kumait
04-11-2012, 11:18 PM
السيف البتار..
لمن كفر و ادعى بان المطر من البخار
د. علي طه
يحكى أن شيخا وهابيا عاش حتى وقت قريب في أرض الحجاز أراد أن يثبت عدم كروية الارض فأنكفاء يفكر في طريقة علمية و مقبولة يرد بها على منطق اهل الكفر و الضلال و الزندقة الذين تجرؤوا و ادعوا بأن الارض كروية و تدور حول الشمس و ينتج عن تلك الحركة الليل و النهار.. دلف الشيخ الفيلسوف الى داره في مكة {أدام الله شرفها} و قد جن عليه الليل و قضى ليلته يفكر في فتوى يخرج بها على العباد و البلاد تنور طريقهم و ترشدهم الى الصواب بعد ان شارفوا على الردة و الهلاك.. و القضية كانت محيرة فعلا فأخر ما توصل اليه العلم و الذي دائما يأتي من الغرب الصليبي الكافر يقول و يجزم و يقسم بأغلظ الايمان أن الارض مدورة و انها تلف حول نفسها و حول الشمس و قد أتى هؤلاء الكفار الملاعيين بألف دليل و دليل على كروية الارض و دورانها و لا بد أن تدلو الحركة الوهابية بدلوها في هذا المضمار و تثبت حضورها الفكري و العلمي..
قدح الشيخ الوهابي الفيليسوف زناد فكره و ما أن أنبلج الفجر و فتح باب بيته حتى انفرجت اساريره و صرخ بأعلى صوته { وجدتها.. وجدتها} فالارض عندي ثابتة و غير متحركة بالدليل العلمي الملموس و عندما التف رهطه حوله مستفسرين عن سر حماس الشيخ و فرحته صاح بهم جذلا و هتف فرحا الم اقل لكم أن الارض ليست كروية و لا تتحرك ها هي بيوت مكة في مكانها لم تتحرك و لو كانت الارض تدور فعلا لما بقيت البيوت ثابتة في مكانها منذ مساء امس الى صباح هذا اليوم و لوجدناها اليوم في موزمبيق او جزر البهاما مثلا.. الموضوع ليس نكتة او طرفة بل حقيقة ثابتة و مؤلمة نتج عنها فتوى شهيرة بتكفير كل من يقول بكروية الارض و كعادة الفكر الوهابي استباح دم و مال و عرض من لا يؤمن بنظرية ان الارض ثابتة و مسطحة و من يرغب فليراجع فتاوى الشيخ أبن باز الصادرة في العام 1976 من القرن الماضي..
أن فكرا يحمل بين طياته هذا الكم الهائل من التخلف و اللامنطق لا يمكن ان يسود في أي مجتمع و نحن على يقين بأن الفكر الوهابي لا بد و أن ينتهى الى الافول و الزوال اذ انه فكر يقف بالضد و على الطرف الاخر من منطق الحياة و يضع اطارا سوداويا و متحجرا لمفاهيم الحياة و الدنيا و الدين في حين ان الانسان يميل بسجيته الى البساطة و الانعتاق و التسامح و الوسطية و هذا ما أتت به كل الاديان السماوية و خاصة الدين الخاتم الذي اتى به أشرف الخلق و سيد الكائنات.
قد يقول قائل ان الفكر الوهابي ينتشر و بسرعة البرق في العديد من البلدان العربية و الاسلامية و هذا يتناقض مع تحليلى السابق و القاضي بان الوهابية لا مستقبل لها.. فكيف لنا أن نفسر هذا التناقض ؟
أن من الواضح تماما لنا بأن أنتشار الفكر الوهابي أتى بفعل عوامل سياسية تهدف الى خلق حالة صراع و تناحر طائفية في المنطقة يمكن من خلالها تحقيق اهداف غربية و صهيوينة لا يمكن لها أن تتم لولا الفتنة الطائفية التي اشعلها الفكر الوهابي بدفع و مباركة من دوائر صنع القرار الصهيوينة و الغربية..
و العامل الثاني الاساسي في أنتشار ظاهرة الوهابية هو استخدام البترودولار الخليجي بسخاء من أجل شراء الذمم و الاصوات و المنابر الاعلامية و السياسية و الدينية و التي اصبحت تروج ليل نهار لهذا الفكر الضال و المنحرف و تحرض المسلمين بعضهم على بعض و على أساس طوائفهم و تحرض المسلمين على الاقباط و المسيحين و العرب على الفرس و الكرد و هؤلاء جميعا على الدروز و العلويين و هكذا دواليك حتى لا يبقى احدا في المنطقة العربية على وئام مع أحد و تدخل المنطقة برمتها في صراعات تحرق الاخضر و اليابس و لا تبقي و لا تذر..
سيناريو شيطاني و خطير و أمر دبر بليل و العرب و المسلمين في غفلة عن هذا و أرى للآسف الشديد المنطقة و هي تنزلق بسرعة في هذا المنحدر الخطير و الهاوية التي لا قرار لها..
أن ما يحصل في مصر و ليبيا و سوريا و تونس و ما حصل قبل ذلك في العراق لا يبشر بخير و قد قرأت اخبار لا تطمئن عن تصرفات بعض هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم دعاة {الامر بالمعروف و النهي عن المنكر} في مدن مثل السويس المصرية و بنغازي الليبية و صفاقص و سوسة التونسية .. اما ما يجرى على أرض الشام العزيزة فلا يختلف كثيرا عما فعله هؤلاء في العراق من قتل على الهوية و تفجيرات في المساجد و الكنائس و الاسواق و تكفير العباد بمجرد أنهم لا يشاطرونهم اهدافهم و لا يقرون بأفعالهم.. بل أن جرائمهم لم يسلم منها اهل الصومال الغارق في المجاعة و الفقر فقام المجرمون بقتل الشاعر و الاديب الصومالي {ورسمي عوالي} لانه رفع صوته ضد انتهاكات عصابة الشباب في مقاديشو و ارهابها للناس الامنين و سلبها لحرياتهم..
و قبل أن أختم مقالتي هذه أود أن أشير الى أنه وقع في يدي مؤخرا كتاب يحمل ذات الفكر المتخلف و ان كان لا يخلو من طرافة و خفة دم و عنوانه {السيف البتار على من كفر و ادعى ان المطر من البخار} لصاحبه الشيخ عبد الله المامقاني {غفر الله له} و يحاول الشيخ جاهدا أن يفند و بالتالي يكفر كل من يقول بأن المطر يأتي من البخار مصرا على قوله تعالى بان الله هو الذي ينزل المطر و بالتالي لا حاجة الى البخار؟؟ و على نفس المنهاج قادني حظى العاثر الى كتاب اخر تحت عنوان { الاصابة في منع النساء من الكتابة } لمؤلفه الشيخ نعمان بن أبي ثابت الالوسي {غفر الله له} و يقول الشيخ الفاضل في كتابه بأن النساء يجب أن لا يتعلمن الكتابة او القراءة لان أول عمل سيقمن به هو كتابة رسائل الحب و الغرام الى زيد او عمر و بالتالي تنتشر الفاحشة بين المسلمين و تفسد اخلاقهم {أكثر ما هي فاسدة} و بالتالي لا بد من بقائهن اميات جاهلات لا يعرفن فك الخط و لا كتابة حتى اسمائهن حتى يقضى الله امرا كان مفعولا..
و قائمة مثل هذه الكتب و المؤلفات تطول كثيرا اذا اردنا حصرها في تاريخنا العربي و الاسلامي و الغريب انها تحمل في عنوانيها سيوف بتارة قاطعة مما قد يفسر ثقافة الذبح و الدم و تكفير الاخر التي يتبعها القوم في خطابهم سواء الديني او السياسي.. و بعد كل هذا هل تحتاج عزيزى القارىء الى دليل اخر بأن فكر كهذا لا بد أن ينتهى الى مزبلة التاريخ.
لمن كفر و ادعى بان المطر من البخار
د. علي طه
يحكى أن شيخا وهابيا عاش حتى وقت قريب في أرض الحجاز أراد أن يثبت عدم كروية الارض فأنكفاء يفكر في طريقة علمية و مقبولة يرد بها على منطق اهل الكفر و الضلال و الزندقة الذين تجرؤوا و ادعوا بأن الارض كروية و تدور حول الشمس و ينتج عن تلك الحركة الليل و النهار.. دلف الشيخ الفيلسوف الى داره في مكة {أدام الله شرفها} و قد جن عليه الليل و قضى ليلته يفكر في فتوى يخرج بها على العباد و البلاد تنور طريقهم و ترشدهم الى الصواب بعد ان شارفوا على الردة و الهلاك.. و القضية كانت محيرة فعلا فأخر ما توصل اليه العلم و الذي دائما يأتي من الغرب الصليبي الكافر يقول و يجزم و يقسم بأغلظ الايمان أن الارض مدورة و انها تلف حول نفسها و حول الشمس و قد أتى هؤلاء الكفار الملاعيين بألف دليل و دليل على كروية الارض و دورانها و لا بد أن تدلو الحركة الوهابية بدلوها في هذا المضمار و تثبت حضورها الفكري و العلمي..
قدح الشيخ الوهابي الفيليسوف زناد فكره و ما أن أنبلج الفجر و فتح باب بيته حتى انفرجت اساريره و صرخ بأعلى صوته { وجدتها.. وجدتها} فالارض عندي ثابتة و غير متحركة بالدليل العلمي الملموس و عندما التف رهطه حوله مستفسرين عن سر حماس الشيخ و فرحته صاح بهم جذلا و هتف فرحا الم اقل لكم أن الارض ليست كروية و لا تتحرك ها هي بيوت مكة في مكانها لم تتحرك و لو كانت الارض تدور فعلا لما بقيت البيوت ثابتة في مكانها منذ مساء امس الى صباح هذا اليوم و لوجدناها اليوم في موزمبيق او جزر البهاما مثلا.. الموضوع ليس نكتة او طرفة بل حقيقة ثابتة و مؤلمة نتج عنها فتوى شهيرة بتكفير كل من يقول بكروية الارض و كعادة الفكر الوهابي استباح دم و مال و عرض من لا يؤمن بنظرية ان الارض ثابتة و مسطحة و من يرغب فليراجع فتاوى الشيخ أبن باز الصادرة في العام 1976 من القرن الماضي..
أن فكرا يحمل بين طياته هذا الكم الهائل من التخلف و اللامنطق لا يمكن ان يسود في أي مجتمع و نحن على يقين بأن الفكر الوهابي لا بد و أن ينتهى الى الافول و الزوال اذ انه فكر يقف بالضد و على الطرف الاخر من منطق الحياة و يضع اطارا سوداويا و متحجرا لمفاهيم الحياة و الدنيا و الدين في حين ان الانسان يميل بسجيته الى البساطة و الانعتاق و التسامح و الوسطية و هذا ما أتت به كل الاديان السماوية و خاصة الدين الخاتم الذي اتى به أشرف الخلق و سيد الكائنات.
قد يقول قائل ان الفكر الوهابي ينتشر و بسرعة البرق في العديد من البلدان العربية و الاسلامية و هذا يتناقض مع تحليلى السابق و القاضي بان الوهابية لا مستقبل لها.. فكيف لنا أن نفسر هذا التناقض ؟
أن من الواضح تماما لنا بأن أنتشار الفكر الوهابي أتى بفعل عوامل سياسية تهدف الى خلق حالة صراع و تناحر طائفية في المنطقة يمكن من خلالها تحقيق اهداف غربية و صهيوينة لا يمكن لها أن تتم لولا الفتنة الطائفية التي اشعلها الفكر الوهابي بدفع و مباركة من دوائر صنع القرار الصهيوينة و الغربية..
و العامل الثاني الاساسي في أنتشار ظاهرة الوهابية هو استخدام البترودولار الخليجي بسخاء من أجل شراء الذمم و الاصوات و المنابر الاعلامية و السياسية و الدينية و التي اصبحت تروج ليل نهار لهذا الفكر الضال و المنحرف و تحرض المسلمين بعضهم على بعض و على أساس طوائفهم و تحرض المسلمين على الاقباط و المسيحين و العرب على الفرس و الكرد و هؤلاء جميعا على الدروز و العلويين و هكذا دواليك حتى لا يبقى احدا في المنطقة العربية على وئام مع أحد و تدخل المنطقة برمتها في صراعات تحرق الاخضر و اليابس و لا تبقي و لا تذر..
سيناريو شيطاني و خطير و أمر دبر بليل و العرب و المسلمين في غفلة عن هذا و أرى للآسف الشديد المنطقة و هي تنزلق بسرعة في هذا المنحدر الخطير و الهاوية التي لا قرار لها..
أن ما يحصل في مصر و ليبيا و سوريا و تونس و ما حصل قبل ذلك في العراق لا يبشر بخير و قد قرأت اخبار لا تطمئن عن تصرفات بعض هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم دعاة {الامر بالمعروف و النهي عن المنكر} في مدن مثل السويس المصرية و بنغازي الليبية و صفاقص و سوسة التونسية .. اما ما يجرى على أرض الشام العزيزة فلا يختلف كثيرا عما فعله هؤلاء في العراق من قتل على الهوية و تفجيرات في المساجد و الكنائس و الاسواق و تكفير العباد بمجرد أنهم لا يشاطرونهم اهدافهم و لا يقرون بأفعالهم.. بل أن جرائمهم لم يسلم منها اهل الصومال الغارق في المجاعة و الفقر فقام المجرمون بقتل الشاعر و الاديب الصومالي {ورسمي عوالي} لانه رفع صوته ضد انتهاكات عصابة الشباب في مقاديشو و ارهابها للناس الامنين و سلبها لحرياتهم..
و قبل أن أختم مقالتي هذه أود أن أشير الى أنه وقع في يدي مؤخرا كتاب يحمل ذات الفكر المتخلف و ان كان لا يخلو من طرافة و خفة دم و عنوانه {السيف البتار على من كفر و ادعى ان المطر من البخار} لصاحبه الشيخ عبد الله المامقاني {غفر الله له} و يحاول الشيخ جاهدا أن يفند و بالتالي يكفر كل من يقول بأن المطر يأتي من البخار مصرا على قوله تعالى بان الله هو الذي ينزل المطر و بالتالي لا حاجة الى البخار؟؟ و على نفس المنهاج قادني حظى العاثر الى كتاب اخر تحت عنوان { الاصابة في منع النساء من الكتابة } لمؤلفه الشيخ نعمان بن أبي ثابت الالوسي {غفر الله له} و يقول الشيخ الفاضل في كتابه بأن النساء يجب أن لا يتعلمن الكتابة او القراءة لان أول عمل سيقمن به هو كتابة رسائل الحب و الغرام الى زيد او عمر و بالتالي تنتشر الفاحشة بين المسلمين و تفسد اخلاقهم {أكثر ما هي فاسدة} و بالتالي لا بد من بقائهن اميات جاهلات لا يعرفن فك الخط و لا كتابة حتى اسمائهن حتى يقضى الله امرا كان مفعولا..
و قائمة مثل هذه الكتب و المؤلفات تطول كثيرا اذا اردنا حصرها في تاريخنا العربي و الاسلامي و الغريب انها تحمل في عنوانيها سيوف بتارة قاطعة مما قد يفسر ثقافة الذبح و الدم و تكفير الاخر التي يتبعها القوم في خطابهم سواء الديني او السياسي.. و بعد كل هذا هل تحتاج عزيزى القارىء الى دليل اخر بأن فكر كهذا لا بد أن ينتهى الى مزبلة التاريخ.