kumait
08-11-2012, 01:21 AM
الدعاية مع الحضارة، ورأي العلَّامة مصطفى جواد
عبدالله خلف
قال العلَّامة مصطفى جواد: كنت أمر بسفارتنا العراقية اثناء زيارتي في لندن سنة 1948 فرأيت ذات مرة حجرة مكدساً فيها كتيبات للدعاية عنوان الكتاب (العراق) باللغة الانجليزية مضى عليها عام دون ان توزَّع. وقال الاستاذ مصطفى جواد سألت السفير عن ذلك فقال ان موظفي السفارة قد أهملوا توزيع الكتب ومضى عليها الآن اكثر من سنة. فقال للسفير يا للعجب من هذا الاهمال.
فرد السفير: عندنا ما هو اعجب من ذلك قلت وماذا يا سيدي. قال: كانوا يراسلونني من بغداد في اثناء حرب فلسطين بالبريد المعتاد البطيء حول الشؤون السرية الحربية، وأوعزوا اليّ بشراء طيارات قاصفة ومدافع جديدة فذهب الملحق العسكري فاشترى طيارات قاصفة ليس لها مشاجب للقنابل، ومدافع بلا قنابل.. هكذا هي امور سرية عاجلة ترسل بالبريد العادي وشراء تخبطي ليس عندهم فقط بل عندنا..
بعد تحرير الكويت وجد الزائرون لسفارة الكويت في القاهرة كتبا مكدسة في مخزن وفائضا كبيرا في بلكونة كبيرة تغطي الكتب الثقافية والمجلات هالة من الغبار وكربون الجو الملوث، منها كتيبات للدعاية مضى عليها اعوام.. والطامة الكبرى لا يعلم بها الدبلوماسيون بحجة ان القسم الثقافي ليس فيه عمال ولا موظفون.. أين ذلك في اكبر بلد يقبل على القراءة بنَهم والكتب الثقافية اكبر اعلان للبلاد.
(العربي) و(عالم الثقافة) و(عالم المعرفة)، و«المسرح ومجلة «الكويت» لو وضعت على طاولة في مدخل السفارة لتهافت عليها الناس وهي خير دعاية للبلاد.. او لو دارت شاحنة وأهدتها للناس في الطرقات لاقبل عليها الجمهور، الكتيبات والنشرات العربية هكذا هي: صور لمدخل شارع فيه عمارات وأسواق شعبية تبيع الاواني المستوردة ومحلات بيع المسابيح والغتر، وسوق السمك. وصورة لملعب قدم، وطلبة يدخلون مدرستهم وصور لرموز سياسية والدول الحضارية توزع الكتب ذات المنفعة.
يقول العلامة مصطفى جواد في مجلة «العربي» عدد 111 في مقال عنوانه: (ضعف الدعاية العربية) هناك مطابع ودور نشر تُدار من اليهود في البلاد العربية ومجلات انتشرت في عالمنا العربي بامدادات غربية.. يمنع منها ما يتعرض لليهود.. اما الافلام فتبنتها مؤسسات يهودية عملت في تجارة الافلام في معظم دول العالم، ومعظم الافلام التي عملت من التهريج الرخيص واللهو المتدني بجانب افلام قليلة خدمت الثقافة والقضايا العربية.
وجاء في حديث مصطفى جواد عن الاعلام الراقي قوله:
الألمان في الحرب العالمية الثانية ألقوا كتبا للدعاية بدل القنابل على باريس، وقال: كنت في باريس اثناء اول غارة للطيارات الالمانية على باريس، وكان الليل في آخر هزيع منه فنزلنا مع افراد الاسرة التي أسكن عندها الى الملجأ، ولم نسمع للطائرات التي حامت أي دوي للقنابل.
وفي الصباح أسرعت لشراء جريدة فرنسية وعلمت ان الطائرات لم تقصف المراكز العسكرية، والمناطق الصناعية كما هو معتاد في الحروب..
بل القت الطائرات الالمانية 250 الف كتاب للدعاية باللغة الفرنسية هذه ثقافة عالية تدل على رقي الشعب الالماني.. وهكذا اهتم الالمان بالدعاية الثقافية رغم قوتهم العسكرية الجبارة.
وبعد ذلك يأتي مصطفى جواد ليقول: ان الدعاية فن لا يفقهه العرب..
او كما قال يوما رئيس تحرير (العربي): الدكتور أحمد زكي المحسوبية تضع الرجل غير الصالح في الموضع الذي أفسد فيه..
عبدالله خلف
قال العلَّامة مصطفى جواد: كنت أمر بسفارتنا العراقية اثناء زيارتي في لندن سنة 1948 فرأيت ذات مرة حجرة مكدساً فيها كتيبات للدعاية عنوان الكتاب (العراق) باللغة الانجليزية مضى عليها عام دون ان توزَّع. وقال الاستاذ مصطفى جواد سألت السفير عن ذلك فقال ان موظفي السفارة قد أهملوا توزيع الكتب ومضى عليها الآن اكثر من سنة. فقال للسفير يا للعجب من هذا الاهمال.
فرد السفير: عندنا ما هو اعجب من ذلك قلت وماذا يا سيدي. قال: كانوا يراسلونني من بغداد في اثناء حرب فلسطين بالبريد المعتاد البطيء حول الشؤون السرية الحربية، وأوعزوا اليّ بشراء طيارات قاصفة ومدافع جديدة فذهب الملحق العسكري فاشترى طيارات قاصفة ليس لها مشاجب للقنابل، ومدافع بلا قنابل.. هكذا هي امور سرية عاجلة ترسل بالبريد العادي وشراء تخبطي ليس عندهم فقط بل عندنا..
بعد تحرير الكويت وجد الزائرون لسفارة الكويت في القاهرة كتبا مكدسة في مخزن وفائضا كبيرا في بلكونة كبيرة تغطي الكتب الثقافية والمجلات هالة من الغبار وكربون الجو الملوث، منها كتيبات للدعاية مضى عليها اعوام.. والطامة الكبرى لا يعلم بها الدبلوماسيون بحجة ان القسم الثقافي ليس فيه عمال ولا موظفون.. أين ذلك في اكبر بلد يقبل على القراءة بنَهم والكتب الثقافية اكبر اعلان للبلاد.
(العربي) و(عالم الثقافة) و(عالم المعرفة)، و«المسرح ومجلة «الكويت» لو وضعت على طاولة في مدخل السفارة لتهافت عليها الناس وهي خير دعاية للبلاد.. او لو دارت شاحنة وأهدتها للناس في الطرقات لاقبل عليها الجمهور، الكتيبات والنشرات العربية هكذا هي: صور لمدخل شارع فيه عمارات وأسواق شعبية تبيع الاواني المستوردة ومحلات بيع المسابيح والغتر، وسوق السمك. وصورة لملعب قدم، وطلبة يدخلون مدرستهم وصور لرموز سياسية والدول الحضارية توزع الكتب ذات المنفعة.
يقول العلامة مصطفى جواد في مجلة «العربي» عدد 111 في مقال عنوانه: (ضعف الدعاية العربية) هناك مطابع ودور نشر تُدار من اليهود في البلاد العربية ومجلات انتشرت في عالمنا العربي بامدادات غربية.. يمنع منها ما يتعرض لليهود.. اما الافلام فتبنتها مؤسسات يهودية عملت في تجارة الافلام في معظم دول العالم، ومعظم الافلام التي عملت من التهريج الرخيص واللهو المتدني بجانب افلام قليلة خدمت الثقافة والقضايا العربية.
وجاء في حديث مصطفى جواد عن الاعلام الراقي قوله:
الألمان في الحرب العالمية الثانية ألقوا كتبا للدعاية بدل القنابل على باريس، وقال: كنت في باريس اثناء اول غارة للطيارات الالمانية على باريس، وكان الليل في آخر هزيع منه فنزلنا مع افراد الاسرة التي أسكن عندها الى الملجأ، ولم نسمع للطائرات التي حامت أي دوي للقنابل.
وفي الصباح أسرعت لشراء جريدة فرنسية وعلمت ان الطائرات لم تقصف المراكز العسكرية، والمناطق الصناعية كما هو معتاد في الحروب..
بل القت الطائرات الالمانية 250 الف كتاب للدعاية باللغة الفرنسية هذه ثقافة عالية تدل على رقي الشعب الالماني.. وهكذا اهتم الالمان بالدعاية الثقافية رغم قوتهم العسكرية الجبارة.
وبعد ذلك يأتي مصطفى جواد ليقول: ان الدعاية فن لا يفقهه العرب..
او كما قال يوما رئيس تحرير (العربي): الدكتور أحمد زكي المحسوبية تضع الرجل غير الصالح في الموضع الذي أفسد فيه..