المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلمي يحكي ثورة الحسين ع..


الجزائرية
15-11-2012, 04:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف..

مع بداية شهر احزان ال الرسول شهر المصائب والنوائب نبض قلبي بالحزن فاخذتُ قلمي واطلقت

العنان ليدي لتكتب مابدا لها بتعبير تستمده من قلب يعتصره الالم ومرارة الحزن منسوج بدم

التضحية والاباء انه مصاب سيد الشهداء وريحانة رسول الله والزهراء انه ابي عبد الله الحسين بن

علي صلوات الله عليه ...

كلمات ساسطرها بحبر قلمي الممزوج بدموع عيني ...

كيف قتلو ريحانة رسول الله ولما قتلوه وهو القائل لما بلغوه مقتل ابن عمه مسلم بن عقيل" وايم

الله لو كنت في حجر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا بي حاجتهم والله ليعتدن

علي كما اعتدت اليهود في السبت" !!

الله اكبر لو دققنا النظر في هذه الكلمات التي قالها سيد الشهداء الحسين صلوات الله عليه لفهمنا

عمق القضية ولميزنا نوع القوم الذين كان يواجههم سيد الشهداء..وقد شبه قضيتهم بقضية اليهود

عندما اعتدوا على حدود الله فهم هكذا اعتدوا على حدود الله بقتل حجته على الارض وسبط نبيه

المصطفى وريحانته...

لذلك كان الحسين صلوات الله عليه مصرا على الخروج من المدينة المنورة الى ارض العراق فجمع

اصحابه واهل بيته واكد لهم الحقيقة المرة ليكونوا على بينة من امرهم لكن النفوس المؤمنة الواثقة

بعقيدتها لايرهبها الموت كيفما كان فما كان من الكثير من اصحابه الا التصميم والجزم على متابعة

المسيرة وعدم مفارقة قائد الثورة مهما كان المصير الذي ينتظرهم.

وتوالت الاخبار على الحسين تحمل اخبار المستقبل المظلم فقد قتل عبد الله بن بقطر وكان الامام

الحسين قد سيره الى ابن عمه مسلم قبل ان يعلم بمقتله ثم مقتل قيس بن مسهر الصيداوي

رسول الحسين الى الكوفة ,وكلما وافاه خبر عن مقتل احدهم كان يردد بحرقة "لاخير في العيش بعد

هؤلاء" كما كانت هذه الاخبار تزيد من تصميم الرجال والصفوة الطاهرة المرافقة لسيد الشهداء في مسيرته..

فتواصل قافلة الاباء مسيرها الى ان تنتهي لمذبح القرابين ارض كربلاء ويبدو ان الموت الرهيب كأنه

يعتصر عيون هذه الصفوة المؤمنة ويتساءل الامام الحسين عن الارض التي هم فيها فيُقال له انها ارض كربلاء ..

قيلتفت الى اصحابه واهل بيته ويقول" ههنا محط ركابنا وسفك دماءنا ..هنا محل قبورنا بهذا حدثني جدي رسول الله".

وبهذا الحديث وضع الامام لجميع من صاحبه في مسيرته هذه,بأن كربلاء هي نهاية المطاف وفيها

النتيجة المحتومة ليكونوا على بينة من امرهم,فهو لم يرغب ان يجبر احد على الموت وفي هذه

الساحة الموت الذي لابد منه لهذا قال لهم: هذا الليل فاتخذوه جملا..

ولم يكن مسيرة هذه الصفوة من اهل بيته واصحابه اندفاعا عاطفيا انما هو ابعد من هذا كله..

هي قضية العقيدة ومدى الايمان الذي يحمله كل منهم فهو المقياس الاساسي لابعاد التضحية

والفداء في حساب كل واحد منهم..

والنتيجة مهما تكن مرة وعسرة فهي في نظر الانسان المسلم المؤمن بقضيته طبيعية..

ولهذا نلمس ردود الفعل الرائعة تشرق شموخا في جوارح هذه الصفوة تصميما وعزما وثباتا ويقول

احد الاصحاب وهو يمثل كل الصامدين في قافلة الموت..

"ياابا عبد الله انتخلى عنك,وبما نعتذر الى الله في اداء حقك..اما والله لو علمت اني اقتل ثم احيي

ثم احرق ثم احيي ثم اذرى يفعل بي ذلك سبعين مرة مافارقتك حتى القى حمامي دونك وكيف

لاافعل ذلك وهي قتلة واحدة ثم الكرامة التي لا انقضاء لها,ويعلم الله انا قد حفظنا بموقفنا هذا معك

غيبة رسول الله فيك".

ورغم قصر هذه الفقرة التي قالها احد الفدائيين لعقيدته يتضح منها مدى الايمان وعمق العقيدة في

نفس كل واحد من هؤلاء الصفوة فهي في حسابهم كل شيء في سبيل الدعوة الاسلامية..

واذا كان هذا جواب احد الاصحاب فكيف يكون رد الاهل والاخوة والاولاد ولقد حسم الموقف احدهم

حينما قال له:

" ياابا عبد الله نفديك بانفسنا واموالنا واهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك قبح الله العيش بعدك

وعند رسول الله نخاصم هذه الطغمة الفاسدة".

وينساب رد الامام الحسين عليه السلام اليهم كأنه النور الذي ينعش العيون الضامئة.

"والله اني لا اعلم اصحابا اوفى ولاخيرا من اصحابي ولا اهل بيت ابر ولا

اوصل من اهل بيتي .فجزاكم الله عني خيرا".

وتفرق القوم في حط رحالهم بأرض كربلاء.. بانتظار يوم التضحية يوم الفداء والبطولة انه يوم العاشر

من محرم يوم مذبح القرابين....


كانت الليلة التي سبقت مقتل الحسين عابسة منهوكة الاضواء فقد مرت على ال البيت ثقيلة عسيرة وقد قطعها الحسين واصحابه بالصلاة والدعاء والاعداد لصبيحة غد

رغم ان مضايقات الجيش الاموي كانت تتصاعد لكن صلابة الايمان وعزم الرجولة وبطولة الانسان كانت تتجلى على وجوه هذه الصفوة

المختارة التي تحف بالحسين بن علي مع انها لم تتجاوز السبعين نفرا الا بقليل ويقابلها جيش جرار قدر بالاف

وحتى تلك الليلة كانت الكتائب تترى من الكوفة الى كربلاء لمحاربة الحسين.

ان عبيد الله بن زياد حمل الناس على الخروج لحرب الحسين سواء بالترهيب او الترغيب

يُقال حتى باتت اسواق الحدادين في الكوفة لم تغلق محلاتها ليلا ونهارا لتهيئة السيوف والنبال للمحاربين

الكبار والشباب سواسية في عرف الوالي الاموي لا بد ان يخرج الى كربلاء كل من يقدر على حمل السلاح.

بالمقابل معسكر الحسين صغير فيما يضم لكنه كبير جدا في معنوياته اول دليل على ذلك تدافع الاف من الجيش الاموي

والضالعين تحت ركابه الى مقابلة بن رسول الله ولو كان ابن زياد لم يعرف الحسين وبطولته واصحابه

وصمودهم لما دفع بهذا الزخم من البشر لمحاربته كتيبة تلو الكتيبة.

انه على علم ويقين ان ابن علي يرفض الاذعان لحكم الامويين وهو وان اذعن لحكم يزيد لكنه متيقن ان ذلك لم يكن ,

لهذا افرغ حقده واملى على قائد جيشه ماذا يحب ان يعمل بحفيد رسول الله اذ ما مد يده للمبايعة..


يقول الكتاب :

من ابن زياد امير الكوفة والبصرة الى عمر بن سعد.

اما بعد: فاني لم ابعثك الى الحسين لتكف عنه ولا لتكون له عندي شفيعا ادع الحسين الى ما امرتك فأن نزل واصحابه

على الحكم مستسلمين فابعث بهم الي وان ابوا فازحف عليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم وبعد ان يُقتل الحسين اوطئ الخيل صدره وظهره.

فأن مضيت لامرنا جزيناك جزاء السامع المطيع وان ابيت فأعتزل جندنا وخل بين شمر بن ذي الجوشن والعسكر والسلام...

وواضح من فقرات هذه الرسالة ان عبيد الله بن زياد مطمئن الى ان الحسين لم يقدم على بيعة يزيد مهما كلفه الامر ..

وكان الامر كما تنبأه سفاك الامويين ابن زياد فالامام الحسين صلب في ايمانه يحمل روح ابيه بين جنبيه

وهو خارج من اجل قضية شريفة وهو الان في موضع جني الثمار وان الامر سيكلفه ثمنا غاليا رأسه ورؤؤس

هذه الصفوة من اهل بيته واصحابه ولكن هذا في سبيل العقيدة والدين يهون..

وبزغت شمس العاشر من محرم كئيبة تكاد تخطف روعتها اجواء المأساة وغصت افاق كربلاء

باهات حزينة وانتشرت في ساحتها اشباح الموت وكأن القدر يقف للصفوة المختارة ليحصد منهم جماجم ويحللهم بالموت ويغرقهم بالماسي ...


وساعات الضحى تطوى دقائقها بشراسة وخطوط الظهيرة الدامية تزحف بقسوة رهيبة وال رسول الله يستعدون للموت

والجيش الاموي يضيق نطاقه على مضارب الامام الحسين ويشدد منعه من وصول الماء اليهم في محاولة جادة لاجهادهم وزيادة في ايلامهم.


فوقف القائد الصامد الحسين صلوات الله عليه ليخطب بالقوم وليقيم عليهم الحجة بكلمات القاها

كأنها سهام موجهة الى اسماعهم التي اصمها الله لغيهم وطغيانهم..

"ايها القوم انسوبي من انا ثم ارجعوا الى انفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك

حرمتي الست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه واول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله بما جاء من عند ربه


او ليس سيد الشهداء حمزة عم ابي اوليس جعفر الطيار عمي اولم يبلغكم قول رسول الله لي ولاخي :هذان سيدا شباب اهل الجنة ...

ثم يقول اما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ؟!

فأن كنتم في شك من هذا القول افتشكون اني ابن بنت نبيكم فوالله مابين المشرق والمغرب ابن بنت نبي

غيري فيكم ولا في غيركم,ويحكم اتطلبوني بقتيل منكم قتلته او مال لكم استهلكته او بقصاص جراحة...

ثم يقول ايها الناس اذ كرهتموني فدعوني انصرف عنكم الى مأمني من الارض ...

ثم يقول :لا والله لا اعطيهم بيدي اعطاء الذليل ولا افر فرار العبيد عباد الله اني عذت

بربي وربكم ان ترجمون واعوذ بربي وربكم من كل متكبر لايؤمن بيوم الحساب..

ومع ان الجيش الكوفي بدأ بالمناوشات فقد ركب الحسين فرسه مرة ثانية

واخذ مصحفا ونشره على راسه ووقف بازاء القوم وقال:

"ياقوم بيني وبينكم كتاب الله وسنة جدي رسول الله ثم استشهدهم عن نفسه وما عليه من سيف النبي

ولامته وعمامته فأجابوه بالتصديق فسألهم عما اقدمهم على قتله .قالوا:طاعة للامير عبيد الله بن زياد

فقال عليه السلام :"تبا لكم ايتها الجماعة وترحا أحين استصرختمونا والهين فاصرخناكم موجفين

سللتم علينا سيفا لنا في ايمانكم وحثثتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم..

الى ان يقول عليه السلام :الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة

يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وانوف حمية ونفوس ابية من ان تؤثو طاعة اللئام

على مصارع الكرام الا واني زاحف بهذه الاسرة على قلة العدد وخذلان الناصر...

الى نهاية خطابه المبارك والذي لم يؤثر في نفوس القوم بالرغم من الكلمات القوية الموجهة

لان الشيطان كان قد لبسهم واصم الله على سمعهم وحجب ابصارهم عن رؤية الحق وغشا قلوبهم بغشاوة الباطل ...

حتى صاروا كالانعام لايفقهون ولا يسمعون ما يتلا عليهم من كلام ...

ولم يكن الحسين بموقفه هذا ضعيفا فقد وضع في احتمالاته كل هذا وابعد من هذا

وقد قالها صريحة في المدينة ومكة لمحمد بن الحنفية وابن عباس وغيرهما ممن حاولوا اقناعه بعدم السفر

ومقابلة يزيد ولكنه اراد ان يوضح للذين رافقوا الجيش الاموي وهم لا يعلمون حقيقة الامر فان

يزيد مقدم على عمله مع الحسين يخرق فيه ابسط مبادئ الاسلام..

ودارت الحرب سجالا وتبارت السواعد الشامخة تذب عن ابن بنت الرسول وتدفع عن اهل بيته

وحشية الجيش الظالم الذي ضرب كل القيم الخلقية عرض الجدار وطحن الموت فيمن طحن الاصحاب والاقراب والاولاد ..

وقد تناسى القوم انهم يتكالبون على ريحانة رسول الله وابن الزهراء وفتى علي وسيد شباب اهل الجنة

كما تناسى ابائهم عندما اجتمعوا على حرق دار الزهراء وضربها انهم احرقوا باب من وضربوا من؟!

فاليد التي ضربت الزهراء هي نفسها التي ذبحت الحسين يوم العاشر من محرم والفتيل الذي اضرموه

ببابها هو نفسه الذي اضرموه بخيم سيد الشهداء يوم العاشر من محرم الحرام

لقد مسخ القوم الى حقد ثائر وجاهلية رعناء وثارات قديمة وضغينة قاتلة انتهت بقتل سيد الشهداء سبط المصطفى وريحانته...


فقد شاءت قدرة الله ان يراه قتيلا ويرى نساءه واطفاله سبايا من بلد الى بلد...

فالحمد لله رب العالمين مقدر الاقدار ومسير الامور , اين يزيد اليوم واين الحسين..

فالسلام عليك ياسيد الشهداء يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تُبعث حيا...


هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد واله الطاهرين...





انهيت المقال اليوم 3 محرم الحرام ..
..الجزائرية..

وسام القاسمي
15-11-2012, 06:55 PM
بارك الله فيكم وجعلة الله في ميزان حسناتكم

زخات مطر
16-11-2012, 03:23 PM
بوركتِ فقد نزف قلمك اروع السطور

كرار القاسمي
16-11-2012, 03:29 PM
مأجورين ان شاء الله

rafedy
16-11-2012, 05:21 PM
عظم الله اجوركم

الرافضي (http://www.alshiaclubs.com/upload//view.php?file=f18779cca3)

قطيفيه وافتخر
17-11-2012, 08:37 PM
بارك الله فيك وهذا اقل ما يمكن بحق الحسين ةعليه السلام

الجزائرية
26-11-2012, 04:11 PM
حياكم الله جميعا
وعظم الله اجوركم..

ابوكرار2
26-11-2012, 10:04 PM
بارك الله بك

عازفه الليل
05-12-2012, 03:58 PM
عظم الله اجورنا واجوركم
بارك الله فيك

صادق العارضي
05-12-2012, 04:30 PM
وفقكم الله اختنا الفاضلة الجزائرية وجعلها
في ميزان اعمالكم

الروح
05-12-2012, 04:55 PM
بوركت الايادي اختي الغالية لهذا العطاء الولائي
كربلاء مدرسة التاريخ ومحط رحال الموالين
منها نتزود بالقيم السامية قيم السماء
وفقك الله للمزيد
تقديري

جعفر المندلاوي
09-12-2012, 07:40 AM
دام هذا القلم المعطاء
وهو يسجد في محراب الحزن المقس

جعفر المندلاوي
05-07-2013, 06:06 PM
خَجِلَ الفرات من الحُسين ..
فكيف يرويه وهو مَن يستمد من الحسين عطاءه ؛
ولكان مشى اليه بشاطئيه منحنيا يرجو الرواء من صديّ الصبر ~

حسين ال دخيل
06-07-2013, 12:52 AM
عظم الله لكم الاجر وجعلها في
ميزان حسناتكم

صفاء العامري
24-07-2013, 04:13 PM
السلام عليك يااباعبدالله الحسين (ع)

الجزائرية
05-11-2013, 02:01 PM
السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين

عظم الله لكم الاجر بمصاب سيد الشهداء ..