كهف الوراء
13-11-2012, 05:36 AM
لقد هزّت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وجدان الإنسان في كل مكان، وقد جاهد بالكلمة والسيف لإعلاء كلمة الحق والعدل، فاستحال دمه الطاهر لهيباً يحاصر قوى الشر، ويقضّ مضاجع المستبدّين في كل العصور والأزمان، وقد غدت شهادته نداء يستنهض المظلومين والمقهورين والفقراء لمواجهة الطغيان والظلم، وباتت رمزاً للتحرّر، وعطاء خالداً، ونبضاً إنسانياً سيبقى إلى الأبد لإثبات قيم الحريّة.
جسّدت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) أروع صور التضحية والدفاع عن المبدأ، وسجلت أسمى وأعظم الأمثلة في الشجاعة والفداء، فقد كانت ثورته (عليه السلام) ثورة إصلاحية سياسية دينيّة كونيّة، ضلّت مدوّية في أرجاء المعمورة بشعاع الحرية، حيث واصل سيد الشهداء (عليه السلام) مسيرة أخيه الإمام الحسن (عليه السلام) ومسيرة أبيه أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ومسيرة جده المصطفى (صلى الله وعليه وآله)، فكانت ثورته (عليه السلام) لتأدية واجب عظيم وهو إعادة الإسلام والمجتمع الإسلامي إلى الخط الصحيح، وليؤكّد العزّة في خط الرسالة والكرامة والدفاع عن الإسلام كله، فاستمرت الرسالة المحمدية بفضل المشروع الثوري الإصلاحي الذي خطّه وانتهجه أبو الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) والذي لن ينسى إلى يوم القيامة.
لقد هزّت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وجدان الإنسان في كل مكان، وقد جاهد بالكلمة والسيف لإعلاء كلمة الحق والعدل، فاستحال دمه الطاهر لهيباً يحاصر قوى الشر، ويقضّ مضاجع المستبدّين في كل العصور والأزمان، وقد غدت شهادته نداء يستنهض المظلومين والمقهورين والفقراء لمواجهة الطغيان والظلم، وباتت رمزاً للتحرّر، وعطاء خالداً، ونبضاً إنسانياً سيبقى إلى الأبد لإثبات قيم الحريّة.
حدد الإمام الحسين (عليه السلام) هدفه منذ اللحظة الأولى لانطلاقة نهضته المباركة، وقطع الشك باليقين عندما ناشد القوم بقوله : " أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَ لَا بَطِراً وَ لَا مُفْسِداً وَ لَا ظَالِماً، وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي (صلى الله وعليه وآله) أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وَ أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَمَنْ قَبِلَنِي بِقَبُولِ الْحَقِّ فَاللَّهُ أَوْلَى بِالْحَقِّ وَ مَنْ رَدَّ عَلَيَّ هَذَا أَصْبِرُ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنِي وَ بَيْنَ الْقَوْمِ بِالْحَقِّ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ "
لقد وضع الإمام الحسين (عليه السلام) أمام ناظريه معادلة متوازنة، وهي كيف يرجع روح الإسلام إلى جسده الميّت بعد أن اندرست قواعده مطلع العام 61 هـ، وبعد أن وصل المشروع الأموي الجاهلي الهدّام إلى آخر درجات الإنحطاط ؟
لم يجد سيد الشهداء (عليه السلام) طريقاً لإصلاح أمة جده المصطفى (صلى الله وعليه وآله) إلاّ الخروج والمواجهة وإصلاح ما أفسدته السفيانية الأموية، والتي أراد منها توعية الأمة في عدم ابتعادها عن الخط المستقيم الذي يمثّل منهج الإسلام الأخلاقي، الذي خطّه الرسول الأكرم محمد (صلى الله وعليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليه السلام)، وهو – بلا شك - امتداد لحركة الأنبياء (عليه السلام) الجهادية الإصلاحية والتي كانت تشدّد على عملية الإصلاح وعلى النهي عن الإفساد والسعي للقضاء عليه بكافة أشكاله وصوره، فأطلق (عليه السلام) إصلاح الحكم الفاسد في موازينه الرسالية، وإصلاح الحاكم القادر على مواجهة الانحراف والذي يلتزم بالرسالة في كل القضايا، لإصلاح الناس في كل أوضاعهم، بإصلاح خطّهم الفكري والعملي.
لهذا لم تكن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) مشروعاً سياسيّاً مقطوعاً ليست له علاقة بجذور الثورة المحمدية التي أثارها خاتم الأنبياء محمد (صلى الله وعليه وآله)، بل كانت ثورته هي الثورة الإسلامية الأولى ضد الجاهلية السياسية والجاهلية الفكرية وامتداداتها في واقعنا الإسلامي.
فالإصلاح الذي استهدفه سيد الشهداء (عليه السلام) في ثورته كان لتغيير البُنى والتأسيسات السياسية الفاسدة، وإزالة الدين الذي شرعتّه الجاهلية الأموية في الحياة الإسلامية بدلاً من الشريعة الغراء، لقد أراد (عليه السلام) تصحيح المفاهيم المنحرفة وإسقاط الفرعونية الجاهلية التي انحرفت في أذهان الناس وانحرف الواقع من خلالها، وتثبيت معالم الحق والعمل على تحريك نظرية الإصلاح الإنساني الشامل، الذي يضمن للإنسان أن يرتقي بإنسانيته حتى يتحمل مسؤوليته الفردية أمام ما تقتضيه مسؤولياته وواجباته الجماعية في ظل التعاليم الرسالية الموجهة إليه، من إصلاح ديني وفردي واجتماعي وسلوكي وقانوني، بل إحداث انقلابٍ شمولي على كافة الأصعدة من قواعد وتأسيسات سياسية وتوعوية، وتعبئة الأمة بخطاب معرفي إنساني قادر على انتشال الإسلام من أوحال المؤامرة السفيانية على وجودها.
الإمام الحسين (عليه السلام) لم يخرج مقاتلاً بل خرج رسولاً رسالياً وإماماً مصلحاً لذلك الواقع الفاسد، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لذلك دعا من جاءوا لقتاله أولاً للحوار فحاور عمر بن سعد، والحر بن يزيد الرياحي وغيرهم، فكان يقف أمام الجيش ليقدّم لهم الحجج والبراهين وليفتح عقولهم على الحقيقة، ويجعلهم أصحاب إرادة ليتكامل فيها الموقف مع القلب والعقل، إلاّ أنه وكما قال الفرزدق " قلوبهم معك وسيوفهم عليك "، وعندما خيرّ بين إعطاء الشرعيّة للأمويين وبين الدخول في المعركة التي تؤدّي إلى شهادته، أبت نفسه الزكية إلاّ أن يفضّل الشهادة.
لذلك فقد كانت إيحاءات ثورة الحسين (عليه السلام) تنطلق في اتجاه الدعوة، من خلال انطلاقها في عنوان الإصلاح في أمة النبي محمد (صلى الله وعليه وآله)، الذي يحمل في داخله إصلاح الخط الفكري والعملي، لتفتح الناس على الإسلام، حتى لا يثقلهم الانحراف الواقعي فيبعدهم عن الاستقامة الفكرية.
فلنعمل على أن نطلق الإصلاح في فكرنا وفي روحنا وفي حركتنا وفي كل مجالات حياتنا، ولنصلح الواقع المنحرف في واقعنا الإسلامي إلى واقع الإستقامة، من خلال الكلمة الثائرة والموقف القوي الحاسم، فذلك هو الإخلاص للحسين (عليه السلام) ورسالته.
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اصحاب الحسين عليهم السلام
جسّدت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) أروع صور التضحية والدفاع عن المبدأ، وسجلت أسمى وأعظم الأمثلة في الشجاعة والفداء، فقد كانت ثورته (عليه السلام) ثورة إصلاحية سياسية دينيّة كونيّة، ضلّت مدوّية في أرجاء المعمورة بشعاع الحرية، حيث واصل سيد الشهداء (عليه السلام) مسيرة أخيه الإمام الحسن (عليه السلام) ومسيرة أبيه أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ومسيرة جده المصطفى (صلى الله وعليه وآله)، فكانت ثورته (عليه السلام) لتأدية واجب عظيم وهو إعادة الإسلام والمجتمع الإسلامي إلى الخط الصحيح، وليؤكّد العزّة في خط الرسالة والكرامة والدفاع عن الإسلام كله، فاستمرت الرسالة المحمدية بفضل المشروع الثوري الإصلاحي الذي خطّه وانتهجه أبو الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) والذي لن ينسى إلى يوم القيامة.
لقد هزّت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وجدان الإنسان في كل مكان، وقد جاهد بالكلمة والسيف لإعلاء كلمة الحق والعدل، فاستحال دمه الطاهر لهيباً يحاصر قوى الشر، ويقضّ مضاجع المستبدّين في كل العصور والأزمان، وقد غدت شهادته نداء يستنهض المظلومين والمقهورين والفقراء لمواجهة الطغيان والظلم، وباتت رمزاً للتحرّر، وعطاء خالداً، ونبضاً إنسانياً سيبقى إلى الأبد لإثبات قيم الحريّة.
حدد الإمام الحسين (عليه السلام) هدفه منذ اللحظة الأولى لانطلاقة نهضته المباركة، وقطع الشك باليقين عندما ناشد القوم بقوله : " أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَ لَا بَطِراً وَ لَا مُفْسِداً وَ لَا ظَالِماً، وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي (صلى الله وعليه وآله) أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وَ أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَمَنْ قَبِلَنِي بِقَبُولِ الْحَقِّ فَاللَّهُ أَوْلَى بِالْحَقِّ وَ مَنْ رَدَّ عَلَيَّ هَذَا أَصْبِرُ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنِي وَ بَيْنَ الْقَوْمِ بِالْحَقِّ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ "
لقد وضع الإمام الحسين (عليه السلام) أمام ناظريه معادلة متوازنة، وهي كيف يرجع روح الإسلام إلى جسده الميّت بعد أن اندرست قواعده مطلع العام 61 هـ، وبعد أن وصل المشروع الأموي الجاهلي الهدّام إلى آخر درجات الإنحطاط ؟
لم يجد سيد الشهداء (عليه السلام) طريقاً لإصلاح أمة جده المصطفى (صلى الله وعليه وآله) إلاّ الخروج والمواجهة وإصلاح ما أفسدته السفيانية الأموية، والتي أراد منها توعية الأمة في عدم ابتعادها عن الخط المستقيم الذي يمثّل منهج الإسلام الأخلاقي، الذي خطّه الرسول الأكرم محمد (صلى الله وعليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليه السلام)، وهو – بلا شك - امتداد لحركة الأنبياء (عليه السلام) الجهادية الإصلاحية والتي كانت تشدّد على عملية الإصلاح وعلى النهي عن الإفساد والسعي للقضاء عليه بكافة أشكاله وصوره، فأطلق (عليه السلام) إصلاح الحكم الفاسد في موازينه الرسالية، وإصلاح الحاكم القادر على مواجهة الانحراف والذي يلتزم بالرسالة في كل القضايا، لإصلاح الناس في كل أوضاعهم، بإصلاح خطّهم الفكري والعملي.
لهذا لم تكن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) مشروعاً سياسيّاً مقطوعاً ليست له علاقة بجذور الثورة المحمدية التي أثارها خاتم الأنبياء محمد (صلى الله وعليه وآله)، بل كانت ثورته هي الثورة الإسلامية الأولى ضد الجاهلية السياسية والجاهلية الفكرية وامتداداتها في واقعنا الإسلامي.
فالإصلاح الذي استهدفه سيد الشهداء (عليه السلام) في ثورته كان لتغيير البُنى والتأسيسات السياسية الفاسدة، وإزالة الدين الذي شرعتّه الجاهلية الأموية في الحياة الإسلامية بدلاً من الشريعة الغراء، لقد أراد (عليه السلام) تصحيح المفاهيم المنحرفة وإسقاط الفرعونية الجاهلية التي انحرفت في أذهان الناس وانحرف الواقع من خلالها، وتثبيت معالم الحق والعمل على تحريك نظرية الإصلاح الإنساني الشامل، الذي يضمن للإنسان أن يرتقي بإنسانيته حتى يتحمل مسؤوليته الفردية أمام ما تقتضيه مسؤولياته وواجباته الجماعية في ظل التعاليم الرسالية الموجهة إليه، من إصلاح ديني وفردي واجتماعي وسلوكي وقانوني، بل إحداث انقلابٍ شمولي على كافة الأصعدة من قواعد وتأسيسات سياسية وتوعوية، وتعبئة الأمة بخطاب معرفي إنساني قادر على انتشال الإسلام من أوحال المؤامرة السفيانية على وجودها.
الإمام الحسين (عليه السلام) لم يخرج مقاتلاً بل خرج رسولاً رسالياً وإماماً مصلحاً لذلك الواقع الفاسد، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لذلك دعا من جاءوا لقتاله أولاً للحوار فحاور عمر بن سعد، والحر بن يزيد الرياحي وغيرهم، فكان يقف أمام الجيش ليقدّم لهم الحجج والبراهين وليفتح عقولهم على الحقيقة، ويجعلهم أصحاب إرادة ليتكامل فيها الموقف مع القلب والعقل، إلاّ أنه وكما قال الفرزدق " قلوبهم معك وسيوفهم عليك "، وعندما خيرّ بين إعطاء الشرعيّة للأمويين وبين الدخول في المعركة التي تؤدّي إلى شهادته، أبت نفسه الزكية إلاّ أن يفضّل الشهادة.
لذلك فقد كانت إيحاءات ثورة الحسين (عليه السلام) تنطلق في اتجاه الدعوة، من خلال انطلاقها في عنوان الإصلاح في أمة النبي محمد (صلى الله وعليه وآله)، الذي يحمل في داخله إصلاح الخط الفكري والعملي، لتفتح الناس على الإسلام، حتى لا يثقلهم الانحراف الواقعي فيبعدهم عن الاستقامة الفكرية.
فلنعمل على أن نطلق الإصلاح في فكرنا وفي روحنا وفي حركتنا وفي كل مجالات حياتنا، ولنصلح الواقع المنحرف في واقعنا الإسلامي إلى واقع الإستقامة، من خلال الكلمة الثائرة والموقف القوي الحاسم، فذلك هو الإخلاص للحسين (عليه السلام) ورسالته.
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اصحاب الحسين عليهم السلام