المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المهدویة في الفكر الإسلامي (بصورة موجزة)


kumait
06-11-2012, 12:29 PM
http://burathanews.com/media/pics/1341403612.jpg
المهدویة في الفكر الإسلامي (بصورة موجزة)
براثا نيوز

الاعتقاد بظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان؛ ممّا اتّفق و أجمع علیه المسلمون ، و في هذا الباب أحادیث صحّت من طرق عدیدة ، بل هي متوافرة.

قال الحافظ الآبري (ت : 363هـ ) : « قد تواترت الأخبار و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفی صلی الله علیه و سلّم ، في المهدي ، و أنّه من أهل بیته ، و أنّه یملك سبع سنین، و یملأ الأرض عدلاً، و أن عیسی علیه الصلاة و السلام یخرج ، فیساعده علی قتل الدّجال ، و أنّه یؤمُّ هذه الأمّة و عیسی خلفه، في طول من قصته و أمره»(1)(1) نقل قوله ابن حجر في « تهذیب التهذیب»: 7/133 ، دار الفكر ـ بیروت.

و حكم الكتاني بتواتر أحادیث الباب ، و حكی القول بالتواتر عن جماعة ، منهم : الحافظ السخاوي ، و محمد بن أحمد السفاریني الخنبلي ، و محمّد بن علي الشوكاني ... و غیرهم (2).(2) نظم المتناثر من الحدیث المتواتر : 228 ـ 229 ، دار الكتب السلفیة ـ مصر.

هذا؛ و أمّا ما صحّ من الأحادیث فكثیر ، نذكر منها:

ما عن أبي سعید الخدري، قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و سلم : « لا تقوم الساعة حتّی تمتلیء الأرض ظلماً و عدواناً ، قال : ثمّ یخرج رجل من عترتي أو من أهل بیتي، یملؤها قسطاً و عدلا ، كما ملئت ظلماً و عدواناً»(3) (3) مسند أحمد: 3/36 ، صحیح ابن حبان:15/236، المستدرك علی الصحیحین : 4/557، و غیرها.

و صحّحه الحاكم علی شرط الشیخین ، وافقه الذهبي (4) (4) الستدرك للحاكم و معه تلخیصه للذهبي : 4/557، دار المعرفة ـ بیروت، و قال الألباني: « و هو كما قالا»(5) (5) سلسة الأحادیث الصحیحة : 4/39 ـ 40، حدیث (1529) ، مكتبة المعارف. .

و عن أمّ سلمة ، قالت : « سمعت رسول الله صلّی الله علیه و سلّم یقول : المهدي من عترتي من ولد فاطمة»(6)(6)سننن أبي داود : 2/310، سنن ابن ماجة : 4/154 ، المستدرك علی الصحیحین : 4/557... و غیرها.

قال الألباني : « هذا سند جیّد ، رجاله كلهم ثقات ، وله شواهد كثیرة»(7) (7) سلسلة الأحادیث الضعیفة : 1/181، مكتبة المعارف. و قد جاء به هنا رداً علی الحدیث الموضوع « المهدي من ولد العباس عمي».

و قال محقّق « سیر أعلام النبلاء » : « سنده جیّد»(8) (8) سیر أعلام النبلاء : 10/663، مؤسسة الرسالة ـ بیروت.

قال الشیخ الألباني، بعد أن ذكر تصحیح الترمذي ، و الذهبي، و الحاكم ، و ابن حبان، و ابن تیمیة ، ما نصّه : « فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحدیث قد صحّحوا أحادیث خروج المهدي ، و معهم أضعافهم من المتقدّمن و المتأخرین ، أذكر أسماء من تیسّر لي منهم:

1ـ أبو داود في « السنن»؛ بسكوته علی أحادیث المهدي.
2ـ العقیلي.
3ـ ابن العربي في « عارضة الأحوذي».
4ـ القرطبي كما « أخبار المهدي » للسیوطي.
5ـ الطیبي كما في « مرقاة المفاتیح» للشیخ القاریء.
6ـ ابن قیم الجوزیة في « المنار المنیف » خلافاً لمن كذب علیه.
7ـ الحافظ ابن حجر في « فتح الباري».
8ـ أبو الحسن الآبري في « مناقب الشافعي » كما في « فتح الباري» .
9ـ الشیخ علي القاريء في « المرقاة».
10ـ السیوطي في « العرف الوردي».
11ـ العلامة المباركفوري في « تحفة الأحوذي».

و غیرهم كثیر و كثیر جداً»(1) (1) سلسلة الأحادیث الصحیحة للألباني : 4/41 ، في تعلیقه علی حدیث (1529)، مكتبة المعارف للنشر و التوزیع.

فتبیّن أنّه لا مجال للریب في ظهور المهدي المنتظر؛ لذلك ارتأینا أن یكون فصلنا هذا مختلفاً عمّا تقدّمه من الفصول ، حیث سنصب الكلام هاهنا علی مسألة ولادته(ع).

فإنّ اعتقاد الشیعة الإمامیة الاثنا عشریة علی أنّ المهدي المنتظر قد ولد ، و هو محمد بن الحسن العسكري (ع) ،و هو حي غائب عن الأبصار ، في حین انقسم علماء أهل السنة إلی فریقین : حیث قال جمٌّ غفیر منهم بنفس ما تقول له الشیعة الإمامیة ، بینما اكتفی فریقٌ آخر بذكر ولادة محمد بن الحسن مع إنكار مهدویته أو السكوت عن ذلك.

و الملاحظ أنّ جلّ من قال بولادة محمد بن الحسن ـ عجّل الله فرجه الشریفـ من المنكرین أو الساكتین عن مهدویته ؛ لم یقل بوفاته ، بل التزم الصمت إزاء ذلك ، ما عدا البعض الذین تكهّنوا بوفاته رجما بالغیب ... و هذا بنفسه یؤكد صحة ما تقول به الشیعة من كونه (ع) حیّا غائباً عن الأنظار.

ثمّ إنّ البعض راح ینكر ولادة محمد بن الحسن ؛ بدعوی أنّ الحسن العسكري مات من غیر عقب!

و هذا الفضل في الواقع ردّ علی هذا الزعم المفتقر إلی الدلیل، و الذي هو مع ذلك یصطدم مع مقتضی الأدلّة و البراهین، و التي تتصدّرها تصریحات و عبارات علماء و أعلام أهل السنّة الصریحة في ولادة ابن الحسن العسكري...

و لأجل أن تكون الرؤیة واضحة ؛ ارتأینا أن نقسّم الأقوال إلی قسمین : یتضمن الأوّل طائفة من أقوال علماء و أعلام أهل السنّة الذاهبین إلی ولادة محمد بن الحسن ، مع كونهم منكرین لمهدویته أو ساكتین عن ذلك ، و یتضمّن الثّاني طائفة من أقوال الذاهبین إلی ولادة محمد بن الحسن ، مع قولهم بكونه المهدي المنتظر وصلوات الله و سلامه علیه.

القسم الأول

من أقوال الذاهبین إلی ولادة محمد بن الحسن (ع) المنكرین لمهدویته أو الساكتین عن ذلك

1ـ ابن الأزرق الفارقي (ت : بعد 577هـ ):
قال : « إنّ الحجّة المذكور ولد تاسع شهر ربیع الأول ، سنة ثمان و خمسین و مائتین ، وقیل ثامن شعبان سنة ست و خمسین ، وهو الأصح...» (1) (1) نقل قوله ابن خلّكان في « وفیات الأعیان » : 4/30 ـ 31 ، دار الكتب العلمیة..

2ـ یاقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي (ت : 626هـ ):
قال في سیاق ذكره للإمامین الهادي و العسكري (ع) : « و دُفنا بسامرا ، و قبورهما مشهورة هناك ، و لولدهما المنتظر هناك مشاهد معروفة » (2) (2) معجم البلدان : ج5ـ6، ص 328 ، دار إحیاء التراث العربي.

3ـ ابن الأثیر الجزري (ت: 630 هـ ) :
قال :« و فیها [أي سنة 260 هـ ] توفّي أبو محمد العلوي العسكري ... و هو ومالد محمّد الذي یعتقدونه المنتظر...](1) (1) الكامل في التاریخ : 7/274، دار الفكر ـ بیروت.

4ـ ابن خلّكان (ت : 681هـ ):
قال في « وفیات الأعیان » تحت عنوان « الحجة المنتظر» : « أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله ، ثاني عشر الأئمة الاثني عشر علی إعتقاد الإمامیة ، المعروف بالحجة ... كانت ولادته یوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمش و خمسین و مائتین ، و لمّا توفي أبوه .... كان عمره خمس سنین ،و اسم أمه خمط و قیل : نرجس...»(2)(2) وفیات الأعیان : 4/31ـ32، دار الكتب العلمیة ـ بیروت.

5ـ ابوالفداء عماد الدین إسماعیل بن علي (ت: 732هـ ):
قال : « و الحسن العسكري المذكور و هو والد محمد المنتظر صاحب السرداب ، و المنتظر ثاني عشرهم و یلقّب أیضاً القائم و المهدي و الحجة ، و مولد المنتظر سنة خمس و خمسین و مائتین» (3)(3) المختصر في أخبار البشر: مجلد 1، ج2، ص 45 ، مكتبة المتنبي ـ القاهرة.

و قد صرّح آخرون بولادته (ع) ، لانذكر عباراتهم علی وجه التفصیل ، طلباً للاختصار ، و لكن نشیر إلی بعضهم علی سبیل السرد المختصر:

6ـ ابن الوردي (ت : 749 هـ ) ، في تاریخه : 1/319.
7ـ صلاح الدین الصفدي (ت: 764هـ ) في « الوافي بالوفیات»: 12/113.
8ـ الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت: 852هـ ) في « لسان المیزان » : 2/119
9ـ نور الدین الجامي الحنفي (ت: 935هـ ) في « شواهد النبوة » : 404ـ 405.
10ـ ابن طولون الدمشقي الحنفي (ت: 953هـ ) في « الأئمة الاثنا عشر » : 117ـ118.
11ـ الدیار بكري القاضي المؤرّخ (ت : 966هـ ) في « تاریخ الخمیس » : 2/343.
12ـ ابن حجر الهیتمي(ت : 974هـ ) في « الصواعق المحرقة» : 313ـ 314.
13ـ الشیخ مؤمن بن حسن الشبلنجي (ت : بعد 1308هـ ) في « نور الأبصار» : 185.
14ـ خیر الدین الزركلي (ت: 1396هـ ) في « الإعلام » : 6/80.
15ـ علاء الدین أحمد بن محمد السماني ، كما في « سمط النجوم» للعصامي: 4/138.
16ـ عارف أحمد عبدالغني ، في « الجوهر الشفاف » : 1/160ـ161.
17ـ الشریف أنس الكتبي الحسیني ، في تحقیقه ل« تحفة الطالب» : 55.

القسم الثاني

طائفة من أقوال علماء و أعلام أهل السنة الذاهبین إلی ولادة محمد بن الحسن و أنّه المهدي المنتظر

1ـ الحافظ أبو محمد أحمد بن محمد البلاذري (ت : 339هـ ) :
حیث التقي بالإمام محمد بن الحسن ،و نقل عنه روایة بلا واسطة كما جاء ذلك في كتاب « أسنی المطالب» لشمس الدین بن الجزري الشافعي ؛ حیث نقلفیه روایة یتّصل إسنادها بالبلاذري ، الذي یروي بدوره بلا واسطة عن محمد بن الحسن، واصفاً إیّاه بإمام عصره . وقد ذكر اابن الجزري في مقدمة كتابه هذا بأنه لا یورد فیه إلّا ما تواتر ، أو صحّ، أو حسن من الروایات ؛ و علیه تكون هذه الروایة معتبرة، خصوصاً مع مراعاة أوصاف رواتها المثبتة في السند نفسه(1) (1) أسنی المطالب في مناقب سیدنا علي بن أبیطالب : 86ـ87.

2ـ أحمدبن الحسن النامقي الجامي (ت: 536هـ ):
علی ما في « ینابیع المودة » ، في آخر الباب السادس و الثمانین، حیث قال القندوزي : « و أما شیخ المشایخ العظام ـ أعني حضرة شیخ الإسلام أحمد الجامي النامقي ـ و الشیخ عطار النیشابوري، و شمس الدین التبریزي، و جلال الدین مولانا الرومي ،و لاسیّد نعمة الله الولي ، و السید النسیمي ... و غیرهما (قدس الله أسرارهم و وهب لنا عرفانهم و بركاتهم ) ، ذكروا في أشعارهم في مدائح الأئمة من أهل البیت الطیبینن (رضي الله عنهم ) مدح المهدي في آخرهم ، متّصلاً بهم ؛ فهذه أدلّة علی أنّ المهدي ولد أوّلاً (رضي الله عنه ) ، و من تتبّع آثار هؤلاء الكاملین العارفین؛ یجد الأمر واضحاً عیاناً»(2) (2)ینابیع المودة : 2/566، منشورات الشریف الرضي.

4ـ یحیی بن سلامة الحصكفي (ت: 553هـ ): ذكر ولادة الإمام المهدي في قصیدة طویلة جاء فیها:

وسائلٍ عن حبِّ أهل البیت هل------- أقرُّ إعلاناً به أم أجحدُ
هیهات ممزوج بلحمي و دمي --حبّهم و هو الهدی و الرّشدُ
حیدرةٌ و الحسنان بعده--------------- ثمّ عليٌّ و ابنه محمّدُ
و جعفرُ الصادق و ابن جعفر---- موسی و یتلوه عليٌّ السیّدُ
أعني الرّضا ثم ابنه محمّد----------- ثمّ عليٌّ و ابنه المسدّد
الحسن التالي و یتلو تلوه--------- محمّد بن الحسن المفتقد
فإنهم أئمّتي و سادتي----------- و إن لحاني معشر و فنّدوا

و في تمام القصیدة دلالة علی كون الرجل لیش من الشيعة في شيء.

5ـ فرید الدین عطار النیشابوري (ت: 627هـ ) :
علی مانقله القندوزي الحنفي في « ینابیع المودة » ، آخر الباب السادس و الثمانین ، و قد تقدّم في رقم (2). كما أنّه ذكر في الباب السابع و الثمانین بعض أشعار الشیخ عطار النیشابوري باللغة الفارسیة، و التي تدل علی ذلك أیضاً.

6ـ الشیخ محيي الدین ابن عربي الأندلسي(ت: 638هـ ) :
قال: « و اعلموا أنّه لا بدّ من خروج المهدي (ع) ، لكن لا یخرج حتّی تمتلیء الأرض جوراً و ظلماً ، فیملؤها قسطاً و عدلاً، و لو لم یكن من الدنیا إلّا یوم واحد؛ طوّل الله تعالی ذلك الیوم حتّی یلي ذلك الخلیفة. وهو من عترة رسول الله صلی الله علیه و سلم ، من ولد فاطمة (رضي الله عنها) ، جدّه الحسین بن علي بن أبي طالب ، والده حسن العسكري ابن الإمام علي النقي ـ بالنونـ ابن محمد التقي ـ بالتاء ـ ابن الإمام علي الرضا ...» الخ نسبه الشریف(1)(1)نقل كلامه الشعراني في الجزء الثاني من كتاب « الیواقیت و الجواهر » : 2/562، و الصبّان الشافعي في « إسعاف الراغبین » المطبوع بهامش « نور الابصار» : 154، دار الفكر ـ بیروت.

7ـ الشیخ كمال الدین محمد بن طلحة الشافعي(ت: 652هـ ):
قال : « محماد بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا... المهدي الحجة الخلف الصالح المنتظر علیهم السلام و رحمة الله و بركاته.
فهذا الخلف الحجة قد أیده الله----- هداه منهج الحق و أتاه سجایاه
إلی آخر أبیاته ... ثم اجتهد في الثناء علی الإمام ، و قال : « فأمّا مولده : فبسر من رأی في ثالث و عشرین رمضان سنة ثمان و خمسین و مائتین للهجرة(2) (2) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : 2/152، طبعة مؤسسة أمّ القری..

8ـ السید جمال الدین النیشابوري(ت: 1000هـ ) في « روضة الأحباب» ، حكاه عنه الطبرسي في « النجم الثاقب» : 1/398.

9ـ علي أكبر المؤودي(ت: 1210هـ ) في « المكاشفات» ، علی ما في « كشف الأستار» : 84ـ85.

10ـ الشیخ نجم الدین الشافعي ، في « منال الطالب» (مخطوط)، علی ما في « من هو المهدي» : 442ـ443.

11ـ د. عبدالسلام الترمانیني، في « أحداث التاریخ الإسلامي»: مجلد 1:2/171.