kumait
21-11-2012, 01:38 AM
عدالة الصحابة لدى المدرستين
السيد مرتضى العسكري
تعريف الصحابيّ في مدرسة الخلفاء:
قال ابن حجر في مقدّمة الاصابة، الفصل الاول في تعريف الصحابيّ: الصحابيّ من لقي النبي (ص) مؤمناً به، ومات على الاسلام. فيدخل في من لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى(6).
وذكر في (ضابط يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير) وقال: (إنّهم كانوا في الفتوح لا يؤمّرون إلاّ الصحابة).
(وانّه لم يبق بمكة ولا الطّائف أحد في سنة عشر إلاّ أسلم وشهد مع النبي حجّة الوداع) و(أنّه لم يبق في الاوس والخزرج أحد في آخر عهد النبي (ص) إلاّ دخل في الاسلام) و(ما مات النبيّ (ص) وأحد منهم يظهر الكفر)(7).
وإذا راجع باحث أجزاء كتابنا (خمسون ومائة صحابيّ مختلق) يرى مدى تسامحهم في ذلك ومبلغ ضرره على الحديث.
تعريف الصّحابيّ بمدرسة أهل البيت (ع):
إن مدرسة أهل البيت ترى أنّ تعريف الصحابي: هو ما ورد في قواميس اللغة العربية كالاتي:
الصاحب وجمعه: صَحب، وأصحاب، وصِحاب، وصَحابة(8) و(الصاحب: المعاشر(9) والملازم(10))، (ولا يقال إلاّ لمن كثرت ملازمته)(11)، (وانّ المصاحبة تقتضي طول لبثه)(12).
وبما أنّ الصُّحبة تكون بين اثنين، يتَّضح لنا أنّه لابدّ أن يضاف لفظ (الصاحب) وجمعه (الصَّحب و...) إلى اسم ما في الكلام، وكذلك ورد في القرآن في قوله تعالى: (يا صاحبي السّجن) و(أصحاب موسى)، وكان يقال في عصر الرسول (ص): (صاحب رسول اللّه) و(أصحاب رسول اللّه) مضافاً إلى رسول اللّه (ص) كما كان يقال: (أصحاب بيعة الشّجرة) و(أصحاب الصُّفّة) مضافاً إلى غيره، ولم يكن لفظ الصاحب والاصحاب يوم ذاك أسمأً لاصحاب الرسول (ص) ولكنّ المسلمين من أصحاب مدرسة الخلافة تدرّجوا بعد ذلك في تسمية أصحاب رسول اللّه (ص) بالصحابيّ والاصحاب، وعلى هذا فإنّ هذه التسمية من نوع (تسمية المسلمين) و(مصطلح المتشرِّعة).
كان هذا رأي المدرستين في تعريف الصحابي.
ضابطتهم لمعرفة الصحابيّ
ذكر مترجمو الصحابة بمدرسة الخلفاء ضابطة لمعرفة الصحابي، كما نقلها ابن حجر في الاصابة وقال:
وممّا جاء عن الائمة من الاقوال المجملة في الصفة الّتي يعرف بها كون الرجل صحابيّاً وإن لم يرد التنصيص على ذلك، ما أورده ابن أبي شيبة في مصنّفه من طريق لا بأس به: أنّهم كانوا في الفتوح لا يؤمِّرون إلاّ الصحابة(13).
والرواية الّتي جاءت من طريق لا بأس به بهذا الصدد هي الّتي رواها الطبريّ وابن عساكر بسندهما، عن سيف، عن أبي عثمان، عن خالد وعبادة، قال فيها:
وكانت الرؤساء تكون من الصحابة حتّى لا يجدوا من يحتمل ذلك(14).
وفي رواية أخرى عند الطبري عن سيف قال: إنّ الخليفة عمر كان لا يعدل أن يؤمّر الصحابة إذا وجد من يجزي عنه في حربه. فإن لم يجد ففي التّابعين بإحسان، ولا يطمع مَنْ انْبَعَثَ في الردّة في الرئاسة...(15).
مناقشة ضابطة معرفة الصّحابي
إنّ مصدر الروايتين هو سيف المتّهم بالوضع والزندقة(16). وسيف يروي الضابطة عن أبي عثمان، وأبو عثمان الّذي يروي عن خالد وعبادة في روايات سيف، تخيّله سيف: يزيد بن اسيد الغسّاني، وهذا الاسم من مختلقات سيف من الرواة(17). ومهما تكن حال الرواة الّذين رووا أمثال هذه الروايات، وكائنين من كانوا، فإنّ الواقع التاريخيّ يناقض ما ذكروا؛ فقد روى صاحب الاغاني وقال:أسلم امرؤ القيس على يد عمر وولاّه قبل أن يصلي للّه ركعة واحدة(18).
فقد عرض عليه عمر الاسلام، فقبله. ثمّ دعا له برمح فعقد له على من أسلم بالشّام من قضاعة. فأدبر الشّيخ واللّواء يهتزّ على رأسه ـ الحديث(19).
ويخالفه ـ أيضاً ـ ما في قصّة تأمير علقمة بن علاثة الكلبي بعد ارتداده، وقصّته في الاغاني والاصابة(20):
فقد أسلم علقمة على عهد رسول اللّه وأدرك صحبته. ثمّ ارتدّ ولحق بالروم ورجع فأسلم على عهد عمر فولاه حوران من أعمال دمشق.
هذا هو الواقع التاريخيّ غير أن علماء مدرسة الخلفاء استندوا إلى ما رووا واكتشفوا ممّا رووا ضابطة لمعرفة صحابة رسول اللّه (ص) وأدخلوا في عداد الصّحابة مختلقات سيف بن عمر المتّهم بالزندقة ممّا درسناه في كتابنا (خمسون ومائة صحابيّ مختلق).
بعد دراسة رأي المدرستين في تعريف الصحابيّ، ندرس في ما يأتي أمر عدالة الصّحابة لدى المدرستين.
رأي مدرسة الخلفاء في عدالة الصّحابة
ترى مدرسة الخلفاء أنّ الصّحابة كلّهم عدول، وترجع إلى جميعهم في أخذ معالم دينها.
قال إمام أهل الجرح والتعديل الحافظ أبو حاتم الرازي(21) في تقدمة كتابه: فأمّا أصحاب رسول اللّه (ص) فهم الّذين شهدوا الوحي والتنزيل، وعرفوا التّفسير والتأويل، وهم الّذين اختارهم اللّه عزّوجلّ لصحبة نبيّه (ص) ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقّه، فرضيهم له صحابة، وجعلهم لنا أعلاماً وقدوة... وندب اللّه عزّ وجلّ إلى التمسّك بهديهم والجري على منهاجهم والسلوك لسبيلهم والاقتداء بهم، فقال: (ومن يشاقق الرسول... ويتَّبع غير سبيل المؤمنين نولِّه ما تولّى...)(22) الاية، النساء/115.
وروي عن أبي زرعة أنّه قال: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول اللّه (ص) فاعلم أنّه زنديق، وذلك أنّ الرسول حقّ، والقرآن حقّ، وما جاء به حقّ، وإنّما أدّى ذلك إلينا كلّه الصّحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنّة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة)(23).
رأي مدرسة أهل البيت (ع) في عدالة الصّحابة
ترى مدرسة أهل البيت تبعاً للقرآن الكريم: أنّ في الصّحابة مؤمنين أثنى عليهم اللّه في القرآن الكريم وقال في بيعة الشجرة مثلاً: (لقد رضي اللّه عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشّجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السّكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً) الفتح/18. فقد خصّ اللّه الثّناء بالمؤمنين ممّن حضروا بيعة الشجرة ولم يشمل المنافقين الّذين حضروها مثل عبداللّه بن أبيّ وأوس بن قيظى(24).
وكذلك تبعاً للقرآن ترى فيهم منافقين ذمّهم اللّه في آيات كثيرة مثل قوله تعالى: (وممّن حولكم من الاعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النّفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذّبهم مرّتين ثم يردّون إلى عذاب عظيم) التوبة/ 101.
وفيهم من أخبر اللّه عنهم بالافك، أي من رَموا فراش رسول اللّه (ص) بالافك(25) ـنعوذ باللّه من هذا القولـ وفيهم من أخبر اللّه عنهم بقوله: (وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضّوا إليها وتركوك قائماً) الجمعة/11. وكان ذلك عندما كان رسول اللّه قائماً في مسجده يخطب خطبة الجمعة. وفيهم من قصد اغتيال رسول اللّه بمروره على عقبة عند رجوعه من غزوة تبوك(26)، أو من حجّة الوداع(27).
وإنّ التشرف بصحبة النبيّ (ص) ليس أكثر امتيازاً من التشرف بالزواج بالنبيّ (ص)، فإن مصاحبتهنّ له كانت من أعلى درجات الصحبة، وقد قال اللّه تعالى في شأنهنّ:
(يا نِسأَ النبيّ مَن يَأْتِ مِنكنّ بِفاحِشَةٍ مُبيِّنةٍ يُضاعَفْ لها العذابُ ضِعْفَينِ وكانَ ذلكَ على اللّهِ يسيراً * ومَن يَقنُتْ مِنكنَّ للّهِ ورسولهِ وتَعملْ صالحاً نُؤتها أَجرَها مَرّتينِ وأَعتدْنا لها رِزقاً كَريماً * يا نسأَ النبيِّ لَستُنّ كأحدٍ من النّساء...) الاحزاب / 30 ـ 32.
وقال في اثنتين منهنَّ:
(إن تَتُوبا إلى اللّهِ فَقد صَغتْ قُلوبُكما وإنْ تَظاهَرا عَليهِ فإنّ اللّهَ هُو مَولاهُ وجِبريلُ وصالحُ المؤمنينَ والملائكةُ بَعدَ ذلك ظَهير ـإلى قوله تعالىـ ضربَ اللّهُ مثلاً للّذينَ كَفروا امرأةَ نوحٍ وامرأةَ لوطٍ كانتا تَحتَ عَبدينِ مِن عِبادِنا صالحَينِ فَخانَتاهُما فلم يُغنِيا عَنهُما مِنَ اللّهِ شيئاً وقيلَ ادخُلا النّارَ مع الداخلين وضربَ اللّهُ مثلاً للّذينَ آمنوا امرأة فرعونَ إذ قالتْ ربِّ ابْن لي عِندك بيتاً في الجنّة...
ومريمَ ابنتَ عمرانَ...) التحريم من أوّل السورة إلى آخرها.
ومنهم من أخبر عنهم الرسول (ص) في قوله عن يوم القيامة:
(وإنّه يُجاء برجال من أمَّتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا ربِّ أُصحابي. فيقال: إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول كما قال العبد الصالح:
(وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم فلمّا توفّيتني كنتَ أنتَ الرقيب عليهم) المائدة/ 117. فيُقال: إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم)(28).
وفي رواية: (ليردَنّ عليّ ناس من أصحابي الحوض حتّى عرفتهم اختلجوا دوني، فأقول: أصحابي. فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك)(29).
ضابطة لمعرفة المؤمن والمنافق
لمّا كان في الصحابة منافقون لا يعلمهم إلاّ اللّه، وقد أخبر نبيّه بأنّ عليّاً لايحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق، كما رواه الامام عليّ (ع) وأُمّ المؤمنين أمّ سلمة وعبداللّه بن عباس، وأبو ذرّ الغفاري، وأنس بن مالك، وعمران بن حصين.
وكان ذلك شائعاً ومشهوراً في عصر رسول اللّه (ص):
قال أبو ذرّ: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم اللّه ورسوله والتخلّف عن الصّلوات والبغض لعليّ بن أبي طالب(30).
وقال أبو سعيد الخدري: إنّا كُنّا لنعرف المنافقين ـنحن معاشر الانصارـ ببغضهم عليّ بن أبي طالب(31).
وقال عبداللّه بن عبّاس: إنّا كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه (ص) ببغضهم عليّ بن أبي طالب(32).
وقال جابر بن عبداللّه الانصاريّ: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغض عليّ ابن أبي طالب(33).
لهذا كلّه ولقول رسول اللّه (ص) في حقّ الامام عليّ (ع) : (اللّهم والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه)(34).
فهم محتاطون في أخذ معالم دينهم من صحابيّ عادى عليّاً ولم يواله، حذراً من أن يكون الصحابيّ من المنافقين الّذين لا يعلمهم إلاّ اللّه.
الهوامش:
6 - الاصابة 1/10.
وهذا القول بمدرسة الخلفاء هو مصدر الشهيد الثاني حين قال في كتابه الدراية؛ الباب الرابع في بعض المصطلحات في أسماء الرجال وطبقاتهم: (الصحابيّ) من لقي النبيّ مؤمناً به ومات على الاسلام.
7 - المصدر السابق ص 16 وقبله ص 13.
8 - و 9 - راجع لسان العرب، مادّة: (صحب).
10و 11 و 12 مفردات الراغب، مادّة: (صحب).
13- الاصابة 1/13.
14 - الطبري ط. أوربا، 1/2151.
15 - الطبري ط. أوربا، 1/2457 ـ 2458.
16 - راجع ترجمة سيف في أول الجزء الاول من كتاب عبداللّه بن سبأ.
17 - راجع مخطوطة (رواة مختلقون) للمؤلّف وكتاب عبداللّه بن سبأ ط.
بيروت سنة 1403 ه 1/117.
18 - الاغاني، ط. ساسي، 14/158.
19 - الاغاني، ط. ساسي 14/157، وأوجزه ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص284.
20 - ترجمته في الاصابة 2/496 ـ 498، والاغاني، ط. ساسي 15/56.
21 - هو أبو محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327 ه، وكتابه هذا (تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل) ط. حيدرآباد سنة 1371 ه، نقلنا ما أوردناه من ص 7 ـ 9 منه.
22 - ترى مدرسة أهل البيت أنّ المقصود من كل ذلك: المؤمنون منهم، كما نصّت الاية عليه.
23 - الاصابة 1/18.
أقول: لست أدري ماذا يقول الامام أبو زرعة في حقّ المنافقين من أصحاب رسول اللّه (ص).
24 - راجع خبر بيعة الشجرة = بيعة الرضوان في مغازي الواقدي ص 588. وإمتاع الاسماع للمقريزي ص 284.
وأخطأ شارح الامتاع وذكر (ابن خولى) والصّواب ما أثبتناه.
25 - إشارة إلى قصة الافك الّتي نزلت في شأنها الايات 11 ـ 17 من سورة النور في براءة أمّ المؤمنين عائشة عمّا رُميت به كما روتها هي، أو في براءة مارية عما رُميت به على قول غيرها، كما في الجزء الثاني من أحاديث أمّ المؤمنين عائشة.
26 - مسند أحمد 5/390 و453. وراجع صحيح مسلم 8/122 ـ 123، باب صفات المنافقين. ومجمع الزوائد 1/110 و6/195. ومغازي الواقدي 3/1042. وإمتاع الاسماع للمقريزي ص 477، وفي تفسير، (وهمُّوا بما لم ينالوا) الاية 74 من سورة التوبة بتفسير الدر المنثور للسيوطي 3/258 ـ 259.
27 - جاء في أحاديث الشيعة أنّ ذلك كان عند مرجعه من حجّة الوداع وبمناسبة واقعة غدير خم بأرض الجحفة. البحار، ط. المكتبة الاسلاميّة بطهران سنة 1392 ه ، 28/106.
28 - صحيح البخاري، كتاب التفسير، تفسير سورة المائدة، باب وكنت عليهم شهيداً مادمت فيهم فلمّا توفّيتني، وكتاب الانبيـاء، باب واتّخذ اللّه إبراهيم خليلاً. والترمذي، أبواب صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الحشر، وتفسير سورة طه.
29 - البخاري، كتاب الرقاق، باب في الحوض، 4/95، وراجع كتاب الفتن، باب ما جاء في قول اللّه تعالى: (واتقوا فتنة لاتصيبنّ...) الانفال/25. منه. وابن ماجة، كتاب المناسك، باب الخطبة يوم النحر، ح 5830. وراجع مسند أحمد 1/453 و3/28 و5/48.
30 - مستدرك الصحيحين 3/129. وكنز العمال 15/91.
31 - صحيح الترمذي 13/167. وحلية أبي نعيم 6/284.
32 - في تاريخ بغداد 3/153، قال: كانوا عند ابن مسعود فتلا ابن عباس: (يعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفّار) الفتح/29. قال: عليّ بن أبي طالب. ثمّ قال: إنّا كنّا نعرف ـ الحديث.
33 - الاستيعاب 2/464. والرياض النضرة 2/284. وفي تاريخ الذهبي 2/198 ولفظه: (ما كنّا نعرف منافقي هذه الامّة). وفي مجمع الزوائد 9/133 ولفظه: (ما كنّا نعرف منافقينا معشر الانصار...).
34 - سنن الترمذي 13/165 باب مناقب علي. وسنن ابن ماجة باب فضل عليّ، الحديث المرقم 116. وخصائص النسائي ص 4 و30. ومسند أحمد 1/84 و88 و118 و119 و152 و330 و4/281 و368 و370 و372 و5/307 و347 و350 و358 و361 و366 و419 و568. ومستدرك الصحيحين 2/129 و3/9. والرياض النضرة 2/222 ـ 225. وتاريخ بغداد 7/377 و8/290 و12/343. ومصادر أخرى كثيرة.
35 - أوردتها ملخّصة من طبقات ابن سعد ط. بيروت، 2/190 ـ 192. وراجع بقية مصادره في باب بعث أسامة من عبداللّه بن سبأ، الجزء الاول.
36 - البخاري، كتاب العلم، باب كتابة العلم، 1/22 ـ 23.
السيد مرتضى العسكري
تعريف الصحابيّ في مدرسة الخلفاء:
قال ابن حجر في مقدّمة الاصابة، الفصل الاول في تعريف الصحابيّ: الصحابيّ من لقي النبي (ص) مؤمناً به، ومات على الاسلام. فيدخل في من لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى(6).
وذكر في (ضابط يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير) وقال: (إنّهم كانوا في الفتوح لا يؤمّرون إلاّ الصحابة).
(وانّه لم يبق بمكة ولا الطّائف أحد في سنة عشر إلاّ أسلم وشهد مع النبي حجّة الوداع) و(أنّه لم يبق في الاوس والخزرج أحد في آخر عهد النبي (ص) إلاّ دخل في الاسلام) و(ما مات النبيّ (ص) وأحد منهم يظهر الكفر)(7).
وإذا راجع باحث أجزاء كتابنا (خمسون ومائة صحابيّ مختلق) يرى مدى تسامحهم في ذلك ومبلغ ضرره على الحديث.
تعريف الصّحابيّ بمدرسة أهل البيت (ع):
إن مدرسة أهل البيت ترى أنّ تعريف الصحابي: هو ما ورد في قواميس اللغة العربية كالاتي:
الصاحب وجمعه: صَحب، وأصحاب، وصِحاب، وصَحابة(8) و(الصاحب: المعاشر(9) والملازم(10))، (ولا يقال إلاّ لمن كثرت ملازمته)(11)، (وانّ المصاحبة تقتضي طول لبثه)(12).
وبما أنّ الصُّحبة تكون بين اثنين، يتَّضح لنا أنّه لابدّ أن يضاف لفظ (الصاحب) وجمعه (الصَّحب و...) إلى اسم ما في الكلام، وكذلك ورد في القرآن في قوله تعالى: (يا صاحبي السّجن) و(أصحاب موسى)، وكان يقال في عصر الرسول (ص): (صاحب رسول اللّه) و(أصحاب رسول اللّه) مضافاً إلى رسول اللّه (ص) كما كان يقال: (أصحاب بيعة الشّجرة) و(أصحاب الصُّفّة) مضافاً إلى غيره، ولم يكن لفظ الصاحب والاصحاب يوم ذاك أسمأً لاصحاب الرسول (ص) ولكنّ المسلمين من أصحاب مدرسة الخلافة تدرّجوا بعد ذلك في تسمية أصحاب رسول اللّه (ص) بالصحابيّ والاصحاب، وعلى هذا فإنّ هذه التسمية من نوع (تسمية المسلمين) و(مصطلح المتشرِّعة).
كان هذا رأي المدرستين في تعريف الصحابي.
ضابطتهم لمعرفة الصحابيّ
ذكر مترجمو الصحابة بمدرسة الخلفاء ضابطة لمعرفة الصحابي، كما نقلها ابن حجر في الاصابة وقال:
وممّا جاء عن الائمة من الاقوال المجملة في الصفة الّتي يعرف بها كون الرجل صحابيّاً وإن لم يرد التنصيص على ذلك، ما أورده ابن أبي شيبة في مصنّفه من طريق لا بأس به: أنّهم كانوا في الفتوح لا يؤمِّرون إلاّ الصحابة(13).
والرواية الّتي جاءت من طريق لا بأس به بهذا الصدد هي الّتي رواها الطبريّ وابن عساكر بسندهما، عن سيف، عن أبي عثمان، عن خالد وعبادة، قال فيها:
وكانت الرؤساء تكون من الصحابة حتّى لا يجدوا من يحتمل ذلك(14).
وفي رواية أخرى عند الطبري عن سيف قال: إنّ الخليفة عمر كان لا يعدل أن يؤمّر الصحابة إذا وجد من يجزي عنه في حربه. فإن لم يجد ففي التّابعين بإحسان، ولا يطمع مَنْ انْبَعَثَ في الردّة في الرئاسة...(15).
مناقشة ضابطة معرفة الصّحابي
إنّ مصدر الروايتين هو سيف المتّهم بالوضع والزندقة(16). وسيف يروي الضابطة عن أبي عثمان، وأبو عثمان الّذي يروي عن خالد وعبادة في روايات سيف، تخيّله سيف: يزيد بن اسيد الغسّاني، وهذا الاسم من مختلقات سيف من الرواة(17). ومهما تكن حال الرواة الّذين رووا أمثال هذه الروايات، وكائنين من كانوا، فإنّ الواقع التاريخيّ يناقض ما ذكروا؛ فقد روى صاحب الاغاني وقال:أسلم امرؤ القيس على يد عمر وولاّه قبل أن يصلي للّه ركعة واحدة(18).
فقد عرض عليه عمر الاسلام، فقبله. ثمّ دعا له برمح فعقد له على من أسلم بالشّام من قضاعة. فأدبر الشّيخ واللّواء يهتزّ على رأسه ـ الحديث(19).
ويخالفه ـ أيضاً ـ ما في قصّة تأمير علقمة بن علاثة الكلبي بعد ارتداده، وقصّته في الاغاني والاصابة(20):
فقد أسلم علقمة على عهد رسول اللّه وأدرك صحبته. ثمّ ارتدّ ولحق بالروم ورجع فأسلم على عهد عمر فولاه حوران من أعمال دمشق.
هذا هو الواقع التاريخيّ غير أن علماء مدرسة الخلفاء استندوا إلى ما رووا واكتشفوا ممّا رووا ضابطة لمعرفة صحابة رسول اللّه (ص) وأدخلوا في عداد الصّحابة مختلقات سيف بن عمر المتّهم بالزندقة ممّا درسناه في كتابنا (خمسون ومائة صحابيّ مختلق).
بعد دراسة رأي المدرستين في تعريف الصحابيّ، ندرس في ما يأتي أمر عدالة الصّحابة لدى المدرستين.
رأي مدرسة الخلفاء في عدالة الصّحابة
ترى مدرسة الخلفاء أنّ الصّحابة كلّهم عدول، وترجع إلى جميعهم في أخذ معالم دينها.
قال إمام أهل الجرح والتعديل الحافظ أبو حاتم الرازي(21) في تقدمة كتابه: فأمّا أصحاب رسول اللّه (ص) فهم الّذين شهدوا الوحي والتنزيل، وعرفوا التّفسير والتأويل، وهم الّذين اختارهم اللّه عزّوجلّ لصحبة نبيّه (ص) ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقّه، فرضيهم له صحابة، وجعلهم لنا أعلاماً وقدوة... وندب اللّه عزّ وجلّ إلى التمسّك بهديهم والجري على منهاجهم والسلوك لسبيلهم والاقتداء بهم، فقال: (ومن يشاقق الرسول... ويتَّبع غير سبيل المؤمنين نولِّه ما تولّى...)(22) الاية، النساء/115.
وروي عن أبي زرعة أنّه قال: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول اللّه (ص) فاعلم أنّه زنديق، وذلك أنّ الرسول حقّ، والقرآن حقّ، وما جاء به حقّ، وإنّما أدّى ذلك إلينا كلّه الصّحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنّة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة)(23).
رأي مدرسة أهل البيت (ع) في عدالة الصّحابة
ترى مدرسة أهل البيت تبعاً للقرآن الكريم: أنّ في الصّحابة مؤمنين أثنى عليهم اللّه في القرآن الكريم وقال في بيعة الشجرة مثلاً: (لقد رضي اللّه عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشّجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السّكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً) الفتح/18. فقد خصّ اللّه الثّناء بالمؤمنين ممّن حضروا بيعة الشجرة ولم يشمل المنافقين الّذين حضروها مثل عبداللّه بن أبيّ وأوس بن قيظى(24).
وكذلك تبعاً للقرآن ترى فيهم منافقين ذمّهم اللّه في آيات كثيرة مثل قوله تعالى: (وممّن حولكم من الاعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النّفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذّبهم مرّتين ثم يردّون إلى عذاب عظيم) التوبة/ 101.
وفيهم من أخبر اللّه عنهم بالافك، أي من رَموا فراش رسول اللّه (ص) بالافك(25) ـنعوذ باللّه من هذا القولـ وفيهم من أخبر اللّه عنهم بقوله: (وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضّوا إليها وتركوك قائماً) الجمعة/11. وكان ذلك عندما كان رسول اللّه قائماً في مسجده يخطب خطبة الجمعة. وفيهم من قصد اغتيال رسول اللّه بمروره على عقبة عند رجوعه من غزوة تبوك(26)، أو من حجّة الوداع(27).
وإنّ التشرف بصحبة النبيّ (ص) ليس أكثر امتيازاً من التشرف بالزواج بالنبيّ (ص)، فإن مصاحبتهنّ له كانت من أعلى درجات الصحبة، وقد قال اللّه تعالى في شأنهنّ:
(يا نِسأَ النبيّ مَن يَأْتِ مِنكنّ بِفاحِشَةٍ مُبيِّنةٍ يُضاعَفْ لها العذابُ ضِعْفَينِ وكانَ ذلكَ على اللّهِ يسيراً * ومَن يَقنُتْ مِنكنَّ للّهِ ورسولهِ وتَعملْ صالحاً نُؤتها أَجرَها مَرّتينِ وأَعتدْنا لها رِزقاً كَريماً * يا نسأَ النبيِّ لَستُنّ كأحدٍ من النّساء...) الاحزاب / 30 ـ 32.
وقال في اثنتين منهنَّ:
(إن تَتُوبا إلى اللّهِ فَقد صَغتْ قُلوبُكما وإنْ تَظاهَرا عَليهِ فإنّ اللّهَ هُو مَولاهُ وجِبريلُ وصالحُ المؤمنينَ والملائكةُ بَعدَ ذلك ظَهير ـإلى قوله تعالىـ ضربَ اللّهُ مثلاً للّذينَ كَفروا امرأةَ نوحٍ وامرأةَ لوطٍ كانتا تَحتَ عَبدينِ مِن عِبادِنا صالحَينِ فَخانَتاهُما فلم يُغنِيا عَنهُما مِنَ اللّهِ شيئاً وقيلَ ادخُلا النّارَ مع الداخلين وضربَ اللّهُ مثلاً للّذينَ آمنوا امرأة فرعونَ إذ قالتْ ربِّ ابْن لي عِندك بيتاً في الجنّة...
ومريمَ ابنتَ عمرانَ...) التحريم من أوّل السورة إلى آخرها.
ومنهم من أخبر عنهم الرسول (ص) في قوله عن يوم القيامة:
(وإنّه يُجاء برجال من أمَّتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا ربِّ أُصحابي. فيقال: إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول كما قال العبد الصالح:
(وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم فلمّا توفّيتني كنتَ أنتَ الرقيب عليهم) المائدة/ 117. فيُقال: إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم)(28).
وفي رواية: (ليردَنّ عليّ ناس من أصحابي الحوض حتّى عرفتهم اختلجوا دوني، فأقول: أصحابي. فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك)(29).
ضابطة لمعرفة المؤمن والمنافق
لمّا كان في الصحابة منافقون لا يعلمهم إلاّ اللّه، وقد أخبر نبيّه بأنّ عليّاً لايحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق، كما رواه الامام عليّ (ع) وأُمّ المؤمنين أمّ سلمة وعبداللّه بن عباس، وأبو ذرّ الغفاري، وأنس بن مالك، وعمران بن حصين.
وكان ذلك شائعاً ومشهوراً في عصر رسول اللّه (ص):
قال أبو ذرّ: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم اللّه ورسوله والتخلّف عن الصّلوات والبغض لعليّ بن أبي طالب(30).
وقال أبو سعيد الخدري: إنّا كُنّا لنعرف المنافقين ـنحن معاشر الانصارـ ببغضهم عليّ بن أبي طالب(31).
وقال عبداللّه بن عبّاس: إنّا كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه (ص) ببغضهم عليّ بن أبي طالب(32).
وقال جابر بن عبداللّه الانصاريّ: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغض عليّ ابن أبي طالب(33).
لهذا كلّه ولقول رسول اللّه (ص) في حقّ الامام عليّ (ع) : (اللّهم والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه)(34).
فهم محتاطون في أخذ معالم دينهم من صحابيّ عادى عليّاً ولم يواله، حذراً من أن يكون الصحابيّ من المنافقين الّذين لا يعلمهم إلاّ اللّه.
الهوامش:
6 - الاصابة 1/10.
وهذا القول بمدرسة الخلفاء هو مصدر الشهيد الثاني حين قال في كتابه الدراية؛ الباب الرابع في بعض المصطلحات في أسماء الرجال وطبقاتهم: (الصحابيّ) من لقي النبيّ مؤمناً به ومات على الاسلام.
7 - المصدر السابق ص 16 وقبله ص 13.
8 - و 9 - راجع لسان العرب، مادّة: (صحب).
10و 11 و 12 مفردات الراغب، مادّة: (صحب).
13- الاصابة 1/13.
14 - الطبري ط. أوربا، 1/2151.
15 - الطبري ط. أوربا، 1/2457 ـ 2458.
16 - راجع ترجمة سيف في أول الجزء الاول من كتاب عبداللّه بن سبأ.
17 - راجع مخطوطة (رواة مختلقون) للمؤلّف وكتاب عبداللّه بن سبأ ط.
بيروت سنة 1403 ه 1/117.
18 - الاغاني، ط. ساسي، 14/158.
19 - الاغاني، ط. ساسي 14/157، وأوجزه ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص284.
20 - ترجمته في الاصابة 2/496 ـ 498، والاغاني، ط. ساسي 15/56.
21 - هو أبو محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327 ه، وكتابه هذا (تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل) ط. حيدرآباد سنة 1371 ه، نقلنا ما أوردناه من ص 7 ـ 9 منه.
22 - ترى مدرسة أهل البيت أنّ المقصود من كل ذلك: المؤمنون منهم، كما نصّت الاية عليه.
23 - الاصابة 1/18.
أقول: لست أدري ماذا يقول الامام أبو زرعة في حقّ المنافقين من أصحاب رسول اللّه (ص).
24 - راجع خبر بيعة الشجرة = بيعة الرضوان في مغازي الواقدي ص 588. وإمتاع الاسماع للمقريزي ص 284.
وأخطأ شارح الامتاع وذكر (ابن خولى) والصّواب ما أثبتناه.
25 - إشارة إلى قصة الافك الّتي نزلت في شأنها الايات 11 ـ 17 من سورة النور في براءة أمّ المؤمنين عائشة عمّا رُميت به كما روتها هي، أو في براءة مارية عما رُميت به على قول غيرها، كما في الجزء الثاني من أحاديث أمّ المؤمنين عائشة.
26 - مسند أحمد 5/390 و453. وراجع صحيح مسلم 8/122 ـ 123، باب صفات المنافقين. ومجمع الزوائد 1/110 و6/195. ومغازي الواقدي 3/1042. وإمتاع الاسماع للمقريزي ص 477، وفي تفسير، (وهمُّوا بما لم ينالوا) الاية 74 من سورة التوبة بتفسير الدر المنثور للسيوطي 3/258 ـ 259.
27 - جاء في أحاديث الشيعة أنّ ذلك كان عند مرجعه من حجّة الوداع وبمناسبة واقعة غدير خم بأرض الجحفة. البحار، ط. المكتبة الاسلاميّة بطهران سنة 1392 ه ، 28/106.
28 - صحيح البخاري، كتاب التفسير، تفسير سورة المائدة، باب وكنت عليهم شهيداً مادمت فيهم فلمّا توفّيتني، وكتاب الانبيـاء، باب واتّخذ اللّه إبراهيم خليلاً. والترمذي، أبواب صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الحشر، وتفسير سورة طه.
29 - البخاري، كتاب الرقاق، باب في الحوض، 4/95، وراجع كتاب الفتن، باب ما جاء في قول اللّه تعالى: (واتقوا فتنة لاتصيبنّ...) الانفال/25. منه. وابن ماجة، كتاب المناسك، باب الخطبة يوم النحر، ح 5830. وراجع مسند أحمد 1/453 و3/28 و5/48.
30 - مستدرك الصحيحين 3/129. وكنز العمال 15/91.
31 - صحيح الترمذي 13/167. وحلية أبي نعيم 6/284.
32 - في تاريخ بغداد 3/153، قال: كانوا عند ابن مسعود فتلا ابن عباس: (يعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفّار) الفتح/29. قال: عليّ بن أبي طالب. ثمّ قال: إنّا كنّا نعرف ـ الحديث.
33 - الاستيعاب 2/464. والرياض النضرة 2/284. وفي تاريخ الذهبي 2/198 ولفظه: (ما كنّا نعرف منافقي هذه الامّة). وفي مجمع الزوائد 9/133 ولفظه: (ما كنّا نعرف منافقينا معشر الانصار...).
34 - سنن الترمذي 13/165 باب مناقب علي. وسنن ابن ماجة باب فضل عليّ، الحديث المرقم 116. وخصائص النسائي ص 4 و30. ومسند أحمد 1/84 و88 و118 و119 و152 و330 و4/281 و368 و370 و372 و5/307 و347 و350 و358 و361 و366 و419 و568. ومستدرك الصحيحين 2/129 و3/9. والرياض النضرة 2/222 ـ 225. وتاريخ بغداد 7/377 و8/290 و12/343. ومصادر أخرى كثيرة.
35 - أوردتها ملخّصة من طبقات ابن سعد ط. بيروت، 2/190 ـ 192. وراجع بقية مصادره في باب بعث أسامة من عبداللّه بن سبأ، الجزء الاول.
36 - البخاري، كتاب العلم، باب كتابة العلم، 1/22 ـ 23.