صادق العارضي
14-11-2012, 10:57 PM
مواقف الامام الحسين الخالدة
اليكم بعض الصفحات من نهضة الحسين وأرجو أن تصبروا على ما فيها من مواقف ومشاهد رائعة تملك عليكم قلوبكم وتأخذ بالبابكم. وقد اخترت لكم المواقف الثلاثة التالية:
(1) موقف بينه وبين أصحابه.
(2) موقف بينه وبين اعدائه.
(3) وموقف بينه وبين نسائه.
الموقف الأول:
بات الحسين ليلة العاشر من المحرم ومعسكره يغلي كالبركان نساء حائرات، أطفال عطاشى، شيوخ سجود وركوع وشبان يعدون العدة ويصلحون السيوف لقتال اعدائهم. أما سيدهم، وقد رأى عصراً الأعداء تحيط بمعسكره من كل جانب وتسد عليه الطرق والمسالك، استعظم أن يجد في مخيماته ضعاف الإيمان من اصحابه وخشي ان يؤثر في نفوسهم جزع الموقف وحراجته فأخذ يطوف البيوت خيمة خيمة ويوصي الرجال بالرحيل الى اهليهم والإنفضاض عنه فلم يجد بينهم إلاّ من اشترى الموت بالحياة وقد إزدادوا تكتلاً وتحمساً لدينه ومبدئه فصادف أحد خدامه فقال له :( يا جون انك تبعتنا للعافية فما عليك إلاّ أن تأخذ هذا الطريق في ظلام هذا الليل وتتخذه لك جملاً). فانتفض العبد كمن اصابته هزة كهربائية وقال: ((سيدي أبا عبد الله إنني في أيام الرخاء الحس قصاعكم وأيام الشدة أخذلكم. لا والله. سيدي..! إن لوني لأسود وأن حسبي للئيم فلا فارقتك أبا عبد الله حتى أقتل بين يديك فيبيض وجهي ويكرم حسبي). فجزاه الحسين خيراً.
تلاحظون من هذا الموقف أن الحسين لم يشأ أن يخدع أحد من أصحابه ليسوقه الى الحرب قسراً. وقد خبر أصحابه تلك الليلة اختبار القائد المحنك وعرف نواياهم فضرب بهم مثلاً رائعاً في الطاعة والجهاد بين يدي الزعيم...
الموقف الثاني:
لما وقف الحسين وحيداً بين الصفوف وقد قتل جميع اصحابه وأهل بيته، ولم يبق بينه وبين الشهادة إلاّ فترة قصيرة من الزمن رأى ببعد نظره أن لا يترك اعدائه يقترفون جريمتهم بدون موعظة يعظهم فيها وان من الإنصاف أن ينذرهم وخامة العاقبة في الدارين ويلقي عليهم الحجة فقال: (إن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات أن اعطيكم بيدي اعطاء الذليل وأقر لكم اقرار العبيد، اما اقيم صدور مجدي بالقنا وتقرعيني أو تقوم نوادب إنكم والله قد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فعلام تستحلون دمي وأنا ابن بنت نبيكم)).
فأجابه شمر بن ذي الجوشن بسهم وقال: (( هذا جواب وعظك يا ابن فاطمة)). فتم للحسين ما أراد فألقى عليهم الحجة ثم أخذ يبارزهم وقاتلهم قتالاً شديداً حتى قال فيه أحد اعدائه: والله ما رأيت مكسوراً قط قد قتل أهل بيته وأصحابه أربط جاشاً من حسين فقد كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها فتنتشر بين يديه انتشار المعزى اذا شد فيها الذئب. لقـد ضـرب بموقفه هـذا مثلاً أعـلى في الإيمان والصبر والشـجاعة والإبـاء رغم ما كـان عليه مـن ضعف سببه نزيف الدماء ومن آلام تركها فراق الأحبة والأصحاب.
الموقف الثالث:
لما جاء الحسين يودع نساءه وأطفاله الوداع الأخير أوصاهم بوصايا مختلفة واحدة واحدة ثم قال لأخته الكبرى (يا زينب اذا انا قتلت لا تشقي عليَّ جيباً ولا تخمشي علي وجهاً. ثم نادى في تلك الساعة الرهيبة من يقدم لي جوادي…؟) فقامت اخته الكبرى فاسرجت له الجواد وألجمته ثم قدمته اليه ليركب ويعود الى جهاد اعدائه. وبهذا الموقف ضرب الحسين لنسائنا وبناتنا مثلاً أعلى في الخدمة التي تستطيع أن تقدمها المرأة حتى في ساحة الحرب والجهاد فتسد فراغاً قد يحدثه فقدان الرجل عند الشدة.
وبالإختصار:
إن الحسين بن علي بما يملكه من مزايا عالية موروثة من البيت الهاشمي، وبما اضاف اليها من مزايا سامية اختص بها هو نفسه، استطاع أن يجعل من نهضته قوة وحقاً بعثهما خالدين في الأجيال خلود الزمن وهما لا شك سر عظمته وخلوده في التاريخ. الإمام الحسين عليه السلام حارس الإسلام
مما راق لي
من احد الواقع
اليكم بعض الصفحات من نهضة الحسين وأرجو أن تصبروا على ما فيها من مواقف ومشاهد رائعة تملك عليكم قلوبكم وتأخذ بالبابكم. وقد اخترت لكم المواقف الثلاثة التالية:
(1) موقف بينه وبين أصحابه.
(2) موقف بينه وبين اعدائه.
(3) وموقف بينه وبين نسائه.
الموقف الأول:
بات الحسين ليلة العاشر من المحرم ومعسكره يغلي كالبركان نساء حائرات، أطفال عطاشى، شيوخ سجود وركوع وشبان يعدون العدة ويصلحون السيوف لقتال اعدائهم. أما سيدهم، وقد رأى عصراً الأعداء تحيط بمعسكره من كل جانب وتسد عليه الطرق والمسالك، استعظم أن يجد في مخيماته ضعاف الإيمان من اصحابه وخشي ان يؤثر في نفوسهم جزع الموقف وحراجته فأخذ يطوف البيوت خيمة خيمة ويوصي الرجال بالرحيل الى اهليهم والإنفضاض عنه فلم يجد بينهم إلاّ من اشترى الموت بالحياة وقد إزدادوا تكتلاً وتحمساً لدينه ومبدئه فصادف أحد خدامه فقال له :( يا جون انك تبعتنا للعافية فما عليك إلاّ أن تأخذ هذا الطريق في ظلام هذا الليل وتتخذه لك جملاً). فانتفض العبد كمن اصابته هزة كهربائية وقال: ((سيدي أبا عبد الله إنني في أيام الرخاء الحس قصاعكم وأيام الشدة أخذلكم. لا والله. سيدي..! إن لوني لأسود وأن حسبي للئيم فلا فارقتك أبا عبد الله حتى أقتل بين يديك فيبيض وجهي ويكرم حسبي). فجزاه الحسين خيراً.
تلاحظون من هذا الموقف أن الحسين لم يشأ أن يخدع أحد من أصحابه ليسوقه الى الحرب قسراً. وقد خبر أصحابه تلك الليلة اختبار القائد المحنك وعرف نواياهم فضرب بهم مثلاً رائعاً في الطاعة والجهاد بين يدي الزعيم...
الموقف الثاني:
لما وقف الحسين وحيداً بين الصفوف وقد قتل جميع اصحابه وأهل بيته، ولم يبق بينه وبين الشهادة إلاّ فترة قصيرة من الزمن رأى ببعد نظره أن لا يترك اعدائه يقترفون جريمتهم بدون موعظة يعظهم فيها وان من الإنصاف أن ينذرهم وخامة العاقبة في الدارين ويلقي عليهم الحجة فقال: (إن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات أن اعطيكم بيدي اعطاء الذليل وأقر لكم اقرار العبيد، اما اقيم صدور مجدي بالقنا وتقرعيني أو تقوم نوادب إنكم والله قد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فعلام تستحلون دمي وأنا ابن بنت نبيكم)).
فأجابه شمر بن ذي الجوشن بسهم وقال: (( هذا جواب وعظك يا ابن فاطمة)). فتم للحسين ما أراد فألقى عليهم الحجة ثم أخذ يبارزهم وقاتلهم قتالاً شديداً حتى قال فيه أحد اعدائه: والله ما رأيت مكسوراً قط قد قتل أهل بيته وأصحابه أربط جاشاً من حسين فقد كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها فتنتشر بين يديه انتشار المعزى اذا شد فيها الذئب. لقـد ضـرب بموقفه هـذا مثلاً أعـلى في الإيمان والصبر والشـجاعة والإبـاء رغم ما كـان عليه مـن ضعف سببه نزيف الدماء ومن آلام تركها فراق الأحبة والأصحاب.
الموقف الثالث:
لما جاء الحسين يودع نساءه وأطفاله الوداع الأخير أوصاهم بوصايا مختلفة واحدة واحدة ثم قال لأخته الكبرى (يا زينب اذا انا قتلت لا تشقي عليَّ جيباً ولا تخمشي علي وجهاً. ثم نادى في تلك الساعة الرهيبة من يقدم لي جوادي…؟) فقامت اخته الكبرى فاسرجت له الجواد وألجمته ثم قدمته اليه ليركب ويعود الى جهاد اعدائه. وبهذا الموقف ضرب الحسين لنسائنا وبناتنا مثلاً أعلى في الخدمة التي تستطيع أن تقدمها المرأة حتى في ساحة الحرب والجهاد فتسد فراغاً قد يحدثه فقدان الرجل عند الشدة.
وبالإختصار:
إن الحسين بن علي بما يملكه من مزايا عالية موروثة من البيت الهاشمي، وبما اضاف اليها من مزايا سامية اختص بها هو نفسه، استطاع أن يجعل من نهضته قوة وحقاً بعثهما خالدين في الأجيال خلود الزمن وهما لا شك سر عظمته وخلوده في التاريخ. الإمام الحسين عليه السلام حارس الإسلام
مما راق لي
من احد الواقع