صادق العارضي
09-11-2012, 08:24 AM
أرواح المؤمنين في البرزخ في هيئة إنسانيّة
قال الله الحكيم في كتابه الكريم: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللَهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ و وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَي' عَـ'لِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَـ'دَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. [1]
أنّ أرواح المؤمنين الذين يرحلون عن الدنيا تتمثّل وتتصوّر في عالم البرزخ في صور برزخيّة إنسانيّة؛ بينما تتمثّل أرواح الكفّار في عالم البرزخ في صور الشياطين والملكات التي كانت لديهم، والتي نشأت من صفاتهم البهيميّة.
يروي الشيخ الطوسيّ في كتابه «الامالي» عن الشيخ المفيد، عن ابن قولويه، عن محمّد بن همام، عن الحميريّ، عن ابن عيسي، عن الحسينبن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن الحسين بن أحمد، عن ابن ظبيان قال: كنتُ عند أبي عبد الله علیه السلام، فقال: ما يقول الناس في أرواح المؤمنين بعد موتهم؟ فقلت: يقولون: تكون في حَوَاصِلِ طُيُورٍ خُضْرٍ. فقال: سبحان الله! المؤمنُ أكرمُ علی اللهِ من ذلك، إذا كان ذلك أتاه رسولالله صلّي الله علیه وآله وعلیُّ وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام ومعهم ملائكة اللهِ عزّ وجل المقرّبون، فإن أنطق اللهُ لسانَه بالشهادة له بالتوحيدِ، وللنبيّ صلّي الله علیه وآله بالنبوّة، والولاية لاهل البيت شهد علی ذلك رسول الله صلّي الله علیه وآله وعلیُّ وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام والملائكة المقرّبون معهم؛ وإن اعتقل لسانُه خَصَّ اللهُ نبيَّهُ صلّي الله علیه وآله بعلم ما في قلبه فشَهَد به، وشهدَ علی شهادةِ النبيّ علیُّ وفاطمة والحسن والحسين، علی جماعتهم من اللهِ السلامُ، ومن حَضَرَ معهم من الملائكة، فإذا قبضه اللهُ إليه صيَّر تلك الروحَ إلی الدنيا في صورةٍ كصورته فيأكلون ويشربون، فإذا قدم علیهم القادم عرفهم بتلك الصورة التي كانت في الدنيا. [2]
كما يروي الكلينيّ نظير هذه الرواية في «الكافي» بسند آخر عن الإمام الصادق علیه السلام. [3] ويروي في «الكافي» أيضاً عن علیّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسنبن محبوب، عن أبي ولاّد الحنّاط، عن الإمام الصادق علیه السلام قال: قلتُ له: جُعلت فداك! يروون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش. فقال: لاَ، الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ علی اللَهِ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ رُوحَهُ فِي حَوْصَلَةِ طَيْرٍ، لَكِنْ فِي أَبْدَانٍ كَأَبْدَانِهِمْ. [4] كما يروي في «الكافي» بسنده المتّصل عن أبي بصير، عن الإمام الصادق علیه السلام، قال: إِنَّ الاْرْوَاحَ فِي صِفَةِ الاْجْسَادِ فِي شَجَرَةِ الْجَنَّةِ تَعَارَفُ وَتَسَاءَلُ، فَإِذَا قَدِمَت الرُّوحُ علی الاْرْوَاحِ تُقُولُ: دَعُوهَا فَإِنَّهَا قَدْ أَفْلَتَتْ مِنْ هَوْلٍ عَظِيمٍ، ثُمَّ يَسْأَلُونَها: مَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ وَمَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ فَإِنْ قَالَتْ لَهُمْ: تَرَكْتُهُ حَيّاً، ارْتَجَوْهُ؛ وَإنْ قَالَتْ لَهُمْ: قَدْ هَلَكَ، قَالُوا: قَدْ هَوَي هَوَي. [5] ويروي في «الكافي» بسنده المتّصل عن أبي بصير، عن الإمام الصادق علیه السلام، قال: سَأَلْتُهُ عَنْ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَقَالَ: فِي حُجُرَاتٍ فِي الْجَنَّةِ يَأكُلُونَ مِنْ طَعَامِهَا وَيَشْرَبُونَ مِنْ شَرَابِهَا وَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَقِمْ لَنَا السَّاعَةَ وَأَنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا وَأَلْحِقْ آخِرَنَا بِأَوَّلِنَا. [6] وأورد البرقيّ في «المحاسن» بسنده المتّصل عن الإمام الصادق علیه السلام نظير هذه الرواية مضافاً إليها حال أرواح الكفّار الذين يسكنون في حُجرات في النار ويأكلون من أكل أهل النار ويشربون من شرابهم.[7] وبطبيعة الحال فإنّ الاخبار الواردة في أنّ صورة المؤمن في البرزخ في هيئة إنسانيّة، كثيرة ومتعدّدة،
ـ الآية 105، من السورة 9: التوبة. [2] ـ «أمالي الطوسيّ» المجلس الرابع عشر، طبع النجف، ج 2، ص 33 و 34.
[3] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 67.
[4] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 67.
[5] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 67.
[6] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 67.
[7] ـ «المحاسن» للبرقيّ، ج 1، ص 178.
مما راق لي
قال الله الحكيم في كتابه الكريم: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللَهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ و وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَي' عَـ'لِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَـ'دَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. [1]
أنّ أرواح المؤمنين الذين يرحلون عن الدنيا تتمثّل وتتصوّر في عالم البرزخ في صور برزخيّة إنسانيّة؛ بينما تتمثّل أرواح الكفّار في عالم البرزخ في صور الشياطين والملكات التي كانت لديهم، والتي نشأت من صفاتهم البهيميّة.
يروي الشيخ الطوسيّ في كتابه «الامالي» عن الشيخ المفيد، عن ابن قولويه، عن محمّد بن همام، عن الحميريّ، عن ابن عيسي، عن الحسينبن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن الحسين بن أحمد، عن ابن ظبيان قال: كنتُ عند أبي عبد الله علیه السلام، فقال: ما يقول الناس في أرواح المؤمنين بعد موتهم؟ فقلت: يقولون: تكون في حَوَاصِلِ طُيُورٍ خُضْرٍ. فقال: سبحان الله! المؤمنُ أكرمُ علی اللهِ من ذلك، إذا كان ذلك أتاه رسولالله صلّي الله علیه وآله وعلیُّ وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام ومعهم ملائكة اللهِ عزّ وجل المقرّبون، فإن أنطق اللهُ لسانَه بالشهادة له بالتوحيدِ، وللنبيّ صلّي الله علیه وآله بالنبوّة، والولاية لاهل البيت شهد علی ذلك رسول الله صلّي الله علیه وآله وعلیُّ وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام والملائكة المقرّبون معهم؛ وإن اعتقل لسانُه خَصَّ اللهُ نبيَّهُ صلّي الله علیه وآله بعلم ما في قلبه فشَهَد به، وشهدَ علی شهادةِ النبيّ علیُّ وفاطمة والحسن والحسين، علی جماعتهم من اللهِ السلامُ، ومن حَضَرَ معهم من الملائكة، فإذا قبضه اللهُ إليه صيَّر تلك الروحَ إلی الدنيا في صورةٍ كصورته فيأكلون ويشربون، فإذا قدم علیهم القادم عرفهم بتلك الصورة التي كانت في الدنيا. [2]
كما يروي الكلينيّ نظير هذه الرواية في «الكافي» بسند آخر عن الإمام الصادق علیه السلام. [3] ويروي في «الكافي» أيضاً عن علیّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسنبن محبوب، عن أبي ولاّد الحنّاط، عن الإمام الصادق علیه السلام قال: قلتُ له: جُعلت فداك! يروون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش. فقال: لاَ، الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ علی اللَهِ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ رُوحَهُ فِي حَوْصَلَةِ طَيْرٍ، لَكِنْ فِي أَبْدَانٍ كَأَبْدَانِهِمْ. [4] كما يروي في «الكافي» بسنده المتّصل عن أبي بصير، عن الإمام الصادق علیه السلام، قال: إِنَّ الاْرْوَاحَ فِي صِفَةِ الاْجْسَادِ فِي شَجَرَةِ الْجَنَّةِ تَعَارَفُ وَتَسَاءَلُ، فَإِذَا قَدِمَت الرُّوحُ علی الاْرْوَاحِ تُقُولُ: دَعُوهَا فَإِنَّهَا قَدْ أَفْلَتَتْ مِنْ هَوْلٍ عَظِيمٍ، ثُمَّ يَسْأَلُونَها: مَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ وَمَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ فَإِنْ قَالَتْ لَهُمْ: تَرَكْتُهُ حَيّاً، ارْتَجَوْهُ؛ وَإنْ قَالَتْ لَهُمْ: قَدْ هَلَكَ، قَالُوا: قَدْ هَوَي هَوَي. [5] ويروي في «الكافي» بسنده المتّصل عن أبي بصير، عن الإمام الصادق علیه السلام، قال: سَأَلْتُهُ عَنْ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَقَالَ: فِي حُجُرَاتٍ فِي الْجَنَّةِ يَأكُلُونَ مِنْ طَعَامِهَا وَيَشْرَبُونَ مِنْ شَرَابِهَا وَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَقِمْ لَنَا السَّاعَةَ وَأَنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا وَأَلْحِقْ آخِرَنَا بِأَوَّلِنَا. [6] وأورد البرقيّ في «المحاسن» بسنده المتّصل عن الإمام الصادق علیه السلام نظير هذه الرواية مضافاً إليها حال أرواح الكفّار الذين يسكنون في حُجرات في النار ويأكلون من أكل أهل النار ويشربون من شرابهم.[7] وبطبيعة الحال فإنّ الاخبار الواردة في أنّ صورة المؤمن في البرزخ في هيئة إنسانيّة، كثيرة ومتعدّدة،
ـ الآية 105، من السورة 9: التوبة. [2] ـ «أمالي الطوسيّ» المجلس الرابع عشر، طبع النجف، ج 2، ص 33 و 34.
[3] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 67.
[4] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 67.
[5] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 67.
[6] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 67.
[7] ـ «المحاسن» للبرقيّ، ج 1، ص 178.
مما راق لي