علي وكفى
08-11-2012, 02:34 PM
بمناسبة استشهاد حواري امير المؤمنين ميثم التمار .
ميثم بن يحيى التمار "رض"
ميثم بن يحيى التمار ، أصله من بلاد فارس ، كان ميثم عبداً لامرأة من بني أسد ، فاشتراه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" منها ، وأعتقه ، وكان يُكنَّى بأبي سالم . وكان ميثم التمار خطيب الشيعة بالكوفة ومتكلِّمها ، وفي مرة قال لابن عباس : سَلْني ما شئت من تفسير القرآن ، فإنِّي قرأت تنزيله على أمير المؤمنين "عليه السلام" ، وعلَّمني تأويله . وقال الإمام علي "عليه السلام" لميثم : ( إِنَّك تُؤخَذ بعدي ، فَتُصلَب وتُطعَن بِحَربة ، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً ، فيخضِّب لحيتك ، فانتظر ذلك الخضاب . وتُصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة ، أنت أقصرهم خشبة ، وأقربهم من المطهرة ، وامضِ حتَّى أريك النخلة التي تُصلَب على جذعها ) . فأراه إيَّاها ، فكان ميثم يأتيها ويصلِّي عندها ، ويقول : بوركتِ من نخلة ، لكِ خُلقتُ ، ولي غُذِّيتِ ، ولم يزل يتعاهدها حتَّى قُطعت ، وحتَّى عُرف الموضع الذي يُصلب فيه . وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له : إنِّي مجاورك ، فأحسن جواري . فيقول له عمرو : أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم ؟ ، وهو لا يعلم ما يقصد بكلامه . ودخل مرة على أمِّ سلمة "رض" ، فقالت له : من أنت ؟ فقال : عراقي . فسألته عن نسبه ، فذكر لها أنه كان مولى الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" . فقالت : أنت هيثم ؟ قال : بل أنا ميثم . فقالت : سبحان الله ، والله لرُبَّما سمعتُ رسول الله "صلى الله عليه وآله" يوصي بك علياً في جوف الليل . فسألها عن الإمام الحسين "عليه السلام" ، فقالت : هو في حائط له . فقال : أخبريه أنِّي قد أحببت السلام عليه ، ونحن ملتقون عند ربِّ العالمين إن شاء الله ، ولا أقدر اليوم على لقائه ، وأريد الرجوع . فدعت بطِيبٍ فطيَّبت لحيته ، فقال لها : أما أنَّها ستُخضَّب بدم . فقالت : من أنبأَك هذا ؟ فقال : أنبأَني سيِّدي . فبكَت أم سلمة وقالت له : إنه ليس بسيِّدك وحدك ، وهو سيِّدي وسيِّد المسلمين ، ثمَّ ودَّعته .
قدِم ميثم "رض" الكوفة ، فأخذه عبيد الله بن زياد ، فأُدخِل عليه ، فقيل : هذا كان من آثر الناس عند علي . فقال : ويحكم ، هذا الأعجمي ؟!! فقيل له : نعم . فقال له عبيد الله : أين ربُّك ؟ فقال : بالمرصاد لكلِّ ظالم ، وأنت أحد الظلمة . فقال : إنَّك على عجمتك لتبلغ الذي تريد ، ما أخبرك صاحبك أنِّي فاعلٌ بك ؟ فقال : أخبرني أنَّك تصلبني عاشر عشرة ، أنا أقصرهم خشبة ، وأقربهم من المطهرة . فقال : لَنُخالفنَّه . فقال : كيف تخالفه ؟! ، فوَ الله ما أخبرني إلا عن النبي "صلى الله عليه وآله" عن جبرائيل عن الله تعالى ، فكيف تخالفُ هؤلاء ؟! ولقد عرفتُ الموضع الذي أُصلَب عليه أين هو من الكوفة ، وأنا أوَّل خلق الله ألجمُ في الإسلام . فحبسه ابن زياد ، وحبس معه المختار بن أبي عبيد الثقفي ، فقال ميثم التمَّار للمختار : إنَّك تفلتُ ، وتخرج ثائراً بدم الحسين "عليه السلام" ، فتقتل هذا الذي يقتلنا . فلمَّا دعا عبيد الله بالمختار ليقتله طلع البريد بكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد ، يأمره بالإفراج عنه ، وذاك أن أخته كانت زوجة عبد الله بن عمر بن الخطاب . فسألت بعلها أن يشفع فيه إلى يزيد ، فشفع فأمضى شفاعته ، وكتب بتخلية سبيل المختار على البريد ، فوافى البريد ، وقد أخرج ليضرب عنقه فأطلق . أما ميثم "رض" فأخرج بعدَهُ لِيُصلَب ، فجعل ميثم "رض" يحدِّث بفضائل بني هاشم ، ومخازي بني أميَّة وهو مصلوب على الخشبة . فقيل لابن زياد : قد فضحَكُم هذا العبد . فقال : ألجموه . فلمَّا كان في اليوم الثاني فاضت منخراه وفمه دماً ، ولمَّا كان في اليوم الثالث ، طُعن بحربة ، فكبَّر ، فمات . وكانت شهادته "رض" في الثاني والعشرين من شهر ذي الحجَّة الحرام ، من سنة ( 60 هـ ) للهجرة ، أي : قبل قدوم الإمام الحسين "عليه السلام" إلى العراق بعشرة أيَّام .
ميثم بن يحيى التمار "رض"
ميثم بن يحيى التمار ، أصله من بلاد فارس ، كان ميثم عبداً لامرأة من بني أسد ، فاشتراه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" منها ، وأعتقه ، وكان يُكنَّى بأبي سالم . وكان ميثم التمار خطيب الشيعة بالكوفة ومتكلِّمها ، وفي مرة قال لابن عباس : سَلْني ما شئت من تفسير القرآن ، فإنِّي قرأت تنزيله على أمير المؤمنين "عليه السلام" ، وعلَّمني تأويله . وقال الإمام علي "عليه السلام" لميثم : ( إِنَّك تُؤخَذ بعدي ، فَتُصلَب وتُطعَن بِحَربة ، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً ، فيخضِّب لحيتك ، فانتظر ذلك الخضاب . وتُصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة ، أنت أقصرهم خشبة ، وأقربهم من المطهرة ، وامضِ حتَّى أريك النخلة التي تُصلَب على جذعها ) . فأراه إيَّاها ، فكان ميثم يأتيها ويصلِّي عندها ، ويقول : بوركتِ من نخلة ، لكِ خُلقتُ ، ولي غُذِّيتِ ، ولم يزل يتعاهدها حتَّى قُطعت ، وحتَّى عُرف الموضع الذي يُصلب فيه . وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له : إنِّي مجاورك ، فأحسن جواري . فيقول له عمرو : أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم ؟ ، وهو لا يعلم ما يقصد بكلامه . ودخل مرة على أمِّ سلمة "رض" ، فقالت له : من أنت ؟ فقال : عراقي . فسألته عن نسبه ، فذكر لها أنه كان مولى الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" . فقالت : أنت هيثم ؟ قال : بل أنا ميثم . فقالت : سبحان الله ، والله لرُبَّما سمعتُ رسول الله "صلى الله عليه وآله" يوصي بك علياً في جوف الليل . فسألها عن الإمام الحسين "عليه السلام" ، فقالت : هو في حائط له . فقال : أخبريه أنِّي قد أحببت السلام عليه ، ونحن ملتقون عند ربِّ العالمين إن شاء الله ، ولا أقدر اليوم على لقائه ، وأريد الرجوع . فدعت بطِيبٍ فطيَّبت لحيته ، فقال لها : أما أنَّها ستُخضَّب بدم . فقالت : من أنبأَك هذا ؟ فقال : أنبأَني سيِّدي . فبكَت أم سلمة وقالت له : إنه ليس بسيِّدك وحدك ، وهو سيِّدي وسيِّد المسلمين ، ثمَّ ودَّعته .
قدِم ميثم "رض" الكوفة ، فأخذه عبيد الله بن زياد ، فأُدخِل عليه ، فقيل : هذا كان من آثر الناس عند علي . فقال : ويحكم ، هذا الأعجمي ؟!! فقيل له : نعم . فقال له عبيد الله : أين ربُّك ؟ فقال : بالمرصاد لكلِّ ظالم ، وأنت أحد الظلمة . فقال : إنَّك على عجمتك لتبلغ الذي تريد ، ما أخبرك صاحبك أنِّي فاعلٌ بك ؟ فقال : أخبرني أنَّك تصلبني عاشر عشرة ، أنا أقصرهم خشبة ، وأقربهم من المطهرة . فقال : لَنُخالفنَّه . فقال : كيف تخالفه ؟! ، فوَ الله ما أخبرني إلا عن النبي "صلى الله عليه وآله" عن جبرائيل عن الله تعالى ، فكيف تخالفُ هؤلاء ؟! ولقد عرفتُ الموضع الذي أُصلَب عليه أين هو من الكوفة ، وأنا أوَّل خلق الله ألجمُ في الإسلام . فحبسه ابن زياد ، وحبس معه المختار بن أبي عبيد الثقفي ، فقال ميثم التمَّار للمختار : إنَّك تفلتُ ، وتخرج ثائراً بدم الحسين "عليه السلام" ، فتقتل هذا الذي يقتلنا . فلمَّا دعا عبيد الله بالمختار ليقتله طلع البريد بكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد ، يأمره بالإفراج عنه ، وذاك أن أخته كانت زوجة عبد الله بن عمر بن الخطاب . فسألت بعلها أن يشفع فيه إلى يزيد ، فشفع فأمضى شفاعته ، وكتب بتخلية سبيل المختار على البريد ، فوافى البريد ، وقد أخرج ليضرب عنقه فأطلق . أما ميثم "رض" فأخرج بعدَهُ لِيُصلَب ، فجعل ميثم "رض" يحدِّث بفضائل بني هاشم ، ومخازي بني أميَّة وهو مصلوب على الخشبة . فقيل لابن زياد : قد فضحَكُم هذا العبد . فقال : ألجموه . فلمَّا كان في اليوم الثاني فاضت منخراه وفمه دماً ، ولمَّا كان في اليوم الثالث ، طُعن بحربة ، فكبَّر ، فمات . وكانت شهادته "رض" في الثاني والعشرين من شهر ذي الحجَّة الحرام ، من سنة ( 60 هـ ) للهجرة ، أي : قبل قدوم الإمام الحسين "عليه السلام" إلى العراق بعشرة أيَّام .