المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( أبكيتني يا حُسين )


عبدالرزاق الياسري
19-11-2012, 10:43 PM
( أبكيتني يا حُسين )


لا عَـن ْ أ ُجور ٍ تلكَ عيني الباكية ْ
أوعـَنْ رياءٍ حينَ ذِكـْر الواعية ْ
أو عن ْ تطبُّع ِ في العيونِ وماءها
أوعن ْ تزلـُّف ِ للسماءِ العالية ْ
أو عن ْ كَما قد قيلَ في حالي بها
مِـن ْ أنني في كلِّ عام ٍ ناعية ْ
أو عن شكوك ٍ بالشفاعة ِ منكمُ
أو عن مخافة ِ زلَّة ٍ في الناهية ْ
بلْ أنَّ دمعي نازلٌ في حُبِّكُمْ
فالعين ُ تبكي بالدموع ِ الدامية ْ
وكأنـَّها ترمي الفـراتَ بنظرةٍ
منها الدماءُ تسيلُ سيلَ الساقية ْ
نهرُ الفرات ِعلامَ تجري راويا ً
مَـن ْ شاءَ منكَ بسرِّهِ وعلانية ْ
وَمَنَعْـتَ عَن ْجدِّي الحُسين ِوأهلهِ
أن ْ ترتوي بعض الشفاه الذاوية ْ
والسبعُ فيكَ مُضرَّجٌ بدمائهِ
ما شالَ منكَ بكـفِّـهِ أو راويـة ْ
ولهُمْ وليدٌ كـوكبٌ لمْ يُفطم ِ
فسـقاهُ حـرملة َ اللئيمَ بحامـية ْ
عجبا ً لأمركَ يا فراتَ وسرّهُ
للآن َ تجري بالمياه ِ الصافية ْ
ما خِفتَ مِن ْ ربِّ السماءِ وعرشِهِ
أو خِفتَ مِن ْ نار الإلهِ القانية ْ
لمْ تستح ِ مِـن ْ فاطم ٍ أو أحمد ِ
لمْ تستح ِ مِـن ْ زينب ٍ أو راقية ْ
والله ِ لو أن َّ الزمان َ براجع ٍ
لحَمَلـْتُ روحي في أكـُفٍّ رامية ْ
وصَرَخـْتُ في سوح ِالقتال ِبصرخة ٍ
ما بعدها غير الرماحُ اللاهية ْ
برؤوس ِ قوم ٍ ناكثين َ عهودهم ْ
غـَدَروا الإمامَ بـِلعْـقة ٍ مِن ْ فانية ْ
وأذقتُ طاغية البلاد بضربة ٍ
تهتـزُّ منها القاصياتُ النائية ْ
هذا المرامُ بغايتي يا سيدي
لكنـَّما الأقدارُ تمشي قاضية ْ
شاءَ الإلهُ بأن ْ يراكُمْ صُرَّعا ً
مِن ْ أجل ِ دين ِ مُحمَّد ٍ للباقية ْ
وعلى جنان ِ الخُلد ِ أنتم سادة ٌ
وبنو أ ُمية َ في جحيم ٍ هاوية ْ
فاقبلْ دموعي بالدماءِ وحسرتي
يا ليتَ شخصي في زمان ِالداهية ْ
واقبلْ حفيدكَ صادقا ً فيما تلا
فالفضلُ فيهِ لأنـَّهُ مِن ْ سارية ْ .






كربلاء المقدسة


10 محرم الحرام 1433

الناقد
20-11-2012, 08:46 AM
السيد عبد الرزاق الياسري...جزاك الله خيرا
على هذه القصيدة الرقراقة ، التي جعلت دموعنا تترقق من بين الاهداب
قصيدة رائعة فعلا ...مست القوب معانيها
دعواتي وتقديري

عبدالرزاق الياسري
22-11-2012, 02:06 AM
السيد عبد الرزاق الياسري...جزاك الله خيرا
على هذه القصيدة الرقراقة ، التي جعلت دموعنا تترقق من بين الاهداب
قصيدة رائعة فعلا ...مست القلوب معانيها
دعواتي وتقديري


الأخ الناقد ... لهذه القصيدة قصّة ، ففي محرم من العام الفائت كنت في مسيري
على الأقدام مع بعض الأخوة المؤمنين إلى كربلاء درّة الكون ، وسمعتُ أحدهم
يدندن بهذا البيت .. ( تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ ، لكنّما عيني لأجلك باكية ْ)
فقلتُ له أعدهُ علينا بالله عليك فأعاده وزادَ بأنه من قصيدة للشاعر النجفي
محمد علي الأعسم المتوفى قبل ثلاثة قرون . . . وبعد إتمام مراسم الزيارة
للمراقد الشريفة آليتُ على نفسي ألاّ أنام حتى أكتب قصيدة من البحر نفسه
والقافية نفسها ، وتم ذلك بفضلٍ من الباري وتسديد الحسين عليه السلام .
وفي اليوم الثاني 11 محرم عدتُ للزيارة ورميت بقصيدتي في ضريح سيدي
ومولاي لعلّي أنال بعض الشفاعة ، وسأنالها إن شآء الله تعالى مادمتُ معهم .

شكري الجزيل لكَ .