مشاهدة النسخة كاملة : من مصوراتي : اكمال دورة كتب علي الوردي
حسين الخزاعي
14-11-2012, 01:17 PM
سلام عليكم
الكل يعلم ممن تابع مواقع الانترنت للبحث عن مؤلفات الدكتور علي الوردي وخصوصا موسوعته اللمحات ان هناك جزءا مفقودا من هذه الدورة وهو الجزء المتعلق بثورة العشرين القسم الثاني ولا اعلم لماذا لايتواجد هذا الجزء او لماذا لم يصور؟!!!
الا ان بعض الاخوة قد صورة جزاءه الله خير لكن التصوير كان غير واضح , فانفرد منتدانا اليوم بتصوير هذه النسخة من هذا الجزء المفقود تصويرا واضحا يسهل قراءته لجميع الاخوة الكرام وتتميما للفائدة فاننا نضع روابط جميع كتب الدكتور علي الوردي في منتدانا من اتعاب اخوتنا في الانسانية الذي صورورها لنا جزاءهم الله خيرا الا الجزء الخامس القسم فانه من تصويرنا:
http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-1bc31528b2.gif
اللمحات الاجتماعية :
الجزء الاول : حمل من هنا (http://www.4shared.com/********/PFd2mvzs/___1.html)
الجزء الثاني : حمل من هنا (http://www.4shared.com/office/0qpmyxA1/___________.html)
الجزء الثالث : حمل من هنا (http://www.4shared.com/********/1USHEp02/___3.html)
الجزء الرابع : حمل من هنا (http://www.4shared.com/********/plaLueve/___4.html)
الجزء الخامس ق1: حمل من هنا (http://www.4shared.com/********/qPFblimc/___5.html)
الجزء الخامس ق2 وهو الجزء المفقود والذي قمنا بتصويره هنا : حمل من هنا (http://www.4shared.com/office/UxfYF84C/____2_-__.html)
الجزء السادس ق1: حمل من هنا (http://www.iraqiforum.net/books/ali%20alwardi/lamahat/lamahat%206-1.pdf)
الجزء السادس ق2 : حمل من هنا (http://www.4shared.com/********/0S-G5UcQ/_-______6.html)
بقية الكتب الاخرى وهي :
الاحلام بين العلم والعقيدة
http://dc390.4shared.com/img/TnIxsKU-/____-__.pdf
حمل من هنا (http://www.4shared.com/office/TnIxsKU-/____-__.htm)
مهزلة العقل البشري
http://4kitab.com/files/posts/thumbs/2010/05/690.gif
حمل من هنا
(http://www.4shared.com/office/JxMiE0th/__-___.htm)
في الطبيعة البشرية
http://4kitab.com/files/posts/thumbs/2011/08/1513.gif
حمل من هنا (http://www.4shared.com/office/FEhMDTXl/_____.htm)
كتاب منطق ابن خلدون
http://dc505.4shared.com/img/H8P163K9/__-___.pdf
حمل من هنا (http://www.4shared.com/office/H8P163K9/__-___.htm)
هكذا قتلوا قرة العين
http://4kitab.com/files/posts/thumbs/2010/08/836.gif
حمل من هنا (http://www.4shared.com/office/KFKZR0Ef/_____.htm)
شخصية الفرد العراقي
http://dc339.4shared.com/img/1eAg8C7k/__-___.pdf
حمل من هنا (http://www.4shared.com/office/1eAg8C7k/__-___.htm)
دراسة في طبيعة المجتمع العراقي
http://dc368.4shared.com/img/vq1opaC4/_______.pdf
حمل من هنا (http://www.4shared.com/office/vq1opaC4/_______.htm)
من وحي الثمانين
http://dc390.4shared.com/img/gKzJX9Vt/___-____.pdf
حمل من هنا (http://www.4shared.com/office/gKzJX9Vt/___-____.htm)
اسطورة الأدب الرفيع
http://dc434.4shared.com/img/7J4Vk0v-/__-____-__.pdf
حمل من هنا (http://www.4shared.com/office/7J4Vk0v-/__-____-__.htm)
وعاظ السلاطين
http://4kitab.com/files/posts/thumbs/2010/05/689.gif
حمل من هنا (http://www.4shared.com/file/31803102/6828a8ba/____.html?s=1)
الاخلاق..الضائع من الموارد الخلقية
http://dc316.4shared.com/img/iXKaIdA0/____.pdf
حمل من هنا (http://www.4shared.com/office/iXKaIdA0/____.html)
(http://www.4shared.com/office/iXKaIdA0/____.html)
وبذلك تمت جميع كتب علي الوردي واذا كان هناك أي نقص في أي كتاب اخبرونا به ونسالكم الدعاء
حسين الخزاعي
14-11-2012, 03:00 PM
كتاب خوارق اللاشعور
http://albayanbookstore.com/image/cache/data/Arabic%20Books/Sociology/sh1/SH1-04262011_0007-500x500.jpg
حمل من هنا (http://www.4shared.com/office/AGwJEGAh/____.html)
مصحح المسار
14-11-2012, 10:09 PM
حسين الخزاعي دام عطاؤك ... وعظم أجرك
يا ناقل الدرر ... لك مني ألف تحية وتحية
غصات الحنين
14-11-2012, 10:52 PM
الله يعطيك الف عافية
حسين الخزاعي
15-11-2012, 12:04 AM
علي الوردي يمهد الطريق لعادل رؤوف حتى يطعن النجف
رابط المقال
http://www.burathanews.com/news_article_173140.html
قلم : سامي جواد كاظم
سبق لنا الكتابة عن الشعر وقلنا ان اليوم اغلب الذين يكتبون الشعر هو كتاب شعر وليس شعراء لانه بمجرد حفظ البحور مع استخدام الكلمات البلاغية يقوم بتصفيفها فيكون شعرا خالي من المشاعر وفي نفس الوقت اقول ان كتاب اليوم هم شعراء يكتبون ما يختلج في صدورهم من تاييد او نقد او ذم فالموضوع او الفكرة او الشخصية التي تروق لهم يطنبون في مدحها حتى ضمن الخيال والعكس بالعكس فالذي لا يروق لهم يذمونه ويبحثون عن من يؤيدهم في ذمهم فيستشهدون به بعيدا عن البحث العلمي والكتابة الرصينة المؤيدة بالمصادر الموثقة فالذي يرجو ان تكون كلمته مسموعة وقوية عليه التاكد من اي معلومة يريد تدوينها بعيدا عن عواطفه ، ولربما السمعة والمكانة التي يتمتع بها الكاتب تلعب دورها في عدم رد اباطيلهم ودسائسهم.
ثلاث شخصيات محور حديثي هذا السيد هبة الدين الشهرستاني والدكتور علي الوردي والكاتب عادل رؤوف ،السيد هبة الدين الشهرستاني اشهر من نار على علم ولا يسعنا الا الانحناء لعلمه ودوره العلمي في زمانه وما ترك من اثار علمية يستفيد منها القراء الكرام وطبعا قد نختلف معه في راي ما وهذا لا يعني المساس بمكانته ، الدكتور علي الوردي المشهور بلمحات اجتماعية ومهزلة العقل البشري ووعاظ السلاطين فان ما يكتبه ضمن العلم الاجتماعي والثقافي يكاد يكون مصدر لمن يريد الكتابة عن الحالة الاجتماعية للحقبة الزمنية التي عاصرها او كتب عنها الدكتور الوردي ، اما الكاتب عادل رؤوف فانه يكتب بعواطفه وانه يضع الهدف قبل كتابته الكتاب على ان يسخر الكلمات والحقائق باتجاه ما يريد من ذم او مدح لاصل موضوعه.
اقول للاسف ان كاتب كبير مثل علي الوردي يدس فيما يكتب ليمهد الطريق لعادل رؤوف حتى يطعن بالنجف وعلمائها لاسيما ان هذا الكاتب اي رؤوف له مواقف متشنجة اتجاه العلماء فانه الف كتاب ضمّنه اقوال اصدقاء ابناء العلماء للطعن ولعل السيد عباس ابن السيد ابي القاسم الخوئي لقمة دسمة استفاد منها كثيرا عادل رؤوف.
وقع بين يدي كتاب لعادل رؤوف بعنوان " حصارات علي ـ النجف مدينة تعتاش على الموتى" الطبعة الاولى 2009 الناشر المركز العراقي للاعلام والدراسات ومن العنوان علمت ان فيه مطاعن بالنجف فتصفحته على عجالة وشاءت الصدفة ان اقرا صفحة واحدة من الكتاب هي ص 471 وقد ذكر بها هذه الرواية" ان رجلا ايرانيا كان يحمل لحم ابيه في كيس وهو في طريقه الى النجف وشاءت الصدفة ان احد رفاقه في السفر شعر بالجوع واخذ يبحث عن شيء ياكله فوجد الكيس فاستخرجه وطبخه ثم اكله غير انه لم يكد ينتهي من طعامه حتى اكتشف انه اكل لحم الميت وصار ابن الميت يلطم وجهه ويصرخ يا ويلياه اكلت ابي: ومصدرها لمحات اجتماعية الجزء الثاني ص260 .
قمت بالمتابعة والبحث عن مصدر هذه الرواية وبالفعل وجدتها في المصدر بعينها وذكر مصدرها الدكتور علي الوردي هو" هبة الدين الشهرستاني ( تحريم نقل الجنائز) بغداد 1329هـ ص16" ,
تابعت البحث والتدقيق اتصلت بمكتبة الجوادين في العتبة الكاظمية طالبا منهم رسالة تحريم نقل الجنائز للسيد الشهرستاني فابدوا اهتمامهم ولعدم وجود نسخة قديمة قاموا بتصوير النسخة القديمة ورقة ورقة وارسلوها لي وهي نفس النسخة التي اعتمدها الدكتور الوردي في اقتباس الرواية وجدت في المصدر الرواية التالية "ان في كرمنشاه جماعة مستعدون لهذا العمل الفجيع فياتون بالجنائز الطرية قبل المعاينة ويجردون جميع لحومها بالسكين والحجر ثم يذرون مقدارا من الزرنيخ والنورة على العظام ويتركونها على السطوح حتى تجفف الاهوية والادوية والشمس كل رطوبة في العظم لترى العظام كانها قد اذاب الدهر لحمها منذ اعوام ثم يعرضونها للمعاينة وهي مفسخة " ذكر هذه الرواية حسب الهامش (6) ذكرها الفاضل الجليل الشيخ بهاء الدين الطهراني نجل عميد المجتهدين حضرة الشيخ عبد النبي المازندراني (دام ظله) ص 16-17
مع الاسف عليك يا دكتور علي الوردي في تمرير هكذا دس ضمن كتابك " لمحات اجتماعية " وايهام القارئ الكريم ان ما كتبته مصدره السيد هبة الدين الشهرستاني ومن المؤكد سيكون بينكما حساب عند الله عز وجل والا اجزم لو كان السيد هبة الدين الشهرستاني على قيد الحياة لقاضاك على ما نسبت اليه ، والجريمة الثانية التي اقترفها علي الوردي هي تسويغ الطعن من قبل عادل رؤوف بحق النجف لانه ما صدق انه راى ضالته ومثل هكذا معلومة دسمة لا يحقق فيها لانها تتفق ونوازعه الشخصية وسلبياتها على علي الوردي .
التدليس في الرواية كان ظاهرا لابسط القراء منها ان حملة الجنائز مهنتهم تهريب الجنائز وما يقومون به من تعتيق الجنازة يتم في بيوتهم او محل عملهم بدليل هذه العبارة "ويجردون جميع لحومها بالسكين والحجر ثم يذرون مقدارا من الزرنيخ والنورة على العظام ويتركونها على السطوح ..." اي قبل الرحيل والتهريب وهذه الفترة كفيلة بان لا تبقي اللحم هذا اولا وثانيا اين كانوا نقلة الجنائز من هذا الجائع الذي استخرج اللحم وطبخه ، وثالثا ابن الميت هو ايراني ام عراقي ، وثالثا استخدام كلمة ياويلياه كانت في زمن الدولة الاسلامية اما الان فلا احد يستخدمها
لماذا تشوهون الحقائق وتمنحون الاسباب للغير حتى يطعن بنا؟
حسين الخزاعي
15-11-2012, 12:08 AM
العراقيون بين وصف فيصل الأول وعلي الوردي
أكرم عبد الرزاق المشهداني
رابط المقال :
http://www.azzaman.com/?p=11219
--------------------------------------------------------------------------------------
تواترت اعلامياً، كلمات منسوبة الى المرحوم الملك فيصل الأول ملك العراق تعود الى عام 1921 تحديداً، حيث وصف الملك الذي تسلم لتوّه عرش العراق حالة المجتمع العراقي، بطريقة ربما كنا في يوم ما ننكرها ونعتبرها قاسية وجارحة، ومهينة، ولكنها اليوم وبعد مرور تسعة عقود من الزمن، نرى أننا نقترب من ذلك الوصف، بشكل أو بآخر، وكأن العراقيين عادوا الى النقطة التي بدأوا منها.
ورد في مقولة شهيرة للملك فيصل الأول 1921
أقول وقلبي ملآن أسىً… إنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد تكتلات بشرية خيالية، خالية من أي فكرة وطنية، متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة، سمّاعون للسوء ميالون للفوضى، مستعدون دائماً للانتفاض على أي حكومة كانت، فنحن نريد والحالة هذه أن نشكل شعبا نهذبه وندرّبه ونعلمه، ومن يعلم صعوبة تشكيل وتكوين شعب في مثل هذه الظروف يجب أن يعلم أيضا عظم الجهود التي يجب صرفها لاتمام هذا التكوين وهذا التشكيل.. هذا هو الشعب الذي اخذت مهمة تكوينه على عاتقي . الجدل يدور بين من تناولوا تلك المقولة المنسوبة لأول ملك على العراق الحديث، في قسوة انكار وجود شعب عراقي ، وفي اطار قول جلالته أنه يسعى لتشكيل شعب مهذب مدرب متعلم، والحديث بالطبع يتواصل للاستفسار عما اذا نجح فيصل الأول ومن جاءوا بعده في تشكيل هذا الشعب.
مقاربة بين اطروحة فيصل الأول واطروحات الوردي
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل هناك من علاقة صلة بين ما أورده الملك فيصل من تحليل للشخصية العراقية، وبين تحليلات وأطروحات وفرضيات عالم الاجتماع العراقي علي الوردي حول سمات بنية المجتمع، وشخصية الفرد العراقي التي طرحها قبل حوالي ستة عقود، وكذلك بين الواقع الذي يشهده العراق اليوم، رغم الفاصلة الزمنية الممتدة، والظروف الموضوعية المتغيرة التي شهدها العراق دولة ومجتمعا ؟.. وهل تلك التحليلات والاستنتاجات التي توصل اليها الوردي هي خاصية ثابتة وأبدية يتسم بها المجتمع والانسان العراقي دون غيره من البشر والمجتمعات الأخرى؟
لا شك أن دراسة علي الوردي للشخصية العراقية تعد هي الأهم من نوعها ومن الممكن أن نستفيد منها كمنهج للبحث لباقي بلدان الشرق الاوسط.. فقد حلل علي الوردي الشخصية العراقية على اعتبارها شخصية ازدواجية تحمل قيم متناقضة هي قييم البداوة وقيم الحضارة وأثبت أن لجغرافيا العراق أثر في تكوين الشخصية العراقية فهو بسبب وجود النهرين، بلد يسمح ببناء حضارة، ولكن قربه من الصحراء العربية جعل منه عرضة لهجرات كبيرة وكثيرة عبر التاريخ آخرها قبل 250 سنة تقريبا.
العراقيون بين البداوة والحضارة
وصف د. علي الوردي العراق بالبودقة لصهر البدو المهاجرين ودمجهم بالسكان الذين سبقوهم بالاستقرار والتحضر. فأنشأت لديهم قيمتين قيمة حضرية وقيمة بدوية. فالعراقي ينادي بقيم الكرامة والغلبة. ولكن حياته تجبره على الانصياع لقيم التحضر.
فرضيّات عالم الاجتماع العراقي علي الوردي وردت في كتابيه دراسة في طبيعة المجتمع العراقي و شخصية الفرد العراقي وكذلك في موسوعته لمحات من تاريخ العراق الحديث التي صدرت في ثمانية مجلدات، واستعرض فيها وبأسلوب نقدي، تحليلي، شامل، وغير مسبوق تاريخ العراق والحراك الاجتماعي فيه، محدداته ومؤثراته وتناقضاته الموضوعية والذاتية، ضمن العوامل والشروط التاريخية، الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية، والثقافية التي صاغت وحكمت وعي المجتمع والانسان العراقي الى حد كبير.
تلك الفرضيات تتمحور حول عناوين أو محاور رئيسية ثلاثة هي ازدواجية الشخصية العراقية، والتناشز الاجتماعي، وصراع البداوة والحضارة.
تأثر الوردي بأفكار ابن خلدون
يرى كثير من الباحثين والناقدين أن المنهج التحليلي عند الوردي قد تأثر الى حد كبير بنظرية ابن خلدون في مقدمته في علم الاجتماع، وخصوصا منهجه في فلسفة التاريخ وتطبيق ذلك المنهج على المجتمع العراقي، وان اهتمام الوردي بصاحب المقدمة يعود الى فترة مبكرة من حياته، كما شكلت شخصيته وأطروحاته وأفكاره الفلسفية والاجتماعية محور رسالته لنيل الدكتوراه من جامعة تيكساس عام 1950.
فكرة الوردي في ازدواجية الشخصية العراقية
طرح الوردي فكرته عن ازدواجية الشخصية العراقية لأول مرة في محاضرته التي ألقاها في قاعة الملكة عالية في نيسان عام 1951، وأشار فيها الى أن شخصية الفرد العراقي تتسم بالازدواجية. وذكر الوردي في هذا الصدد نصاً نجد أن العراقي المسلم هو من أشدّ الناس غضباً على من يفطر برمضان علنا ولكنه هو من أكثرهم افطارا و أن العراقي، سامحه الله، أكثر من غيره هياماً بالمثل العليا ودعوة اليها في خطاباته وكتاباته، ولكنه في الوقت نفسه من أكثر الناس انحرافا عن هذه المثل في واقع حياته ، و أنه أقل الناس تمسكا بالدين، وأكثرهم انغماسا في النزاع بين المذاهب الدينية، فتراه ملحدا من ناحية وطائفيا من ناحية أخرى . اعترف الوردي بأن تلك التمظهرات تناولها من باب الوصف الاجتماعي لا من حيث انها اختلالات نفسية فالعراقي يجمع بين المتناقضات فهو مثلا تراه تقدميا في السياسة أو يحاول أن يتظاهر بذلك غير أنه في واقعه الاجتماعي رجعي لا يستطيع أن يتكلم مع امرأة دون تلعثم أو يتجاوز عرفا ً اجتماعياً حتى في بيته، وهذا التزمّت الاجتماعي يقابله انفتاح في السياسة، ويحذر الوردي الى أن العراقي بهذه الصفات ليس منافقاً أو مرائياً كما يحب البعض أن يسميه بذلك وفقا لما جاء في مخاطبة الحجاج لأهل العراق وتسميتهم بـ أهل اللجاج والنفاق أو مفهوم التقية لدى البعض، بل يعود في نظره لكونه هو اذ يعمل باحدى شخصيتيه ينسى ما فعل آنفا بالشخصية الأخرى. فهو اذ يدعو الى المثل العليا أو المبادئ السامية، مخلصٌ فيما يقول، جاد فيما يدعي. أما اذا بدر منه بعدئذ عكس ذلك، فمرده الى ظهور نفس أخرى فيه لا تدري ماذا قالت النفس الأولى وماذا فعلت .
جدير بالذكر هنا أن هذه الأطروحة الوردية، لم تكن محل اجماع العاملين في ميدان العلوم الاجتماعية والنفسية في العراق، اذ يعتبر بعضهم أن التناقض بين المعتقد والسلوك قد يكون شائعاً بين العراقيين، ولكنه لا يتعلق أساساً بازدواج نفسي خاص في الشخصية العراقية، اذ يستمد هذا التشخيص مقوماته من منهج فرويد في التحليل النفسي، في التناقض بين العقل الظاهر والعقل الباطن، بين الأنا العليا والأنا السفلى، وبالتالي قد يكون جرى اغفال دور العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية غير المستقرة، وتوالي وتعاقب أنظمة الظلم والاستبداد، التي حكمت العراق على مدى قرون، وفقاً لعلاقات وسيطرة أبوية ذكورية بطرياركية استبدادية ومتخلفة.
نظرية التناشز الاجتماعي عند الوردي
المحور الآخر لأطروحة علي الوردي يتعلق بما اسماه التناشز الاجتماعي التي يعتبرها البعض بأنها مستمدة من فكرة عالم الاجتماع أوكمبرن الذي أشار فيها الى أن الانسان قد يتحرك سريعا في الجانب المادي، ولكنه يتخلف في الجانب الفكري والاجتماعي. وقد حاول علي الوردي أن يؤصّل هذا المفهوم عن التناشز على الواقع الاجتماعي العراقي وتجلياته، مثل تناشز الوعي الاجتماعي والممارسة الاجتماعية مع الجانب الاقتصادي والسياسي. فالتناشز لدى الوردي هو التفارق والتناقض بين ما يؤمن به الفرد في دواخله، ويلتزم به اجتماعيا وسلوكيا على أرض الواقع، وبين ما يدعو اليه ظاهريا ومبدئيا من قيم ومبادئ انسانية وحضارية، وهو ما يعكس الارتجاج والتأرجح والتناقض في التعامل والتعاطي مع واقع متغير في مفرداته المادية، وبين السلوك التقليدي الموروث والمستقر في الوعي الاجتماعي، وهذا التناشز الاجتماعي يتمثل من وجهة نظر الوردي في معاملة العراقي للمرأة، وتعامله مع الآخر المختلف في الأيديولوجية والدين والمذهب والانتماء القبلي والاثني. وهذا التناشز الاجتماعي يتعلق من وجهة نظره بالضلع الثالث من أطروحته، والتي تتمثل بالصراع بين البداوة والحضارة، والتناقضات بين البادية ــ الريف ــ المدينة، وما رافقها من بَدْوَنة و ترييف للمدن والحواضر العراقية، وما نجم عنها من ازدواجية في القيم والسلوك، تلك المحددات الثلاثة، هي التي رسمت ملامح شخصية المجتمع والفرد العراقي المتشظية.
ولاشك أن هذا التحليل والتوصيف والاستنتاج الذي توصل اليه علي الوردي من خلال دراسته للواقع العراقي، ينطبق الى حد كبير على المجتمعات القريبة للعراق.
ماهية مصطلح الازدواجية
في الكثير من المتابعات الفكرية والثقافية لما كتبه الاستاذ الدكتور علي الوردي، وفي سبيل الحصول واكتشاف المفهوم والمضمون الفكري المستخدم من الدكتور في مصطلحه الازدواجية في الشخصية العراقية ، ندرك ان الدكتور اراد من مصطلح الازدواجية في احيان كثيرة هو ذلك المعنى الذي يشير الى ان الفرد العراقي واقع بين معادلتين صعبتين في حياته الانسانية الاجتماعية
الاولى المعادلة الثقافية الفكرية العقائدية التي من خلالها يطلّ الفرد العراقي على حياة ترسم له المدينة الفاضلة التي ينبغي ان يعيش فيها، والتي تحترم الصدق وتؤمن بالعدالة، وترنو الى السمو بالمعنويات الاخلاقية الى كمال التقديس والتنزيه والتبجيل المطلق. والمعادلة الاخرى السلوكية الاجتماعية المادية المعيشية التي تفرض على الفرد العراقي كل ما من شأنه ان يناقض المعادلة الاولى من اخلاقيات ومعنويات وتقديسيات وتبجيلات فكرية وايمانية بحيث ان الفرد العراقي اصبح اشبه بمعمل متناقض ومتضارب ومزدوج في مقدماته ونتائجه، فبينما يؤمن الفرد العراقي ويقدس الصدق بقوّة وبحرارة عالية في المسجد وعلى المستوى الروحي والايماني، نجده عند أول خطوة خارج المسجد، وعلى أعتاب السوق وفي معترك الحياة الاجتماعية والاسرية والمعيشية، هو مضطّرٌ لتقمص الشخصية الاخرى في حياته الاجتماعية والاسرية وكذا الفردية، حيث يكون الكذب هي لغة السوق والتجارة والربح والخسارة الطبيعية، وكذا الظلم يصبح اللغة والمصطلح والسلوك الواقعي، والعصا المرفوعة، الذي من خلالها يؤدّب أعداءه وأبناءه في الاسرة على صعيد واحد.
ربما كان الوردي معجباً بشخصية المواطن الغربي أو الأمريكي السوبر ، الذي لا يعرف التناقض والازدواجية في الشخصية، لأن الانسان الأوربي انسان غير مزدوج، ولا هو واقع فريسة صراع بين معادلتين في حياته الاجتماعية، وانما هو يؤمن بالطريقة نفسها التي يعيش فيها، يؤمن مثلا بالصدق ويحترمه ويقدسه، وفي الوقت نفسه هو الذي يمارس السلوك بصدق والحياة والمشاعر والاحتكاكات والتجارة ايضا بصدق. ويبدو أن الوردي عندما يستخدم مصطلح الازدواجية في الشخصية العراقية كأّنه لا يشير من قريب او بعيد الى ظاهرة انسانية عامة ، بقدر ما هو يشير بتركيز مكثف على ظاهرة الفرد العراقي الازدواجية التي توحي من خلال الطرح ان هناك انموذجا فريدا بين الشعوب والافراد والامم هو ما يميز بين ظاهرة ازدواجية الفرد العراقي، واخر لم يسمه الدكتور علي الوردي الا بالاخر غير المزدوج والصريح مع نفسه والمتصالح بكلا حياته الفكرية الثقافية والاخرى الحياتية السلوكية، وهذا الانسان حسب رأي الدكتور علي الوردي في بعض اشاراته الاجتماعية هو الانسان الاوربي والغربي السوبر.
سياسيو العراق اليوم ومرض الازدواجية
طالعت قبل فترة قصيرة مقالة كتبها أحد الوزراء السابقين تحت عنوان ايها العراقيون… لنتحدث بصوت عال والعنوان الصارخ يدلل على الازدواجية السياسية الطائفية لدى شرائح واسعة من المتنفذين بالعراق اليوم، فقد دعا الوزير السابق السياسيين العراقيين الى الحديث بصراحة وبلا خجل عن مشاريعهم ودوافعهم التي تقف خلف تشنجاتهم وصراعاتهم القائمة في العراق الجديد.
وخلص الوزير السابق الى أن مشكلة العراق القائم اليوم هي في كون جميع السياسيين العراقيين لا يرغبون بالافصاح عن الطائفية والقومية العنصرية التي تحرك كل تصوراتهم وتطلعاتهم السياسية، ولهذا دعاهم الى انتهاج الشجاعة والصراحة والاعتراف امام العالم وبصوت عال وامام الشعب العراقي بانهم اما ان يكونوا طائفيون وأنَّ مصالحهم الطائفية والقومية هي ما يحرك كل انفعالاتهم السياسية والايدلوجية، واما أنهم وطنيون فعلاً، وللوطنية استحقاقاتها والتزاماتها التي ينبغي ان تسود في النهاية على تطلعاتهم وخطاباتهم وخططهم الواقعية. ولهذا وتدعيما لرؤيته بان العراقيين بساستهم شعب لا يؤمن الاّ بالطائفية والقومية وانهم لا يستحقون ان يطلق عليهم اسم الشعب لانقساماتهم الحادة منذ نشأة الدولة العراقية الحديثة في سنة1921م وحتى يوم الناس هذا في 2012 وان مفهوم الوطنية، والمواطنة غائب عنهم ابداً، استشهد السيد الوزير بمقولة الملك فيصل الاول رحمه الله مؤسس الملكية في العراق الحديث وهو يصف المجتمع العراقي بما ذكرناه موثقاً في بداية المقالة.
النفاق ازدواجية الفرد الارتدادية
لاريب ان هناك فرقاً بين ان نقول ان الفرد يؤمن بأفكار اخلاقية عالية القيمة كالعدالة والصدق وحب الخيّر الا انه يضطرّ لمخالفة تلك سلوكياً وحياتياً ومعيشياً أو أنه يرغب بتلك المخالفة لحسابات معينة؟
وبين ان نقول العكس عندما يؤمن الفرد بالشر والظلم والشيطنة وكراهية الخير، الا انه يضطرّ لسلوك الخير وعمل الصالح والتظاهر بالتقوى في حياته العملية والسلوكية والمعيشية.
الاول هو ما اطلق عليه الدكتور علي الوردي انه انسان مزدوج او واقع تحت مرض الازدواجية في الشخصية. أما الثاني فهو النفاق كما اطلقه القرآن الكريم والاسلام العظيم على فئة من الناس تؤمن بالسوء وتضمر الكفر والشرّ، ولكنها تضطّر مجاراة للمجتمع وقوته وسطوته ان تنساق وتنسجم وتتشبه بسلوك المجتمع الخيّر.
وهناك ايضا اشارة ذكية، ولطيفة ربما لم يلتفت اليها الكثير ممن قرأوا فكر الوردي بنوع من الانفعالية الزائدة، هو ان فكرة ومضمون الازدواجية التي رفعها الوردي كشعار او كمبضع لتشريح جثة الشخصية الفردية العراقية، هي فكرة قريبة بدرجة ما لمصطلح التقيّة فالتقية عندما نريد الوصول الى مضمونها الفكري هي نفس فكرة الازدواجية ومضمونها، في حال يؤمن الفرد والمجتمع بقوة بفكرة الايمان والخير وحب الصدق والتطلع الى العدالة، ولكنّ دناءة المجتمع وظروفه السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية الظالمة والقاسية هي التي تفرض معادلتها سلوكيا على الفرد وتضطرّه للعيش بحياة اخرى غير الذي يؤمن بها هذا الفرد او هذا المجتمع، سواء لدفع الضرر كما يدعون، أو لنيل المغانم والمكاسب وتمرير الأكاذيب.
الطائفية المرض الاجتماعي السياسي الوبيل
ثمة أسئلة تثور خاصة وأنَّ هناك من يرى بأن الطائفية الدينية والسياسية هي بالفعل اشكالية العراق المزمنة لشعب أدمن الاباطيل والخرافات الدينية، والانقسامات المجتمعية كما ذكره الملك فيصل الاول في تحليله. فالبعض قد يرى ان الاشكالية العراقية السياسية الواقعية هي ليس في ضرورة ان يتحدث العراقيون بصراحة عن طائفيتهم وبصوت عال، بل ان الاشكالية تكمن في عدم فهم العراقيين الى هذه اللحظة انفسهم وبعضهم والبعض الاخر، وعدم تقّبل العراقيين اختلافاتهم المتجذرة، بشكل واقعي وبلا لف او دوران، كانعكاس لمسمى الديمقراطية الحديثة.. واعتقد أنه لدرجة ما، في العهد الملكي تلاشت الفروقات بين المذهبيات، وحاول الملوك تجنب الولوج في هذه المعادلة وأن يكونوا أكثر وطنية باعتبار الملك هو لكل العراقيين لكن الظروف وواقع العراق الجغرافي كان هو الذي يفرض سياساته. لكن الأنظمة التي جاءت بعد تلك الحقبة لعبت على الوتر الطائفي، بدرجة أو بأخرى، ليس حباً والتزاماً بمنهج مذهبي للتدين والعبادة، بل لتسخير ذلك لتبرير الولاءات السياسية داخل الحدود وخارجها. ان مسألة الطائفية والسلوك الازدواجي في الشخصية العراقية خاصة بين من يتقلدون أمور البلاد اليوم، أوصلت البلاد الى شفا الكارثة، وقادت البلاد الى صراع طائفي دموي عنيف ما زالت آثاره التدميرية واضحة وموجودة، ومازال الخوف من تداعياته المستقبلية على المجتمع يشكل أكبر كارثة وطنية تحيق بالعراق الجديد بفضل سياسيي ما بعد 2003 دون ان نمنح صك البراءة لمن سبقهم. والمشكلة تتجسد في المنهج الطائفي الازدواجي لدى شرائح من يدعون الليبرالية والتقدمية بل وحتى الماركسية، فقد صار الارتداد الطائفي سمة من سمات التعامل بين سياسيي العراق الجدد، والمُشكلة أنهم كلهم يلعنون الطائفية، ولكنهم كلهم يُصَلّون في مِحرابها صباحَ مساء.
هل نجح من حكم العراق منذ 1921 بتشكيل شعب عراقي مدرب مهذب متعلم، متحضر، صادق، ينطبق ظاهره مع جوهره، شعب موحد متآلف، يتعايش جميع مكوناته بود وسلام وايثار، يعاف الطائفية المقيتة ويبنى الوطن الجديد على اسس من احترام الذات واحترام الآخرين، والتفكير بصوت عال، كما طلب الوزير في مقالته، وبمنهج حضاري متمدن، نعـــم ربما قد يكون الملك فيصل الأول ومن جاؤوا بعده نجحوا لحد بسيط في الوصول لتلك الغاية، وعززوا الهوية الوطنية بدرجة او باخرى، لكن من جاؤوا بعد 2003 خربوا كل شيء وأعادوا العراق الى دائرة الصفر ومربع عام 1921 بفعل تغذيتهم للمنهج والسلوك الطائفي في الحياة العامة والخاصة واستبدلو الهوية الوطنية الجامعة بهويات فرعية تفرق ولا توحد تخرب ولا تبني.
حسين الخزاعي
15-11-2012, 12:14 AM
علي الوردي .. بين ازدواج الشخصية العراقية وصراع البداوة والحضارة / وجود لطفي (http://www.iraqicp.com/2010-11-21-17-19-16/26006-2012-11-03-21-28-57.html)
http://www.iraqicp.com/images/stories/thumbnails/images-stories-editor-f817-160.535117057x160.jpgعلي الوردي
(http://www.iraqicp.com/images/stories/editor/f817.jpg)
قدم الناشط السياسي عبد الرزاق الحلفي جلسة في التجمع الثقافي في البصرة عنوانها (علي الوردي.. حياته وأفكاره) قدمه الناشط السياسي ناصرالكناني تحدث فيها عن حياة علي الوردي متتبعا إياها منذ ولادته وابرز المواقف التي اتخذها الوردي وخاصة أيام النظام السابق وابرز كتبه وبعض آرائه في المجتمع العراقي وتسجيله لتاريخ العراق الحديث في كتبه المختلفة وبعض المفاهيم التي ارتكز عليها في تأسيسه لمنهجه في علم الاجتماع
ثم فتح باب المناقشات التي ابتدأها الكاتب خالد خضير الصالحي الذي قال إن المحاضرة كان يعوزها الكثير لتبدو مكتملة، فقد كان العنوان (علي الوردي.. حياته وأفكاره) فضفاضا ويعاني تناقضا داخليا حيث لا علاقة بين حياة علي الوردي وشكل أفكاره بالضرورة وكان الواجب التركيز على المرتكزات الفكرية لعلي الوردي وهي عديدة يمكن إيراد بعضها بعجالة منها:
التناقض في الشخصية العراقية باعتباره المفهوم المركزي عند الدكتور الوردي، وفهم الوردي للعوامل الفاعلة في التحولات الاجتماعية والتاريخ، وهجومه على الإيديولوجيين من مختلف الاتجاهات والذين يسميهم وعاظ السلاطين، والهجوم المزدوج الذي تعرض له الوردي من اليساريين ومن رجال الدين معا لأنه كان مع مجموعة من المثقفين المستقلين يمثلون التيار المستقل في الثقافة العراقية من الذين كانوا يتعرضون الى مختلف الضغوط جراء استقلاليتهم، ولم يتحدث المحاضر عن آراء علي الوردي حول الأدب والثقافة، وغيرها من الموضوعات التي كان يمكن ان تشكل موضوعا للحديث عن الوردي..
وأضاف الصالحي أن مصطلح (ازدواج الشخصية العراقية) استخدمه الوردي في محاضرة له في بغداد 1951، وكان يستند حسب قول الوردي إلى جملة من القرائن "فالعراقي اقل الناس تمسكا بالدين، وأكثرهم انغماسا في النزاع بين المذاهب الدينية، فتراه ملحدا من ناحية وطائفيا من ناحية أخرى"، وكان هذا المصطلح عند الوردي يقترب كثيراً من أعراض مرض انفصام الشخصية، فالوردي يصف (أعراضه) بقوله "الفرد العراقي، في الواقع ذو شخصيتين، وهو إذ يعمل بإحدى الشخصيتين ينسى ما فعل آنفا بالشخصية الأخرى... (وذلك) مرده إلى ظهور نفس أخرى فيه لا تدري ماذا قالت النفس الأولى وماذا فعلت"؛ وبذلك يكون قد عمم حالة مرضية إكلينيكية على شعب بأكمله، والصحيح كما يؤكد الدكتور قاسم حسين صالح ان هنالك فرقا بين حالة التناشز او التنافر او عدم التطابق بين الفكرة والمعتقد الذي يحمله الفرد كعضو في مجتمع، وبين التصرف الذي يقوم به، وهي حالة شائعة بين البشر، ولا ينفرد العراقيون ولا يمتازون بها على غيرهم، وان الفكرة ترجع الى ابن خلدون وقد استعارها الوردي ولكنه ادخلها ضمن نسيج الشخصية الفردية بينما ابن خلدون ادخلها ضمن نسيج المجتمع كصراع بين نسقين حضاريين متعارضين وضاغطين على المجتمع والشخصية العراقية هما: البداوة والحضارة ؛ بينما قال علي الوردي بأنها تنبع داخل الشخصية العراقية وتصبغ المجتمع بصبغتها .. وانتهى المتحدث إلى أن أسبابها اجتماعية وواقع العراق السياسي، وهو الأمر الذي أكده متحدثون آخرون كالكاتب رشيد هاشم فهد الذي أضاف أن الشخصية العراقية كأي شخصية وفي أي مجتمع وان القوى السياسية والقوى المهيمنة على المجتمع العراقي هي التي تهيئ الأرضية القابلة لنمو النفاق الاجتماعي، وهي السياسة التي تبنتها كل الانظمة السياسية التي حكمت العراق، وهو ما اكده بعدهما الناشط السياسي سعيد المظفر الذي اكد طروحات المتحدثين السابقين، واضاف الكاتب رشيد هاشم فهد: " بالنسبة الى تبويب المجتمع الى بداوة وحضارة وهو التبويب الذي امن به علي الوردي يفتقر الى الدقة، وقياسا الى التبويبات التي اعتقدها بعض الفلاسفة كان تقسيم الوردي بالنسبة اليها متخلفا وغير دقيق. ماركس كان افضل منه حين قسم المجتمع الى طبقات اي الى ما يتعلق بعلاقة هذه الطبقة ام تلك بوسائل الانتاج وهو التقسيم الذي اشتهر به ماركس، وغيره من الفلاسفة والمفكرين الذين راحوا يقسمون المجتمعات على اساس اعراقها او دياناتها هم ايضا افضل من الوردي لان تقسيمهم هذا كان يعتمد على معطيات تجعلهم يدافعون عن آرائهم على نحو قوي، اما الوردي فلم يكن كذلك لانه اهمل مكونا مهما وهو الريف، والبداوة بالنسبة للريف من حيث الحجم لا تساوي شيئا، واعتقد انه تعمد اهمال الريف تناغما مع انطباع الامريكيين عن العرب، وهو الدارس في الولايات المتحدة، حيث الانطباع السائد وقتذاك وربما الى يومنا هذا كان بداوة وحضارة، في حين ان المكون الاساس بالنسبة للمجتمع العراقي كان الريف، وكان الصراع بينه وبين المدينة قائما الى يومنا هذا ولكل من الريف والمدينة سلوك وثقافة تميزه؛ فقد شاهدت افلاما وثائقية امريكية واوربية عديدة تعكس انطباعهم عن العرب عموما والعراقيين خصوصا يتحدثون بها عن صحراء ومدينة. واعتقد ان الوردي في تبويبه للمجتمع العراقي جاء منسجما مع هذا الانطباع حتى قبل الديانة الاسلامية كانت هناك مدن وارياف وبادية، بينما الجانب السياسي هو الحاسم في رسم سلوك الناس وثقافتهم، المثل يقول الناس على دين ملوكهم مع ان طبيعة النظام السياسي كانت في اي مجتمع ذات دور مهم في ازالة ثقافات وترسيخ ثقافات وسلوكيات اخرى. واعتقد ان اهمال الوردي لهذا الجانب واحد من اثنين: إما انه كان يهادن الانظمة السياسية المتعاقبة على حكم العراق والتي عاصرها، او اراد ان يلقي بالكرة في ساحة المجتمع العراقي ويحمله كامل المسؤولية متاثرا برأي الاجداد، او انه اراد ان يكون لعلم الاجتماع ما يميزه ؛ ان الازدواجية والنفاق تحدث عنهما وكانهما مزروعتان او نابتتان في خلايا جسم العراقي بينما هما تحصيل حاصل لعوامل عدة من اهمها طبيعة الانظمة الحاكمة للعراق وهي جميعا انظمة قمعية تتحلى بالقسوة المعروفة فقد كانت متشابهة من حيث القسوة.
ان طبائع العراقي التي تحدث عنها الوردي كانت موجودة الى وقت قريب في اوربا، فالمجتمعات الاوربية كانت تتقاتل في ما بينها لاسباب دينية او عرقية نعم ان البلدان الاوربية كانت تتقاتل من اجل النفوذ والهيمنة هذا صحيح ولكن حصانة شعوب اوربا وقتذاك نابعة من عقائد دينية او عرقية، ولكن الكثير من هذه الطبائع تغيرت عندما اتجهت بلدان اوربا نحو اقامة انظمة مدنية وقيام دول ذات مؤسسات اي قيام انظمة العدل والمساواة وابعاد كل الاثنيات من الجانب السياسي"، وواصل خالد خضير الصالحي القول بأن الوردي قد تعرض الى هجوم مزدوج من السلطات، ومن رجال الدين، ومن اليسار على حد سواء؛ فيذكر الدكتور عبد الحسين شعبان ان الوردي "كذلك تعرض الى هجوم من اليسار الماركسي، فقد كانت الحركة الشيوعية تعتبر افكار علي الوردي افكارا مثالية لانها لا تستند الى مبدأ الصراع الطبقي"، وقد رد المحاضر عبد الرزاق الحلفي بان المعقب الصالحي استغل الجلسة من اجل استعراض عضلاته الثقافية، فرد عليه الاخير انه لا يختلف عن أي حزبي يستخدم آليات (القتل الرمزي) التي بسط القول فيها محمد غازي الاخرس في كتابه (خريف المثقف في العراق) وهو ذات التسقيط الذي برعت به الاحزاب السياسية العراقية على اختلاف ايديولوجياتها، وهي اساليب رخيصة لا تستحق الاحترام؛ وان اولى مهمات بناء الدولة المدنية هو تحرير الثقافة من هيمنة الايديولوجيا الحزبية وبناء ثقافة مدنية مستقلة متعافية من النفعيات..
حفيد الكرار
16-11-2012, 10:39 PM
هذا رابط لمحات يعمل بصورة صحيحة
http://www.iraqifigures.org/arabic/books.html
حسين الخزاعي
17-11-2012, 12:44 AM
شكرا سيدنا لمرورك الكريم لكن الاجزاء الموجودة في هذا الموقع ناقصة واكملنا هذا النقص للجزء الخامس ق2 في هذا الموقع المبارك
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024