kumait
18-11-2012, 11:46 PM
هيا نستفِد من تجربة إيران
محمود الخضري
المشاكل الاجتماعية أمراض اجتماعية تماماً مثل الأمراض التى تصيب الإنسان، تتشابه فى أسبابها وطرق علاجها، ومتى تم تشخيصها سُهل علاجها، مع الوضع فى الاعتبار خصوصية كل مريض، ففى العالم كله تعليم ومستشفيات وفقر وبطالة، وقد قامت مجتمعات كثيرة بعلاج هذه الأمراض الاجتماعية وتمكنت من الخلاص منها، ويمكن لشعب مصر أن يستفيد من تجارب هذه الشعوب فى القضاء على هذه المشاكل، مع الوضع فى الاعتبار بالطبع خصوصية الشعب المصرى وما يناسبه من طرق علاج.
كنت فى زيارة كريمة للشقيقة إيران بدعوة من القائم بأعمال سفارة إيران فى مصر السفير مجتبى أمانى، لحضور مؤتمر عن حقوق الإنسان فى القرآن الكريم، وخلال هذه الزيارة التقيت بالقائم بالأعمال المصرى فى إيران السفير خالد إبراهيم عمارة، وهو شخصية قوية متفتحة يعمل جاهداً على استفادة بلاده من وجوده فى إيران، ويسعى جاهداً لخير مصر، وذو نشاط وهمة، رغم أنه لم يكمل فى عمله شهرين، ولكنى لاحظت اهتمامه الشديد بمشاكل مصر مع إيران والعمل على حلها لفائدة البلدين وخاصة مصر، وقد دار الحديث بيننا على مائدة العشاء التى تفضل بدعوتى إليها فى أحد المطاعم الشهيرة فى طهران عن أحوال إيران ومدى إمكانية استفادة مصر من تجربتها فى النهوض رغم الظروف الصعبة التى بها والحصار القاسى عليها لمجرد إصرارها على امتلاك الوقود النووى الذى يساعدها على إنتاج الطاقة اللازمة لصناعتها وتقدمها، فرغم أنها دولة بترولية كبرى لكنها تعلم تمام العلم أن البترول سلعة قابلة للنضوب فى أى وقت مهما كان المخزون منه ومهما كان الأمل فى اكتشافات جديدة، ولذلك فإن العالم كله يتجه إلى الوقود النووى كوسيلة لطاقة متجددة قوية غير قابلة للنضوب، ولا يمكن لأى دولة تحترم نفسها وتقدر مصلحة شعبها أن تعتمد على استيراد هذا الوقود من الخارج لأن ذلك يعرضها لإمكان عدم الحصول عليه فى حالة وجود أى مشكلة مع الدولة التى تنتجه وتصدره، ومن هنا كان إصرار إيران على إنتاجه حتى لا يكون مستقبلها الصناعى بيد غيرها، من أجل هذا تفرض عليها الدول الكبرى حظراً اقتصادياً لكى ترغمها على عدم إنتاج هذا الوقود محلياً، ولكن إيران ماضية فى طريقها رغم الحصار، وستصل قريباً إن شاء الله إلى إنتاجه، ويمكن لمصر أن تستفيد من تجربة إيران فى هذا الأمر فى حالة تحسن العلاقات بينهما وعودتها إلى حالتها الطبيعية، سألت القائم بالأعمال المصرى فى إيران عن أحوال الناس فى إيران، وهل هم راضون تماماً عن أحوالهم؟
فأجابنى بصراحة مطلقة أنه خلال مدة بقائه القصيرة فى إيران وتجوله فى ربوعها لاحظ أن الشعب الإيرانى فى أغلبه سعيد بحياته راضياً عنها، وهذا رغم ما قد يبدو من بعض التضييق على الحريات إذا ما قورن ببعض البلاد الأخرى، وأنه توجد معارضة وهذا أمر طبيعى فى كل شعب ولكن الغالبية العظمى راضية عن حياتها، والسبب فى ذلك انتشار العدالة الاجتماعية فى ربوع إيران، الجميع متساوون فى التمتع بالخدمات التى تقدمها الدولة، ومن هذا المنطلق أقول للقائمين على الأمر فى مصر إن المواطن العادى لا يشغله كثيراً ما يشغل النخبة فى مصر، فلا يشغله كثيراً أن توضع كلمة مبادئ بدلاً من كلمة أحكام الشريعة الإسلامية فى الدستور بل قد لا يشغله وجود مادة الشريعة الإسلامية أساساً فى الدستور فمصر بلد إسلامى بحكم أغلبيتها المسلمة سواء نص على ذلك فى الدستور أم لم ينص شاء من شاء وأبى من أبى، وعدم وجود هذا النص فى الدستور لن يغير من الأمر شيئاً، وقد كان هذا النص موجوداً فى ظل الدستور السابق 1971، ولم يحدث أى تقدم فى تطبيق الشريعة الإسلامية، بل لم تستطع مجالس الشعب المتعاقبة منذ وضع الدستور إصدار أى قانون يطبق الشريعة الإسلامية لعدم وجود نية صادقة لتطبيقها، الأمر إخوتى ليس أمر نصوص توضع ولا تحترم بل أمر إرادة شعبية تنفذ ما تريد دون نصوص.
أقول للحكومة لو أن رجل الشارع شعر بالتحسن الاقتصادى والعدالة الاجتماعية التى يتعطش إليها لما التفت إلى كل ما يدور فى الساحة حالياً، لم ألحظ حتى ساعة كتابة هذا المقال أن العيوب التى يتحدث عنها بعض الكتاب والمفكرين ذوى الصوت العالى تحتاج إلى كل ذلك الصخب والضجيج الذى يقومون به فى وسائل الإعلام، بل يمكن التغلب على ذلك بالتفكير الهادى العاقل الذى يضع مصلحة الشعب أمامه، يعمل على تحقيقها، وهى الرفاهية والعدالة الاجتماعية، فهل يمكن أن نستفيد من تجربة إيران فى هذا الأمر.
محمود الخضري
المشاكل الاجتماعية أمراض اجتماعية تماماً مثل الأمراض التى تصيب الإنسان، تتشابه فى أسبابها وطرق علاجها، ومتى تم تشخيصها سُهل علاجها، مع الوضع فى الاعتبار خصوصية كل مريض، ففى العالم كله تعليم ومستشفيات وفقر وبطالة، وقد قامت مجتمعات كثيرة بعلاج هذه الأمراض الاجتماعية وتمكنت من الخلاص منها، ويمكن لشعب مصر أن يستفيد من تجارب هذه الشعوب فى القضاء على هذه المشاكل، مع الوضع فى الاعتبار بالطبع خصوصية الشعب المصرى وما يناسبه من طرق علاج.
كنت فى زيارة كريمة للشقيقة إيران بدعوة من القائم بأعمال سفارة إيران فى مصر السفير مجتبى أمانى، لحضور مؤتمر عن حقوق الإنسان فى القرآن الكريم، وخلال هذه الزيارة التقيت بالقائم بالأعمال المصرى فى إيران السفير خالد إبراهيم عمارة، وهو شخصية قوية متفتحة يعمل جاهداً على استفادة بلاده من وجوده فى إيران، ويسعى جاهداً لخير مصر، وذو نشاط وهمة، رغم أنه لم يكمل فى عمله شهرين، ولكنى لاحظت اهتمامه الشديد بمشاكل مصر مع إيران والعمل على حلها لفائدة البلدين وخاصة مصر، وقد دار الحديث بيننا على مائدة العشاء التى تفضل بدعوتى إليها فى أحد المطاعم الشهيرة فى طهران عن أحوال إيران ومدى إمكانية استفادة مصر من تجربتها فى النهوض رغم الظروف الصعبة التى بها والحصار القاسى عليها لمجرد إصرارها على امتلاك الوقود النووى الذى يساعدها على إنتاج الطاقة اللازمة لصناعتها وتقدمها، فرغم أنها دولة بترولية كبرى لكنها تعلم تمام العلم أن البترول سلعة قابلة للنضوب فى أى وقت مهما كان المخزون منه ومهما كان الأمل فى اكتشافات جديدة، ولذلك فإن العالم كله يتجه إلى الوقود النووى كوسيلة لطاقة متجددة قوية غير قابلة للنضوب، ولا يمكن لأى دولة تحترم نفسها وتقدر مصلحة شعبها أن تعتمد على استيراد هذا الوقود من الخارج لأن ذلك يعرضها لإمكان عدم الحصول عليه فى حالة وجود أى مشكلة مع الدولة التى تنتجه وتصدره، ومن هنا كان إصرار إيران على إنتاجه حتى لا يكون مستقبلها الصناعى بيد غيرها، من أجل هذا تفرض عليها الدول الكبرى حظراً اقتصادياً لكى ترغمها على عدم إنتاج هذا الوقود محلياً، ولكن إيران ماضية فى طريقها رغم الحصار، وستصل قريباً إن شاء الله إلى إنتاجه، ويمكن لمصر أن تستفيد من تجربة إيران فى هذا الأمر فى حالة تحسن العلاقات بينهما وعودتها إلى حالتها الطبيعية، سألت القائم بالأعمال المصرى فى إيران عن أحوال الناس فى إيران، وهل هم راضون تماماً عن أحوالهم؟
فأجابنى بصراحة مطلقة أنه خلال مدة بقائه القصيرة فى إيران وتجوله فى ربوعها لاحظ أن الشعب الإيرانى فى أغلبه سعيد بحياته راضياً عنها، وهذا رغم ما قد يبدو من بعض التضييق على الحريات إذا ما قورن ببعض البلاد الأخرى، وأنه توجد معارضة وهذا أمر طبيعى فى كل شعب ولكن الغالبية العظمى راضية عن حياتها، والسبب فى ذلك انتشار العدالة الاجتماعية فى ربوع إيران، الجميع متساوون فى التمتع بالخدمات التى تقدمها الدولة، ومن هذا المنطلق أقول للقائمين على الأمر فى مصر إن المواطن العادى لا يشغله كثيراً ما يشغل النخبة فى مصر، فلا يشغله كثيراً أن توضع كلمة مبادئ بدلاً من كلمة أحكام الشريعة الإسلامية فى الدستور بل قد لا يشغله وجود مادة الشريعة الإسلامية أساساً فى الدستور فمصر بلد إسلامى بحكم أغلبيتها المسلمة سواء نص على ذلك فى الدستور أم لم ينص شاء من شاء وأبى من أبى، وعدم وجود هذا النص فى الدستور لن يغير من الأمر شيئاً، وقد كان هذا النص موجوداً فى ظل الدستور السابق 1971، ولم يحدث أى تقدم فى تطبيق الشريعة الإسلامية، بل لم تستطع مجالس الشعب المتعاقبة منذ وضع الدستور إصدار أى قانون يطبق الشريعة الإسلامية لعدم وجود نية صادقة لتطبيقها، الأمر إخوتى ليس أمر نصوص توضع ولا تحترم بل أمر إرادة شعبية تنفذ ما تريد دون نصوص.
أقول للحكومة لو أن رجل الشارع شعر بالتحسن الاقتصادى والعدالة الاجتماعية التى يتعطش إليها لما التفت إلى كل ما يدور فى الساحة حالياً، لم ألحظ حتى ساعة كتابة هذا المقال أن العيوب التى يتحدث عنها بعض الكتاب والمفكرين ذوى الصوت العالى تحتاج إلى كل ذلك الصخب والضجيج الذى يقومون به فى وسائل الإعلام، بل يمكن التغلب على ذلك بالتفكير الهادى العاقل الذى يضع مصلحة الشعب أمامه، يعمل على تحقيقها، وهى الرفاهية والعدالة الاجتماعية، فهل يمكن أن نستفيد من تجربة إيران فى هذا الأمر.