المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارتباط قضية المهدي (ع) بنهاية حركة التاريخ ...


kumait
07-11-2012, 07:49 PM
ارتباط قضية المهدي (ع) بنهاية حركة التاريخ ...
بقلم السيد سامي البدري

آخرُ الزمان تعبيرٌ عن المرحلة النهائية لحركة التاريخ ، وقد عنى بها الفلاسفة الوضعيّون عموماً والماركسيّون خصوصاً في القرن التاسع عشر والقرن العشرين . وكان أفضل ما قدّمتْه الماركسيّة للفكر البشري هو : تبنّيها للحتميّة التاريخيّة(1) ، ومحاولتها اكتشاف سنن التاريخ ومراحله ، وتنبيهها إلى أهمّيّة معرفة قوانين التاريخ في التنبؤ بمسار حركة التاريخ ونتائجها ، ودور هذه المعرفة في الارتقاء بوعي الإنسان ، وتفعيل حركته الإيجابيّة باتّجاه المرحلة التاريخيّة التي يرتقبها .

غير أنّ الماركسيّة كانت قد تورّطت في خطأ قاتل حين أنكرت وجود الله تعالى ، وتعاملت مع حركة النبوّات من خلال الصيغ المحرّفة للدين الإلهي ، ومِن ثَمّ فشلتْ في اكتشاف المراحل العامّة لحركة التاريخ واكتشاف السنن التي تنقل الواقع من مرحلة إلى اُخرى ، ثمّ تقف به عند نهايته المحتومة .

ولئنْ انفتح الفكر البشري الوضعي من خلال الفكر الماركسي في القرن التاسع عشر الميلادي على إدراك الحتميّة التاريخيّة ، ومِن ثَمّ العمل على اكتشاف مراحل التاريخ الحتميّة والقوانين العامّة للتاريخ ، ثمّ أخطأ في اكتشافه(2) ، فإنّ الفكر النبوي منذ انطلاقته الأولى قبل آلاف السنين قد بنى تصوّراته عن حركة المجتمع البشري على أساس هذه الحتميّة ، وقدّم فكرة واضحة عن سنن التاريخ ومراحله .

وقد احتفظ التراث الديني لليهود والنصارى والمسلمين بنصوص مشتركة حول ذلك ، ويستطيع الباحث أنْ يقول: إنّ هذه القضية هي إحدى أهمّ القضايا الأساسيّة المشتركة بين الأديان الثلاثة . وهنا أودّ أنْ أؤكّد أنّ النصوص الدينيّة التي يحفل بها تراث الأديان الثلاثة ، يقدّم بالإضافة إلى ذلك معلومات موحّدة عن الشخوص التاريخيّين الذين تتقوّم بهم حركة التاريخ ونهايتها ، فلسنا فقط أمام فكرة مشتركة حول نهاية حركة التاريخ ، بل أمام تصوّرات موحّدة عن هوية شخوصها التاريخيّين ، يمكن استفادتها من تلك النصوص . نعم ، بلحاظ هذه النصوص التي تتحدّث عن الأشخاص التاريخيّين وجدتُ قراءات وتفسيرات مختلفة ، جعلتنا أمام مصاديق مختلفة للفكرة الواحدة ، والباب مفتوح لحوار علمي هادئ بين الأديان الثلاثة واتجاهاتها الداخلية ، لبحث سبل الوصول إلى القراءة الموحّدة لتلك النصوص .

وفي ضوء هذه المقدّمة نستطيع القول : إنّ قضية المهدي الموعود الحجّة ابن الحسن العسكري (عليه السّلام) , ابن الحسين المظلوم الشهيد (عليه السّلام) في المعتقد الشيعي ترتبط أساساً بمراحل حركة التاريخ وسننها ، كما تقدّمها الحركة النبوية ككل من خلال وثائقها الأساسية : القرآن والتوراة والإنجيل .

وإنّ الحركة الشيعية تدّعي من خلال تراثها المعتبر أنّ المهدي الموعود (عليه السّلام) بطل نهاية التاريخ الذي تشخّصه النصوص الشيعية بمحمّد بن الحسن العسكري (عليه السّلام) , ابن الحسين المظلوم الشهيد (عليه السّلام) ، هو نفسه الذي تشخّصه النصوص الدينيّة المسيحيّة واليهوديّة . دليلنا على هذا التصوّر ما يؤكّده القرآن من أنّ نهاية التاريخ المشرقة أمر حتمه الله تعالى , وبيّنه في القرآن , وفي كتبه التي أنزلها على الأنبياء السابقين . وتأكيد القرآن أنّ خبر بعثة النبي المكّي موجود في التوراة والإنجيل ، وتأكيد أهل البيت في أخبارهم أنّ الكتب السابقة بشّرتْ بمحمّد وأهل بيته (عليهم السّلام) ، وأنّ عليّاً والحسين والمهدي (عليهم السّلام) قد ذُكروا في الكتب السابقة كما ذُكر النبي (صلّى الله عليه وآله) .

القدر المتّفق عليه بين أهل الديانات السماويّة الثلاث حول نهاية التاريخ :

يتّفق أتباع الديانات السماويّة الثلاث : المسلمون والنصارى واليهود على الإيمان بأنّ المستقبل النهائي لمسيرة الحياة على الأرض هي انتصار أطروحة الإيمان على أطروحة الكفر ، وسيادة الحق والعلم والعدل الاجتماعي , وعبادة الله تعالى ، ووراثة الأرض مِن قِبل الصالحين ، وانتهاء الخرافة والضلال والظلم وكل أشكال الانحراف . ويتّفقون أيضاً على أنّ الشخص الذي سيحقّق الله على يده على العهد هو من ذرّية إبراهيم (عليه السّلام) , وأنّ الشريعة التي يحكم بها هذا الشخص ليست هي شريعة موسى (عليه السّلام) ، وإنّما هي شريعة النبي الذي سيبعثه الله تعالى إلى الأزمنة الأخيرة(3) ، هذا النبي الذي ينتظره الأُمّيّون .

في القرآن الكريم قوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ )(4) .

وفي الكتاب المقدّس الْمَزْمُورُ السَّابِعُ وَالثَّلاَثُونَ لِدَاوُدَ :

لاَ يُقْلِقْكَ أَمْرُ الأَشْرَارِ ، وَلاَ تَحْسِدْ فَاعِلِي الإِثْمِ ، 2 فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعاً يَذْوُونَ ، وَكَالْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ . 3 تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ وَاصْنَعِ الْخَيْرَ . اسْكُنْ فِي الأَرْضِ ( مُطْمَئِنّاً ) وَرَاعِ الأَمَانَةَ . 4 ابْتَهِجْ بِالرَّبِّ فَيَمْنَحَكَ بُغْيَةَ قَلْبِكَ . 5 سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ فَيَتَوَلَّى أَمْرَكَ . 6 يُظْهِرُ بَرَاءَتَكَ كَالنُّورِ ، وَحَقَّكَ ظَاهِراً كَشَمْسِ الظَّهِيرَةِ . 7 اسْكُنْ أَمَامَ الرَّبِّ وَانْتَظِرْهُ بِصَبْرٍ ، وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي مَسْعَاهُ ، بِفَضْلِ مَكَائِدِهِ . 8 كُفَّ عَنِ الْغَضَبِ ، وَانْبُذِ السَّخَطَ ، وَلاَ تَتَهَوَّرْ لِئَلاَّ تَفْعَلَ الشَّرَّ . 9 لأَنَّ فَاعِلِي الشَّرِّ يُسْتَأْصَلُونَ . أَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ . 10 فَعَمَّا قَلِيلٍ ( يَنْقَرِضُ ) الشِّرِّيرُ ، إِذْ تَطْلُبُهُ وَلاَ تَجِدُهُ . 11 أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ وَيَتَمَتَّعُونَ بِفَيْضِ السَّلاَمِ … . 16 الْخَيْرُ الْقَلِيلُ الَّذِي يَمْلِكُهُ الصِّدِّيقُ أَفْضَلُ مِنْ ثَرْوَةِ أَشْرَارٍ كَثِيرِينَ ، 17 لأَنَّ سَوَاعِدَ الأَشْرَارِ سَتُكْسَرُ ، أَمَّا الأَبْرَارُ فَالرَّبُّ يَسْنِدُهُمْ . 18 الرَّبُّ عَلِيمٌ بِأَيَّامِ الْكَامِلِينَ ، وَمِيرَاثُهُمْ يَدُومُ إِلَى الأَبَدِ … . 27 حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَاصْنَعِ الْخَيْرَ ، فَتَسْكُنَ مُطْمَئِنّاً إِلَى الأَبَدِ . 28 لأَنَّ الرَّبَّ يُحِبُّ الْعَدْلَ ، وَلاَ يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ ، بَلْ يَحْفَظُهُمْ إِلَى الأَبَدِ . أَمَّا ذُرِّيَّةُ الأَشْرَارِ فَتَفْنَى . 29 الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ وَيَسْكُنُونَ فِيهَا إِلَى الأَبَدِ . 30 فَمُ الصِّدِّيقِ يَنْطِقُ دَائِماً بِالْحِكْمَةِ ، وَيَتَفَوَّهُ بِكَلاَمِ الْحَقِّ . 31 شَرِيعَةُ إِلَهِهِ ثَابِتَةٌ فِي قَلْبِهِ ، فَلاَ تَتَقَلْقَلُ خَطَوَاتُهُ . 32 يَتَرَبَّصُ الشِّرِّيرُ بِالصِّدِّيقِ وَيَسْعَى إِلَى قَتْلِهِ . 33 لَكِنَّ الرَّبَّ لاَ يَدَعُهُ يَقَعُ فِي قَبْضَتِهِ ، وَلاَ يَدِينُهُ عِنْدَ مُحَاكَمَتِهِ . 34 انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاسْلُكْ دَائِماً فِي طَرِيقِهِ ، فَيَرْفَعَكَ لِتَمْتَلِكَ الأَرْضَ ، وَتَشْهَدَ انْقِرَاضَ الأَشْرَارِ . 35 قَدْ رَأَيْتُ الشِّرِّيرَ مُزْدَهِراً وَارِفاً كَالشَّجَرَةِ الْخَضْرَاءِ الْمُتَأَصِّلَةِ فِي تُرْبَةِ مَوْطِنِهَا . 36 ثُمَّ عَبَرَ وَمَضَى ، لَمْ يُوجَدْ . فَتَّشْتُ عَنْهُ فَلَمْ أَعْثُرْ لَهُ عَلَى أَثَرٍ . 37 لاَحِظِ الْكَامِلَ وَانْظُرِ الْمُسْتَقِيمَ ، فَإِنَّ نِهَايَةَ ذَلِكَ الإِنْسَانِ تَكُونُ سَلاَما . 38 أَمَّا الْعُصَاةُ فَيُبَادُونَ جَمِيعا . وَنِهَايَةُ الأَشْرَارِ انْدِثَارُهُمْ . 39 لَكِنَّ خَلاَصَ الأَبْرَارِ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ ، فَهُوَ حِصْنُهُمْ فِي زَمَانِ الضِّيقِ . 40 يُعِينُهُمُ الرَّبُّ حَقّاً ، وَيُنْقِذُهُمْ مِنَ الأَشْرَارِ ، وَيُخَلِّصُهُمْ لأَنَّهُمُ احْتَمَوْا بِهِ .

اختلاف المسلمين عن اليهود والنصارى في هوية القائد الإلهي الموعود وكتابه :

ويختلف المسلمون مع اليهود والنصارى في تعيين هويّة الشخص الذي يجري الله تعالى على يده هذا الحدث العظيم المرتقَّب ، وفي الاُمّة التي ينطلق منها ذلك القائد الإلهي الكبير ، وفي الشريعة الإلهيّة التي يعمل بها ويطبّقها .

فيعتقد المسلمون جميعاً : بأنّه من ذرّية إسماعيل (عليه السّلام) ، من ذرّية محمّد (صلّى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء ، من فاطمة بنت النبي (صلّى الله عليه وآله) . وإنّ اُمّة هذا القائد هي اُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، وإنّ شريعته هي شريعة محمّد (صلّى الله عليه وآله) .

روى أبو داود ، وابن ماجة ، وابن حنبل ، والطبراني ، والحاكم في المستدرك ، وغيرهم ، قولَ النبي (صلّى الله عليه وآله) : ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدَهْرِ ( الدنيا ) إلاّ يَوْمٌ وَاحِدٌ ، لَبَعَثَ اللهُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا ( الأرض ) عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرَاً ) .

وقوله (صلّى الله عليه وآله) أيضاً : ( المَهْدِي مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وُلْدِ فَاطِمَة ) .

ويعتقد اليهود والنصارى : أنّه مِن ذرّية إسحاق (عليه السّلام) ، من ذرّية يعقوب (عليه السّلام) ، ومن ذرّية داود (عليه السّلام) .

ويقول النصارى : بأنّ هذا القائد الإسرائيلي هو المسيح عيسى بن مريم (عليه السّلام) ، وأنّه قُتل على يد اليهود , ثمّ أحياه الله تعالى وأقامه من الأموات , ورفعه إلى السماء ، وأنّه سينزله في في آخر الدنيا ليحقّق به وعده .

أمّا اليهود فيقولون : إنّه لم يولد بعد .

قال المفسّر اليهودي حنان ايل في تعليقته على الفقرة (20) من الإصحاح (17) من سفر التكوين التي تشير إلى وعد الله تعالى في إسماعيل (عليه السّلام) ، وهي : ( أمّا إسماعيل فقد سمعتُ قولك فيه ، ها أنا ذا أباركه وأنميه وأكثره جدّاً جدّاً ، ويلد اثني عشر رئيساً وأجعله اُمّة عظيمة ) .

( نلاحظ من هذه النبوءة في هذه الآية أنّ 2337 سنة مضتْ قبل أنْ يصبح العرب ـ سلالة إسماعيل ـ اُمّة عظيمة ( بظهور الإسلام سنة 624م ) ، في هذه الفترة انتظر إسماعيل بشوق حتى تحقّق الوعد الإلهي أخيراً وسيطر العرب على العالم . أمّا نحن ذرّية إسحق فقد تأخّر تحقّق الوعد الذي أُعطي لنا ؛ بسبب ذنوبنا . من المؤكّد أنّ هذا الوعد الإلهي سيتحقّق فيما بعد ، فلا نيأس )(5) .

وفي سفر أشعيا 11 ـ 1 :

وَيُفْرِخُ بُرْعُمٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى ، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ جُذُورِهِ . 2 : وَيَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفِطْنَةِ ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ ، رُوحُ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَمَخَافَتِهِ . 3 وَتَكُونُ مَسَرَّتُهُ فِي تَقْوى الرَّبِّ ، وَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ مَا تَشْهَدُ عَيْنَاهُ ، وَلاَ يَحْكُمُ بِمُقْتَضَى مَا تَسْمَعُ أُذُنَاهُ ، 4 إِنَّمَا يَقْضِي بِعَدْلٍ لِلْمَسَاكِينِ ، وَيَحَكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ ، وَيُعَاقِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ ؛ 5 لأَنَّهُ سَيَرْتَدِي الْبِرَّ وَيَتَمَنْطَقُ بِالأَمَانَةِ . 6 فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْحَمَلِ ، وَيَرْبِضُ النِّمْرُ إِلَى جِوَارِ الْجَدْيِ ، وَيَتَآلَفُ الْعِجْلُ وَالأَسَدُ وَكُلُّ حَيَوَانٍ مَعْلُوفٍ مَعاً ، وَيَسُوقُهَا جَمِيعاً صَبِيٌّ صَغِيرٌ . 7 تَرْعَى الْبَقَرَةُ وَالدُّبُّ مَعاً ، وَيَرْبِضُ أَوْلاَدُهُمَا مُتجَاوِرِينَ ، وَيَأْكُلُ الأَسَدُ التِّبْنَ كَالثَّوْرِ ، 8 وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ فِي ( أَمَانٍ ) عِنْدَ جُحْرِ الصِّلِّ ، وَيَمُدُّ الفَطِيمُ يَدَهُ إِلَى وَكْرِ الأَفْعَى ( فَلاَ يُصِيبُهُ سُوءٌ ) . 9 لاَ يُؤْذُونَ وَلاَ يُسِيئُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي ؛ لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِيءُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تَغْمُرُ الْمِيَاهُ الْبَحْرَ . 10 : فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَنْتَصِبُ أَصْلُ يَسَّى رَايَةً لِلأُمَم ِ ، وَإِلَيْهِ تَسْعَى ( وإيّاهُ تَنْظُرُ ) جَمِيعُ الشُّعُوبِ ( Gentiles ) ، وَيَكُونُ مَسْكَنُهُ مَجِيداً .

والقول الفصل فيما اختلف فيه المسلمون عن النصارى واليهود بشأن القائد الموعود ،
وهل هو من ذرّية إسحاق أو ذرّية إسماعيل (عليهما السّلام) ، يكون من خلال التحقيق في :

1 ـ مسألة مَن هو النبي الذي ينتظره الأُمّيّون , هل هو عيسى (عليه السّلام) أَمْ محمّد (صلّى الله عليه وآله) ؟
2 ـ ومسألة مَن هو الوارث الأبدي لإمامة إبراهيم (عليه السّلام) , هل هو إسماعيل والأصفياء من ذرّيته أَمْ إسحاق والأصفياء من ذرّيته (عليهم السّلام) ؟
3 ـ وكذلك مَن هو القائد الإلهي الذي سيتعرّض لمحنة الذبح بلا ذنب ، ويكون قتله سبباً لهداية كثيرين ، كما يكون قتله سبباً لحفظ الدين ونشره ، كما يكون من ذرّيته نسلٌ تطول أيّامه ، يتحقّق على يده الغد المشرق في تاريخ البشرية ؟
والمسألتان الأوليان : بحثهما علماء المسلمين ، وأدركهما الكثير من علماء اليهود والنصارى ، وأعلنوا اتّباعهم للنبيّ وأهل بيته (عليهم السّلام)(6) .

أمّا المسألة الثالثة : فقد قامتْ المسيحيّة البولسية على تفسير النصوص التي تتحدّث عن رجل الآلام والمحن المذبوح كما يُذبح الكبش أنّه عيسى بن مريم ، إلاّ أنّ النص يأبى الانطباق عليه ؛ لأنّ عيسى (عليه السّلام) لم يكن له نسل ، سواء طالتْ أيّامه أو قصرتْ ، وهي مسألة جديدة وفّقنا الله تعالى لإثارتها ، وقد هيئنا نصوصها كاملة ، نرجو أنْ تَرَ النور قريباً .

أمّا لفظة ( يَسَّى ) التي تشير إلى والد داود في النص الآنف الذكر ، فإنّه بعد استقرار المسائل الثلاث الآنفة الذكر ، يصبح من السهل اكتشاف تحريفها ، وكونها في الأصل تشير إلى محمّد (صلّى الله عليه وآله) وولده المهدي .

اختلاف الشيعة عن السُّنّة في قضيّة القائد الموعود :

يعتقد الشيعة : أنّ هذا القائد الموعود هو محمّد بن الحسن العسكري (عليه السّلام) الذي وُلِدَ سنة 256 هجرية ، وقد نصّ أبوه الحسن العسكري على إمامته ، ثمّ غاب المهدي (عليه السّلام) بإذن الله تعالى غيبَتَين : صغرى وكبرى ، نظير غيبَتَي عيسى (عليه السّلام) .

الأُولى : وهي الغيبة الصغرى ، كانت حين أنجاه الله تعالى من مكر السلطة العبّاسية ، فكان يعيش حالة الاختفاء منذ ولادته ، حيث أخفاه أبوه (عليه السّلام) . وبعد وفاة أبيه (عليه السّلام) سنة 261 هـ صار يوجّه شيعة أبيه بواسطة وكلائه النوّاب الأربعة الذين استمرّت نيابتهم تسعاً وستين سنة تقريباً (261 ـ 329) .

الثانية : وهي الغيبة الكبرى التي بدأتْ بعد موت النائب الرابع علي بن محمّد السَمَري ، وقد أخبر الشيعة عند موته بعدم وجود نائب خاص بعده حتّى يظهر الله تعالى ولِيّه في آخر الزمان .

ويرى أهل السُنّة : أنّ المهدي (عليه السّلام) لم يولَد بعد ، بل يولَد في آخر الزمان .

والقول الفصل فيما اختلف فيه الشيعة عن السُّنّة بشأن القائد الموعود ، وهل وُلِدَ حقّاً ، وأنّه ابن الحسن العسكري (عليه السّلام) , أو هو سوف يُولد في المستقبل ؟ يكون من خلال التحقيق في مسألة وجود أوصياء معصومين للنبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، وأنّ شيعة هؤلاء الأوصياء مصدَّقون في النقل عن أئمّتهم , شأنهم في ذلك شأن أتباع المذاهب الاُخرى حينما ينقلون عن أئمّتهم مسائل الفقه ومسائل التاريخ الخاصة بهم .

وقد أجمع جمهور الشيعة منذ أقدم عصورهم على أنّ أئمّتهم (عليهم السّلام) قد نصّ النبيُّ (صلّى الله عليه وآله) عليهم ، وبَيَّنَ عددهم ، وأنّ الأئمّة (عليهم السّلام) قد نصّ السابق منهم على اللاحق ، وأنّ الحسن العسكري (عليه السّلام) أخبر أنّه له ولد ، وأنّه وصيّه ، وأنّه المهدي المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه) .

وقد استدلّ الشيعة على مسألة النص من النبي (صلّى الله عليه وآله) على الإمامة الإلهيّة لأهل بيته (عليهم السّلام) بحديث الثقلين ، وحديث السفينة ، واستدلّوا على عددهم بحديث الاثني عشر ، واستدلوا على أنّ أوّل الأئمّة الإلهيّين هو علي (عليه السّلام) ثمّ الحسن (عليه السّلام) ثمّ الحسين (عليه السّلام) بحديث الغدير ، وحديث المنزلة ، وحديث الكساء ، وحديث الحسن والحسين سبطان من الأسباط ، وكلها مرويّة في الأحاديث السنّية المعتبرة .

أمّا إمامة التسعة من ذرّية الحسين (عليه السّلام) فقد استدلّوا عليها بأحاديث الوصيّة في كتب الشيعة المعتبرة ، كقول الإمام الباقر (عليه السّلام) : ( يَكُوْنُ تِسْعَةُ أَئِمَّةٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ الحُسَيْنِ بْن عَلِيّ ، تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ ) . رواه الكليني .

وقول الإمام الصادق (عليه السّلام) : ( أَتَرَوْنَ أَنَّ المُوْصِيْ مِنَّا يُوْصِيْ إِلَى مَنْ يُرِيْدُ ؟! لاَ وَاللهِ ، وَلَكِنَّهُ عَهْدٌ مَعْهُوْدٌ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) إِلَى رَجُلٍ فَرَجُل حَتَّى انْتَهَى إِلَى نَفْسِهِ ) .

وفي لفظ آخر : ( إِلَى أنْ يَنْتَهِي إِلَى صَاحِبِ هَذَا الأَمْرِ )(7) .

وبالواقع التاريخي الذي تميّزت به سيرة هؤلاء التسعة من وراثة الجامعة والجفر التي كتبها عليٌّ (عليه السّلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله) في لقاءاتهما الخاصّة ، وما جرى على يدهم من الإخبار بالمغيّبات والكرامات التي لا يجريها الله تعالى إلاّ على يد أصفيائه المؤيّدين بتأييد خاصّ منه .

وقد حاول الإخوة من أهل السُنّة ردّ فكرة النص من النبي (صلّى الله عليه وآله) على الأئمّة (عليهم السّلام) وعلى أوّلهم علي (عليه السّلام) ؛ بمنع دلالة أو تضعيف أسانيد النصوص النبوية التي يستشهد بها الشيعة على دعواهم ، وقد قابلهم علماء الشيعة بمناقشة ردودهم وبيان خطئها .

وقد حاول البعض من فِرق الشيعة ـ وبخاصّة الزيدية ـ ردّ فكرة الاثني عشرية ، وقابلهم علماء الشيعة بالردّ عليهم . وحاول بعض المعاصرين من الكُتّاب ردّ فكرة ولادة المهدي (عليه السّلام) ؛ بدعوى أنّ القائلين بذلك هم واحد من اثني عشرة فرقة انقسمت إليها شيعة الحسن العسكري (عليه السّلام) ، استناداً إلى كتابَي فِرق الشيعة : للنوبختي ، والمقالات والفِرَق للأشعري الشيعي ، وقد أجبنا عن ذلك مفصّلاً في كتابنا حول إمامة أهل البيت ووجود المهدي (عليه السّلام) .

الغيبة لا تعني تعطيل العمل بالأحكام الإسلاميّة :

لم تكن الغيبة لتعني تعطيل العمل بأحكام الإسلام ، كيف يكون ذلك وأصل مسألة وجود أوصياء للنبي إنّما هي الحفاظ على الإسلام ؛ ليبقى سليماً ميسّراً لِمَن أراد العمل به . وقد أدّى الأئمّة (عليهم السّلام) وظيفتهم هذه على أتمّ وجه ؛ حيث ربّوا حملة أُمناء لعلومهم ، ولم يكن تسلّم الحكم في المجتمع الإسلامي ككلّ ، مِن قِبلهم ، إلاّ بعض شؤونهم ، ولم يتوفّر الشرط الأساس لنهوض أغلبهم فيه ، وهو شرط وجود الناصر الكفوء وانقياده لهم كما أشار أمير المؤمنين (عليه السّلام) : ( أَمَا وَالّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَبَرَأَ النَسمَةَ ، لَوْلاَ حُضُوْرُ الحَاضِرِ وَقِيَامُ الحُجَّةِ بِوُجُوْدِ النَاصِرِ ، لأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا ، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا ) .

إنّ الغيبة كانت مكراً إلهيّاً في قِبال مكر العبّاسيِّين ، أرادوا قَتْل الإمام وأراد اللهُ تعالى حفظه وادّخاره لليوم الموعود . ومن جانب آخر فإنّ مِن أبرز حِكَم الغيبة وأسرارها الواضحة على صعيد الأمّة الخاصّة ـ شيعة أهل البيت (عليهم السّلام) ـ هي إتاحة الفرصة لحَمَلَةِ تُراث الأئمّة أنْ يمارس مسؤوليّاتها الفكرية والعلمية والسياسية ككل ، على أساس فهمهم البشري غير المعصوم للقرآن والتراث الفكري الذي خلّفتْه التجربة المعصومة للنبيّ والأئمّة (عليهم السّلام) . وتأتي فكرة عودة المعصوم الغائب في آخر الدنيا , وظهوره مرّة ثانية على المسرح الاجتماعي والسياسي ؛ لتقييم التجارب السابقة للمسيرة غير المعصومة ، والكشف عن مستوى تمثيلها وصدق تعبيرها وأمانتها من ناحية ، ومن ناحية اُخرى لتحقيق الوعد الإلهي الآنف الذكر .

إنّ مفهوم انتظار الفرج يرتبط بالمهدي محمّد بن الحسن العسكري (عليه السّلام) الذي عاش مشرّداً مختفياً ، ولا زالتْ هذه الحالة ترافق وجوده الشريف ـ اللهمَّ عجّل فرج وليّك الحجّة بن الحسن (عليه السّلام) ـ , وليس له ربط بالاُمّة إلاّ من ناحية كونه قائدها المعصوم المُعدّ لأداء وظيفة إلهيّة خاصّة ، قدّر الله لها أنْ تكون خاتمة المسيرة على الأرض كلّها ، وأنْ يُعِيْنَه فيها النبيّ عيسى (عليه السّلام) . ويتّضح من ذلك سرّ انحصار هذا المفهوم ضمن الدائرة الشيعية ؛ إذ إنّ الدائرة السُّنيّة لا تؤمن بمهدي مولود, غائب مشرّد , خائف طريد .

علامات الظهور :

الأخبار التي تتحدّث عن علامات ظهور المهدي (عليه السّلام) سواء في الكتب الشيعية أو في الكتب السنّية تستهدف غالباً تشخيص زمن الظهور ، ويوجد اتّجاهان في دراستها :

الأوّل : يدرسها على أنّها تخبر بحوادث مستقلّة عن بعضها البعض .

الثاني : يدرسها على أنّها تُخبر عن وضع اجتماعي وسياسي وتكنولوجي يعيشه العالم قبيل الظهور . وبعبارة اُخرى : ترسم لنا حالة العالم السياسية والاجتماعية والتكنولوجية قبيل الظهور .

وفي ظلّ الاتجاه الثاني يتّضح لأيّ باحث في علامات الظهور أنّ العالم اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى عهد الظهور .

فمن الناحية التكنولوجية تتحدّث الأخبار عن عالم فيه طائرات تنقل المسافرين من بلد إلى بلد ، وإذاعات بعدد شعوب العالم تستطيع بث الخبر الواحد في آنٍ واحد للعالم أجمع ، وتلفون متلفز يسمع مَن في المشرق أخاه الذي في المغرب ويرى صورتَه ، وكومبيوترات يدوية تحتوي على برامج متنوّعة تغني حاملها عن اصطحاب آلاف الكتب .

ومن الناحية الاجتماعية تتحدّث عن وضع اجتماعي للنساء تظهر فيه كاسيات عاريات ، وهو كناية عن التبرّج والسفور ، وظهور أنواع من المنكرات ممّا لا يتصوّره الإنسان قبل حدوثه .

ومن الناحية السياسية تتحدّث عن كشف عن هيكل سليمان الذي يستلزم قيام دولة إسرائيل في قلب العالم العربي والإسلامي ، ووجود حركات إسلاميّة في المجتمعات الإسلاميّة تسعى لإقامة الحكم الإسلامي ، يسجن الكثير من أفرادها ، وقيام دولة توطّئ للمهدي (عليه السّلام) في المشرق ، واختلاف العاملين الشيعة في وعدم اجتماع كلمتهم ، وتجتمع كلمتهم بييعتهم للمهدي (عليه السّلام) ، وظهور دعوات مهدوية كاذبة ، وغير ذلك ، وكلّ ذلك ممّا جاء ذكره في أحاديث علامات الظهور .

.ــــــــــــــــــــــ
(1) هناك نوعان من الحتميّة :
1 ـ الحتميّة في الطبيعة : ويراد بها القول بوجود علاقات ضرورية ثابتة في الطبيعة ، توجب أنْ تكون كلّ ظاهرة من ظواهرها مشروطة بما يتقدّمها أو يصحبها من الظواهر الاُخرى . ومعنى ذلك أنّ القول بالحتميّة ضروريّ لتعميم نتائج الاستقراء العلمي ، فلولا اعتقادنا أنّ ظواهر الطبيعة تجري وِفق نظامٍ كلّيٍّ دائم لَمَا استطعنا أنْ نعمّم نتائج الاستقراء .
2 ـ الحتميّة التاريخيّة : ونريد بها الوقوع الضروري للحدث التاريخي ، أو الاتّجاه التاريخي ، بمعنى أنّهما لو توفّرت الشروط التي توجب حدوثهما لحدثا اضطراراً . ( المعجم الفلسفي ، مصطلح الحتميّة ) .
ويوجد في الفكر البشري موقفان من الحتميّة التاريخيّة :
الأوّل : موقف ينادي بالحتميّة التاريخيّة ، ويدعو إلى استخلاص الأحكام الكلّية التي تمكنّ من التنبّؤ بما سيحدث في المستقبل ( انظر في فلسفة التاريخ ، محمود صبحي : 36 ) .
الثاني : موقف يُنْكِر الحتميّة التاريخيّة ويرفضها ، مدّعياً عدم إمكانية استخلاص قوانين كلّية للتاريخ ، ومِن ثَمّ التنبّؤ بالحوادث التاريخيّة أو الاتّجاه التاريخي على أساسها ( المادّيّة التاريخيّة ) .
(2) إنّ انتماء ماركس إلى اليهوديّة قبل إلحاده يفرض علينا أنْ نفسّر إدراكه لحتميّة بلوغ المجتمع البشري مرحلة تصفّى فيها كلّ التناقضات الاجتماعية ، ويسود فيها الوئام والسلام ، وكان بتأثير التراث الديني الذي دان به لفترة غير قليلة من حياته .
(3) في إنجيل يوحنّا 14 : 6 فلمّا رأى الناس الآية التي أتى بها يسوع ، قالوا : حقّاً هذا هو النبي الآتي إلى العالم . وبهامش طبعة دار المشرق يعلّق المحقّق على هذا النص قائلاً : كان انتظار نبي للأزمنة الأخيرة منتشراً في بيئات مختلفة .
(4) الأنبياء : الآية : 105 ـ 106 .
(5)The stone edtion , The chumash , by R . Nosson scherman, R . meir ziotowitz , Third edtion first impression 1994 . p . 76 : ( حنان ايل ) ( Chananel ) صاحب النص الآنف الذِكْر هو رأس علماء اليهود في القيروان تـ (1055م) (447ه) مؤلّف أشهر تفسير للتلمود وتفسير للأسفار الخمسة الأولى من التوراة ، وقد استشهد بآرائه المفسّرون من بعده ، منهم المفسّر ( بكيا ) ( Bachya ) ( 1263-1340م ) (662 ـ 741م) ، وقد احتوى تفسيره على أربعة مناهج من التفسير ، وهي : المنهج الظاهري ، والمنهج المدراشي ، والمنهج الفلسفي ، والمنهج الصوفي ، واحتوى تفسيره على آراء كنعان ايل .
(6) قال ابن تيمية (661 ـ 729ه) في قوله : ( وغلط كثير ممّن تشرّف بالإسلام من اليهود ، فظنّوا أنّهم ( أي الاثني عشر رئيساً ) الذين تدعوا إليهم فرقةُ الرافضة فاتبعوهم ) . البداية والنهاية : لابن كثير : ط1 ، ج6 ، 250 .
(7) الكافي : ج 1 ، ص 277 ، الروايات 1 ـ 4 . وأيضاً بصائر الدرجات : للصفّار : ص470 ، الروايات 1 ـ 10 ، 12 .
(8) انظر : شبهات وردود : للمؤلّف : الطبعة الثالثة ، ص 23 ـ 24 ) .

نووورا انا
10-11-2012, 07:26 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد

بوركتم اخي وبورك نقلكم

نووورا انا
10-11-2012, 07:28 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد

بوركتم اخي وبورك نقلكم

ابراهيم العبيدي
13-11-2012, 01:06 AM
الله (http://www.imshiaa.com/vb)م صل على محمد (http://www.imshiaa.com/vb) وآل محمد (http://www.imshiaa.com/vb)

احسن (http://www.imshiaa.com/vb)تم اخي بارك الله (http://www.imshiaa.com/vb) بكم وسدد خطاكم

غيث امير
02-08-2013, 12:41 AM
اللهم صل محمد وال محمد
بارك الله بكم على نقل هكذا موضوع قيم فشكراً لكم
واسأل الله ان يحفظ العالم الجليل السيد سامي البدري على هكذا مواضيع والله يوفقه للمزيد من الابداع في خدمة اهل البيت

الباحث الطائي
02-08-2013, 01:24 AM
السلام عليكم ، السيد سامي البدري له بحوث مهدوية عديدة ومهمة في نوعها
وهنا نستفاد اجمالا على برهنته كون اننا في عصر يماثل عصر الظهور المذكور والمتناقل في تراثنا الشيعي الامامي الاثني عشري ،
وحيث ان مطابقات شواهد عصر الظهور تتأكد لدينا من خلال بحوث وتشخيصات المختصين المهدويين عموما ، فهذا يلفت ويستلزم الانتباه الى اقتراب العلامات القريبة من الظهور ، ومن ثم علامات سنة الظهور الحتمية الخمسة ، اي اليماني والسفياني والصيحة والخسف وقتل النفس الزكية ، وطبعا هنا ولعله من المهم ان نطرح سؤال مهم جدا في ذاته ومهم في متعلقاته - وهو اذا كنّا نعتبر اننا في عصر الظهور ، ففي اي مرحلة نحن الان فيه ( وهذا من المنطقي يكون من خلال تشخيص ما نعتقد من وقوع العلامات المصاحبة للظهور والدالة عليه )
وهنا تبرز الحاجة المهمة لدور الباحثين المختصين في تشخيص المرحلة من خلال العلامة ، وذالك يتطلب تحديد العلامات الصحيحة ومن ثم فهمها وفك الغازها ومطابقتها على الواقع اذا امكن لاختبار تطابقها ومن ثم اثباتها ، فأذا تم اثبات ووقوع العلامة يكون لدينا دليل ومحدد زماني وتشخيص ممكن لما حصل قبلها وما ينتضر بعدها ، وهكذا
ولكن المسألة ليست بالسهولة حلها في بعض دقائقها ومداخلاتها وتتطلب باحثين اكفاء وثقات وتاكيد يطمئن صحت النتائج ، ويستدعي من كل الملة في مرحلة ما وكلما اقتربنا من اليوم الموعود تكاليف واستحقاقات مهمة وعالية ومصيرية بحسب الهدف والمرحلة والمكان ، ولعل قضية اليماني خير واهم مصداق عليها وشكرا لناقل الموضوع ولكم جميعا
الباحث الطائي

صفاء العامري
02-08-2013, 07:52 PM
ياصاحب الزمان ادركنا