صادق العارضي
24-11-2012, 08:43 AM
الشعائر الحسينية في اليوم التاسع والعاشر من عاشوراء في كربلاء
في اليوم التاسع والعاشر من شهر محرم الحرام غصّت شوارع وساحات كربلاء المقدسة بالملايين من زوار الحسين (عليه السلام) وهم يستذكرون الأحداث الجسام لواقعة الطف. وقد ارتسمت ملامح الخشوع على وجوه الجميع خاصة ونحن سندخل اليوم العاشر من هذا الشهر حيث تتجسد فيه ذروة الثورة الحسينية الخالدة على مر الدهور، وعندما قال الامام الحسين من بين ما قاله (عليه السلام) قبل مئات الاعوام كلاما انسانيا شاملا لا يمحى من الذاكرة الانسانية( إني لا ارى الموت إلاّ سعادة ولا ارى الحياة مع الظالمين إلاّ برما)..فإنه (عليه السلام) إنما يريد ان يزرع في روح الانسان الواعي بذرة الرفض القاطع للظلم والطغيان، وهذا ماورد في أغلب (الردّات) التي رددتها مواكب العزاء الحسينية وهي تجوب شوارع وساحات المدينة المقدسة.
وقد كان لشبكة النبأ - كما هو متعارف عليه- إسهاما متواصلا في توثيق احداث أيام عاشوراء وهذه الليلة أيضا، فقد تجولنا بين الزوار الكرام الذين امتلأت بهم الشوارع والساحات والازقة وتابعنا مسيرات المواكب الحسينية من اماكن انطلاقها حيث غالبا ما تبدأ من الشوارع الرئيسة مثل باب السلالمة وشارع ابو الفهد وباب طويريج وباب الخان وباب الطاق وغيرها من اماكن المدينة المقدسة لتنتهي هذه المواكب في مرقدي الامام الحسين واخيه العباس (عليه السلام) وقد نزلت هذه المواكب تباعا حسب الجدول الزمني والمكاني المثبت مسبقا من قبل( تجمع الهيئات والمواكب الحسينية في العراق/ المركز العام كربلاء).
وبدت المدينة المقدسة في هذه الليلة وكأنها تستعيد تأريخها من جديد حيث تتجسد احداث واقعة الطف على ارضها اليوم وكل يوم، وقد كان لنا لقاءً مع الشاعر المعروف (محمد الغريب) في ساحة الحرمين وهو يرصد احداث الليلة ويختزنها في ذاكرته الشعرية كي يحولها الى ابداع شعري طالما عُرف به هذا الشاعر وقد سألناه عن مشاعره وهو يستذكر معنا ومع زوار كربلاء المقدسة واقعة الطف الخالدة فأجاب قائلا:
أولا عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد الامام الحسين (عليه السلام) هذا الثائر الكبير الذي يمثل رمزا للإنسانية والحرية في كل زمان ومكان، الكلمات كلمات العزاء في هذا اليوم المشهود لن تحيط بالفكر الحسيني الباقي على مدى الازمنة وما هذه الطقوس إلا اصرارا لإحياء واقعة الطف، سيبقى الحسين وفكره ومبادئ ثورته ما بقي الانسان حيا.
وقد طلبنا من الشاعر الغريب بيتين من الشعر الحسيني فقال:
(صفن وجهي الوكت ساعات.............
وانت بصوت من طرف المخيم صاح طاح حسين......
بشمس أيد السما إساقطن نجمات....
لا ما مات ..... لا ما مات حسين .... لا ما مات..)
واضاف الغريب قائلا: لن تموت الثورة الحسينية ولن يموت الفكر الحسيني ما دام هناك مضطهدين ومظلومين في كل بقاع الارض، انها ثورة رمز لكل الثورات في العالم.
وما يلفت النظر ان المواكب برغم البرد استمرت الى ساعات متأخرة كما ان الزوار الكرام اخذ يتزايد زخم حضورهم ساعة بعد أخرى وهم يتابعون(الردّات) الحسينية التي تقولها المواكب بل هم يحرصون على سماعها لأنها في الغالب تتعرض للمواقف السياسية الخاطئة للساسة المحليين او في الخارج ويذكر ان السلطات كانت تخاف هذه المواكب لأنها ترصد عيوبها وتعلنها الى الملأ أملا في اصلاحها وهذا ما دفع بصدام الى محاربة المواكب الحسينية لأنها كانت تشكل وسيلة ضغط عليه وفضح لكل سياساته الخارجية والداخلية المؤذية للشعب العراقي.
ومن هذه (الردّات) التي رددتها المواكب الحسينية هذه الليلة:
( الصحافة الاجنبية شوهت صورة محــمد......
إحنه نستنكر ونشجب هلعمل والكون يشهد....
إحنه أبناء الرسالــة.....
سيوف نتحدى الضلالة...).
وفي مآثر الحسين(عليه السلام) ومناقبه كانت هناك (ردّات) كثيرة ومتواصلة ومنها:
(ضحى روحه لأجل دينه...
نقتدي بي حق علينه.......
على نهجك سائرين....
يا إمام الثائريــن....
يا إمامي... يا إمامي...يا إمامي يا حسين.)
هكذا هي كربلاء المقدسة وهكذا هي أيام عاشوراء وهكذا هي واقعة الطف التي تجسدت فيها الروح الأبية للامام الحسين(عليه السلام) عندما رفض الظلم ورفض ان يبادل الموت المشرف بحياة الذل الذي لا يرتضيه لكل مسلم بل لكل انسان على وجه الارض ولهذ قال (عليه السلام):
(إني لا ارى الموت إلاّ سعادة ولا ارى الحياة مع الظالمين إلاّ برما).
فسلام عليك ياسيدي يوم ولدت ويوم استشهدت عندما واجهت الطاغوت الذي عاث في ممتلكات المسلمين فسادا، فما أحرانا الآن جميعا ساسة ومثقفين وأناس بسطاء ومن كل الشرائح، ما احرانا ان نسترشد بهذا المفكر والثائر العظيم الحسين بن علي عليهما السلام وبسيرته الخالدة على مر العصور.
خاص بشبكة النبأ/ تقرير: أنمار البصري
في اليوم التاسع والعاشر من شهر محرم الحرام غصّت شوارع وساحات كربلاء المقدسة بالملايين من زوار الحسين (عليه السلام) وهم يستذكرون الأحداث الجسام لواقعة الطف. وقد ارتسمت ملامح الخشوع على وجوه الجميع خاصة ونحن سندخل اليوم العاشر من هذا الشهر حيث تتجسد فيه ذروة الثورة الحسينية الخالدة على مر الدهور، وعندما قال الامام الحسين من بين ما قاله (عليه السلام) قبل مئات الاعوام كلاما انسانيا شاملا لا يمحى من الذاكرة الانسانية( إني لا ارى الموت إلاّ سعادة ولا ارى الحياة مع الظالمين إلاّ برما)..فإنه (عليه السلام) إنما يريد ان يزرع في روح الانسان الواعي بذرة الرفض القاطع للظلم والطغيان، وهذا ماورد في أغلب (الردّات) التي رددتها مواكب العزاء الحسينية وهي تجوب شوارع وساحات المدينة المقدسة.
وقد كان لشبكة النبأ - كما هو متعارف عليه- إسهاما متواصلا في توثيق احداث أيام عاشوراء وهذه الليلة أيضا، فقد تجولنا بين الزوار الكرام الذين امتلأت بهم الشوارع والساحات والازقة وتابعنا مسيرات المواكب الحسينية من اماكن انطلاقها حيث غالبا ما تبدأ من الشوارع الرئيسة مثل باب السلالمة وشارع ابو الفهد وباب طويريج وباب الخان وباب الطاق وغيرها من اماكن المدينة المقدسة لتنتهي هذه المواكب في مرقدي الامام الحسين واخيه العباس (عليه السلام) وقد نزلت هذه المواكب تباعا حسب الجدول الزمني والمكاني المثبت مسبقا من قبل( تجمع الهيئات والمواكب الحسينية في العراق/ المركز العام كربلاء).
وبدت المدينة المقدسة في هذه الليلة وكأنها تستعيد تأريخها من جديد حيث تتجسد احداث واقعة الطف على ارضها اليوم وكل يوم، وقد كان لنا لقاءً مع الشاعر المعروف (محمد الغريب) في ساحة الحرمين وهو يرصد احداث الليلة ويختزنها في ذاكرته الشعرية كي يحولها الى ابداع شعري طالما عُرف به هذا الشاعر وقد سألناه عن مشاعره وهو يستذكر معنا ومع زوار كربلاء المقدسة واقعة الطف الخالدة فأجاب قائلا:
أولا عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد الامام الحسين (عليه السلام) هذا الثائر الكبير الذي يمثل رمزا للإنسانية والحرية في كل زمان ومكان، الكلمات كلمات العزاء في هذا اليوم المشهود لن تحيط بالفكر الحسيني الباقي على مدى الازمنة وما هذه الطقوس إلا اصرارا لإحياء واقعة الطف، سيبقى الحسين وفكره ومبادئ ثورته ما بقي الانسان حيا.
وقد طلبنا من الشاعر الغريب بيتين من الشعر الحسيني فقال:
(صفن وجهي الوكت ساعات.............
وانت بصوت من طرف المخيم صاح طاح حسين......
بشمس أيد السما إساقطن نجمات....
لا ما مات ..... لا ما مات حسين .... لا ما مات..)
واضاف الغريب قائلا: لن تموت الثورة الحسينية ولن يموت الفكر الحسيني ما دام هناك مضطهدين ومظلومين في كل بقاع الارض، انها ثورة رمز لكل الثورات في العالم.
وما يلفت النظر ان المواكب برغم البرد استمرت الى ساعات متأخرة كما ان الزوار الكرام اخذ يتزايد زخم حضورهم ساعة بعد أخرى وهم يتابعون(الردّات) الحسينية التي تقولها المواكب بل هم يحرصون على سماعها لأنها في الغالب تتعرض للمواقف السياسية الخاطئة للساسة المحليين او في الخارج ويذكر ان السلطات كانت تخاف هذه المواكب لأنها ترصد عيوبها وتعلنها الى الملأ أملا في اصلاحها وهذا ما دفع بصدام الى محاربة المواكب الحسينية لأنها كانت تشكل وسيلة ضغط عليه وفضح لكل سياساته الخارجية والداخلية المؤذية للشعب العراقي.
ومن هذه (الردّات) التي رددتها المواكب الحسينية هذه الليلة:
( الصحافة الاجنبية شوهت صورة محــمد......
إحنه نستنكر ونشجب هلعمل والكون يشهد....
إحنه أبناء الرسالــة.....
سيوف نتحدى الضلالة...).
وفي مآثر الحسين(عليه السلام) ومناقبه كانت هناك (ردّات) كثيرة ومتواصلة ومنها:
(ضحى روحه لأجل دينه...
نقتدي بي حق علينه.......
على نهجك سائرين....
يا إمام الثائريــن....
يا إمامي... يا إمامي...يا إمامي يا حسين.)
هكذا هي كربلاء المقدسة وهكذا هي أيام عاشوراء وهكذا هي واقعة الطف التي تجسدت فيها الروح الأبية للامام الحسين(عليه السلام) عندما رفض الظلم ورفض ان يبادل الموت المشرف بحياة الذل الذي لا يرتضيه لكل مسلم بل لكل انسان على وجه الارض ولهذ قال (عليه السلام):
(إني لا ارى الموت إلاّ سعادة ولا ارى الحياة مع الظالمين إلاّ برما).
فسلام عليك ياسيدي يوم ولدت ويوم استشهدت عندما واجهت الطاغوت الذي عاث في ممتلكات المسلمين فسادا، فما أحرانا الآن جميعا ساسة ومثقفين وأناس بسطاء ومن كل الشرائح، ما احرانا ان نسترشد بهذا المفكر والثائر العظيم الحسين بن علي عليهما السلام وبسيرته الخالدة على مر العصور.
خاص بشبكة النبأ/ تقرير: أنمار البصري