذه الخصائص هي التي جعلتهم يطلقون عليها فرقة الوهابية أو المذهب الوهابي. هذه الخصائص لا توجد في المذاهب الأربعة, ونحن لا نريد أن نناقش ذلك الآن.
ومن هنا أنا أقول: إنّك أخطأت عندما تقول لي: أنّه في اليمن لا يوجد أحد يقول الوهابية! كلا بالعكس علماء أهل السنّة يقولون ذلك؛ اذهب إلى اليمن إلى مناطق الشافعية، علماء الشافعية في حضر موت، أنت تقول أنّك يمني، علماء الشافعية في تعز كلهم يقولون: هذه الوهابية موجودة ولها أفكارها الخاصّة ولها خصائصها الخاصّة.
وارجع إلى اليمن ـ أيضاً ـ وسأذكر لك ذلك أسماء الكتب التي كتبها علماء الشافعية في اليمن في الرد على الوهابية, إنّك تعرف أنّ العلاّمة الحضرمي له كتاب في الردّ على الوهابية, وهو عالم شافعي, وردوا عليه الوهابيون, وهو من كبار علماء الشافعية في اليمن. ومن هنا أريد أن أقول لك: عندما تقول لي لماذا أنا أقول (رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية): ففي الحقيقة أنا كنت وهابياً يعني هذه الخصائص الموجودة عند الوهابية كنت أؤمن بها، ومن هنا أنا سأظلم أهل السنّة لو قلت: (رحلتي من السنة إلى الاثني عشرية)؛ لأن الخصائص التي عند أهل السنّة لا توجد عند الوهابية.
السيد رفيق : تفضل أبا أحمد.
الشيخ أبو أحمد البكري مدير الحوار من طرف الوهابية ومن طرف غرفة الشيخ عثمان الخميس:
أنا سألتك سؤالاً لعلك أدركت ما هو السؤال حينما كنت في اليمن أي شخص يسألك على أي عقيدة أنت، هل كنت تقول له كنت وهابياً ? يا سبحان الله ، تقول إنك كنت وهابياً، وما هي المشاكل التي وجدتها حتى تنتقل إلى المذهب الشيعي ? أنا تقريباً أكملت وأنا أرجو عدم التطويل أنا أريد إجابة وافية, تفضل يا دكتور لك اللاقط.
سماحة الدكتور عصام:
جوابي كالآتي : قال الإمام عبد الحليم محمود (شيخ الأزهر), وهو إمام الأزهر في زمانه, وأنت تعرف ذلك، قال كلمة عظيمة ورائعة, تبين الإجابة على هذا السؤال, وفي الحقيقة أنا أعجبتني الكلمة، ولا أنقل هذا الكلام إلاّ لأني أومن بهذا الكلام, ليس إني أريد أن أبتعد عن الجواب, هذا الجواب اعتبره جوابي أنا، وأنا أنقله عن الإمام, لأنني أحبّ هذا الإمام ـ رحمة الله عليه ـ قال ـ تبركاً به وبكلامه ـ :
[ تنازع السلفية ( يعني الوهابية وان كان السلفية غير الوهابية, لكن الآن للأسف السلفية تأثرت للأسف الشديد بالوهابية, وأنا عندي تحفظ ودليل أن السلفية غير الوهابية, ولكن السلفية كثير منهم للأسف وقعوا تحت تأثير التيار الوهابي ), والتيار الأشعري على أمر وهو لفظ أهل السنة، فالأشعرية يدّعون أنّنا أهل السنّة، ونحن نمثّل السلف الصالح، ونحن امتداد لهذا السلف الصالح, والوهابية تزعم أننا الامتداد الحقيقي لأهل السنة ].
وهذا طبيعي, أنا عندما كنت وهابياً لا يمكن أن أقول أنا وهابي؛ لأنني أزعم أنني أمثل أهل السنّة, حتى إنّني كنت أعتبر أن الأشعرية ـ وهم جمهور أهل السنّة ـ على ضلال, وكنت أهاجم الأشعرية, وكنت أقول إنّهم أخطر من غيرهم من الفرق الضالة؛ لأنهم يزعمون أنّهم أهل السنّة ونحن أهل السنّة الحقيقيون! وأنا كنت أتخيل في ذاتي أنّني السنّي الحقيقي، أمّا الأشعري فهو السني المزيّف.
وهذه حقيقة، وأنت أنظر المكتبات الوهابية في العالم في الردّ على الأشعرية, مع أنّ سماحة الشيخ حسن أيوب المفكر السني المعاصر في كتابه (تبسيط العقيدة الإسلامية) يقول: [الأشعرية هم جمهور أهل السنة], ويقول كذلك القرضاوي في كتابه (الشيخ محمد الغزالي في نصف قرن): [والأشعرية هم جمهور أهل السنّة].
فإنا لا بدّ أن أبين وأنت تعرف ـ يا أخي السائل ـ الآن الأشعرية يمثلون جمهور أهل السنة في العالم, مثلاً جامعة ديوبند في الهند هذه تسمى عند أهل السنّة (أزهر الهند), مثلاً ـ أيضاً ـ الزيتونة (أزهر تونس), مثلاً الأزهر في مصر هذه جميعها تمثل خطاً أشعرياً أو ماتريدياً.
و من هنا أنتم كتبتم كتباً كثيرة في تضليل الأشعرية , مثلاً كتاب (الموسوعة الكبرى في موقف ابن تيمية من الأشعرية), شيخ الإسلام ابن تيمية كان يزعم أننا نمثّل أهل السنّة في حين أنّ الأشعرية يعتبرون أن ابن تيمية خارج عن أهل السنة!
فأنا أقول أنا كنت وهابياً في تلك الأيام, وكنت أظن أنّني أمثّل أهل السنّة, فإذا جاء شخص يقول لي: وهابي كنت أقول: إن الوهابية هي امتداد لأهل السنّة, ولا أسمح لأيّ شخص يقول لي وهابي، لكن بعد أن خرجت من المذهب الوهابي وعرفت حقيقة الأمر، طبيعي بدأت أميز وأذكر لك خصائص كثيرة موجودة, وسوف أنقل لك أقوالاً وحقائقاً وأدلة ثابتة، أنّ السنة غير الوهابية, تفضلوا بالكلام.
الكابتن من طرف الوهابية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, ما أدري هل الصوت واضح، الشيخ موجود ولكن قبل أن يتكلم الشيخ هل الصوت واضح? نعم واضح.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله ربّ العالمين, الرحمن الرحيم, مالك يوم الدين, إله الأولين والآخرين, وخالق الخلق أجمعين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا وإمامنا وحبيبنا ومولانا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته أجمعين, أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسرني أن ألتقي معكم في هذه الليلة في حوار أو حديث حول موضوع شائك طال فيه الخلاف، ولا أظن وإن كنت أتمنى أن ينتهي هذا الخلاف، ولكن نتمنى أن نظهر ما نعلم منه لإخواننا المسلمين، وكذا أن نتعرّف إلى ما عندهم من حق كذلك.
دعيت إلى هذه المحادثة، أو المحاورة وأنا سعيد بمثل هذه المحاورات، التي من خلالها إن شاء الله تعالى نصل إلى ما نريد من الحق وهو الحوار للوصول إلى الحق. ولا أريد أن أقدم محاضرة بين يدي هذا الحوار, قبل كل شيء أن يكون هنالك نقاط متفق عليها من خلالها يكون هذا الحوار الهادف إن شاء الله تبارك وتعالى.
وقد حاول الكثيرون أن يمنعوني من الدخول في هذه الغرفة [غرفة الحق] خشية أن لا يسمح لي أن أقول كل ما عندي وأنا أقول نحن ضيوف على هذه الغرفة التي يديرها أناس يقولون بأنهم يتكلّمون بلسان أهل بيت النبي وهؤلاء الناس نقول لهم عاملونا معاملة أهل البيت لضيوفهم فقد كانوا يتحمّلون الأذى ولا يخرج منهم الأذى فنرجو أن تتحمّلوا منا الأذى، وأن لا يأتينا منكم أذى.
وساءني ما شاهدته قبل فترة طويلة بعد أن تمّ الاتفاق على الحوار بعض الكتابات التكفيرية وبعض الكتابات التي تطعن في الأعراض حتى أني قرأت لأحدهم أنه قال: عثمان الخميس ابن زانية، وأنا مسؤول عن كلامي. فنقول لا شك أنك مسؤول عن كلامك وعن قولك هذا وأسأل الله تبارك وتعالى أن يعاملك بما تستحق، ولكن أقول: (كل إناء بالذي فيه ينضح).
و نحن كما قلتْ نتكلّم مع أناس يقولون أنهم يمثّلون أهل بيت النبي فأرجو أن يكونوا خير ممثّلين لهذه الشجرة فلا بدّ، من وضع نقاط رئيسية لبدئ الحوار. وبعد أن قدّمت هذه الكلمة بين يدي الحوار أرجو أن اسمع منكم بعد ذلك أذكر النقاط التي يجب أن تحصى وتبين وأشكر القائمين على هذا الحوار الهادف إن شاء الله تعالى, تفضل.
السيد رفيق الموسوي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً وحياك الله يا شيخ عثمان الخميس وأهلاً وسهلاً فيك في غرفة الحق.
السيد طلال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, إن شاء الله سماحة الدكتور السيد عصام موجود لحظة واحدة فقط تفضل.
ana_shi3i
16-09-2007, 03:48 PM
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, في البداية أنا أريد أن نحدد النقاط الرئيسية التي أقترح أن تكون هي الأساس في الحوار، وهي:
أولاً : لا بدّ من تحديد الهدف الرئيسي من هذا الحوار وهو التقريب بين المسلمين, سواء كان المسلم من الاثني عشرية أو كان من أهل السنّة أو كان من الوهابية, الغرض الرئيسي من هذا الحوار هو: تقريب الصف الإسلامي، فلا يوجد هنالك مسألة أهمّ من قضيّة الوحدة الإسلامية المقدّسة, سواء كانت بين السنة والوهابيّة أو كانت بين السنّة والاثني عشرية، أو كانت بين الاثني عشرية والوهابية, أو كانت بين السلفية والوهابية, لا فرق في ذلك.
يجب أن يكون هذا هو الهدف، وأن نراقب أثناء الحوار القضيّة العقائدية المقدسة، وهي قضيّة الوحدة الإسلامية, وأرى أن أفضل وسيلة لتحقيق هذه العقيدة المقدّسة أعني عقيدة الوحدة الإسلامية هو الحوار الإسلامي الهادف الذي يراعي في أثناء الحوار.
هذه الفريضة العظيمة، فريضة الوحدة الإسلامية, يراعي ويستحضر أنّه في يوم من الأيام سوف يقف مع الذات الإلهية وحيداً، وسوف يُسأل عن الوحدة الإسلامية المقدّسة, ويجب أن نعرف أننا بالإمكان أن نعتذر لأحد من الناس بالتفريط بهذه الوحدة المقدّسة، ولكن هذه الأشياء التي نطرحها على الناس, وأحياناً يقتنع بكلامنا الناس, لكن نتساءل بيننا وبين أنفسنا: هل هذه الكلمات المفرّطة بالوحدة تستطيع أن تقنع الذات الإلهية ?
هل إذا خلا الإنسان مع الله في يوم القيامة وبدأ يسأله عن قضية التفريط بالوحدة الإسلامية، هل سيستطيع أن يجيب الذات الإلهية بنفس الجواب الذي أجاب به الناس? لأنني وجدت أن الكثير من المفرطين في الوحدة الإسلامية يجدون بعض التبريرات، وربما أقنعوا الآخرين بهذه التبريرات, ولكنه لو اختلى بنفسه ليلاً وحيداً في ظلمات الليل, وصلى لله ركعتين بعد أن توضأ وخاطب الله قبل أن يحاسب في يوم القيامة، وسأل نفسه ماذا صنعت بالوحدة الإسلامية المقدّسة ? هل كلامي, وهل ما أنطق به, وهل ما أكتب به هو تدعيم لهذه الوحدة الإسلامية ? أم أنّه يؤدي إلى التفريط بهذه الوحدة الإسلامية ? ومن هنا الهدف الأساسي والرئيسي هو هذا, لأنني وجدت بيني وبين الله بأنه لا سبيل للحفاظ على الوحدة الإسلامية المقدّسة إلاّ بالحوار الإسلامي الهادف.
هذه هي النقطة الرئيسية التي أريد أن أتحدث عنها وهي الهدف الأول من هذا الحوار.
والمسألة الثانية الرئيسية : إنه لا بدّ حتى لا يكون الحوار سبباً للتفريط بالوحدة الإسلامية, وسبباً لتضييع هذه الفريضة المقدّسة؛ لا بدّ أن يكون الحوار مبنياً على أسس معينة؛ لأنه إذا لم نضع الأسس الإسلامية السليمة التي من خلالها نستطيع أن نراعي هدفنا الرئيسي, وهو الحفاظ على الوحدة الإسلامية المقدسة, وعدم مراعاة هذه الأسس, وإذا تجاهلنا هذه الضوابط؛ فسوف يؤدي ـ والعياذ بالله ـ إلى التفريط في الفريضة الإسلامية المقدّسة, وهي الوحدة الإسلامية.
ومن هنا أنا لديّ نقاط أقترح بها على أخي سماحة الشيخ عثمان الخميس: إنّه حفاظاً على هذه الوحدة، فو الله ما أقصد بها إلاّ فقط الحفاظ على وحدة المسلمين؛ لأنني أرى أنّ الكثير من الحوارات التي لا تراعي هذه النقاط تؤدي إلى نقض الغرض والهدف؛ لأن الهدف من الحوار الإسلامي هو تقريب الصف الإسلامي، وإذا لم يكن هنالك نقاط نلتزم بها أثناء الحوار فأنا أستبعد أن الحوار سوف يحقق الهدف الرئيسي منه.
النقطة الأولى: أخواني أنني من خلال تجربتي في الحوار, بعد أن انتقلت من الوهابية إلى الاثني عشرية جعلت همّي الأكبر أن أحاول أن أقرِّب بين الوهابية وبين الاثني عشرية, ومن هنا أخرجت كتابي ( المنهج الصحيح والجديد في الحوار بين الاثني عشرية والوهابية )؛ وجدت أن هنالك طريقاً مغلقاً وهنالك أيادٍ خفية تحاول أن تمزّق الصف الإسلامي وتضع العراقيل بين المذهبين الشامخين, بين المذهب الوهابي وبين المذهب الاثني عشري, ومن هنا أنا في هذا الكتاب وضعت أسس سليمة للحوار بين المذهبين الاثني عشري والوهابي، وحسب اجتهادي إن لم تتحقق هذه الأسس فإنّي أرى أنّه لا يجدي هذا الحوار.
والكتاب موجود ومطبوع، وبإمكانكم أن تطلعوا عليه على شاشات الانترنيت وعلى شبكة (سفينة النجاة) التابعة لمؤسسة الكوثر. وجدت في الحقيقة أنه يوجد ثلاث نقاط رئيسية وضعها علماء الاجتماع، هذه نظرية آمن بها علماء الاجتماع الماديين وغير الماديين, من أصحاب الديانات أم من غيرهم، وآمن بها علماء النفس من أصحاب مدرسة (فرويد) ومن غيرهم, من الماديين وغير الماديين.
نظرية جديدة ومهمة جداً، وأنا طبّقتها في الحوار؛ لأنني وجدت هذه النظرية يتقبّلها العقل الإسلامي والعقل المادي، ويتقبّلها العقل المسيحي والعقل البوذي.. نظرية مسلّم بها عند الجميع. ورأيت أنّه حتى نحافظ على الوحدة الإسلامية المقدّسة بين الوهابية وبين الاثني عشرية لا بدّ أن نراعي هذه النظرية.
وجدت هذه النظرية هي المخلّص, منذ فترة زمنية وأنا كنت أفكّر ما هو الخلاص وإلى متى هذا الحوار غير المنضبط ? إلى متى هذا التشتت من دون الخلاص ? فوجدت أنّ هذه النظرية تقول لدراسة أي مذهب إنساني أو مذهب بشري، أو مذهب ديني، سماوي, أرضي، ماركسي، إسلامي، مسيحي لا بدّ أن نلتزم في دراسة هذا المذهب ثلاثه مراحل، وأعتقد أنّ كثير من المفكرين يقولون بهذا, وأنا في الحوار أريد أن نلتزم بهذه المراحل الثلاثة؛ لأنها ستفيدنا في الحوار. يعني عندما تختلف الأمة في مذهب من المذاهب فلا بدّ أن ندرس المذهب المختلف في الحكم عليه عبر ثلاثة مراحل, مثلاً: نجد أن الشيخ ناصر القفاري ـ حفظه الله ـ في كتابه (أصول مذهب الإمامية الاثني عشرية) يقول في مقدمته: [ استرعى انتباهي انقسام المعاصرين من أهل السنة إلى ثلاثة أقسام بالنسبة إلى الحكم على الاثني عشرية ].
في القسم الأول ذكر منهم إحسان إلهي ظهير وبعض الذين يمثّلون هذا القسم, وقال: [أنهم رأوا أنّ الاثني عشرية مالت إلى الغلو، وقالوا: إنّهم من الباطنية.
والقسم الثاني قالوا: إن الاثني عشرية من الفرق الإسلامية المعتدلة وهؤلاء يمثلهم...], وذكر منهم سالم البهنساوي.
[والقسم الثالث: وقفوا متحيرين عندما شاهدوا فرقة واحدة، قسم منهم قالوا إنهم من الغلاة, وقسم آخر قالوا إنهم من المسلمين المعتدلين, فوقفوا متحيرين], وذكر منهم سالم البهنساوي القسم الثاني عفواً ذكر منهم سامي النشار لا سالم البهنساوي.
إذن، أنا قلت لأنني في الحقيقة كنت وهابياً فهذه القضية تهمني، أنا رأيت الإمام الأكبر شلتوت يدافع عن الاثني عشرية ويقول: بأنّ الاثني عشرية تمثّل المذهب (الخامس) في الإسلام, ويدافع عنها بشكل مستميت, وكذلك رأيت الشيخ محمد الغزالي يدافع عن الاثني عشرية, ورأيت كذلك الإمام العلاّمة محمد البهي من كبار علماء أهل السنة يدافع عن الاثني عشرية, ورأيت العلاّمة عبد الحليم الجندي في كتابه (الإمام جعفر الصادق) يدافع عن الاثني عشرية, ورأيتُ عشرات بل مئات من علماء لأهل السنة في القديم والحديث يدافعون عن الاثني عشرية, أمثال الإمام العلاّمة مجد الدين بن الأثير في كتابه (جامع الأصول من أحاديث الرسول) عندما شرح حديث الرسول عن أبي هريرة رضي الله عنه (يبعث الله في كل ماءة عام من يجدد الإسلام) اعتبر المذهب الإسلامي الاثني عشري هو المذهب (الخامس) في الإسلام، بل أنه اعتبر الإمام محمد بن يعقوب الكليني من مجددي الإسلام، وفي نفس الوقت كنت أجد رأي آخر يمثله الشيخ عبد العزيز بن باز, يرى أن الاثني عشرية من المذاهب الخارجة عن الإسلام! ابن باز ومحب الدين الخطيب يقولان بهذا.
إنها مفارقة بين نظرتين متضادتين، فهذه النظرية تبين أنه لا بدّ في حالة الحوار لا بدّ أن نبين ونحدد الموضوع, وينبغي أولاً قبل أن نبدأ الحوار أن نضع أسساً لهذا الحوار، فإذا لم نضع أساساً للحوار لن نحقق هدفنا.
في الحقيقة أنا رأيت في المناظرات الأُخرى الكثيرة عشرات المناظرات بسبب عدم تحديد أسس الحوار لم يصلوا إلى نتيجة. فأنا ـ أولاً ـ لا بدّ أن اطرح النظرية بشكل مختصر, النظرية تقول:
إنه طالما نجد الإمام شلتوت يقول في الاثني عشرية هكذا, أنا أتعامل بعقلية وهابية, كنت وهابيا, والإمام ابن باز يقول هكذا وهكذا, فهو يقول كافرة, وغيره يقول مسلمة!! علماء النفس يقولون: إذا اختلف في موضوع واحد فهذا يدل أن الاختلاف ناتج عن أسلوب دراسة الاثني عشرية, الخطأ في الأسلوب لا الإشكالية في مذهب الاثني عشرية, أسلوب الدراسة خطأ، هنالك ـ مثلاً ـ الشيخ عثمان الخميس لديه منهج في دراسة الاثني عشرية رسمه في كتابه (كشف الجاني محمد التيجاني), ونلاحظ هناك منهج آخر درسه سالم البهنساوي في كتابه (السنة المفترى عليها) أيضاً يختلف عن ذلك المنهج, فأنا أقصد لا بدّ أن نحدد منهج الحوار من خلال عدة نقاط.
السيد طلال:
عفواً سيد رفيق المايك معكم, أولاً حددوا الموضوع بعداً السيد عصام والشيخ عثمان الخميس يضعون الأسس, تفضلوا أخذوا المايك.
السيد رفيق:
نسمع الشيخ عثمان الخميس.
الشيخ عثمان:
في الحقيقة أنا بودي أن توضع أُسس وقواعد للمناظرة منذ البداية، وهذا أمر ضروري من وجهة نظري. وقبل أن أخوض بهذا الموضوع هناك من الأخوة من كتب عندما أنا قلت: إن الشيعة يسبون, قال: إنه من الإنصاف أن تقول: إنه من السنّة من لا يكف عن السب!!
أنا لا أنكر هذا أبداً، أن هناك من الطرفين من يسب, ولكن أنا أتكلم عن الغرفة التي دخلت بها فوجدت فيها هذا الكلام الذي مسني بذاتي، وإن كان ـ والحمد لله والمنة ـ لم يؤثّر فيّ السب، ولكن أحببت أن أنبّه أنه لا يتسرّب مثل هذا الأمر إن شاء الله تعالى.
أما بالنسبة إلى الحوار والنقاش فأنا أولاً عندي مجموعة من النقاط يتم الاتفاق عليها قبل البدء بالحوار والنقاش, فأنا أولاً أريد أن أقول: إنه لا مانع عندي أبداً من النقاش في أي مسألة بين الشيعة والسنة. هذا من حيث المبدأ ولكن لا شك أن هنالك أولويات يجب أن توضع في الحسبان، أنا أقول ابتداءً بالنسبة إلى المناقش, وهو الدكتور عصام العماد يمثل على الأقل الشيعة الذين يدخلون في هذه الغرفة؛ لأنني في حواري مع الشيعة رأيتهم إذا انهزم صاحبهم يقولون هذا ليس حجة علينا! لهذا أنا قلت: هل الدكتور عصام العماد حجة عليكم وهو يمثّلكم, وإن تكلم تكلم بلسان الشيعة, وما يقوله هو قول الشيعة, أم أنّ الأمر خلاف ذلك؟ خاصّة إذا علمنا أن الدكتور عصام يقول أنه كان سنياً وهابياً حسب ما يقول!
لعل قائلاً يقول: انه دخل التشيع لضربه من الداخل ثم خرج وأظهر سنيته الحقيقية!
أنا أخشى أن يقول قائل هذا القول, أنا لا أتكلم على الدكتور عصام هل هو جيد في المناظرة أو غير جيد في الحوار؟ هل عنده علم أو ليس له علم، أنا لا أعرفه هل هو جيد في المناظرة أو غير جيد في المناظرة, أو غير جيد في الحوار؟ هل عنده علم أو ليس له علم؟ أنا لا أعرفه, ولكن أقول: أنه لو كان المناقش والمحاور شيعياً اصلاً لا أنه انتقل من التسنن إلى التشيع؛ لأنه غير متربي على الكتب الشيعية من البداية.
وإذا أردتم فأنا لا مانع عندي أن أناقش وأحاور الدكتور عصام، ولكن هل هو فعلاً يمثّلكم جميعاً؟ أرجو بيان ذلك على الأقل كتابة ويكتب جميع الحاضرين من الشيعة هل هو يمثّلكم, وإن كل ما يقوله هو قول الشيعة وحجة عليهم؟ ثم بعد ذلك نبدأ نقطة نقطة في باقي المسائل التي تكون أساساً في مثل هذا الحوار.
الأخ رفيق الموسوي من غرفة الحق:
حياكم الله جميعاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, حياكم الله جميعاً أيها الأخوان نعم.. نعم بالنسبة للدكتور عصام متفق عليه من الجميع, وإن شاء الله يمثّلنا، فلو لم يكن يمثّلنا لما أتينا به يتحدث نيابة عنا.
فالدكتور عصام العماد إن شاء الله مقبول لدينا، ولا إشكال لدينا أبداً, والجميع متفق على هذا. وبالنسبة للطرف الآخر هل يقبلون بالشيخ عثمان الخميس كممثّّل للطرف الآخر؟ هل الأخوة هنا من الطرف الآخر، الأخوة السلفية هل يقبلون بالشيخ عثمان كطرف آخر؟
إذن, نعم يمثّلكم، أحسنت, رحم الله والديك إن شاء الله فالطرفان متفق عليهما من الجانبين, تفضل سيد عصام معك المايك إن شاء الله نأخذ منك اقتراحاتك نسمع منك أيضاً:
عصام العماد:
بسم الله الرحمن الرحيم, أقترح أنه بسبب تجربتي في الحوار مع أخواننا أنني وجدت أن هنالك حواراً أحياناً لا يقود بنا إلى الحق، نحن نريد إما معرفة الحق في المسائل الخلافية بين المسلمين، وإما نريد التقريب بين المسلمين، وهذا لن يكون إلاّ من خلال الحوار بيننا قد رأيت تشتتا في الحوار من خلال سماعي لأشياء كثيرة, بسبب عدم مركزية الحوار في نقطة معينة يحدث ضياع في الحوار بالنسبة للمناظرين وبالنسبة للمستمعين من السنة أو من الاثني عشرية أو من الوهابية، وأحياناً يحار المستمع حين يجد البحث ينتقل بين لحظة ولحظة من موضوع إلى موضوع، ومن رواية إلى رواية أخرى، يسمع المستمع حديثاً ثم فجأة ينتقل إلى حديث آخر أو رواية, من دون أن يبحث في الرواية وفي أسانيدها، وينتقل فجأة إلى رواية أخرى، ومن آية إلى آية أخرى، ومن موضوع إلى موضوع آخر.. وهكذا أنا لاحظت من خلال سماع أو حضور حوارات متعددة قد تصل إلى مائة حوار أنه يوجد تشتت في الحوار, حيث لا توجد مركزية فيه, وهذا في الحقيقة سيضيع الوحدة الإسلامية, وسيضيع وقت المناظرين, ووقت المستمع, فنجد الحوار ينتقل لحظة عن حديث الثقلين, وبعد لحظات قصيرة يتحدث عن حديث الخلفاء الاثني عشر, وفجأة ينتقل إلى حديث المنزلة, ثم فجأة ينتقل البحث من دون مقدّمة إلى آية تطهير, وفجأة ينتقل الحوار إلى موضوع آخر, وهكذا.. وهكذا.
والبحث في هذه الصورة لن يجدي ولن يحافظ على الوحدة الإسلامية المقدّسة، ومن هنا أنا أطلب قبل بداية الحوار أن يكون هنالك تحديد, مثلاً أنا وأخي عثمان الخميس نأتي نحدد أن الحديث يكون حول الآية الفلانية, نقول يكون حديثنا في المستقبل عن آية التطهير, وفي يوم الأربعاء القادم بما أن مناظرتنا تتم في يوم الأربعاء آية واحدة فقط نتحدث عنها، وفي الأربعاء الذي بعده ستكون المناظرة حول حديث الثقلين، والأربعاء الذي بعده يكون حديث أو آية، والأسبوع الذي يليه يكون الحديث حول آية الولاية، أو حول حديث غدير خم, وإذا أردنا أن يكون الحديث في أهل البيت، أو يكون الحديث في الصحابة؛ لا بدّ أن نحدد آية آية؛ لأن الخلاف مبني على استدلالات قرآنية، واستدلالات حديثية, فهمها إخواننا أهل السنّة هذا الفهم، وفهمها إخواننا من الاثني عشرية هذا الفهم, فنحن نأتي آية آية وننظر ما هو فهم هؤلاء وما هو فهم أولئك, أحياناً ربما نستمر في حديث الثقلين, الحديث قد يستمر إلى ثلاث أو أربع جلسات, ولا بدّ من تحديد ساعة معيّنة, يعني يكون الحوار يبدأ من الساعة الثامنة مثلاً, وينتهي مثلاً الساعة العاشرة حتى لا يضيع الوقت, وأنا لست مستعداً أن يكون الحوار من دون وقت من دون بداية ونهاية, حتى لا نضيع وقتنا ونضيع وقت المستمعين، ساعة معينة, بداية معينة، وإذا انتهى الوقت أغلق الحوار، ويكون العنوان محدد, آية معينة.
يعني ـ مثلاً ـ عندما نتناظر عمّن هم أهل البيت نحدد كذلك هل الحوار سيد وحول حديث الثقلين أم سيد وحول آية التطهير؟ لأن آية التطهير فيها نقاش كثير, وعلماء التفسير من الاثني عشرية وعلماء التفسير من أهل السنّة لديهم بحوث مطولة, وإلاّ إذا لم نحدد نقطة معينة أو رواية معينة فأنا أقول لكم من الآن الحوار فاشل, ولن يفيد الحوار ولن يجدي, فلا بدّ أن نحدد الحوار منذ البداية ولا بدّ أن يكون اتفاقاً مسبقاً, مثلاً اتفق مع أخي عثمان يكون اليوم الحوار في الآية الفلانية أو في الحديث الفلاني ولا يخرج الحوار عن هذا, ومن خرج عن هذه الآية أو هذه الرواية يطرد من الغرفة, ولا يحق له أن يستمر فيه, ويتفضّل الشيخ عثمان بطرح رأيه.
الشيخ عثمان الخميس:
إنني لا أدعي أنني أمثّل أهل السنة، ولكن عندما أتحاور مع بعض الشيعة، وعندما أدخل معهم في حوار واحتج عليهم بأحد مراجعهم يقول لي: أنا لا أقلده, وإنما أقلد فلان مرجع، وفلان أصبح حجة عليه وفلان ليس حجة عليّ! هذا هو الذي دفعني إلى الكلام عن الدكتور عصام، هل هو يمثّل الشيعة وهم يقبلونه وناطق باسمهم ؟ وهذا الذي دفعني للكلام.
إنني لا أريد التنقيص من مقام الدكتور عصام؛ لأنني قلت: إنني لا أعرفه, ومن كان لا يعرف شخصاً لا يجوز له أن يتكلم عنه وهو لا يعرفه, و كما قيل:
لا تمدحن شخصا حتى تجربّه ولا تذّمنه إلى من بعد تجريب
فأنا لا أمدح ولا أذم, ولكن فقط أحببت أن أفهم هذه المسألة.
بالنسبة إلى تحديد المواضيع, أنا كما قلت قبل قليل: لا مانع عندي في أيّ موضوع يطرح، ولكن بلا شك أنه لا بدّ من الأخذ بالأمور الأساسية التي اختلف فيها الشيعة والسنة, بل وصل الحال فيها إلى التكفير، كفّر بعض علماء أهل السنة مثلاً الشيعة الاثني عشرية لأمر ما, فلا بدّ أولاً من انتقاء المسائل التي فيها الحرج الشديد, حتى يعرف الحق ابتداء، ثم بعد ذلك تناقش المسائل الفرعية، سواء من الحديث أو من الروايات.
ولا مانع عندي من النقاش حولها, أي الآيات والروايات التي ذكرها ويتم ذكر أقوال العلماء, فلا مانع عندي أبداً، وكذلك عدم الخروج عن الموضوع, وهذا ـ أيضاً ـ نصّ عليه المسؤولون عن هذه الغرفة، وهو الأستاذ رفيق, وكذلك نصّ عليه الدكتور عصام، فهذا جيد من الآن.
ابتداءً أقول: إنني بحول الله تبارك وتعالى لن أنقطع عن المناظرة فجأة حتى يقال هرب أو غُلِب أو ما شاكل ذلك, فأرجو الله تبارك وتعالى أن يظهر الحق, سواء على لساني أو على لسان فضيلة الشيخ الدكتور عصام أو على لسان من يكون, المهم أن يظهر الحق, أسأل الله تبارك وتعالى أن نكون من الحريصين على اتباع الحق.
السيد رفيق:
الآن قبل بدء الحوار معك المايك, إن شاء الله يكون الختام قبل أن نبدأ نسمع منك الرد على ما طرحه الشيخ عثمان, تفضل سيد عصام.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أريد تعليقاً عل كلام أخي الشيخ عثمان الخميس ـ حفظه الله ـ , أنا أريد أن أبيّن نقطة وهي أنه عندما نريد أن نقول: لا بدّ من تحديد الأساس في الحوار, أنا عندما اقترحت انه يكون هو رواية رواية، أو آية آية, لأن كل العلماء متفقين أنه سبب الخلاف يعود إما لفهم آية أو لفهم رواية, يعني السبب الرئيسي في اختلاف المسلمين لأنه أنا كإثني عشري لديّ فهم في هذه الآية المعنية، ولديّ فهم في هذه الرواية المعنية، وأنت تخالفني في فهم هذه الرواية، ولديك فهم آخر يختلف عن فهمي, ومن هنا قال العلماء: إنّه أساس الخلاف والاختلاف أما يعود إلى مقدمات الرواية يعني السند, نختلف في السند, أو يعود إلى مدلول الرواية, فمن هنا أنا أقول: حتى مسألة الإمامة لماذا اختلفنا في مسألة الإمامة؟ اختلفنا بسبب فهم (حديث غدير خم), عند الاثني عشرية لديهم فهمهم الخاص، وعند الوهابية فهم خاص.
أو عند أهل السنّة فهم خاص. نتيجة الاختلاف في الفهم وجد هنالك الإمامة عند الاثني عشرية بشكل معين أو الخلافة عند أهل السنة بشكل معين.
ومن هنا أقول أساساً تحديد الحوار لا بدّ أن يكون بالرواية، نحدد رواية واحدة, أمّا أن نقول: موضوع الحوار هو أهل البيت فهذا خطأ؛ لأنه موضوع كلي, وموضوع عام, بل يكون آية أو رواية حول موضوع أهل البيت, يعني أنا غرضي والله ليس غرضي إلاّ هذا يا أخي شيخ عثمان، حتى لا يتشتت الحوار, نحدد إن شاء الله عادة قبل أن يبدأ الحوار حتى تكون المسألة علمية ومفيدة، ولا يكون فيها ارتجالية, وحتى نصل إلى الحق, مثلاً نقول قبل الحوار بأسبوع بيني اتفاق أنا وأنت حول الآية الفلانية نبحث عنها أو الحديث المعين نبحث عنه.
الأخ رفيق من غرفة الحق:
نستطيع أن نعرف من هم أهل البيت, فهناك خلاف في وجهات النظر، لكم المايك شيخ عثمان إذا كان هذا الموضوع مقبول لديكم.
سماحة الشيخ عثمان الخميس:
بغض النظر عن النواصب الذين يبغضون أهل البيت أظن قضيّة محبّة أهل البيت أو معرفة أهل البيت هذه ليست قضيّة أساسية في نقاش يترتب عليه كل هذه الأُمور التي نريد أن نعرفها من خلال هذا النقاش, يعني هل أنا إذا عرفت من هم أهل البيت, أو الشيعي عرف من هم أهل البيت, هل هو الخلاف بين الشيعة والسنة هل هي هذه المسألة التي ينبغي أن تقدم على غيرها من المسائل؟ أنا لا أرى ذلك, ولكن أرى أن تقدم المسائل المهمة, مثل: مسألة التوحيد, هذه المسائل هي النقاط الأساسية التي يجب أن يدور الحوار حولها, مثل موضوع الشرك, وإن شئتم موضوع الإمامة، وهل الإمامة التي يكفّر الشيعة السنة من خلالها خاصّة بعلي ـ رضي الله عنه ـ وأولاده؟ أو موضوع توحيد الإلوهية التي تكفّر السنة الشيعة القائلين بخلاف التوحيد, أو توحيد الإلوهية, أو توحيد الربوبية. أنا أقصد أن تتم مناقشة المسائل الأعمق أو المسائل الحرجه التي غيرها يهون ويسهل إن شاء الله تعالى.
وأنا أتصور موضوع الإمامة سيكون من خلالها طرح هذه الأُمور كلها.
من هم أهل البيت الذين لهم الإمامة عند الشيعة؟ أدلة الشيعة على الإمامة, منها (آية المباهلة) و (حديث الكساء) و (آية التطهير) وما شابه ذلك من الأدلة التي يستدل بها الشيعة الاثنا عشرية على هذه المسائل, فأنا لا مانع عندي في الحقيقة أن نناقش هذه الأمور، وأن يكون هذا محور حوارنا، فلا يوجد عندي أبداً أيّ مانع من نقاش الآيات والروايات, ولكن نبدأ في البداية بموضوع: ما هي الإمامة عند الشيعة? وما حكم مَن ترك الإمامة? وما شابه ذلك وغيرها من هذه المواضيع.
ولكن أيضاً قبل ذلك نريد أن نتفق على المراجع التي يرجع إليها الجميع عند الاختلاف قبل أن يستدل عليّ بحديث الثقلين أنا اذكر المراجع التي يستدل بها, أنا أقول: تستدل عليّ من كتاب الله تبارك وتعالى بأي آية من كتاب الله تبارك وتعالى يستدل، وأنا مسلم بحق, وإن كان هناك نقاش في مفهوم الآية أو مدلول الآية كما ذكر الدكتور عصام, وأيضاً يحتج عليّ بما في صحيح البخاري أو صحيح مسلم, كذلك ويحتج عليّ بما صحّ, والدكتور عصام يعرف لأنه كان سنياً بما صحّ حسب قواعد علمية مؤصّلة في علم الجرح والتعديل, وهي قواعد يعرفها الدكتور؛ لأنه كان سنياً, ولكن بالنسبة للدكتور الشيخ عصام ما هي الأمور التي إذا احتجيت عليه فيها قال سلّمت بها ويبقى الموضوع هو النقاش في المدلول, هل يدل عليه ولا يدل عليه هذا الحديث, أو هذه الآية؛ فأرجو أن يبين لي ما هي المراجع التي يلتزم بها؟
السيد رفيق:
تفضلوا سماحة الدكتور السيد عصام لك المايك إن شاء الله, تفضل.
السيد عصام:
عفواً ـ أولاً ـ أنا أخالف الشيخ عثمان الخميس في نقطة معينة وهي مسألة يجب أن نعرفها؛ لأنها مسألة هامّة جداً, عندما نقول اختلفنا في قضايا التوحيد اختلفنا في قضايا الإمامة, يا أخي لماذا اختلفنا؟ آيات التوحيد الموجودة في القرآن أنت فهمتها فهم معين, وروايات التوحيد الموجودة في السنة أنت فهمتها فهم آخر وهكذا.
عندما نختلف في الإمامة أنا أقول لك نحن اختلفنا بسبب الفهم فلماذا لا نرجع إلى البنية التحتية للخلاف وهي الروايات التي نناقشها, علماء أهل السنة وعلماء الاثني عشرية يقولون: الرواية أو الحديث أو الآية، الحديث الذي يناقش على سبيل الاحتجاج والاستدلال به هذا انتهى، تجاوز مسألة هل هو صحيح أو ضعيف؛ لأنه قد نقل وأصبح يستدل به, فأنا أقول: نحن الأدلة القرآنية والحديثية والروايات الموجودة في كتبنا التي نحتج بها في إثبات عقيدتنا في التوحيد وننقلها حتى إلى كتب العقائد والكلام هذه تحتج بها علينا؛ لأنه أنا لا أستطيع أن أقول هذه الرواية ضعيفة؛ لأنني احتجُّ بها عليك, ومن هنا أنا أقول الروايات التي استخرج منها العلماء العقائد وأصبحت من المسلّمات فلذلك من الخطأ أن تحتج عليّ بكتابٍ بأكمله, بل احتج عليّ بآية أو رواية, وهنالك روايات أنا يمكن أحتج بها, ولكن لا بدّ من تحديد رواية معيّنة حتى لا تتشتت الأفكار؛ لأنه أنا جربت الحوارات الكثيرة, وأنا لم أدخل لأول مرة في مناظرة، دخلت مناظرات كثيرة, وعندي تجربة أنه إذا لم نحدد رواية معيّنة..
قل لي الآن: تريد أن نبحث في (حديث الثقلين) أو لا ؟ تريد أن نبحث في (حديث الاثني عشر) قال رسول الله: «لا يزال الدين عزيزاً ما وليهم اثنا عشر» كما في صحيح مسلم, أو (حديث الثقلين) الموجود في صحيح مسلم «كتاب الله وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي», أو (حديث المنزلة) نتناقش فيه ونعرف لماذا اختلف العلماء في هذا الحديث؟ أما أن نظل في هذا العنوان الفضفاض الكبير أنت تدلني على كتاب، وأدلك على كتاب, وهذا الكتاب حجة عندي.. ونضل نتحاور في أقوال العلماء في هذا الكتاب هل كل ما فيه مسلم أو لا؟ هذا لا يفيد, أنا أقول لك: رواية مسلّمة عندي أفضل, أما تقول لي: كتاب مسلّم عندي, فهذا ممكن يناقش فيه, لكن الرواية الواحدة من هذا الكتاب فلا يمكن أن نناقش في صحتها, ممكن أقول لك هذا الكتاب مسلّم عندي بصحة في حين أنّ العلماء اختلفوا فيه منهم من قال: إنه كله صحيح وبعضهم قالوا فيه: ضعيف, لكن الرواية ستكون متفق عليها, سأقول لك: هذه الرواية لم يختلف فيها أحد من الاثني عشرية وقالوا بصحتها جميعاً, ومن هنا ستكون الحجة أقوى, لكن تقول لي: كتاب معين! سندخل في جدل عقيم حول الكتاب، ستقول: هذا الكتاب حجة عند بعض الاثني عشرية، وليس حجة عند بعض الاثني عشرية. ستقول لي: هذا الكتاب مختلف عليه, وكتاب متفق عليه, منسوب إلى الشيخ المفيد، وقيل: إنه له.
لكن أقول لك: الرواية لماذا؟ أنا أقول: الرواية رواية مسلّمة متسالم عليها, نحدد بالروايات لا بالكتب؛ لأنه أنا عندي تجربة إذا لم يحدد الحوار بالرواية فلن يجدي الحوار.
يعني أنت تعلن اليوم سوف نتناول حديثاً في صحيح مسلم وحديث البخاري, وحديث موجود في الكليني: [لا يزال الدين محفوظاً ما وليهم اثنا عشر] من هؤلاء الاثني عشر، من هم ? وما هي صفاتهم ؟ ماذا قال علماء السنة في هؤلاء ? وماذا قال علماء الاثني عشرية فيهم ؟ يعني ممكن تريد أن نتحاور في هذا الحديث, تفضل بسم الله, في (حديث الاثني عشر), وحينئذ لا يمكن أن أخرج, ولا يمكن لك أن تخرج, حديث مسلّم عند الجميع, موجود في كتبنا وموجود في كتبكم، ماذا قال فيه الإمام العسقلاني من أئمة أهل السنة? وماذا قال فيه أئمة الشيعة؟ ولماذا اختلفوا? وما هي أسباب الخلاف? أمّا لو تقول لي: موضوع واسع وكلي, فأنا أقول: لا يفيد الحوار إذا لم يحدد برواية؛ لأنه الآن أنت تعرف حتى في رسالة الدكتوراه أو في رسالة الماجستير لماذا يطلبون من الطالب أن يحدد جزء, الجزء, إذا جاءهم بعنوان كلي يقولون له: هذا ضياع وقت، ولن تكون الرسالة مجدية، ومتى حدد جزء يقولون نريد جزء, الجزء.
فأنا لماذا قفزت إلى الجزئية ؟ لأني إذا لم أحدد جزئيات وليس أقصد من الجزئيات, إنها من فروع الدين, وإنها ليست من أصول الدين؛ لأن هذه الجزئيات أصولية, أقصد من أصول الدين, ولكن مبنيّة على رواية, هي أصول دين مبنية على رواية.
من أين جاءت مسألة نحن نقول أن الأئمة اثنا عشر, من أين جاءت؟ نحن جئنا بدليل في صحيح مسلم (حديث الاثني عشر)، في صحيح البخاري (حديث الاثني عشر)، في سنن أبي داود (حديث الاثني عشر), إذا تريد نتحاور اليوم حول حديث الاثني عشر أنا أقترح يكون الحوار حول حديث الاثني عشر.
السيد رفيق:
طيب تفضل شيخ عثمان الخميس نسمع منك رأيك بالنسبة للمواضيع التي طرحها سماحة الدكتور السيد عصام العماد تفضل.
الشيخ عثمان:
نعم, أقول إلى الآن لم نبدأ في قضيّة تحديد الوقت, إن شاء الله يأخذ كل واحد الوقت الذي يريد إلى أن يبدأ الحوار, لم يحدد الوقت الذي تم الاتفاق عليه, إلى أن يتم الاتفاق بيننا عن كيفية الحوار, وبعد الاتفاق يمكن أن يأخذ كل واحد خمس دقائق أو عشر دقائق حسب ما اتفق عليه, ما في مشكلة.
بالنسبة لكلام الدكتور عصام العماد, بالنسبة للأمور التي طرحها الآن أنا لا أوافقه عليها حقيقة من حيث:
أولاً يقول: [اختلاف في آيات التوحيد].
اختلاف في فهم آيات التوحيد, أنا أقول: المسألة ليست كذلك المسألة ليست خلافاً في فهم آيات التوحيد, أنا عرف أنّه عند الشيعة غلو في مسألة توحيد الألوهية، وأُمور خطيرة جداً, في الحقيقة أن تحبّ أن تناقش هنا تناقش فما عندي أيّ مانع.
يقول: [استخرج العلماء العقائد من آيات]. يعني العقائد واضحة, ولله الحمد والمنة, والآيات واضحة لا تحتاج إلى استخراج, والقرآن بيّّن وواضح لكل أحد ولله الحمد والمنّة.
نعم, هناك بعض الآيات التي لا يفهمها كل أحد, ولكن بشكل عام القرآن بيّن للجميع, فلذلك جعله الله تبارك وتعالى قرآناً ساطعاً موضحاً للعلماء وغير العلماء, حتى يكون حجة عليهم.
يقول: [ناقشني في الروايات المسلّمة عندي]! كيف أعرف الروايات المسلمة عندك ؟! أنا أريد أن أعرف كتاباً تكون رواياته مسلّمة عندك؟ فإذا كان يقول الدكتور عصام: ليس عندنا كتاب فيه روايات مسلّمة, أنا ما عندي أي مانع أبداً, ولكن قد أطرح أنا حديثاً ثم يقول لا هذا غير مسلّم, هذا غير مسلّم!! لا بدّ أنّ هنالك قواعداً يعتمد عليها عندنا نحن أهل السنة, صحيح البخاري, وصحيح مسلم كله مسلّم, أي رواية تستدّل بها من البخاري ومسلم أنا أقبل منك إن شاء الله تعالى, وقلت كذلك: بعد صحيح البخاري وصحيح مسلم أي حديث صحيح بشروط الحديث الصحيح المعروفة عندنا, وهو يعرفها الدكتور عصام حسب ظني.
أما بالنسبة إلى الشيعة أنا كذلك أريد أن أعرف كيف استدل عليهم من كتبهم؟ كيف نعرف صحة الإسناد ومن تصحيحه مقبول؟ هل إذا صحح المجلسي أو أن الدكتور عصام هو الذي يصحح ويضعف بحيث أني أي حديث أذكره له لا بدّ أن أذكر له علته وتضعيفه أو صحته؟ وكذلك أنا لا أقبل منه أيّ حديث يستدل به حتى يذكر لي علته أو صحته ومن صححه من العلماء.
أمّا قضية يكلّمني في الأحاديث المسلّمة، أنا كيف أعرف الأحاديث المسلّمة عندك من غير المسلّمة؟! لا بدّ أن يوضع هناك منهج من خلاله يعرف كل أحد له ولو باع قليل يعرف الحديث الصحيح من غيره, كذلك هذه الأحاديث التي طرحها (حديث الاثني عشر)، و (حديث المنزلة).
كما قلت قبل قليل وأعيد وأكرر: لا مانع من مناقشة هذه, ولكن نناقش مسألة قبل ذلك, وهي قضية الإمامة ما حكمها؟ وما حكم منكرها؟ طيب إذا أنا ما آمنت بالإمامة هل أنا أعتبر مسلما مثلاً أو أكون كافراً عندكم? وهل الأئمة الاثنا عشر هم الاثنا عشر الذين نصّ عليهم النبي أو غيرهم؟ وهل نصّ عليهم النبي أو لم ينصّ عليهم?
السيد طلال:
خلاص, تفضل.
ana_shi3i
16-09-2007, 03:49 PM
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أولاً في الحقيقة أنه لا بدّ قبل أن نبدأ الحوار أن نعلم أنه يوجد قاعدة عند أهل السنة وعند الاثني عشرية, مثلاً كتاب (العقيدة الطحاوية) أو كتاب (العقيدة الواسطية) عند أهل السنة كمثال, ما معنى هذا الكتاب؟
هذا الكتاب معناه أنه يمثّل عصارة الآيات القرآنية والحديث النبوي الصحيح عند أهل السنّة, يعني جاءوا واستخلصوا أو استخرجوا, وإن كان لا مناقشة في المصطلح يا أخي عثمان, ثم وجد هذا الكتاب (العقيدة الطحاوية), فأنا الآن حتى أوفر على وقتك بدلاً أن نناقش هذا الحديث صحيح أو هذا الحديث ضعيف، هذا الحديث صححه المجلسي أو ضعفه المجلسي، هذا الحديث ضعفه الألباني أو صححه الغماري في المغرب العربي.
أولاً: هذا الحديث عبد المنان قال: إنه ضعيف, وجاء الوادعي وقال: إنه صحيح. هذا الحديث ضعفه ابن تيمية أو لم يضعفه.. أنا أقول: نأخذ الروايات المسلّمة التي دخلت والتي تجاوزت مرحلة التصحيح والتضعيف كما قال علماء الكلام من السنة والشيعة. الرواية إذا عصرت وأدخلت في كتب العقائد هذه انتهى أمرها, لا يوجد بحث حول صحتها أو ضعفها.
أنا أقول لك: الروايات التي تحولت وتجاوزت مرحلة النقاش حول أنها صحيحة أو ضعيفة, أنا أريد أن أوفّر عليك وقتك، هذه مثلاً رواية مثل (حديث الثقلين), مسلّمة عندنا وعندكم, موجودة في صحيح مسلم، وموجودة كذلك في الكافي للكليني, وموجودة في كل الكتب, ومسلّمة عند الجميع. حتى نوفّر الوقت أنت تريد الخروج عن الحوار, وسنظل نبحث, وتأتي تقول لي هذه الرواية عند المجلسي صحيحة ولكنها عند البهبودي الاثني عشري ليست صحيحة, وأنا سآتي وأقول لك: إنّ هذه الرواية صححها الألباني في صحيحه، وأنت تقول: لا لكن الذهبي في تلخيصه ضعفها.
فأنا أقول لك توفيراً للوقت: الرواية التي أصبحت مسلّمة عند الجميع أنا لن آتي برواية إلاّ وأجمع الاثنا عشرية على صحتها, مثل رواية (حديث الثقلين) أيضاً أجمع أهل السنة على صحته انتهى ذلك فما هو رايك, هذه الرواية المسلّمة هي الأساس الرئيسي أصبحت الآن مسلّمة ودخلت في الكتب الكلامية عند الاثني عشرية، وهي البناء الرئيسي عندما تقول نناقش الإمامة, تمام نناقش الإمامة, ولكن نحن نناقش الإمامة كيف وجدت، وجدت بسبب (حديث الثقلين), نناقش (حديث الثقلين) حتى لا نظل ندور في حلقة مغلقة.
قلنا لك: الآن في العالم كله دائما يبدأوا من الجزئية, لا لأنها تعتبر فرع, بل لأن الحوار سوف يضيع إذا لم يحدد بجزء وجزء الجزء, فسوف يضيع.
تقول لي: الإمامة.
الإمامة عنوان كبير، قل لي نحاور الآن في (حديث الثقلين), بسم الله تفضل معك المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
ما أدري يعني.
أرجو أن لا يتم الحوار بهذه الطريقة، فإني أرى أنه يعني الدكتور عصام يصر على مناقشة الفرعيات, ولكن أنا أقول الدكتور عصام مثلاً يقترح لنا أن نتحاور في (حديث الثقلين), وكذلك في (حديث الكساء), وغيرها من النصوص, قبل أن ندخل في (حديث الثقلين) أو (حديث الكساء). يجب أن نضع أرضية يتم الحوار حولها أولاً قبل الدخول في (حديث الثقلين), هذا ما أريد أن أحاور فيه في البداية قبل أن نبدأ في الحوار, يقول حول (حديث الكساء) أو (حديث الثقلين), يقول: إنها أحاديث مسلّّمة. أنا لا أنكر (حديث الثقلين), ولا أنكر (حديث الكساء) وهي أحاديث مسلّمة عندي ـ أيضاً ـ العفو لا تفهموني خطأ.
مثلاً لو جاءني نصراني الآن ـ مثلاً ـ وناقشني حول عيسى وأنه خالق العالم, وأن عيسى مع الله ومع مريم, هم هؤلاء الثلاثة يشكلون إله وما شابه هذه الأُمور؛ هل تقول له: لا هذه غير مسلّّمة عند الجميع بل يجب أن نحاور الأُمور المسلّمة في عيسى عند الجميع؟
وإذا قال المسيحي لي: لا يصح أن نتحاور في التثليت وغيره من الأمور الخلافية بين المسلمين والمسيحيين, ثم يقول المسيحي: بل نتحاور أنا وأنت في الأمور المتفق عليها بين المسلمين والمسيحين؛ لأنه يجب أن نتحاور في الأُمور المسلّمة عندي وعندك وهي: إن عيسى بن مريم هو روح الله, وأنه كلمة الله. هذا غير صحيح أبداً.
أنا أقول للدكتور الشيخ عصام: نعم هذا الحديث عندي صحيح (حديث الكساء)، (حديث المنزلة) هذا ما في أي مشلكة عندي من هذا الباب، ولكن أنا أسأله عن كتبه, هو يعني الآن هل سيتم نقاش بين السنّة والشيعة فقط من خلال كتب أهل السنة، نتحاور في كتب أهل السنة ولا يمكن أن نتطرق إلى كتب الشيعة وما فيها? أنا أسأله عن كتب الشيعة إذا ناقشتك من كتب الشيعة ما هو الحديث الذي يصح عندهم? كيف أنا أأخذ الحديث من كتبهم? وهل القرآن مسلّم عندك بأنّه لم يمس لا من قريب ولا من بعيد, وإن من قال بسقوط حرف واحد من القرآن الكريم يعتبر عندك من الخارجين عن الإسلام؟!
أنا أريد أن يقول لي هو: ما هي الكتب الشيعية التي يسلّم ويؤمن بها? لأنه الآن يقول ناقشني بالذي أسلّم به, كيف أعرف ما هي الكتب التي يسلّم بها وما هي الكتب التي لا يسلّم بها?! هذه الأحاديث التي أنا أسلّم بها وأنت تسلم بها, مثل: (حديث الثقلين), و (حديث الكساء), و (حديث الغدير), و (حديث المنزلة), هي عندك مسلّمة وعندي مسلّمة, نعم لا شك أن هذه الأحاديث التي ذكرها مسلّمة عندنا وعندك, لا يوجد شك في ذلك, علي بن أبي طالب له منزلة مرضية عند الله سبحانه وتعالى, ولكن تكلم عن كتبهم، تكلم عن كتب القوم, عن كتب الشيعة الاثني عشرية، ماذا تقبل منها، تصحيح مَن مِن العلماء تقبل إذا ناقشتك فيه أو لا تقبل أحداً أبداً? وهل هذا رأيك أو رأي الشيعة يعني في قبول أقوال هؤلاء العلماء.
سماحة الدكتور السيد عصام:
أخي عثمان يبدو أنّك لم تفهمني, لم تفهم ماذا أريد أن أقول لك، أنا أريد أن أقول لك: إن (حديث الثقلين) موجود وصحيح عند الجميع, موجود في صحيح مسلم وموجود في الكافي عند الاثني عشرية, لكن فهمي أنا لحديث الثقلين عند ما كنت وهابياً غير فهمي لحديث الثقلين عندما انتقلت إلى الاثني عشرية, أنا أقول بعد أن تجدّد فهمي لحديث الثقلين انتقلت من الوهابية إلى الاثني عشرية, فأنا أريد الآن أن نبحث هل فهم الاثني عشرية (لحديث الثقلين) هو الفهم الموافق لما أراده النبي من (حديث الثقلين) أم أنّ فهم السنة (لحديث الثقلين) هو الفهم الموافق لما أراده النبي؟ نحن نريد أن نتحاور حول هل الحق مع شرّاح الاثني عشرية لـ (حديث الثقلين) أم أنّ الحق مع شرّاح أهل السنة لهذا الحديث.
أخي عثمان لا يكفي أن نتفق في مجرد متن حديث الثقلين, بل لا بدّ أن نتفق في فهم هذا الحديث، وإذا اختلفنا في الفهم لا بدّ أن نتحاور في أسباب هذا الاختلاف في فهم الحديث, ومن هو صاحب الفهم السليم من هو الذي فهم الحديث كما فهمه الرسول؟ ومن هو الذي فهمه هو الحجة؟ أما أن نتحاور في قضيّة كلية مثل الإمامة فلن نصل إلى نتيجة؛ لأن الإمامة الكلية تكونت من جزئيات, وأهم هذه الجزئيات حديث الثقلين, ومن هنا أنا أقول: إنني لن أحاورك إلاّ في حديث الثقلين أو في جزئيه في آية أو في رواية, لا بدّ من آية أو رواية لا في قضية كلية, أنت الآن تريد تناقشني في مسلمات؛ أنا لا يهمني ما هي كتب الشيعة أنت تعرف ما هي كتب الشيعة وأنا أعرف ما هي كتب السنة، لا نريد أن نضيّع الحوار في هذا المجال. ما أظن أن أحداً الآن لا يعرف ما هي كتب الشيعة، ولا أظن أن أحداً لا يعرف ما هي كتب السنة، لكن الإشكال هنا ما هي الروايات المتفقة بيننا وبينكم؟
الآن نحن نتفق على رواية، وهذه الرواية متفق بيننا وبينكم، ولكن نحن سنناقش هل الفهم الاثني عشري هو الفهم الصحيح (لحديث الثقلين) أم لا؟ نحن يجب أن نناقش, هذه المسألة, لا نريد أن ندخل ونضيع وقتنا هل الكتاب هذا صحيح أو غير صحيح؟! نحن لا نناقش الكلية ننتقل إلى الجزئية. الرواية مسلّمة عند الجميع, جيد، أنا أقول: لو تذكر لي ما هو الشيء الذي تؤمن به؟ أنا أقول لك: أؤمن (بحديث الثقلين), و (حديث الثقلين) هو السبب الرئيسي الذي جعلني انتقل من مذهب الوهابية إلى مذهب الاثني عشرية. أنا أريد أن أقول لك إذا كنت الآن فعلاً، يعني أنا أرى أنّ فهم الاثني عشرية (لحديث الثقلين) هو الفهم الصحيح, وهو الذي يمثّل الإسلام في فهم (حديث الثقلين), ولديّ انتقادات كثيرة على فهم أهل السنة لهذا الحديث، وهذه الانتقادات هي التي جعلتني أتحوّل من المذهب الوهابي إلى المذهب الاثني عشري.
ومن هنا أنا بالنسبة لي هذا هو الأساس في الحوار, ناقشني في هذا الحديث. لماذا الآن توجد ظاهرة في العالم أنه كثير من أهل السنة انتقلوا إلى مذهب الاثني عشرية؟! يعني انظر إلى مقدمة العالم ربيع محمد السعودي في كتابه «حكم الإسلام في الاثني عشرية» أو «الشيعة الإمامية في ميزان الإسلام» يقول عندما سافرت إلى مصر فوجئت أنني رأيت الكثير من الناس الذين كنا نعرفهم وهم من العلماء الفضلاء انتقلوا إلى المذهب الاثني عشري.
والشيخ ناصر القفاري يقول في كتابه (مسألة التقريب)، وفي كتابه (أصول الاثني عشرية) يقول: وكثير من العلماء أو كثير من أهل نجد تحولوا إلى الاثني عشرية. وكذلك نجد أنّ كثير من العلماء مثلاً الإمام ابن حجر الهيتمي في مقدمة كتابه (الصواعق المحرقة) يقول تشيع الكثير وتحوّل الكثير من أهل السنّة في مكة إلى الاثني عشرية.
أنا أريد أن أقول: إن الروايات المتفق عليها إذا حددناها لن نختلف.
أنا أقول لك رواية أجمع عليها المجلسي والكليني من القدماء, وأجمع عليها البخاري ومسلم أنّها رواية صحيحة. نناقش هذه الرواية ونحدد أن كنت أنت لست محضراً أو لست مهيئاً أنا مستعد أن أعطيك مهلة بعد أسبوع نتناقش في (حديث الثقلين), أنا بالنسبة لي على استعداد لمناقشة أي رواية أو آية, الآن أن نتحاور فيها، وإن كنت أنت لست مستعداً فأنا مستعد أن نحدد الآن من اليوم نقول: سيكون الحوار في الجلسة القادمة يوم الأربعاء القادم حول (حديث الثقلين), أنا مستعد.
أنت الآن تعرف الشيعة وتعرف ما هي كتب الشيعة, وأنا كنت سنياًً أعرف ما هي كتب السنة، وتعرف ما هي أساس كتب الشيعة, لا تسأل عن أشياء أنت تعرفها، فأنا أستغرب من سؤالك، سؤالك غريب جداً!!
أنا أقول لك: ما هي الأسباب الرئيسية في خلافنا? الأسباب الرئيسية في خلافنا أنه يوجد رواية عندنا مسلّمة عند كل الاثني عشرية، رواية مثلاً «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي», هذا الحديث العظيم كما هو موجود في كتب الاثني عشرية أيضاً موجود في صحيح مسلم «كتاب الله وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي».
وهذه الرواية هي الأساس في الاختلاف في العقيدة بين السنة وبين الاثني عشرية.
أقول لك: تعال نناقش هذه الرواية، أنا أوفِّر لك الجهد بدلاً أن تأتي وتتعب نفسك وتقول هذه الرواية عند المجلسي صحيحة أو ليست صحيحة أو تقول ضعفها البهبودي, ستتعب نفسك, وأنت لا تعرف علم الرجال عند الاثني عشرية. علم الرجال له أصول وممكن أنا أستمر معك في مناظرة تستمر شهر كامل عن علم الرجال عند الاثني عشرية, أنا درست هذا العلم (13) سنة, له أسس, له مباني، له كتب معيّنة، له أصول معينة, مثلما عند السنة كذلك عند الشيعة. أنت لا تستطيع الآن في محاضرة واحدة وتضيع وقت المستمعين.
أساس خلاف المسلمين هو (حديث الثقلين), نحن حسب (حديث الثقلين) قلنا بإمامة أهل البيت, وبأنهم معصومون, ونحن حسب (حديث الثقلين). أنت قلت (حديث الثقلين) لا يدل على عصمتهم، ولا يدل على الإمامة عند الإمامية, وأنت تقول موضوع الإمامة مهم, وإن القضية مهمة, نتحاور فهيا, بسم الله، أنا أعين هذه الرواية وهو (حديث الثقلين) ويكون الحوار حول هذه المسألة.
أنت في الحقيقة متناقض مع نفسك، تقول لي: يا أخي تعال نتحاور في الإمامة, أقول لك: بسم الله نتحاور في الإمامة, الإمامة كيف جاءت? كيف تكونت? كيف وجدت? كيف أنجزت البنية التحتية, ما هي؟ إنها (حديث الثقلين).
أنا أقول لك: كنت وهابياً سنياً بسبب (حديث الثقلين), أصبحت اثني عشرياً, أنا أريد تناقشني في هذا, فو الله لو فهّمتَنِي (حديث الثقلين) بالفهم الذي عندك وتقول لي أنت أخطأت أنا من الآن سأعلن خروجي من المذهب الاثني عشري ورجوعي إلى المذهب الوهابي, لكن أنا أقول لك: فهمك (لحديث الثقلين) فهم خطأ، فهم السنة (لحديث الثقلين) خطأ, ومن هنا أنا أريد نتحاور حول (حديث الثقلين)؛ لأنه هذا بالنسبة لي مورد ابتلاء, فبسبب (حديث الثقلين) انتقل (آلاف) من أهل السنّة منذ القرون الأولى, بسبب (حديث الثقلين) تحول أهل العراق, وكان أهل العراق كلهم سنة، هؤلاء كلهم بسبب وجود (حديث الثقلين) انتقلوا إلى المذهب الاثني عشري).
كانت إيران كلها سنة بسبب (حديث الثقلين), تحولت إلى المذهب الاثني عشري, كانت اليمن سنة وبسبب هذا الحديث انتقولوا وتحولوا إلى الشيعة, وبسبب (حديث الثقلين) انتقل محمد الأنطاكي إلى المذهب الاثني عشري، كما بين في كتابه المعروف (لماذا اخترت مذهب أهل البيت), وبسبب (حديث الثقلين) انتقل التيجاني من المذهب السني إلى المذهب الاثني عشري, وبسبب (حديث الثقلين) انتقل (آلاف) السنّة إلى المذهب الاثني عشري!!
فأنا أقول لك: إذن ما دام هذا الحديث هو السبب الرئيسي في أنّ كثيراً من أهل السنّة تركوا المذهب السني, فلماذا هذا الحديث لا يكون أساساً في الحوار بيني وبينك؟!
الآن كل المقدمات, طالع مقدمات كل كتب الوهابية, كتاب ناصر القفاري يقول: كثير من أهل السنة تحولوا إلى الاثني عشرية، وأنا سأذكر لك عبارته, وهكذا ابن حجر الهيتمي يقول في كتبه: كثير من أهل السنة تحولوا للاثني عشرية, وابن باز نفسه يقول: كثير من أهل السنة تحولوا إلى الاثني عشرية, وسأذكر لك عباراتهم من مصادرها.
نحن نقول: لماذا تحولوا إلى الاثني عشرية؟ وكلهم يقولون: بسبب (حديث الثقلين), تعال إذن نتحاور في (حديث الثقلين).
تقول لي: هذا الأمر ليس أساساً!! بالله عليك أن سبب التحول هو (حديث الثقلين) وتقول لي ليس أساساً؟! سبب التحول (حديث الاثني عشر) تقول ليس أساساً؟! إذن هذا أمر عجيب!! إذن ما هو الأساس? تفضلوا معكم المايك.
السيد رفيق:
تفضلوا أنا إن شاء الله تركت الموضوع فيما بينكم, وإن شاء الله بعد ذلك نصل إلى نتيجة تفضل يا شيخ عثمان.
سماحة الشيخ عثمان:
أنا أعذركم حقيقة أخواني المستمعين, أنا ما أريد أن أطيل في هذا الحوار, لكن الشيخ الدكتور عصام العماد يقول: ثلاثة عشر سنة يقرأ علم الرجال وعلم الحديث عند الاثني عشرية! ويقول: أنت لا تعرف علم الرجال عندنا. أقول: وما يدريك أني لا أعرف ذلك فهذه الكلمة غير مقبولة, ولا أقول أنني عالم في علم الحديث عند الشيعة.
يقول: لا أريد أتعبك! ولكن أنا أريد أن أتعب نفسي، أريد أن أعرف ما هي الأحاديث التي أبحث عنها واستدل بها عليه.
يقول: احتج عليّ بكتاب المفيد وكتاب عقائد المظفر!
أنا أسأل الآن: أنتم أيها الشيعة من تتبعون؟ تتبعون المفيد والمظفر أم تتبعوا أئمة أهل البيت? ألستم تتبعون الأئمة الاثني عشر، أليسوا هم العمدة؟ هل العمدة المفيد والمظفر, هم الأئمة الاثنا عشر العمدة ولا تقول: المفيد، ولا تقول: المظفر ولا غيرهما. نعم هما من علماء الشيعة, ذلك أمر آخر, أنا لا أتكلم عنه ولا أطعن في علمهم.
تقول: نرجع إلى كتب العقيدة.
من يقول ما اختاره المظفر من الروايات المتناقضة الكثيرة هو عقيدة أهل البيت؟ أولاً أن يذكر لي منهجاً أو كتباً أحتج بها عليه, أريد كلام جعفر، أريد كلام محمد الباقر ـ رضي الله عنه ـ، أريد أحاديث أهل البيت لا العلماء الذين ذكرهم, لا أريد كلام المظفر, والذي أعرفه من أحاديث أهل البيت أنّهم يعتمدون على القرآن فقط, أئمة أهل البيت لهم روايات رواها عنهم تلاميذهم، وموجودة في كتب الشيعة ومحفوظة, تترك قول جعفر الصادق وتعتمد على عقائد المظفر؟! أنا ما عندي مانع ولكن الآن لم أسمع شيئاً.
السيد رفيق:
أحسنت يا شيخ عثمان, لا إشكال في طرح حديث الثقلين والحوار حوله، سماحة الدكتور السيد عصام معك المايك.
سماحة الدكتور السيد عصام:
يبدو أن الصوت ربما يصل إلى الشيخ عثمان غير واضح؛ لأنه لم يفهم قصدي, شيخ عثمان: أنت تعرف أنه عندما أنا كنت أدرِّس العقيدة الطحاوية، وكنا ندرس العقيدة الواسطية, كتاب العقيدة الطحاوية كتبه مَنْ? كتبه إمام أئمة أهل السنة. ندرس العقيدة الواسطية, كتب الإمام ابن تيمية، فهل يصح أن نقول: هذه عقائد ابن تيمية أم أننا نقول هذه عقائد أهل السنة التي استفاد من خلال القرآن ومن خلال السنة النبوية.
أنا عندما أقول لك كتاب العقيدة للمظفر المراد أنه من خلال قراءته للقرآن, ومن خلال قراءته لروايات أهل البيت استنفع منها, وكون هذا الكتاب, أنا أقصد ربما أنت لم تفهم، أنت كأنك تريد أن تقول: إن كتب العقائد أنها نابعة من غير الكتاب والسنة والعياذ بالله.
يعني أنت هل تستطيع عندما نقول: إنه في كل الكتب, نحن الآن عندما كنا وهابية, كنا ندرس العقائد مثلاً, ندرس كتاب التوحيد لمحمد عبد الوهاب درسناه, فهل تقول ـ والعياذ بالله ـ: إن شيخ الإسلام محمد عبد الوهاب وضع لنا توحيداً جديداً أم أنّه استخرج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ورسم التوحيد من خلال فهمه هذه الآيات ومن خلال فهمه لهذه الروايات؟!
فأنا عندما أقول: عقائد المظفر, أي فهم المظفر للقرآن الكريم وللروايات الواردة عن أهل البيت, وأنا عندما أقول لك: نناقش (حديث الثقلين) يجب أن نكون منطقيين, يعني: أنت عندما تأتي تناقش ما هي أقوال جعفر الصادق والباقر, وما هي روايات أهل البيت؟ علمياً هذا خطأ، خطأ علمياً ومنطقياً؛ أو لا:
نناقش (حديث الثقلين) لماذا قلت لك: (حديث الثقلين)؟ لأنه حسب فهمك لحديث الثقلين فكلام أهل البيت ليس حجة, فبالتالي لا داعي لنقاش روايات أهل البيت؛ لأنها ليست حجة.
أما حسب فهمي الذي فهمت (حديث الثقلين) فهم آخر, فكان عندي في البداية عندما كنت سنياً ما كان عندي مورد ابتلاء, كان كلام الإمام علي بالنسبة لي يعني كلام ككلام أي واحد من الصحابة, ممكن في هذه المسألة آخذ بفقه عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وفي هذه المسألة آخذ فقه الإمام علي, ولكن أنا عندي الآن يقين بسبب (حديث الثقلين) أنه يجب أن آخذ بكلام الإمام علي, فلذلك من الناحية العلمية يقول العلماء: إنه (العرش قبل النقش).
أنا الآن ليس لديّ كرسي, نحن سنتناقش في هذا الكرسي, غير الموجود والمعدوم هل سيكون لونه أخضر أم أزرق؟ نقول: أولاً نوجد الكرسي, فالكرسي هنا (حديث الثقلين), أولاً نناقشه ثم ننتقل إلى ما جاء عن أهل البيت من كلمات, وأنت تعرف أنّ كل العلماء السنّة والشيعة يقولون: ما اختلف السنة والشيعة إلاّ بسبب (حديث الثقلين), ما معنى بسبب (حديث الثقلين)؟ هذا الحديث مسلّم عند الكل، وأنت تقول: إنك تعرف كتب الرجال وتعرف كتب الشيعة, إذن لماذا تسأل الآن: ما هي الكتب المعتبرة عندهم وما هي الكتب غير المعتبرة عندهم؟ ما الفائدة من هذا السؤال؟! تحصيل الحاصل.
الآن نتحاور ونتحدث في (حديث الثقلين), وإذا كنت أنت لست محضراً أنا قلت لك سابقاً: إن شاء الله في الأسبوع القادم يكون حوارنا حول (حديث الثقلين), وتفضل معك المايك.
السيد رفيق:
طيب شيخ عثمان أنا أرى إن شاء الله أنا من أجل مصلحة الحوار, أرى أنه ليس لديكم مانع من الخوض في حديث الثقلين, تفضل شيخ عثمان.
سماحة الشيخ عثمان:
لا مانع عندي أصلاً يتكلم في حديث الثقلين, ولكن أريد أن يسمعوا الحوار بيني وبين الشيخ الدكتور عصام في قضية كتب الشيعة, حتى يعلموا أن فضيلة الشيخ الدكتور عصام يتهرب من الحوار حول كتب الشيعة, الذي أعلمه أنّه بينكم خلاف عظيم في قضية تصحيح الأحاديث وتضعيفها. أنا أريد الآن أن أعرف أنت من أي منهج, هل أنت من منهج الذين يقبلون جميع أحاديث الكتب الأربعة, مع الأسف حتى الآن, مع الأسف لم أسمع شيئاً. الشيعة مختلفون في هذه القضية, هناك من الشيعة من يقول: كل كتبنا صحيحة, وهناك من الشيعة من يقول: ليس كل كتبنا صحيحة.
كيف أحاورك؟ كيف وما هي الأحاديث التي تقبلها؟ هل أطرحها عليك؟ وتقول: هذا مقبول وهذا غير مقبول؟
ما هي الكتب التي إذا ذكرت لك تقبلها أو لا تقبلها, ولكن المهم أنّ الناس سمعوا ما دار بيني وبينك بخصوص هذا الموضوع.
هناك مزايدات كثيرة في الكلام تحوله إلى أهل الشيعة, إيران تحولت بـ (حديث الثقلين), العراق تحول بـ (حديث الثقلين), اليمن تحول بـ (حديث الثقلين), متى تحولوا الآن؟! الآن سمعوا (حديث الثقلين) فإذا السابقون فهموا حديث الثقلين لماذا لم يتحولوا من الأول؟ لماذا السنة أكثر من الشيعة بأضعاف مضاعفة؟ كل هؤلاء الذين سمعوا (حديث الثقلين) ما فهموه إلاّ الآن؟! أين فهم السابقون له؟ لماذا لم يفهموه السابقون لماذا؟! لو كان الشيعة في العراق فهموه من الأول كان كل العراق الآن شيعة. في إيران الكل شيعة بـ (حديث الثقلين) أو (حديث الاثني عشر), قضية والله إيران صارت شيعية، وفلان صار شيعياً، أو فلان صار سنياً ما يحتاج لمثل هذه المزايدات.
نحن الحمد لله نعلم علم اليقين أن الذين يتحوّلوا إلى مذهب التشييع, لكن هذا ليس موضوعنا، وليس هذا حديثنا, وأنا لا أرغب في الدخول بمثل هذه المزايدات, دخل الشيعة ودخلنا، هذا كلام له وقت آخر وإحصائيات وغير ذلك من الأمور.
يقول: كتاب العقائد للمظفر مثل الطحاوية!
نحن حتى الطحاوية هذا الطحاوية عقائد المسلمين أو العقائد التي يعتقدها أهل السنة والجماعة, لكن نحن نتكلم عن الأخبار الآن، نتكلم عن الأحاديث والأخبار عن الروايات، عن (حديث الثقلين), عن (حديث الغدير), فما هو دخل المظفر في هذا وما شابه ذلك؟ كتاب المظفر هو كتاب مختصر في العقيدة. ما دخله في الروايات؟ أنا أريد كيف تقول عندنا روايات ما يهمنا الآن الذي يهمنا أن نعرف كيف نناقشك.
الكلام إلى الآن غير مفيد ولا مانع عندي من الحوار حول (حديث الثقلين), لكن أرى أن فضيلة الشيخ الدكتور عصام حضّر مسألة واحدة ويريد أن لا يتكلم إلاّ بها، ولعلها تأخذ وقتاً ثم بعد ذلك يملّ الناس وينتهي النقاش ولم نخرج بفائدة, ولذلك أنا قلت: نناقش المسائل العقائدية, المسائل التي تكفّرني من أجلها وأكفّرك من أجلها.
أنت تريد أن تستدل بحديث الثقلين على مسألة الإمامة, فأنا أقول لك الآن: إذا أنكرت الإمامة هل، أنا مسلم عندك أم كافر؟ هل منكر الإمامة كافر أو مسلم? هل أهل السنة مسلمون أم كافرون؟ وإذا كانوا من المسلمين، هذه الإمامة التي تدور حولها هذه الأحاديث التي تريد أن تستدل بها ما حكم هذه الإمامة؟! نناقش هذه الإمامة أولاً ما حكمها, ما حكم منكرها? ما عندي مانع أن نناقش حديث الثقلين, والذين يسبون الشيعة في منتدياتهم وفي كلامهم هل سبهم بسبب (حديث الثقلين)؟ المسائل أخطر من هذا بكثير.
أنا أقول: إن كنت مستعداً لنقاش المسائل العقائدية الحاسمة بين السنّة والشيعة فبها ونعمتْ, وان كنت تريد مناقشة مسائل فرعية يطول فيها الحديث ونتحدث عنها كما قلت حديث الثقلين هذه مسائل فرعية, أفرض ناقشنا حديث الثقلين جلسة أو جلستين ثم ماذا? حديث الكساء لماذا لا تبدأ من كتاب الله تبارك وتعالى؟! هل عندك شيئاً من كتاب الله تستدل به على الإمامة، على الأئمة الاثني عشر, على مسألة الإمامة في أصلها؟ أبدأً بكتاب الله تبارك وتعالى أنا لا أقبل منك حديثاً, أقبل كتاب الله، أقبل كتاب الله تعالى، وليحكم كتاب الله بيننا، كتاب الله هو الحاكم بيننا في المسائل الأساسية بين السنّة والشيعة, هنالك خلاف كان بين الصحابة كما تزعمون, وبعد ذلك يستمر إلى يومنا هذا كما هو ظاهر, هل هذه القضية تستحق مثل هذا الخلاف؟ أريد أن أبيّن أن هناك مسائل يجب أن تبيّن وأن تظهر وأن يبدأ بها, أنا لا أريد أن أكون في حوار عقيم في مسائل فرعية مثل: قضية (حديث الثقلين) وإذا أصر الدكتور الشيخ عصام أن يناقش حديث الثقلين أنا لا مانع عندي لكن أنا أتمنى أن يكون موضوعياً، اتمنى أن يختار يعني المسألة الرئيسية الأساسية في الخلاف بين السنة والشيعة, وجزاكم الله خيراً.
السيد رفيق:
طبعاً الجلسة القادمة للحوار سوف تكون يوم الجمعة القادمة جزاكم الله خيراً.
الشيخ عثمان الظاهر انه يريد تحديد الوقت, نسمع من سماحة الدكتور السيد عصام, ثم بعد ذلك نسمع عثمان, تفضل سيد عصام.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, بالنسبة للسمع لم أسمع يعني بسبب الصوت كان متقطّعاً، صوت الشيخ عثمان الخميس، ولذلك لم أسمع ماذا قال, ولكن يجب أن يعرف أنّه أنا عندما اقترحت آية آية، رواية رواية, وإذا كان يريد القرآن الكريم ولا يريد حديث الثقلين, تمام, نحدّد (آية التطهير) ما دام هو يريد القرآن الكريم، نناقش في (آية التطهير). يعني: ما دام هو لا يريد رواية اتفق عليها المسلمون نتحاور فيها وكأنه يريد أن يفصل بين القرآن والسنّة نحن عندما نأتي برواية نحن نعتقد انه لا يصح الفصل بين القرآن والسنة.
الرسول يقول: (أوتيت القرآن ومثله معه)، (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وفي آية أخرى يقول: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس), أقصد أنه لا يوجد فصل بين (حديث الثقلين) وبين القرآن, فإذا كان الحوار إن شاء الله كما اتفقتم بالجمعة القادمة يتم حول الإمامة لا يوجد مانع, إذا كان عثمان الخميس موافق لا يوجد مانع, ولكن يجب كذلك أن نحدد الآية أو الرواية التي نتحاور فيها حتى لا نضيع الوقت؛ لأنكم تعرفون أن الاستدلالات لأهل السنة بالآيات كثيرة, واستدلالات الشيعة بالآيات كثيرة, وكذلك الروايات كثيرة, فحتى يكون حواراً علمياً, وهذا أصبح منهجاً علمياً في العالم, أنا لا أدري هذا منهج العالم كله.
تذهب إلى أي إنسان في أي جلسة في أي اجتماع حول أي موضوع يكون حوارهم لا بدّ أن يحددوا نقطة, صحيح يكون موضوع كلي في البداية، وهو الإمامة ولكن يحدد بعد ذلك الموضوع الجزئي نقطة نقطة, فنحن مثلاً نقول: الإمامة, ولكن يريد أن يكون الحوار من السنة النبوية, جميل جداً.
(حديث الثقلين) يريد يكون من كتاب الله لأن كتاب الله هو العمدة إذن (آية التطهير) ما في عندي مانع. وكما فهمت من سماحة أخي الشيخ عثمان نبدأ بكتاب الله بـ (آية التطهير) انتهى, نبدأ بـ (آية التطهير) ونناقشها, ولكن أنا أريد أن أبيّن حتى لو بدأنا (بآية التطهير) سوف نرجع إلى حديث الكساء المرتبط بـ (آية التطهير), ومن هنا إذن إذا أراد أن نبدأ بكتاب الله كما قال, بسم الله نبدأ بكتاب الله بـ (آية التطهير). نعم نرجع إلى كتاب الله ومن خلال (آية التطهير).
السيد رفيق:
تفضل سماحة الدكتور عصام معك المايك.
السيد عصام:
أريد أن أنبه إلى خطأ أخطأ فيه سماحة الشيخ عثمان الخميس, ومسألة أنّه خلط خلطاً شديداً في مسألة التربة, وأطالبه عفواً بأن تكون هناك ألفاظ مؤدبة, تكون هناك تعبيرات جميلة, يعني عندما نأتي ونقول: إنّ فلان سجد لغير الله أو سجد, يجب هذه الألفاظ لا ينبغي أن تكون. نحن جئنا هنا لأجل التقريب بين المسلمين, ومن هنا أنا من شرطي الرئيسي في الحوار أن يكون هنالك احترام للطرف الآخر.
يعني: لا أقبل أيّ تكفير أو أي اتهام بالشرك, وأنا نفسي كنت يوماً من الأيام أتهم الاثني عشرية بالشرك, وكان عندي كتاب معروف كتبته عندما كنت وهابياً وهو (الصلة بين الاثني عشرية وفرق الغلاة), كنت أخلط بين الاثني عشرية والغلاة. وإذا كان هنالك مشكلة خلط عند أحد بين الاثني عشرية وبين الغلاة فيجب أن تعالج هذه المسألة.
نحن جئنا هنا على أساس أنه أنا أعتقد بأنه مسلم, وهو يعتقد أنني مسلم اثنا عشري, هذا هو أساس الحوار, أما إذا كان يعتقد أنني لست مسلماً, أو أنا أعتقد انه ليس مسلماً؛ فأعتقد أنّ القضية ستكون غير ذلك. إنه لا ينبغي للمسلم أن يتهم الآخر بالكفر ويجب في البداية أن نتحاور في القضايا وفي المسائل, ونصل إلى نتائج, يجب أن يكون هنالك أساس للحوار. وإذا كنت أنا اتهمك بالكفر أو تتهمني بالكفر فما معنى ذلك إنك تناظرني أو أناظرك، معنى ذلك أنّه يوجد أسس نتفق عليها. أنا سأستدل عليك بأحاديث وبروايات، بعد أن آمنت بالسنة النبوية, وأعتقد أن من أنكر السنة النبوية هو كافر خارج عن الإسلام, أنا كاثني عشري.
وكذلك أعتقد من أنكر القرآن فهو كافر، من قال: إن هذا القرآن ليس قرآن منزل من عند الله، وقال: إنه ليس كتاب الله فهو كافر, أقصد أن القضية أصبحت قضية مسلمة, كونك مسلماً وكوني مسلماً هذه قضية مسلمة, يجب أن تعدّل عبارتك وأفضل الإنسان يكون دقيقاً في العبارات, ويختار العبارة اللائقة, وأنا منذ أن بدأت لم أستخدم هذه العبارات, تأتي وتقول يسجدون ـ والعياذ بالله ـ للتربة!! هذا ليس كلاماً جيداً, تكون من أساسيات الحوار.
وهذا من شروط الحوار بالنسبة لي أن لا تستخدم كلمة التكفير أبداً ولا الاتهام بالشرك أبداً, ولا يتهم الآخر بالغلو أبداً. يجب أن نحسن الظن, لا بدّ أن نحسن الظن، أنا كمسلم اثني عشري أحسن الظن بالمسلم الوهابي, وكذلك المسلم الوهابي يجب أن يحسن الظن بالمسلم الاثنى عشري حتى يكون الحوار.
إذا كان مبنياً على أساس حسن الظن وعدم التكفير فسوف يكون حواراً علمياً, وسوف نصل إلى نتائج يرضى بها الطرفان, أما إذا كان الحوار غير مبني على أساس حسن الظن أنا لا أعتقد أننا سنصل إلى نتائج سليمة, وإن شاء الله يوم الجمعة نأتي ونتحاور, ونشكركم جداً على أخلاقكم وعلى حضوركم, ويكون إن شاء الله الحوار متمركزاً حول الإمامة, وبالذات حول (آية التطهير) و(حديث الكساء).
هذا الأساس لا بدّ أن نحدد الكلي والجزئي، وإلاّ سنظل نتشتت من جزء إلى جزء, ولن نصل إلى نتيجة. سيكون الحوار حول الإمامة (الموضوع الكلي) وحول بالذات والخصوص آية التطهير (الموضوع الجزئي) وحديث الكساء ولا نخرج عن البحث حول آية التطهير أبداً, وفي الأخير نستودعكم الله تعالى والسلام عليكم...
ana_shi3i
16-09-2007, 03:50 PM
سماحة الشيخ مصطفى الطائي:
بسم الله الرحمن الرحيم, المناظرة الثانية والتي جرت في غرفة الحق.
السيد رفيق:
بسم الله الرحمن الرحيم, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله أخواني جميعاً، وحيا الله الشيخ عثمان, وحيا الله سماحة الدكتور السيد عصام العماد وجميع الأخوة الموجودين معنا في الغرفة.
إذن إن شاء الله نبدأ تفضل سيد عصام العماد معك المايك.
السيد طلال:
تفضل سماحة الدكتور.
السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أتقدم في البداية بالشكر إلى أخي الفاضل الشيخ عثمان ـ حفظه الله ـ الذي وجدت فيه من خلال الجلسة الماضية، أنه يتحلى بالأخلاق الإسلامية الحميدة، وأعجبني عندما بيّن في الجلسة الماضية بأن الاثني عشرية وأهل السنّة أخوة من المسلمين الموحدين, ولكنه يرى أنهم أخطأوا كما كنت أرى رأيه يوم كنت؟ وهابياً, وأحب أن أذكر أن لي عشرات الأصدقاء، من الوهابيين, كنا نجلس جمعياً في حلقات العلم في المساجد نتدارس التفسير، والحديث ولكنني تركت الوهابية واخترت الاثني عشرية، وعمي الشيخ عبد الرحمن العماد ـ حفظه الله ـ هو من قادة الوهابية في اليمن, وهو عمي, وأحمل له كل حب, ولكنني أقتدي بالإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ , فقد كان يحب شيخ الإسلام إسماعيل الهروي, ولكنه كان يقول: «شيخ الإسلام حبيب إلينا والحق أحب إلينا منه».
وأنا أقول ـ أيضاً ـ: إن عثمان الخميس أخي وحبيبي وصديقي، ولكن الحق أحب إليّ من عثمان الخميس ومن غيره، وقد أعجبني إنصاف عثمان خميس عندما بيّن في الجلسة الماضية أن الاثني عشرية لا يعبدون التربة، كما يحسب بعض الجهلاء بل يعبدون إلهاً واحداً، ويكفّرون كل من عبد غير الله.
كما أعجبني أخي الشيخ عثمان عندما اتفق معي بأنّ البحث يجب أن يكون على آية آية ورواية رواية، حتى لا يتشعَّب البحث، ولا نريد أن يكون البحث عن موضوع كلي أو موضوع عام, كما أنني أعده كما قال إننا سوف نناقش الأسباب التي جعلت بعض متطرّفي أهل السنة يكفّروا الاثني عشرية، والأسباب التي جعلت بعض متطرّفي الاثني عشرية يكفّروا أهل السنة.
ونحن لا نريد بهذا الحوار أن نعيش حالة العقل غير التقي الذي لا يفكّر إلاّ بإسقاط الآخر المحاور له, بل نحن نريد أن نعيش بعقلية التقي المؤمن كما اتفقنا في الجلسة الماضية. ـ أيضاً ـ , أنه لا يصح أن يُكفّر أحد من المسلمين لا أهل السنة ولا الوهابية ولا الاثني عشرية.
اتفقنا إنه إذا كفّرت أنا أهل السنة أو كفّرت الوهابية فإنني أُخرج من الغرفة، وكذلك إذا كفّر أخي عثمان الخميس أحد من الاثني عشرية، أو رجل من رجال الاثني عشرية فإنه يُطرد من الغرفة, فالكل من المسلمين كما اتفقنا ـ أيضاً ـ في الجلسة الماضية.
أنّ الغلاة ـ لعنهم الله ـ كفار ومشركون, كفّّرهم أهل السنة, وكفّّرهم الاثنا عشرية, وكفّرهم الوهابية, وإن كنت أعتقد أن الاثني عشرية أقرب إلى الحق من أهل السنة, في حين أن أخي عثمان الخميس يرى أن أهل السنة أقرب إلى الحق من الاثني عشرية, كما كنت أنا في السابق ـ أيضاً ـ أعتقد بذلك قبل أن أنتقل إلى مذهب الحق, مذهب أهل البيت, مذهب الاثني عشرية.. وهكذا فكلا طرفي الحوار يرى أن الطرف الآخر من المسلمين ولكنه يرى أنه أقرب إلى الحق من أخيه.
ومن هنا فقد كنت أعتقد أن استدلالات السنة هي أقرب إلى الحق من استدلالات الذين خالفونا، لكنني استيقنت أن استدلالات المواليين لأهل البيت أقرب إلى الحق من استدلالات أهل السنة.
وحوارنا اليوم كما اتفقنا على أن يكون البحث حول « آية التطهير » ؛ ولأنني رأيت أخي عثمان الخميس يعتمد في كتابه «كشف الجاني محمد التيجاني» اعتماداً كاملاً على ابن تيمية , وينقل أقواله بصورة مكررة, لاسيما على كتابه «منهاج السنة», وهو لابن تيمية, ورأيت إنه ينقل أقواله حول آية التطهير؛ أرى من الضروري أن أنقل ما قاله ابن تيمية في آية التطهير، وبالذات ما قاله الإمام ابن تيمية في كتابه « الفتاوى الكبرى » ج3 , ص154, وقد نشر العالم السني المعاصر الوهابي الشيخ أبو تراب الظاهري رسالة للإمام ابن تيمية استخرجها من فتاويه، وطبع هذا الكتاب تحت عنوان «رسالة في فضل أهل البيت وفي حقوقهم» لابن تيمية, طبع من قبل دار القبلة في جدة, السعودية 1405 هـ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسير قوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً (1) , قال الإمام ابن تيمية في شرح هذه الآية الكريمة: « و لما بيّن سبحانه إنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيراً، دعا النبي لأقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصاً به, وهم علي وفاطمة ـ رضي الله عنهما ـ وسيدا شباب أهل الجنة، جمع الله لهم بين أن قضا لهم بالتطهير، وبين أن قضا لهم بالكمال بدعاء النبي فكان في ذلك ما دلّنا على إذهاب الرجس عنهم، وتطهيرهم نعمة من الله يسبغها عليهم ورحمة منه وفضلاً».
وقال ابن تيمية ـ أيضاً ـ في نفس هذا المصدر: « فقد ثبت عن النبي من وجوه صحاح أن الله لمّا أنزل عليه [ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ] (2) سأل الصحابة كيف يصلون عليه فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ أيضاً ـ : « وقد روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أن هذه الآية لما نزلت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) أدار النبي كسائه على علي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ فقال: « اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً». والسنة النبوية تفسّر كتاب الله وتبيّن ـ ما زال الكلام لابن تيمية ـ وتدل عليه وتعبر عنه, فلمّا قال: هؤلاء أهل بيتي مع أن سياق القرآن ـ تأمل في كلام ابن تيمية ـ , يدل على أن الخطاب مع أزواجه ».
أي سياق هذه الآية جاءت في سياق نساء النبي, وتتحدث عن نساء النبي لكن ابن تيمية يقول مع أن سياق القرآن يدل على أن الخطاب مع أزواجه, علماً أن أزواجه وإن كنّ من أهل بيته في نظر ابن تيمية, ولكن ـ تأمل فيما سيقول فيما بعد ـ « كما دلّ عليه القرآن فهؤلاء أحق, أي هؤلاء الأربعة أحق بأن يكونوا أهل بيته؛ لأن صلة النسب أقوى من صلة الصهر ».
كما ذكر الإمام ابن جرير الطبري : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) « أي السوء والفحشاء يا أهل بيت محمد ويطهركم من الدنس الذي يكون في أهل المعاصي يطهركم الله تطهيراً.. ».
وذكر بسنده عن قتادة في تفسير هذه الآية قال: « فهم [أهل بيت] طهرهم الله من السوء وخصّّهم برحمته», ثم ذكر الإمام الطبري عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله : « نزلت هذه الآية في خمسة ( أي في الرسول الأكرم ), وفي علي, وحسن, وحسين, وفاطمة ـ ما زال الكلام للإمام الطبري الإمام عند أهل السنة ـ , ثم ذكر الإمام الطبري حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: «خرج النبي ذات يوم غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود وجاء الحسن فأدخله معه ثم قال: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) , ثم ذكر حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ إن النبي كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر, كلّما خرج إلى الصلاة فيقول: « الصلاة أهل البيت ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )..».
ثم ذكر إمام أهل السنة الطبري حديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت: « كان النبي عندي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فجعلت لهم حزيرة فأكلوا وناموا وغطّى عليهم الكساء [القطيفة], ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرِّجس وطهرهم تطهيراً » وذكر عدة أسانيد كثيرة لا مجال لذكر أكثرها؛ لأنها كثيرة جداً تدل على أن الرسول قد حصر أهل البيت المطهرين في هؤلاء الخمسة, أي ويدخل النبي منهم، النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فهو ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في «آية التطهير» استثناء يدخل ضمن أهل البيت, قال المفسرون: إن «آية التطهير» أطلقت حتى على الرسول كلمة أهل البيت.
ثم ذكر إمام أهل السنة حديث واثلة بن الأسقع قال: « إني عند رسول الله إذ جاء علي وفاطمة وحسن وحسين فألقى عليهم كساء له, ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم اذهب عنهم الرجس » وهكذا وهكذا.. هنالك عشرات الأحاديث الأخرى التي تبيّن أن الرسول قد حصر أهل البيت بالأربعة.
وذكر الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره لهذه الآية الحديث الذي رواه الترمذي والبزاز عن ابن حوشب قال: «دخلت مع أبي على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فسألته عن علي ـ رضي الله عنه ـ فقال: تسألني عن رجل كان من أحبّ الناس إلى رسول الله، وكان تحته ابنته أحب الناس إليه, لقد رأيت رسول الله دعا علياً وفاطمة وحسن وحسين ـ رضي الله عنهم ـ فألقى عليهم ثوباً وقال: ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ). ـ قال ـ فدنوت منه وقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال: تنحي فإنك على خير».
إذن فهنا نجد أن الرسول يؤكّد تأكيداً ضرورياً على ضرورة حصر أهل البيت المطهرين, أن يحصر أهل البيت في هؤلاء الأربعة, ويدخل النبي من ضمنهم فيصبحوا خمسة.
وسوف نؤكد إن شاء الله عندما نأتي إلى الكلمة ـ التي ستعطى لي في الفرصة الثانية ـ نؤكد لماذا حصر الرسول هؤلاء وبين أنهم فقط هؤلاء ( الأربعة ) ؟! وسأبيّن أنّ ذلك يعود بسبب أنّ هؤلاء هم قرناء القرآن, و« حديث الثقلين » يرتبط بهم, ولما كانوا قرناء القرآن فيجب أن يكونوا محصورين بعدد معين, كما أنّ القرآن محصور بسور معيّنة، حتى لا يأتي أحد ويدعي أنه قرين القرآن, وأنه من أهل البيت المطهرين؛ لأن أهل البيت غير المطهرين ليس لهم عدداً معيناً معلوماً.
الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, و الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, أحيي الشيخ الدكتور عصام العماد في هذه المحاورة, وأنا أرجوا ابتداءً أن يعرفّنا ما هي الإمامة ؟ ما حكم الإيمان بها, ما ضرورة الإيمان بها ؟ ثم بعد ذلك ندخل في هذا الموضوع ونبدأ بذكر الأدلة التي تدل على إمامة علي والأدلة التي تدل على إمامة الحسن والحسين.. وهكذا ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ.
السيد رفيق (مدير المناظرة مِن طرف الاثني عشرية):
تفضل سماحة الدكتور السيد عصام معك المايك.
السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أشكر أخي وحبيبي سماحة الشيخ عثمان الخميس, وكما قلت: أؤكد على مسألة مهمة أنه نحن كما اتفقنا جميعاً أننا سنبحث هذه الأُمور مسألة مسألة, سأبحث أنا وأنت في هذه القضايا, ما هو حكم الإمامة, ما هو حكم منكرها ؟ إن شاء الله ولكن وكما اتفقنا في الجلسة الماضية أن يكون البحث عن آية آية، ورواية رواية, يعني أنت التزمت بالجلسة الماضية أن يكون البحث عن «حديث الكساء» وعن «آية التطهير», ومن هنا أنا أعدك أنّ عندي من الأدلة الكافية التي تبين لك ما هو الحكم على من أنكر الإمامة, وما هي أدلة الحكم ؟ وعندي بحوث كثيرة, وربما أنّ هذا الموضوع يحتاج منّي, وأنا وأنت إلى أكثر من ثلاث مناظرات أو أربع مناظرات في هذه المسألة.
ولا يهمّك هذه عندي جاهزة, ولكن الآن ليس أو أنه أقصد أنه نحن لا نستعجل في هذه المسألة؛ لأنه إذا دخلنا في هذا الموضوع سوف نخرج عن الموضوع الذي اتفقنا عليه, وأنت التزمت في الجلسة الماضية أن يكون البحث في «آية التطهير», وأنا على هذا الأساس ذهبت حسب موافقتك وحسب كلامك, وأتيت بالأدلة القوية, وبعد ذلك تأتي الآن وتقول لي: ما هو الحكم على من أنكر الإمامة ؟! أنا سأجيبك, ولكن هذا الموضوع يعتبر خروجاً عن موضوع الحوار الذي اتفقنا عليه, ولا يهمك أيّ قضيّة تريد أن تطرحها, أنا معك, ولن أنسحب إلى آخر لحظة في هذه المناظرة, أيّ قضيّة تريد أن تطرحها, مثل: قضيّة مباني الرجال عند الاثني عشرية، أيّ قضية في الأصول عند الاثني عشرية في العقائد سوف أطرحها لك, وسوف تستمر لربما المسائل إلى مناقشات طويلة, ولكن الآن لكل حال مقال، الآن ليس موضوع الحوار ما هو حكم منكر الإمامة حتى لا نتشتت في الحوار, حتى لا يضيع الحوار، إننا نريد أن نصل إلى الحق, وإذا أردنا أن نصل إلى الحق فيجب أن لا نتشتت في الحوار، وتفضلوا معكم المايك.
السيد رفيق:
تفضل شيخ عثمان.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, نبدأ كما قلتم إن شاء الله تعالى بحول الله تبارك وتعالى وبركته جلّ وعلا, ونسأل لله جل وعلا أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى, كما أراد الشيخ الدكتور يريد الحديث عن «آية التطهير» فلا مانع عندي, وأنا لا مانع عندي أن أتكلم في هذا وهو ذكر «آية التطهير».
«آية التطهير» كما يستدل بها الدكتور عصام على أنّهم الأئمة الذين اختارهم الله تبارك وتعالى. هذه الآية على قول جماهير المفسرين أنها في نساء النبي, كما هو ظاهر من سياق الآيات في قوله تبارك وتعالى: ( يا نساء النبي من يأتي منكن بفاحشة بينة ), وقوله: ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ) إلى أن قال: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) ثم قال بعدها: ( و اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) ولذلك ليست من البلاغة في مكان أن ينتقل الحوار هكذا بدون تنبيه, والمعلوم أن كلام الله تبارك وتعالى هو منتهى البلاغة, ولذلك أنا أطلب منه الآن أن يذكر كل ما يجده دليلاً له في «آية التطهير», وماذا يريد منها وماذا يريد أن يصل إليه من خلال هذه الآية, ثم بعد ذلك نناقشه بالتفصيل بحول الله وقوته, جزاكم الله خيراً.
السيد رفيق:
طيب تفضل سماحة الدكتور السيد عصام إن شاء الله تسع دقائق ثانية مع الشيخ عثمان, تفضل سيد عصام معك المايك.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, موضوعنا الرئيسي هو في الحقيقة نحن نريد أن نبحث عن مسألة، هل هذه الأدلة «حديث الثقلين», وحديث «ما يزال الدين محفوظاً ما وليهم الاثنا عشر» في مسلم, حديث «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تظلوا بعدي أبداً»، «كتاب الله وأهل بيتي»، «أذكركم الله في أهل بيتي, أذكركم الله في أهل بيتي..», هل يدلّ هذا الحديث على التمسك بأهل البيت أم لا ? هذا الحديث درسه الإمام الألباني في العصر الحديث بشكل مفصل, وبيّن أنه قد أخطأ الدكتور علي أحمد السالوس عندما ضعّف بعض طرقه؛ لأن حديث الثقلين الوارد في صحيح مسلم قد أجمعت الأمة على صحة هذا الحديث, و بيّن أن الحديث صحيح بأدلة ومتواتر, وإذا أردت أرجع إلى كتاب الألباني في الدفاع عن «حديث الثقلين» في كتاب «سلسلة صحيح الألباني», وبيّن أن هذا الحديث صحيح بجميع طرقه، يعني سواء باللفظ الذي ورد « حبل ممدود من المساء إلى الأرض », أو باللفظ الذي ورد أنهما « لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ».
ونحن نعرف أنّ نساء الرسول لم يبق أحد منهن الآن, فهل معنى ذلك أنه قد تم الافتراق بين القرآن وبين أهل البيت. فأقصد أنّ المسألة ليست القضية هي تتعلق فقط بالاثني عشرية, الآن أستطيع أن أذكر لك مائة رواية من طرق أهل البيت تدل على أن أهل الكساء هم هؤلاء الأربعة فقط؛ الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين وفاطمة, ولكن أنا الآن استند إليك إلى نفس أقوال علماء أهل السنّة, يعني أقوال علماء أهل السنّة كثير منها تدل على أنّ أهل البيت المطهرين هم الأربعة, وإذا أردت فراجع إلى كثير من علماء أهل السنّة, يعني مثلاً الطحاوي.
يذكر هذه المسألة بشكل مفصّل ويبين أن أهل البيت بسبب دليل, أنا آتي أناقشك في مسألة الدليل, السنة تشرح الحديث، والرسول يقول: أوتيت القرآن ومثله معه؛ فالسنة النبوية هي التي تشرح القرآن الكريم, فإذا كان الرسول يبيّن لنا في الأدلة الكاملة أن أهل البيت المطهرين لا غير المطهرين من أهل البيت, هم: الإمام علي والحسن والحسين وفاطمة فلماذا نخالف الرسول ؟!
القضيّة ليس أننا والعياذ بالله لا نريد أن تكون من أهل البيت المطهرين السيدة أم سلمة ـ رضوان الله عليها ـ , ولعن الله من نقّص في أم سلمة, ولكن القضيّة نقول: إننا يجب أن نلتزم بكلام الرسول.
المسألة ليست أنا أريد، أنا أتمنى أن نساء الرسول يكن من آل الرسول المطهرين، وأتمنى كل ذلك, وهن لائقات بهذا المقام, ولكن أقول: إن القضيّة نحن نلتزم بالشرع, نحن نلتزم بالشريعة, نحن نلتزم بالسنّة النبوية.
إذا كان الرسول يقول أهل بيتي هم علي والحسن والحسين وفاطمة أنا أئتي وأقول: لا.؟!
إذا كان الرسول في حديث صحيح كما في صحيح مسلم وردت رواية تقول: إنه سئل زيد بن أرقم, نساء النبي منهم؟ قال: لا.
وفي رواية قال: نعم ولكن أهل بيته قال علماء أهل السنّة: عندما قال زيد بن أرقم: نعم, ثم قال: لا يدل على أن هنا خطأ, وإلاّ ما معنى أن يقول: نعم, ثم يستدرك ويقول: ولكن!! فإذا كان الإمام النووي يقول بالنص الواحد، وإذا أردت أنت راجع صحيح مسلم شرح الإمام النووي, وارجع إلى تعليق الشيخ خليل مأمون «دار المعرفة» قال الإمام مسلم عفواً الإمام النووي عندما أتى وشرح فقلنا: «من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا». فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض, يعني مرة يسأل زيد بن أرقم يقول: نعم ومرة يقول: لا.
فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض, والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم نساءه لسن من أهل بيته فإذا كان الإمام النووي يقول: المعروف في غير مسلم أن النساء لسن من أهل بيته, ودليل «حديث الكساء» وهو من الأحاديث التي أجمع المسلمون من السنّة ومن الاثني عشرية ومن الوهابية على أنه حديث صحيح.
نحن يجب أن نلتزم بالسنّة النبوية, إذا كان الرسول حدّد لنا أهل البيت هو يريد أن يحدّد لنا أهل البيت المطهرين لا أهل البيت غير المطهرين؛ لأنه ذكر في حديث الثقلين أنهم سيكون لهم مقام عظيم, أي أنهم سيكونون قرناء القرآن, وإن مَن ترك القرآن وترك أهل البيت سوف يكون ضالاً بعيداً عن الإسلام؛ فمن هنا الرسول أراد من خلال تحديد أهل البيت المطهرين أن يبين المقام الأكبر لهم, حتى لا يأتي أحد ويدعي كذباً وزوراً أنه من أهل البيت.
فالرسول بيّن ذلك بشكل مفصّل, وأقول لك: إنه إذا كان في اللغة العربية ممكن إطلاق كلمة الأهل مجازاً, كما يقول الإمام الزبيدي أنه أهل البيت أحياناً يطلق مجازاً على المرأة, كما في آيات القرآن يطلق أحياناً ولكن أنا أقول: إنه طالما أن الرسول قد بيّن في هذا الحديث في «حديث الكساء» أنّ أهل البيت المطهرين هم الأربعة: الإمام علي والحسن والحسين وفاطمة.
فهنا أصبحت المسألة حقيقة شرعية, يعني نحن لن نبحث عن أهل البيت بالمعنى اللغوي, ففي المعنى اللغوي لا يوجد فرق بين دائرة أهل البيت المطهرين وبين دائرة أهل البيت غير المطهرين, كما أن أهل البيت قد يطلق في القرآن على الزوجة, كما حدث في آيات قرآنية, ولكن أنا أقول: هنا جاء الحديث النبوي وميز, ما المراد من أهل البيت الذين يتمسك بهم بعد القرآن, فأصبح هنا لم تعد حقيقة لغوية, بل حقيقة شرعية.
نحن التزاماً بالشرع، يعني القضية هي التزام بالشرع فأنا أريد أقول: قال الكثير من أهل السنّة: إنه يجب أن نلتزم بالشرع النبوي, فما دام الرسول قد حدد أهل البيت, فلا ينبغي لنا أن نأتي ونجتهد ونخالف نصاً صريحاً, ما هو جوابك على حديث الكساء ؟ ولماذا نخالف «حديث الكساء» لأجل التعصب المذهبي ؟
يجب أن نبحث عن الحقيقة، وقلت لك: إنني إذا أثبت لي أن الحق هو مع أهل السنّة فسوف أترك المذهب الاثني عشري وأدخل وأعود إلى مذهبي القديم, فأنا في الحقيقة كنت من الوهابية, وكنت من أهل السنة, ولكنني بسبب إنني رأيت أن استدلالات الاثني عشرية هي استدلالات من البخاري، من مسلم، من كتب أهل السنة, فرأيت أن الحق معهم, وأنت تحاول تتهرب وتقول لي: ما هو الحكم في كذا وكذا ؟ هذه مواضيع متأخرة, عندما كان علماء أهل السنّة والشيعة يتحاورون في القديم, انظر إلى كتاب «الصواعق المحرقة», لم يكن في الصواعق المحرقة الإمام ابن حجر العسقلاني عفواً الهيتمي يناقشهم في مسألة ما رأيكم في من ينكر الإمامة ؟ كان يناقشهم فقط في «حديث الثقلين».
أقرأ كتاب «الصواعق المحرقة». قدماء أهل السنّة وقدماء الشيعة كانوا يتحاورون في الاستدلالات, في قضايا «حديث الثقلين», في «حديث الاثني عشر», في حديث كذا, أمّا هذه القضايا فتبحث من بعد, يعني لها سهم سنبحثها, ولها بحث في المستقبل, ولكن يجب أن نكون منصفين.
فإذا كنت أنت في كتبك في أشرطتك تكفّر الاثني عشرية فأنا أسألك لماذا أخذت برأي ناصر القفاري , وأخذت برأي إحسان الله ظهير وتركت رأي الإمام شلتوت, ورأي كبار العلماء, أمثال: الإمام محمد الغزالي والإمام حسن البنا ؟ فنحن لن نخرج من مخرجين إما أن يكون كلام شلتوت هو الصحيح, وإما أن يكون كلام الشيخ القفاري هو الصحيح, وإما أن يكون كلاهما خطأ, وإما أن يكون كلاهما صحيح, وهذا لا يمكن؛ لأنه يستلزم اجتماع النقيضين .
ومن هنا فأنا أقول: طالما أنكم قد اختلفتم في تحديد الموقف من الاثني عشرية فهذا يدل أن الخطأ في أسلوب دراستكم للاثني عشرية, وإلاّ الموضوع واحد وهو الاثنا عشرية, فلماذا اختلفتم فيه؟ أنتم اتفقتم، اتفق أهل السنة والوهابية والاثنا عشرية أن النصيرية من الكفار ولم يختلفوا فلماذا جاء مشايخك واختلفوا في مسألة الاثني عشرية ? لماذا ألا يدل هذا الأمر أنّك يجب أن تبحث من جديد ? كما أنا كنت مثلك أكفر الاثني عشرية, والله إنني كنت أكفرهم والعنهم ليلاً نهاراً, وكذلك كان العالم الوهابي التويجري السعودي كان يكفّر الاثني عشرية, ثم صرّح وقال: لقد أخطأت. والإمام شلتوت إمام الأزهر قال: كنت أكفر الاثني عشرية ثم تبين لي بعد البحث أنني أخطأت.
والإمام سليم البشري في كتبه يقول: كنت أكفّّر الاثني عشرية, ثم تبين لي أني أخطأت. وإذا كنت أنت في كتبك تقول أنهم خدعوهما, وأنا أقول: لو كان المخدوع هو شلتوت فقط سنقول خدعوه, لكن المشكلة مئات أهل السنّة قالوا بذلك ولا يمكن أن نقول إنّهم كلهم قد خدعوا, وأنا مستعد أن أحدد حواراً حول هذه المسألة, وأنا متأسف أني لم أواصل البحث في «حديث الكساء»؛ لأنك كنت السبب في الخروج من الموضوع, موضوع الحوار هو هل الأولوية, هو أن نتبع أهل البيت أم لا ؟ لا نخرج عن موضوع الحوار, نحن جوهر الخلاف، هل اتباع أهل البيت واجب أم لا ?
أما مسألة ما هو حكم من ترك أهل البيت فهو حكم متأخر, أولاً أن نثبت أنّ نبين من هم أهل البيت, ونبيّن ما هي أدلة الاثني عشرية في وجوب اتباع أهل البيت, ونبيّن ما هي أدلة أهل السنّة في عدم وجوب اتباع أهل البيت, بعد ذلك نأتي نبحث في مسألة حكم من ترك أهل البيت؛ لأن هذه المرحلة متأخرة, وأنت لو رجعت إلى كتب المناظرات السنية الاثني عشرية القديمة تجد أنّهم كان خلافهم هكذا, كان أهل السنّة يقولون: لا ليس هناك وجوب لاتباع أهل البيت, ويتبعون المذاهب الأربعة.
والاثنا عشرية يأتون يقولون النصوص القرآنية وحديث الثقلين تدلُّ على وجوب اتباع أهل البيت, والعالم الوهابي المعاصر محمد علي البار في كتابه «الإمام الرضا أو الرسالة الطبية للإمام الرضا» بيّن هذه الحقيقة, ويذكر بشكل واضح في كتابه «الإمام علي الرضا (الرسالة الطيبة للإمام الرضا)» الطبعة السعودية, وكما تعرف أن العلاّمة محمد علي البار من الوهابين المعاصرين, ويذكر حقيقة ويذكر أدلة, وهو لماذا نحن نتجاهل «حديث الثقلين» ؟ ولماذا نبتعد عن حديث الثقلين رغم أنّ الرسول ذكره ? لماذا في المنابر دائماً نردد كتاب الله وسنتي ? الكثير من السنّة الآن في العالم لا يذكر ولا يعرف أن الرسول أمر بالتمسك بأهل البيت وأمر بالتمسك بالقرآن, ويعرف فقط أنّ الرسول قال: كتاب الله وسنتي!
ويذكر العالم الوهابي محمد علي البار في كتابه ـ المذكور سابقاً ـ طبعة الدار السعودية إن حديث تركت فيكم ما إن تمسكتم به كتاب الله وسنتي هو حديث ضعيف سنداًً وإن كان المتن صحيحاً, لا يعارض.
فنحن نؤمن أن الله أمر بالتمسك بالكتاب وأمر بالتمسك بالسنّة, وأمر بالتمسك بأهل البيت لا تعارض بين ذلك فيقول: نحن يجب أن نبين في المنابر, ونبيّن «حديث الثقلين»؛ لان الكثير من الناس ـ هذا كلام الوهابي ـ يكتمون ما أنزل الله, يكتمون «حديث الثقلين» ولا يبيّنوا أن حديث الثقلين صحيح, ومن هنا دافع عنه الإمام الألباني دفاعاً شديداً, وبين أنّ الدكتور علي السالوس أخطأ عندما ضعف «حديث الثقلين».
فأنا أقول لك وأسألك سؤالاً: ما هو رأيك في حديث يقول: « تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً؛ كتاب الله وأهل بيتي, لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » ؟ ولماذا يتجاهل الكثير من أهل السنة في منابرهم وفي مساجدهم هذا الحديث مع أنه موجود الحديث بصيغة أُخرى في صحيح مسلم, وموجود في كل كتب أهل السنة ؟ والإمام الألباني كتب عنه في أكثر من عشرين صفحة وبيّن جهل الذين ضعفوه مثل الدكتور علي أحمد السالوس, وللأسف أنت في كتابك « كشف الجاني محمد التيجاني » ضعفته وتجاهلت كلام الألباني, بل تجاهلت حديث الثقلين الذي في صحيح مسلم, وتفضلوا معكم المايك.
السيد رفيق (مدير الحوار من طرف الاثني عشرية):
تفضل شيخ عثمان معك المايك العفو الأخ الكابتن ما يعرف الشيخ خرج، الشيخ عثمان هل موجود في الغرفة أم غير موجود ؟ إخواني يبد علّق المايك, تفضل شيخ.
الشيخ عثمان:
الشيخ الدكتور عصام يقول: السنة لا يعرفون أن النبي أمر بالتمسك بأهل البيت وإنما يأتون بلفظ (سنتي), ولا يأتون بلفظ (عترتي). أنا أقول الآن للدكتور الشيخ عصام: أليس قال في البداية أن نأخذ الأحاديث المتفق عليها؟ نعم بعض أهل العلم كالشيخ ناصر الألباني ـ رحمه الله ـ وغيره قالوا بصحة هذا الحديث, ولكن ألست قلت سنناقش الأحاديث المتواترة المتفق على صحتها, إن كان يريد حديث الكساء, وإن كان يريد آية التطهير, وإن كان يريد ما يريد, فلا مانع عندي أبداً بعد أن يرد على هذه النقاط التي ذكرتها وهي: هل الخميني والخوئي من الغلاة أو لا ? يقول: لماذا خالفني شلتوت والبنا في تكفير الاثني عشرية.
أقول: أنا لا أكفّر الاثني عشرية ولا أقول بكفرهم أبداً, ولم أكفّرهم؛ فكيف عرف الدكتور عصام إنني أكفّر الاثني عشرية حتى يقول خالفني شلتوت وخالفني البنا والغزالي وغيرهم من أهل السنّة, أنا ما ذكرت أنّهم كفّار, وهل الذي نقل عنهم من أقوال بالتكفير وما شابه ذلك أو نقل عني التكفير للشيعة ينقله عني من كتاب أو من شريط قلته أنا أنهم كفار؟ فهذا إذا نقله عنّي فأنا أستجيب نعم اكتفي بهذا.
ana_shi3i
16-09-2007, 03:51 PM
السيد رفيق من طرف الاثني عشرية:
الجواب عندك سماحة الدكتور عصام تفضل معك المايك.
الدكتور عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أما مسألة, ربما أنه الحمد لله أنّك تراجعت, وإننا نحمد الله أنك انضميت إلى مدرسة شلتوت, وإلاّ أنا رأيت أنك كنت في أحد أشرطتك, في شريط « ماذا تعرف عن الاثني عشرية ? », والشريط عندي وأنا سأسمعك صوتك إذا أردت في الشريط, وسآتي به في الجلسة القادمة تسمع صوتك, يمكن نسيت أنّك كفرت, ولكن الحمد لله أنا قلت لك في بداية الكلام أنا أريد أن أحاول إن شاء الله أن تنتقل من مدرسة ابن باز إلى مدرسة شلتوت؛ لأن الاعتراف بالحق فضيلة.
انظر وكمثال ابن باز كفّر الزيدية في فتوى, وعندي الفتوى, ثم بعد ذلك بعد سنة تراجع بعد أن عرف الحق, فالرجوع إلى الحق فضيلة.
والحمد لله إننا اجتمعنا في هذه الجلسة وإنك انضميت إلى مدرسة شلتوت ومدرسة الإمام حسن البنا, وهذه نعمة كبيرة, هنيئاً لك بهذه النعمة الكبرى, أنت لو رجعت إلى مسند أحمد بن حنبل (الطبعة الأولى, سنة 1412, مؤسسة التاريخ العربي) دار إحياء التراث العربي في المجلد الخامس عند ذكره لحديث زيد بن أرقم في الحديث رقم (18708) لو رجعت ستعرف ما الذي أحدث الخلاف بيننا وبينكم, الحديث تبحث عنه في مسند أحمد, ومسند أحمد كما تعرف أقدم من صحيح مسلم, فالشيباني, الإمام أحمد بن حنبل توفي في سنة 241 تقريباً والإمام مسلم توفي في سنة 300 تقريباً, كان زيد بن أرقم يتحدث عن نساء الرسول إنّهن لسن من أهل البيت, وكان يتحدث عن «حديث الثقلين» الذي يقول لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض, وأنهم أهل البيت, وكان يتحدث عن حديث الحوض؛ يأخذ ببعض أصحاب النبي إلى ذات الشمال, فيذكر الإمام أحمد بن حنبل ـ رضي الله عنه ـ , حقيقة خطيرة جداً «حدثنا عبد الله, حدثني أبي, حدثنا إسماعيل بن إبراهيم, عن أبي حيان التيمي، حدثنا يزيد بن حبان تجد هذا السند نفسه في مسلم نفس «حديث الثقلين» في مسلم, هو نفسه الحديث في مسند أحمد بن حنبل, ولكن للأسف مسلم ـ رحمه الله ـ حذف الحقيقة المرّة ـ من دون قصد ـ!! لم يذكر الحقيقة كاملة, ولو ذكر الحقيقة لعرفنا لماذا تناقض مسلم, أعني تناقض الروايات لا تناقض مسلم, لماذا تناقض مرة يقول إنه, يعني إن زيد بن أرقم قال: نعم, ومرة أخرى يقول: لا! مرة يقول زيد بن أرقم: نساؤه من أهل بيته, ومرة يقول: لا.
ولعرفنا العلاقة بين حديث الثقلين وبين حديث الحوض, وكانت الدولة الأموية تحارب كلا الحديثين, وستعرف أنّ السلطة الأموية تدخلت في المسألة من خلال مسند أحمد, سوف نعرف حقيقة الخلاف في حديث صحيح موجود, وهو بنفس السند الذي ذكره مسلم, وكأنه نفس صيغة مسلم, إلاّ أن مسلم ذكر أنّه عندما سئل زيد بن أرقم ذكر أنه سئل زيد بن أرقم: نساؤه من أهل بيته, ثم بتر الحديث لأسباب فنية وعلمية, لم يذكره بصورة كاملة قال يزيد بن حيان, ـ تأمل في الرواية حتى تعرف ـ: « حدثنا زيد بن أرقم في مجلسه ذلك قال: بعث إليّ عبيد الله بن زياد (هذا والي الدولة الأموية) فأتيته فقال: ما أحاديث تحدثها وترويها », لماذا تحدث الناس عن حديث الثقلين ولماذا تحدث الناس عن حديث الحوض ؟ لماذا تحدث الناس أن الرسول أمر بالتمسك بأهل البيت بعد القرآن, وترويها عن رسول الله ؟ لا نجدها في كتاب الله, تحدث أن له حوض في الجنّة، أي تحدث أنه قال: « لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » لأنه هنا لك علاقة قوية بين أحاديث الحوض وبين حديث الثقلين, كما سيتضح لنا من خلال هذا الحوار, تحدث أنه الرسول قال: « سيأتي بأُناس من أصحابي عند الحوض, فيأخذ بهم ذات الشمال؛ لأنهم أحدثوا من بعده », فقال زيد بن أرقم: « حدثنا رسول الله ووعدناه » قال الوالي الأموي: « كذبت يا زيد بن أرقم, ولكنك شيخ قد خرفت » قال: إنه قد سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله يقول: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده في جهنم وما كذبت على رسول الله, وحدثنا زيد في مجلسه ».
وتبين الروايات أنه عندما رفع الحضر عن زيد بن أرقم بدأ يبين الحقيقة. أما ما قلت: إنه الإمام الألباني ماذا قال الألباني ؟
قال الألباني في هذا الحديث الذي ذكره في المجلد الرابع, الطبعة: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع, مطبوع في السعودية, الرياض, طبعة وهابية, قال: «1761 ـ يا أيّها الناس الحديث عند الألباني ـ إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ».
ثم الشيء الملفت للنظر أن الألباني قال: « بعد أن خرجّت الحديث, وبعد أن صححت الحديث كتب عليّ أن أهاجر من دمشق إلى عمان, ثم أسافر منها إلى الإمارات العربية في أوائل سنة 1402هـ فلقيت في قطر بعض الأساتذة والدكاترة الطيبين ( يقصد علي أحمد السالوس الذي ضعّف حديث الثقلين كما ضعفه عثمان خميس ). فأهدى إليّ أحدهم ـ وما زال الحديث للألباني ـ قال: أهدى أحدهم إليّ رسالة مطبوعة في تضعيف «حديث الثقلين» فلمّا قرأتها تبين لي أنه حديث عهد في هذه الصناعة, وذلك من ناحيتين ذكرتها له أنّه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة, ولذلك قصّر تقصيراً فاحشاً في تحقيق الكلام عليه؛ وفاته من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحة وحسنة, فضلاً عن الشواهد والمتابعات التي هي بذاتها ».
انظر أنه أنت أخطأت عندما تقول أن فقط صححه لشواهده, وحسّنه فقط لشواهده! قال: هي بذاتها, كثير من الطرق التي هي بذاتها صحيحة وحسنة. بالله عليك تقول: إن الألباني ضعّف الحديث فقد صححه لشواهده؟!!
وهو يقول بذاته لا بشواهده, وحسنة بذاتها لا بشواهدها ؟ فأنت الآن ارجع إلى الكتاب ولعلك أخطأت, ثم يقول الإمام الألباني ـ رحمة الله على الألباني ورضي الله عنه ـ قال: التي هي بذاتها صحيحة وحسنة, فضلاً عن الشواهد والمتابعات, كما يبدو لكل ناظر يقابل تخريجها.
وثانياً: إنه لم يلتفت, يعني الإمام الألباني بذلك أحمد السالوس الذي ضعف الحديث, وإذا كان هذا الحديث في الحقيقة ضعيف فأيّ حديث صحيح؟!. هذا تعليق منّي.
قال الألباني بالنص: « إنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين من العلماء لهذا الحديث ( يعني لحديث الثقلين ) ولم يلتفت إلى القاعدة التي ذكروها: ( إن الحديث يتقوى بكثرة الطرق ) فوقع في هذا الخطأ.
إذن فهو صحيح بذاته وحسن بذاته وصحيح كذلك بكثرة الطرق, وكان قد نمي إليّ قبل الالتقاء به واطلاعي على رسالة أنّ أحد الدكاترة في الكويت, لا أدري هل هو الشيخ عثمان الخميس يضعف هذا الحديث, وتأكدت من ذلك حين جائني خطاب من أحد الإخوة هناك في الكويت يستدرك عليّ إيرادي الحديث في كتابي (صحيح الجامع الصغير).
وبين أنه (أعني الألباني) صححه في كتابه «صحيح الجامع الصغير» وأنّ الدكتور الكويتي قد ضعّفه, وأن هذا استغرب مني كيف أصححه, والدكتور ـ هذا كلام الألباني ـ. كيف (أنا الألباني) أصحّح الحديث والدكتور الكويتي قد ضعّفه, ويرجو الأخ المشار إليه أن أعيد النظر في تصحيح الحديث, وقد فعلت ذلك احتياطاً لله، الألباني يقول: احتياطاً لله, فلعله يجد فيه ما يدل على خطأ الدكتور وخطأه في استرواحه واعتماده عليه, وعدم تنبهه للفرق بين ناشئ في علم الحديث ومتمكن فيه, وهي غفلة أصابت كثير من الناس الذين يتبعون كل من كتب في هذا المجال, وتفضلوا معكم المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
إلى الآن أسالك هل الخميني والخوئي والمامقاني والمجلسي والمفيد والصدوق, هل هؤلاء من الغلاة ؟ أنا أرجو أن لا تكون هناك حيدة في النقاش, وأن يكون هناك وضوح تام, أنا سألت هل هؤلاء من الغلاة, ولم يجيبني أريد أن أجاب على هذه الأسئلة, فهل هؤلاء غلاة أم لا ؟ فإذا لم يكونوا غلاة فقولهم مرفوض أو مقبول, هل يقبلون الشيعة كلام الشيخ الدكتور عصام العماد أو يقبلون كلام الخوئي والخميني والمفيد والصدوق ؟ من الذي قوله مقبول ؟ ومن هو المغالي في هذين الطرفين ? لحد الآن الدكتور عصام لم يجبني على هذه المسألة, كذلك هذا التوسع في نقل الروايات قال الألباني وبحث الألباني وفي كذا وصفحة كذا وصفحة كذا ؟
ماذا تريد في النهاية، ماذا تريد أن تصل إليه في النهاية ? تريد أن تصل أن الحديث صحيح؟ لا يوجد مانع تمام الحديث صحيح توكل على الله، على ماذا يدل هذا الحديث هذا الذي تريد ? ألست قلت في البداية إنك تريد الأحاديث المتفق عليها الأحاديث المشتهرة ? فأسلّّم لك بأن الحديث صحيح, ولكن ماذا تريد من ورائه انتهي من الموضوع, اصعد إلى الموضوع الذي وراءه, لا نريد أن نؤخر الناس في هذه المسألة, هل يلزم التمسك بهم بأن نوليهم الإمامة ؟ هل هذا هو الأمر بالتمسك بالعترة، أنهم يجب أن يكونوا هم الأئمة ? ولكن أن تخوض هذا الخوض, وكذا وقال الألباني في قصة حياته, وقد انتقل من مكان ومكان, أنا قلت لك منذ البداية : أن الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ صحح الحديث, ولكن أنت قلت لي: إنك تريد الأحاديث المتفق عليها, الأحاديث الصحيحة, الأحاديث المتواترة, أول حديث تأتي به فيه كلام، إئتنا بأقوى ما عندك من الأدلة، ألست قلت لك أنك تأتي بآية الولاية ؟ ألست قلت: لا تريد الكلام عن آية الولاية, وقلت أنك تأتي بآية التطهير ? أليس قلت أنك تأتي بـ «حديث الكساء» ؟ ابقى على هذا الصحيح ثم بعد ذلك نناقش في المختلف فيه, لا مانع عندي أبداً.
ائتي بأقوى ما عندك, اركب أعلى ما في خيلك, كن قوياً, هل البداية تكون هكذا؟ ادخل في الأصول, تعمق في هذه المسألة, أتريد كلام الغلاة. أنا ذكرت لك كلام المعتدلين، كلام الخوئي والخميني والصدوق والمفيد تريد كلام الغلاة.
والآن حتى لا نضيع الوقت على الناس وحتى لا نخوض في أُمور لا داعي لها, أنا أقول: الآن لك ابدأ خذ حديث العترة إن شئت أو خذ «حديث الكساء», إن شئت, أو خذ «حديث الغدير», إن شئت خذ أي حديث شئت وابدأ بالحوار.
الأخ رفيق:
السلام عليكم, سماحة الدكتور السيد عصام يقول بأنه الموضوع عن الإمامة, وما تطرق إليه الشيخ عثمان يبدو أنه خارج الموضوع, ويمكن أن يخصص بحث في هذا المجال.
لا بأس الآن نفسح المجال لنأخذ سؤالين بسؤالين, أنا إن شاء الله أبدأ السؤال, عندي الآن أوجه سؤالين إلى الشيخ عثمان الخميس سأسمعه المقطع, وأريد الرد على هذا المقطع, ماذا يقصد, وهو يعرف من هم أهل البيت, ماذا يقصد بأنّ هذا الحديث ليس له داعي ؟ أنا أريد إن شاء الله من الشيخ يعقّب على ما ذكره لماذا يذكر أنه في صحيح مسلم ثم يقول إنه.. وأتمنى إن شاء الله يعطينا الجواب, الآن اسمع يا شيخ عثمان صوتك سوف افتح المسجّلة.
(الشيخ عثمان يتحدث في الكاسيت): «هذا حديث زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ لما سئل هل أزواجه من أهل البيت قال: لا، إن المرأة تبقى عند الرجل عصراً من اليوم ثم يطلقها وترجع إلى بيتها، أنهن لسن من أهل بيته.
هذا الحديث ورد عن زيد بن أرقم في صحيح مسلم, لكن ما قرأته أنا للاختصار أو ليس له داعي هذا الحديث, ولكن لما سأل عنه لا بأس أن أبيّن.
زيد بن أرقم في هذا الحديث لما ذكر آل بيت النبي سئل: أنساؤه من أهل بيته ؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته، يعني المذكورين في هذا الحديث لما قال النبي : [ أذكركم الله في أهل بيتي ] لم يقصد النساء، وإنما قصد مَن ؟ الأقارب وقال: [ إنما أهل بيته هم الذين حرموا الصدقة ] يعني حرمت عليهم الزكاة آل علي وآل عباس وآل جعفر وآل عقيل, قالوا: أكل هؤلاء حرموا الصدقة, قال نعم. ولذلك لما في طريق آخر الحديث قالوا: أنساؤه من أهل بيته، قال: المرأة تكون عند الرجل عصراً من اليوم ثم يطلقها لكنها ليست من أهل بيته الذي أوصى بهم النبي».
السيد رفيق:
طيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, إن شاء الله أن ما ذكره الشيخ عثمان الخميس واضح على فهمه من هم أهل البيت, وذكرت الحديث في صحيح مسلم الذي يقول إن نساءه من أهل بيته, قال: لا فارجوا التعقيب على قولك: إنه لا داعي لهذا الحديث, ما المقصود، هل الأحاديث التي ترد في صحيح مسلم، هناك أحاديث لا داعي لها, وهناك أحاديث لها داعي. أوليس هذا اعتراف من الشيخ عثمان الخميس بأن نساء رسول الله لسن من أهل البيت؟!
تفضل شيخ عثمان, معك المايك, لا يوجد صوت يا شيخ عثمان.. من عندك, تفضل معك المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
العفو لو يعيد الشريط.
السيد رفيق:
إن شاء الله سأعيد بثّ الشريط.
[تمت إعادة الشريط, وكان الحديث واضحاً, وكرر السائل نفس السؤال بعد انتهاء كلام الشيخ عثمان في تسجيل الكاسيت].
السيد رفيق:
الصوت والمعنى واضح إن شاء الله, واضح يا شيخ عثمان المايك معكم, نسمع منكم ما هو المقصود بقولكم: ليس هناك داعٍ لهذا الحديث, كي أعلم هل هناك أحاديث في صحيح مسلم ليس لها داعٍ أم أنّ هذا كان مجرّد رأي للشيخ عثمان الخميس ؟ هذا من جهة ومن جهة أخرى الشيخ عثمان الخميس يؤكد في هذا الشريط أن نساءه لسن من أهل بيته.. نسمع منكم الجواب إن شاء الله تفضلوا.
سماحة الشيخ عثمان:
عفواً بالنسبة لهذا الحديث حديث زيد بن أرقم لما سئل : من أهل بيته الذين أمر النبي برعايتهم, لما قال: أذكركم الله بأهل بيتي، أذكركم الله بأهل بيتي، أذكركم الله بأهل بيتي. كررها عليه ثلاث مرات, هذا الحديث لما سئل زيد بن أرقم: هل نساؤه من أهل بيته? كانت له إجابتان: مرة نقل عنه أنّه قال: نساؤه من أهل بيته, ولكن أهل بيته الذين حرموا الصدقة، فيريد النساء من عموم أهل بيته, ولكن أهل بيته الذين حرموا الصدقة، فيريد النساء من عموم أهل البيت, لكن ليس المقصودين هنا في هذا الحديث, وإنّما المقصود بهذا الحديث من حرم الصدقة؛ وهم آل علي وآل عباس وآل عقيل وآل جعفر. وفي الحديث الآخر لما قيل له: أنساؤه من أهل بيته ? ذكر أن المرأة ليست من أهل البيت؛ لأن الرجل قد يطلقها, تكون معه ساعة من العصر ثم يطلقها بعد ذلك.
فالقصد: أن زيد بن أرقم بيّن ـ رضي الله عنه ـ أن النساء لسن مذكورات في هذا الحديث وغير مقصودات أبداً. أمّا المقصود من هذا الحديث هو أهل بيته الذين يرجعون إلى نسب واحد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم, ثم إن هذا رأي زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ لما سئل عن معنى أهل البيت أو المقصود بأهل البيت ! لكن أنا أريد قول رفيق, أو الذي أبدأ السؤال بالقول: لا داعي له ماذا يريد ما المقصود ؟ ما هو الإشكال في هذا الكلمة ؟
السيد رفيق:
نعم, الإشكال هو أنه إذا صح الحديث في الكتب المعتبرة لدى أخواننا من المذاهب الأخرى أو من السنّة الذين يقولون بأنّ ما ورد في صحيح البخاري ومسلم هي أحاديث صحيحة, وثبتت لهم إذن أصبحت حجة, وأنت تقول: لا داعي لهذا الحديث ؟! فهل نعتبر بأنه لو صح الحديث في صحيح مسلم أو البخاري إذا قال أحد المشايخ: لا داعي له لا نأخذ به أو هل نسلّم بأنه ما ورد في صحيح البخاري وإن صحّ ليس بالضرورة بأن يكون معتبر لديكم, أليست صحاح كما تقولون? تفضل سماحة الشيخ عثمان.
سماحة الشيخ عثمان:
نعم واضح الآن مرادك، نعم أنا أقول: هذا الحديث في صحيح مسلم لا شك.
نعم أنا أولاً أريد أن أسأل الأخ رفيق مسؤول الغرفة هل هو مناقش أو منظّم للنقاش ؟ لماذا يقول: إن الأدلة كلها تدل على أنّ نساء النبي لسن من أهل البيت, وكل الأحاديث تدل على ذلك, والقرآن كذا؛ فما أدري شيخ رفيق هل أنت تناقش أو تنظّم النقاش ؟
أنا أرى أنّك تدخلت وأصبحت تناقش, أرجو أن تكون منظّماً لا مناقشاً! وإن كنت تريد النقاش معي فلا مانع عندي تأخذ مكان الشيخ الدكتور عصام ويكون النقاش بيني وبينك, لا مانع عندي. أنا لا أعرف الدكتور عصام, وقد قبلت معه النقاش ولا مانع أن يكون النقاش معك, وإن شئت بعده, لا مانع عندي أبداً، لكن هل أنت منظّم أو مناقش؟
الأخ رفيق:
لا العفو شيخ عثمان بالنسبة لي أنا قدمت نفسي طبعاً كسائل, يعني أنا مسؤول عن الحوار ولا يحق لي التدخل أبداً, ولكن قدمت نفسي سلفاً أني سأبدأ بالسؤال أنا, فاعتبرت حالي أحد الذين يسألون, وبمجرد أن ينتهي سؤالي لا يحق لي أي تعقيب أبداً, فلا أعرف هل تقبل سؤالي، هل يحق لي السؤال برأيك أم لا يحق لي السؤال كالغير ؟ أريد أن أسمع جوابك يا شيخ عثمان, معك المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
عفواً أخي الأستاذ رفيق يحق لك السؤال ولا مانع عندي أبداً توكل على الله.
الأخ رفيق:
جزاكم الله ألف خير شيخ عثمان, إذن أنا إن شاء الله انتهى سؤالي ولا يحق لي أي تعقيب بعد الآن. تفضل الأخ أبو أحمد معك المايك.
الأخ الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
طيب جزاك الله خيراً شيخ عثمان, طيب أنا أوجّه سؤالي كذلك إلى الشيخ الدكتور عصام قبل المناظرة, أنا أحلت لك سؤال أو سؤالين, وكالعادة, ولكن لم أر أي جواب ؟! طالما أنك كنت تكرر مراراً وتكراراً لما كنت في اليمن.. كنت وهابياً الآن ذكرتها في المحاضرة كذا مرة, أنا قلت لك: أيضاً أنا من أهل اليمن، قلت لك: يا شيخ عصام إذا كان أحد من أهالي السنة يُسأل على أي معتقد أنت سمعت في حياتك رجل يقول إنني وهابي! أنا أرجو أن تكون الإجابة وافية الآن إمام الجميع، تفضل.
السيد رفيق الموسوي:
تفضل سماحة الدكتور السيد عصام معك المايك إن شاء الله نسمع الجواب على سؤال أبي أحمد.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أنا سبق وأن أجبت وقلت لك: إن السنة غير الوهابية, أنت تعرف مثلاً أن الإمام محمد أبو زهرة ذكر في كتابه «تاريخ المذاهب الإسلامية» ذكر الشافعية والحنبلية والمالكية وخصص الوهابية في قسم خاصّ, وهو الإمام فقيه العصر عند أهل السنة وكذلك الإمام العلاّمة عبد الكريم الخطيب ذكر الوهابية في قسم خاصّ, فالوهابية غير أهل السنة.
وأنت تعرف كذلك أن الوهابية عندهم أشياء تخالف بعض اعتقادات أهل السنة, حتى الإمام محمد علي الشوكاني صرّح في كتابه «البدر الطالع» إنه أنا أخالفهم في استباحة دماء المسلمين, راجع ذلك, وصرّح الإمام زيني دحلان مفتي ديار مكة المكرمة قال: وأنا لا أوافقهم في استباحة دماء المسلمين, وأنهم يتهموا المسلمين بالشرك ثم يطبقون آيات الشرك عليهم.
والإمام محمد الغزالي في كتابه «هموم الداعية», ولذلك منع هذا الكتاب عند الوهابيين كما في كتاب «كتب حذر منها العلماء» يعني علماء الوهابية. قال الشيخ محمد الغزالي: وإني ها آناذا اقتربت من الموت ولكني أخشى على الصحوة الإسلامية من الوهابية.
والإمام الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه «السلفية مرحلة زمنية» كذلك يقول: اجتمعنا في مؤتمر دولي لقادة الفكر الإسلامي للسنة في العالم, وبدأنا نبحث ما هي المشكلات التي يمر بها المسلمون, فقد اتفقنا على أن أكبر مشكلة نعاني منها هو وجود الحركة الوهابية التي خلقت فتنة بين المسلمين, من أجل مسألة جزئية.
والعلاّمة سليمان العودة الذي كان وهابياً ثم كتب «صفة الغرباء» بين أن طوبى للغرباء لا تعني الفرقة الوهابية (العبارة الواردة في حديث النبوي صحيح), ورديتم عليه.
فأنا أريد أن أقول لك: إنّ الوهابية غير أهل السنّة, وإذا كان العلاّمة آل عبد اللطيف في كتابه الدعوة الوهابية والمناوئون يذكر موقف أهل نجد السنّة من الوهابية, ثم يذكر موقف علماء أهل السنة في الرد على عقيدة محمد بن عبد الوهاب ويقول في المقدمة: إن أكثر مسألة نعاني منها أنهم يسألوننا يقولون لماذا تطبقون آيات المشركين في المسلمين ثم تستبيحون دماء المسلمين؟ قال وهاتان أصعب مسألتين.
وفي الحقيقة أنا دائماً عندما كنت وهابياً, و الآن الحمد لله هداني الله إلى الاثني عشرية وانتقلت إلى مذهب الحق؛ أنا دائما أسأل: إذا كان قال ابن تيمية أنّ بدعة الخوارج أنهم طبّقوا آيات المشركين في المسلمين ثم استباحوا دماءهم فإذا كانت هذه بدعة الخوارج فأنا أريد أن أسأل ما الفرق ؟ ويكون هذا السؤال موجه إلى أخي الشيخ عثمان الخميس, أو لأي واحد من الوهابيين؛ ما الفرق بين بدعة الخوارج وبدعة الوهابية ? أنا عندي مئات الأقوال من كتب الوهابية بلغة الأرقام والصفحة انه (محمد عبد الوهاب) يرسل رسائل إلى أهل مكة ويقول: من محمد عبد الوهاب إلى المشركين!! ويقول أنهم سوف يحتارون ويقولون لكم في مسألتين في كتابه «كشف الشبهات» أو عفواً في رسائله يقول: سوف يتحيرون ويقولوا: لماذا قلنا بأنهم من المشركين ؟ ولماذا استبحنا دماءهم فنجيب عنهم كذا وكذا! فهي أكبر مشكلة عند الوهابية, ولذلك تجد انه حتى إمام السلفية صديق حسن خان في الهند لم يوافق الوهابية في هاتين المسألتين, والإمام الصنعاني كذلك لم يوافق الوهابية, فكانت البداية حينما قال قصيدته المشهورة:
سلام على نجد ومن حل في نجد
يقصد محمد بن عبد الوهاب.
ولما بلغه أن محمد بن عبد الوهاب يتهم المسلمين من الاثني عشرية ومن السنة بالشرك الأكبر, وبالكفر قال قصيدته المشهورة:
رجعت عن القول الذي قلت في نجد...
والقصيدتان مشهورتان.
فالكثير من أهل السنّة الآن يقولون وإن كنا نوافق الوهابية في بعض الأمور ولكننا نخالفهم في مسألة استباحة دماء المسلمين, فإنهم عندما يتهمون المسلمين بالشرك الأكبر من الاثني عشرية ومن الصوفية المعتدلين غير المغالين, ومن أهل السنّة المعتدلين, فإن ذلك سيؤدي إلى استباحة دماءهم, فمن قال: إنني مشرك بالشرك الأكبر فسوف يترتب على هذه العملية إلى أنه سيكون كذلك خارجاً عن الإسلام. وتفضلوا معكم المايك.
السيد رفيق:
تفضل معك المايك لتعيد سؤالك يا أبا أحمد تفضل.
ana_shi3i
16-09-2007, 03:53 PM
الأخ الشيخ أبو أحمد البكري:
سبحان الله! سبحان الله! يا دكتور أنا رجائي للمرة الثانية أو الثالثة هذه, والجميع يشهد بما فيهم رفيق أنا الآن أعيد وأكرر السؤال لمرة أو مرتين أو ثلاثة أمام الجميع, أنا لا أريد محاضرة؛ أنا سألتك سؤالاً أرجو أنك تختصر وتقتصر على الإجابة في ذكرك, دائماً تذكر لما كنت وهابياً، ولما كنت وهابياً.. أنا أسألك وأنا من أهل اليمن, جيد هل هناك من يسألك في اليمن حينما يقول لك: على أي مذهب أو على أي معتقد ؟ كنت تقول: إنك أنت وهابي؟
أنا أرجو أن يكون السؤال الآن واضحاً, أرجو منك أن تجيبني، هل كنت حينما تسأل في اليمن وأي شخص يسألك على أي مذهب أنت كنت تقول: انك أنت وهابي؟ أرجو الإجابة.
سماحة الدكتور السيد عصام:
سأجيبك، أنا عندما كنت وهابياً لم أكن أعرف أنني وهابي ! ستقول لي كيف ? أقول لك: لأن الوهابية تزعم أنهم أهل السنة!! هم يقولون: نحن أهل السنة! والأشعرية يقولون: نحن أهل السنة, وأنتم الآن الوهابية عندكم كتب كثيرة في الرد على الأشعرية والماتريدية تقول: إنهم أهل السنة.
فكل واحد من هذه الفرق الثلاث في العالم السنّي الوهابية تقول: نحن أهل السنة, والسلفية يقولون: نحن أهل السنة, والأشعرية تقول: نحن أهل السنة, والماتريدية تقول: نحن أهل السنّة!! الأشعرية يمثلهم جمهور أهل السنة في العالم كما قال العلاّمة حسن أيوب في كتابه «تبسيط العقيدة الإسلامية», إنهم يمثلون جمهور أهل السنّة.
والماتريدية موجودة في جامعه ديوبند, جامعة الأزهر في الهند, والوهابية موجودة في بعض مناطق الجزيرة وغيرها, فأقصد أنه لم أكن أعتقد عندما كنت وهابياً إذا سألني شخص كنت أقول: أنا من أهل السنة(3), لماذا? لأنه أنا كنت أزعم أني من أهل السنة, يعني كل واحد من أتباع هذه الفرق المختلفة يعتقد أنه من أهل السنة؛ و لذلك قال شيخ الأزهر محمود عبد الحليم, قال: يتنازع كلمة أهل السنة وكلمة السلفية الوهابية والأشعرية!! هنالك تنازع بينهم, كل واحد يقول نحن أهل السنة!
وفي كتب الوهابية ردود على الأشعرية بشكل كثير, ملأت المكتبات, مثل: الألباني يكتب تحذير الأمة من الشيخ أبي غدة, والشيخ أبو غده هو أحد علماء الحنفية, وهو أشعري. وتجد كتب الصابوني محمد علي تمنع في المملكة لماذا? لأنه أشعري!!
أنا أقصد كنت أزعم أنني من أهل السنة, فلذلك أنا لم أكن عندما كنت وهابياً كما قلت, صحيح لم أكن أقل أنني وهابي كنت أظن أنني من أهل السنة, وأنني أمثّل أهل السنة. أما السؤال الثاني فأنا أريد أن أقول: إن هذه الأسئلة التي لا تتعلق بالموضوع سوف نبحث عنها إن شاء الله بشكل مفصّل في الجلسات القادمة, لا نريد أن ندخل في هذه المسائل الفرعية, وتفضلوا معكم المايك.
السيد رفيق:
إذن أجيب عن السؤال.
لا يا أخ أبو أحمد لا تضحك! العملية ليست عملية ضحك رجاءً رجاءً! فنحن نحترم الشيخ عثمان الخميس؛ فيجب أن تحترم سماحة الدكتور السيد عصام العماد, ولا أسمح لأي إنسان أن يسخر أو يضحك أو ينتقد.
بإمكانه أن تقدم له المايك ويسأل ويتحدث, لا توجد مشكلة, لكن أنني أسخر من أي أحد من الطرفين هذا لا أقبل به رجاءً, وبهذا نصل إلى نهاية المناظرةالثانية....
بسم الله الرحمن الرحيم
نكمل ماأنتهينا به من الحلقة الثانية من المناظره ( لغرفة الحق )
وهنا نبدأ من حيث أنتهينا وهذه المناظرة الثالثة في الحلقة الثالثة ..
وعلى بركة الله ..
سماحة الشيخ مصطفى الطائي:
المناظرة الثالثة والتي جرت في غرفة الشيخ عثمان الخميس وهي غرفة وهابية.
السيد رفيق:
على كلٍ إن شاء الله نستطيع أن نبدأ الآن ولكم المايك أخ أبو أحمد لتقديم البداية.
الشيخ أبو أحمد البكري:
وهو كذلك طالما الأخوه دخلوا, الوقت... أكثر من خمسة وعشرين دقيقة مرّّت ولم يبدأ النقاش، المواضيع الأخرى مع من يبتدئ هذا يكون إن شاء الله في وقت لاحق, نحدد له وقت, وتتكلمون والشيخ (يعني عثمان) إن شاء الله, كما بين طيب ما أدري لعلنا نبتدئ نعطي كلمة للدكتور عصام, نسمع منه ان كان الصوت جيداً أم لا؟ ثم بعد ذلك نبتدئ إن شاء الله, تفضل يا دكتور.
السيد طلال:
أخواني الصوت مسموع إن شاء الله, شيخنا كانت فيه نقطة حمراء, تفضلوا سيدنا سماحة الدكتور عصام.
السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين, في البداية لا بدّ أن نحدّد المواضيع أو الخلاصة لما توصلنا إليه في الجلسات الماضية, وكان الحديث في الجلسة الماضية حول آية التطهير؛ ولأن كل مفسري أهل السنة عندما يذكرون ( آية التطهير ) يذكرون في ذيلها حديث الكساء وحديث الثقلين. فكان من الطبيعي أن يكون الحديث في الجلسات الماضية يتعلق بـ ( آية التطهير ) وبـ( حديث الثقلين ), وتبيّن لنا من الجلسة الماضية بالأدلة أنه لا يوجد حديث (كتاب الله وسنتي)؛ لا في البخاري ولا في مسلم. وهذه من نتائج الجلسة الماضية. وإنما الموجود في صحيح مسلم ـ رحمه الله ـ هو حديث (كتاب الله وأهل بيتي).
وتبيّن لنا كذلك أنّ الكثير من الخطباء في المساجد, كما يقول الوهابي المعاصر محمد على البار في كتابه المطبوع في السعودية طبعة وهابية، في كتابه (الإمام الرضا ورسالته الطبية)، قال: إن الكثير من خطباء المساجد يخونون الله ورسوله عندما يكتمون الحق ويذكرون (كتاب الله وسنّتي) ولا يذكرون كتاب الله وأهل بيتي, كما تبين لنا في الجلسة الماضية أن الأخ عثمان الخميس من الذين لا يكفّرون أو مِن الذين يحاربون ويخطّئون الذين يقولون بتكفير الاثني عشرية.
كما تبيّن لنا أيضاً من الجلسة الماضية أنّ حديث الكساء الوارد في صحيح مسلم قد حصر أهل البيت الذين هم قرناء القرآن والذين هم المطهرون؛ حصرهم في أربعة؛ علي وفاطمة والحسن والحسين، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية, وقال شيخ الإسلام: إن حديث الكساء صحيح. وقد ذكرنا المصادر في المناظرات السابقة.
كما تبين لنا أن حديث التمسك بالقرآن وأهل البيت قد صححه كبار أهل السنة, وهو من الأحاديث التي صححها الألباني والذهبي والإمام ابن حجر العسقلاني وعشرات من أئمة أهل السنّة كابن حجر الهيتمي وغيرهم من أهل السنة. والذي ضعفه هو ابن الجوزي في العلل المتناهية, وقد تعجّب الكثير من علماء السنة من تضعيفه وقالوا: إن العمل على تضعيف حديث الثقلين كتاب الله وأهل بيتي والتمسك بهما, وأنهما لن يفترقا من العجائب!! ومن أكبر السقطات التي وقع فيها.
كما تبين لنا في الجلسة الماضية أنّ الشيخ عثمان كذلك يعتبر من الذين يؤيدون الشيخ الإمام الأكبر شلتوت, ولا يرى تكفير المسلمين من الاثني عشرية ومن غيرهم من المسلمين.
كما تبين لنا كذلك أنّ الشيخ عثمان الخميس ينتقد الوهابية التي تعتبر الذين يسجدون على التربة أنّهم يعبدون من دون الله هذه التربة, وقد وضّح الشيخ الخميس أن الاثني عشرية عندما يصلّون على التربة فانّهم يصلّون عليها كما يصلّي السني على السجادة , ومن أنهم يصلّون عليها لا لها.
وتبيّن لنا من خلال مراجعة شرح (حديث الثقلين) في صحيح مسلم أنّ النبي أطلق كلمة الثقلين على الكتاب وأهل البيت, كما يقول الإمام النووي, كما ذكرنا ذلك بالمصادر في البحوث السابقة.
أريد أن ألخّص الأشياء التي توصّلنا إليها في المناظرات السابقة حتى تكون المسألة واضحة, بحيث أننا نبدأ من حيث انتهينا فيها في السابق, لا تحتاج إلى إعادة ما دام أننا قد اتفقنا في المحاضرات السابقة على هذه القضايا, فلا داعي لإعادتها من جديد, تفضلوا معكم المايك.
الأخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
طيب إذن بارك فيك لعل الشيخ عثمان يبين أيضاً في المسألة, ونبقى في موضوع واحد, حتى نطلع إن شاء الله الجميع بفائدة, يتفضّل الشيخ.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أولاًً أرحّب بالدكتور فضيلة الشيخ عصام في هذه الغرفة, وأسأل الله تعالى أن يجعل هذه المحاورة وهذا النقاش مطلوباً به الرضا عند الله جلّ وعلا, وأن يوفقنا جميعاً إلى مسلك أهل الحق.
الآن نكرم الدكتور عصام ونقول له: ابدأ على بركة الله تبارك وتعالى واطرح ما عندك وانفعنا وافدنا بارك الله فيك.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
طيب جزاكم الله خيراً, إذن أخي محمد علي لعلك الآن تكتب وتسجّل الوقت وما في أحد يرفع يده بارك الله فيكم.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, في الحقيقة أنا سأبدأ قلت في جلسة الماضية أن الألباني, في الحقيقة كان هنالك بعض الأشياء التي يجب انك تجدد النظر إليها، قلت: إن الألباني صحح (حديث الثقلين) لغيره بينما هو في الحقيقة صححه لذاته, وهذا ما أثبت لك بالدليل, وكذلك نجد أن الألباني والكثير من العلماء من أهل السنّة يذكرون هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة, فأنا لا أدري لماذا التشبّث بالصيغة الموجودة في صحيح مسلم ؟ وأنا أقول لك: إذا كنت أنت تتمسك في الصيغة الموجودة في صحيح مسلم وهي موجودة في الحديث رقم (2408) المروي عن زيد بن أرقم, فأنا أقول لك: إنه يكفي أن الرسول قد أطلق على الكتاب وعلى أهل البيت كلمة الثقلين، فما هو برأيكم ؟ ما معنى كلمة الثقلين ؟ عفواً أجبني عن هذا السؤال: ما معنى الثقلين في صحيح مسلم ؟ تفضلوا معكم المايك:
سماحة الشيخ أبو أحمد البكري:
إذن يحفظ له الوقت الباقي تفضل يا شيخ.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, بالنسبة للثقلين أليس الكلام عن (آية التطهير) و(حديث الكساء)؟! أنا أرجو نلتزم بالموضوع, وأنا لا مانع عندي أن يحاجج ويتكلم في حديث عن زيد بن أرقم, فلا مانع عندي, ولكن أظن أن الاتفاق كان عن (آية التطهير) و(حديث الكساء), فيلتزم الشيخ الدكتور إن شاء الله تعالى.
الأخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
يعني شيخ وكأني أرى أن تنتظر منه أن يلتزم بأن يجاوب على السؤال هذا, ما فهمناه يا شيخ لعلك تكتب لي جزاك الله خيراً تكتب لي وتبين يرد على سؤالك أم انقطع منكم اللاقط?
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أنا أقول: يعني هل الشيخ الدكتور عصام يريد أن يخرج عن (حديث الكساء) و(آية التطهير), يعني يريد لأنه المرة السابقة قال لي: أنت تخرج عن الموضوع وكذا الآن (حديث الثقلين) هل هو يريد حديث الثقلين أو يريد (حديث الكساء) و(آية التطهير)؟ فليحدد لنا ما يريد حتى نبدأ إن شاء الله تعالى.
الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
إذن واضح جداً يا دكتور حدّد إن شاء الله حتى الأخوة جميعاً يستفيدوا ويكون الحوار بنّاء, أيضاً تفضل يا دكتور.
سماحة الدكتور السيد عصام:
فقط أنا أريد أن أسألك سؤالاً: ما معنى (حديث الثقلين)؟ ما معنى كلمة الثقلين في صحيح الإمام مسلم? عندما يقول الرسول (تركت فيكم الثقلين) ما معنى الثقلين? ما هو المراد من كلمة الثقلين? تفضل معك المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
طيب, لا أدري الشيخ الدكتور عصام لا يريد أن يتحدث في الموضوع، حضّر في حديث الثقلين ولا يتكلم إلا فيه. الثقلان: هما الكتاب وأهل البيت, يكفي لا بأس، تريد نناقش (حديث الثقلين) لا يوجد أي مانع أبداً.
نحن نُقِّرُ أنّ الثقلين الذين أمر النبي بهما: كتاب الله أمرنا بالتمسك به، والثقل الثاني وهم آل النبي, ولكن هل القصد تريد الآن الخروج عن موضوع (آية التطهير)؟ إذا كنت تكلمت أنا عن موضوع الإمامة قال إنّ هذا خروج عن الموضوع, وقال نحن لم نتفق على موضوع الإمامة، وإنّما كان الاتفاق على (آية التطهير) و (حديث الكساء).
وما شابه ذلك والثقلين, ولم نتفق على موضوع الإمامة, واتهمني بالخروج عن الموضوع وتضييع وقت الناس أو ماشابه ذلك!! ما أذكر هذا تضييع وقت الناس, ولكن قال: إني خرجت عن الموضوع, ثم كذلك الأخ وعد أيضاً تدخل وقال أيضاً نفس الشيء, قال: تركت الموضوع الذي تم الاتفاق عليه ولم نتفق على موضوع الإمامة, وكتب أيضاً ولا أدري من كتب أيضاً, كتب: إنّ هذا خلاف للوعد: لأنه لم يكن الاتفاق على موضوع الإمامة!! فأنا حقيقة يعني شككت في أمري ورجعت إلى الشريط ووجدت أن الاتفاق كان على موضوع الإمامة, وأنا أسمعكم الآن من الشريط كلام فضيلة الشيخ الدكتور عصام وكلام كذلك الأخ رفيق لما تم الاتفاق على موضوع الإمامة في هذا الموضوع, فلنستمع جميعاً إن شاء الله تعالى:
(صوت د. عصام يتحدّث كما بثّه عثمان في شريط عنده): (فأصبح الآن الحوار كما اتفقتكم في الجمعة القادمة يتم حول الإمامة، ما في مانع إذا كان عثمان الخميس موافق ولكن لا بدّ أن نحدد الآن الآية والرواية التي نتحاور فيها).
(صوت الأخ رفيق كما بثّه الشيخ عثمان الخميس): (جزاكم الله ألف خير شيخ عثمان إن شاء الله سنبدأ الجمعة صباحاً بما اقترحه الشيخ عثمان إن شاء الله في موضوع الإمامة).
ثم استمر سماحة الشيخ عثمان يتحدّث بعد أن أغلق السمجّلة, وقال:
إذن، الحمد لله ما اخلفنا وعدنا، ولكن هذا الذي سمعناه منكم هذا الذي فهمته منكم وهو أن يكون الحديث عن موضوع الإمامة بالذات وتعريفها، وما هي هذه الإمامة ? ثم بعد ذلك نناقش أدلتها التفصيلية في (آية التطهير) أو في (حديث الكساء) وغيرها من الأدلة التي يستدل بها الشيعة في إمامة الإمام علي وأبنائه ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ.
أريد الآن أقول إذا كان الدكتور عصام انتهى من (آية التطهير) فأنا لم انته بعد حتى نكمل هذه المسألة إن شاء الله تعالى، ثم بعد ذلك نتكلم في (حديث الثقلين) أو أدلة أخرى يحددها.
الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابي
تفضل يا دكتور.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, وأنا أسألك فقط: ما معنى كلمة ثقلين؟ أنت قلت: الثقلين هما القرآن وأهل البيت. أنا أريد فقط ما معنى كلمة ثقلين كما هي موجودة في كتب أهل السنة, يعني عندما نراجع صحيح مسلم من أول شرح إلى آخر شرح وهي (عشرات) الشروح، ما معنى كلمة (ثقلين)؟ وما معنى (تركت فيكم) وهل كلمة (تركت فيكم) لها دلالة أقوى من كلمة أوصيكم أم لا? وإذا كانت كلمة (تركت فيكم) وكلمة (ثقلين) لا تدل على التمسك بأهل البيت فعلى ماذا تدل إذن?.
أنا لست مثل الشيخ عثمان يعد ثم بعد ذلك يتحدث بموضوع آخر, أتذكرون أنا عندما اتفقت معه نتحدث عن آية التطهير كان يسألني ما رأيك بالخميني؟ وكأنّ الإمام الخميني من أهل الكساء أو أن الآية نزلت فيه! كان يخرج عن الموضوع نهائياً، أنا أقول له: (آية التطهير) هي موضوعنا. يقول: ما رأيك بالخميني! أقول له: (آية التطهير). يقول لي: ما رأيك بالكليني! كان يخرج نهائياً والآن أنا لم اخرج, يعني في الحقيقة عندما نرجع إلى كتب التفسير، أتحدّاه ان يأتي لي بكتاب في التفسير يتحدث عن (آية التطهير), ولا يذكر (حديث الكساء)، ثم يذكر بعده حديث الثقلين, ما عندي مانع.
نبدأ بـ(آية التطهير) ليس مشكلة, ولكن أريد أخواني يحكمون، أن الرجل هذا كيف يعمل من الأول, كان يخرج؛ ما رأيك في الخميني! وإذا أجبته وقلت له: هل (آية التطهير) نزلت في الخميني؟ هل الخميني من أصحاب الكساء حتى تسألني عنه؟ هل الخميني له علاقة بالموضوع? وأنا تشيعت ودخلت المذهب الشيعي قبل أن أعرف الكليني، وكان سبب دخولي وانتقالي من الوهابية إلى الاثني عشرية هو كتاب البخاري وصحيح مسلم لا كتاب الكليني! فلذلك انظروا كيف يتعامل حتى تعرفون أنّه في البداية كيف كان يخرج دائماً، وإذا خرج والزمته بالرجوع لا يرضى.
ولكن الآن انظروا كيف يعمل! أقصد يكون هنالك نوع من الإنصاف! كم حاولت معه وكم قلت له: يكون الموضوع متمركز حول (آية التطهير), وكان يسألني: ما رأيك بالخميني؟ ما رأيك في الغلاة؟ ما رأيك بالكليني؟ ما رأيك في التحريف للقران؟ ما رأيك... يعني كان يخرج خروجاً نهائياً، وعندما كنت أردّه وأقول له: لا تخرج يا شيخ لا تخرج يا شيخ عن الموضوع! انظروا فقط فأنا أريد من المستمعين أن يحكموا, ونبدأ في (حديث الكساء) ونتحدث فيه, وأريد أن أسأله بعض الأسئلة إذا كان الرسول قد حدد أهل الكساء في (أربعة) أشخاص كما هو وارد في حديث عائشة في صحيح مسلم, أن الرسول أدخل الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين وقال (اللهم هؤلاء أهل بيتي) فكيف نحن لا نلتزم بحديث صحيح موجود في صحيح مسلم وموجود في غيره؟! تفضل معك المايك.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
طيب لعلنا نترك ما جرى والآن الموضوع يحدد إن شاء الله، الموضوع لا نريد أن نكرر الكلام إذا كان يخرج الشيخ أو أنت تخرج لعله أن يوضع حداً لهذا الكلام إن شاء الله، تفضل يا شيخ عثمان.
ما أدري لا أرى الشيخ موجوداً, يبدو خرج الشيخ يا أخوان, خففوا من الكتابه.. خفف يا محمد علي الله يبارك فيك يا بو علي عمر أرجوك لا تكتب الكتابة المتكرره... الشيخ خرج?
الأخ الكابتن من طرف الوهابية:
السلام عليكم معذرة يمكن الشيخ خرج, وإذا رجع بالإمكان نغلق الغرفة... بارك الله فيك, تفضل يا أخي أبا أحمد.
الشيخ أبو أحمد:
إذن جيد من يضع نقطة على رفيق: لا تضعوا النقطة على رفيق يا أدمنية, أنا رجائي لكم لا تكتبوا الله مستعان, لعله لما يرجع الشيخ نكمل الحوار إن شاء الله... حتى يرجع الشيخ, وإذا رجع الشيخ... تفضل يا وعد:
الأخ وعد من طرف الاثني عشرية:
طيب, بسم الله الرحمن الرحيم, أولاًً يا أخي أبو أحمد أرجو أنك أنت تدير الحوار والمداخلات فقط، أما أن تذكر للشيخ عثمان الخميس أنه خرج عن الموضوع أو أن سماحة الدكتور عصام خرج عن الموضوع ليس من شأنك وشأني ولا توكل الكتابة إلى أحدٍ إطلاقاً.
ما دام الشيخ عثمان الخميس طلب منّي المداخلة فأنا أقول لك يا شيخ أنك بترت يا شيخ في الكاسيت عندما ذكرت في الأول من أننا اتفقنا على الإمامة, رفيق بالنص قال: الإمامة وبالخصوص (آية التطهير), فإذا كان الكاسيت لديك لما قطعت لفظ الإمامة ولم تبث ما بعد قول الإمامة ؟! على أي حال أنا يا أبو أحمد أطالب بالكاسيت الذي وضعه وقطع كلام رفيق, بتر الكلام, أطالبه بأن يكمل الكلام, أول ما قال رفيق الإمامة بتره؛ لأنه أكمل, فأرجو منك أن تطالبه بأن نكون موضوعيين في الأطروحة, لعل التسجيل موجود عند كل الأخوة, بارك الله فيكم.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
أنا أرى الشيخ عثمان موجود الآن, تفضل كانت أسئلة مطروحة لك يا شيخ, وأرجوا تجاوب عليها تفضل يا شيخ.
الكابتن من طرف الوهابية:
الأخ الشيخ أبو أحمد جزاك الله خيراً بالإمكان لو تعيد الأسئلة؛ لأنه حصل انقطاع في الخط, جزاك الله خيراً.
الشيخ أبو أحمد:
طيب لعل فضيلة الشيخ الدكتور عصام يعيد بسرعة ولا يطول إن شاء الله, وندخل في الموضوع. جزاكم الله خيراً. تفضل يا دكتور عصام.
سماحة الدكتور السيد عصام:
أقرأ لك الحديث في البداية حتى لا نضيع الوقت, أنا أذكر رقم الحديث (2424) في صحيح مسلم: قال الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ ولا نذكر السند حتى لا نضيع الوقت, قالت عائشة: « خرج النبي على مرطٍ مرحل فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) فهذا في صحيح مسلم نصّ صريح في أن (آية التطهير) خصصها الرسول بهؤلاء الأربعة, فأنا أريد أن أقول للشيخ عثمان الخميس: كيف يحق لنا أن نخالف حديث صحيح فسر (آية التطهير) بشكل كامل ?! ومن هنا نجد أن الكثير من أئمة أهل السنة كالإمام الطحاوي بموجب هذا الحديث قال: إن (آية التطهير), وإن التطهير خاص بهؤلاء الخمسة.
ana_shi3i
16-09-2007, 03:54 PM
وإذا أردت أن تراجع، فارجع إلى كلام الإمام الطحاوي وهو من كبار الحفاظ واستدل بهذه الآية, ألا تعتبر أنه لا يصحّ أن نقول خلاف هذا النصّ النبوي الشريف الذي هو صريح في حصر أهل البيت المطهرين بهؤلاء الخمسة. وهذه ( يطهرهم تطهيراً) هل تعتقد أن التطهير يشمل الجميع ويشمل غير هؤلاء, مع أن الرسول حثّ في أحاديث صحيحة أُخرى وأكّد بروايات أُخرى, ظل الرسول أكثر من خمسة أشهر يمر على بيت السيدة فاطمة ويقول: ( الصلاة يا أهل البيت ) في حديث صحيح من أجل أن يؤكّد ذلك, إذن: فالرسول قد بيّن اختصاص هذه الآية بـ (أهل الكساء) في مقامين:
المقام الأول: على مستوى الحصر وإدخالهم في الكساء وهذا مقام عمل.
والمقام الآخر: الرسول صرّّح في أحاديث صحيحة أنّها نزلت هذه الآية أو وردت في هؤلاء, إذن الرسول حصر أهل البيت المطهرين في هؤلاء الخمسة, أقصد إذا كان الرسول حصر أهل البيت في هؤلاء الخمسة ثم نأتي إلى صحيح مسلم كما بينت أنا في الجلسة الماضية, وهي رواية موجودة في صحيح مسلم أنه سئل زيد بن أرقم: أنساؤه من أهل ابيته? قال: لا, ومرة قال: نعم في رواية أُخرى، ولكن نجد في شرح النووي قال: أنه عندما قال نعم، استدرك وقال: لكن, والاستدراك هذا يفيد لنا أن (نعم) هنا في الأصل (لا), ولذلك قال الإمام النووي: أكثر الذين يروون روايات جاءت أنه قال: نعم. ومما يدل على أن (لا) هنا لا تدل على النفي أن زيد ابن ارقم استدرك.
وهنالك دليل آخر ذكرته لك في السابق وهو: إن الإمام أحمد بن حنبل ذكر, كما ورد في الحديث الصحيح في مسند أحمد, وهو يعتبر تكملة (لحديث الكساء), ما الذي حدث ? إن زيد بن أرقم كان يتردد أحياناً, المشكلة الكبرى أنه عندما رجعنا إلى صحيح مسلم وجدنا أنه في نفس السند الذي هو موجود في صحيح مسلم هو نفسه موجود في مسند الإمام أحمد بن حنبل! عندما تراجع مسند أحمد تجد أن الرواية مروية عنه بنفس السند؛ حدثني أبي، حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان، التيمي, حدثني يزيد بن حبان التميمي... إلى أن يأتي بالرواية عن زيد بن أرقم, ونفس النص الذي موجود في مسند أحمد هو موجود كذلك في نصّ صحيح مسلم, ولكن ما الذي حدث ?
المشكلة الكبرى حدثت من قبل الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ حدثت منه من دون قصد وعمد, وهو: أنه عندما نأتي إلى ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته? قال: «إن نساؤه من أهل بيته», ولكن قال العلماء: أنا سأذكر لك أقوال العلماء: إنه (لكن) هنا التي فيها استدراك تدل على أن هناك في الكلمة سقط؛ لأنه قال: (نعم) ثم قال: (ولكن), مثلاًً عندما يقول لك شخص من الخارج هل جاء محمد فتقول: (نعم), ثم تقول (لكن), أنت استدركت, يعني أنت رديت كلامك, ولذلك (ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده). إذن فزيد بن أرقم يرفض, ولكن الإشكالية الكبرى أن مسلماً حذف الرواية ـ لأسباب علمية تتعلق بترتيب كتابه حسب المواضيع، لم يكملها كما هي في مسند أحمد.
فقد روى يزيد بن حبان: حدثنا زيد بن أرقم في مجلس قال: بعث الينا عبيد الله بن زياد, انظر إلى المشكلة الكبرى انظر كيف كان يوجد محاربة (لحديث الثقلين) و (حديث الحوض) أو (حديث الكساء)؛ لأن الموضوع بين الحديثين هنا متشابك.
فقال يزيد بن حبان: حدثنا زيد بن أرقم في مجلسه فقال: بعث إلي عبيد الله بن زياد والي بني أمية.. فأتيته فقال: ما أحاديث تحدثها وترويها عن رسول الله لا نجدها في كتاب الله؛ تحدث أنه له حوضاً في الجنّة، تعرّف أحاديث الحوض؟! وأنّه يأخذ ببعض أصحاب النبي إلى ذات الشمات؛ لأنهم أحدثوا من بعده.
وأرجو ملاحظة العلاقة بين حديث الثقلين وحديث الحوض وتدخل عبيد الله بن زياد في محاربة الحديثين ونعود إلى زيد بن أرقم.
قال: قد حدثناه رسول الله ووعدناه، قال: كذبت، ولكنك شيخ قد خرفت, قال: إني قد سمعته أذناي ووعاه قلبي عن رسول الله يقول: من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من جهنم, وما كذبت على رسول الله.
فنحن نجد أنّ هنالك كان يوجد تدخّل من قبل السلطة في هذه الأحاديث؛ حديث الثقلين، وحديث الحوض، وحديث الكساء, والسلطة كانت تريد أن تتدخّل بالذات في قضيّة أهل البيت، لذلك نجد أنّ زيد بن أرقم رضوان الله عليه كما أنه في ذيل هذه الرواية في مسند أحمد كان يواجه بضغوط من قبل بني أمية، والمشكلة الكبرى أنّ الإمام مسلم عندما جاء لم يذكر بقية الرواية حتى نعرف أن السلطة كانت تتدّخل في قضيّة تحديد أهل البيت, وفي قضية الصحابة المرتبطة بحديث الحوض؛ لأن حديث الحوض هو أخطر حديث في قضية الصحابة, ومن هنا نجد كذلك دلائل أُخرى, ولكن أنا ذكرت هذا الدليل وهو تدخّل السلطة في تحديد وتوسيع دائرة أهل البيت, وطبيعي أن تتدخل في هذه المسألة؛ ولأن الرسول قرن أهل البيت بالقرآن الكريم, وحدّد القرآن بسور معينة, قام الرسول بنفس الطريقة، فيها يتعلق بأهل البيت المتمسك بهم وهم أهل الكساء, أمّا أهل البيت غير المتمسك بهم فليس حديثنا عنهم, فحديثنا عن الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضوان الله عليهم ـ , فنجد أنّه كان هنالك للرسول من أجل أن لا يأتي أحد ويتلاعب في الدين ويدّعي أنّه من المطهرين؛ كان الرسول يؤكّد على هذا التحديد في أكثر من مرة.
أنا اسألك لماذا: كان الرسول في أكثر من مرة عندما يمرّ على بيت السيدة فاطمة الزهراء يقول: (الصلاة أهل البيت) كان من أجل أن يؤكّد لهم في جانب عملي ملموس يراه الصحابة يومياً أن أهل البيت هم هؤلاء, حتى لا يدّعي أحدٌ بأنه من أهل البيت المطهرين, فيحرّف الدين, أليس من المعقول يا أخي ؟
أجب عن هذه الأسئلة أن الرسول ما دام قد قرن أهل البيت بالقرآن الكريم, وحصر السور حتى لا يأتي أحدٌ ويدخل في القرآن الكريم ما ليس فيه, وحصر آل البيت المطهّرين حتى لا يأتي أحدٌ ويدخل في أهل البيت المطهّرين ما ليس منهم؛ أليس من المعقول أنّ الرسول في أكثر من مورد وفي أكثر من رواية، روى الإمام ابن كثير في تفسيره أكثر من ستة عشر طريقاً أن الرسول كان يدخل في الكساء, الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء والحسن والحسين, ويقول: (هؤلاء أهل بيتي), وعندما ترجع إلى (آية المباهلة) كذلك كرر الرسول هذه العملية وأدخل هؤلاء الأربعة وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي).
ما هي الحكمة من الرسول أن يؤكّد على هذه المسألة? وإذا كان الرسول يريد أن يوسّع دائرة المطهرين فلماذا عندما جاءت أم سلمة وقالت: (أأنا من أهل البيت)، إذا كانت قضية أهل البيت هنا تشمل النساء, ألست معي يا أخي سماحة السيد عثمان, أن الآية نزلت في بيت أم سلمة، عندما تأتي أم سلمة وتسأل وتقول للرسول هل أنا منهم? هذا يدل دلالة حالية بأن أم سلمة قد عرفت من حالة الأجواء الخاصّة أن الرسول كان يريد أن يعبّر عن أهل البيت في صورة خاصّة, أي إن كلمة أهل البيت هنا هي حقيقة شرعية لا حقيقة لغوية, فمثلاً (حديث الدار) اضرب لك مثلاً (حديث الدار) إذا قيل: (حديث الدار) أين يذهب النظر؟ المراد بالدار، دار معين لشخص معين.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية ـ مقاطعاً ـ:
أنا آسف إني أضع عليك نقطة وأقطع كلامك يا دكتور, أنا ما أعتقد والجميع يشهد ما أعتقد أن هذا سؤال! إنما هذا تفصيل للسؤال, وإذا عمل نفس الشيء الشيخ عثمان أنا أيضاً أضع له نقطة, فأنا أرجو أنك تضع السؤال، أنا الآن أراك أنك تفصل السؤال يا دكتور.
سماحة الدكتور السيد عصام:
السؤال هو أنه أقول: الرسول لماذا أكّد دائما على مسألة حصر أهل البيت المطهرين في الأربعة وتكرر هذا الموقف منه في عدة مواقع, وفي أحاديث صحيحة عند الجميع ؟ وإذا كان سؤال آخر, إذا كان الرسول لم يحصر أهل البيت فمعنى ذلك أن الرسول عندما أمر بالتمسك بالقرآن والسنة وأهل البيت هل نتمسّك بأيّ واحد?
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
طيب جيد جدا لا يا أخ وعد؛ لأنه إذا كان سؤالاً يسأل ويجاوب عليه أيضاً الشيخ عثمان أنا أرى ليس هذا في الوقت. يطرح سؤاله ما عندنا مانع الأمر واضح, يعني أطرح السؤال ويجيب الشيخ عثمان وكذلك الدكتور الشيخ عصام والعكس صحيح, لكن أن يؤخذ بأن يفسّر السؤال بجواب ما أرى هذا يا أخي إن شاء الله, الجميع يسمعون ذلك, تفضل يا دكتور, إن شاء الله تجاب على سؤالك.
الأخ رفيق من طرف الاثني عشرية:
لا عفواً يا أخ أبو أحمد, رجاء الذي عملته هو أمر غير مقبول, الأخ الكابتن, يعني يعلم أنّ هذا الأمر أنا تكلمت معه, إنه لا يسمح في إيقاف أي أحد من المشايخ, سواء سماحة الدكتور السيد عصام أو الشيخ عثمان إذا كان يوجد تعليق يعلق بالكتابة أما أنت توقف الشيخ عثمان أو توقف سماحة الدكتور السيد عصام هذا ليس من حقك, مع احترامي الشديد لك؛ لأنك لست مؤهلاً, لأن تبدي بآراءك تجاه الطرفين. أ
نني أعلم أن يعترض الشيخ عثمان يكتب اعتراضاً, ويسمح له الطرف الآخر، أما أنت تدخل وتعلق بنفسك فما أعتقد أنّ هذا مقبول, وأرجو من الاخ الكابتن أن نسمع رأيه في هذا المجال, أما تضع نقطة على الشيخ عثمان، وأضع نقطة على سماحة الدكتور السيد عصام هذا أمر غير مقبول، نسمع منكم الأخ الكابتن.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
جيد يا رفيق أنا أقول أقصد أنه يطرح السؤال والشيخ من حقه أن يعلق, لكن ما كان سؤالاً! هذا سؤال مكرر عدة مرات! على العموم الجواب للشيخ إن شاء الله، تفضل يا شيخ عثمان.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أنا لن أبدأ حتى يقول الشيخ الدكتور عصام بأنه انتهى؛ لأنه ضيف عندنا.
سماحة الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
طيب تفضل دكتور شيخ عصام تفضل.
سماحة الدكتور السيد عصام:
أنا لم انته من كلامي، الحقيقة أنا أريد ليس فقط سؤالاً, ولي الحق, لماذا تضعون هذه القوانين الصارمة وهل نحن وضعنا لكم مثل هذه القوانين الصارمة عندما كنا في (غرفة الحق) ؟ يعني لماذا توضع مثل هذه القوانين الصارمة ؟ وأعتقد أنّ هذا ليس أسلوباً، نحن ضيوفكم, يعني ليست طريقة جيدة, هذه الطريقة، أنا في الحقيقة أفصّل, هذا اختياري, أو أسأل هذه مسألة تتعلق بي, لا تتعلق بكم! أنا أريد أن أقول: ما المقصود من أهل البيت في (آية التطهير) ؟ نحن نريد أن نبحث هل أهل البيت في (آية التطهير) حقيقة شرعية ؟ أي إنها مثل الصلاة، الصلاة لها معنى لغوي, نريد أن يجاب على بعض هذه الأسئلة.
إذن نجيب عن بعض هذه الأسئلة, فالصلاة لها معنى لغوي وهو (الدعاء) ولها معنى شرعي, هل كلمة أهل البيت هي كلمة لها المعنى اللغوي أم لها معنى خاص ? هل أن الشارع تدخّل فوضع لهذا الكلمة الهامة معنى خاص ? هل الرسول عندما أدخل أهل الكساء الخمسة في أهل البيت ثم نزلت الآية, أو أدخلهم وقال: (اللهم إن هؤلاء أهل بيتي) قد بيّن الرسول هنا في هذه الآية معنى خاص ؟ مثلاً عندما نقول: (البيت العتيق), الكعبة نقول (البيت العتيق), هل كلمة البيت هنا مطلقة أم تعني معنى معين ? هل تعني بيت الرسول وأهله وعشيرته وعائلته... أم هي كل مَن يمتُّ إلى الرسول بصله قرابة أو نسب، أم أن أهل البيت ينصرف إلى المعنى العرفي المتداول الذي يطلق على عيال المرء وأزواجه بما في ذلك نساء النبي، أم هناك معنى آخر صرفت إليه هذه العبارة ؟
أريد أن أقول: هذه أقوال طرحت وذهب إليها كبار المفسرين, ولكننا نرى أنها لا تنطبق على المعنى الواقعي لكلمة أهل البيت في آية التطهير, في الآية الكريمة (آية التطهير) إن كلمة أهل البيت هي عنوان خاص, والدليل أنه عنوان خاص ما قام به الرسول حيث كرر أكثر من مرة عندما نزلت (آية المباهلة)، (إن هؤلاء أهل بيتي), وهذه (هؤلاء أهل بيتي), تفيد الحصر فهو عنوان خاص يشير إلى حادثة وقعت, وبعبارة: إن كلمة (البيت) في (آية التطهير) تشير إلى بيت من بيوت نساء النبي، والألف واللام عهدية, وأهل البيت عندما كانوا مجتمعين في الزمن والمكان المعينين, قضية فيها حادثة خاصة, ليس القضية أن تأتي وتقول لي المعنى اللغوي، بل هي قضية خاصة، حادثة معينة في بيت أم سلمة, وفقاً لتعيين الروايات الصحيحة عند الطرفين, فنزلت الآية, ثم بعد ذلك حدد الرسول في أكثر من موقع في آية المباهلة أن (هؤلاء أهل بيتي), هؤلاء أهل بيتي وأعتقد أنه لا يوجد أسلوب أبلغ من هذه الطريقة, أن يقرنوا بالكتاب والسنة النبوية.
ثانياً: عندما تأتي أم سلمة وتسأل النبي وهي في بيتها، لماذا تسأل النبي (أأدخل) ? والمرأة لا يمكن أن تسأل زوجها هل أنا من أهل بيتك ؟!! ولكنها سألت ؟ لأنها تعرف أن أهل البيت هنا حالة معينة خاصة لا تستطيع أن تدخل, وإلاّ لو كانت تعرف بأنها من أهل البيت في هذه الحالة فلماذا تسأل ?! لماذا تسأل وهي في بيتها وفي منزلها ? فكان ذلك دليل أن كلمة أهل البيت إشارة إلى الخمسة المجتمعين في بيت أم سلمة, حالة معينة, كما نقول ذلك في (حديث الدار), فكلمة الدار في هذا الحديث إشاره إلى حالة مخصوصة.
وفي بداية الأمر يجب أن نحدد أنّ هذه العبارة أنّها تعطي معنًى خاصاً، تعطي معنًى شرعياً معيناً, ولكن المشكلة أن بعض الأخوان عندما يأتي ويبحث عنها لا ينظرون إلى الملابسات والأجواء التي أحيطت بـ (حديث الكساء) وبـ (آية التطهير), ثم يأتون ويقولون: إننا نأتي ونستدل بالسياق!!
وهل السياق يسمح بأن نخالف النص ؟! يا أخي السياق هل له حجية يا شيخ إذا كان يخالف نصاً نبوياً معروفاً ?!
والعلماء اتفقوا من السنة ومن الاثني عشرية أن السياق لا يصح أن يعتمد عليه إذا كان يخالف نصّاً صحيحاً في صحيح مسلم أو غيره, وتفضلوا معكم المايك.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
تفضل يا شيخ.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أقول ابتداءً أنا أقول للدكتور الشيخ عصام هدئ إن شاء الله تعالى ولا داعي للغضب، إن شاء الله نحن نتحاور في سبيل الوصول إلى الحق إن شاء الله تعالى، فأرجو أن يكون الحوار هادئاً بقدر المستطاع من قِبلي ومن قِبَلك إن شاء الله تعالى, وكذلك من قِبَل الأخوة المشاركين في الكتابة، أو التّدخل في المناظرة, جزى الله الجميع خيراً.
ذكر الشيخ الدكتور عصام يقول: كنت أسأله (يعنيني أنا): ما رأيك بالخميني? وما رأيك في التحريف? ما رأيك بالكليني? ثم يقول لي: لا تهرب يا شيخ، ارجع إلى (آية التطهير) وأنا كنت أخرج!
والله ما أظن أنّ هذا حدث، لكن أنا كان عندي سؤال, الآن هو وجّه لي مجموعه أسئلة, الحمد لله كل الأسئلة التي يوجهها أجيب عليها, لكن هو سألته سؤالاً لم يجب عليه إلى الآن, بل تقريباً أكثر من سؤال، أنا موجودة عندي هذه الأسئلة لم يجب عليها الشيخ الدكتور عصام!
هل إجابة الأسئلة متوقفة عليّ أنا، أو أن كلانا يجيب على الأسئلة التي تتوجه إليه ? أنا ما سألته: ما رأيك في الخميني ؟ هو الآن اتهمني بأنني أنا كنت أسأله ما رأيك بالخميني ؟ أبداً والله إني ما سألته.
فأنا ما زلت أسأل: هل الخميني والخوئي والصدوق والمفيد من الغلاة ? أنا لا أريد أن نضيع الوقت، ولكن أقول: هذا السؤال لم يجب عليه!! ولكن القصد أن الشيخ الدكتور عصام العماد لم يجب عن هذا السؤال, وهو يوجّه لي أسئلة كثيرة ولم يجب على شيء مما سألته ولكن أقول: هل يا دكتور عصام.. أنت ضيف عندنا, فسنعاملك بما ندين الله به, وكل إناء بالذي فيه ينضح! وإنائنا لا ينضح إلاّ بخير إن شاء الله, لك ولغيرك، وأنت على الرحب والسعة في هذه الغرفة إن شاء الله تعالى, وقل ما شئت واحبب من شئت, وابغض من شئت, ونحن إن شاء الله لا تجد منا إلاّ كل خير إن شاء الله تعالى.
أما هروبي فأنا الحمد لله أظن أنني ما هربت من شيء وأجبت على جميع الأسئلة التي وجهت لي, حتى من غير الشيخ الدكتور عصام, مثل الأخ وعد وغيره.
يقول خصصها الرسول في هؤلاء (الأربعة), ثم قال فسّر (آية التطهير)؟! لا مانع نفسّر (آية التطهير) ونقف معها قليلاً.
يقول: إنّ الطحاوي قال (آية التطهير) خاصّة بأهل البيت.
أنا قلت له قبل قليل: أرجو كل أحد تنقل عنه كلاماً أن تذكر الجزء والصفحة وفي أي كتاب قال هذا الكلام.
قال كذلك الدكتور عصام: نزلت هذه الآية في هؤلاء بأحاديث صحيحة.
أيضاً أريد من الشيخ الدكتور عصام أن يبيّن للناس ما هي هذه الأحاديث الصحيحة ؟ لا يصح حديث أبداً بأن (آية التطهير) نزلت بهؤلاء أبداً، إنما (آية التطهير) في كتاب الله تبارك وتعالى لم تنزل فيهم ـ رضي الله عنهم ـ , وإنما نزل فيهم حديث الرسول لما غطاهم النبي بالكساء وجللهم به ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي). هذا لا ننكره نحن، فنحن نحبهم ونجلهم ونقدرهم ونعرف لهم قدرهم ـ رضي الله عنهم ـ لكن الآية نزلت فيهم هذا غير صحيح أبداً !! لم يثبت هذا الأحاديث هذه كلها ضعيفة.
الشيخ الدكتور عصام يقول: الأحاديث الواردة فيها صحيحة عند الجميع.
فهذا كلام غير مقبول.
يحتج بزيد بن الأرقم، ويقول: إنه كان تدخُّل السلطة في هذا الحديث.
أنا أذكر لكم ما هي السلطة التي تدخّلت في هذا الحديث حتى لا يقول: إن زيد بن أرقم قال: تدخّلت السلطة ومنعت, من هي هذه السلطة لنرى التي تدخّلت والتي لم يذكرها الدكتور عصام. هذه السلطة كما هو الحديث في مسند الإمام أحمد في الجزء (الرابع) صفحة 366 و367 بعد أن ذكر زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ هذا الحديث عند عبيد الله بن زياد, وكلكم أيّها الشيعة تعرفون من هو عبيد الله بن زياد, عبيد الله بن زياد هو الذي أمر بقتل الحسين ـ رضوان الله عليه ـ، عبيد الله بن زياد من النواصب الذين كانوا يبغضون آل بيت النبي وانظروا ماذا قال عبيد الله بن زياد لما قال زيد بن أرقم هذا الحديث وسأل نساؤه من أهل بيته, قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرموا الصدقة, وهذا تكلمنا فيه في المرّة السابقة, ونعيده الآن بالتفصيل إن شاء الله تعالى, ثم بعد ذلك لما انتهى يقول بعث إليّ عبيد الله بن زياد! هذا يزيد بن حيان يقول عن زيد بن أرقم أنه بعد أن انتهى بعث إليه عبيد الله بن زياد! يقول: فأتيته, فقال: ما أحاديث تحدثها وترويها عن رسول الله لا نجدها في كتاب الله تحدّث أن لهم حوضاً في الجنة؟ قال: قد حدثناه رسول الله ووعدناه, فقال له عبيد الله بن زياد الناصبي قال له: كذبت ولكنك شيخ قد خرفت!!
هذا عبيد الله بن زياد الذي لا يعطي قدراً لأصحاب رسول الله ولا يعطي قدراً لآل بيت النبي.
فقال له كذبت, ولكنك شيخ قد خرفت!!
فقال له زيد بن أرقم, الذي يقول الشيخ الدكتور عصام أن السلطة تتدخّل في الأحاديث، قال له زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ إني قد سمعته أذناي، ووعاه قلبي من رسول الله يقول: [ من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من جهنم ] وكذبت على رسول الله.
يقول: وحدثنا زيد في مجلسه في نفس المجلس عند عبيد الله بن زياد, قال: [ إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضرسه كأحد ].
لِما لم يذكر الدكتور عصام أنّ عبيد الله بن زياد هو الذي تدخّل, وإن تدخّله لم يجد شيئاً؟ لماذا لم يقل هذا? لماذا يتهم الإمام مسلم? ولماذا يتهم الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ؟ والله لو لم نحب آل بيت النبي ما روينا هذه الأحاديث في كتبنا ولسبيناهم كما سب غيرنا غيرهم, ولكننا والله لا نسبهم بل نحبهم ونعطيهم قدرهم الذي لهم ـ رضي الله عنهم ـ.
كذلك قال الدكتور عصام: لماذا كان الرسول يقول: الصلاة يا أهل البيت حتى يشهد الصحابة؟
متى كان يخرج ـ صلى الله عليه وسلم ـ، كان يخرج لصلاة الفجر في الليل, مَن يراه ?!! يخرج ويقول: الصلاة أهل البيت!! نحن لا ننكران هؤلاء من أهل البيت, ولا أحد من أهل السنّة ينكر أنّ علياً من أهل البيت أو الحسن أو الحسين أو فاطمة ـ رضوان الله عليهم ـ من أهل البيت من ينكر هذا ? ثم قال لي: أجب عن هذه الأسئلة!!
نعم أجيب أنا جميع الأسئلة التي طرحتها سأجيب عنها إن شاء الله تعالى.
يقول: حديث الثقلين في صحيح مسلم, قبل قليل ولم يجب.
أرجو أن يجيب, في مسلم. (تركت فيكم الثقلين كتاب الله وحث على التمسك به والأمر به، ثم قال: أذكركم الله في أهل بيتي). نحن لا ننكر بأن أهل البيت من الثقل الثاني، فأهل بيت النبي ثقل عندنا لهم وزنهم ولهم قيمتهم ومكانتهم, لذا كان أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ يقول: [ارقبوا محمداً في آله] ونحن كذلك نرقب محمداً في آله.
يقول: لما جاءت أم سلمة والآية نزلت في بيتها وقالت: (هل أنا منهم)؟ لأنها تعرف أن أهل البيت حالة خاصة.
غير صحيح هذا الكلام ـ يا دكتور ـ قلنا: أولاً: إن حديث أم سلمة بكل حال ضعيف, لا يصح عن النبي وإن صحّ. فاضعف ما فيه هو قول النبي لها: (لست منهم). أو أن الآية نزلت في بيت أم سلمة أبداً لم تنزل هنا في بيت أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ هذه الآيات وهي ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )!
وكذلك يقول: حددهم بالأربعة في أحاديث صحيحة عند الجميع.
أرجو ذكرها! أرجو ان يذكر الشيخ الدكتور عصام الأحاديث الصحيحة عند الجميع! أنا لا أعرف إلاّ حديث عائشة الذي في صحيح مسلم وذكرناه قريباً, وأرجو أيضاً هذه أن يتنبّه لها الدكتور الشيخ عصام وهو: كيف تروي عائشة هذه الفضيلة لأهل البيت إن كانت تبغضهم ـ رضي الله عنهم ـ.
كذلك محمد على البار لما قال: إنه من علماء الوهابية.
لم يذكر لنا ترجمته، وهل هو فعلاً من علماء الوهابية.
السياق هل له حجة؟
أنا إن شاء الله تعالى سوف أبيّن ذلك, لكن لأن الوقت قد أزف لذلك إن شاء الله تعالى إذا تكلم الدكتور عصام وسمعت ما عنده بعد ذلك أتكلم بالتفصيل إن شاء الله تعالى عن (حديث الكساء) أو (آية التطهير), ونفصلها تفصيلاً إن شاء الله تعالى, ونذكرها مسألة مسألة, وشكراً لك دكتور عصام.
الأخ الشيخ أبو أحمد البكري مدير الحوار من طرف الوهابية:
جيد جزاك الله خيراً يا شيخ، تفضل شيخ دكتور عصام لك اللاقط الآن.
ana_shi3i
16-09-2007, 03:56 PM
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أنا في الحقيقة سألتك عدة أسئلة, أولاً أنا فتحت حديثي بـ (حديث الكساء) الثابت في صحيح مسلم، وقرأت لك الحديث, حديث عائشة أن النبي أدخل فاطمة وعلي والحسن والحسين, ثم قال: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) وتكررت هذه العملية من الرسول في موارد عديدة, فهذه سألتك لماذا الرسول صنع هذا الصنع؟ لماذا الرسول قرأ هذه الآية؟ ولماذا أدخلهم في الكساء؟ وأنت لم تجبني على هذا السؤال!!
وبينت لك كذلك أنه لم تجبني على سؤال: هل كلمة أهل البيت هنا حقيقة شرعية أو لغوية أم إنها متشرّعة ? يعني هل نبحث عنها من حيث المدلول اللغوي أو نبحث عنها من حيث المدلول الشرعي ؟ أي أن للشارع صياغة معينة بهذه ؟ وهل إنها مصطلح عند المسلمين المتشرّعة ? أليس الرسول عندما أكد وأدخلهم في الكساء، قد أعطى لهذه الكلمة (أهل البيت) مدلول شرعي ؟!
أنا أسألك عن هذا السؤال: أليس الرسول ـ كما في حديث عائشة ـ عندما أدخل هؤلاء الأربعة وكان يقرأ الآية عليهم, وكما قلت في موارد عديدة حتى لو كان في صلاة الفجر والناس لا يسمعون كما تظن أنت، ماذا يريد أن يصنع النبي ؟ أليس النبي أراد بقراءة هذه الآية أن يبيّن لنا أنّ كلمة أهل البيت هنا حقيقة شرعية, أي أنه يريد أن يقول: أنا رسول الله المشرّع لي الحق أن أضع كلمة أهل البيت في إطار معيّن, أن أحدّد أهل البيت في إطار معين؟ فلماذا لم تجب عليّ أنت؟ كان المفروض أن تجيبني على هذه المسألة!!
أنا قلت له: لماذا صنع الرسول هكذا؟ ولماذا كان الرسول في صلاة الفجر كان يمرّ على بيت فاطمة ويقول: (الصلاة) ويقرأ الآية, وأنت أقرّيت ؟ لماذا كان الرسول يصنع هكذا ؟ ثم لماذا مرة أُخرى أدخلهم في الكساء ؟ ودعا لهم قال عثمان: عندما نزلت آية المباهلة، والرسول كذلك جمع هؤلاء (الاربعة) ثم قال في الحديث الصحيح: « اللهم هؤلاء أهل بيتي », لماذا الرسول كان يكرر هذا العمل ? أليس الرسول عنده حكمة ؟ عندما الرسول يصنع أمراً أكيد عنده حكمة معيّنة, يريد أن يضع لنا إرشاداً كما أن للشارع حقيقة معينة تختلف عن المعنى اللغوي كما في الصلاة, ضربت لك مثالاً.
فأنا قلت لك: إنه لماذا صنع الرسول هذا الصنع ؟ وما هو هدف الرسول وإصراره على هذه المسألة مرة عندما نزلت آية المباهلة قال عثمان الخميس رسول الله جمع الأربعة وقال: (هؤلاء هم أهل بيتي), وكرر أكثر من مرة عندما كان يذهب إليهم في بيت السيدة فاطمة, كان يقرأ عليهم آية التطهير ولم يحدث أنه قرأ هذه الآية في غير بيت فاطمة وعلي والحسن والحسين.
فأنا أريد أن أقول: ما هو غرض الرسول من هذا ? أرجوك أجبني لا تخرج إلى مواضيع جانبية وتقول لي: بأنني تكلمت في الصحابي زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ , وهذه في الحقيقة للأسف الشديد فيها نوع من المغالطة, يعني لم أذكر أنا زيد بن أرقم, أنا قلت: أن عبيد الله بن زياد دعا زيد بن أرقم, أنا لم أقل شيئاً في الطعن في زيد، المسألة فيها مغالطة، أو أنّك لم تفهمني, يعني... فأنا لم أقل زيد بن أرقم لعب في الحديث, قلت: عبيد الله بن زياد! قلت: السلطة تدخّلت! لم أقل أن زيد بن أرقم تدخّل! لم أقل فيه شيئاً, أقصد أنه لا تحمّل كلامي ما ليس فيه.
وأعتقد أن الأخوة يعرفون ماذا قصدت, أنا فقد تساءلت لماذا الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ لم يكمل الحديث, رغم أن الإمام مسلم جاء متأخراً عن الإمام أحمد بن حنبل، والسند نفس السند, ونقله مبتوراً ؟ لا تخرجنا عن موضوع الحوار, وهو هذا دور السلطة في التلاعب بحديث الثقلين! أجبن لماذا الرسول كان يكرر في صلاة الفجر: (الصلاة أهل البيت) ويذهب فقط إلى بيت معيّن, ما هو الغرض ؟
وأنت عندما تقول: إنه في صلاة الصبح الرسول كان يكرر, في صلاة الصبح وكان الصحابة ليسوا موجودين ولم يسمعوا منه ذلك, فهل معنى ذلك ان الصحابة كانوا ينامون عن صلاة الصبح ؟! ومعاذ الله أن يتركوا صلاة الصبح ـ رضوان الله عليهم ـ ؟!
فأنا أتعجب منك عندما تقول: الصحابة كانوا في صلاة الصبح نائمين! فأنا لا أدري لماذا تقول هذا القول ? وعلى كل حال القضية ليست ترتبط جوهرياً بهذا الموضوع, أنت فقط أجبنِ لماذا الرسول أكّد على إدخالهم في كساء معين وتحديدهم في إطار معين, ما هو الغرض من ذلك.
وكذلك أنت عندما تقول: إنه حديث ضعيف! أنت في الحقيقة كما رأيتك تتسرع في التضعيف, فأنت في المحاضرة الماضية قلت: [ إن حديث الثقلين الألباني ـ رحمه الله ـ لم يصححه بذاته ], وتجاهلت أن الحديث موجود في صحيح مسلم عن عائشة! وقلت: إنه صححه لغيره! ولذلك أنا في الحقيقة لا أعتمد عليك في التصحيح أو التضعيف.
يجب أن تذكر من ضعفه ومن صححه من أهل العلم؛ لأنك لست الألباني، ولست أنا مقبل الوداعي ـ رحمه الله ـ يجب أن تذكر المسألة بدقة.
والسيوطي قال: قد أخرج الترمذي هذا الحديث وصححه, كيف تقول ضعيف! وأخرجه كذلك ابن جرير والمنذر والحاكم وصححه, لماذا تقول: لم يصححه أحد ( حديث أم سلمة ) ؟! وأخرجه ابن مردويه والبيهقي من طرق عديدة عن أم سلمة أنها قالت: [ في بيتي نزلت هذه الآية ]، كيف تقول لم يصححه أحد ؟! أنت دائماً تقول هذا الحديث ليس صحيحاً، ويجب أن تذكر وتبحث عن المسألة!!
وأنا لا أريد الآن أن أذكر الأدلة، وأنا عندي أكثر من عشرين حديثاً ذكرته وضعفته في كتبك وأشرطتك وهي أحاديث صحيحة, ولكن إن شاء الله عندما نذكر ونناقش آية آية ورواية رواية سأبيّن لك, فأنا لا أريد أنك تأتي وتقول: هذا ضعيف أو صحيح، أنت لست الألباني وأنا لست مقبل الوداعي.
نحن نرجع في هذا إلى أصحاب الفن، أئمتنا, الكبار من الأئمة المتخصصين في هذا الفن. ولا أريد أن أذكر المواضيع الكثيرة في هذا المجال, ويكفي أنّك في الحلقة الماضية قلت لي: أن الألباني لم يصححه! في حين أن الألباني صحح حديث الكساء الوارد عن أم سلمة!! فأنت لست عالماً في هذا الفن, وأنا كذلك لست متخصصاً في هذا الفن.
فيجب أن تذكر لي أنت بالصفحة والرقم، وأجب عن السؤال: لماذا بعد أن صح لنا أنّ حديث أم سلمة صحيح؛ لماذا أم سلمة سألت النبي: هل أنا من أهل البيت ? إذا كانت الحادثة في بيتها وتمت في بيتها لماذا تسأل هذا السؤال وتسأل هل هي من أهل البيت ؟!
فالروايات موجودة ولماذا الرسول أكّد وقال: « اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً »؟!
لماذا هذا التكرار، ولماذا هذا الإصرار? ولماذا هذا الإدخال في الكساء? أليس للرسول غرض معين? أليس الرسول له وجهة نظر معينة؟ أليس الرسول كان يخالف طبعاً أن يأتي أناس ويدعون بأنهم من أهل البيت المطهّرين ويتلاعبون في الدين؟ أليس الرسول كانت له حكمة معيّنة من ذلك وإلاّ ما معنى الآن بين المسلمين كلهم إذا سألت أي مسلم الآن انظر كتاب (الخمسة أصحاب الكساء) للإمام السيوطي من هم (الخمسة) من أهل الكساء من هم? ماذا سيجيبك? حتى في روايات كثيرة صحيحة, وإذا ضعّفتها سأذكر الصحيح, سأذكر من صحّح هذه الرواية من أهل العلم.
تتسرع أيّها الشيخ في التضعيف، أنت تقول ضيعف وبعد أن أبيّن لك تقول: لا أخطات!! كما حدث في المناظرة السابقة، قلت: إن الألباني لم يصححه! وقلت: إنه صححه لغيره وأن تعرف أنه صححه لذاته أخطأت, وقلت لك: إنه صححه لذاته, قال الألباني: صحيح لذاته, صحيح لذاته, حسن لذاته. فأنت لست عارفاً بهذا الفن حتى تقول حديث أم سلمة ضعيف.
فأنا أريد أن أقول لك: أم سلمة لماذا سألت، لماذا سألت أنه أدخل أولاً أدخل?! فإذا كانت الحادثة في بيتها, وقد صححه الكثير من أهل السنة, وأنا سأذكر لك إذا أردت أحاديث كثيرة ضعفتها وهي صحيحة، ولم تذكر الحق فيها, ولم تقل ضعّفها بعض أهل العلم وصححها بعض أهل العلم!! وهذه ليست أمانة! عندما يأتي الإنسان ويقول: هذا الحديث ضعيف ويذكر من ضعفَّه, ثم لا يذكر من صححه فليس من الأمانة العلمية! يجب أن نكون أمناء في التعامل مع النص.
عندما تقول هذا ضعيف, قل: هذا ضعّفه بعض أهل العلم وصححه بعض أهل العلم, ثم بعد ذلك تقوم بدراسة علمية وتذكر أسباب التضعيف وأسباب التصحيح أما أن نذكر التضعيف من دون دليل, فهذا ليس بحثاً علمياً أميناً! أنا أقول لك: لماذا أم سلمة سألت، وهي في بيتها؟ مع أنه لا يمكن للمرأة أن تسأل زوجها هل أنا من أهل البيت؟ أليس يدل على أن هذه القضيّة كانت في حالة معيّنة, في زمن معيّن, في مكان معيّن, في بيت معيّن من أجل تأدية رسالة نبوية؟!
يريد الرسول أن يؤدي رسالة معينة وهي: أن يقول هؤلاء فقط أهل بيتي، هولاء فقط لا غيرهم، لا يأتي أحد ويقول: إنه من أهل بيته المطهرين! الرسول يريد أن يحسم الموقف, يريد ان يحسم الموقف؛ لأن الرسول سيطلق على هؤلاء (الثقلين), وما دام الرسول قد أطلق عليهم كلمة «ثقل», وأنت تقول بذلك أطلق على القرآن وأهل البيت كلمة ثقلين، فلا بدّ أن يحسم من هم أهل البيت.
قال الإمام النووي في مصادر عديدة وفي شرحه لصحيح مسلم: سمّى رسول الله أهل البيت بالثقلين لأن بهما حفظ الدين.
كما أنّ الثقلين (الجن والأنس) يقوم بهما الكون فإن الدين يقوم بالكتاب وأهل البيت, فإذا كان الرسول يريد أن يطلق عليهما كلمة الثقلين, وأنت معي في ذلك, أي في أنه أطلق كلمة الثقلين على الكتاب وأهل البيت, وإلاّ خرجت عن إجماع المسلمين, فما دام الرسول أطلق عليهم كلمة الثقلين فمن الطبيعي أن الرسول سوف يسعى أن يحدد دائرة المطهرين, حتى لا يكون هناك أناس يأتون ويدعون كذباً وزوراً أنّهم دخلوا في الثقلين, فما معنى ذلك؟ أليست هذه كرامة عظيمة عند الله للثقل الثاني؟!
قال أهل السنة، ارجع إلى كل الشروح، لصحيح مسلم أطلق الرسول، ارجع إلى شروح مسلم منذ القرون الأولى إلى الآن ستجد أنهم قالوا: إنّه أطلق على أهل البيت وعلى القرآن، كلمة الثقلين لأن العمل بهما ثقيل. أطلق على القرآن واهل البيت الثقلين؛ لأن ما عداهما خفيف. أقصد عندما أراد ـ صلى الله عليه وآله ـ أن يحدد أهل البيت في أربعة معيّنين, في أشخاص معينين مطهرين؛ لأن هؤلاء سيطلق عليهم كلمة الثقلين.
هل تقبل أنت أن يكون أي شخص من آل علي يطلق عليه كلمة الثقلين؟ يقال: القرآن الثقل الأكبر وهذا الثقل الأصغر, أتقبل وإلاّ لو كان الأمر كذلك إذن بني عباس من أهل البيت! ولا فرق بينهم وبين المطهرين من أهل بيت الرسول!! أراد أن يحدد ويحسم الأمر.
فأرجو أن لا تخرج عن الموضوع وتجب عن أسئلتي, ولا تحمّلني ما لم أقله, كما صنعت عندما قلت أنني طعنت في زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ والمستمعون يشهدون أني لم أطعن بالصحابي الجليل زيد بن أرقم، وإنما قلت ما قلته أنت يا شيخ: إن عبيد الله بن زياد كان يتحكم بالآية (آية التطهير) فلذلك استدعاه وسأله عن أحاديث يحدثها, فأنا قلت هذا الكلام، وأنت قلت نفس الكلام, أنا قلت: إن زيد بن أرقم، كان موقفه موقفاً عظيماً عندما تصدى للسلطة, عندما أرادت أن تتدخّل في المسألة, زيد بن أرقم كان موقفه عظيماً, وكان يصر على أنّ النساء لسن من أهل البيت المطهرين، لا لأن زيد بن أرقم ـ والعياذ بالله ـ يريد أن يتلاعب في الحديث, وأنا لا استنقص من نساء النبي، والعياذ بالله, فنحن نتمنى أنّ نساء النبي كلهن من أهل البيت المطهرين ومن الذين طهرهم الله تطهيراً، ويكنّ من أهل البيت المطهرين لا غير المطهرين, ولكن ما نصنع إذا الرسول يريد أن يحسم الأمر, ويريد أن يحدد دائرة المطهرين.
أرجوك أن تجيب على أسئلتي! لا تخرج عن هذا الموضوع. وأريد أن أسألك لماذا تتسرع في التضعيف؟ أنت لست الألباني وأنا لست مقبل الوداعي, وتفضل معك المايك.
الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابيين:
تفضل يا شيخ.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أعيد وأكرر بالنسبة للحوار أرجو أن يكون هادئاً إن شاء الله تعالى. يقول: لم تجب على أسئلتي؟
أنا ما عندي شغل إلاّ أجيب على أسئلته وهو لا يجيب على شيء! كل الأسئلة التي سألتها أنا ما سمعت إجابة عنها تقريباً وهو يقول: أنت لم تجب على أسئلتي! والله لا أريد إلاّ سؤالاً واحداً؟ هل الخميني والخوئي من الغلاة كما قلت أنت أو فهمت أنا؟ وإن كنت أخطأت بالفهم ففهمني بارك الله فيك, هل هما من الغلاة? يقول لماذا قرأ الرسول هذه الآية؟ ولماذا أدخلهم? ولماذا كرر العملية في مواطن عديدة? أنا قلت لك: إن هذا لا يصح أن النبي كررها في مواطن عديدة، وإنما الثابت في حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ وفي حديث أنس أنّ النبي مرّ عليهم وفي الفجر, أو كان يمر عليهم في الفجر ويقول: [ الصلاة يا أهل البيت, إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ].
نحن لا ننكر أبداً أن هؤلاء من أهل بيت النبي, فهذا أمرٌ مسلّمٌ أنهم من أهل البيت.
ويقول أنت لست الألباني حتى تصحح.
مالك شغل فيني أنا ألباني لست ألباني، أنا جئت لهذه المناظرة أو لهذا الحوار وما جئت إلاّ وأنا أرى في نفسي إن شاء الله تبارك وتعالى أنني أستطيع أن اتكلم في أحاديث النبي.
نعم لست كالألباني ـ رحمه الله تعالى ـ ولا أقيس نفسي به ولا بالشيخ مقبل ولا غيرهما من أهل العلم الفضلاء الكبراء، ولكن مع هذا أقول: الآن ذكرنا الأحاديث المختلف فيها, ألست قلت في البداية نحن لا نناقش إلاّ الأحاديث المتفق عليها, الأحاديث الصحيحة التي ليس عليها غبار؟ أأتي بهذه الأحاديث؟
قلت لك: ابدأً بالقرآن حتى تأتيني بما هو أقوى الأدلة عندكم, ألست قلت: أنا لا آتي إلاّ بالأحاديث المتفق عليها, أأتي بالأحاديث الصحيحة المتفق عليها، أما تأتيني في أحاديث مختلف في صحتها ثم تقول: لماذا ضعفته؟ فلان صححه! هذا شأن آخر.
اتهمتني بارك الله فيك قلت بأنني ليست عندي أمانة في النقل!
ما أملك إلاّ سامحك الله تبارك وتعالى, وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من الأمينين في النقل. الذي أريد أن أقول: الآية صريحة في أنها في نساء النبي, و يقال للزوجة أهل، ولذا قال الله عزوجل عن موسى: ( فقال لأهله أمكثوا ). هذه حقيقة شرعية وحقيقة لغوية, ( فقال لأهله أمكثوا ), يعني زوجته, وقال لهم: ( آتيكم ), وقال الله جل وعلا عن امرأة إبراهيم: ( أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ), وهي زوجة إبراهيم لما بشرت بإسحاق, قال لها الله تبارك وتعالى, وقالت لها الملائكة: ( أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ), ولم تكن إلاّ هي وإبراهيم.
والرجل عندنا في لغتنا يقول: كيف الأهل! يعني الزوجة, وهذا كلام مشهور عند العرب تسمى الزوجة أهله, والآية إذن في نساء النبي, والحديث في غيرهن في علي والحسن والحسين وفاطمة, هذا لا ننكره أبداً, ولكن ننكر أن تكون الآية في علي والحسن والحسين وفاطمة فقط، وإنما هي فيهم وفي نساء النبي.
هذا كلامنا معكم, و هو أننا نقول: إن دخول هذه الآية أو وجود هذه الكلمات ـ وهي ليست آية وإنما هي جزء من آية ليست آية مستقلة وإنما هي جزء من آية ـ دخول هذا الجزء من الآية في هذا المكان بين نساء النبي بدون فائدة هذا لا يمكن أن يكون!
تتكلم الآية عن نساء النبي, ثم يتكلم عن أهل البيت, ثم يخرج مرة ثانية دون تبيين أنّ هذا الكلام مقصود به غير نساء النبي! وهذا مخالف للبلاغة الذي هو القمة في كتاب الله تبارك وتعالى.
وأنا سأكمل معك إن شاء الله تبارك وتعالى مدلول هذه الآية على ماذا تدل بعد أن تكملنا الآن عن أن المقصود بهذه الآية هنّ زوجات النبي في اعتقادي وعلي والحسن والحسين وفاطمة في (حديث الكساء). والآن إن شاء الله تبارك وتعالى نتكلم إن شئت بعد تعليقك على ما ذكرت, الآن نتكلم إن شاء الله عن باقي متعلقات هذه الآية وحديث الكساء.
وأرجو أن تجيب على الأسئلة التي طرحتها قبل قليل, وإن شئت أن لا تجيب فالأمر إليك أيضاً وشكراً.
ana_shi3i
16-09-2007, 03:58 PM
الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
طيب جزاك الله خيراً تفضل يا دكتور.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أريد أن أبيّن حقيقة حتى كلمة أهل البيت الواردة في الآيات الأخرى في القرآن الكريم ( قالوا اتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ), نحن نقول هنا أتساءل أو أسأل سماحة الشيخ: هل كلمة أهل البيت هنا تعني كل بيت، هل تعني كل بيت أم تعني بيت مخصوص ومعين? هل كلمة أهل البيت في هذه الآية التي استدل بها تعني كل بيت أم بيت معين في حالة معيّنة، في حالة مخصوصة بحيث أنه لو جاء أحد وقال أنه من أهل هذا البيت لحق لإبراهيم أن يمنعه? هل يدخل في هذه الكلمة كل آل ابراهيم أم أنه بيت معين في حالة معينة في زمن معين? أقول: ذكرت عبارة أهل البيت في القرآن الكريم لا شك في ذلك، وقد استعملت في ذلك الموضع أيضاً بمعنى المجتمعين في أحد بيوت النبي إبراهيم.
أنا أقول لك: كما حدث هنالك اجتماع لناس معينين في بيت إبراهيم تم ـ أيضاً ـ اجتماع في بيت أم سلمة في رواية صحيحة ثابتة, وأنا مستعد أناقشك في المسائل هذه حتى لو جلسنا عدة جلسات، إنك لم تحقق في الموضوع وأنه أحياناً الإنسان يميل لمذهبه ولعقيدته.
وتتدخل الأهواء المذهبية في التضعيف فأقول: هل أهل البيت أعني بيت إبراهيم يعبر عن موضع معيّن وحالة معينة, مجتمعين في بيت إبراهيم, وإذا كان إبراهيم مع زوجته ساره في الحجرة وهبطت الملائكة المرسلة إليه في مهمة, وكان واقفاًً, أقول: قد ذكرت عبارة أهل البيت, لا مانع ذكرت كذلك في القرآن الكريم, ذكرت في آيات معيّنة, أقول لك: هل أهل البيت في هذه الآية تعني بيت معين, بيت مشخص أم أي واحد يستطيع أن يدخل؟ هل يستطيع أي واحد أن يدخل في بيت آل إبراهيم في هذه الآية ( أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد )؟ هل بالإمكان أن يأتي أي شخص من آل إبراهيم أياً كان ابن عمه من آل إبراهيم ويدخل في آل إبراهيم ويقول: أنا من هذا البيت أم إنها (الآية) خاصة في هؤلاء الذين كانوا في بيت إبراهيم؟
فأنا أقصد: إن المسألة يبدو لم تتضح للأستاذ عثمان وهي: إن الرسول كان يريد أن يحدد أهل البيت. أنت تعرف أنّ كل مصيبة في الإسلام حدثت أنه أتى أناس وادعوا انهم ينتمون لأهل البيت, من دون تمييز بين دائرة المطهرين ودائرة غير المطهرين, فحرفوا الدين وتلاعبوا في الدين. فأنا أقصد أن الرسول كان يريد أن يفرق بين دائرة المطهرين من أهل البيت وغير المطهرين.
نعم, ممكن أقول لك: إنّ هؤلاء من أهل البيت, ولكن من غير المطهرين: لأن المطهرين هم الذين أذهب الله عنهم الرجس، والرسول قرأ هذه الآية كما روت عائشة ـ رضي الله عنها ـ أكثر من مرة, كررت لك في حديث عائشة في صحيح مسلم أدخل هؤلاء الأربعة وقال: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ) لماذا لم يذهب الرسول إلى العباس ويقول: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت )؟ لماذا لم يذهب إلى غير هؤلاء الأربعة مع أنهم من أهل البيت ؟ ولماذا لم يذهب ويقرأ هذه الآية على عائشة ؟ لماذا لم تأتِ عائشة وتفتخر في هذه الآية (آية التطهير) ؟ عائشة ـ رضي الله عنها ـ كانت تبيّن وتوضح أن الرسول لم يدخلها من ضمن أهل الكساء, وأن الرسول لم يأتِ ويقرأ عليها هذه الآية، ويذهب إلى بيتها ويقرأ عليها هذه الآية.
نحن لا ننقِّص من قيمة أم سلمة ـ صلوات الله عليها ورضوان الله عليها ـ هي لائقة أن تكون منهم، لكن نريد أن نقول: إن الرسول كان يريد أن يحدد دائرة أهل البيت المطهّرين, كما أنك عندما تقرأ الآيات المتعلقة بكلمة أهل البيت في القرآن, في بيت إبراهيم, فقد كان إبراهيم مختلياً بزوجته في الحجرة, فهبطت الملائكة المرسلة إلى بيت النبي إبراهيم لأجل مهمة, مما جعلت طريقها على بيت إبراهيم, وهبطت على إبراهيم الذي كان واقفاً في بيته, فتتحدث عن هذه الحالة, وهي حالة معينة, بأسلوب معين, بطريقة معيّنة! فأنا أريد أن أقول: إنه لا يمكن لنا أن نأتي ونتساهل مع عمل رسول الله, ما هو الهدف من الرسول؟ إذا لم تجبنِ لا فائدة من الحوار.
ما هو هدف الرسول ان يقرأ آية التطهير؟ أمام أربعة فقط: أمام الإمام علي، الإمام الحسن، الإمام الحسين ما هي الفائدة؟ ولماذا الرسول أطلق كلمة الثقلين على القرآن وعلى الإمام علي كما قال الإمام ابن حجر الهيتمي, قال: إن أفضل من أطلق عليه الرسول كلمة الثقل هو الإمام علي. وهذا لا شك فيه, قال الإمام ابن تيمية: أفضل أهل البيت هو الإمام علي. أقصد هذه الآية تتحدث عن أناس مطهّرين مشخصين, أنت تعرف أنّ مصائب كل المسلمين أتت من أناس جاؤوا وادعوا أنّهم من أهل البيت المطهّرين وتلاعبوا بالدين وحرفوا الدين, فكان الرسول يريد أن يضع إطار معيّن لهذه المسألة, فلا يصح أن تترك المقصود من أهل البيت! مع أنّ الرسول أكّد أنه أناس معينين.
ومن هنا فأنا أقول: إنك يجب أن تراجع إلى فصول القصّة، كلمة أهل البيت عندما أطلقت على آل إبراهيم إنها تتحدث عن حادثة معيّنة, وأطلقت على طريقة معينة, وفي زمن معيّن, وفي بيت معيّن, كما حدث في (آية التطهير) من أجل أنه تؤدي رسالة سماوية.
الرسول كان حكيماً، إذا كانت فعلا السيدة عائشة من أهل البيت المطهرين فأنا أتحداك أن تأتي لي برواية عن عائشة قالت: نزلت فيّ (آية التطهير)! أو قالت: إن هذه الآية نزلت فيّ!!
و أنت تعرف بأنّ السيدة عائشة كانت دائماً تفتخر بكثرة في مسألة الروايات وما ورد عنها من الفضائل؛ فلماذا لم تذكر هذه الفضيلة? ولماذا عكرمة كان ينادي في الأسواق ويقول للناس: إنما عندي في مفهومي عن أهل البيت غير ما عندكم? يعني كأنه يخبر الناس إنكم أينما ذهبتم تجدون أن أهل البيت هم علي والحسن والحسين وفاطمة من المطهرين المحصورين كما حصرهم الرسول, إن هذا ليس الذي عندكم، عكرمة هو الذي كان ينادي بهذه المسألة.
وإذا أردت أن ندخل في ترجمة عكرمة, ومن هو عكرمة فأنا سأبحث لك بشكل مفصّل؛ من أجل أن أبيّن لك حقيقة الأمر أنه عندما يأتي القرآن أو يأتي الرسول ويقرأ القرآن (آية التطهير) أمام أشخاص معينين فهو يقول ـ بلسان حاله ـ أيّها الناس يجب أن تعرفوا إنّ هؤلاء هم المطهرين.
أنت اقرأ وتأمّل في حديث عائشة في صحيح مسلم, لماذا قرأ الرسول الآية فقط على هؤلاء الأربعة؟ لماذا قرأها على هؤلاء الأربعة? الرسول كان يريد أن لا يتلاعب الناس في كلمة أهل البيت. تعرف أنّ كل ما أصابنا من مرارة هو أنه يأتي شخص ويقول: أنا من أهل البيت المطهّرين!
أنا لا أقول: أهل البيت غير المطهرين. يمكن أن تأتي وتقول: إن هذه من أهل البيت مجازاً, وأنا أسلّم بذلك, ولكن يجب أن تميز بين دائرة المطهّرين وغير المطهّرين.
القضية فيها وضوح، وهي مسألة واضحة جداً, وأرجوك أن لا تكرر السؤال هذا ولا تحرّف الموضوع عن مساره.
أنت بدأت تطرح مسألة تحريف القرآن, وهذا خروج منك أنت في محاضراتك وفي مناظراتك يا شيخ ـ مع احترامي لك ـ دائماً تدخل قضية التحريف في كل مسألة؛ لأنك منذ عشرين سنة متخصص في التحريف.
أناظرت في أشرطتك في كل مناظراتك رأيتك دائماً فقط لا تتحدث إلاّ عن التحريف, فإن كنت أنت الآن تريد أن تجرّنا إلى مسألة التحريف, فلن أنجرّ معك، لا تتعب نفسك في هذه القضية، والقضية لها بحث آخر في مكان آخر.
المسألة أنا أرى أنّك دائماً تتحدث عن التحريف لأنك لست متخصصاًً إلاّ في هذا المجال.
دائماً تتحدث عن التحريف في كتاب الله, مثل قصّة شخص، حدث أنّ شخصاً كان لا يعرف إلاّ التعبير عن حديقة، حديقة معيّنة, فكان إذا قيل له عبّر عن شيء ـ مثلاً ـ عن بيتٍ معيّن يقول: لقد دخلنا بيت وكان يقع في حديقة. وعندما قيل له: عبّر عن هذا الكتاب. قال: كان لي كتاب وهو كتاب جميل وكان في حديقة! ثم بدأ يكتب عن الحديقة!! أنت هكذا ما هو علاقة التحريف؟ وما دخل الإمام الخميني في بحث آية التطهير؟ كم من مرة قلت لك: هل نزلت آية التطهير في بيت الإمام الخميني؟ وكم من مرة قلت لك: أنا تشيّعت بسبب كتب السنة, لا تبحث عن كتب الشيعة, أنا انتقلت إلي مذهب أهل البيت؛ لأن البخاري قال: إنه لا يزال الدين محفوظاً باثني عشر، وإن البخاري ومسلم أكّدا على حديث الاثني عشر، لأن كتب أهل السنة أكّدت لي حديث كتاب الله وأهل بيتي. ابحث عنه، أنا لا أسلّم لك أن هذا الحديث ليس صحيحاً, سأبحث وسأبيّن لك حقيقة الأمر.
أنا دخلت إلى هذا المذهب وكنت وهابياً من مشايخ الوهابية، وإذا أردت فانظر كتابي رحلتي من الوهابية إلى الاثنى عشرية، أنا دخلت إلى هذا المذهب بسبب البخاري ومسلم، وشيّعني البخاري ومسلم، البخاري قال لي: إن حديث الاثني عشر موجود، والإمام مسلم قال لي: حديث الاثني عشر موجود.
وهكذا الإمام مسلم رأيته يطلق كلمة الثقلين على القرآن وأهل البيت. هذا لا تستطيع أن تنكره، كل المسلمين اتفقوا أن الرسول أطلق كلمة الثقلين على القرآن وأهل البيت؛ لأن العمل بهما ثقل ثقيل جداً, ومن هنا لأنه أطلق عليهما كلمة الثقلين أراد النبي أن يحسم العملية, وبيّن ذلك.
وأنا أريد أن أسألك عن حديث عائشة لأنك سلّمت به, ولأنه موجود في صحيح مسلم، لماذا الرسول قرأ آية التطهير أمام هؤلاء ولم يقرأها أمام عائشة؟ لماذا أجبني عن هذا السؤال? ولماذا أطلق? أنت قلت في المناظرة الماضية: إن الرسول لم يطلق كلمة الثقلين على نساء الرسول، إنه لم يطلق عليهن كلمة الثقلين، يعني هنّ (نساء النبي) لا يدخلن في حديث الثقلين, وهكذا قال كل العلماء: لا يدخلن من الثقلين الذين قال الرسول فيهم: [تركت فيكم ما ان تمسكتم به...].
أولاً نأتي إلى رواية مسلم, كذلك في رواية مسلم أطلق عليهما الثقلين وقال: [يوشك أن أدعى...] أنا سأغادر هذه الحياة, يوشك أن أموت, فماذا يريد النبي أن يقول؟ أراد أن يقول لنا وهو يودع الحياة: تركت فيكم. وأنت تعلم ما معنى تركت فيكم, ما معنى صيغة [تركت]!! لا يوجد صيغة في اللغة العربية أشد من هذه الصيغة في الحثّ على التمسك بالشيء الموصى به, هذه الصيغة تبين أنني سأغادر هذه الحياة, ثم أترك من يقوم مقامي في هذه الحياة، فما معنى أنّ الرسول يطلق على القرآن ويطلق على أهل البيت كلمة الثقلين؟
لقد كانت مشكلة توسيع دائرة أهل البيت المطهّرين وخلطهم مع غير المطهرين هي المصيبة الكبرى التي حرّفت الإسلام، ومن هنا أراد الرسول عندما أطلق كلمة الثقلين على هؤلاء (أهل الكساء) أن يبيّن أنهم هؤلاء الأربعة, حتى لا يأتي رجل ويدّعي أنه من أهل البيت المطهرين.
تكلّم عن المطهرين, تأمل مطهرين لا غير المطهرين, دائرة (يعني: دائرة المطهرين) محددة ومشخصة, ولا يمكن لك أن تأتي وتقول لي من خلال آيات أُخرى أنه أطلق على نساء الرسول كلمة (أهل البيت). أطلق نعم, لكن مع قرينة, راجع آية (أتعجبين من أمر الله) هنا قرينة الخطاب، يخاطبها, أين هذا الدليل من هذه الآية هنا؟! قرينة الخطاب, (اتعجبين من أمر الله), الآية توجّه الخطاب إلى من؟ إليها, فهنا لا مانع أنّه إذا وجدت قرينة في الخطاب أن كلمة (أهل) تنصرف إلى الزوجة. ومن هنا قال العلماء, قال الزبيدي في تاج العروس: إن كلمة (أهل البيت) في الأصل أو كلمة (أهل) تطلق على أقرباء الرجل, العصبة, لكنها إذا أطلقت على المرأة فتحتاج إلى قرينة.
ومن هنا أريد أن أقول: هل ترضى أنت أنّ الرسول يطلق كلمة (الثقلين) على آل علي وآل عباس, هؤلاء كلهم أهل البيت من دون تمييز بين المطهرين منهم وغير المطهرين؟ هل هذه الحروب التي دمّرت الإسلام بين آل العباس؟ هؤلاء كلهم أهل البيت الحروب المدمرة بين آل العباس وبين آل علي هل كلهم أهل البيت؟ هل الرسول أطلق على هؤلاء جميعاً أهل البيت المطهرين؟ هل الحروب المدمرة حتى بين الحسنيين والحسينيين واختلافاتهم كل هؤلاء أهل البيت، من دون تمييز بين المطهّرين وبين غير المطهّرين منهم؟ هل الرسول يقول: تركت كل هؤلاء؟ هل الرسول يقول: تركت كل هؤلاء؟
فأنا أريد أن أقول: الرسول حدد أهل البيت المطهّرين؛ لأن الرسول سيطلق عليهم كلمة الثقلين، وهي كلمة عظيمة، افتح كتاب (النهاية في غريب الحديث) ستجد ما معنى الثقلين، أي لأن ما عداهما خفيف، أي ما عدا القرآن وأهل البيت خفيف، كل ما عداهما خفيف.
نحن نقول: هؤلاء أهل البيت الذين أنزل الله فيهم (آية التطهير) وأدخلهم الرسول في الكساء, هؤلاء المطهرون, هؤلاء الذين أطلق عليهم الرسول الثقل لا غيرهم, لا توسعوا دائرة الطهر حتى يدخل من شاء فيأتي شخص ويدعي أنه من أهل البيت المطهّرين, ثم يلعب في الدين كما شاء, وهذه مصيبة كبرى. لو التزمنا بكلام الرسول, إن الرسول حدد هنا أهل البيت (المطهرين) في دائرة معينة؛ لكان هناك أمرٌ واضح, ولما حدث تلاعب في الدين, وتفضلوا معك المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
طيب, أقول: أولاً: أهل البيت هل تعني كل بيت؟ وأكثر عليّ الحقيقة الدكتور عصام بالأسئلة, وأنا أجيب على هذه الأسئلة, ولكن هو لا يجيب على أسئلتي لماذا؟ لا أدري. يعني إذا كان هو فقط يريد أن يسأل يبقى مع الشباب الذين يسألون, وإذا كان يريد أن يحاور ويناقش وكذا يجيب على أسئلتي أيضاً! يعني ما يصلح أبداًً أنّه يسأل وأنا أجيب, وأنا أسأل وهو يطنّش! ولا يجيب, هذا الكلام غير صحيح أبداً, وليس هذا أسلوب حوار حقيقة, يعني: أنا في بداية الحوار لما بدأت مع الدكتور عصام لما قال كلمة, لا أقول إنها أثّرت بي ولكن أقول: آنستني, وهو أنه نقل كلام ابن القيم عن الهروي وقال: (إنك حبيب إلينا والحق أحب إلينا منك), ثم قال الدكتور عصام: (وأنت يا عثمان الخميس حبيب إلينا والحق أحب إلينا منك), طيب يا دكتور عصام إذا كان الحق أحب إليك منّي لماذا لا تجيب على الأسئلة التي أطرحها عليك إذا كنت فعلاً تبحث عن الحق؟ وأسأل الله تبارك وتعالى أن تكون كذلك، وأسأل الله أن أكون أنا كذلك، وأسأل الله أن يكون كذلك جميع الحاضرين, لماذا لا تجيب على الأسئلة خاصّة السؤال الذي قلت أنت بلسانك لن أجيب عليه! لماذا؟ نحن ما سألناك عن الخميني ما رأيك فيه؟ ليس هذا أسلوب مناظرة وإنما أسلوب المناظرة أن أسأل وتجيب وتسأل وأجيب, وتشرح وأشرح, وتقول وأقول, هذا هو أسلوب المناظرة, وهذا أسلوب الحوار الهادف الذي نريد من خلاله ـ فعلاً ـ أن نصل إلى الحقيقة كما تقول! هو يريد فقط التحريف، ما يعرف غير التحريف, صار له عشرين سنة يتكلّم في التحريف, إيش عليك منّي أنت? أنا صار لي عشرين سنة في التحريف وإلاّ خمسة عشر سنة في التحريف هذا أيش دخل هذا في الموضوع؟! يعني القضيّة وما فيها ـ بارك الله فيك ـ إنه يجب علينا أن نتكلم في هذه المسائل بطريقة السؤال والجواب من الجميع؛ أسألك وتجيب وتسأل وأجيب وإن شاء الله تبارك وتعالى يكون هذا فيما سيأتي إن شاء الله جلّ وعلا.
تقول: هو قرأها في بيت إبراهيم على حالة معينة هل يدخل فيهم واحد آخر؟ ثم كذلك تقول: ابن تيمية قال: أفضل أهل البيت علي, وهل سني يقول غير هذا الكلام؟ كلّنا نقول أن علياً رضي الله عنه هو سيد آل البيت علي, وهو أفضل آل البيت, لا أحد ينكر هذا, أبداً, بعد رسول الله أفضل رجل من آل بيت النبي بل أفضل إنسان بعد النبي في آل بيته هو علي ـ رضي الله عنه ـ , لا ننكر هذا أبداً.
تقول ابن تيمية قال بذلك.
كلنا نقرُّ بهذا، كل السنّة الذين هنا يقولون هذا الكلام حسب علمي, ولا أحد ينكر هذا؛ إن علياً ـ رضي الله عنه ـ سيد أهل البيت ـ رضي الله عنهم جيمعاً ـ، والله جيد.
تقول: اسمع اشرطتك كثيراً.
يعني سمعت كل أشرطتي, هذا شيء جيد, جزاك الله خيراً, نريد تعليقاً على هذه الأشرطة بارك الله فيك، يعني هذه الأشرطة أنا ذكرت فيها أشياء كثيرة عن الشيعة سواء في تحريف القرآن أو في المتعة أو في أهل البيت أو في... نريد تعليقاً على هذه الأشرطة! فان كانت حقاً اثني عليها بما تعرف, أو إن كانت باطلاً أنكر عنها ما تعرف, وهكذا بارك الله فيك حتى نصل في النهاية إلى الحقيقة, سواء عن طريق هذه المناظرة أو المناقشة أو الحوار أو حتى عن طريق الأشرطة أو كتيبات, بالتالي إن شاء الله نصل إلى الحقيقة التي نريدها جميعا .
ثم كذلك ما هو الرجس، ( إنما الله يريد ليذهب عنكم الرجس ) ما هو الرجس? يقول أهل العلم: الرجس هو القذر، وقيل: هو الذنب والإثم والفسق والشيطان والشرك وغيرها مما يشابهها. طيب اذهب الله عنهم الشرك، هل نشك نحن في هذا؟ إن الله أذهب عن علي وفاطمة والحسن والحسين الشرك, نعم أذهب الله عنهم الشرك, صار ماذا? كان ماذا بعد ذلك? إذا أذهب الله عنهم الشرك، أذهب عنهم الشيطان كان ماذا? أذهب عنهم الفسق كان ماذا? الإثم، الذنب، القذر كان ماذا بعد ذلك? هل يلزم أنهم صاروا معصومين بعد ذلك? لا يلزم هذا أبداً, بل نحن نقول: أنهم بهذا الدعاء من النبي يعني نالوا عند الله تبارك وتعالى أنه اذهب الشيطان وأذهب عنهم الشرك، وأذهب عنهم الفسق، وأذهب عنهم الإثم، وأذهب عنهم الذنب، واذهب عنهم القذر، فالشاهد من هذا كله إننا نقول: هب أن الله تبارك وتعالى أرادهم في هذه الآية، ماذا تريد منهم؟ هب أنّ الحديث كذلك ماذا بعد ذلك? المهم دكتور شيخ عصام نحن نريد بعد هذا التطويل في قضيّة حديث أهل البيت، لماذا ذكر النبي ذلك? لماذا عاد? لماذا كرر، لماذا كذا? قلت لك: لم يكرّر, وإنما كان يمر عليهم الفجر يذكّرهم, قوموا لصلاة الفجر, وآسف على الإطالة, والله أعلى وأعلم, وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
دكتور عصام إن شاء الله يجيب إن شاء الله، نسأل السؤال أنا أمامي الآن سؤال وأرجو أن يجيب عليه الشيخ الدكتور عصام, السؤال المطروح أمامي, لحظة أقرأ الرسالة ثوانٍ, هناك سؤال يقول: هل الإمام علي حلّل المتعة وعمل بها هو وأهل بيته؟ هذا السؤال دكتور عصام.
السؤال الثاني نفسه يقول: دكتور عصام سمعناك تترضى وتترحم على العلماء مِن أهل السنة, أمثال أحمد بن حنبل, وابن تيمية, فهل هذا الترضي والترحّم تعتقد به فعلاً أم لا أو مجرد مجاملة؟ وإذا كان تعتقد به هل تفعل هذا الفعل أمام الشيعة وعلمائهم خاصّة أم لا? وإذا كان رأيك ذلك هل أنكرت على من يلعن أحمد بن حنبل وابن تيمية؟ هذا هو السؤال.
السيد رفيق من طرف الاثني عشرية:
العفو مولانا جزاك الله خيراً؛ بالنسبة لسماحة الدكتور السيد عصام أول شيء الجواب على السؤال بعدين إن شاء الله, نعود إلى الرد على الشيخ عثمان, تفضل سماحة دكتور سيد عصام معك المايك للجواب على السيد أبو أحمد.
سماحة السيد الدكتور عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, بالنسبة للسائل أنا أقول للسائل الذي سأل: هذه المتعة التي في رأسك هي حرام، المتعة لها مفهوم وهابي ولها مفهوم إسلامي؛ المفهوم الإسلامي للمتعة هي نفس المتعة التي كانت في زمن الرسول، لها قوانين وحدود، لها عدّة, لها قوانين, لكن للأسف إخواننا من الوهابية صوّروا المتعة بشكل شنيع, مع أنّهم أجمعوا أن الرسول أباحها, فنحن نقول: هذه المتعة التي أباحها الرسول هي عندنا، يوجد عدّة ويوجد زواج وعقد, ويوجد فيها قوانين, نفس القوانين التي كانت في زمن الرسول, وإذا خلّف أولاداً يكونون من نصيب الزوج, وهي زواج كالزواج الدائم, إلاّ أن الزواج الدائم ينتهي بالطلاق, وزواج المتعة ينتهي بانتهاء المدة.
وإذا أردت فابحث عن مسألة زواج المسيار، فحسب زواج المسيار، وهذا الزواج ثابت عند أهل السنة, وفي فقه السنة يذكر الإمام سيد سابق أنّ جمهور فقهاء أهل السنة أجمعوا على جواز الزواج بنية الطلاق, أي أنه يجوز بأنني أتزوج امرأة في فترة مؤقتة ثم أطلقها بعد أسبوع, في نيتي, تمّ تحديد الفترة في نيتي؛ فنحن نقول: زواج المتعة أحسن من هذا العمل زواج المسيار.
زواج المتعة أنت تذهب إليها وتقول لها يكون الزواج على كتاب الله وسنة رسول الله ويكون كل شيء ثابتاً, وقوانين وعقد شرعي والتزامات وزوجة تماماً, أما هذا زواج المسيار فهو في الحقيقة كما يقول الإمام محمد رشيد رضا كما نقل عنه في كتاب فقه السنة هذا زواج المسيار خيانة, قال إمام أهل السنة محمد رشيد رضا: هذا (يعني: زواج المسيار) خيانة.
قال: بل إن زواج المتعة عند الاثني عشري أفضل من الزواج بنيّة الطلاق، لأن الزواج بنيّة الطلاق يدمّر الأسرة من جهة, يدمّر الأسرة؛ لأنه فترة أسبوع ثم يطلقها في رأسه (يعني: تحديد فترة الزواج) في نيّته, ثم بعد ذلك فيه (زواج المسيار) خيانة؛ لأنه يعدها بالزواج الدائم وهو ينوي الزواج المؤقت! افتح وابحث عن كتب أهل السنة ستجد الزواج بنيّة الطلاق، ويجب أن تعرف أن المتعة التي في رأسك يعني بدون القوانين وبدون التزامات هذه حرام، لكن أقول بحلية المتعة النبوية, المتعة التي أباحها الرسول.
أما بالنسبة للسؤال الثاني: الذي سأله أبو أحمد لماذا تترحم على ابن تيمية وتترحم على أحمد بن حنبل؟
أنا أقول ذلك حقيقة: أنا لست من الفرقة الوهابية التي تكفّر غيرها, أنا من الاثني عشرية الذين أوصى بهم الرسول في حديث مسلم (لا يزال الدين محفوظاً ما وليهم اثنا عشر)، وأنا إمامي جعفر الصادق وإمامي الباقر علّماني أن أطلق كلمة مسلم على جميع المسلمين, وإنما أسمّي الذي يكون منتمي للاثني عشريه أطلق عليه كلمة مؤمن، وغيرهم (غير الاثني عشرية) فهم من المسلمين, نحن نعيش أخلاق أهل البيت, هؤلاء الذين تركهم أهل السنّة وتمسك بهم الاثنا عشرية.
الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
طيب تفضل يا شيخ وسيم جداً.
سماحة الشيخ وسيم جداً من طرف الاثني عشرية:
بسم الله الرحمن الرحيم, إذا تسمعوا صوتي أعطوني إشارة.
الحمد لله الذي جعل الميل للفضيلة غريزة في كل إنسان، وجعل حتى مجرمي الحروب يدّعون الفضيلة، ولا أريد أن أطيل في هذه النقطة. الأخ شيخ عثمان أراد أن يصرّ على طرح مسألة كررها مراراً من الجلسة السابقة، وفي هذه الجلسة أيضاً، وأنا أريد أن أدخل معه في هذه النقطة بالذات.
نحن نعذر سماحة الدكتور عصام لأنه ركّز على أن يكون للحوار مركزية، وأن يكون البحث في نقطة محددة وهي: تحديد من هم أهل البيت؟ وأن لا يتشتت البحث, لذلك أعذر سماحة الدكتور عصام في أنه لم ينجرف مع هذه التساؤلات الأجنبية عن الموضوع فعلاً.
الأخ الشيخ عثمان الخميس طرح مكرراً مسألة تكفير علماء الشيعة أو بعضاً منهم للذين ينكرون أو يجحدون الإمامة, وأنا أريد أن أجيبه عن هذه المسألة فقط, أريد أن أبيّن هل يريد الشيخ عثمان جواباً عن سؤاله المتكرر أو لا؟ إذا كان يريد جواباً عن سؤاله المتكرر فليعطيني إشارة بالرقم واحد, وإذا كنت لا تريد الجواب أعطي إشارة منفية؟
لا تريد, إذن لا تريد الحقيقة، الحمد لله أنك لا تريد, ولكن لكي يعلم الجالسون والسامعون أنك أنت قلت لا تكفر ولا...
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية (مقاطعاً):
نحن اتفقنا يا وسيم أنّ هناك سؤالاً، فقط أسئلة، أسئلة فقط ومن حق الشيخ أن يقبل أو لا, تفضل يا شيخ, إذا كان لكم تعليق تفضل.
تكملة كلام سماحة الشيخ وسيم القطيفي:
أنا طبعاً باعتبار أنه (الشيخ عثمان) قال لا يريد الإجابة فأنا لن أبحث معه, ولكن أريد أن أنتقل إلى سؤالٍ هو قال لا يريد الإجابة, وأنا أردت فقط أن أبيّن أنه لو كان طالب حق لقال أريد الإجابة! لكي لا يحكم على جماعة كثيرة بأنهم يكفّرون المسلمين هكذا جهاراً نهاراً ثم لا يريد معرفة الحقيقة!! هذا أمر خطير ولا بدّ من تحديده في هذه المناظرة, لكي يحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بيّنة. المهم حيث إنه لا يريد الإجابة أنا لا أريد أن أتبرع له بالإجابة, أنا أريد أن أسأل, هو يقول: لا يخطّا من يكفّر الشيعة. أنا لم أتعدّى على أي شخصية موجودة في الغرفة, أي شخصية كانت، والكلام مسجّل, ومن أراد أن يحاسبني فليحاسبني.
هو يقول: إنه لا يخطأ من يكفّر الشيعة!
إذن لماذا تخطّئ أيّها الشيخ من يكفّر من يجحد إمامة علي بن أبي طالب، كيف تخطئه? من كان يكفّر الشيعة فله عذره؛ لأنه اجتهد وأخطأ، ومن كفّر من يجحد وأنا أدقّق على الكلمة؛ لأن الكلمات محسوبة, من يجحد, السؤال أحيانا بل في كثير من الأحيان يكون للتعريض, وأنا أتحدث مع شخص جاء إلى هنا بعنوان شيخ، ولا أتحدث مع شخص جاء إلى هنا بعنوان أبو علي عمر.
إذن, كيف لن يكونوا معذورين وأولئك معذورون؟ هذا هو السؤال كيف تخطّئ من يكفّر غير الشيعة ولا تخطىء من يكفّر الشيعة؟
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, حياك الله يا شيخ وسيم في هذه الغرفة ومشكور على هذه الأسئلة, أسأل الله تبارك وتعالى أن يعينني على إجابتها!!
بالنسبة للشيخ وسيم يقول: أريد أن أجيبك.
والله أنا أشكرك لاهتمامك بهذا الموضوع, لكن السؤال لم يكن موجّهاً لك، السؤال كان موجها للدكتور الشيخ عصام، وإذا أردت أن تجيبني فكن مكان الشيخ الدكتور عصام ويكون الحوار بيني وبينك وتجيبني على ما أطرحه عليك من أسئلة.
أنا لا أريد أن تتبرع عن الشيخ الدكتور عصام، أنا كنت أريد الدكتور عصام هو الذي يجيب، السؤال موجّه له والكلام خرج منه هو. أنا ما طلبت منك هذا السؤال حتى تجيبني عليه, وأنا لا أريد إجابة هذا السؤال, ليس القضيّة أني أريد أن أتعلّم شيئاً وأنت تقول يريد الحق أو ما يريد الحق, يعني أنا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال، السؤال ليس صعباً, لا أريد الجواب منك بارك الله فيك, لا أريد الجواب منك؛ لأنك ما وقع منك شيء, لم تقل عنهم غلاة، لو كنت أناظرك أنت أو أحاورك وأنت قلت: الذي يكفّرهم الغلاة، وأنّ الغلاة هم الذين يكفّرون؛ لوجَّهتُ السؤال لك, لكن أنت لم تقل هذا, فالسؤال لك ما له أي معنًى.
فأقول لك: هل هؤلاء غلاة? تقول: لا ليس غلاة, وهؤلاء يكفّرون من يجحد الإمامة، انتهى الأمر.
فالقصد بارك الله فيك أنني ليس تهرباًً ولا بعداً عن طلب الحق، أنا أعرف أن رأي الشيعة أنه من لا يؤمن بالإمامة كافر.
وهذا الذي ذكرته للدكتور الشيخ عصام فليس القصد يعني هرباً من الإجابة أو هرباً من السؤال بارك الله فيك.
أما تقول: لا يخطّئ من يكفّر الشيعة.
أنا ما قلت: لا أخطّئ من يكفّر الشيعة بهذه الطريقة, أنا قلت الدكتور عندما نسب لي هذا القول قال أنت تكفّر من لا يكفّر الشيعة, ثم غيّر كلمة يكفِّر وقال: أنت قلت تخطّئ من يكفّر الشيعة. قلت له: أنا ما قلت أخطّئ من يكفّر الشيعة ولا قلت: أكفّر, ما قلت شيئاً من هذا, أنا قلت له: أنا لا أكفّر الشيعة الاثني عشرية.
أنا ما قلت هذا الكلام, وإنما أنت قلت هذا الكلام عنّي, لم أقله أنا أبداً. ما قلت أنا: إن الذي يكفّر الشيعة مخطئ أو ان الذي لا يكفّرهم مخطئ, أبداً, لا مدحت ولا ذميت, أبداً, لم أقل ذلك, ليس لي شغل فيهم، بحيث إني أتكلم عنهم مخطئين أو غير مخطئين, هذا أمر آخر, لكن أنا عقيدتي أني لا أكفّر الشيعة الاثني عشرية هذا ما أعتقده أنا؛ و لذلك لما الدكتور عصام قال: إنك تخطّئ من يكفّر! قلت له: لا أبداً لا أخطّئهم ولا أخطّئ كذلك من يكفّرهم, يعني من الصوبين، الذين يكفّرون لا أخطئهم والذين لا يكفّرون لا أخطئهم أيضاً, لهم رأيهم، لكن أنا رأيي أنهم ليسوا بكفار, هذا الذي أعتقده وهذا الذي أدين الله تبارك وتعالى به.
الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
تفضل يا شيخ أبو منتصر البلوشي:
سماحة الشيخ أبو منتصر البلوشي من طرف الوهابية:
أنا لي تعليق وليس سؤالاً لأني أنا رأيت المناظرة مع الأسف من طرف العلم يتكلم, ومن طرف لا أقول الجهل يتكلم, ولكن هناك تهرب واضح من الأسئلة, وهناك لف ودوران حول الموضوع أو موضوعات جانبية. وهذا لا ينبغي للمناظر. أنا لم أكن أريد أدخل هذه الغرفة, لأننا ننقل هذه المناظرات السخيفة مع احترامي للجميع في غرفتنا.
ولكن وجد الصراخ للدكتور الشيخ عصام، صراخاتك أتعبت آذاننا, ولذا أنا جئت هنا لا أقول يا أخي خفف من صراخك لو تكرمت, وأرجو أن يؤخذ هذا بعين الاعتبار مرة أُخرى؛ لأن أوقاتنا ليست زائدة حتى نستمع الصراخات, إنما نريد أن نستمع علماً فقط, هذا واضح، إن لم يكن لديك علم فاترك المناظرة لغيرك, من أجبرك على هذا! واليوم أنا سمعت ما لم يكن أن أتوقعه منك.
أنا تابعت مناظراتك في غرفة الرافضة من قبل, ولكن اليوم كانت على مستوى رديء جداً ومع احترامي لك لم تكن محاضراً جيداً.
على كل حال سؤالي الآن، ليس سؤالاً، بل هو تعليق ما أوردته من القياس الفاسد عند المذهب الشيعي أنت تقيس وتخالف أهل البيت وتأخذ من غير الأطهار, وهذا قياس فاسد, ولا يجوز القياس في المذهب الشيعي, سيما في العقائد لا يجوز القياس فكيف بمفهوم المخالفة في أصول الفقه, فضلاً عن العقائد والدين. وأنت تتبع منهج المذاهب الأخرى وتخلطه في مذهبك, وهذا تناقض صريح يفهمه أهل أصول الفقه.
ولذا نرجو مرة أُخرى، أنا أريد أن أختصر تماماً, أن لا تصرفوا وقتنا بهذا الشكل، إن لم يكن لديك علم اترك غيرك يتكلم، نريد نستمع إلى آراء الشيعة, ولكن بعلم ليس بالصراخ: اوه.. اوه.. اوه؛ أو باللف والدوران شكر.
سماحة الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
طيب تفضل يا دكتور.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أقول جزاك الله خيراً على هذه الأخلاق العالية التي أتيت بها, وأنا لا أدري هل الاستدلال والحجج التي أتيت بها صراخاً؟! وإذا كان هذا هو الصراخ فما هو العلم؟! جئت وقلت: أنا جاهل! وقلت: إنني لم أأتي بدليل! وقلت: إنني لم أأتي بمستند! وإذا كنت لا تستطيع فأتى بغيرك!! أن أقول: أحسن الله إليك وجزاك الله خيراًً على هذه الأخلاق العالية في غرفتكم.
وما كان أسلوبنا معكم هكذا عندما كنتم في غرفة الاثني عشرية, ولكن هذا طبيعي؛ لأننا نحن نمتلك أخلاق أهل البيت وأنتم لكم أخلاقكم, فهذا طبيعي منكم بهذه الطريقة تتكلم, وأنا وجهت أسئلة كثيرة لسماحة الشيخ ولم يجب عنها, وكان يخرج في أسئلته عن الموضوع ويسأل أسئلة خارج موضوع الحوار؛ كيف تريدني أن أجيب أسئلته رغم أنه لم يجب على أسئلتي.
وأنا أريد كذلك أن يكون السؤال في إطار كتب أهل السنة؛ لأنني أنا اهتديت إلى مذهب أهل البيت من كتب أهل السنة, البخاري ومسلم والأمهات الست هي التي قادتني إلى مذهب أهل البيت. وأنا سأبيّن ذلك عندما نبحث (حديث الثقلين) بالتفصيل.
أريد فقط أن أبيّن لأخي السائل فضيلة الشيخ أبي المنتصر البلوشي أن العصمة ـ فقط تعقيب على مسألة العصمة ـ التي ذكرها بالمفهوم الوهابي هي غير العصمة بالمفهوم الاثني عشري.
العصمة بالمفهوم الوهابي ـ أحياناً وكثيراً ـ تلازم النبوة, فإذا قلت عندما كنت أنا وهابياً كنت أتصور هذا التصور, إذا قلت: فلان معصوم, يتخيل في ذهنية العقلية الوهابية أن معنى ذلك أنك تريد أن تقول: إنه نبي! كنت أفكر هكذا كنت أتنفر من كلمة عصمة؛ لأنها كانت تلازم عندي النبوة.
أريد أن أبيّن أن العصمة في المفهوم الاثني عشري غير العصمة في المفهوم الوهابي, لأنها لا تلازم النبوة أبداً بل أن الإمامية أجمعوا ـ وكلماتهم كثيرة في هذا الموضوع ـ أن من قال أن هنالك نبوة أو نبي أو رسالة بعد محمد فهو كافر خارج عن الإسلام لا يمت إلى الإسلام بشيء.
فأنا أريد أن أقول: إنه لا علاقة بين النبوة والعصمة, فإذا قيل: إن هؤلاء من المعصومين فليس المراد بذلك العصمة الوهابية، المراد بها العصمة الاثني عشرية تماماً, كعصمة مريم فكانت معصومة ولكنها غير نبية.
يعني حتى تكون المسألة واضحة, لأنه هذه القضيّة تترك خللاً، وأنا لأني كنت وهابياً كنت أعاني من هذه المشكلة في العقل الوهابي, فهو يفكر أنه يوجد مشكلة إنه يوجد نبوة عند الاثني عشرية، وبالتالي يترتب عليها (النبوة) قضايا خطيرة جداً.
وأريد أن أنبه كذلك إلى قضية ما طرحه فضيلة الشيخ (أبو منتصر) البلوشي حول القياس, وأبيّن أنه هنالك خلط كبير بين القياس في المنطق والقياس عند الحنفية أو عند الشافعية أو عند المالكية.
هنالك فرق بين القياسين.
فالقياس العقلي المنطقي الموجود في المنطق هذا لا يمكن أن ينكره أي رجل عاقل, وهو موجود عند الاثني عشرية, إنما القياس المرفوض عند الاثني عشرية أن أأتي بحكم هذا الفرد إلى هذا الفرد من دون نص. هذا هو القياس.
القياس الذي حاربه أئمة أهل البيت هو القياس الذي سطر من قبل إبليس كما يقول الإمام الشهرستاني في الملل والنحل: إن أول من قاس هو إبليس, أنه عندما جاء الملائكة وسجدوا لآدم فما كان من إبليس أن بدأ واستخدم القياس, وبدأ يغضب لماذا يسجد له وهو خلق من طين، وهو مخلوق أرقى منه!
هذا هو القياس الذي يؤدي إلى مخالفة الشارع الذي يؤدي إلى مخالفة الشريعة الدينية، هذا هو الذي حاربه أهل البيت. وأنت تعرف أنه كان قدماء أهل السنة يلعنون القياس، لماذا? ليس القياس المتأخر، ليس القياس بالمعني المتأخر المعروف عند الفقه السني بل القياس الذي حاربه أئمة أهل البيت هو القياس الذي يؤدي إلى مخالفة الحديث الصحيح أو يؤدي إلى مخالفة آية قرآنية, القياس الذي يؤدي بي أن أترك القضية القرآنية أو أترك قضية نبوية من أجل هوى نفسي, أو من أجل أنا أريد أن أحكّم العقل الفردي, لا العقل الكلي في مسألة معينة.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
أكمل يا دكتور سقط منك اللاقط.
ana_shi3i
16-09-2007, 03:59 PM
الأخ رفيق من طرف الشيعة:
العفو أبو أحمد أنت تقول للسيد الدكتور عصام أكمل وأنت تقرأ هذه الإهانات أنا لا أعرف! أنا أتمنى أن أسمع الشيخ عثمان يجيب على هذا الكلام الذي يجري.
يعني ما صدرت من طرفنا أي إساءة ولا تعرض أحد منا بكلمة لكم، يعني يا ريت أبو أحمد أنت تارك لهم المجال ووضعت علينا نقاط حمراء, يعني هؤلاء يكتبون ومحمد علي يمزح, يعني هل هو الخوف من البلوشي أو غيره ما نعرف نحن هذا الأسلوب؟!!
تفضل شيخ عثمان.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أنا حقيقة يعني حزين جداً لما حدث وخاصة إن هذه الغرفة بأسمي أنا ولا أسمح لأي أحد أن يطرد أي أحد ولا أسمح لأي أحد أن يكتب أي شيء لأي أحد.
وإن كان لا بدّ فاعلاً فليذهب إلى بيته وإلى مكانه وغرفته وليكتب ما شاء وليفعل ما شاء, أنا غير راضي أبداً عن كل ما كتب, فرجاء بارك الله فيكم نحن نريد حواراً علمياً، وإن شئتم ألغينا الأسئلة ونستمر في نقاشنا فقط, ولا تكون هناك أسئلة بحيث إذا فتح المجال لهذه الأسئلة أن يكتب من شاء ما شاء.
مهما وقع كما قلت قبل قليل وأقول الآن: غرفة الحق ضيوف عندنا الآن, سواء الشيخ الدكتور عصام أو الأخ رفيق أو الأخ وعد أو غيرهم من الذين زارونا في هذه الغرفة هم ضيوف عندنا, ولهم حق علينا, ومن حقهم علينا أن نكف عنهم أذانا وأن نتحمل أذاهم إن خرج منهم أذى.
فالشاهد من هذا أنا أقول: آسف من الجميع، يعني كل ما وقع أنا أتأسف منه وأنا لا أقبله, وأرفض أي أحد أن يكتب أي شيء رجاء لا أحد يكتب أي شيء إلاّ من أراد أن يتكلم, يريد سؤالاً يقول: أريد أن أسأل فقط، أما التعليقات لا داعي لها أبداً رجاء.
يعني أن اطلب من الجميع من السنة ومن الشيعة أن لا يكتب أحدٌ شيئاً لا تعليق ولا غيره, وإنما إذا أراد أن يسأل يقول: أريد أن أسأل فقط, وأظن أن الأسئلة حددت فلان وفلان وفلان وانتهى الأمر.
كذلك الكلام الذي خرج من السائل أبي منتصر البلوشي, أظن للدكتور الشيخ عصام هذا لا أقبل به أبداً وكان كلامه شديداً، أنا تضايقت منه و الدكتور عصام ضيف عندنا, ونحن إن شاء الله نحسن الضيافة بقدر ما نستطيع, وأقول يعني: سامحونا. وأعيد وأكرر آسف على ما حدث, وإن شاء الله تعالى ما يتكرر وجزاكم الله خيراً.
أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
طيب أين هو البغدادي هل هو موجود؟
يا شيخ عمار البغدادي, ارفع عنك النقطة إن شاء الله الآن.
سماحة الشيخ عمار البغدادي من طرف الاثني عشرية:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين.
سماحة الشيخ عثمان الخميس بارك الله فيكم باعتبار أنّ الموضوع كان يدور حول مسألة تصب في دائرة الإمامة كمفهوم عام, وأنتم بنفس الوقت حسبما فهمت من الأخوة أنه ما عندكم أي إشكال إذا طرحت بعض الأسئلة خارج الموضوع, أسئلتي تقريباً هي في داخل الموضوع وفي صلب الموضوع, وتصب في دائرة الإمامة, واقعاً سماحة الشيخ نحن الشيعة والسنة من أهمّ القضايا التي فرقت بين الشيعة والسنة هي قضية الإمامة الشيعة اتبعوا علياً وأولاد علي وأهل السنة اتبعوا أبا بكر وتبعوا عمر باعتبارهم يعتقدون أنهم خلفاء النبي من بعده.
المسألة المهمة في هذه القضية شيخنا الفاضل نحن حينما نأتي إلى التاريخ وحينما نأتي إلى صحاحكم نجد أن هناك مشكلة, وإن هناك تناقضاً بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبين الخلافة التي قامت بعد الرسول, نجد أن أمير المؤمنين علي ما كان يعتقد بشرعية الخلافة ولذلك تأخر عن بيعة الخلافة لمدة ستة أشهر، وكان يعتقد بأبي بكر وعمر أنّهما كانا غادرين آثمين خائنين كاذبين.
هذه هي عقيدة علي بن أبي طالب في أبي بكر وعمر كما صورها لنا صحيح مسلم إذا رجعنا إلى صحيح مسلم نجد أنّ هناك رواية صحيحة السند, تأتي هذه الرواية لتصور لنا عقيدة علي بن أبي طالب في أبي بكر وعمر، واللطيف أنّ هذه العقيدة صورها نفس الخليفة الثاني عمر بن الخطاب حينما وجه الكلام إلى العباس وإلى علي وقال لهما: إنكما رأيتما أبا بكر لما قام ولما قال: إن النبي لا يورث رأيتماه كاذباً غادرا آثماً خائنا.
إذن, علي بن أبي طالب هذه عقيدته بالخليفة الأول والثاني, إضافة إلى قضية فاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ وهي التي يغضب الله لغضبها هي في صحاحكم ماتت ولم تبايع أبا بكر, بل ماتت وهي واجدة عليه.
هذه المسألة، هو هذا كله سؤال, ولكن يحمل بين طياته إشكالات عديدة, هذه قضية.
القضية الثانية: هناك مشكلة إذن بين علي بن أبي طالب وبين الخلافة التي قامت بعد رسول الله فمن نتبع?! نحن اتبعنا علي بن أبي طالب باعتبار (حديث الثقلين), واتبعنا علي بن أبي طالب باعتبار أن النبي قال في حقه: وهو ولي كل مؤمن من بعدي, وهذا الحديث الذي صححه الألباني كما تعرف يا سماحة الشيخ, هذه قضية.
القضية الأُخرى المهمة: هناك الأحاديث الكثيرة التي نصت على أن الأئمة بعد رسول الله اثنا عشر إماماً وفي رواية أُخرى اثنا عشر خليفة, وأنتم لحد هذه الساعة ما زلتم في حيرة شديدة تبحثون عن المصداق الذي يمثل هؤلاء الاثني عشر, فما وجدتم أي مصداق لهؤلاء علماً أنّ هناك رواية صحيحة عندكم أيضاً تخالف أن يكون الخلفاء اثني عشر، الرواية التي تقول: إن الخلافة ثلاثون عاماً وبعدها الملك, وتعرف: إنه في فترة الثلاثين سنة ما كان إلاّ (أربعة) خلفاء.
إذن، هناك تناقض وهناك انقسام بين أبي بكر وعمر وبين علي بن أبي طالب والزهراء كما صورتها صحاحكم, اتبعنا علي بن أبي طالب بدليل حديث الثقلين, واتبعناه بدليل (وهو ولي كل مؤمن من بعدي), اتعبنا هؤلاء. إضافة إلى كل ذلك هناك إشكال أيضاً يطرح عليكم: ما هو المصداق للخلفاء الاثني عشر? لا يمكن أن تجدوا مصداقاً للخلفاء الاثني عشر باعتبار أنكم تعتقدون أنّ الخلافة عمرها ثلاثون سنة, وفي هذه الثلاثين سنة لم يتولى الخلافة إلاّ (أربعة) خلفاء, فهل يمكن أن تبرر لي أو أن ترفع هذا التناقض الموجود بين هاتين الروايتين الصحيحتين؟ بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, حياك الله يا شيخ بغدادي في هذه الغرفة, فنرجو أن تشارك دائماً بمثل هذه الفوائد حتى يستفيد الناس فعلاً من خلال هذه المسائل.
نعم، قلت: إن هناك مشكلة وتناقض بين علي ـ رضي الله عنه ـ والخلفاء, وأنا لا أوافقك على هذا طبعاً؛ لأننا نعتقد أن هناك كان انسجاماً بين علي وبين الخلفاء, ولم يكن هناك خلاف بالصورة التي تصوره كتب الشيعة عندما تتكلم عن الخلافة.
وأما قضية اثني عشر إماماً فتقول: أنتم في حيرة شديدة في تحديدهم!
فما يدريك فما كلمتني في هذا من قبل حتى أكون أنا في حيرة, أو أنك تقصد علماء أهل السنة بشكل عام وعمومهم, فأنا أدخل في عمومهم ولا أدخل في علمائهم.
تقول هذا الحديث يخالف الخلافة ثلاثين سنة! هو ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما تكلم عن الخلافة ولا تكلم عن هذا وإنما تكلم النبي أن الدين يكون عزيزاً خلال حكم اثني عشر خليفة أو أميراً أو ما شابه ذلك من الألفاظ التي جاءت في حديث النبي.
وهذا إن شاء الله تعالى له دور في النقاش, لا أحب استبق الأحداث, له دور في النقاش إن شاء الله تعالى, سأتكلم عنه مع الدكتور عصام أو مع غيره عن موضوع الخلفاء الاثني عشر أو الأئمة الاثني عشر كما يذكره الدكتور عصام أو غيره, نتكلم عنه إن شاء الله بالتفصيل, ولنا جواب واضح له إن شاء الله تعالى, وإن شئت لا بأس نجيب عليه في وقت آخر جزاك الله خيراً.
لكن القصد أن الخلافة (ثلاثون) سنة هذا خبر آخر, يعني الخلافة الراشدة إلى خلافة الحسن ـ رضي الله عنه ـ. وأما الخلفاء بعدي لا يزال الأمر منيعاً ولا يزال الإسلام عزيزاً هذا موضوع وهذا موضوع, ليس بينهما تعارض أصلاً, وجزاك الله خيراً على هذا السؤال الطيب.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
الشيخ الدمشقية لك السؤال, الآن تفضل يا شيخ.
سماحة الشيخ الدمشقية من طرف الوهابية:
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سؤال: هل القرآن الذي تقرأه يا دكتور عصام يريد التطهير لأهل البيت فقط أم لعامة المسلمين? قلت: إنه لأهل البيت فقط بالدليل مِنْ الآية, فماذا تفعل بقوله تعالى: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد أن يطهركم) فهل هذه كذلك لأهل البيت؟
إننا نرى القرآن يعمم إرادة التطهير للمسلمين مع الشكر الجزيل.
سماحة الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
طيب جزاك الله خيراً تفضل يا دكتور لك الإجابة.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أنا أريد أن أبيّن بشكل واضح حتى يكون واضح للجميع وهو: إنه اتفق علماء أهل السنة وعلماء الاثني عشرية بأن هذه الآية [يعني: آية التطهير] فضيلة لأهل البيت، هذا لا خلاف فيه. كل من ذكر هذه الآية قال هذه من فضائل أهل البيت.
فنحن نجد أن أئمة أهل السنة وكذلك علماء الاثني عشريه يذكرون هذه من ظمن فضائل أهل البيت, فإذا كانت هنا الإرادة (مجرد إرادة تشريعية) فيكف هذه الآية تدل على فضيلة لأهل البيت؟!
فأنا أقصد أنه الإرادة هنا ما دام أنّها خاصة بأشخاص معينين فهذه تعطي مدلول.
ولو قلنا: إنها ليست إرادة تكوينية وهي إرادة تشريعية, ففي الحقيقة لن يكن هنالك أي مدلول, فضيلة لأهل البيت هنا. ولا داعي أن تطرح هذه الآية في أبواب فضائل أهل البيت كما صنع أئمة أهل السنة في الصحاح, يجعلونها من فضائل أهل البيت.
وأنا أريد أن أقرب المعنى للشيخ الدمشقية وأقول: إن جعل هذه الآية من ضمن فضائل أهل البيت يدل دلالة كاملة على أنّ الإرادة الموجودة في بعض الآيات الأُخرى إرادة لها معنًى آخر, وتفضلوا معكم المايك.
أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
تفضل يا وعد.
الأخ وعد من طرف الاثني عشرية:
بسم الله الرحمن الرحيم, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي الكريم الشيخ عثمان الخميس أدامكم الله: في إحدى النقاط التي ذكرتها, وكنت ترد على سماحة الدكتور السيد عصام تطرقت إلى مسألة السباب وقلت: نحن نحترم الصحابة, وإننا نحبهم ونعظِّم قدرهم؛ هكذا باللفظ قلت ولا نسبهم.
و سؤالي الآن كالآتي: إذا فتحت صحيح مسلم سؤالي محدد ـ طيب أبو أحمد ـ إذا فتحت صحيح مسلم باب فضائل الصحابة، باب فضائل الإمام علي يوجد حديث أنت قلت في جلسة سابقة أنا أريد أن اسأل عن اسم شخص لدي كتاب صحيح مسلم وصحيح البخاري ونحن نعتمد عليهم في هذا.
أنا أريد أن أسال على اسم شخص، الحديث رقم (2409) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز, ويعني ابن أبي حافظ عن أبي حازم عن سهل بن سعد، قال: [ استعمل رجل على المدينة رجل من آل مروان... سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً، فقال...] إلى آخر الحديث سؤالي محدد وأريد الجواب من هو هذا الشخص؟! اسم هذا الشخص!
أنتم تدعون إن كتبنا صحيحة وفيها إسناد ولله الحمد, وتتهمون الشيعة مثلما تفضلت بأنه لا إسناد لديهم المجلسي يقول في مرآة العقول يقول: صح هذا، وذا ضعيف، هذا صح، هذا ضعيف وكنت تشكل على هذه المسألة.
أنا أريد أسم هذا الشخص وما هو حكمه, وأنت تعلم أنه يأمر بشتم علي، سؤالي إن شاء الله محدد: سماحة الشيخ من هو الرجل هل هو تابعي أم صحابي؟ وما هو حكمه لديكم؛ لأنه يأمر بشتم علي بن أبي طالب? تفضلوا المايك معكم.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, حياك الله يا شيخ وعد، بالنسبة لهذا الصحابي أنا الآن لا يحضرني الآن ياريت تبين لنا ولو كتابة يعني.
المهم بالنسبة للسب نحن عندنا أن الأمر الذي وقع بين الصحابة وقع أكثر من ذلك, وقع القتل، وقع بينهم القتال في صفين وفي الجمل ووقع القتال بين الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ، فهذا أعظم من الشتم وقد ذكر غير واحد سواء من الشيعة أو من السنة أن أهل الشام كانوا يسبون علياً, وأن أهل العراق كانوا يسبون معاوية.
فكان يقع هذا السب من الجميع، وعندما تكلمت وقلت: نحن لا نسب, لا أعني إن كل سني في هذه الدنيا لا يسب.
ثم كذلك لا شكّ أن السب فسوق كما أخبر به النبي, فكيف إذا كان السب لإمام من أئمة المسلمين كعلي أو لغيره من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ!! فالشاهد من هذا أن هذا الحديث بلا شك صحيح في صحيح مسلم كما ذكرت, ولكن أريد بالنسبة للحكم, أنا قلت: أن هذا لا يجوز السب. وبالنسبة للشخص الذي سب أنا أقول: هذا الشخص مخطئ في هذا, ولكن ليس بكافر؛ لأنه أمر بسب علي أو سب علياً ـ رضي الله عنه ـ لأنه كما قلت وقع السب من الجميع.
وإن شاء الله تعالى ننظر فيه الآن في صحيح مسلم إن شاء الله تعالى ونرى من هو ونجيب عليك إن شاء الله في وقته, جزاك الله خيراً.
سماحة الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
أبو عبدالله رقم (1) (من طرف الوهابية) لك اللاقط, وأرجو من الجميع الاختصار إن شاء الله.
سماحة الشيخ أبو عبد الله:
بسم الله الرحمن الرحيم, والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أحبتي بارك الله فيكم, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, حقيقة حتى لا أطيل إن شاء الله في هذا الأمر عندي سؤال يعني:
نقول على فرضية أن الآية، هذه الآية نزل في أصحاب الكساء لا في نساء النبي فإن التطهير الذي جاءت فيه الآية واقع لغيرهم أيضاً بنص القرآن كما قال الله سبحانه وتعالى عن المؤمنين (ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم), وغيرها من الآيات التي ذكرت في القرآن!!
ولو كان في معنى إرادة التطهير معنى العصمة لوجب القول بعصمة جميع المؤمنين, لنص الآية الكريمة على إرادة الله تطهيرهم، وهذا ما لا يقوله لا السنة ولا الشيعة، فكيف تطبق نظرية التطهير على أناس دون آخرين، أليس في المسألة أي في فهم هذه المسألة نوع من المزاجية، وليس المنهجية العلمية؟!
وأرجو فقط توضيح ما هو فهم الاثني عشرية في قضية العصمة ليس فهم الوهابية كما تقول أنت? هذا سؤالي وبارك الله فيك.
أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
تفضل يا دكتور لك السؤال.
سماحة الدكتور السيد عصام
بسم الله الرحمن الرحيم, يجب أن نلتفت إلى مسألة أنه في القرآن ترد ألفاظ كثيرة متشابهة، ولكن لها معانٍ مختلفة لأن سياق الآية يختلف, بسبب اختلاف السياق الذي وردت فيه الكلمات, فنحن نجد هنا الآية هذه أولاً: إنها جاءت بعد أداءاة الحصر، فنجد (إنما يريد الله) يعني هنا في الآية التي ذكرتها، أو في الآيات الأخرى لم تأت أداة الحصر, فأنا أريد أن أقول لك: لماذا جاءت أداة هنا. يعني إذا كانت الإرادة هنا شاملة تشريعية فلماذا الله سبحانه وتعالى أتى بلفظة (إنما)؟ و (إنما) كما تعلم إذا رجعت إلى لسان العرب لابن منظور يقول إنها تفيد الحصر، فلماذا خصص الله هؤلاء المعينين وجعل الإرادة التطهيرية خاصّة بهم؟ فما دام إن الله يريد التطهر من المؤمنين بإرادة نفس الإرادة التي أرادها من أهل البيت, فلماذا أتى بصيغة الحصر؟
ونحن يجب أن نتعامل بدقة مع القرآن الكريم، لماذا أتت أداة (إنما) هنا وما هو الغاية من وجودها؟ ومن هنا بسبب وجود (إنما) تسالم كل المسلمين إن هذه الآية من فضائل أهل البيت, فالآية صريحة. أنا أسألك: لماذا جاءت (إنما)؟ ولما جاءنا (اذهب عنهم الرجس) هنا يوجد اذهب عنهم الرجس.
الإذهاب موجود، لماذا هذا؟ هل في الآيات الأخرى ذكرت مسألة إذهاب الرجس عنهم؟ وهل أتت أداة الحصر؟ فلا يوجد حصر فيها؟ ومن هنا فالإرادة التشريعية هي مطلوبة من الجميع, وهي تتعلق بمسألة تكليفية بأفعال المكلفين, أما الإرادة غير التشريعية التي تكون بتعبير أخواننا أهل السنة الإرادة الإخبارية أو القدرية أو التكوينية، فإنها في الحقيقة تختلف عن ذلك تتعلق بأفعال الله لا بأفعال العباد, وتفضلوا معكم المايك.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
إذن الأمر واضح وجزاكم الله خيراً, بهذا نكون قد انتهينا, تفضل يا شيخ عثمان لك الكلمة الأخيرة ونختم المناظرة.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أخيراً أقول حياكم الله وبياكم وحللتم أهلاً ونزلتم سهلاً, وأسأل الله تبارك وتعالى أن تكون لنا لقاءات أخرى نحددها الآن إن شاء الله تعالى, الأربعاء القادم حسب ما أظن، ونكمل (آية التطهير), إذا كان الدكتور رأى إنها اشبعت بحثا فلا مانع, وأنا عندي أشياء بسيطة جداً أكملها في (آية التطهير), ثم بعد ذلك ننتقل إلى دليل آخر إن شاء أو يريد (حديث الثقلين) يريد (حديث الاثني عشر), وإن كنت أفضل أن يبدأ بالآيات القرآنية بدلاً أن يقول حديث صحيح وحديث ضعيف، ورواية ورواية! يبدأ بالآيات القرآنية التي تدل على هذه الخلافة والإمامة, ثم بعد ذلك ينتقل إلى الأحاديث, وإن شاء بدأ بالأحاديث على العموم بشكل عام, الأمر سهل إن شاء الله تعالى, وأنا في البداية قلت: إنني أقبل أي حديث صحيح, ولكن حول مسألة الإمامة كما قال دكتور شيخ عصام أريد كما قلت له: اركب أعلى ما عندك من خيل, يعني آتنا بأقوى أدلتك، ثم بعد ذلك نتنزل إلى ما بعدها وهكذا دواليك.
الأخ وعد يقول: أنت ما أجبت عن سؤالي! أنا اكتفيت بالجواب بأنّ هذا الفعل (السب) باطل، وسب علي عندنا مِنْ كبائر الذنوب لا شك في هذا أبداً وجزاكم الله خيراً.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
إذن الأمر واضح وجزاكم الله خيراً, وبهذا نكون قد انتهينا, والآن الحوار مفتوح لمن يريد مناقشة أو مداورة ونفتح المجال للجميع ونكون إن شاء الله قد انتهينا من المناظرة.
وهنا أتنهت المناظرة الثالثة ونكمل بعون الله تعالى في الحلقة القادمة المناظرة الرابعة
ana_shi3i
16-09-2007, 04:00 PM
اتمنى ان اكون خدمتكم بهذه الكلمات المتواضعه التي نقلتها من احدى المنتديات
ابو عهد
16-09-2007, 04:28 PM
عسى ما تكلفت على النقل وانا اخوك
ولو حطيت المناظره صوتيه كان اهون عليك
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024