سراج الربيعي
03-11-2012, 11:22 PM
أنت الوليُّ من السّما والأوحدُ
أرِبوعَهُمْ جعلت فؤادَكَ يُسْعدُ = بديارٍ سلمى أمْ بدورٌ خرّدُ
وبريقُ طالعةِ النجومِ وسحرها = فتنتكَ أمْ تلك الحسان ُالسُّهدُ
أمْ تلك غزلانُ الفلاةِ وطرفُها = صعقتكَ أمْ سهمٌ عليك يُسدَدُ
وكواكبٌ مرّت عليك وأنجمٌ = درراً على هذا الدجى تتوقدُ
ياآسرَ القلبِ الشغوفِ بنظرةٍ = ماخلتُ طرفك في الخريف يُوَرّدُ
هلاّ كفَفْتَ الطرفَ عنْ ضيفِ الهوى = فالعشقُ بينهما مُقيمٌ مُقعدُ
ولقد أراكَ وما تنامُ للحظةٍ = إلاّ أتاكَ جمالُها والعوّدُ
أوْقَعْتَ قلبكَ للهوى متوسّلا = وكذا الهوى فيه العناءُ الأوكدُ
وترَكْتَ قلبَكَ بالفلاةِ فربما = صَرعَ الفتى قبل الورودِ الحسّدُ
وبقيت َفي هذا الغرام مُكبّلاً = كالليث يُسحبُ بالحديدِ ويُجلَدُ
وغدوتَ مِن تلك السهامِ مُكَمّداً = ورمَتْكَ في جنحِ الظلامِ الأعبُدُ
حتى إذا رحلوا وقلبُكَ خلفهم = أسِفاً يعنّفُ ركبهم ويهدّدُ
رَضِيَتْ بوقفتِكَ الطلولُ مُجدّداً = وكذا الطلولُ مع التباعدِ تُقصدُ
واهاً لقلبكَ ضُيّعت آماله = وجفاكَ في هذا البلاءُ المُسعدُ
والخدُّ خدّدَهُ البكاءُ من النوى = والجسمُ نحلُّهُ الفراقُ الأبعدُ
لاتأسفنّ على الحبيب وغدرِهِ = فلقدْ نأى أملُ الفؤادِ الأوحدُ
وتظنّ أنّ القلبَ يفرحُ بعدما = ترك َالحبيبَ على اللظى يتوقدُ
ياساهراً ترعى النجومَ وإنّها = تسري وقلبُكَ للنجومِ مُسهّدُ
وجفاكَ في هذا الدجى سمُّارُهُ = ونساكَ في هذا الظلامِ الهُجّدُ
فغدوتَ مِن ْ هذا المصابِ مُقيّداً = وأتاكَ صوتٌ كالظبا يتجسّدُ
واهاً لقلبِكَ حيثُ غيدُكَ بالفلا = تلهو وسيفُك بالمعاركِ يُغمدُ
ماخلتُ أنّ السّيفَ يُحْمَلُ زينةً = عجباً بلى عجبٌ إذا لا يرْعُدُ
ليسَ النزالُ لهاربٍ تركَ المُنى = إنّ النزالَ لفارسٍ يتصيّدُ
فرّ الجبانُ من النزالِ وسيفُ مَن = عشِقَ الرسالةَ والكتابَ يُجرّدُ
ليثُ الوغى كرارُها وشجاعُها = لقدومهِ تعنو الكماةُ وتَسْجُدُ
أترى يفرُّ الليثُ في لهواتها = وهْوَ الذي في النازلاتِ مُسَدّدُ
كلا وربُّ البيتِ بلْ حاشا وهلْ = غيرُ الوصيِّ موفّقٌ ومؤيّدُ
هو قبلةُ الثقلين بل هو بابها = يأتي إليها الزاهدُ المتعبّدُ
فكأنّ حملاتِ الوليِّ صواعقٌ = لاتختفي أبداً ولا هي تُخمدُ
فمَضيْتَ تَحْطِمُ بالفقارِ جماجماً = وتقدُّ أخرى بالشمالِ وتطرُدُ
لقيَ العدوُّ مهانةً علويةً = تبقى على ذمَمِ الزمان ِ تُخَلَّدُ
حمراءَ دوّنها وخطَّ بسيفه = في جبهة التاريخ ليثٌ أنجدُ
تتهازمُ الأحزابُ عند نزالِهِ = ولكلِّ جمعٍ طاقةٌ لاتصْمُدُ
والناسُ بين مجزّرٍ ومُبتّرٍ = لايعلمونَ بأيِّ لحدٍ أُلحِدوا
طلبوكَ والموتُ الوشيكِ أمامهم = مافيهِ مِن كذبٍ ولا هو يُبعدُ
سلْ عنهُ بدراً كيف فرَّ كماتها = كانت بها الأملاكُ دوماً تشهدُ
والكافراتُ نوائحٌ وصوائحٌ = بالحزن في هذا الأسى تتقيدُ
والكفرُ مِن حملاته متذللٌ = والدين في كنفِ الإمامة ِيُعضدُ
نفسُ النبيِّ المصطفى وأمينُه = ووصيّهُ المتنسكُ المتعبدُ
مولىً لهُ الشرفُ الرفيعُ وذكرهُ الـ = سرُّ العظيمُ لهُ الملاحمُ تُسندُ
الصائمُ القوّامُ والمتصدّقُ الـ = متفضِّلُ المتخشّعُ المتزهِّدُ
الناسكُ المتوسلُ البكاءُ والـ = متضرِّعُ المتيقنُ المتهجدُ
هو سيدُ الأبرارِ والعُبّادِ والـ = زهّادِ بل هو للإمامةِ مُرشدُ
هو كعبةُ الإيمانِ بل هو سرُّها = هو قبلةُ التوحيد بل هو أبعدُ
هو اشرف الثقلين طُراً والإما = مُ العابدُ المتذلّلُ المتودّدُ
هذا الوصيُّ أخو النبيِّ إمامُنا = وبهِ إلى سفنِ النّجا نسترشِدُ
سلْ عنهُ أملاكَ السماء بخيبرٍ = مِن بعد ما فرّ الجبانُ المفسدُ
فدعاهُ في يوم الكريهةِ أحمدٌ = بتفاخرٍ ، أنت الكميُّ الأوحدُ
هذا حديثٌ مسندُ بروايةٍ = في صفحةِ الأبرارِ هذا يُسْندُ
لولا حسامُك ياوصيَّ محمّدٍ = ما عاودتْ فوق المآذنِ أشهدُ
أضحى بك الدينُ الحنيفِ مُعزّزاً = كملتْ دعامتهُ وشيدَ المسجدُ
وغدا به الملَكُ الكريمِ مُبَخبخاً = وبذكرهِ سورُ الكتابِ تُرَدِدُ
أضحى بها الوحيُّ الأمينُ منزِّلاً = سُوراً لها كلُّ العوالمِ تسجدُ
الحمدُ والأحزابُ والرحمنُ والــ = فرقانُ أو طه النبيُّ محمّدُ
وبراءة ٌ شهِدت لحيدرَ وحدَهُ = والحمدُ والحجرات ُوهْيَ تؤَكِدُ
هو صادقٌ هو جامعٌ هو سابقٌ = هو كافلٌ هو شافعٌ ومُسَددُ
ماتبلغُ الشعراءُ كنهَ صفاته = والله في أمِّ الكتابِ مُقيِّدُ
لاسيفَ إلاّ ذو الفقار ولا فتىً = إلاّ لهُ دون الأنامِ وسيّدُ
مَن كان مولاهُ الرسولُ فحيدرٌ = مولاه لايرقى إليها الملحدُ
أمّا الإلهُ فقد حباكَ بكنههِ = وكأنّ علمَ اللهِ فيك مُجسّدُ
فلقد حباكَ اللهُ بعد محمّدٍ = شرفاً على كلّ الورى يتخلّدُ
والخمسةُ الأطهارُ والأنوارُ والـ = أخيارُ مِن دون العباد تفرّدوا
بمآثرٍ ومنازلٍ وسيادةٍ = تسمو ومنها سنّةٌ تتولّدُ
لو أنَّ أنهارَ الزمانِ محابرٌ = والناسُ تعضدُ بعضها وتُحشِّدُ
لمْ تستطعْ وصفَ الأُلى مِن هاشمٍ = عدلُ الكتابِ وفي العلومِ تزوّدوا
أمّا الوليُّ فقدْ رعاهُ محمدٌ = يرقى بهِ نحو الكمالِ ويُسنِدُ
والناسُ بين مُشايعٍ ومخالفٍ = هذا إلى الجناتِ فيها مُسعدُ
أو ذاك في وسط الجحيم مقيّدٌ = ومُعنّفٌ ومُصغّرٌ ومخلّدُ
حَسَدوكَ والحقدُ الدفينِ يحثّهُمْ = ولكلِّ جمعٍ في القيامةِ موردُ
ياريمُ تلكَ نبوءةٌ قد قالها = عن ربّهِ خيرُ البريةِ أحمدُ
هذا عليٌّ للخلافةِ والإما = مـةِ والسّيادةِ والولايةِ فرقدُ
كمُلتْ عناوينُ الكتابِ ولمْ يكنْ = غيرُ ابن هاشم للخلافةِ سيّدُ
فأتت كأن بيانَها شمسُ الضحى = وكأنَ صوتُ الدين فيها المُنشدُ
سَخِروا مِن الأياتِ بعد نزولها = لايُدركونَ بأيِّ شيءٍ أَلحَدوا
إنْ خالفوكَ فأنت أطهرُ منهُمُ = فالحرُّ في يومِ التباهلِ يُسعدُ
أبدَتْ عداوتها الطغاةُ وحزبُهم = ترمي مكانك بالأنا وتُسددُ
فأتتْ وقد سبَقَ الدُجى أحقادَها = وكأنّ سهمَ الغدرِ فيها أسودُ
أمويةٌ تيميةٌ مِن طبعِها = غدرُ الكماةِ وجيشُ كُفْرٍ ترْفُدُ
مازلتَ تسمو وهْي تهوي ذلّةً = ولكَ الشفاعةُ والطّغامُ ستُبْعِدُ
مَن في الأنامِ بغير بابكِ قدْ رقى = نحو الجنانِ وهل بدونِك يصْعَدُ
وتكَحّلَتْ مِن طرفِ نعليكَ الشمو = ـسُ وأشْرَقَتْ تبراً وَنَعَلُكَ أجودُ
والبدرُ لاحَ ضياؤهُ ومسيرهُ = لمّا رآكَ فغارَ منهُ الجلمدُ
وتزَيّنَتْ كلُّ السّماءِ وما بها = والناسُ والاشجارُ حتى المسجدُ
مازالَ دينُ اللهِ صَدّاحاً بها = يحكي مآثرَ حيدرٍ ويُعَدِدُ
ياناصرَ الإسلامِ ياكهفَ الورى = ياغالبَ الأحزابِ وهْيَ تُزَبِّدُ
قد جئتُ في هذا القصيدِ مؤمِلاً = إنْ حارَ بي طبُّ الورى والعوّدُ
وأعيشُ في دارِ الحياةِ مُعزّزاً = وأفوزُ في يوم الحسابِ وأُسْعدُ
فطلبتها مِن سيّدٍ متفضّلٍ = فأنا الذليلُ المستكينُ المُقعَدُ
مولاي دونكَ مِن كَسيحٍ باقةً = لعبيرها تهفو النفوسُ وتقصدُ
دريَةٌ كمُلَتْ وحانَ قطافها = أخذتْ أوائلها تصوغُ وتنضدُ
وتكادُ مِن مِسْكٍ على جنباتها = عودُ المباخِرِ بالورودِ يورّدُ
وأتتْ بمدحكَ ياعليُّ فهاهي الـ = عصماء تركعُ بالولاءوتسجُدُ
أعددتها حتى المعادِ لنجدتي = وكأنّها عند المماتِ الفرقدُ
فنظمتها والقلبُ يذرفُ دمعَهُ = أملاً يُطمِّنُ مهجتي ويُبردُ
وأقولُ مُعتذراً غداةَ كمالِها = حاشى لطودِكَ يرتقيهِ المُكْمَدُ
أبياتُها وقفٌ إلى حامي الحما = ياأيها النبأ العظيمُ المولدُ
خُذها وأنّي للإمامةِ خادمٌ = وكذا وإنّي بالولا أتعبّدُ
مِن خادمِ وجدَ النجاةَ من اللظى = حباً لآل المصطفى أوَ يُبعدُ ؟
صلى عليك اللهُ يانفس الهُدى = وإليك منّي بالصلاةِ أرددُ
أنت الوصيُّ على الورى بكتابهِ = أنت الوليُّ من السّما والأوحدُ
علي كريم الربيعي – الخميس 17/6/2010 – دبي -
أرِبوعَهُمْ جعلت فؤادَكَ يُسْعدُ = بديارٍ سلمى أمْ بدورٌ خرّدُ
وبريقُ طالعةِ النجومِ وسحرها = فتنتكَ أمْ تلك الحسان ُالسُّهدُ
أمْ تلك غزلانُ الفلاةِ وطرفُها = صعقتكَ أمْ سهمٌ عليك يُسدَدُ
وكواكبٌ مرّت عليك وأنجمٌ = درراً على هذا الدجى تتوقدُ
ياآسرَ القلبِ الشغوفِ بنظرةٍ = ماخلتُ طرفك في الخريف يُوَرّدُ
هلاّ كفَفْتَ الطرفَ عنْ ضيفِ الهوى = فالعشقُ بينهما مُقيمٌ مُقعدُ
ولقد أراكَ وما تنامُ للحظةٍ = إلاّ أتاكَ جمالُها والعوّدُ
أوْقَعْتَ قلبكَ للهوى متوسّلا = وكذا الهوى فيه العناءُ الأوكدُ
وترَكْتَ قلبَكَ بالفلاةِ فربما = صَرعَ الفتى قبل الورودِ الحسّدُ
وبقيت َفي هذا الغرام مُكبّلاً = كالليث يُسحبُ بالحديدِ ويُجلَدُ
وغدوتَ مِن تلك السهامِ مُكَمّداً = ورمَتْكَ في جنحِ الظلامِ الأعبُدُ
حتى إذا رحلوا وقلبُكَ خلفهم = أسِفاً يعنّفُ ركبهم ويهدّدُ
رَضِيَتْ بوقفتِكَ الطلولُ مُجدّداً = وكذا الطلولُ مع التباعدِ تُقصدُ
واهاً لقلبكَ ضُيّعت آماله = وجفاكَ في هذا البلاءُ المُسعدُ
والخدُّ خدّدَهُ البكاءُ من النوى = والجسمُ نحلُّهُ الفراقُ الأبعدُ
لاتأسفنّ على الحبيب وغدرِهِ = فلقدْ نأى أملُ الفؤادِ الأوحدُ
وتظنّ أنّ القلبَ يفرحُ بعدما = ترك َالحبيبَ على اللظى يتوقدُ
ياساهراً ترعى النجومَ وإنّها = تسري وقلبُكَ للنجومِ مُسهّدُ
وجفاكَ في هذا الدجى سمُّارُهُ = ونساكَ في هذا الظلامِ الهُجّدُ
فغدوتَ مِن ْ هذا المصابِ مُقيّداً = وأتاكَ صوتٌ كالظبا يتجسّدُ
واهاً لقلبِكَ حيثُ غيدُكَ بالفلا = تلهو وسيفُك بالمعاركِ يُغمدُ
ماخلتُ أنّ السّيفَ يُحْمَلُ زينةً = عجباً بلى عجبٌ إذا لا يرْعُدُ
ليسَ النزالُ لهاربٍ تركَ المُنى = إنّ النزالَ لفارسٍ يتصيّدُ
فرّ الجبانُ من النزالِ وسيفُ مَن = عشِقَ الرسالةَ والكتابَ يُجرّدُ
ليثُ الوغى كرارُها وشجاعُها = لقدومهِ تعنو الكماةُ وتَسْجُدُ
أترى يفرُّ الليثُ في لهواتها = وهْوَ الذي في النازلاتِ مُسَدّدُ
كلا وربُّ البيتِ بلْ حاشا وهلْ = غيرُ الوصيِّ موفّقٌ ومؤيّدُ
هو قبلةُ الثقلين بل هو بابها = يأتي إليها الزاهدُ المتعبّدُ
فكأنّ حملاتِ الوليِّ صواعقٌ = لاتختفي أبداً ولا هي تُخمدُ
فمَضيْتَ تَحْطِمُ بالفقارِ جماجماً = وتقدُّ أخرى بالشمالِ وتطرُدُ
لقيَ العدوُّ مهانةً علويةً = تبقى على ذمَمِ الزمان ِ تُخَلَّدُ
حمراءَ دوّنها وخطَّ بسيفه = في جبهة التاريخ ليثٌ أنجدُ
تتهازمُ الأحزابُ عند نزالِهِ = ولكلِّ جمعٍ طاقةٌ لاتصْمُدُ
والناسُ بين مجزّرٍ ومُبتّرٍ = لايعلمونَ بأيِّ لحدٍ أُلحِدوا
طلبوكَ والموتُ الوشيكِ أمامهم = مافيهِ مِن كذبٍ ولا هو يُبعدُ
سلْ عنهُ بدراً كيف فرَّ كماتها = كانت بها الأملاكُ دوماً تشهدُ
والكافراتُ نوائحٌ وصوائحٌ = بالحزن في هذا الأسى تتقيدُ
والكفرُ مِن حملاته متذللٌ = والدين في كنفِ الإمامة ِيُعضدُ
نفسُ النبيِّ المصطفى وأمينُه = ووصيّهُ المتنسكُ المتعبدُ
مولىً لهُ الشرفُ الرفيعُ وذكرهُ الـ = سرُّ العظيمُ لهُ الملاحمُ تُسندُ
الصائمُ القوّامُ والمتصدّقُ الـ = متفضِّلُ المتخشّعُ المتزهِّدُ
الناسكُ المتوسلُ البكاءُ والـ = متضرِّعُ المتيقنُ المتهجدُ
هو سيدُ الأبرارِ والعُبّادِ والـ = زهّادِ بل هو للإمامةِ مُرشدُ
هو كعبةُ الإيمانِ بل هو سرُّها = هو قبلةُ التوحيد بل هو أبعدُ
هو اشرف الثقلين طُراً والإما = مُ العابدُ المتذلّلُ المتودّدُ
هذا الوصيُّ أخو النبيِّ إمامُنا = وبهِ إلى سفنِ النّجا نسترشِدُ
سلْ عنهُ أملاكَ السماء بخيبرٍ = مِن بعد ما فرّ الجبانُ المفسدُ
فدعاهُ في يوم الكريهةِ أحمدٌ = بتفاخرٍ ، أنت الكميُّ الأوحدُ
هذا حديثٌ مسندُ بروايةٍ = في صفحةِ الأبرارِ هذا يُسْندُ
لولا حسامُك ياوصيَّ محمّدٍ = ما عاودتْ فوق المآذنِ أشهدُ
أضحى بك الدينُ الحنيفِ مُعزّزاً = كملتْ دعامتهُ وشيدَ المسجدُ
وغدا به الملَكُ الكريمِ مُبَخبخاً = وبذكرهِ سورُ الكتابِ تُرَدِدُ
أضحى بها الوحيُّ الأمينُ منزِّلاً = سُوراً لها كلُّ العوالمِ تسجدُ
الحمدُ والأحزابُ والرحمنُ والــ = فرقانُ أو طه النبيُّ محمّدُ
وبراءة ٌ شهِدت لحيدرَ وحدَهُ = والحمدُ والحجرات ُوهْيَ تؤَكِدُ
هو صادقٌ هو جامعٌ هو سابقٌ = هو كافلٌ هو شافعٌ ومُسَددُ
ماتبلغُ الشعراءُ كنهَ صفاته = والله في أمِّ الكتابِ مُقيِّدُ
لاسيفَ إلاّ ذو الفقار ولا فتىً = إلاّ لهُ دون الأنامِ وسيّدُ
مَن كان مولاهُ الرسولُ فحيدرٌ = مولاه لايرقى إليها الملحدُ
أمّا الإلهُ فقد حباكَ بكنههِ = وكأنّ علمَ اللهِ فيك مُجسّدُ
فلقد حباكَ اللهُ بعد محمّدٍ = شرفاً على كلّ الورى يتخلّدُ
والخمسةُ الأطهارُ والأنوارُ والـ = أخيارُ مِن دون العباد تفرّدوا
بمآثرٍ ومنازلٍ وسيادةٍ = تسمو ومنها سنّةٌ تتولّدُ
لو أنَّ أنهارَ الزمانِ محابرٌ = والناسُ تعضدُ بعضها وتُحشِّدُ
لمْ تستطعْ وصفَ الأُلى مِن هاشمٍ = عدلُ الكتابِ وفي العلومِ تزوّدوا
أمّا الوليُّ فقدْ رعاهُ محمدٌ = يرقى بهِ نحو الكمالِ ويُسنِدُ
والناسُ بين مُشايعٍ ومخالفٍ = هذا إلى الجناتِ فيها مُسعدُ
أو ذاك في وسط الجحيم مقيّدٌ = ومُعنّفٌ ومُصغّرٌ ومخلّدُ
حَسَدوكَ والحقدُ الدفينِ يحثّهُمْ = ولكلِّ جمعٍ في القيامةِ موردُ
ياريمُ تلكَ نبوءةٌ قد قالها = عن ربّهِ خيرُ البريةِ أحمدُ
هذا عليٌّ للخلافةِ والإما = مـةِ والسّيادةِ والولايةِ فرقدُ
كمُلتْ عناوينُ الكتابِ ولمْ يكنْ = غيرُ ابن هاشم للخلافةِ سيّدُ
فأتت كأن بيانَها شمسُ الضحى = وكأنَ صوتُ الدين فيها المُنشدُ
سَخِروا مِن الأياتِ بعد نزولها = لايُدركونَ بأيِّ شيءٍ أَلحَدوا
إنْ خالفوكَ فأنت أطهرُ منهُمُ = فالحرُّ في يومِ التباهلِ يُسعدُ
أبدَتْ عداوتها الطغاةُ وحزبُهم = ترمي مكانك بالأنا وتُسددُ
فأتتْ وقد سبَقَ الدُجى أحقادَها = وكأنّ سهمَ الغدرِ فيها أسودُ
أمويةٌ تيميةٌ مِن طبعِها = غدرُ الكماةِ وجيشُ كُفْرٍ ترْفُدُ
مازلتَ تسمو وهْي تهوي ذلّةً = ولكَ الشفاعةُ والطّغامُ ستُبْعِدُ
مَن في الأنامِ بغير بابكِ قدْ رقى = نحو الجنانِ وهل بدونِك يصْعَدُ
وتكَحّلَتْ مِن طرفِ نعليكَ الشمو = ـسُ وأشْرَقَتْ تبراً وَنَعَلُكَ أجودُ
والبدرُ لاحَ ضياؤهُ ومسيرهُ = لمّا رآكَ فغارَ منهُ الجلمدُ
وتزَيّنَتْ كلُّ السّماءِ وما بها = والناسُ والاشجارُ حتى المسجدُ
مازالَ دينُ اللهِ صَدّاحاً بها = يحكي مآثرَ حيدرٍ ويُعَدِدُ
ياناصرَ الإسلامِ ياكهفَ الورى = ياغالبَ الأحزابِ وهْيَ تُزَبِّدُ
قد جئتُ في هذا القصيدِ مؤمِلاً = إنْ حارَ بي طبُّ الورى والعوّدُ
وأعيشُ في دارِ الحياةِ مُعزّزاً = وأفوزُ في يوم الحسابِ وأُسْعدُ
فطلبتها مِن سيّدٍ متفضّلٍ = فأنا الذليلُ المستكينُ المُقعَدُ
مولاي دونكَ مِن كَسيحٍ باقةً = لعبيرها تهفو النفوسُ وتقصدُ
دريَةٌ كمُلَتْ وحانَ قطافها = أخذتْ أوائلها تصوغُ وتنضدُ
وتكادُ مِن مِسْكٍ على جنباتها = عودُ المباخِرِ بالورودِ يورّدُ
وأتتْ بمدحكَ ياعليُّ فهاهي الـ = عصماء تركعُ بالولاءوتسجُدُ
أعددتها حتى المعادِ لنجدتي = وكأنّها عند المماتِ الفرقدُ
فنظمتها والقلبُ يذرفُ دمعَهُ = أملاً يُطمِّنُ مهجتي ويُبردُ
وأقولُ مُعتذراً غداةَ كمالِها = حاشى لطودِكَ يرتقيهِ المُكْمَدُ
أبياتُها وقفٌ إلى حامي الحما = ياأيها النبأ العظيمُ المولدُ
خُذها وأنّي للإمامةِ خادمٌ = وكذا وإنّي بالولا أتعبّدُ
مِن خادمِ وجدَ النجاةَ من اللظى = حباً لآل المصطفى أوَ يُبعدُ ؟
صلى عليك اللهُ يانفس الهُدى = وإليك منّي بالصلاةِ أرددُ
أنت الوصيُّ على الورى بكتابهِ = أنت الوليُّ من السّما والأوحدُ
علي كريم الربيعي – الخميس 17/6/2010 – دبي -