المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حروب سعودية خاسرة - صانعة الحروب ماذا أنجزت؟


kumait
05-11-2012, 07:29 PM
http://www.alhramain.com/hiic/_upl/pix/ful/1210280347211351410441.jpg

حروب سعودية خاسرة - صانعة الحروب ماذا أنجزت؟
محمد شمس

هل أفادت الحروب التي انخرطت فيها الرياض، وساهمت فيها اشتعالاً، الحكام السعوديين ونفوذهم؟
هل ما قاموا به يدلّ على عبقرية، وعلى نموذج يحتذى، في حفظ المصالح الخاصة بالنظام، وإبعاد الأشرار خارج الحدود؟
ما هي أهداف الإنخراط في الحروب تلك، وما هي مقاييس النجاح لهكذا سياسات؟

أسئلة أخرى تطرح إزاء ما يقال بأن السعودية نجحت في حروبها وإبعاد الشرّ عنها، دون أن تتورط بتداعيات تلك الأزمات، حتى في حدودها الدنيا، مثل استقبال مهجري الحروب التي شاركت فيها.

هذه الأسئلة أثارتها مقالة جهاد الزين في النهار (11/10/2012) والتي حملت عنوان: (السعودية والحروب النظيفة) والتي أشاد فيها بتلك الحروب وبالعبقرية التي تقف وراءها. هذه المقالة تبحث في تقييم الحروب الأربع التي ذكرتها المقالة آنفة الذكر واعتبرت ناجحة، ومثلت نموذجاً للحروب التي تخاض بأثمان أقل على أرض الغير.

صورة أخيرة للحرب الحوثية مع السعودية وتعليق: الحرب اليمنية: جيش سعودي يفشل في القضاء على الحوثيين!

يجب ان نوضح ابتداءً مقاييسنا في تقييم الحروب تلك، والقواعد التي نحتكم اليها في التقييم:

القاعدة الأولى ـ توضيح أهداف الحروب التي خاضتها السعودية، وما إذا كان قد تمّ تحقيقها أو بعضها.

القاعدة الثانية ـ ما إذا كان الثمن والخسائر المدفوعة لتلك الحروب (مادياً ومعنوياً وسياسياً) أقل أم أعلى بالقياس الى المنفعة.

القاعدة الثالثة ـ ما إذا كانت تلك الأهداف لها علاقة بتوسعة الدور السعودي ومكانة البلاد، أو أتت بمنافع اقتصادية ومعنوية. وما إذا كانت السعودية قد استثمرت انتصاراتها في حروبها بشكل جيد بحيث بنت عليها وأفادت منها حتى الوقت الحاضر، أم هي فرطت بتلك الإنتصارات (المزعومة حتى الآن).

القاعدة الرابعة ـ ما إذا كانت تلك الحروب قد خدمت أهداف أعداء أو خصوم السعودية. بمعنى ما إذا كانت تلك الحروب قد أفادت آخرين غير من قام بها وأشعلها.

القاعدة الخامسة ـ ما إذا كانت تلك الحروب ـ رغم التسليم بتحقيق بعض أهدافها ـ قد ولّدت مخاطر إضافية أو حتى أشد على نظام الحكم السعودي.

الحرب الأفغانية (1979- حتى الآن)

1/ هدف السعودية من الحرب:

المساهمة في الجهد السياسي والعسكري لحلف الأطلسي مقابل حلف وارسو الذي يقوده الإتحاد السوفياتي، بغية تحقيق انتصار الرأسمالية على الشيوعية.

توجيه المخاطر المتأتية من التيار السلفي السعودي الذي حدث تحوّل فيه بعد انتصار رجال الدين في الثورة الإيرانية، وبعد قيام جهيمان بثورة مسلحة ضد الحكم السعودي في نوفمبر 1979، توجيهه الى معارك خارجية وخصوم الخارج: (محاربة الشيوعية هذه المرّة) و (مساعدة المجاهدين الأفغان لطرد المحتلين) والى حدّ ما (تأسيس نظام حكم إسلامي أفغاني) له صبغة جهادية، وذلك بعد أن ذوى نموذج الحكم السعودي المتحالف مع الغرب بالمقارنة مع الحكم الثوري الشيعي الجديد القادم من إيران. هذا الهدف الأخير، كان قارّاً في نفوس التيار السلفي وقيادته، ولكنه لم يكن هدفاً للحكم السعودي بالطبع.

2/ المنجز السعودي من الحرب:

السعوديون الأفغان: التعليم في افغانستان والقتال في الرياض!

تم فعلاً تحقيق هدفين: طرد السوفيات، والمساهمة في إسقاط امبراطوريتهم، كما نجحت السعودية في توجيه فائض العنف والتوتر لدى التيار السلفي الى الخارج بدل أن يتوجه في نحر العائلة المالكة السعودية، وأشغلت السلفيين سنين طويلة في الحرب الأفغانية كهدف بديل عن الداخل.

لم يتحقق قيام حكم مستقرّ في افغانستان، بل استمرت الحرب الأهلية بأشكال مختلفة حتى اليوم، وكانت هناك خيبة أمل كبيرة لدى السلفيين السعوديين بأنهم فشلوا في إنتاج حكم اسلامي نموذجي صنعوه في مخيلتهم.

3/ الكلفة والخسائر:

هناك خسائر مادية كبيرة نجمت عن تمويل الحرب، والأهم هو الخسائر البشرية من السعوديين الذين قاتلوا وقتلوا على الأرض الأفغانية. الشعور السائد اليوم لدى جميع أطياف المجتمع بأنها لم تكن حربهم، وأنهم كانوا مجرد أدوات فيها لصالح الغرب.

علّمت التجربة الأفغانية آلاف السعوديين الذين انخرطوا كيفية العمل الجمعي والمنظم، وكانت الساحة الأفغانية ميدان تدريب على السلاح، ومدرسة سياسية مضادّة لنظام الحكم السعودي، فكان أن نشأ ما سمي بـ (الأفغان العرب) فضلاً عن تنظيم القاعدة. تحولت افغانستان الى بلد معارض لآل سعود ويحتضن مخزوناً من العنف تجاههم، وانتقلت المعركة الى الأراضي السعودية على شكل تفجيرات منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي بدءً من انفجارات العليا، ثم انفجارات الخبر، ثم تفجيرات القاعدة العديدة بعد أحداث سبتمبر 2001، ولاتزال المواجهات ونتائجها تلقي بظلالها اليومية على الواقع السياسي والأمني السعودي، فضلاً عن تبعات وجود عشرات الألوف من المعتقلين الذين ينتمون الى ذات الخلفية المذهبية والإجتماعية والجغرافية التي ينتمي اليها آل سعود. إنه حصاد مرّ.

تحولت الباكستان المجاورة لأفغانستان الى دولة فاشلة. والباكستان من أكبر حلفاء السعودية، وقد ارسلت عشرات الألوف من القوات الباكستانية الى الأراضي السعودية أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات الميلادية الماضية. الآن الباكستان عاجزة عن مساعدة نفسها، فضلاً عن أن تفيد السعودية وأمريكا والغرب بمجمله سياسياً وعسكرياً، إن لم تكن بؤرة توتر ومصنعاً لتوليد المشاكل. السعودية ورّطت الباكستان للخوض عميقاً في المستنقع الأفغاني لأنها رأت بأن نفوذ الباكستان يعني نفوذاً سعودياً بالضرورة. ذات الأمر تقوم به السعودية الآن في الحرب الأهلية السورية: فتركيا الغبيّة تساق الى التورّط اكثر فأكثر، على أمل ان تضعف السعودية في كل النتائج المتوقعة جميع المنافسين والخصوم دفعة واحدة: إيران، تركيا، سوريا، العراق، حزب الله لبنان!

إيران التي كانت طرفاً آخر في مساعدة المجاهدين الأفغان كادت تخسر مواقعها بوصول الطالبان المتحالفة مع القاعدة الى الحكم؛ ولكنها عززت مواقعها مجدداً وسيطر حلفاؤها على الحكم؛ وهي اليوم تقوم بلعبة مزدوجة: دعم حكمتيار والطالبان لضرب الوجود الغربي في أفغانستان؛ وفي نفس الوقت دعم الحكم الأفغاني القائم الذي يسيطر عليه حلفاؤها بالشكل الذي يهيئهم للإستغناء عن الغربيين. انها استراتيجية مشابهة لما جرى في العراق. وفي النهاية، فالسعودية اليوم غائبة عن افغانستان، لا يتذكرها أحد إلا حين يحتاج الى تمويل اتفاق بين الطالبان والحكم المركزي. أما إيران فحضورها السياسي وغيره أضخم مئات المرات من الحضور السعودي. فماذا ربحت السعودية وحلفاؤها من الحرب الأفغانية في نهاية المطاف؟

الإتحاد السوفياتي سقط، لكن السعودية لم تصلح علاقاتها بروسيا، فالحذر السعودي يتغذى من الحذر الأميركي. روسيا لم تربح السعودية رغم تخليها عن شيوعيتها، بل ابتليت بالمنتج السعودي المذهبي المقاتل في اراضيها. الغرب ـ كما السعودية ـ بدأ حرباً باردة من نوع جديد مع روسيا لتفكيكها، وروسيا لاتزال قوة عظمى تستعيد الكثير من عافيتها وطموحاتها، في حين أن رهان السعودية قائم على الغرب المتآكل في المكانة والإقتصاد. السعودية لم تربح روسيا وهي تتجه الى مواجهتها، خاصة مع وجود الأزمة السورية، وهذا لا يمكن ان يحقق مكسباً سعودياً.

الحرب العراقية الإيرانية 1979

1/ هدف السعودية من الحرب:

احتواء الثورة الإيرانية الوليدة، وإشغالها داخلياً، ومنع تأثيراتها الإقليمية، وإن أمكن إسقاط النظام السياسي كليّة.
إنهاك القوة العراقية وإبعادها عن مسرح التأثير في المحيط الخليجي، والإنفراد بقيادة دول الخليج.

2/ المنجز السعودي:

تمّ احتواء الثورة الإيرانية، كما تمّ عزلها في المستوى الإقليمي بسبب الحرب وإشعال العامل المذهبي، وذلك طيلة سنوات الحرب، كما تمّ إشغال ايران لسنوات ما بعد الحرب لإعادة بناء ما هدمته الحرب.

تمّ إضعاف العراق إقتصادياً على حساب تضخّم قوّته العسكرية، ما سبب مشاكل لاحقة.

استفردت السعودية بقيادة دول الخليج الخمس، وأبعدت كلاً من ايران والعراق، وأسست مجلس التعاون الخليجي، وهو أمر لم يكن لتستطيع القيام به بدون وجود حرب بين الطرفين الأقوى.

الحرب العراقية الإيرانية: من الخاسر في النهاية؟

3/ الكلفة والخسائر:

عشرات المليارات من الدولارات شكلت جزءً من التمويل الأساس للحرب العراقية ضد إيران.
ولّدت الحرب العراقية الإيرانية حرباً أخرى بعد نحو عامين من انتهاء الحرب الأولى في اغسطس 1988، حيث احتلّ صدام حسين الكويت عام 1990، التي كلّفت هي الأخرى السعودية خسائر فادحة أعظم من خسائر الحرب الأولى.

بعد أقلّ من عقد من توقف الحرب العراقية الإيرانية، أضحت ايران اكثر قوة عسكرياً وسياسياً وعلمياً، واستطاعت خلال عقدين تاليين أن تضعف النفوذ السعودي الإقليمي الى مستوى غير مسبوق تاريخياً.

لم تعد إيران قابلة للإحتواء. إنها قوة إقليمية عظمى، ولربما في الطريق الى ان تصبح قوة دولية عظمى، يصعب محوها أو محو أثرها في صناعة العالم الجديد اليوم.

حرب تحرير الكويت 1991:

1/ هدف الحرب:

إخراج صدام حسين من الكويت وتحريرها.

إبعاد الخطر العراقي عن الكويت والسعودية نفسها الى الأبد، إما بإسقاط النظام أو شخص صدام حسين، أو بمحاصرة العراق سياسياً واقتصادياً بحيث يبدو عاجزاً عن شنّ أية حرب جديدة.

2/ المنجز السعودي:
تمّ تحقيق كامل الأهداف المرسومة.

3/ الكلفة والخسائر:

خسائر مادية غير مسبوقة بسبب تمويل جيوش وصلت الى نصف مليون، ودفع نسبة كبيرة من تكاليف الحرب.

تأثر سلبي واضح في الإقتصاد السعودي بسبب تكاليف الحرب في وقت انخفاض اسعار النفط، تأثرت بسببها المشاريع الأساسية، بل ووصل الأمر الى تأخر دفع رواتب موظفي الدولة، مع مديونية (داخلية) كبيرة بمئات المليارات من الريالات، لم يتم الإنتهاء من دفعها كلياً حتى الآن.

حرب احتلال الكويت: انهيار في الشرعية وضعف في الإقتصاد

انهيار كبير في شرعية النظام السياسي، بسبب التواجد الأجنبي، وحدوث نقلة نوعية في وعي المواطنين بطبيعة النظام، وانكشاف فساد وفشل هذا الأخير في الدفاع عن سيادة الدولة رغم المليارات التي تصرف على الجيش السعودي. وقد عبّر هذا الإنهيار عن نفسه عن طريقين: دعوات للمطالبة بالإصلاح السياسي عبر العرائض، التفّ عليها النظام فأظهر للعلن النظام الأساسي للحكم، واسس مجلساً معيّناً للشورى. والثاني: بداية عنف ضد النظام من قبل الأفغان السعوديين (العائدين من أفغانستان) وذلك على شكل تفجيرات اصابت الرياض والخبر.

وقوع انتفاضة في الجسد السلفي الموالي عادة للنظام، وظهور ما سمي بـ (الصحويين) أو ما سموا بـ (مشايخ الصحوة) الذين أظهروا علناً معارضتهم للنظام وسياساته: (العودة، القرني، العمر، الحوالي، وأمثالهم). كما ظهرت لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية، ومذكرة النصيحة وغيرها. ولاتزال تداعيات تلك الأزمة قائمة حتى اليوم.

بروز إيران كقوة إقليمية بلا منافس حقيقي، في ظل انكفاء سياسي واضح للسعودية استمر نحو عقد ونصف. وقد أوقعت حرب تحرير الكويت خسائر سياسية كبيرة للسعودية، حيث خسرت الحركات الاسلامية عامة، والعديد من الأنظمة الصديقة، كما استعدت شعوباً بأكملها كما هو الحال مع اليمن، الذي طردت السعودية نحو مليون يمني من أراضيها وسلبتهم أملاكهم وأمتعتهم دون وجه حق. لقد تقلصت مساحة النفوذ السعودي بشكل كبير بعد حرب تحرير الكويت.

حرب احتلال أفغانستان والعراق (2002-2003)

1/ هدف الإنخراط في الحرب:

إبعاد الشبهة والمسؤولية عن السعودية في التسبّب في أحداث 11/9/2001 والتي نفذتها أغلبية من مواطنيها، وإظهار نفسها بأنها ضحية للإرهاب، وأنها مستعدة للتعاون ضدّه، وضدّ من قام به (العراق لا دخل له بذلك).

إسقاط صدام حسين من كرسي الحكم، مع إبقاء النظام (الأميركيون كانوا يريدون إسقاط النظام كاملاً رموزاً ومؤسسات).

إسقاط نظام الطالبان الذي يحتضن القاعدة، مع أن السعودية كانت من بين ثلاث دول تعترف به في العالم الى جانب الباكستان والإمارات.

تطوير الهجمة العسكرية لتحاصر إيران من الشرق والغرب، ولربما خوض حرب جديدة تطيح بالنظام في طهران.

2/ ما أنجزته الحرب:

جيش سعودي يفشل في القضاء على الحوثيين!

نجحت السعودية في إبعاد مسؤولية تفجيرات سبتمبر عن كاهلها، بفضل العلاقة مع بوش، والمساهمة السعودية في مشروع أمريكا لـ (مكافحة الإرهاب). وتمّ تحميل آخرين المسؤولية كاملة وعوقبوا باحتلال أراضيهم!

تم إسقاط النظام العراقي (أشخاصاً ومؤسسات)، بحيث تحقق شيء أكبر من الهدف الذي ارادته السعودية نفسها ـ وهو ما أضرّها لأنها لا تريد وصول الأكثرية الى الحكم عبر صناديق الإنتخاب؛ كما تمّ إسقاط نظام الطالبان.

تمّ إرعاب إيران لفترة قصيرة بعد احتلال العراق، ولكن سرعان ما استعادت زمام المبادرة فأضحت لاعباً أساسياً في كلا البلدين المحتلّين، وكان لها ولازال أكبر المساهمات في إفشال معظم الأهداف الأميركية من الإحتلال.

3/ الكلفة والخسائر:

خسرت السعودية نفوذها في أفغانستان، فالطالبان حليفة السعودية صارت عدواً، وأصدقاء إيران من الطاجيك وغيرهم صاروا في الحكم.

لم تحصل السعودية على مكانة لها في العراق الجديد، او هي لم ترد ذلك، وخلّفت وراءها أعداءً جدداً يحكمون العراق الجديد، كانوا يعتقدون بأنهم أقرب الى صداقة الرياض من عداوتها.

تضخم النفوذ الإيراني في كلا البلدين المحتلين أمريكياً، على حساب الغرب نفسه، وعلى حساب السعودية الملحقة به في أغلب الأحوال.

خلفت مساهمات السعودية في احتلال البلدين موجة عداء وكراهية لها بين معظم الشعوب العربية والإسلامية.

الحرب الأهلية السورية (2011 ـ ...)

1/ الهدف السعودية من الحرب:

إسقاط النظام السوري.

إضعاف إيران تمهيداً لشن حرب أميركية ـ اسرائيلية عليها.
تغيير نظام الحكم في العراق.

التخلّص من حزب الله، وإلاّ إضعافه وتشويه صورته.

استعادة السعودية لنفوذها الإقليمي الذي خسرته أمام ما سُمي بمحور المقاومة، وفتح آفاق لنشر أيديولوجيتها المذهبية الوهابية في أرض جديدة غير محروثة، تساعد على نمو وتعميق النفوذ السياسي إن تمّ.

إشغال المواطنين بمعارك خارجية بعد أن بدا أن هناك حراكاً شعبياً داخلياً متأثراً بالربيع يطالب بالإصلاح والتغيير.

2/ ما أنجزته الحرب حتى الآن:

خلخلة شديدة في نظام الحكم السوري، ومن المستبعد أن يتم إسقاطه عسكرياً.

تشويه صورة حزب الله وإيران وإثارة الضغائن الطائفية ضدّهما.

تأجيل المطالبة بالإستحقاقات السياسية الداخلية لفترة وجيزة (سنة تقريباً).

3/ الكلفة والخسائر:

تعاظم الدور التركي في المنطقة العربية على حساب السعودية ومصر، وهناك أمل سعودي بجرّ تركيا الى مستنقع الحرب المباشرة مع سوريا وحلفائها لتضرب كل الأطراف المشاركة بما فيها تركيا وإضعافها في أدنى الأحوال لتفوز هي بالغنيمة!

تكرار تجربة هجرة السعوديين الى أفغانستان والعراق والآن الى سوريا للقتال، بما ينعكس في حال الفشل الى مقاتلين معارضين بالضرورة لنظام الحكم، يمتلكون الإمكانات المادية والخبرة والتدريب العسكري.

تشكل محور عالمي جديد مثل مظلة حماية للنظام السوري، وهو يمثل قوة اقتصادية وعسكرية صاعدة، في وقت يعيش فيه الغرب مشاكله الاقتصادية وخسائر استراتيجية. كما أن محور المقاومة تعزّز أكثر من ذي قبل، وتشكل المعركة الدولية على سوريا اختباراً لقدراته.

لم تتوضح بعد معالم النهاية للحرب السورية، ولكن لا يرجح أن تشكّل انتصاراً ذا شأن للمشروع السعودي، وذلك بناء على المعطيات القائمة حالياً.

هذه جردة الأهداف والخسائر والأرباح للحروب السعودية.

ترى هل يمكن القول بأنها ربحت حرباً واحدة.. بما فيها الحرب ضد الحوثيين التي لم نذكرها؟

الحروب التي انخرطت فيها السعودية تحكي قصة طويلة من الفشل وفقدان النفوذ، بل وحتى الضياع والعمى الإستراتيجي.

هل ما نقوله هنا بعيد عن الحقيقة المجرّدة؟!

nad-ali
06-11-2012, 11:32 PM
(أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون)
السعودية في طريقها الى الزوال ...
شكراً على الطرح

kumait
10-11-2012, 02:51 AM
صانعة الحروب: هل تخوضها (نظيفة)؟!
محمد قستي

قد يكون مفاجئاً أن يكتب صحافي ذو توجه سعودي مقالاً عن حروب تخوضها السعودية أوتنخرط فيها؛ فهذا وإن كان صحيحاً في عمقه وواقعه خلاف ظاهره، فإن السعودية نفسها لاتعترف بأنها داعية حرب، ولا دولة حرب، بل هي تروّج عن نفسها وتبرزها كدولة (ناعمةالملمس) (محبّة للسلام) (تائقة للإستقرار)، وتفاخر بأنها لا تخوض حروباً ولا تستفزّأحداً حتى اسرائيل؛ بعكس من تناصبهم العداء من صداميين وخمينيين وناصريين وإسلاميينوغيرهم!

مفاجأة مقال جهاد الزين في النهار (11/10/2012) عن (السعودية والحروب "النظيفة") لا تؤكد انخراط السعودية في الحروب الإقليمية العديدة فحسب، بل الأهم بزعم الكاتبأنها انتصرت في تلك الحروب جميعاً، دون ان تنتقل شعلة النار الى أراضيها، أو تتورطبمهجري الحروب التي ساهمت فيها أو صنعتها، ليطلب الكاتب دراسة وتأمل هذه التجربةالسعودية الناجحة (في خوض أخطر الحروب التي تعيد تشكيل هوية المنطقة والبقاء فيمنطقة بعيدة عن رذاذ الدم وشظايا القنابل). وهي ـ بحسب الكاتب ـ تجربة ناجحة فيتفريغ شحنة ما أسماه (العصب القتالي) ورسم أهدافه (عبر النفوذ لا الإشتباك).

لعلنا لا نحتاج الى تأكيد أن الحروب التي انخرطت فيها السعودية كثيرة، اكثر منتلك الحروب الأربع التي ذكرها جهاد الزين:

(الحرب الأفغانية ضد السوفيات 1979؛والحرب العراقية الإيرانية 1980؛ والحرب على العراق بعد احتلال الكويت 1990، والحربالأهلية السورية الآن).. فهناك حروب أخرى اقتصادية وسياسية واستخباراتية تتعدّىمنطقة الشرق الأوسط الى افريقيا وامريكا اللاتينية وغيرهما؛ وهناك الحرب العسكريةبين اليمنين الشمالي والجنوبي عام 1994 حيث اصطفت مع الجنوبيين، وهناك انخراط مباشرفي حرب احتلال أفغانستان 2002، وحرب احتلال العراق 2003، والحرب السعودية المباشرةفي اليمن ضد الحوثيين 2009 وقبلها الحرب بالنيابة في أربع حروب غير مباشرة، ولاتزالالأمور على هذا النحو.

تقييم هذه الحروب من حيث الأسباب والدوافع والنتائج يختلف كثيراً عما توصل اليهجهاد الزين. فهذه الحروب جميعاً تحكي قصة تحلّل الدور السعودي، وليس تناميه. انهاتحكي قصّة التخبّط السعودي فاقد الإستراتيجية، الأمر الذي كانت له انعكاسات خطيرةعلى شرعية النظام وعلى الإستقرار الأمني والسياسي في السعودية نفسها، كما علىالأوضاع الإقتصادية المحلية، ما جعل السعودية بسبب تمويل الحروب المتنوعة، في أزماتمالية وعجز ميزانية ومديونية عامة لمدة تزيد على العقدين.

لن نخوض في تقييم تلك الحروب، لكن هناك ملاحظات أساسية نلفت الإنتباه اليها:

الأولى ـ السعودية: حروب محاور وبالنيابة

تخوض السعودية حروباً بالنيابة كعضو في محور غربي محارب. كل الحروب التي خاضتهاجاءت في سياق الحروب الأمريكية ـ الغربية؛ وكل الأعداء المفترضين للسعودية هم أعداءللولايات المتحدة. وفي كل الحروب كان هناك تنسيق مشترك بين السعوديين والغرب، كونهمجزءً من محور سياسي فاعل سواء كانت الحرب ضد السوفيات، أو ضد دول بعينها ينظر الغرباليها كعدوة، مثل ايران وسوريا أو حتى نيكاراغوا وغيرها، أو ضد جماعات معادية للغربوحلفائه: كما الحوثيين في اليمن، وحزب الله. بمعنى آخر، فإن الحروب التي تخوضهاالسعودية، إنما تخوضها كجزء من محور غربي، ولصالح هذا المحور، وليس بالضرورة لمصلحةسعودية خاصة، كتوسعة نفوذ أو ما أشبه. السعودية تخوض هذه الحروب وتشارك فيها سواءكانت على المستوى الشرق الأوسط أو أبعد من ذلك في سياق هذا المحور، وقد كشف تركيالفيصل ـ رئيس الإستخبارات السعودية الأسبق ـ بأن بلاده كانت لها مساهمات في حربفيتنام الى جانب الأميركيين! ولربما يصدق القول بأن مساهمة السعودية في هذه الحروبالأميركية ـ الغربية المتنقلة إنما هي ثمن تدفعه مالاً ومكانة لصالح المستفيدالأكبر ـ راعي المحور، مقابل بقائها محميّة من قبله.

الثانية ـ حروب متنوعة بغير جهد بشري

السعودية تخوض حروبها بلا جنود من جيشها؛ فكل المعارك التي خاضتها كان المال هوالعنصر الفاعل فيها، حيث تموّل آلة الحرب، وتدعم حركات مقاتلة أو أنظمة مواليةبالمال والسلاح وتوفير الغطاء الإعلامي والسياسي. في الحرب الأفغانية ضد السوفيات،كان هناك المال السعودي والسلاح الغربي، وكان هناك المقاتلون السعوديون ـ غيرالنظاميين من العناصر السلفية ـ الذين يتم شراء التذاكر لهم وتمويلهم. ذات المشهديتكرر في سوريا الآن، حيث رواتب المقاتلين تدفع سعودياً، وصفقات أسلحة تشترى لترسللا إلى الرياض وإنما مباشرة الى تركيا ومنها الى المقاتلين (نشير الى ما كشف عنهتقرير مصور للبي بي سي بشأن صفقة أسلحة سعودية مع أوكرانيا وجدت في حلب). في الحربالعراقية الإيرانية، قدمت السعودية ما يقرب من مائة مليار (الملك فهد اعترف علانيةبخمسين مليار دولار، والملك عبدالله قال انها سبعين مليار دولار) فضلاً عن تقديمصور لتحركات الجيش الإيراني تلتقطها الأواكس، وكذلك إضعاف الإيرادات الإيرانية عبرتصدير فائض نفطي حتى وصل سعر البرميل الى 12 دولاراً.

في الحرب على العراق الأولى عام 1991 والثانية عام 2003، كانت السعودية منطلقاًللقوات الأجنبية (نصف مليون مقاتل في الأولى) وقد شارك الجيش السعودي اسمياً فيالقتال، ولكن في التمويل دفعت السعودية ما يزيد على ستين مليار دولار لتحريرالكويت. وفي عملية اسقاط حكم الطالبان وحكم صدام 2002-2003 كانت ادارة الحرب قد تمتمن قواعد أميركية في السعودية، بل وكانت الجبهة السعودية فاعلة في السيطرة علىقواعد عراقية.

يضاف الى هذا الجهد المالي والإعلامي والسياسي.. توفير الغطاء الديني كجزء منمشروعية الحرب الغربية ـ السعودية على الدول: إما باسم مكافحة الشيوعية ـ كما فيافغانستان، أو مكافحة الإرهاب كما بشأن الطالبان وصدام، أو باسم الديمقراطيةوالطائفية معاً كما في سوريا الآن، وهكذا. المؤسسة الدينية تعتبر جزءً فاعلاً فيحروب السعودية. لكن في المجمل فإن القوات السعودية نادراً ما تشارك في حروب خارجية، فالجيشالسعودي لا يعتدّ به، ولا خبرة قتالية لديه، وليس لدى السعودية الجرأة للقتالالمباشر، حتى في المناطق القريبة. لكن السعودية تستعيض عن ذلك ليس بالمال فقط، ولكنفي العقود الأخيرة بـ (السلفيين والقاعديين) على النحو الذي شهدناه في العراقوسوريا وحتى اليمن وقبلها افغانستان.

نعم، المكان الوحيد الذي شاركت فيه السعودية مباشرة في حرب حقيقية في السنواتالأخيرة، هي الحرب ضد الحوثيين، وقد خسرت المعركة، وخرس الإعلام السعودي.

كانتتجربة مرّة للسعوديين، فقد تصوروا أنه إن لم يكن بإمكانهم مواجهة جيش نظامي ولوصغير جداً، فإنهم سينجحون حتماً في مواجهة جماعة مسلحة.

فدخلوا الحرب بغباء، ثم لماخسروها قالوا بأن علي صالح هو من ورّطهم فيها!

وهناك قضية أخرى تتعلق بإيران، فالرياض كما تل أبيب تتمنيان أن تقوم امريكاباعلان الحرب على إيران بالنيابة عنهما، وتناستا أنهما هما من تحاربان بالنيابة عنأمريكا وليس العكس. بدت السعودية قبل نحو خمس سنوات ـ وبتحريض وتشجيع من الأميربندر، رئيس الإستخبارات السعودية الحالي ـ أن لديها الإستعداد لدفع فاتورة الحرببأكثر من المال، أي دفعها دماً من جنودها وخراباً ودماراً في اراضيها ومنشآتهاايضاً في حال كانت هناك حرب على إيران. لكن هذه الميول، ومن خلال القراءات السطحيةلأحداث ما بعد الربيع العربي، قد تغيّرت، وظهر ان الرياض أقلّ اندفاعاً تجاه مثلهذه المغامرات.

الثالثة ـ المزيد من الحروب، والمزيد من الإنحدار

بالرغم من مشاركة السعودية في كثير من الحروب، والزعم بأنها نجحت فيها، كما يفعلجهاد الزين، إلاّ أن أول ما يلاحظه المراقب هو أن مكانة السعودية الإقليمية تدهورت،مع ملاحظة أنها ـ كما يقول اصحابها انتصرت! فهي قد أنهت النظام العراقي وتخلصت منصدام، كما أضعفت ايران بالحرب، وأسقطت حكم الطالبان الذي كانت تعترف به مع دولتينأخريين (الإمارات والباكستان)، وأعادت آل صباح الى الكويت، وأشعلت النار في سوريا.

لماذا إذن لم يتجلّ النصر والنجاح السعودي المزعوم على وضع الحكم السعوديومكانته الإقليمية وتوسعة نفوذه؟ هل عوامل تقزّم النفوذ السعودي منفصلة عن عواملالإنتصار السعودي في الحروب الأميركية ـ الغربية؟ كلاّ، بل هي عوامل مشتركة، مايجعل المراقب يشكك في أصل حكاية النجاح السعودي من أساسها. وبنظرنا فإن تلك الحروبالتي خاضتها السعودية تعدّ العامل الأساس في تراجع نفوذها، وهي بهذا تعتبر حروباًخاسرة في محصلتها النهائية بمقياس المصالح السعودية وحتى الغربية.

ترى ما هي قيمة النصر السعودي الغربي في أفغانستان، ماذا حصل الأفغان منه، وماذاحصلت السعودية نفسها منه..
وفي الوقت الحالي: أية امتياز للسعودية في أفغانستان: سياسة ورجالاً ومكانة؟
ما هو المكسب السعودي الذي تحقق من حرب امريكا على العراق وزوال نظام صدام حسين؟

السؤال الذي يطرح على المكاسب السعودية قائم بشأن المكاسب الأميركية والغربية منتلك الحروب، وإن كان الأمر ليس متطابقاً بالضرورة. قد تتحمّل السعودية غرماً فيمساهمتها في الحروب، ويكون مكسبها منها رفع شأن المحور الأميركي الذي تنتمي اليه،وليس الى ذاتها بالضرورة. لكن كقاعدة عامة، فإن انحسار النفوذ الأميركي يقابلهانحسار في النفوذ السعودي نفسه، وهذا واحد من أهم أسباب انحدار مكانة السعوديةنفسها. لكن بعض الموالين للنظام في الرياض، وهم إذ يقرّون بتراجع نفوذ أميركا فيالشرق الأوسط، يضخّمون في الوقت نفسه من قوّة ونفوذ الدور السعودي، وهذان أمرانمتناقضان. الحقبة السعودية جاءت على موج انتصارات اميركية (مشاريع وحروب) فيالمنطقة، ونهاية الحقبة جاءت ايضاً على أنقاض سلسلة من الهزائم الأميركية.

الرابعة ـ حروب السعودية قذرة ولا أخلاقية

كل الحروب قذرة ودموية وتحمل استخفافاً بآدمية الإنسان وحرمة الدم. آل سعودنقلوا حروبهم الى مواقع الخصوم بعيداً عنهم. عمدوا الى التحريض وصبّ النار عليها،ولم يمارسوا دوراً وسيطاً لحلحلتها. والسبب: إنهم جزء فاعل وطرف أساس فيها، ولذافإن المآسي من القتلى والجرحى والأيتام والمعذبين والمهجرين لا يلحظها الحاكمالسعودي، وربما تبرّع بقليل من المال تعبيراً عن التعاطف، وتمريراً للسياسةالمتبعة.

أيّة حرب كانت (نظيفة) من حروب آل سعود؟

هل هي الحرب الأفغانية التي حصدتولاتزال تحصد أرواح مئات الألوف من البشر وصلت الى ما يقرب من المليونين، ودمرتبلداً كاملاً وهجرت نحو اربعة ملايين إنسان؟ أم هي الحرب العراقية الإيرانية التيكانت نتيجتها البشرية أكثر من مليون قتيل ومئات الألوف من الجرحى، فضلاً عن الخرابوالدمار في البنية التحتية؟ أم هي حرب الكويت وما تلاها من حصار للعراق استمرلسنوات وقضى على نصف مليون طفل عراقي بحسب تقارير الأمم المتحدة؟ حتى بضعة آلاف منالفارين من جحيم صدام حسين الى رفحا السعودية لم تتحملهم، وما أكثر التقارير التيتحدثت عن المعاملة السيئة، فيما كان الاعلام السعودي يتحدث عن أماكن الإيواء ويصفهابأنها تشبه (فنادق خمس نجوم)!

الحروب السعودية ـ الإعلامية والسياسية والعسكرية والإقتصادية والإستخباراتية ـكلها قذرة:

فجور في الخصومة؛ وتفجيرات تقتل الأبرياء كتلك التي استهدفت المرجعالشيعي محمد حسين فضل الله في بيروت والتي أدت الى مقتل ما يقرب من مائة انسانبريء، تلك العملية مولتها السعودية ـ الأمير بندر ـ حسب كتاب وودورد: (الحجاب).

أيةنظافة في الحرب السعودية على الحوثيين، وهي بعد ان فشلت في المواجهة العسكرية،
عمدتالى استخدام الطيران لتقصف بيوت الطين والحجر وتدمرها على رؤوس السكان في صعدةوغيرها؟
أية نظافة في حروب السعودية في سوريا اليوم وهي تمدّ الحرب الأهليةبالتحريض الطائفي والمال والرجال السعوديين القاعديين والسلفيين، اضافة الى السلاح؟
أية نظافة في حروب السعودية الإقتصادية: زيادة الإنتاج الى اقصى حد لتنخفض الأسعار،تنفيعاً للغرب وإضراراً بالخصوم؟

لا توجد مبررات سياسية أو أخلاقية في الحروب التي انخرطت فيها السعودية، وربمالهذا السبب ارتدّت عليها سلباً وخسائر باهضة الثمن.