مشاهدة النسخة كاملة : عِبر ُ عاشوراء
الحوزويه الصغيره
04-12-2012, 06:01 PM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
http://www.alsada.org/gallery/images/fa/0149.gif
عِبر ُ عاشوراء
كربلاء محطّة تاريخيّة لا تقف عند حدود سنة إحدى وستّين للهجرة، ولا على حدود كربلاء الجغرافيّة، بل تتعدّى بأطرافها المعنويّة حدود الزمان والمكان لتبقى غضّة طريّة تتجدّد مع الأيّام والشهور والسنوات، صادعاً صوتها، مجاوباً صداها، تضيء بنورها ظلمة الليالي الحالكة، لتقشع عن العيون أغشية الظلام الدامس الذي أرسته أيدي الظالمين والطغاة على مرِّ العصور.
إنّها صوت الحسين عليه السلام الخالد، الذي يطرق مسامع الزمن مدويّاً في أرجائه، ويقضّ مضاجع الطواغيت وينكّس عرشهم في عليائه..إنّها أنشودة الأحرار، وأغنية الثوّار، تصغي إليها آذانهم وتعيها قلوبهم، وتترنّم بها أفواههم وتجسّدها أقوالهم وأفعالهم..إنّها مدرسة الحسين عليه السلام التي تخرّج منها أحبّاء كحبيبه، وأحرار كحرّه، وأبرار كبريره، وأزهار كزهيره...وعشّاق شهداء... لا سبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من جاء بعدهم..
وقد أوضح الإمام الحسين معالم مدرسته من خلال نداءاته وخطاباته وكلماته النيّرة، بما يشكّل بلاغاً للنّاس، وقد قال الله تعالى مخاطباً نبيّه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في بعض
آيات كتابه: (وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) ، والإمام الحسين عليه السلام هو السائر على منهاج جدّه والمقتفي لأثره بمقتضى نصِّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:"حسين منّي وأنا من حسين"، فدعا ونادى وأبلغ وهدى، بما هو وظيفة الإمام من ربّه كما في بعض خطب أمير المؤمنين عليه السلام:"إنّه ليس على الإمام إلّا ما حمل من أمر ربّه، إلّا بلاغ في الموعظة، والاجتهاد في النصيحة، والإحياء للسنّة، وإقامة الحدود على مستحقّيها، ..".
ومن هنا جاء في بعض زيارات الإمام الحسين عليه السلام:"صلّى الله عليك يا أبا عبد الله، أشهد أنّك قد بلّغت عن الله عزَّ وجلَّ ما أمرت به، ولم تخش أحداً غيره، وجاهدت في سبيله وعبدته صادقاً حتّى أتاك اليقين، أشهد أنّك كلمة التقوى وباب الهدى والعروة الوثقى..".
فقد قام الإمام عليه السلام بالبلاغ والإبلاغ، وسعى جاهداً أن يسمع صوته حتّى إلى من أصمَّ أذنيه عن كلماته، تقول الرواية: وأحاطوا بالحسين من كلِّ جانب حتى جعلوه في مثل الحلقة، فخرج عليه السلام حتى أتى الناس فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا حتّى قال لهم: "ويلكم! ما عليكم أن تنصتوا إليَّ فتسمعوا قولي، وإنّما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمن أطاعني كان من المرشدين، ومن عصاني كان من المهلكين، وكلّكم عاص لأمري غير مستمع قولي، فقد ملئت بطونكم من الحرام، وطبع على قلوبكم، ويلكم ألا تنصتون؟! ألاتسمعون؟!.
فقد أراد الإمام الحسين عليه السلام لكلماته المضيئة أن تخترق الحجب وتنير القلوب المظلمة، فوجّه بلاغاته ودروسه في مختلف الاتجاهات والجوانب، ممّا يستدعي بحقّ ضرورة الوقوف عند هذه البلاغات العاشورائيّة الكربلائيّة واستلهام الدروس العظيمة منها والسير على هديها ونهجها.
http://www.alsada.org/gallery/images/fa/0149.gif
فمن خلال حضوركم للمآتم والاستماع للخطباء
ماذا قدمت لكم عاشوراء الامام سيد الشهداء (عليه السلام) من دروس وعِبر ؟
ننتظر تعليقاتكم ومشاركاتكم على الموضوع
لقاءنا سيتجدد معكم يومياً ان شاء الله تعالى لننهل من مدرسة عاشوراء ....
نسألكم الدعاء
الروح
04-12-2012, 09:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجوركم واحسن الله لكم العزاء
ماجورة عزيزتي الحوزوية للموضوع القيم
والمقدمة الرائعة
عاشوراء مدرسة التاريخ التي خطت عبر مسار الحياة اعظم الدروس والعبر
ليس للمسلمين فقط بل تحدت وتعدت حدود الزمن والديانات حتى تكون مدرسة للانسانية جمعاء
وماكتب لعاشوراء الخلود سوى حجم التضحية التي اكتنزت عليها
ودوافع القيم السامية هي التي جعلت منها رسالة لجميع البشرية
رسالة لرفض الظلم والاضطهاد بكل انواعه
وكل يوم يمر عليها تزداد تجدد كون الظلم موجود والانصاف والقيم السامية الرافضة له موجودة
وملازم لهما وجود حرب قائمة بين الصفين الحق والباطل
لذا سنرى دروس عاشوراء تتكرر كسنة تكوينية في الحرب بين الحق والباطل
فسلام الله على كل من كان يقف بصف الحق وبذل نفسه ونذرها في سبيله
تقديري ونسالكم الدعاء
نجف الخير
05-12-2012, 12:42 AM
السلام عليكم
لا تزال ثورة الامام الحسين عليه السلام هي الملهم لنا في طريق الحرية والتضحية والتفاني والإيثار.
ما زالت تُلهم الاحرار في العالم طريق الخلود.
وما زال سيد الشهداء عليه السلام مشعلا للحرية يستنير العالم دروسا من نهضته المباركة.
شاكر لكم اختي الكريمة هذا العمل المبارك الذي يُسلط الضوء على أتباع أهل البيت عليهم وإستفادتهم من ثورة كربلاء الخالدة
الى المزيد من العطاء وخدمة اهل البيت عليهم السلام.
دمتم بود
الجزائرية
05-12-2012, 02:47 PM
موضوع رائع جدا وقد جذبني بشدة ..
ليلة العاشر من محرم وانا عند مجلس سيد الشهداء راودتني فكرة كهذه وكان عنوانها في قلبي (بماذا خرجت من هذه المجالس الحسينية)بماذا خرجت من هذا الحزن الذي عشته بتفاصيله كل كلمة تُنطق اتخيلها كل موقف يُذكر اتصوره امامي واذرف عليه دموع الحزن ! لكن بماذا اخرج من هذا؟ وقد استنتجت وخرجت بنتيجة هذا الاختبار..
لي عودة وعودات على موضوعكم الموقر اختي العزيزة الحوزوية الصغيرة بارك الله باناملكم التي خطت اروع السطور ..
الروح
05-12-2012, 04:51 PM
في عاشوراء تتجدد قيم الرفض في اعماقي
امقت نفسي ان حدثتني بسوء او راودتني عن فعل الخير
ومالت بي الى الشر فلا يغيب عن مخيلتي موقف الحر رضوان الله عليه
حين مال من الباطل ليقف مع الحق وينطلق مضحيا في سبيل الحق
الحوزويه الصغيره
06-12-2012, 12:48 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
التوحيد في العقيدة والعمل
الاعتقاد بالله وب-"التوحيد" لا ينحصر في ذهن الإنسان المسلم الموحّد فحسب، بل تمتدّ ظلاله في جميع شؤون وظروف وزوايا حياته، فالله من هو؟ وما هو؟ وهذه المعرفة ما تأثيرها في حياة الإنسان المسلم العمليّة وفي مواقفه الاجتماعيّة؟ هذه التساؤلات تكشف عن مكانة وتأثير هذه العقيدة في الحياة.
الاعتقاد بالله وبأنّه هو الحقّ، وأنّه لا يقول إلّا الحقّ، ولا يخلف وعده، وأنّ طاعته واجبة، وأنّ سخطه سبب الدخول إلى جهنّم، وأنّه حاضر لا تخفى عليه خافية في كلّ حال، قد أحاط علمه بكلّ صغيرة وكبيرة من أعمال الإنسان، بل قد أحاط بكلّ شيء علماً، و... مجموعة هذه الاعتقادات حينما ترقى إلى مستوى "اليقين" تكون أقوى دوافع الخير أو موانع الشرّ تأثيراً في حياة الإنسان.
إنّ مفهوم التوحيد لا ينحصر في الفكر والتصدّيق النظريّ، بل يتحوّل في البعد العمليّ إلى "التوحيد في الطاعة" و"التوحيد في العبادة".
لقد كان الإمام الحسين عليه السلام يعلم بشهادته من قبل، بل كان يعلم بجزئيّات وتفاصيل وقائع شهادته، إذ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ذكر هذه الفاجعة مراراً، لكنّ هذا العلم والاطّلاع المسبق لم يضعف من رأيه وتصميمه على مواصلة الطريق وورود ميدان الجهاد والشهادة، ولم يشكّكه في يقينه، بل زاد في حبّه للشهادة وفي الإقبال عليها.
لقد ورد الإمام الحسين عليه السلام ميدان كربلاء بنفس هذا الإيمان وهذا اليقين وجاهد جهاد العاشق المتلهّف إلى لقاء الله، تماماً كما ورد في الشعر الذي يُذكر عن "لسان حاله":
تركتُ الخلقَ طُرّاً في هواكا وأَيتمتُ العيالَ لكي أَراكا
هكذا كان يقين الإمام عليه السلام سامياً راسخاً في كلّ القضايا، وخصوصاً قضيّة عزمه على الشهادة، إذ لم يتذبذب رأيه لضعف، ولم يتزعزع يقينه بشكّ، حتّى في الموارد المتعدّدة التي سعى فيها بعض أهل بيته وأخوته وأبناء عمومته وبعض وجهاء قومه إلى منعه عن القيام أو عن الخروج إلى العراق، بدافع النصح والإشفاق عليه من القتل والاضطهاد، حيث حذّروه من التوجّه إلى الكوفة، ومن غدر أهلها وعدم وفائهم، وذكّروه بمظلوميّة أبيه وأخيه الحسن عليهما السلام من قبل وما عانيا من أهل العراق.
لقد كانت واحدة من هذه النصائح والتوسّلات تكفي لإثارة الشكّ وتضعيف اليقين في قلب الإنسان العادي، لكنّ عقيدة الإمام عليه السلام الواضحة، وعلمه الإلهيّ، ويقينه الصادق الذي لا ريب فيه، في اختياره هذا الطريق وهذا المصير الكريم، كان السبب في ثباته عليه السلام حيال كلّ محاولات التشكيك وإيجاد اليأس والتردّد، وفي تقديمه التسليم لأمر الله وقضائه ومشيئته على كلّ شيء.
فحينما طلب منه ابن عبّاس أن يتوجّه في أيّ طريق آخر غير طريق العراق وألّا يواجه بني أميّة، قال له الإمام الحسين عليه السلام في معرض حديثه عن أهداف ونيّات الأمويّين: "إنّي ماضٍ في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث أمرني، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون"، حيث ربط عليه السلام تصميمه بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ استرجع، وذلك ليقينه بحقّانيّة طريقه وغايته، وبصدق وعد الله تبارك وتعالى.
إنّ "اليقين" مؤشّر دالّ على وضوح الإيمان بالدين وبأمر الله وبحكم الشريعة، وجوهرة اليقين في أيّ قلب حلّت، صنعت منه قلباً مقداماً مصمّماً لا يعرف الخوف، ولقد تجلّى اليقين في ميدان كربلاء يوم عاشوراء أتمَّ التجلّي في أُفق معسكر الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره، اليقين بحقّانيّة سبيلهم واليقين بضلال أعدائهم واليقين بأنّ المعاد حقّ والحساب حقّ واليقين بحتميّة الموت ولقاء الله، فكان ذلك اليقين هو الموجّه والباعث على المقاومة وكيفيّة المواجهة والجهاد، والثبات على الطريق الذي اختاروه.
إنّ "الاسترجاع" وهو عبارة: "إنا لله وإنّا إليه راجعون" التي تقال عند السماع بخبر موت أو شهادة أحدٍ ما، وتقال عند كلّ مصيبة، كانت في منطق الإمام الحسين عليه السلام - فضلاً عن بعدها المعروف- تذكيراً بالحكمة العالية للوجود والحياة والمصير: "منه وإليه"، وكثيراً ما كان ينطق بها الإمام عليه السلام أثناء مسيره منذ خروجه من المدينة حتّى ساعة استشهاده، كيما تكون هذه العقيدة هي الموجّه لكلّ تصميم وعمل.
لقد استرجع الإمام مراراً في منزل الثعلبيّة بعد أن سمع بخبر شهادة مسلم وهاني، وفي نفس هذا المنزل أيضاً كان الإمام عليه السلام في وقت الظهيرة قد وضع رأسه فرقد، ثمّ استيقظ " فقال: قد رأيتُ هاتفاً يقول: أنتم تسرعون، والمنايا تسرع بكم إلى الجنة.
فقال له ابنه عليُّ: يا أبه! أفلسنا على الحقّ؟
فقال: بلى يا بنيّ والذي إليه مرجع العباد.
فقال: يا أبه! إذن لا نبالي بالموت!
فقال له الحسين عليه السلام:جزاك الله يا بنيّ خير ما جزى ولداً عن والد...".
كان تذكيره المتواصل على طول الطريق بحقيقة الارتباط بالله تبارك وتعالى، وبالرجوع إليه، وتأكيده المستمرّ عليها، من أجل إعداد أصحابه إعداداً روحيّاً عالياً للتضحية الكبرى في سبيل العقيدة، ذلك لأنّ المقاتل لا يستطيع بدون العقائد الصافية الواضحة أن يبقى إلى النهاية مقاوماً صلباً لا يكلُّ في دفاعه عن الحقّ.
لقد كان "اليقين" يتجلّى في معسكر الحسين عليه السلام في "الموضوع"، أي المعرفة الواضحة بالهدف وبالطريق وبالظروف، ويتجلّى كذلك في "الحكم"، يعني كون التكليف هو الجهاد والاستشهاد، وأنّ ذلك في صالح الإسلام في تلك الظروف، كما تجلّى أيضاً في الإيمان ب-"الله" و"اليوم الآخر"، هذا الإيمان الذي هو الباعث الأساس للإقدام في ميدان الفداء والتضحية، نقرأ هذه الحقيقة في مضامين الرجز الذي أنشده وهب بن عبد الله في نزلته الثانية إلى الميدان، حيث كان يعرّف نفسه "المؤمن بالرّب" و"الموقن بالرّب".
ومن التجلّيات الأخرى لدور العقيدة الخلاّق في العمل: التوحيد في طلب النصرة والمعونة من الله تبارك وتعالى، والاعتماد على الله فقط.
لقد كان الإمام الحسين عليه السلام متوكّلاً ومعتمداً على الله تعالى وحده، لا على رسائل أهل الكوفة، ولا على ما ادّعوه من حمايتهم له، ولا على شعاراتهم.
فحينما منع جيش الحرّ بن يزيد الرياحيّ الطريق على ركب الإمام عليه السلام خطب فيهم الإمام عليه السلام خطبته التي عرّفهم فيها أنّه ما جاء إلّا استجابة لرسائل أهل الكوفة، وفي ختام هذه الخطبة قال عليه السلام داعياً إيّاهم إلى الوفاء بالبيعة ومحذّراً من نقضها: "وإنْ لم تفعلوا، ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم... فحظّكم أخطأتم، ونصيبكم ضيّعتم، ومن نكث فإنّما ينكث على نفسه، وسيُغني الله عنكم...".
وفي الطريق لمّا التقى عليه السلام الضحّاك بن عبد الله المشرقيّ ورفيقه، فحدثّاه عن أوضاع الكوفة، وتعبئة أهلها لمحاربته، كان جوابه عليه السلام على ذلك: "حسبي الله ونعم الوكيل".
وفي صبيحة عاشوراء أيضاً، لمّا أحاط الجيش الأمويّ بمعسكر الإمام عليه السلام، رفع الإمام عليه السلام يديه المباركتين بالدعاء إلى الله تعالى قائلاً:
"اللّهمَّ أنت ثقتي في كلّ كرب، وأنت رجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعدّة، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد وتقلُّ فيه الحيلة، ويخذلُ فيه الصديق، ويشمتُ فيه العدوّ، أنزلته بك، وشكوته إليك، رغبة منّي إليك عمّن سواك، ففرّجته عنّي وكشفته، فأنت وليّ كلّ نعمة، وصاحب كلّ حسنة، ومنتهى كلّ رغبة".
هذه الحالة الروحيّة السامية، تجلّي ظاهريّ رائع لعقيدة القلب وإيمانه بالله تبارك وتعالى، ولليقين الراسخ بنصرة الله عزَّ وجلَّ، وللتوحيد الخالص في الدعاء والطلب.
إنّ الهدف الأساس المنشود من المعارف الدينيّة هو تقرّب العباد إلى الله تبارك تعالى، وهذا المحتوى ظاهرٌ بيّنٌ أيضاً حتّى في نصوص زيارات شهداء كربلاء وخصوصاً زيارات الإمام الحسين عليه السلام المأثورة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام حيث نجد من خلال نفس ثقافة الزيارة خطوة من أجل التقرّب إلى الله، وهذا توحيد خالص.
لنقرأ مثلاً هذا النصّ المبارك من إحدى زيارات الإمام الحسين عليه السلام:
"اللّهمّ من تهيّأ وتعبّأ وأعدَّ واستعدَّ لوفادة إلى مخلوق، رجاء رفده وجوائزه ونوافله وفواضله وعطاياه، فإليك يا ربّ كانت تهيئتي وإعدادي واستعدادي وسفري، وإلى قبر وليّك وفدت، وبزيارته إليك تقرّبتُ رجاء رفدك وجوائزك ونوافلك وعطاياك وفواضلك...".
وفي مواصلة هذا الدعاء الشريف أيضاً نقرأ هذه الفقرة التوحيديّة الخالصة التي جاءت على سبيل الحصر، حيث يقول الزائر ضارعاً إلى الله تبارك وتعالى: "... فإليك قصدتُ، وما عندك أردتُ...".
هذه المتون الشريفة كاشفة بوضوح عن البعد التوحيديّ في التعاليم الشيعيّة، التي تعتبر مراقد المعصومين عليهم السلام وزيارة أولياء الله معبراً وممرّاً إلى التوحيد الخالص، وتعبّداً بالأمر الإلهيّ الذي أوصى بإحياء وتخليد هذه الشعائر.
نسألكم الدعاء
MOHMMED Z
06-12-2012, 03:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و ال محمد , و عجل فرجهم الشريف .
و عظم الله لكم و لنا الاجر بمصاب ابا الاحرار مولنا الحسين ( علية السلام ) .
موضوع ممتميز و رائع حقاً , و فقكم الله لكل خير .
" ســـأكتبــها على جبين المجــــد عنـــوانآ من لا يحـــب الحسيــــن ليــــس انساناً "
يا من عجزت الإنس والجن عن عد فضائلك ، أو حدّها .
يا من ذكره عبادة
والنظر إليه عبادة
يا سيدي و مولاي يا حسين ( عليك مني سلام الله ابدا ما بقيت و بقي الليل و النهار )
تقبلوا مروري
خادمكم .
طيار عراقي
06-12-2012, 04:03 PM
ان ثورة الأمام الحسين عليه السلام نهر من العبر
حيث نهل منه الكثير من المفكرين والثوار
وتعلمنا من الحسين عليه السلام ومن مجالسه ان الظلم لا ينسى مهما طال الزمان
وان المطالب بالحق الى وجه الله يرفعه الله ويجعله وسام فخر يعتز به الصالحين
سأكتب
كان يوم العاشر من شعر محرم الحرام قبل شهادة الحسين عليه السلام مجرد يوم في عام
لكـن بعد استشهاده المبارك تحول كل العام هو يوم العاشر يوم نصر الثائرين على الطغات
المؤرخ
06-12-2012, 07:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت المحترمة .. إن مناسبة (المحرم) تعتبر من الظروف التي تساعد على شيوع الروح الإيمانية، وهي فرصة ممتازة للتقويم الأخلاقي والتقرب إلى الله عز وجل بالعمل الصالح وبالتوبة فإن استذكار ملابسات هذه الفاجعة الأليمة له أكبر الأثر في ترسيخ المعاني السامية والمباديء الفاضلة في نفوس المؤمنين ولذلك فإن هذا الشهر الكريم بالرغم من كونه شهر الأحزان فإنه يدعو إلى تجديد العلقة والرابطة بين المؤمنين فإن لحب الحسين (عليه السلام) لوعة في قلوبهم تجعلهم ينسون خلافاتهم فتذوب المنازعات والخلافات بحرارة حب الحسين (عليه السلام) فيتأهلون لإصلاح أنفسهم ومراجعة وجدانهم والإنابة إلى بارئهم، وتلك فرصة عظيمة، ومن هنا صح أن يوصف هذا الشهر بأنه شهر الطاعة كما يوصف شهر رمضان.
كما ان العبر والدروس التي يستلهمها الإنسان المؤمن الواعي من واقعة الطف لها أكبر الأثر في السمو الروحي والأخلاقي، ونفس ذلك الأثر الذي يظهر على وجوه شيعة آل محمد أثناء أيام عاشوراء يعكس حالة الوحدة والتلاحم بين جميع طبقات المجتمع الشيعي، ما يكون بنفسه حافزاً للآخرين ـ من غير الشيعة ـ لكي يجعلوا من أنفسهم مشاريعاً للاستبصار، فيندفعون بدافع تلك المعاني التي افرزها الولاء للحسين وحبه من قبل نظرائهم الشيعة إلى البحث عن الحقيقة، فيوفقون للتشيع.
نسأله تعالى ان يمن علينا بنعمه ودمتم في حفظ الله
الحوزويه الصغيره
07-12-2012, 12:15 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
نبّوة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
"الشهادتان" ركيزتا الاعتقاد والفكر الإسلاميّ، وهما علامة الإنسان المسلم، فبعد "التوحيد" يتصدّر مجموعة أصول العقيدة الإسلاميّة الإيمان بنبوّة الأنبياء عليهم السلام عامّة، وبنبوّة النبيّ الأكرم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم خاصّة.
ولقد كان لهذا الموضوع العقائديّ "النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته" ظهورٌ جليٌ متكرّرٌ في ما صرّح به أبطال عاشوراء من متبنيّاتهم الإيمانيّة، سواء ما صدر عن الإمام الحسين عليه السلام، أو ما صدر عن أهل بيته عليهم السلام وعن أنصاره قدس سره .
إنّ ذكر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر بعثته ورسالته، إحياء للتفكّر الإسلاميّ، كما أنّ ربط وجود الإمام عليه السلام وأهل بيته بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تذكير آخر بمعتقد مهمّ من معتقدات المسلمين، كذلك فإنّ ربط حركة عاشوراء بإحياء سنّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ومواجهة البدع التي استحدثت في دين النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم تأكيد أيضاً على مسألة اعتقاديّة مهمّة.
في يوم عاشوراء كان زهير بن القين (رضي الله عنه) واحداً من مجموعة من أصحاب الإمام عليه السلام الذين خطبوا في الأعداء المحيطين بمعسكر الحسين عليه السلام، حيث قال رحمه الله: "يا أهل الكوفة! نذارِ لكم من عذاب الله، إنّ حقّاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتّى الآن إخوة على دين واحد ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنّا أمّة وأنتم أمّة، إنّ الله ابتلانا وإيّاكم بذرّية نبيّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لينظر ما نحن وأنتم عاملون...".
إذن فهذه الخطبة المهمّة التي ألقاها زهير كشفت عن خروج الأعداء الذين تألّبوا لقتال الحسين عليه السلام عن جماعة "أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ".
وكانت نهضة كربلاء الواقعة التي أوضحت الحدّ الفاصل بين أتباع الإسلام الحقيقيّين وبين أدعياء الإسلام الكاذبين، لقد انقسم النّاس في كربلاء إلى فريقين: الذابّين عن الحقّ والمخالفين له، وكانت واقعة عاشوراء فيصل هذا التمايز.
فبعد أن قتل الإمام الحسين عليه السلام، وأُخذ أهل بيته أسرى إلى الشام، ادّعى يزيد في ذروة سكره وغروره أنّ بني هاشم لعبوا بالملك وإلّا فلا خبر جاء ولا وحيٌ نزل من السماء، مستشهداً بأبيات ابن الزبعري التي ملؤها العداء للنبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم:
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً ثمّ قالوا يا يزيد لا تُشَل
قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلناه ببدرٍ فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحيٌ نزل
لستُ من خندف إنْ لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل
وهذا كفر صريح ونفي لنبوّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته جرى على لسان أحد أدعياء الإسلام من قادة الحزب الأمويّ.
وفي محاورة الإمام الحسين عليه السلام مع ابن عبّاس في مكّة، كان عليه السلام قد سأل ابن عبّاس قائلاً: "يا ابن عبّاس! فما تقول في قومٍ أخرجوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من داره وقراره ومولده، وحرم رسوله، ومجاورة قبره ومولده ومسجده، وموضع مهاجره، فتركوه خائفاً مرعوباً لا يستقرّ في قرار، ولا يأوي في موطن، يريدون في ذلك قتله وسفك دمه، وهو لم يُشرك بالله شيئاً، ولا اتّخذ من دونه وليّاً، ولم يتغيّر عمّا كان عليه رسول الله؟
فقال ابن عبّاس: ما أقول فيهم إلّا أنّهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلّا وهم كسالى، يراءون النّاس ولا يذكرون الله إلّا قليلاً، مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً، وعلى مثل هؤلاء تنزل البطشة الكبرى، وأمّا أنت يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنّك رأس الفخار برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابن نظيرة البتول، فلا تظنّ يا ابن بنت رسول الله أنّ الله غافل عمّا يعمل الظالمون، وأنا أشهد أنّ من رغب عن مجاورتك، وطمع في محاربتك ومحاربة نبيك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فَمالَه من خلاق.
فقال الحسين عليه السلام:اللّهم اشهد!" فشهد ابن عبّاس صراحةً بكفرهم.
وفي كلّ منزل من منازل الطريق إلى ميدان الشهادة، كان الإمام عليه السلام وأهل بيته وأنصاره يذكرون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصورة متواصلة، ويؤكّدون على ارتباطهم به واتبّاعهم له، وكان الإمام عليه السلام وأهل بيته يعرّفون أنفسهم بأنّهم ذريّة ذلك الرسول الطاهر صلى الله عليه وآله وسلم، ويرون أنّ كرامتهم وشرفهم في كونهم ذريّة وورثة ذلك المبعوث الإلهيّ الكريم، فكان هذا أيضاً مبضعاً ينكأ غدد حقد الأمويّين على دين الله وعترة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم.
نسألكم الدعاء
نورالنجف
07-12-2012, 02:55 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
عظم الله لكم الأجر بمصاب ابي عبدالله الحسين ( عليه السلام )
موضوع قيم ومبارك جزاك الله خير الجزاء أختي العزيزة ..
موفقين يارب
الحوزويه الصغيره
08-12-2012, 01:07 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
الإمامة
الإمامة في العقيدة الإسلاميّة منصب إلهيّ يكون بعد النبوّة، بمعنى أنّ الإمامة من لوازم النبوّة التي لا تنفكّ عنها، أي لا بدّ للأمّة بعد النبيّ من إمام، من أجل "تبيين" الدين وحفظ الشريعة والمنجزات الدينيّة، وإقامة حدود الله وأحكامه في المجتمع.
إنّ فلسفة الإسلام السياسيّة في إدارة المجتمع طبقاً لأحكام الدين تتجلّى في قالب وشكل الإمامة، من هنا فإنّ "الجعل والنصب الإلهيّ" من مقوّمات ومعالم الإمامة فضلاً عن الأهليّة في العلم والتقوى، كما هو من مقوّمات النبوّة ومعالمها.
إنّ أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بلحاظ التأهّل الأعلى والقرب الأقرب من منبع الدين، هم الأولى من غيرهم بقيادة وزعامة المسلمين، وما حصل في غدير خمّ كان تأكيداً مجدّداً لبلاغات نبويّة سابقة متعدّدة، في أنّ الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي حقّ للإمام الذي هو أسمى وأفضل فرد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يعني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
وقد أكّد هو عليه السلام قبل وبعد وصول الخلافة إليه على هذا الحقّ في مواجهاته ومناقشاته مع الخلفاء ومع معاوية، كما أكّد أئمّة أهل البيت الآخرون عليهم السلام بعد شهادة عليّ عليه السلام على هذا الحقّ الصريح بصورة متواصلة، إذ إنّهم عليهم السلام كانوا يرونه حقّاً مسلّماً لهم.
ولقد كانت نهضة عاشوراء تجلّياً لتحقيق هذا الحقّ، من خلال الارتباط بهذا الركن الركين للمجتمع الإسلاميّ، ومع أنّ الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في إطار ظروف وشروط خاصّة (ليس هنا مجال بحثها) كان قد أمضى الصلح مع معاوية، وكان الإمام الحسين عليه السلام أيضاً قد التزم بهذه المعاهدة ما دام معاوية حيّاً، إلّا أنّ أهل هذا البيت عليهم السلام كانوا وبصورة مستمرّة يصرّحون بحقّهم في إمامة المسلمين ومنصب الخلافة، وكانوا يسعون بصورة متواصلة - بحسب الإمكان والاستطاعة- إلى تحقيق الوصول الفعليّ إلى هذا الحقّ منه خلال توعية النّاس وتهيئة المقدّمات والممهّدات اللازمة.
وفي هذا السبيل كان لأبي عبد الله الحسين عليه السلام عدّة برامج محوريّة، هي:
1- بيان موقع ومكانة الإمامة، وشرائط وخصائص الإمام.
2- بيان فقدان الآخرين لأهليّة التصدّي لهذا المنصب الإلهيّ.
3- بيان أهليّة الإمام نفسه عليه السلام وأحقيّته بإمامة المسلمين.
ولقد كانت للإمام الحسين عليه السلام في كلٍّ من هذه المحاور الثلاثة بيانات وتصريحات عالية، نشير إلى بعض منها:
شرائط الإمام
بعد أن جاءت رسائل وجوه وأعلام أهل الكوفة وجماهيرها وكبار شيعتها إلى الإمام الحسين عليه السلام وهو في مكّة المكرّمة، يدعونه فيها إلى القدوم إلى الكوفة، ليثوروا في ظلّ إمامته على الطاغية يزيد بن معاوية، كتب الإمام عليه السلام إليهم رسالة، وبعثها إليهم مع اثنين من الرسل، وأشار فيها إلى أنّه قد بعث إليهم بابن عمّه مسلم بن عقيل عليه السلام ممثّلاً عنه، وقد صرّح عليه السلام في ختامها قائلاً: "... فلعمري ما الإمام إلّا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الدائن بدين الحقّ، الحابس نفسه على ذات الله...".
هذا البيان كاشف عن مواصفات الإمام الحقّ عليه السلام من منظاره هو، وإمام كهذا هو التجسيد الكامل لدين الله تبارك وتعالى، ومعرفة هذا الإمام ضرورة دينيّة وعقليّة، وإطاعته حتميّة.
فمعرفة الإمام المفترض الطاعة، وتسليم زمام الأمر إلى ولايته وهدايته شرط لعبادة الله تعالى، وأرضيّة لمعرفة الله الكاملة، فقد ورد في إحدى زياراته عليه السلام:
"اللّهمّ إنّي أشهد أنّ هذا القبر قبر حبيبك، وصفوتك من خلقك، والفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجّة على خلقك".
ونقرأ في نص آخر من زيارته هذه الفقرة الشريفة:
"وأشهد أنّك الإمام الراشد والهادي، هديت، وقمت بالحقّ وعملت به، وأشهد أنّ طاعتك مفترضة وقولك الصدق، وأنّك دعوت إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة...".
أهليّته عليه السلام للإمامة ونفيه لأهليّة الآخرين
عندما تتّضح وتتبيّن الشرائط الكليّة للإمامة ومواصفات الإمام الصالح، يكون المحور الآخر للبحث هو انطباق ذلك العنوان على شخص خاصّ.
ولقد كان قائد نهضة عاشوراء، في مناسبات مختلفة ومواقع متعدّدة، يوجّه أذهان المسلمين نحو "الإمام الصالح" ويسوقها إليه، من خلال بيانه لمكانة أهل البيت السامية، وعدّه لفضائله وما يتمتّع به من ملاكات الإمامة، وذكره أيضاً لنقاط ضعف الأمويّين والإشكالات الأساسيّة لا يمكن الإغماض عنها فيهم عامّة، وفي يزيد بن معاوية خاصّة.
ونماذج هذه البيانات وهذه التحذيرات كثيرة، نشير هنا إلى بعض منها: بعد أن التقى الإمام الحسين عليه السلام في الطريق إلى الكوفة مع جيش الحرّ بن يزيد الرياحيّ، وبعد أن صلّى عليه السلام فيهم صلاة العصر جماعة، خطب فيهم وكان من خطبته: "أمّا بعد أيّها النّاس، فإنّكم إنْ تتّقوا الله وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى لله عنكم، ونحن أهل بيت محمّد أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالجور والعدوان...".
وفي رسالته التي كتبها بعد لقائه بجيش الحرّ بن يزيد الرياحيّ إلى وجهاء الشيعة وجماعة المؤمنين في الكوفة، كان ممّا ذكر عليه السلام فيها: أنّ هؤلاء القوم (أي الحكّام الأمويّين) قد لزموا طاعة الشيطان، وتولّوا عن طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيئ، وأحلّوا حرام الله، وحرّموا حلاله، ثمّ قال عليه السلام بعد ذلك: "وإنّي أحقّ بهذا الأمر لقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ".
وفي بدء نهضته عليه السلام لمّا وصل خبر موت معاوية إلى المدينة، واستدعاه والي المدينة آنذاك الوليد بن عتبة بأمر من يزيد ليأخذ منه البيعة له، فجاءه الإمام عليه السلام، ورفض أن يبايع، قال عليه السلام في ختام ذلك اللقاء الساخن معلناً عن بدء قيامه ونهضته: "أيّها الأمير! إنّا أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومحلّ الرحمة، وبنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق، شارب خمر، قاتل النفس المحرّمة، معلنٌ بالفسق، ومثلي لا يبايع لمثله، ولكن نُصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة ".
لقد كانت هذه هي نظرة الإمام الحسين عليه السلام ليزيد بن معاوية من قبل ذلك بسنين، إذ لمّا أراد معاوية أخذ البيعة من النّاس بولاية العهد ليزيد في حياته، كان همّه الأكبر أن يحصل أوّلاً على موافقة وجهاء وكبار شخصيّات العالم الإسلاميّ يومذاك، وخصوصاً من كان منهم في المدينة، فلّما التقى معاوية ابن عبّاس والإمام الحسين عليه السلام في المدينة، وجمع الثلاثة مجلس خاصّ، دعاهما معاوية إلى بيعة يزيد، فكان ممّا ردّ عليه الإمام عليه السلام موبّخاً إيّاه على جسارته ووقاحته: "... ولقد فضَّلت حتّى أفرطت، واستأثرت حتّى أجحفت، ومنعت حتّى بخلت، وجرت حتّى جاوزت، ما بذلت لذي حقّ من أتمّ حقّه بنصيب حتّى أخذ الشيطان حظّه الأوفر ونصيبه الأكمل.
وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لأمّة محمّد! تريد أن توهم النّاس في يزيد، كأنّك تصف محجوباً! أو تنعت غائباً! أو تخبر عمّا كان ممّا احتويته بعلم خاصّ! وقد دلّ يزيد من نفسه على موقع رأيه، فخذ يزيد فيما أخذ به من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش، والحمام السبّق لأترابهنّ، والقينات ذوات المعازف، وضروب الملاهي، تجده ناصراً، ودع عنك ما تحاول!".
وممّا كتبه عليه السلام في رسالة إلى معاوية بصدد نفس هذا الموضوع:
"واتّق الله يا معاوية! واعلم أنّ لله كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها، واعلم أنّ الله ليس بناسٍ لك قتلك بالظنّة، وأخذك بالتهمة، وإمارتك صبيّاً يشرب الشراب، ويلعب بالكلاب! ما أراك إلّا قد أوبقت نفسك، وأهلكت دينك، وأضعت الرعيّة...".
ويخاطبه عليه السلام في نفس هذه الرسالة أيضاً قائلاً:
"وقلت فيما قلت: لا تردنَّ هذه الأمّة في فتنة! وإنّي لا أعلم لها فتنة أعظم من إمارتك عليها! وقلت فيما قلت: أنظر لنفسك ولدينك ولأمّة محمّد! وإنّي والله ما أعرف أفضل من جهادك، فإنْ أفعل فإنّه قربة إلى ربّي، وإنْ لم أفعله فأستغفر الله لديني...".
هذه نظرة الإمام الحسين عليه السلام في صدد خلافة وسلطة غير الصالحين، وقد ورد أيضاً في نقل آخر أنّ الإمام عليه السلام كتب رسالة إلى معاوية يؤنّبه فيها على جملة من الأمور، منها قوله عليه السلام:
"ثمّ ولّيت ابنك وهو غلام يشرب الشراب، ويلهو بالكلاب، فَخِنْتَ أمانتك وأخربت رعيّتك، ولم تؤدّ نصيحة ربّك، فكيف تولّي على أمّة محمّد من يشرب المسكر!. وشارب المسكر من الفاسقين، وشارب المسكر من الأشرار، وليس وشارب المسكر بأمين على درهم فكيف على الأمّة؟! فعن قليل ترد على عملك حين تطوى صحائف الاستغفار" !
إنّ الرجل المؤهّل لإمامة المسلمين - في نظرة الإمام الحسين عليه السلام - هو الرجل الأعلى والأفضل في العلم والتقوى والأصل والنسب.
ففي سفر معاوية إلى المدينة، كان قد أمر بعد وصوله إليها أن ينادى في النّاس: أن يجتمعوا لأمر جامع، فاجتمع النّاس في المسجد، ورقى معاوية المنبر- وكان مجموعة من وجهاء المدينة الذين لم يبايعوا ليزيد على ولاية العهد يومذاك جالسين حول المنبر وكان منهم الإمام الحسين عليه السلام - فشرع معاوية في خطبته بذكر فضائل يزيد! وكان ممّا قاله فيها: "يا أهل المدينة! لقد هممتُ ببيعة يزيد، وما تركت قرية ولا مدرة إلّا بعثت إليها ببيعته، فبايع جميعاً وسلّموا، وأخّرت المدينة بيعته! وقلتُ: بيعته وأصله ومن لا أخافهم عليه، وكان الذين أبوا البيعة منهم من كان أجدر أن يصله، والله! لو علمت مكان أحد هو خير للمسلمين من يزيد لبايعت له" !
فقام الحسين عليه السلام وقال: "والله! لقد تركت من هو خير منه أباً وأمّاً ونفساً!"، فقال معاوية: كأنّك تريد نفسك!؟ فقال الحسين عليه السلام:"نعم، أصلحك الله".
وورد في رواية أخرى أنّ الإمام الحسين عليه السلام قال لمعاوية: "أنا والله أحقّ بها منه، فإنّ أبي خير من أبيه، وجدّي خير من جدّه، وأمّي خير من أمّه، وأنا خيرٌ منه".
إنّ الانقياد لأمر الحاكم- أيّاً كان- ليس صحيحاً في منطق عاشوراء والدين إذ ليس كلّ إمام وحاكم أهلاً للإتّباع، وفي الثقافة القرآنيّة هناك "إمام نارٍ" و"إمام نور"، فأئمّة الظلم والباطل هم "أئمّة النّار" الذين يردون جهنّم ويوردونها أتباعهم، أمّا "أئمّة النور" فهم الأئمّة الإلهيّون المنوَّرون والمنوِّرون، المهديّون الهادون من اتّبعهم إلى الصراط المستقيم.
ولقد كان أبطال عاشوراء على معرفة عميقة بهذه الحقيقة، فحينما انتهى الإمام الحسين عليه السلام إلى أرض نينوى، بالمكان الذي نزل به، كان رسول من قبل ابن زياد قد أقبل يحمل رسالة منه إلى الحرّ بن يزيد الرياحيّ، يأمره فيها أن يجعجع بالإمام عليه السلام، فنظر أحد أصحاب الإمام عليه السلام وهو يزيد بن المهاجر الكنديّ إلى رسول ابن زياد فعرفه، فقال له: ثكلتك أمّك! ماذا جئت فيه؟! قال: أطعتُ إمامي ووفيت ببيعتي! فقال له ابن المهاجر: بل عصيت ربّك، وأطعت إمامك في هلاك نفسك، وكسبت العار والنّار، وبئس الإمام إمامك، قال الله عزَّ وجلَّ: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّار وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ) فإمامك منهم.
بلاغ عاشوراء هو هذا: أنّ الحاكميّة والولاية في المجتمع الإسلاميّ حقّ لأفضل أفراد هذا المجتمع، الذين هم أعلى النّاس إيماناً، وأشدّهم التزاماً، الذين لا يألون جهداً في سبيل تطبيق القرآن، وتحقيق أوامر الله تبارك وتعالى، وهداية المجتمع إلى الإسلام الخالص، ومنهاج حكومتهم قائم على أساس العدل والقسط واحترام أموال وأرواح وأعراض المسلمين، ولا يكون هذا الأمر إلّا بتنصيب الإمام من قبل الله تبارك وتعالى، أو من ينصبه الإمام المعصوم عليه السلام، وإلّا فلن يؤدّى حقّ هذا المنصب الإلهيّ، ولن تؤدّى حقوق النّاس.
ومع تسلّط غير الصالحين فإنّ مصير المجتمع سيؤول إلى سفال وسقوط، وسيزول دين الله، والإمام الحقّ لا يقبل مثل هذه الحكومة ولا يبايعها أبداً، ولقد صرّح الإمام الحسين عليه السلام بهذا الرفض القاطع ضمن عدّه لمعايب يزيد، ونفيه لأهليّته للخلافة، حيث قال عليه السلام:"... لا والله! لا يكون ذلك أبداً".
وفي سبيل هداية النّاس، واستنقاذهم من كلّ هلكة، الأمر الذي هو من شؤون الإمامة الحقّة، كان سيّد الشهداء عليه السلام قد اندفع إلى ميدان المواجهة التي ستختم بالشهادة، وهذا بالذات هو الأرضيّة الممهّدة لرفع الجهل عن الأمّة ولإيقاظها من سبات الغفلة والحيرة.
لنقرأ هذه الفقرة الشريفة من زيارة الإمام الحسين عليه السلام:
"فأعذَرَ في الدّعوة، وبَذل مُهجَته فيك ليَسَتنقذ عبادك مِن الضّلالة والجهالة والعمى والشكّ والارتياب، إلى باب الهدى والرشاد".
إنّ عمل الإمام كاشف عن الرؤية الإسلاميّة الصحيحة للزعامة والخلافة، والإمام الحسين عليه السلام حتّى لو لم يجد معيناً أو ناصراً، وحتّى لو لم يدعه أو يبايعه أحد لما بايع يزيد، ذلك لأنّ حكومة يزيد لا مشروعيّة لها، وقد صرّح الإمام الحسين عليه السلام بذلك قائلاً:
"والله! لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية".
نسألكم الدعاء
الحوزويه الصغيره
09-12-2012, 01:44 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
إنّ واقعة كربلاء بما كان فيها- ممّا أثبته التاريخ لنا- من روحانيّة وأخلاق وسجايا سامية تجلّت في أقوال وأفعال أبطال ملحمة عاشوراء، تشكّل منبعاً أثيراً ومصدراً نفيساً لتعلّم الأخلاق والإقتداء بالأسوات الحسنة في طريق تزكية النفس، وفي السلوك الاجتماعيّ، وفي التربية الدينيّة، وتحقيق الكرامة الإنسانيّة. إذ إنّ في كلّ زاوية من زوايا هذه الواقعة الخالدة يمكننا أن نشاهد تجلّياً من تجلّيات الأخلاق الحميدة العالية الصادرة عن معسكر الإمام الحسين عليه السلام.
التحرّر
الحريّة مصطلح حقوقيٌّ واجتماعيّ يقابل مصطلح العبوديّة، أمّا التحرّر فهو أرفع وأعلى من الحريّة، إنّه الانعتاق من القيود والتعلّقات المذلّة المهينة.
إنّ انشداد الإنسان إلى الدنيا وتعلّقه بها، وبالثروة، والعشيرة، والمقام، والبنين، و... يشكّل مانعاً للإنسان من الوصول إلى الحريّة الروحيّة، وإنّ الخضوع والاستسلام لأسر الأمانيّ والتعلّقات الماديّة علامة ضعف الإرادة البشريّة.
وإذا كان كمال الإنسان وقيمته في الروح السامية، والهمّة العالية، والسجايا الحميدة، فإنّ بيع الإنسان نفسه للدنيا والشهوات نوع من الرضا بالحقارة، والقبول بالثمن البخس لنفسه، يقول الإمام عليّ عليه السلام:"ألا حُرٌّ يَدَعُ هذه اللّماظةَ لأهلها؟! إنّه ليس لأنفسكم ثمن إلّا الجنّة فلا تبيعوها إلّا بها".
فالتحرّر إذن هو أن يعرف الإنسان كرامته وشرفه، ويأبى الهوان والذلّة، ويترفّع عمّا يشينه، ويتعالى عمّا يحقّره، ويخلُص من أسر الدنيا، ويحرص على القيم الإنسانيّة فلا يفرّط بها.
وفي منعطفات الحياة الدنيا والتواءاتها، وصعودها ونزولها، طالما شاهدنا أُناساً رضوا بكلّ أنواع الحقارة والمهانة من أجل الحصول على الدنيا، أو بسبب الحرص على ما في أيديهم من مكاسبها، أو من أجل تحقيق أمنياتهم ومشتهياتهم، أو من أجل بقاء أطول لعدّة أيّام أُخر فيها، أمّا الأحرار فربّما بذلوا الأرواح ثمناً للحياة العزيزة الكريمة التي لا يرضون إلّا إيّاها، رافضين العيش مع الذلّ، يقول الإمام الحسين عليه السلام:"موتٌ في عزّ خيرٌ من حياةٍ في ذلّ".
هذه هي نظرة الأحرار إلى الحياة، ولقد كانت نهضة عاشوراء مظهراً جليّاً من مظاهر التحرّر في شخصيّة الإمام الحسين عليه السلام وشخصيّات أهل بيته وأنصاره المستشهدين بين يديه، فلو لم يكن ذلك التحرّر، لما كان ذاك الإباء، ولأعطى الإمام عليه السلام البيعة، ولما قتل، لكنّ أبيَّ الضيم وأبا الأحرار عليه السلام لمّا أرادوا منه البيعة ليزيد قهراً، امتنع وأبى، وكان منطقه:
"لا والله! لا أُعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقرّ إقرار العبيد".
لقد كان ميدان كربلاء تجلّياً آخر لهذا التحرّر أيضاً، تجسّد في اختيار أحد أمرين ركز بينهما ابن زياد، وهما القتل أو الذلّة، فكان اختيار الأحرار هو الاستشهاد بحدّ السيف ورفض الذلّة، هكذا جاء الجواب على لسان الإمام عليه السلام:
"ألا وإنّ الدعيَّ ابن الدّعيّ قد ركز بين اثنتين: بين السّلّةِ والذلّة! وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأُنوف حميّة، ونفوس أبيّة، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام...".
وفي حملاته يوم عاشوراء كان عليه السلام يرتجز ويقول:
"الموتُ أولى من ركوب العار والعارُ أولى من دخول النّار"
إنّ الروح التحرّريّة التي تملأ كيان الإمام عليه السلام هي التي حرّكته وهو صريع مثخن بالجراحات ليخاطب الأعداء الذين هجموا على خيامه فروّعوا النساء والأطفال، قائلاً لهم:
"إنْ لمْ يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم".
ولقد تجسّد هذا النهج التحرّريّ أيضاً في أخلاق وسجايا أنصار الإمام الحسين عليه السلام عامّة، وفي شهداء الطفّ خاصّة، فهذا مسلم بن عقيل عليهما السلام طليعة النهضة الحسينيّة في الكوفة، لمّا واجه جيش ابن زياد الذي أحاط ببيت "طوعة" ليأسرّه أو يقتله، كان يقاتلهم وهو يرتجز معلناً عن هذه الروح التحرّريّة:
أقسمتُ لا أُقتلُ إلّا حرّا وإنْ رأيتُ الموتَ شيئاً نُكرا
كلّ امرئ يوماً مُلاقٍ شرّا ويخلط البارد سخناً مرّا
رُدَّ شعاع الشمس فاستقرّا أخافُ أن أُكذبَ أو أُغَرّا
ولمّا برز الأخوان الغفاريّان عبد الله وعبد الرحمن ابنا عروة إلى ميدان القتال يوم عاشوراء كان من رجزهما هذا البيت الكاشف عن روح التحرّر هذه:
يا قوم ذودوا عن بني الأحرار بالمشرفيّ والقنا الخطّار
وكان الحرّ بن يزيد الرياحيّ (رضوان الله عليه) مصداقاً بارزاً آخر لهذه الحريّة وهذا التحرّر، إذ كانت روحه التحرّريّة السبب في ألّا يكون من أهل جهنّم من أجل الدنيا والرئاسة، حيث خيّر نفسه بين الجنّة والنّار، فاختار الجنّة في أصعب المواقف، واشتراها في ظلّ الشهادة، حيث تاب إلى الله تعالى، وانفصل عن جيش ابن زياد وانضمّ إلى أبي عبد الله الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، فلم يزل يقاتل بين يديه قتال الأبطال حتّى صرع، "فاحتمله أصحاب الحسين عليه السلام حتّى وضعوه بين يدي الحسين عليه السلام وبه رمق، فجعل الحسين يمسح وجهه ويقول: أنت الحرّ كما سمّتك أمُّك، وأنت الحرّ في الدنيا، وأنت الحرّ في الآخرة".
ورثاه رجل من أصحاب الحسين عليه السلام، وقيل: بل رثاه عليّ بن الحسين عليه السلام:
لَنِعْمَ الحرُّ حُرُّ بني رياح صبورٌ عند مختلف الرماح
ونعم الحرُّ إذ نادى حسيناً فجاد بنفسه عند الصياح
فيا ربيّ أضفه في جنان وزوّجه مع الحور الملاح
ومن بعد عاشوراء... إذا تأسّى دعاة الحريّة وأحرار العالم في حربهم من أجل الاستقلال والخلاص من الظلم ومن الطواغيت ببطولات شهداء كربلاء فإنّما يتأسّون بهم في ظلّ هذا الدرس بالذات، درس "التحرّر" الذي هو تحفة عاشوراء لجميع الأجيال إلى قيام الساعة، إذ إنّ الأحرار في لحظات الاختيار الحسّاسة، ومواقف اتخاذ القرار الصعبة، هم الذين يختارون الموت الأحمر والمواجهة الدمويّة والتضحية بالنفس ليصلوا بذلك إلى سعادة الشهادة، وليحرّروا مجتمعهم من التعاسة ومن كلّ ظلم.
نسألكم الدعاء
الحوزويه الصغيره
10-12-2012, 01:32 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
أداء التكليف
يمكن أن يعرف تديّن ومبدأيّة الإنسان المسلم من خلال كونه عاملاً متعبّداً بكلّ ما هو "تكليف شرعيّ" في جميع أبعاد حياته وأعماله الفرديّة والاجتماعيّة.
والتكليف يختلف باختلاف الظروف والشرائط، فربّما وافق التكليف ما يحبّ العبد، وربّما خالف هواه فكان ممّا يكره، وربما كان ممّا يفرح به النّاس وربّما كان ممّا يثقل عليهم.
والإنسان المسلم في عهده مع الله تبارك وتعالى ملزم بالإطاعة والعمل طبقاً لما يريده الله فيما يحبّ ويكره على السواء، فلا يفرّط بأداء التكليف أو يتخلّى عنه من أجل شيء آخر أبداً، والإنسان المسلم الملتزم بهذا العهد منتصر دائماً وإنّ تعرّض في الظاهر لهزيمة، وانكسار، ذلك لأنّه لم يقصّر في حقّ العمل بالتكليف.
وإذا كانت ثقافة "العمل بالتكليف" هي الحاكمة والمهيمنة في المجتمع فإنّ أبناء هذا المجتمع يشعرون بالانتصار دائماً، وبالفوز ب-"إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ" كما في التعبير القرآنيّ، فهم على حال حسنى سواء استشهدوا في جهادهم وكفاحهم أو حققّوا النصر العسكريّ والسياسيّ.
ولقد عمل أئمّة أهل البيت عليهم السلام طبقاً لنوع التكليف الشرعيّ في الظروف الاجتماعيّة المختلفة، وكانت حادثة عاشوراء أيضاً مظهراً من مظاهر العمل بما يفرضه التكليف الشرعيّ، الذي كانت تعيّنه أيضاً اقتضاءات الظروف والمعرفة بموضوع الحكم، طبقاً للموازين الشرعيّة الكليّة، ولا شكّ أنّ قيام الأئمّة عليهم السلام أو قعودهم، وانتفاضتهم أو سكوتهم، كان تابعاً أيضاً لهذا التكليف الشرعيّ.
والإمام الحسين عليه السلام مع كونه إمام حقّ، يعلم أنّ الخلافة والقيادة حقّ له، إلّا أنّه خاطب أهل البصرة في رسالته التي كتبها إلى أشرافهم ورؤساء الأخماس فيهم قائلاً: "أمّا بعد: فإنّ الله اصطفى محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم على خلقه، وأكرمه بنبوّته، واختاره لرسالته، ثمّ قبضه الله إليه وقد نصح لعباده وبلّغ ما أرسل به صلى الله عليه وآله وسلم، وكنّا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحقّ النّاس بمقامه في النّاس، فاستأثر علينا قومنا بذلك، فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية، ونحن نعلم أنّا أحقّ بذلك الحقّ المستحقّ علينا ممّن تولاّه...".
والحسين بن عليّ عليه السلام الذي لم يتحمّل الخضوع لحكومة يزيد حتّى لحظة واحدة! هو نفسه ذلك الحسين عليه السلام الذي عاش في ظلّ حكومة معاوية عشر سنين ولم يقم ضدّه، ذلك لأنّ تكليف الإمام عليه السلام في كلّ واحد من هذين العهدين كان مختلفاً.
إنّ تعبّد الإنسان المسلم ب-"حكم الدين" مقدّس جدّاً...
في الأيّام التي كان مسلم بن عقيل عليهما السلام في الكوفة قد اختبأ في بيت هاني بن عروة (رضوان الله عليه) ، وقد اتّفقَ على خطّة اغتيال ابن زياد حين يأتي لعيادة هانئ في بيته على يد مسلم عليه السلام، نجد أنّ مسلماً عليه السلام أبى تنفيذ خطّة الاغتيال في وقتها، إذ لم يخرج إليه من مخبئه، فانصرف ابن زياد من منزل هانئ لم يمسسه سوء، ولمّا سئل مسلم عليه السلام:ما منعك من قتله؟! قال: "خصلتان: أمّا إحداهما فكراهة هانئ أن يقتل في داره، وأمّا الأخرى فحديث حدّثه النّاس عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:أنّ الإيمان قيد الفتك، ولا يفتك مؤمن".
وحينما أراد الإمام الحسين عليه السلام أن يخرج من مكّة باتجاه الكوفة، كان بعض الأصحاب قد تقدّموا إليه بالنصيحة أن ليس من الصلاح الذهاب إلى العراق، وكان من جملة هؤلاء ابن عبّاس الذي ردّ عليه الإمام عليه السلام قائلاً: "يا ابن عمّ، إنّي والله لأعلم أنّك ناصح مشفق، ولكنّي قد أزمعتُ وأجمعت على المسير!".
وفي منزل "الصفاح" أيضاً، لمّا التقاه الفرزدق وأخبره أنّ أوضاع الكوفة لا تدعو إلى الاطمئنان، قال عليه السلام:"صدقت! لله الأمر، والله يفعل ما يشاء، وكلّ يوم ربّنا في شأن، إنْ نزل القضاء بما نحبُّ فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإنْ حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحقّ نيّته والتقوى سريرته".
كلّ هذه الشواهد تدلّ على أنّ الإمام عليه السلام كان قد هيّأ نفسه المقدّسة للقيام بتكليفه الشرعيّ، راضياً بقضاء الله تعالى مهما كانت النتيجة، ففي الوقت الذي أتاه رسولان من والي مكّة يحملان إليه رسالة منه تتضمّن التعهّد بضمان الأمان له عليه السلام إذا انثنى عن سفره إلى العراق، قال لهما الإمام عليه السلام:"إنّي رأيتُ رؤيا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمرتُ فيها بأمرٍ أنا ماضٍ له، عليّ كان أو لي!".
ذلك هو الانقياد للتكليف الشرعيّ، والمؤمن العامل بتكليفه الشرعيّ يرى نفسه منتصراً في أيٍّ من الحسنيين، كما يقول الإمام الحسين عليه السلام:
"أرجو أن يكون خيراً ما أراد الله بنا، قُتِلنا أم ظفرنا".
حينما كانت رسائل أهل الكوفة تسلّم إلى الإمام الحسين عليه السلام وهو في مكّة المكرّمة، يدعونه فيها إلى القدوم إليهم، ويعدونه فيها بنصرته والدفاع عنه، رأى الإمام عليه السلام أنّ تكليفه الذهاب إليهم مع علمه بحقيقة حال أهل الكوفة، ذلك لأنّ رسائلهم وتعهّدهم بنصرته والذود عنه شكّلا أحد الأسباب الرئيسة التي جعلته عليه السلام يختار التوجّه إلى العراق، وقد صرّح عليه السلام بقوّة هذا السبب في خطبته التي خطب بها جيش الحرّ بن يزيد الرياحيّ (رضوان الله عليه) حين التقاهم، حيث قال عليه السلام:"أيّها النّاس! إنّها معذرة إلى الله عزَّ وجلَّ وإليكم، إنّي لم آتكم حتّى أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم أن أقدم علينا فإنّه ليس لنا إمام، لعلّ الله يجمعنا بك على الهدى، فإن كنتم على ذلك فإن تعطوني ما أطمئنُّ إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم، وإنّ لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلت منه إليكم".
إنّ قول الإمام عليه السلام هذا دالّ على أنّ عمله كان طبقاً لهدي التكليف الشرعيّ. وكان أنصاره صلوات الله عليهم هكذا أيضاً، فقد استشهدوا وارتثّوا بين يديه عليه السلام امتثالاً للتكليف الشرعيّ الآمر بنصرته، ومن الأدلّة على هذه الحقيقة أنّ الإمام عليه السلام لمّا أذن لهم ليلة عاشوراء بالانصراف عنه والنجاة بأنفسهم بلا ذمام منه عليهم، كان جوابهم (قدّس سرّهم) هكذا:
"والله لا نفارقك، ولكن أنفسنا لك الفداء، نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا، فإذا نحن قتلنا كنّا وفينا وقضينا ما علينا".
وفي تأريخنا المعاصر أيضاً، كان الإمام الخمينيّ قائد الثورة الإسلاميّة (قدس سره) قد قام بنهضته المباركة ضدّ الطاغوت على أساس التكليف الإلهيّ، وفي جميع مراحل هذه النهضة المقدّسة لم يكن يفكّر إلّا بما هو تكليف شرعيّ، في نداءاته وفي سكوته، في سجنه ونفيه وفي درسه وتأليفه، في الحرب وفي قبول معاهدة الصلح، كلّ ذلك كان على أساس "العمل بالتكليف"، ولذا فهو في جميع المراحل لم يستكن ولم يضعف ولم ييأس ولم يتخلَّ عن هدفه، ولم يندم في لحظة ما على ما كان قد وقع.
كان تحليل الإمام الخمينيّ (قدس سره) لنهضة عاشوراء أنّها حركة قامت على أساس "العمل بالتكليف"، وكانت حركة مجاهداته هو أيضاً قائمة على مثل هذا الأساس.
لنقرأ أمثلة من أقواله (قدس سره) في هذا الصدد:
"إنّما قام الإمام أبو عبد الله عليه السلام ونهض بعدد قليل في مواجهة ذلك العدد الكبير الهائل لأنّه قال: تكليفيّ هو أن أستنكر، أن أنهى عن المنكر".
"لكنّ تكليفه كان آنذاك هو أنّه يجب أن يثور وأن يجود بدمه المقدّس حتّى يصلح هذه الأمّة، وحتّى يسقط راية يزيد".
"ذلك اليوم الذي يتعرّض الإسلام فيه إلى الإساءة والتشويه... يقتضي التكليف آنئذٍ أنّ على عظماء الإسلام أن ينهضوا ويجاهدوا".
فبلاغ عاشوراء "معرفة التكليف" و"العمل بالتكليف" من قبل جميع الأمّة، خصوصاً أولئك الذين لهم مكانة خاصّة فيها، الذين هم أسوة للآخرين ويرسمون خطّ السير لهم، فلو أنّ جميع أتباع الحقّ في زمان سيّد الشهداء عليه السلام كانوا على معرفة بتكليفهم، وعملوا بتكليفهم مثل شهداء الطفّ بالتضحية بين يدي إمامهم في الدفاع عنه، لكان مسار حركة التأريخ قد تغيّر إلى حيث مصلحة الحقّ، ولكان مصير الإسلام والمسلمين غير ذلك المصير.
واليوم أيضاً، يجب أن تعرف الأشكال المختلفة للتكليف، وأن يتعبّد بأدائها، وأن يعلم أنّ النصر في أداء التكليف. إنّ هذا هو ذلك الدرس الذي تعلّمناه من عاشوراء.
نسألكم الدعاء
الحوزويه الصغيره
11-12-2012, 01:34 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
الصبر والثبات
من الضروريّ الصمود والثبات من أجل مواجهة الضغوط الداخليّة والخارجيّة ومن أجل التغلّب على المشاكل في طريق الوصول إلى الهدف المنشود، فبدون الصبر سواء في المقاومة والجهاد أو في أيّ عمل آخر لا يمكن الوصول إلى النتائج المرجوّة، فلا بدّ للإنسان أن يكون صبوراً حتّى لا تزلزله المصائب وصعوبات الطريق، هذا ما يدعو إليه الدين في جميع المراحل، ونجد أنفسنا في عاشوراء أيضاً وجهاً لوجه أمام هذا التجلّي الروحيّ العظيم، فإنّ الشيء الذي سما بملحمة كربلاء إلى ذروة الخلود والتأثير والفتح المعنويّ هو روحيّة المقاومة والصمود التي تجلّت في الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره وأهل بيته.
لقد كان الإمام عليه السلام منذ أوائل نهضته وحتّى صبيحة عاشوراء يشترط فيمن يريد الانضمام إليه والالتحاق به أن يكون صابراً صامداً موطّناً على لقاء الله نفسه، ويروى أنّه كان من قوله عليه السلام في بعض المنازل أنّه قال: "أيّها النّاس! فمن كان منكم يصبر على حدّ السيف وطعن الأسنّة فليقم معنا، وإلّا فلينصرف عنّا".
إنّ ميدان الحرب والاقتتال مصحوب بالصدام والضرب والعطش والإرهاق والجراحات والموت والأسر ومئات المخاوف والأخطار الأخرى، ولذا كان الإمام الحسين عليه السلام يشترط لصحبته ومرافقته "الصبر" فيمن يلتحق به، حتّى يبقى ويثبت أنصاره الصابرون في ميدان النهضة إلى نهاية المطاف.
ونلاحظ شعار "الصبر والثبات" واضحاً جليّاً في خطب الإمام عليه السلام وفي رجزه ورجز أنصاره، لقد كان الصبر من الأمور التي أكّد عليها الإمام عليه السلام في وصاياه لأنصاره وأهل بيته، وخصوصاً ما أوصى به لمرحلة ما بعد استشهاده عليه السلام:
ففي يوم عاشوراء مثلاً، قال عليه السلام في خطبة خطبها في أصحابه:
"صبراً بني الكرام! فما الموت إلّا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة".
وممّا أوصى عليه السلام به أخته زينب الكبرى عليها السلام وبقيّة أخواته وبناته ونسائه ليلة عاشوراء قوله:
"... يا أختاه يا أمّ كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب! أنظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن عليَّ جيباً، ولا تخمشن عليَّ وجهاً، ولا تقلن هجراً...".
وبعد أن صلّى عليه السلام بأصحابه يوم عاشوراء، دعاهم أيضاً إلى الصبر والثبات قائلاً: " فاتّقوا الله واصبروا".
وكان شعار "الصبر والثبات" ظاهراً أيضاً في رجز أصحابه، فقد جاء مثلاً في بداية رجز خالد بن عمرو (رضوان الله عليه) قوله:
صبراً على الموت بني قحطان كيما تكونوا في رضى الرحمن
وجاء أيضاً في مطلع رجز سعد بن حنظلة التميميّ قوله:
صبراً على الأسياف والأسنّة صبراً عليها لدخول الجنّة
إنّ "الصبر يهوّن الفجيعة" كما يقول الإمام عليّ عليه السلام، والإنسان الصابر كما يزداد بالصبر تحمّلاً للمصيبة وآلامها، فإنّه يشعُّ أيضاً على الآخرين روحيّة الصبر والثبات.
ولقد كانت أشدّ المصائب والصدمات الروحيّة التي تعرّض لها الإمام الحسين عليه السلام مصيبة مقتل أبنائه وأنصاره من أهل بيته وأصحابه، لكنّه عليه السلام في جميع تلك الدواهي لم يتزعزع بل صمد وقاوم، ولم يستسلم لهول المصاب، ولم يهن ولم ينكل، وله تصريحات كثيرة مفعمة بالصبر على ما ألمّ به من عظيم الآلام عند فقد أعزّته وأنصاره من أهل بيته وأصحابه، ولقد أعدّ عليه السلام نفسه منذ البدء لتحمّل هذه النوازل، وقد صرّح بذلك في خطبته التي خطبها بمكّة قبيل خروجه إلى العراق، حيث قال: "نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين".
وفيما أوصى به الإمام عليه السلام أخته زينب الكبرى وباقي النساء وأهل بيته في ليلة عاشوراء ضمن ما أخبرهم به من حال الأعداء، أنّه قال:
"ذكّرتهم فلم يذكروا، ووعظتهم فلم يتّعظوا، ولم يسمعوا قولي، فما لهم غير قتلي سبيلاً، ولا بدّ أن تروني على الثرى جديلاً، لكن أوصيكنّ بتقوى الله ربّ البريّة، والصبر على البليّة، وكظم نزول الرزيّة، وبهذا وعد جدّكم ولا خلف لما وعد، ودّعتكم إلهي الفرد الصمد".
وفي يوم عاشوراء دعا ابنه عليَّ الأكبر عليهما السلام إلى التحمّل والصبر على العطش قائلاً: "اصبر حبيبي..."، وكذلك خاطب أحمد بن أخيه الحسن عليهما السلام بعد أن عاد إليه من القتال عطشان بقوله: "يا بنيّ اصبر قليلاً..."، وفي وداعه الأخير لحرمه أوصى ابنته سكينة عليها السلام قائلاً:
"فاصبري على قضاء الله ولا تشتكي"، وكان من مناجاته العرفانيّة في آخر لحظات حياته وهو صريع على وجه الثرى، مخاطباً ربّه عزَّ وجلَّ: "صبراً على قضائك يا ربّ، لا إله سواك... صبراً على حكمك يا غياث من لا غياث له...".
إنّ تمسّك أهل المصيبة بالصبر، وسيطرتهم على أحزانهم وغمّهم، وتسليمهم لمشيئة الله وتقديره، احتساباً ورجاءً لما عند الله من المثوبة والأجر، كما يزيد في ثوابهم عند الله تبارك وتعالى، كذلك ييسّرعليهم تحمّل لوعة فقد الأحبّة واستشهاد الأعزّة، خصوصاً إذا كان صاحب المصيبة لفقد الأحبّة ذا إيمان قويّ لا يسمح للجزع والاعتراض أن يحبطا أجره عند الله تبارك وتعالى.
كان عبد الله بن جعفر زوج زينب الكبرى عليها السلام قد بقي في المدينة ولم يلتحق بالإمام الحسين عليه السلام في خروجه إلى العراق (فقد قيل: إنّه مكفوف البصر)، لكنّه كان قد شارك في الطفّ بولديه الذين استشهدا مع الإمام الحسين عليه السلام.
ولمّا بلغه مقتل ابنيه مع الحسين عليه السلام دخل عليه بعض مواليه والنّاس يعزّونه، فقال ذلك الرجل المولى: "هذا ما لقينا ودخل علينا من الحسين" فحذفه عبد الله ابن جعفر بنعله ثمّ قال: "يا ابن اللخناء! اللحسين تقول هذا؟! والله لو شهدته لأحببتُ أن لا أُفارقه حتّى أُقتلَ معه! والله إنّه لممّا يسخّي بنفسي عنهما، ويهوّن عليّ المصاب بهما أنّهما أصيبا مع أخي وابن عمّي مواسيين له صابرين معه".
إنّ التأريخ دوّن لنا صبر وثبات شهداء كربلاء وذويهم عنواناً لمقام إنسانيّ فذّ ولخصلة أخلاقيّة سامية، وقد أثنت النصوص الواردة في زيارة هؤلاء الشهداء الأفذاذ ثناءً عاطراً على جهادهم وصبرهم وثباتهم.
نقرأ في إحدى زيارات الحسين عليه السلام:"فجاهدهم فيك صابراً محتسباً حتّى سُفك في طاعتك دمه!".
ونقرأ في أحد نصوص زيارة أبي الفضل العبّاس عليه السلام:"فنعم الصابر المجاهد المحامي الناصر...".
لقد كانت واقعة كربلاء مدرسة الصمود، وكان أبطال ملحمة عاشوراء قدوات الصبر والتحمّل والثبات، كما استوعبت عوائل الشهداء أيضاً درس الصبر من زينب الكبرى عليها السلام، وتحمّلت الأمّهات والزوجات والآباء لوعة فقدان أعزّتهم الشبّان تأسّياً بكربلاء.
نسألكم الدعاء
الشاعر333
11-12-2012, 09:08 PM
حياكم الله اختنا الكريمة على الموضوع والبحث الرائع
أحسن الله لنا ولكم العزاء
صراحةً قد لا يختلف رأيي المتواضع عن باقي الاراء السديدة للاخوة
فنظرتي المتواضعة لعاشوراء
هو ليس
شهر البكاء او السواد او الشعائر والمآتم
هو تذكرة لنا في كل عام من خلاله سنتذكر كل تلك القيم السامية
التي من اجلها عانت تلك الشجرة المباركة صلوات الله وسلامه عليها واتباعها والمتمسكين بها عانوا لانهم اعلنوا انتمائهم لها
لنترك الكتابة على الجدران ونشر البوسترات ونملأها بـ((كل ارض كربلاء كل يوم عاشوراء))
ان طبقناها ولو بالجزء اليسير بمعناها واهدافها
نكون انصارا بحق لصاحب المصيبة عليه السلام
ان نكون عنصر بناء لتلك الثورة الخالدة
لكم مني جزيل الشكر والامتنان
وعذرا على الاطالة
الحوزويه الصغيره
11-12-2012, 11:59 PM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
العفاف والحجاب
تتحقّق الكرامة الإنسانيّة للمرأة في ظلّ عفافها، والحجاب أيضاً أحد الأحكام الدينيّة التي شرّعت من أجل أن تستعفف النساء وتطهر حجورهنّ، ومن أجل حفظ المجتمع من التلوّث بالرذائل والمفاسد.
ولقد قامت النهضة الحسينيّة من أجل إحياء القيم الدينيّة، وكان حجاب المرأة المسلمة وعفافها قد أخذ مكانته النفيسة في ظلّ هذه النهضة المقدّسة، وكان الإمام الحسين عليه السلام وزينب الكبرى عليها السلام وبقيّة أهل بيت الرسالة وحرم النبوّة يذكّرون بمنزلة هذه الجوهرة الأخلاقيّة سواء في أقوالهم أو في أسلوب تحرّكاتهم.
لقد كانت زينب الكبرى عليها السلام وباقي حرم الرسالة من أهل بيت الحسين عليه السلام قدوات للمرأة المسلمة في الحجاب والعفاف، إذ لم يغفلن عليهن السلام عن مراعاة كمال الحجاب ومتانة العفاف أثناء مشاركتهنّ في الملحمة العظيمة وأدائهنّ لدورهنّ الاجتماعيّ والتبليغيّ الحسّاس الخطير، فكنّ لذلك حقّاً أسوة لجميع النساء المسلمات.
لقد أوصى الإمام الحسين عليه السلام أختيه زينب وأمّ كلثوم وابنته فاطمة وزوجته الرباب قائلاً: "يا أختاه يا أمّ كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب، إذا أنا قتلت فلا تشققن عليَّ جيباً، ولا تخمشن عليَّ وجهاً، ولا تقلن هجراً".
خصوصاً وأنهنّ كنّ بمحضر أعين الأعداء التي كانت ترقب وترصد ما يصدر عنهن من قول وفعل.
ولمّا سمع الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء بكاء النسوة في الخيم، أرسل إليهنّ أخاه العبّاس وابنه عليّ الأكبر عليهما السلام ليسكّتاهنّ ويصبّراهن.
كان سلوك وتصرّف زينب الكبرى وأخواتها وأزواج وبنات الحسين وبقيّة نساء المعسكر الحسينيّ المقترن برعاية الحجاب وحفظ العفاف مثلاً عمليّاً أعلى لمتانة شخصيّة المرأة المسلمة.
ولم يألُ الإمام السجّاد عليه السلام جهده أيضاً في الحفاظ على حجاب مخدّرات بيت الرسالة ورعاية شؤونهنّ ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، بل لم يغفل عن هذا الأمر المهمّ حتّى في اللحظة التي رأى ابن زياد يهمُّ بقتله! إذ قال عليه السلام له: "يا ابن زياد! إنْ كانت بينك وبينهم قرابة فابعث معهنّ رجلاً تقيّاً يصحبهنَّ بصحبة الإسلام".
وينقل السيّد ابن طاووس (رضوان الله عليه) أنّ الإمام الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء قد أوصى عائلته برعاية الحجاب والعفاف وصون النفس.
ولمّا سمعت زينب الكبرى أخاها الإمام الحسين عليه السلام ينعى نفسه بعد ما رأى رؤيا في غفوته، فقدت صبرها ولم تتمالك نفسها، فلطمت وجهها وصاحت وبكت، فقال لها الحسين عليه السلام:"مهلاً! لا تشمتي القوم بنا!".
وروي أنّ امرأة من بني بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد، فلمّا رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين عليه السلام فسطاطهنّ وهم يسلبونهنّ أخذت سيفاً وأقبلت نحو الفسطاط وقالت: يا آل بكر بن وائل! أتسلبُ بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !.
وفي الطريق من الكوفة إلى الشام كان غاية حرص نساء بيت النبوّة في حال السبي أن يصان حجابهنّ وعفافهنّ "فلمّا قربوا من دمشق دنت أمّ كلثوم من شمر- وكان من جملتهم- فقالت له: لي إليك حاجة! فقال: ما حاجتك؟! قالت: إذا دخلتَ بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظّارة، وتقدّم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل، وينحّونا عنها، فقد خزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال!".
وكان من الاعتراضات الشديدة التي وبّخت زينب الكبرى عليها السلام يزيد بن معاوية عليها في خطبتها أن قالت: "أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبايا قد هتكت ستورهنّ، وأبديت وجوههنّ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد، ويستشرفهنّ أهل المناهل والمناقل، ويتصفّح وجوههنّ القريب والبعيد والدنيّ والشريف...".
إنّ الغاية من نقل هذه الأمثلة والشواهد هي الإشارة إلى هذه الحقيقة وهي أنّ عائلة الإمام الحسين عليه السلام ومخدّرات بيت النبوّة وبقيّة نساء شهداء الطفّ كما كنّ يحرصن أشدّ الحرص على حجابهنّ وعفافهن، كنّ أيضاً ينكرن على الأعداء إنكاراً شديداً ويوبّخنهم بقوّة على معاملتهم المشينة مع حرم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهتكهم لحرمة عترته وعرضهنّ على أنظار النّاس.
ومع أنّ حرم النبوّة والرسالة كانت بيد الأعداء، يسوقونهنّ من منزل إلى منزل، ومن مدينة إلى أخرى، ومن سوق إلى بلاط، مفجوعات قد أحرقت قلوبهنّ نار المصيبة والرزيّة، إلّا أنهنَّ كنّ في غاية الحرص وشدّة المراقبة على حفظ شأن وكرامة ومقام المرأة التقيّة الطاهرة، وبرغم تلك الحال الشديدة التي لا توصف كنّ قد حرصن أيضاً على أداء تكليفهنّ في التبليغ بأهداف النهضة الحسينيّة المقدّسة والدفاع عن غاياتها وأهدافها من خلال الخطب البليغة المؤثّرة التي كشفت حقيقة الأعداء وفضحتهم.
إنّها الحركة الاجتماعيّة السياسيّة للمرأة المسلمة في ذات الوقت الذي تصون حجابها وعفافها، وهذا درس لجميع النساء المسلمات في كلّ الظروف وجميع العصور.
نسألكم الدعاء
مولى أبي تراب
12-12-2012, 06:14 PM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ ... وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ
السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ وَعَلى أوْلادِ الحُسَيْنِ وَعَلى أصْحَابِ الحُسَيْنِ
---------------------------
إن في حياة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين بجميع تفاصيلها دروس وعِبَر لذا أُمرنا بالتأسي بهم واتخاذهم منهاجاً
للسير والسلوك والاقتداء والتأسي ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) ( إنَّما مَثلُ أهل بيتي مَثَلُ سَفينة نُوح من ركِبَ فيها نجا ومن تَخلِّفَ
عنها غرق ) فحياة كل واحد من المعصومين عليهم السلام هي مدرسة قائمة بحد ذاتها وما يصدر عنه من فعل أو قول الا
وفيه العِبرة ، بل كان سكونهم وسكوتهم تقريراً وإمضاءً ، فإذا كانوا كذلك في أدق تفاصيل حياتهم المباركة فكيف بقيامهم
وتحركهم وثورتهم وحربهم ومشاريعهم الكبرى فلا شك أن في طيات ذلك التحرك الكثير من العِبر والدروس والمصالح العظيمة
لأنهم مؤيدون بتأييد الله تعالى ومسدّدون بتسديده ومشاريعهم إلهية ومخططاتهم سماوية ، ومن كان الله تعالى مؤيدَه
ومسدّدَه والمخطّطَ له فحريّ بأن تكون لنا فيه الأسوة والاتعاظ والاعتبار وأن يكون مصباحاً يهتدي به المهتدون ويستنير به
السائرون ، وهذا من الواضحات التي لا كلام فيها وإنما الكلام والشأن كل الشأن في أننا كيف يمكن لنا أن نغوص في
أعماق هذه المدارس ونستخرج المكنون من لآلئها ودررها وكيف لنا استلهام تلك الدروس وفهمها وتطبيقها فهذه هي
مهمتنا وتكليفنا تجاه أئمتنا سلام الله عليهم
وفي مقدمة تلك المشاريع الإلهية والمخططات السماوية ثورة سيدنا ومولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه كما يدل على
ذلك الحشد الهائل والاهتمام البالغ بهذه الثورة المباركة من قبل المعصومين عليهم السلام وتأكيدهم على ضرورة الإبقاء
عليها حيّة في جميع الأزمنة والأعصار وإن كلّف ذلك التضحيات
فثورة الإمام الحسين عليه السلام مدرسة إلهية كبرى دُعينا الى التربية والتعليم والتلّمذة فيها والانتساب اليها كي نستلهم
عِبرها ونستوعب دروسها ونجني ثمارتها ، وهذا ما يحتاج منا الى إعمال الفكر وشحذ الهمة ودراسة هذه الثورة المباركة
دراسة واعية دقيقة للوقوف على بركاتها ودروسها وحِكمها وعِبرها
الأخت الفاضلة جزاكم الله خيراً وشكر سعيكم لهذه الإلتفاتة الواعية
متابعون لكم وإن شاء الله يكون لنا شرف الحضور والمشاركة
وفقكم الله تعالى
الحوزويه الصغيره
13-12-2012, 03:06 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
عاشوراء مجلى "عمق الحياة وجوهرها"، فالحياة ليست صعود الأنفاس ونزولها فحسب، والحياة لا تنحصر في عالم هذه الدنيا...
إنّ معرفة الجوهرة الخالصة للحياة الإنسانية تتجلّى في ظلّ عاشوراء، ذلك لأنّ بلاغ عاشوراء هو أنّ الحياة العزيزة الكريمة في الدنيا والفوز بالحياة الأفضل في الآخرة إنّما يتحققان في ظلّ الجهاد والشهادة في سبيل الله والحقّ والعقيدة الإلهيّة، ذلك المسار الذي تنجو به الحياة الإنسانيّة من أن تكون جوفاء بلا معنى.
الإختيار
مزجت طينة الإنسان بالقدرة على الاختيار، ذلك من فطرة الله التي فطر النّاس عليها ولا تبديل لخلق الله، فالإنسان مسؤول عن اختياره طريق الحقّ أو طريق الباطل، سبيل الخير أو سبيل الشرّ، نجْد السعادة أو نجْد الشقاء، الإنسان مسؤول أمام الله تعالى عن هذه القدرة على الاختيار الّتي هي "أمانة إلهيّة" عنده.
إنّ البعد الفردي والبعد الاجتماعي في شخصية كلّ إنسان، وسعادته وشقوته، وجنّته وجهنّمه، رهن نوع اختياره في هذه الحياة، والإنسان في كلّ لحظة من لحظات حياته عرضة لأحد الاختبارات الإلهيّة، يمتحنه الله ليعلم أيّ سبيل يختار من السبل المختلفة؟ ولأيّ نداء يستجيب؟ لنداء "العقل" و"الآخرة" ؟ أم لنداء "النفس" و"إغراءات الدنيا" ؟ لنداء "الأعمال الصالحة" أم لنداء "المصالح الذاتيّة" ؟
والنّاس إزاء دعوة الأنبياء عليهم السلام أيضاً لا بدّ أن يختاروا أحد طريقين إمّا طريق "التصديق والإيمان" أو طريق "التكذيب والكفر"، والارتباط بخطّ الأنبياء عليهم السلام معناه الاستجابة إلى دعوة العقل والمنطق، أمّا رفض دعوة الأنبياء عليهم السلام فمعناه غلبة الأهواء والمصالح الذاتيّة على نداء العقل.
لقد اختار إبليس العصيان "الاختيار السيّء" قبال الأمر الإلهيّ بالسجود لآدم عليه السلام فطُرِدَ من رحمة الله فهو رجيم.
وكان المؤمنون والكافرون أيضاً ولم يزالوا على الدوام عرضة لاختبار "الاختيار الحسن" و"الاختيار السيّء".
لنَطْوِ الآن سجلّاً مديداً لاختيارات تأريخيّة كثيرة، ولنقرأ في سجلّ نهضة عاشوراء، سجلّ الاختيارات العجيبة!
إنّ جميع تفاصيل ومشاهد حركة أحداث هذه النهضة الخالدة كانت قائمة على الاختيار، سواء في معسكر الحقّ معسكر الإمام الحسين عليه السلام، أو في معسكر الباطل معسكر ابن زياد وقوّاده وجنوده، إذ كان أهل الكوفة أنفسهم أيضاً عرضة لامتحان كبير، فأمّا اختيار نصرة الحسين عليه السلام وإنْ كانت عاقبة هذا الاختيار الشهادة، أو اختيار الحياة الدنيا والعافية والمناصب في حكومة الجور والظلم حتّى وإنْ أدّى هذا الاختيار إلى قتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيّد الشهداء عليه السلام، لقد كان بإمكان الإمام الحسين عليه السلام أن يختار مبايعة يزيد، وما كانت عاشوراء لتقع، ولكنّه اختار الشهادة عطشانا، روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "سمعتُ أبي يقول: لمّا التقى الحسين عليه السلام وعمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب، أنزل الله تعالى النصر حتّى رفرف على رأس الحسين عليه السلام، ثمّ خيّر بين النصر على أعدائه وبين لقاء الله، فاختار لقاء الله!".
في الطريق من مكّة إلى العراق، لمّا وصل إلى الإمام عليه السلام خبر مقتل مسلم بن عقيل عليه السلام وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر، أخرج الإمام عليه السلام للناس كتاباً: "ونادى: بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد: فقد أتانا خبر فظيع! قُتل مسلم بن عقيل، وهانيء بن عروة، وعبد الله بن يقطر، وقد خذلتنا شيعتنا، فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف، ليس عليه منّا ذمام. فتفّرق النّاس عنه تفّرقاً، فأخذوا يميناً وشمالاً، حتّى بقي في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة!".
ولمّا خرج عليه السلام من مكّة تبعه رسلٌ من والي مكّة يحملون إليه رسالة من الوالي يتعهّد فيها للإمام عليه السلام بالأمان والصلة إذا رجع عن سفره إلى العراق، فكان ممّا أجابه الإمام عليه السلام:"... وقد دعوت إلى الأمان والبرّ والصلة، فخير الأمان أمان الله".
في كربلاء أيضاً كان شمر بن ذي الجوشن قد جاء بأمان من عند ابن زياد لأبي الفضل العبّاس وإخوته من أمّه عليهم السلام، لكنّهم رفضوا ذلك الأمان واختاروا البقاء مع الإمام عليه السلام والشهادة بين يديه، وقالوا: "لا حاجة لنا في أمانكم، أمان الله خير من أمان ابن سميّة".
والمشهور أنّ زهير بن القين (رضوان الله عليه) كان عثمانيَّ الهوى ولم يكن مائلاً إلى أهل البيت عليهم السلام، ولكنّه بعد لقائه بالإمام الحسين عليه السلام في الطريق من مكّة إلى الكوفة اختار لنفسه طريقاً جديداً، هو الالتحاق بالإمام عليه السلام والانضمام إلى الركب الحسينيّ، وجاهد في صفّ الحقّ حتّى استشهد (رضي الله عنه)، ولمّا سئل عن سبب تحوّله قال: "... الطريق جمع بين وبينه، فلمّا رأيته ذكرتُ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومكانه منه، وعرفتُ ما يقدم عليه من عدوّه وحزبكم، فرأيت أن أنصره وأن أكون في حزبه، وأن أجعل نفسي دون نفسه، حفظاً لما ضيّعتم من حقّ الله وحقّ رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ".
وفي ليلة عاشوراء، حينما صاv الأنصار (قدس سرهم) وجهاً لوجه أمام اقتراح سيّد الشهداء عليه السلام، حيث أذن لهم بالانصراف عنه وتركه لأنّ الأعداء لا يبتغون غيره إذا ظفروا به، كان جوابهم واحداً قاطعاً لا تذبذب فيه وهو اختيار "البقاء معه"، فلم ينصرف عنه تلك الليلة أحدٌ منهم.
ومن الاختيارات الخالدة في عظمتها وأهميّتها اختيار "الحرّ بن يزيد الرياحيّ" (رضي الله عنه)، لقد كان حتّى صباح عاشوراء في صفّ معسكر ابن زياد، وكان أحد القادة المهمّين المرموقين في جيش الأعداء، لكنّه خيّر نفسه بين الجنّة والنّار، فاختار الجنّة قائلاً: "إنّي والله أخيّر نفسي بين الجنّة والنّار، فوالله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قطّعت وأُحرقت!"، ثمّ ضرب فرسه مسرعاً به إلى معسكر الإمام عليه السلام ليقف بين يديه معلناً عن توبته واستعداده لنصرته، فقُبلت توبته، وجاهد بين يدي الإمام عليه السلام حتّى فاز بالشهادة والجنّة.
إنّ هذا الاختيار الفريد، والموقف الفذّ الذي اتّخذه الحرّ (رضي الله عنه) جعل منه أسوة خالدة للأحرار على مدى الأجيال، وفرقداً هادياً في سماء طلاّب الحقّ وأهل البصائر، وشهيداً من شهداء كربلاء العظام، فضلاً عن السعادة الأبديّة التي فاز بها.
إنّ التأمّل عند مفترق طريقين صعبين واختيار الأفضل منهما دليل على كمال عقل الإنسان وحرصه على مستقبله وسعادته.
ولكن هل عاش عمر بن سعد تجربة هذا التأمّل العقلائيّ حقّاً، وهل ذاق بصدق حقيقة هذا الاختبار المرير، حينما جاء إلى كربلاء لقتال الإمام الحسين عليه السلام مختاراً لنفسه أسوأ ما يختار إنسان لنفسه من مصير؟!
إنّه لم يمهل نفسه حتّى ليلة واحدة من أجل التأمّل والتفكّر في قبول ما أمره به ابن زياد أو رفضه! فلم يوفّق للفوز ب-"الاختيار الأحسن"، ذلك لأنّه كان مأخوذاً بطمعه في "ملك الريّ" إلى درجة عدم القدرة على مقاومة هذا الطمع أو الإعراض عنه! فكانت النتيجة أن فضّل الانقياد إلى اختيار وهم "ملك الريّ" حتّى وإنْ كان ثمن هذا الاختيار السيّء الذنب العظيم بقتل سيّد الشهداء عليه السلام !!
وهناك آخرون أيضاً كانوا قد التقوا الإمام الحسين عليه السلام في طريقه من مكّة إلى العراق، ودعاهم الإمام عليه السلام إلى نصرته، ولكن لحبّهم الدنيا وانشدادهم إليها، ومخافتهم من عواقب نصرة الإمام عليه السلام، لم يوفّقوا إلى "الاختيار الأحسن" في الالتحاق بركبه والانضمام إليه والاستشهاد بين يديه والفوز بالسعادة الأبديّة، وكان أوضح وأسوأ مثال لأولئك عبيد الله بن الحرّ الجعفيّ، الذي صارح الإمام عليه السلام بتعلّقه بالدنيا قائلاً: "... والله إنّي لأعلم أنّ من شايعك كان السعيد في الآخرة! ولكن ما عسى أن أغني عنك؟! ولم أخلّف لك بالكوفة ناصراً!! فأُنشدك الله أن تحملني على هذه الخطّة، فإنّ نفسي لم تسمح بعد بالموت!...".
أمّا أنصار الإمام عليه السلام فقد واجه كلٌّ منهم امتحان "الاختيار"، فاختاروا جميعاً الشهادة مع الإمام عليه السلام على البقاء في هذه الدنيا... وهذا هو الاختيار- عن وعيٍ- للموت في سبيل العقيدة والإيمان، إنه الموت المختار لا الموت المفروض على الإنسان.
في ليلة عاشوراء وقف مسلم بن عوسجة (رضي الله عنه) بين يدي الإمام عليه السلام وخاطبه قائلاً: "أنحن نخلّي عنك؟! وبما نعتذر إلى الله في أداء حقّك؟! لا والله! حتّى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة. والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك، أما والله لو علمت أنّي أُقتل، ثمّ أُحيى، ثمّ أُحرق، ثمّ أُحيى، ثمّ أُذرى، يُفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة، ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً؟!".
وخاطبه زهير بن القين (رضي الله عنه) قائلاً: "سمعنا يا ابن رسول الله مقالتك، ولو كانت الدنيا لنا باقية، وكنّا فيها مخلّدين، لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها!".
ورأى الإمام الحسين عليه السلام نفسه مخيّراً بين الذلّة والشهادة، فاختار السيف والشهادة وقال: "هيهات منّا الذلة!".
وكان من شعاراته التي أطلقها في الميدان يوم عاشوراء قوله عليه السلام في رجزه الحماسي:
القتل أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار
إنّ السبب الرئيس في هذا "الاختيار الأحسن" هو النظرة الصحيحة التي يؤمن بها الإنسان إلى الربح والخسارة، وإلى الأبديّة والخلود، وإلى سبيل الفوز بالنعيم الدائم والسعادة الباقية.
وقيمة كلّ فرد أو أُمّة رهنٌ لنوع اختيار هذا الفرد أو تلك الأمّة ومن الطبيعي أنّ الأمم الصبورة المقاومة تثبت على اختيارها، ولا تنحني أو تنثني لكثرة من تفقدهم من شهدائها أو لعظم ما تتعرّض له من خسائر، ذلك لأنّها اختارت مسيرها عن وعي وإيمان.
يقول الإمام الخمينيّ بصدد شهداء كربلاء:
"كلمّا كان سيّد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء يقترب من الشهادة كان وجهه يشرق أكثر! وكان شبّانه يتسابقون للفوز بالشهادة، لقد كانوا جميعاً يعلمون أنهم عمّا قليل سيستشهدون، لكنّهم تسابقوا لأنهم كانوا يعلمون إلى أين يذهبون، ويعلمون لماذا أتوا، كانوا على وعيٍ: أنّنا جئنا لأداء تكليفنا الإلهي، جئنا لحفظ الإسلام".
نسألكم الدعاء
العراقي90
13-12-2012, 01:30 PM
بارك الله فيك .وجزاكم الف خير
تقبلي مروري المتواضع
الحوزويه الصغيره
13-12-2012, 11:23 PM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
النصر والهزيمة
من المفاهيم المؤثّرة تأثيراً كبيراً في حياة النّاس مفهوم ومعنى النصر والهزيمة ونوع النظرة التي يتبنّاها الإنسان بصددهما.
حينما تتحقّق الأهداف المنشودة في مواجهةٍ هادفةٍ فإنَّ نتيجتها تعتبر نصراً للطرف الذي خاض هذه المواجهة من أجل تحقيق هذه الأهداف، حتّى وإنْ لم يحقق هذا الطرف فتحاً عسكرياً فيها، بل لا يمنع من كون هذا النصر قد تحقّق فعلاً أنّ الأهداف المنشودة لا تتحقّق إلّا في زمن متأخّر عن زمان الواقعة ولو بعد أجيال عديدة. بل إنّ التكليف المُلقى على عاتق الإنسان في أيّ مقطع زمانيّ إذا قام به هذا الإنسان وأدّاه تمام الأداء فهو انتصار، لأنّ نفس "أداء التكليف" انتصار، وإنْ انتهى في الظاهر أحياناً إلى انكسار وهزيمة.
ولم يكن للإمام الحسين عليه السلام هدف غير إعلاء كلمة الحقّ، وبقاء الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، من أجل تحقيق العدل والعزّة والكرامة الإنسانيّة، وقد تحقّقت للإمام عليه السلام جميع هذه الأهداف، وإنْ كان عليه السلام وأنصاره قد استشهدوا في عاشوراء!
ففضح حقيقة الأمويين البشعة بكشف اللثام عن كفرهم، وتمزيق هويّتهم الإسلاميّة المزوّرة، وفصل الإسلام الأموي عن الإسلام المحمّديّ الخالص، وكسر حالة الرعب والخوف المهيمنة على الأمّة بالقيام والثورة على حكومة الجور، ونفخ روح الإحساس والالتزام والمسؤولية في الأمّة إزاء الإسلام وقضايا المسلمين، إحياء دوافع الجهاد والمقاومة في سبيل الحقّ، كلّ ذلك كان من الأهداف الحسينية التي تحقّقت في عاشوراء.
إذن فالإمام الحسين عليه السلام كان هو المنتصر في كربلاء، والنصر إذن لا يعني الغلبة العسكرية فقط، إذ إنّ انتصار الدّم على السيف من نفس نوع الانتصارات الحقيقيّة.
بعد عودة الركب الحسينيّ من الشام إلى المدينة، كان إبراهيم بن طلحة قد التقى الإمام زين العابدين عليه السلام في المدينة، فسأله عن الغالب والمنتصر في كربلاء يوم عاشوراء، فأجابه الإمام السجّاد عليه السلام قائلاً:
"إذا دخل وقتُ الصلاة فأذِّن وأقِم تعرِفُ مِن الغالب!".
وهذا هو النصر المتحقّق بتحقّق الأهداف، وإن كان الناظرون إليه بعين الظاهر لا يرونه نصراً!
ومن ناحية أخرى فإنّ الذين يعيشون الحياة على أساس عقيدة حقّة نقيّة طاهرة، ويضحّون أيضاً بأنفسهم في سبيل هذه العقيدة، منتصرون دائماً وعل كلّ حال، لأنّهم- حسب التعبير القرآنيّ- أصحاب "إحدى الحسنيين"، سواء غلبوا أو استشهدوا.
وشهداء هذا الطريق- في الرؤية العاشورائيّة- منتصرون، لأنّ الشهادة هي الفوز الأكبر والفلاح العظيم، أمّا المتخلّفون عن قافلة الشهادة فيعيشون حياة بلا فتح، ذلك لأنّهم قصّروا بقعودهم عن نصرة الحقّ، وهل ثمَّ حياة أمرُّ من هذه الحياة؟ لمّا فصل سيّد الشهداء عليه السلام بركبه عن المدينة بعد خروجه منها دعا بقرطاس، وكتب رسالة إلى بني هاشم هي: "بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن عليّ إلى بني هاشم، أمّا بعد، فإنّ من لحق بي منكم استشهد، ومن تخلّف لم يبلغ الفتح، والسلام".
لقد دوّن الإمام عليه السلام في هذه الرسالة المباركة عبارة واحدة، لكنّها كانت قد تضمّنت كلّ معنى العظمة، وحوت البلاغ السامي في أنّ الشهادة تحت رايته عليه السلام هي فتح مبين! لا يبلغه من تخلّف عن الركب الحسينيّ.
نسألكم الدعاء
أبواسد البغدادي
14-12-2012, 12:54 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
عظم الله لكم الاجر بمصاب ريحانة الرسول وثمرة قلب البتول ..
قتل الحسين فيالها من نكبةٍ .... اضحى لها الاسلام منهدم الذرا
رزء تدارك منه نفس محمدٍ ..... كدراً وابكى قبره والمنبرا
اهدى السرور لقلب هندٍ وابنها ...واساء فاطمة واشجى حيدرا ..
نعمهذا الحزن العميق على فقد سيد الشهداء ومفجر الثورات الانسانية ضد الطغاة والفجرة العتاة ..
هي فتيل تفجير الارادة لدى المؤمن ... وتحرك حب المواجهة باليد والعمل والقلم والكلمة ضدهم ...
وقول كلمة الحق التي قالها روحي فداه......
جزيتم خيرا اختي الجليلة موضوع رائع
ممنون
س البغدادي
15-12-2012, 12:00 AM
الاخت العزيزة ...الحوزوية الصغيرة ..بارك الله بكم وبمجهودكم الكبير العالي الثمين القيم ..الذي اعتبره منبرا حرا حسينيا ..ابدعت في التكلم والخطابة فيه ..فالسلام على الحسين .....
عزيزتي ..اتفق في كل ما طرحتيه وتتطابق كل ماذهبت فيه في خطابك مع ما تجول فيه سطوري وكلامي ...
لكن ..وعذرا ..
ان لحركة الحسين ونهضته ..تاثيرا بالغا ..وكبيرا في كل تفاصيل حياتنا الصغيرة وبمحطاتها الكبيرة والكثيرة ..
لكن ما يدغدغ مشاعري ..ويوقفني ويستعبرني ويثنيني ...هي تلك الوقفات التي اعتبرها ابا عبد الله الحسين .في حركته وهي ..الموت اولى من ركوب العار ..والعار اولى من دخول النار ...
فهذا القصيد والماثرة والمحطة الكربلائية الحسينية علمتني ان لاانحني ولا استكين تجاه العدو ...حتى ان استهين به في هكذا مواقف ...
علمني الحسين ..ان الكرامة اثمن من رغيف الخبز ....
علمني الحسين ..ان عندما احب ربي احبه لانه ربي ...
علمني الحسين ..احترام الكلمة ....
علمني الحسين ..الصبر على الاذى .والمصيبة ..
علمني الحسين ..ان الاسلام اغلى من الدم والروح والاهل والناس ..
علمني الحسين ..ان احبه كيف ..
صدقوني ..ليست هذه كلمات اسردها هنا وهناك لاجل املاء هذا السطر او لاكتساب كلمة الثناء ..ما هذا شاني ...بل هي حقا ما تعلمته من الحسين ..من كربلاء ...من عاشوراء التضحية والاباء ..
فالسلام على الحسين ...
ودي ....
باقرر
15-12-2012, 12:53 AM
عاشوراء الحسين عليه السلام هي الحياة وهي التي علمتنا معنى الحياة وكيف نحيى في هذه الحياة فنحن من غير عاشوراء الحسين ليس هناك من حياة بل لا نتصور معنى للحياة ...وعاشوراء الحسين علمتنا معنى الحرية فلا حرية بغير عاشوراء الحسين وحرية من دون حرارة عاشوراء الحسين لا معنى لها وستبقى حرارة ولهيب عاشوراء الحسين في قلوب المؤمنين لا تنطفئ ابدا....هذا ما تعلمته من عاشوراء الحسين عليه السلام
الحوزويه الصغيره
15-12-2012, 02:46 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
الدنيا منام والآخرة هي اليقظة
كما أنّ الدنيا في الحقيقة ليست سوى رؤيا منام، وأنّ عالم اليقظة هو عالم الآخرة، كذلك فإنّ أكثر النّاس في هذه الدنيا نيام، فإذا ماتوا انتبهوا!
ومعيار السعادة والفلاح في الآخرة حيث الحياة الواقعيّة الحقّة، وليس في الدنيا التي هي أشبه ما تكون برؤيا المنام.
يقول الإمام الحسين عليه السلام:"إنّ الدنيا حلوها ومرّها حلم، والانتباه في الآخرة، والفائز من فاز فيها، والشقيُّ من شقي فيها".
وعلى أساس هذه النظرة فإنّ من يتعلّق قلبه بسعة الآخرة يرى الدنيا ضيّقة محدودة وخانقة، ويرى الموت جسراً يعبر به من مضائق الدنيا إلى رحاب الآخرة، ويسعى بكلّ جهده وطاقته للنجاح والموفقيّة في مرحلة ما بعد الموت، مرحلة الحياة الحقّة واليقظة الدائمة.
يقول الإمام الحسين عليه السلام وهو يحثّ أصحابه على الصبر والصمود يوم عاشوراء: "صبراً بني الكرام! فما الموت إلّا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟! وما هو لأعدائكم إلّا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب. إنّ أبي حدّثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:أنّ الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنّاتهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كذبتُ ولا كُذِبت".
إن الذين لا يعرفون الآخرة ولا يرونها يكون من أصعب الأمور عليهم الانتقال من الدنيا إلى الآخرة، أمّا إذا كان الإنسان من أهل الإيمان والبصيرة، وكان يشاهد الآخرة في نفس هذه الدنيا، فإنّ هذه الرؤية الإيمانيّة الشهوديّة تُهوِّنُ عليه بل تحبّب إليه الانتقال إلى الآخرة، إذ يتغلّب الشوق إلى الآخرة على الركون إلى الدنيا.
إنّ نوع نظرة الإنسان إلى الدنيا والآخرة وإلى الارتباط بينهما له تأثير كبير وأساس في تحديد نوع عمل الإنسان.
يقول الإمام الحسين عليه السلام في الرسالة التي بعث بها من كربلاء إلى أخيه محمّد بن الحنفيّة وبني هاشم: "... أمّا بعدُ، فكأنّ الدنيا لم تكن! وكأنّ الآخرة لم تزل! والسلام". إنّ معرفة بالدنيا والآخرة كهذه المعرفة التي تمتدّ فيها أنوار تجليّات الآخرة لتغمر حتّى هذه الدنيا، هي السبب الذي جعل الدنيا في نظر الإمام عليه السلام ليست بدار قرار، فلا يصحُّ الركون إليها والاطمئنان بها، فكان عليه السلام رغبة في الارتحال عنها يعدُّ العمر لحظة شوقٍ إلى دار الخلود والنعيم، دار لقاء الله تعالى.
نسألكم الدعاء
احسان محمد حسين
15-12-2012, 02:56 AM
قرون من تأريخ المسلمين وهم يحتفلون فرحا في يوم عاشوراء ؟ نعم فرحا فهكذا أراد وعاض السلاطين الطواغيت لنا أن نفهم انها عاشورا يوم ضفر موسى بآل فرعون ؟ هكذا أرادوا أن يطمس عن فهمنا وعلمنا ما حدث في يوم عاشوراء وفي أرض كربلاء, فبعد أن أمر يزيد بن معاوية بقتل الحسين عليه السلام حفيد رسول الله ومن معه من أولاده واخوته واصحابه وقطع رؤوسهم وتعليقها على الرماح وأسر النساء حفيدات رسول الله وعرضه وسوقهم خلف الرؤوس الطاهرة من كربلاء جنوب العراق الى الشام مركز حكمه (القصة رهيبة دامية مروعة مفزعة ولمن أراد أن يعرف الاحداث على حقيقتها فعليه أن يبحث عنها في أمهات كتب التأريخ ) نعم بعد الجريمة الكبرى جاء دور وعاض السلاطين ليطمسوا الاحداث بعد ما عرفوا مدى محبة المسلمين لآل البيت الاطهار فخوفا من ردة فعل المسلمين في احياء ذكرى عاشوراء الثورة ضد الظالمين أشاعوا رواية ضفر موسى عليه السلام بفرعون ؟ برواية ركيكة غبية فهيات أن يسهل لهم الله ذلك , قالوا في روايتهم أن الرسول (ص) قد رأى يهود يصومون يوم عاشوراء محتفلين فحين سألهم قالوا اليهود أنه يوم ضفر موسى بفرعون ؟ نعم هكذا بكل بلادة ؟ أيتعلم رسول الله دينه من اليهود؟ أجيبوا يا من تحرصون على سنة الرسول صلى الله عليه وآله.
لؤي زباري محمد
15-12-2012, 11:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صلي على سيدنا محمد وال سيدنا محمد الطيبين الطاهرين المعصومين المنتجبين
سأكون بفظل الله واهل بيته الطاهرين يوم عاشوراء في كربلاء المقدسه لزيارة الاربعين زيارة الامام الحسين عليه السلام
واخيه ابي الفظل العباس واولاده واصحابه النجباء وسازور نيابه عن جميع المشتركين ومن سألني الدعاء وقلدني الزياره نسأل من الله القبول والشكروالجزيل لكم جميعا
لؤي الفضلي
تميم التميمي
15-12-2012, 01:24 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهبسم الله الرحمن الرحيماللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريفاللهم كن لوليك الحجة بن الحسن (صلواتك عليه وعلى آبائه)في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخير برحمتك يا أرحم الراحمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عبره من مدرسه عاشوراء
لقد علّمنا سيد الشهداء ما ينبغي فعله في مواجهة الظلم والجور والحكومات الجائرة. فمنذ البداية كان- سلام الله عليه- يعلم طبيعة الطريق الذي اختاره وانه ينبغي له التضحية بجميع أهل بيته وأصحابه من أجل الإسلام. وكان يعلم نهايته أيضاً. ولو لم تكن هذه النهضة، لو لم تكن نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) لتسنى ليزيد وأتباعه خداع الناس وتعريفهم بالإسلام بشكل مقلوب. إذ أنهم لم يكونوا يؤمنون بالإسلام منذ البداية وكانوا يضمرون الحقد على أئمة المسلمين ويحسدونهم.
إن تضحيات سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه، هزمت الحكم الأموي، إذ لم يمض وقت طويل حتى تنبه الناس إلى عظمة الفاجعة والمصيبة التي ارتكبت بحق آل بيت الرسول، وقد أدّى ذلك إلى قلب الأوضاع ضد بني أمية. كما أوضحت واقعة كربلاء للإنسانية على مرّ التاريخ، طريق العزة والكرامة، وعلّمت الاحرار كيف تنتصر قوة الإيمان على السيف والأعداء مهما كان عددهم وعدتهم.
تميم التميمي
15-12-2012, 01:25 PM
احسنتم وبارك الله فيكم على هذا الطرح المبارك
أبو ذر السماوي
15-12-2012, 02:49 PM
كل أرض كربلاء وكل يوم عاشواء
عبر ودروس مهمى تكاتف عليها الزمان تسحقهُ
الحسين ( ع ) ثورة وعِــبــره وعـَــبــره
هذا ما أخذته من عاشوراء الحسين ( ع )
عماد الجبوري
15-12-2012, 06:13 PM
كل يوم يمر نتعلم فيه من ثورة الحسين عليه السلام تعلمنا الكرامة وعزة النفس وعدم الرضوخ لطواغيت العصر
تعلمنا الصبر وتعلمنا الوفاء والاخوة والصدق والثبات على المبدا والامر بالمعروف والنهي عن المنكر
تعلمنا الصلاة بكل ما تحتوي من معاني وافعال تعلمنا طريق الشهادة واعلاء كلمة لا اله الا الله
تعلمنا سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وعدل المرتضى عليه السلام وكرم الحسن عليه السلام وشجاعة الحسين عليه السلام نعم انعم الله علينا برحمته الواسع حيث ادرك اطفالنا مراسيم عاشوراء لكي يتم التواصل بين الاجيال وتبقى كربلاء خالدة هنيئا لمن سار على درب ونهج الحسين بالافعال والاقوال يعجز القلم وتعجز الكلمات لكن كربلاء في عقولنا مادام فينا عرق ينبض
الحوزويه الصغيره
15-12-2012, 10:58 PM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
إنّ لعاشوراء- سوى بُعدها الملحمي، وبُعد مقاومة ومواجهة الظلم، وبُعد القيام لإقامة العدل والقسط، وأبعادها الأخرى- بُعدها العرفانيّ الذي يتجلّى في العلاقة والمحبّة الخاصّة بين العبد وخالقه ، فعاشوراء كانت ولا تزال تعلّم الأجيال أسمى دروس العرفان الخالص. وأنّى يمكن المزج بين الحماسة والعرفان لو لم تكن كربلاء والمشاهد المستلهمة من ملحمة عاشوراء؟
إنّ بعض المؤلّفين وكتّاب المقاتل، أو الشعراء الذين نظموا ملحمة عاشوراء شعراً كما تناولوا وقائع عاشوراء تأريخاً وتحليلاً، نظروا كذلك وتأمّلوا في البعد العرفانيّ لهذه الملحمة.
إنّ بلاغ عاشوراء العرفانيّ يرسم ويوضّح أيضاً طريقة السير والسلوك إلى الله تبارك وتعالى المطابقة ل-"خطّ الأنبياء والأئمّة عليهم السلام "، كما يفضح بطلان خطّ العرفان الصوفيّ المصطَنع والمعتزل لميدان الصراع بين الحقّ والباطل وميدان العمل بالتكليف الاجتماعيّ.
حبّ الله تعالى
من أسمى وأعذب حالات الروح الإنسانيّة حبّها للكمال المطلق والمعبود الحقيقيّ وهو الله تبارك وتعالى، والقادة الرّبانيّون من الرسل والأنبياء والأئمّة عليهم السلام يتمتّعون بأعلى درجات هذا الحبّ المقدّس، وإنَّ منحى حياتهم وشهادتهم ناطقٌ بهذه الحقيقة وشاهد عليها أيضاً. إنّ أهل هذا الحبّ المقدّس لا يرون لأنفسهم تعيّناً وجوديّاً، بل هم دائماً في انتظار لحظة التحرّر والخلاص من قفص البدن وسجن التراب من أجل الالتحاق بالله تبارك وتعالى، حبٌّ كهذا يتبعه "فناءٌ في الله" أيضاً، وهذا الفناء وهذه الجذبة هما السبب في أنّ العارف الواصل لا يحسب لشيء غير ذات الله تبارك وتعالى وغير رضاه حساباً أبداً، ويتجاوز بالإعراض عن كلّ ما يكون مانعاً لوصال المحبوب. وفضلاً عن أنّ أحد مظاهر هذا الحبّ العرفانيّ هو أنّ العارف يرى كلّ شيء لله ومن أجل الله، فإنّ التضحية بالجسم من أجل معراج الروح إلى الله تعالى هو مظهر آخر من مظاهر هذا الحبّ. وممّا ينسب إلى الإمام الحسين عليه السلام من الشعر، أنّه قال هذين البيتين وهو صريع مطروح على أرض كربلاء:
تركتُ الخلق طُرّاً في هواكا وأيتمت العيال لكي أراكا
فلو قطّعتني في الحبّ إرباً لما مال الفؤاد إلى سواكا
ومن ثمرات هذا الحبّ وهذه المجذوبيّة إلى الله سبحانه أيضاً وصول العارف إلى مقام التسليم والرضا، إنّ ازدياد إشراق نورانيّة وجه الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء كلّما ازداد قرباً من لحظة استشهاده علامة أخرى من علائم هذا الحبّ الخالد، كما أنّ استعجال أنصار الإمام عليه السلام ليلة عاشوراء قدوم الصباح حتّى يجالدوا الأعداء في ميدان القتال كاشف عن شوق الأنصار (قدّس سرّهم) إلى لقاء الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى جنّات النعيم، ذلك الشوق الذي هيمن على قلوبهم إلى درجة نفاد صبرهم في انتظار الصباح القادم بعرائس الشهادة!
كانت ملحمة عاشوراء بكلّ تفاصيلها، وبكلّ مشاهد وميادين بطولات أنصاره وأبنائه وأهل بيته عليه السلام مظهراً من مظاهر هذه الجذبة المعنوّية وهذا الحبّ الخالد، وكانت شهادة كلّ من الأصحاب والأهل عند الإمام عليه السلام "هديّة" يتقرّب بها إلى المحبوب عزَّ وجلَّ ويحتسبها عنده من أجل تحقيق رضاه والوصول إلى قربه.
ولقد تجلّى هذا المشرب العرفانيّ والحبّ الإلهيّ أيضاً في سلوك المجاهدين، حيث كان جند الإسلام العارفون وأصحاب القلوب المتيّمة بالحبّ الإلهيّ قد قطعوا في ليلة واحدة طريق السير والسلوك الذي قد يقطعه غيرهم بالتعبّد والمجاهدة في مائة عام! وبتعبير الإمام الخمينيّ (قدس سره) فإنّ طعم الشهادة في ذائقة أولياء الله أحلى من العسل، وكان (قدس سره) يعتقد أنّ المجاهدين قد ارتشفوا جرعة من ذلك الشراب الطهور- شراب المعرفة والعشق- فانتشوا ، وكان يعتقد أنّ الشهداء عشّاق كانت أجنحتهم هفهافة "فعرجوا معراج الدم على جياد الشرف والعزّة، ففازوا بالشهود والحضور بين يدي عظمة الحقّ تبارك وتعالى، وفي مقام جمع الجمع !".
وفي صدد الجذبات الروحانيّة التي لا يمكن وصفها عند عشّاق الشهادة من المجاهدين، يقول (قدس) بقلمه وبيانه الرشيق: "... لكن بأيّ قلم، وبأيّ فنّ وبيان يمكن تصوير ذلك البعد الإلهيّ العرفانيّ، وذلك الظهور المعنويّ الربّانيّ الذي يأخذ بأعنّة الأرواح إليه، وتلك القلوب التي ذابت في التجليّات الإلهيّة؟".
نسألكم الدعاء
الحوزويه الصغيره
16-12-2012, 11:55 PM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
البلاء والابتلاء
البلاء هو العناء والألم والمصاعب والمشاغل المرهقة والمصائب التي تواجه الإنسان في الحياة وفي سبيل العقيدة. والابتلاء هو الوقوع في هذه المحن والآلام، وثمرة ذلك نوع من اختبار الخلوص وطهارة القلب من النوايا غير السليمة والدوافع غير الخالصة لله تعالى.
وعدا مفهوم الألم والعناء والبلوى، التي ينبغي الاستعاذة بالله تعالى منها، وأن يسأل الله العافية منها، وعدا معنى الاختبار والامتحان الذي يُشخّص به مستوى إيمان وانقياد وطاعة العباد، هناك أيضاً مفهوم عرفانيّ أعمق لهذه الكلمة، وهو حبّ الألم والعناء والمصاعب في سبيل مرضاة الله تعالى، وتحمّل المحن والشدائد عن عشق من أجل الفوز بالقرب الإلهيّ.
وبلاء كهذا من قبل الله تبارك وتعالى هو لطفٌ بعباده، وتحمّل هذا البلاء علامة حبّ العبد لربّه وعشقه إيّاه، ودليل صدق إيمانه بالله سبحانه، وحالٌ كهذه قريبة من مفهوم "الرضا" و"التسليم" في البعد العرفانيّ.
وفي روايات كثيرة ورد أنّ الله تعالى يخصّ أحبّاءه بالبلاء، وعلى أساس هذه النظرة، فكلّما اقترب العبد من ربّه أكثر كلّما اشتدّ به البلاء.
ومن النّاس من لا يُطيق البلاء ولا يتحمّله لأنّه يعبد الله على حرف! أي يعبد الله ما وافقت هذه العبادة مصالحه الدنيويّة وأهواءه النفسيّة، فإنّ أصابه خيرٌ اطمأنّ به، وإن محصّ بالبلاء انقلب على وجهه فخسر الدنيا والآخرة! يقول الإمام الحسين عليه السلام مشيراً إلى أمثال هؤلاء:
"النّاس عبيد الدنيا، والدّين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون"!
أمّا المؤمنون العارفون بالله تعالى فهم ليسوا لا يهربون من البلاء أو لا يتذمّرون منه وحسب، بل يرونه علامة لطف الله بهم، وسبباً لتطهير أرواحهم وقلوبهم وتصفية أعمالهم، ولفضيلته وعظيم ثوابه تراهم يرحّبون به .
يقول الإمام الصادق عليه السلام:"إنّ الله إذا أحبَّ عبداً غتّه بالبلاء" وورد في الروايات أنّ هكذا بلاءات هي إمّا هدية من قبل الله تعالى أو علوّ درجة عند الله تعالى لعبده المبتلى، وتتناسب شدّة الابتلاء تناسباً طرديّاً مع قوّة الإيمان، ومن هنا نقرأ أنّ الله تبارك وتعالى قد ابتلى الإمام أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام ببلاءات ومحن خاصّة لم يبتل بها أحداً غيره من أوليائه ، كذلك فإنّ الصبر على البلاء له أجر الشهيد .
وفي ضوء هذه النظرة والعقيدة، نجد سيّد الشهداء عليه السلام في آخر لحظات عمره الشريف يوم عاشوراء، وقد اشتدّ به البلاء والابتلاء، يناجي محبوبه تبارك وتعالى في آخر مناجاة معه قبل استشهاده، فيصفه بجميل الصفات، ويحمده بأفضل محامده فيذكر منها سبوغ نعمائه وحسن بلائه، قائلاً: "... سابغ النعمة، حسن البلاء..." .
ونجده عليه السلام كذلك في يوم عاشوراء يوصي أهل بيته في آخر وداع له معهم قائلاً: "استعدّوا للبلاء، واعلموا أنّ الله حافظكم وحاميكم، وسينجيكم من شرّ الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذّب أعاديكم بأنواع البلاء، ويعوّضكم الله عن هذه البليّة أنواع النعم والكرامة، فلا تشكوا، ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم" .
إنّ أصحاب الهمم العالية الذائبين في حبّ الله تبارك وتعالى يستقبلون البلاء الإلهيّ مستبشرين مطمئنّين، محتسبين ما يُبتلَون به عند الله عزَّ وجلَّ، منتظرين حسن جزائه ومثوبته على ذلك.
نسألكم الدعاء
م_علي
17-12-2012, 01:36 AM
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
نهضة االامام الحسين مدرسة شهادتها التخرجية هي الدخول الى الجنة
لان شعارها الذي رفعه سيد الشهداء عليه السلام هو
\\\ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر \\\
اللهم اجعلنا واياكم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر
وفقكم الباري لكل خير وصلاح وسدد خطاكم
نسألكم الدعــاء
جواد علي عمران
17-12-2012, 03:47 AM
ما اقدر اقول ا لا ان نكا فئ الحسين بما اعطا ان نكون علماء دين رابانيون واستغفر الله ربي واتوب الية هذا ما وصل اليه فكري وانا لم استطيع ان افعل واكافئ الامام الحسين علية واله السلام ولاكن اقول اللهم انصر الحسين بحق الحسين في ثورته حتى ترث الله الارض عباده الصالحون وهذا هي ثورة الامام الحسين علية واله السلام اللهم صل على محمد وال محمد
لا تنسوني في دعا ئكم يوم الار بعين في ارض كربلاء انا العبد الحقير الذليل طلبوا من الامام الحسين لي بأن الله يوفقني بالتقوى والنشاط في حياتي ويوفني بذاكره قوية لاني بسرعه انسى ويوفق سعاد بنت خليفة الى التقى والحيه والعفة وعند العباس ايضا
ومها ادعوا لها ان تكون من اهل البيت عند الامام الحسين بحق بنته السيدة رقيه
وادعوا لولدية ووالديهم وجميع المؤمنين والمومنات واخواني وخواتي واولهم الامام الحجة ع
ومعذرة على طلبي والله يوفقكم بحق الحسين ودم الحسين ودموع السيدة زينب ااااااااااااااااه وزينباه
اياد البنداوي
18-12-2012, 12:53 AM
ان الحسين لا يمكن ان يحبس بأربع جدران اسمها ثوره انما هو أوسع من ذالك
اياد البنداوي
18-12-2012, 01:06 AM
ان الحياة لا يمكن ان تباع بثمن اقل من الخلود
الحوزويه الصغيره
18-12-2012, 02:51 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
الرضا والتسليم
الرضا بقضاء الله من مراتب العرفان والتوحيد السامية، وهو مؤشّرٌ دالٌّ على ذروة حبّ العبد وعشقه لله تبارك وتعالى وفنائه فيه، كما أنّه علامة إخلاص العبد وكماله وتنزّهه عن كلّ دافع سوى دافع مرضاة المولى وتحقيق إرادته.
لقد كان أهل البيت عليهم السلام حيال إرادة الله تبارك وتعالى وإزاء قدره وقضائه راضين تمام الرضا، ويرون هذا كمالاً لهم، واستناداً إلى هذا "الرضا" كانوا يتحمّلون بصبر وحبّ جميع الصعوبات والبلايا والمصائب، وعلى صعيد القضايا الاجتماعيّة كانوا لا يرجّحون أبداً مرضاة النّاس على مرضاة الله، فما كان تكليفاً إلهيّاً عملوا به سواء رضي النّاس أم سخطوا، إذ إنّ المهمّ عندهم هو رضا الله تبارك وتعالى حتّى وإن انتهى ذلك بهم إلى غضب النّاس.
وهذه النكتة العرفانيّة قد تعرّضت لها التعاليم القرآنيّة والأحاديث كثيراً، والإمام الحسين عليه السلام الذي كان قد سار على طريق الشهادة ابتغاء مرضاة الله، يرسم صورة حيّة لانتكاس روحيّة أهل الكوفة قائلاً: "لا أفلح قومٌ آثروا مرضاة أنفسهم على مرضاة الخالق"، ويوبّخ الإمام السجّاد عليه السلام خطيب الطاغية يزيد الذي كان في خطبته يمتدح يزيد ويذمّ آل عليّ عليه السلام، فيصرخ به قائلاً: "ويلك أيّها الخاطب! اشتريتَ مرضاة المخلوق بسخط الخالق، فتبوّأ مقعدك من النّار" !
والشيء الذي هو محلّ بحثنا ونظرنا هنا هو ذلك البعد العرفانيّ السامي لمفهوم "الرضا"، الذي هو ملاك عمل الموحّدين الحقيقيّين، والذي يعتبر من التجلّيات العرفانيّة لملحمة عاشوراء، لنقرأ نماذج من مقام "الرضا" في ثنايا تفاصيل النهضة الحسينيّة:
حينما التقى الإمام الحسين عليه السلام الفرزدق في أحد منازل الطريق من مكّة المكرّمة إلى الكوفة، واستعمله عن حال الكوفة فأخبره الفرزدق بحقيقة الحال، قال عليه السلام:
"صدقت، لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ، وكلّ يوم ربّنا هو في شأن، إنْ نزل القضاء بما نحبُّ ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحقُّ نيّتَه والتقوى سريرته".
وكان شعار "رضا الله رضانا أهل البيت..." من كلماته النورانيّة عليه السلام في خطبته التي خطبها في مكّة المكرّمة لمّا عزم على الخروج منها إلى العراق.
وكان من دعائه عليه السلام في آخر لحظات حياته مناجياً ربّه: "... صبراً على قضائك يا ربّ لا إله سواك... صبراً على حكمك يا غياث من لا غياث له...".
وممّا أوصى به عليه السلام أخته زينب عليها السلام ليلة عاشوراء قوله: "يا أخُتاه! تعزّي بعزاء الله، وارضي بقضاء الله...".
ومن دعائه عليه السلام عند قبر جدّه صلى الله عليه وآله وسلم قُبيل سفره من المدينة إلى مكّة: ".. وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحقّ هذا القبر ومن فيه إلّا ما اخترت من أمري هذا ما هو لك رضىً".
ولقد تجلّت هذه المعرفة العالية والروحيّة السامية أيضاً في أنصار الإمام عليه السلام، هذا مسلم بن عقيل عليه السلام يخاطب الطاغية ابن زياد في محاورته الساخنة معه قائلاً: "الحمدُ لله على كلّ حال، رضينا بالله حكماً بيننا وبينكم".
ويقول سيّد الشهداء عليه السلام وهو في الطريق إلى كربلاء: "إنّي لأرجو أن يكون خيراً ما أراد الله بنا، قُتلنا أم ظفرنا...".
إنّ رضا العبد عن الله، ورضا الله عن العبد ذروة هذا الكمال، حيث يرضى الطرفان عن بعضهما، وهذا من المقامات العرفانيّة العليا التي يصل إليها العبد السالك الصادق، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المقام العالي في أكثر من موضع ، وقد أشارت متون الزيارات إلى أنّ شهداء النهضة الحسينيّة قد تسنّموا ذروة هذا المقام، ففي زيارة مسلم بن عقيل عليه السلام مثلاً نقرأ:
"... أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وجاهدت في الله حقّ جهاده، وقُتلت على منهاج المجاهدين في سبيله حتّى لقيت الله عزَّ وجلَّ وهو عنك راضٍ...".
ونقرأ في زيارة هاني بن عروة (رضي الله عنه): ".. وأشهد أنّك قد بلغت درجة الشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء بما نصحت لله ولرسوله مجتهداً وبذلت نفسك في ذات الله ومرضاته، فرحمك الله ورضي عنك...".
فالإنسان الكامل يصل في سيره إلى الله تبارك وتعالى مقاماً يكون فيه رضاه وسخطه رضا وسخط الله سبحانه، نقرأ في الزيارة المطلقة السادسة لسيّد الشهداء عليه السلام هذا الوصف: "يا من رضاه من رضا الرحمن، وسخطه من سخط الرحمن".
وهكذا كان أهل بيته عليهم السلام، فقد كانوا يرون الوقائع المرّة والمصائب الشدائد التي تعرّضوا لها في كربلاء أمراً "جميلاً"، فهم يحتسبون كلّ ذلك عند الله تعالى، راجين حسن ثوابه وجزيل إحسانه، نقرأ هذه الحقيقة في المحاورة الساخنة بين زينب الكبرى عليها السلام وبين عبيد الله بن زياد في قصر الإمارة في الكوفة، حيث كان فيما قال لها شامتاً ساخراً: "كيف رأيتِ صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟! " فردّت عليه قائلة: "ما رأيتُ إلّا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّ وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذٍ، ثكلتك أمُّك يا ابن مرجانة!"، فاستشاط اللعين غضباً من ردّها وجرأتها.
إنّ العمل من أجل مرضاة الله وبلوغ مرتبة "الرضا" رأسمال عظيم يجعل وجدان الإنسان دائماً على سكينة واطمئنان ورضا، وكذلك يبعث الأمل والحركة، ويخلق الدافع القويّ.
الإنسان "الفائز" هو الإنسان الذي توصله مساعيه في هذه الحياة الدنيا إلى "هدف الخلقة"، والفوز في الفكر الدينيّ هو أن يوفّق الإنسان من خلال الاستفادة من نعم الله ومن عمره في الحصول على أمله في الآخرة وهو السعادة الخالدة والجنّة حيث النعيم الدائم، فالفوز العظيم هو الوصول إلى السعادة الأخرويّة، يقول الإمام عليّ عليه السلام:"الآخرة فوز السعداء"، وهو عليه السلام القائل حينما ضربه ابن ملجم بالسيف على رأسه المقدّس أوائل فجر يوم التاسع عشر من شهر رمضان: "فزتُ وربّ الكعبة"، ذلك لأنّ الشهادة عند أولياء الله أفضل وأشرف الفوز.
وكان الإمام الحسين عليه السلام يرى في نهضته وقيامه فوزه وفوز أنصاره العظيم وسعادتهم الأبديّة، من هنا كان يتعجّل الوصول إلى هذا الهدف، فحينما التقى الطرماح في الطريق إلى الكوفة، وكان هذا الرجل يحاول جاهداً منع الإمام عليه السلام من الذهاب إلى الكوفة المضطربة جدّاً، كان ردّ الإمام عليه السلام:"إنّ بيني وبين القوم موعداً أكره أن أُخلفهم، فإنْ يدفع الله عنّا فقديماً ما أنعم علينا وكفى وإنْ يكن ما لا بدّ منه ففوزٌ وشهادة إنْ شاء الله".
وممّا قاله عليه السلام في ليلة عاشوراء لأنصاره (قدّس سرّهم):
"... واعلموا أنّ الدنيا حلوها ومرّها حلمُ، والانتباه في الآخرة، والفائز من فاز فيها، والشقيّ من شقي فيها...".
وقول الإمام الحسين عليه السلام المعروف: "فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة" حاكٍ أيضاً عن نظرة الإمام عليه السلام إلى مفهوم السعادة وماهيّتها، حيث كان عليه السلام يرى تحقّقها في ظلّ الشهادة في سبيل الله.
هذه العقيدة وهذه الحقيقة تبعث في قلوب أهل الإيمان الشوق إلى الآخرة وإلى الجنّة، وتقلّل من علائقهم بالدنيا، فيحلّقون خفافاً كالطيور الهفهافة في شوقهم إلى الشهادة، فيتقدّمون بإقبال المتلهّفين إلى التضحية بأنفسهم فداءً للدين والقرآن ووليّ الله، وإنّ أفضل وأشرف من تقلّدوا وسام "الفائزون" بجدارة لا نظير لها هم شهداء كربلاء.
لمّا وقف الإمام الحسين عليه السلام على الحرّ بن يزيد الرياحيّ (رضوان الله عليه) عندما صرع أثنى عليه ثناءً عاطراً خالداً، وامتدحه بأبيات من الشعر مجّد فيها إيثاره وصبره ومواساته، وكان منها هذا البيت:
لقد فاز الأولى نصروا حسينا ً وفازوا بالهداية والصلاح
وفي متون زيارات أبي عبد الله الحسين عليه السلام وشهداء كربلاء كثيراً ما نقرأ عبارات تتحدّث عن فوزهم وبلوغهم أسمى أمنياتهم، ونقرأ أيضاً تمنّي الزائر ودعاءه في أن لو كان في ركابهم فقاتل معهم واستشهد بين يدي أبي عبد الله الحسين عليه السلام فنال الفوز العظيم الأبديّ.
نقرأ في زيارة الأربعين مثلاً: "اللّهمّ إنّي أشهد أنّه وليّك وابن وليّك وصفيّك وابن صفيّك، الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة، وحبوته بالسعادة..." ونقرأ في زيارة أنصاره (قدّس سرّهم):
"فزتم والله فوزاً عظيماً، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً".
"أشهد أنّكم الشهداء والسعداء وأنّكم الفائزون في درجات العلى".
إنّ عقيدة الزائر في أنّ شهداء كربلاء القتلى المضرّجين بدمائهم شهداء وسعداء وفائزون تسري أيضاً إلى حياته هو، فتسمو نظرته إلى الفوز والسعادة حيث تترفّع عن الانحصار بالآمال الدنيويّة.
هذا الفهم الأعمق لمعنى السعادة ومعنى الفوز هو درسٌ من دروس عاشوراء ومن بلاغاتها إلى الجميع، ومؤدّاه أنّ الفلاح والفوز في ظلّ الجهاد والتضحية والاستشهاد في سبيل المذهب والولاية.
نسألكم الدعاء
اياد البنداوي
18-12-2012, 11:05 PM
ان الحسين باع نفسه بأغلى ثمن فلا تبخسوا أنفسكم وتبيعوها بأقل من ما تستحق(واستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به)
اياد البنداوي
18-12-2012, 11:21 PM
ان الحسين نصب في كربلاء رمزا للحريه (كونوا أحرارا في دنياكم)
اياد البنداوي
18-12-2012, 11:23 PM
ان من دروس عاشوراء هي الثوره الا ان الثوره ليست هي كل عاشوراء
الحوزويه الصغيره
19-12-2012, 12:49 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
إنّ التأثير الذي تركته أو يجب أن تتركه "واقعة عاشوراء" على الحركات التأريخيّة، والفكر التأريخيّ، وتفكيك وتحليل الحوادث التي هي قريبة العهد بزمان عاشوراء، وكذلك التأثير الذي تركته أو تتركه أو ما يمكنها أن تتركه في الأزمنة التي تلتها إلى عصرنا الحاضر.
في هذه الحالة بإمكان التأريخ أن يتجاوز مهمّة "نبش القبور" و"استغابة الموتى" و"نقل الوقائع الماضية"، ليكون
مرتكزاً لخلق الحركة نحو المستقبل، ومنبعاً لاستلهام كلّ ما هو صحيح وأفضل. وبهذا التوضيح ندرك أنّ بلاغات عاشوراء التأريخيّة لا تنحصر في البلاغات التأريخيّة الصريحة الخطاب إلى المستقبل، بل تشمل أيضاً معرفة القوى الخفيّة الكامنة في باطن الحدث التأريخيّ، وذلك من أجل استلهام العبر والمواعظ والدروس النافعة والمؤثّرة في تصحيح مسار الحياة الفرديّة والاجتماعيّة في الخطاب الموجّه إلى الأجيال القادمة.
وبهذه النظرة تتجاوز واقعة عاشوراء صورة "حادثةٍ ما ماضية" لتتجلّى في صورة حيّة نابضة، هي صورة "ذخائر نفيسة من الهداية، والعبر، والدروس للأجيال القادمة"، ونحن بإمكاننا أن نتلقّى "البلاغ" من عاشوراء، وأن نتعلّم "الدرس" منها، وأنْ نأخذ منها "العبرة" التي هي الأهمّ...
تاريخ الإسلام أم تاريخ المسلمين؟
لقد كانت بعثة النبيّ الأكرم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم بداية فصل جديد في تاريخ البشريّة، إذ أوجدت إنقلاباً أساسيّاً في الأفكار، والعقائد، والأخلاق، والسلوك، والنظام السياسيّ، والبنية الإجتماعيّة، ومعايير القيم.
فما يعرف باسم "تاريخ الإسلام" هو مجموعة هذه التحوّلات التي شملت جميع المجالات في فكر وحياة الإنسان في عصر البعثة.
أمّا بعد رحلة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقد عادت المعايير الجاهليّة هي الحاكمة، واتّجه الإرتقاء الروحيّ والمعنويّ في المسلمين نحو الأفول والزوال، وضعفت تلك القيم المقدّسة التي كانت على عهد النبوّة بعد ارتحال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
ولقد دوّن المؤرّخون حوادث تلك السنين تحت عنوان "تأريخ الإسلام"، إلّا أنّنا إذا أدرجنا أحداث تلك الفترة تحت عنوان "تاريخ المسلمين" كان ذلك أدقّ وأصدق ممّا إذا دوّنّاها تحت عنوان "تأريخ الإسلام".
لم تكن الخصومة بين أهل البيت عليهم السلام ومخالفيهم، أو العداء بين بني هاشم وبني أميّة، خصومة أو عداء بسبب شخصيّ أو قبليّ، بل كان هذا التعارض يستمدّ وقوده من تعارض فكريّ واعتقاديّ وعمليّ، يقول الإمام الصادق عليه السلام في تشخيصه الدقيق لجذور هذا التعارض بين هذين التيّارين:
"إنّا وآلُ أبي سفيان أهلُ بيتين تعادينا في الله، قلنا: صدق الله، وقالوا: كذب الله".
أي أنّ النزاع قائم بين طائفتين إحداهما مؤمنة بالله ومصدّقة بكلّ ما جاء من عنده، وأخرى كافرة بالله تكذّبه بكلّ ما جاء من عنده من عقيدة ودين.
إنّ فصل مسير تأريخ الإسلام عن أهل بيت العصمة عليهم السلام كان السبب في فسح المجال للتوجيهات غير المقبولة لكثير من تصرّفات الحكّام الطغاة على أساس معايير ومباني دينيّة، في حين أنّ معايير ومباني الإسلام المحمّديّ الخالص إسلام أهل البيت عليهم السلام تدين تلك التصرّفات وتبرأ منها.
كما لوّث وشوّه المؤرّخون المحترفون المرتبطون ببلاط الحاكم الظالم وجه التأريخ أيضاً من خلال اختلاقهم لوقائع ونصوص لا حقيقة لها، الأمر الذي خلط الحقّ بالباطل، وجعل من الصعب جدّاً في بعض الأحيان التمييز بين النصّ الصادق والآخر الكاذب، حتّى صار من العسير على المتتبّع الاستناد إلى كثير من المتون التأريخيّة.
في هذا الجوّ، صارت معرفة الصدق من الكذب، والحقّ من الباطل في الحوادث التأريخيّة رسالة تحقيقيّة ثقيلة وضروريّة أيضاً، وهي كذلك عمل صعب ومحتاج إلى الدّقة.
وفي صدد واقعة عاشوراء أيضاً، هناك أحياناً أمور غير واقعيّة وضعيفة زيدت على النقل التأريخيّ، وقد ترسّخت في فكر النّاس وأذهانهم، وهي لا تتلائم مع روح نهضة عاشوراء ولا مع المتون التأريخيّة المعتبرة وهذا الأمر يجعل من اللازم تنقية وتصفية الآثار المرتبطة بعاشوراء من كلّ كذب وتزوير، ومن نقل المسائل والقضايا الضعيفة.
إنّ المعرفة التأريخيّة المعمّقة هي التي تستطيع أن تقرأ ما وراء السطور وما وراء ظواهر الحوادث والأخبار وهي التي بإمكانها أن تكشف عن المعاني الأخرى للحوادث، وبدون هذه المعرفة قد لا يمكن تقديم تحليل صحيح للقضايا التأريخيّة.
لقد وصف الإمام الحسين عليه السلام في خطبته الثانية يوم عاشوراء جيش الكوفة بهذه الأوصاف والألقاب التالية حيث قال:
"... فسحقاً لكم يا عبيد الأمّة وشذّاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ومحرّفي الكلم وعصبة الإثم ونفثة الشيطان ومطفئي السنن! ويحكم! أهؤلاء تعضدون وعنّا تتخاذلون؟! أجل والله غدر فيكم قديم، وشجت عليه أصولكم وتآزرت فروعكم، فكنتم أخبث ثمرة، شجى للناظر وأكلة للغاصب!...".
ففي هذا البيان أيضاً نرى الإمام عليه السلام يقرّر أنّ أولئك إذن بقيّة تلكم القبائل والأحزاب الجاهليّة المعاندة، وأنّهم الثمرة المرّة لشجرة عداوة بني أميّة لدين الله.
فهو إذن تقرير وبلاغ من الإمام المعصوم (الإمام الحسين عليه السلام نفسه) للتعريف بحقيقة الذين شاركوا في صفّ جيش بني أميّة في فاجعة عاشوراء المريرة.
إذن فمعرفة جذور أيّ حادثة من الحوادث ومعرفة القضايا الممهّدة لها من البلاغات الأخرى لعاشوراء.
نسألكم الدعاء
الحوزويه الصغيره
21-12-2012, 03:57 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
فضح الباطل وتعريته
فضلاً عن دور التذكير بوقائع صراع الحقّ ضدّ الباطل في إحياء الحقّ وفضح الباطل، لا بدّ لإفشال خطط أتباع الباطل من فضح مؤامراتهم والكشف عن جناياتهم وجرائمهم، حتّى لا يبقى ما حدث طيّ "الكتمان".
كان لإفشاء الحقائق دائماً دور بنّاء في تنوير أذهان النّاس بواقعيّات الأحداث وفي تعبئتهم ضدّ الباطل.
وفي واقعة عاشوراء ومأساة كربلاء، كانت إحدى رسالات ومهمّات أفراد بقيّة الركب الحسينيّ فضح العدوّ وتعرية حقيقته وتوجيه الضربة إلى الحكم الأمويّ، من خلال الكشف عن حقيقة ما جرى في كربلاء.
ولعلّ أحد الأسباب التي جعلت الإمام الحسين عليه السلام يصطحب معه النساء والأطفال منذ بدء رحلته من المدينة إلى مكّة، ثمّ إلى كربلاء هو أنّ النساء والأطفال سيكونون شهود عيان لحركة أحداث النهضة وتفاصيل الواقعة ولجميع مشاهد مظلوميّة أهل البيت عليهم السلام، ووقائع مسرح الجريمة الكبرى، وسيحدّثون النّاس في مرحلة الأسر وما بعدها بكلّ ما شاهدوه، حتّى لا تبقى تلك الوقائع خلف حجب الإبهام والغموض وطيّ الكتمان.
وكان لدور الإمام السجّاد عليه السلام وزينب الكبرى عليها السلام في هذا الأمر أهميّة كبرى، إذ ما أن أتمّ الإمام السجّاد دفن أبيه عليهما السلام وبقيّة الشهداء حتّى كتب على قبر أبيه: "هذا قبر الحسين بن عليّ بن أبي طالب، الذي قتلوه عطشاناً غريباً".
ولقد كان بإمكان الإمام السجّاد عليه السلام أن يكتب عبارة أخرى غير هذه العبارة، يذكر فيها أوصافاً أخرى لسيّد الشهداء عليه السلام، لكنّ تأكيده على أنّ أباه قد قتل على هذه الحال هو نوع من فضح العدوّ وتعرية حقيقته.
وفي خطبة له في الكوفة قال عليه السلام أيضاً:
"أنا ابن من قتل صبراً وكفى بذلك فخراً!".
مع أنّ بإمكانه عليه السلام في معرض التعريف بنفسه المقدّسة وتعديده لافتخاراته أن يذكر أوصافاً أخرى!
ونراه عليه السلام يقول أيضاً في نفس تلكم الخطبة في الجموع الحاشدة من النّاس: "أيّها النّاس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا عليّ بن الحسين بن أبي طالب، أنا ابن من انتهكت حرمته، وسلبت نعمته، وانتهب ماله، وسبي عياله، أنا ابن المذبوح بشطّ الفرات من غير ذحل ولا ترات...".
فهو عليه السلام في تعريفه بنفسه يعرّف أباه الشهيد عليه السلام قبل أن يتعرّض لأوصافه هو ومحامده!، ويذكر الجرائم الفظيعة التي تعرّضت لها عترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا فضح لابن زياد ولحكومة يزيد.
وفي خطابه المثير الذي فضح به الحكم الأمويّ وأيقظ به الغافلين، الذي ألقاه عليه السلام في قصر يزيد في الشام أمام جماهير النّاس ورجال السلطة الأمويّة وضيوف يزيد، كان عليه السلام قد كشف الأستار عن الحقائق التي أخفاها التعتيم الأمويّ عن النّاس، وكان ممّا قاله عليه السلام في هذا الخطاب:
".. أيّها النّاس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي، أنا ابن مكّة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الرداء، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى، وخير من طاف وسعى، وحجّ ولبّى، أنا ابن من حمل على البراق وبلغ به جبرئيل سدرة المنتهى، فكان من ربّه كقاب قوسين أو أدنى، انا ابن من صلّى بملائكة السماء، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى، أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله ببدر وحنين، ولم يكفر بالله طرفة عين، أنا ابن صالح المؤمنين، ووارث النبيّين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، ومفرّق الأحزاب، أربطهم جأشاً، وأمضاهم عزيمة، ذاك أبو السبطين الحسن والحسين، عليّ بن أبي طالب.
فلمّا بلغ إلى هذا الموضع ضجّ النّاس بالبكاء، وخشي يزيد الفتنة فأمر المؤذّن أن يؤذّن للصلاة، فقال المؤذّن: الله أكبر.
قال الإمام: الله أكبر وأجلّ وأعلى وأكرم ممّا أخاف وأحذر.
فلمّا قال المؤذّن: أشهد أن لا إله إلّا الله.
قال عليه السلام:نعم، أشهد مع كلّ شاهدٍ أن لا إله غيره، ولا ربّ سواه. فلمّا قال المؤذّن: أشهد أنّ محمّداً رسول الله.
قال (الإمام) للمؤذّن: أسألك بحقّ محمّد أن تسكت حتّى أكلّم هذا! والتفت إلى يزيد وقال: هذا الرسول العزيز الكريم جدُّك أم جدّي؟ فإنْ قلت جدّك علم الحاضرون والنّاس كلّهم أنّك كاذب، وإنْ قلت جدّي فلم قتلت أبي ظلماً وعدواناً، وانتهبت ماله، وسبيت نساءه، فويل لك يوم القيامة إذا كان جدّي خصمك!
فصاح يزيد بالمؤذّن: أقم للصلاة! فوقع بين النّاس همهمة، وصلّى بعضهم وتفرّق الآخر!".
لقد كان يزيد يتوقّع هذه النتيجة وهذا الافتضاح، ولذا فقد أبى في البداية أن يأذن للإمام السجّاد عليه السلام بالكلام حين طلب منه ذلك لكنّ من حوله من رجاله ألحّوا عليه وقالوا له: ائذن له! ما قدر أن يأتي به هذا الفتى المريض الأسير في حضور الأمير؟! "فقال يزيد: إنّ هؤلاء ورثوا العلم والفصاحة، وزقّوا العلم زقّاً! وما زالوا به حتّى أذن له"، وفي رواية أنّه قال: إذا رقى المنبر فلن ينزل إلّا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان!
كان الإمام السجّاد عليه السلام يلتزم الصمت في طول طرق رحلة الأسر، فلم يكن يكلّم جلاوزة الظالم حتّى بكلمة واحدة، ذلك لأنّه كان يعلم بخبث سرائرهم وقسوتهم، لكنّه عليه السلام كان يستثمر كلّ مكان ومجال مناسب لتنوير أذهان النّاس ببيان حقائق الأمور وفضح العدوّ وتعرية حقيقته، فمثلاً: عند أوّل دخول ركب السبايا الشام "دنا شيخ من السجّاد عليه السلام وقال له: الحمد لله الذي قتلكم وأمكن الأمير منكم!
فقال عليه السلام له: يا شيخ! أقرأت القرآن؟ قال: بلى، قال عليه السلام:أقرأت: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، وقرأت قوله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)، وقوله تعالى: (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)
قال الشيخ: نعم قرأت ذلك.
فقال عليه السلام:نحن والله القربى في هذه الآيات.
ثمّ قال له الإمام: أقرأت قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)؟ قال: بلى.
فقال عليه السلام:نحن أهل البيت الذين خصّهم الله بالتطهير.
قال الشيخ: بالله عليك! أنتم هم؟
فقال عليه السلام:وحقّ جدّنا رسول الله إنّا لنحن هم من غير شكّ.
فوقع الشيخ على قدميه يقبّلهما ويقول: أبرأ إلى الله ممّن قتلكم. وتاب على يد الإمام ممّا فرّط في القول معه، وبلغ يزيد فعل الشيخ وقوله فأمر بقتله" !
وعند عودة الركب الحسينيّ إلى المدينة المنوّرة وقد سبقه إليها بشير بن حذلم ينعى إلى النّاس الإمام الحسين عليه السلام ويخبرهم بمقدم عليّ بن الحسين عليه السلام مع عمّاته وأخواته، خرج النّاس يهرعون ولم تبق مخدّرة إلّا برزت تدعو بالويل والثبور، وضجّت المدينة بالبكاء، فلم يُر باكٍ أكثر من ذلك اليوم، واجتمعوا على زين العابدين يعزّونه، فخرج من الفسطاط وبيده خرقة يمسح بها دموعه، وخلفه مولى معه كرسيّ، فجلس عليه وهو لا يتمالك من العبرة، وارتفعت الأصوات بالبكاء والحنين، فأومأ إلى النّاس أن اسكتوا، فلمّا سكتت فورتهم قال عليه السلام:"الحمدُ لله ربّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الديّن، بارئ الخلائق أجمعين، الذي بَعُد فارتفع في السماوات العلى، وقرب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الأمور، "... إنّ مجالس التعزية، إنّ مجالس عزاء سيّد الشهداء عليه السلام وتلكم وفجائع الدهور، وألم الفجائع، ومضاضة اللواذع، وجليل الرزء، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظّة الفادحة الجائحة.
أيّها القوم! إنّ الله تعالى وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الإسلام عظيمة، قتل أبو عبد الله الحسين عليه السلام وعترته، وسبيت نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزيّة التي لا مثلها رزيّة!".
وكانت خطب زينب الكبرى وأمّ كلثوم عليهما السلام تتضمّن أيضاً هذا المحتوى وهذا الاتّجاه.
إنّ بيان مظلوميّات أهل البيت عليهم السلام، خصوصاً ما جرى في كربلاء، كان دائماً مثيراً لغضب وسخط وانزعاج الطغاة الظلمة من الأمويّين والعبّاسيّين، وكان على الدوام أيضاً محلّاً لتأييد وتأكيد أئمّة أهل البيت عليهم السلام، ذلك لما له من دور وأثر في فضح العدوّ وتعريته.
كما أنّ مجالس عزاء أهل البيت عامّة، ومجالس العزاء الحسينيّ خاصّة، التي كانت تقام على طول التأريخ بأمر ودعم وتأييد الأئمّة عليهم السلام وكبار علماء الدين، تتمتّع أيضاً بنفس هذه الماهيّة، ولقد كان الإمام الخمينيّ (رضوان الله عليه) يشير إلى هذا البعد في مجالس العزاء في كثير من أقواله وتوجيهاته، من ذلك مثلاً قوله:
التبليغات ضدّ الظلم، وهذا التبليغ ضدّ الطاغوت، وفضح الظلم الذي وقع على المظلوم، يجب أن يبقى ويستمرّ إلى الأبد".
نسألكم الدعاء
فلاح حسن بيعي
21-12-2012, 08:18 AM
احسنتم اختنا الحوزوية (الكبيرة)
ان كل يوم في عاشوراء درس وعبرة وقرب الى الله تعالى
نجم الثريا
22-12-2012, 01:39 AM
اولاً شكرا لكم لطرح هكذا موضوع وشكرا لدعوتي للمشاركة معكم في هذا الصرح الشامخ
وهذه المدرسة الحسينية
تعلمت من كربلاء ان كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء
ففي كل يوم يجب ان نُسمع اذان قلوبنا صوت الحسين وهو ينادي الامٍن ناصر ينصرنا
وان تكون كل ارض ساحة جهاد لإعلاء كلمة الحق
تعلمت من كربلاء ان ارجع لنفسي في كل وقت وأراها هل هي في معسكر الحسين عليه السلام فأحمد الله وأشكره
ام أنها في معسكر يزيد لعنة الله عليه لأقف موقف( الحر ابن يزيد الرياحي) فاخير نفسي لارجع الى الحسين واطلب منه الشفاعة واعلن توبتي على يديه
تعلمت ان اكون اما من انصار الحسين او من انصار الحسين ولاخيار غيره
الحوزويه الصغيره
22-12-2012, 02:15 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
التخلّي عن التكليف
كلّ ما جاءت به الشريعة الإسلاميّة من "التكاليف" ليلتزم بها المسلمون كانت الغاية منه دائماً هي تحقيق "المصالح" ومنع "المفاسد"، فإذا قام المسلمون بما عليهم من التكاليف الشرعيّة فإنّ المجتمع الإسلاميّ سيتحرّك نحو الطهارة والتكامل المعنويّ في جميع مجالات الحياة.
أمّا إذا ترك المسلمون واجباتهم الشرعيّة ولم يعتنوا ولم يبالوا بالتكاليف التي أمر الله بها، فإنّ لذلك آثاراً سيّئة ونتائج مريرة تشمل عواقبها أيضاً جميع مجالات حياة المجتمع الإسلاميّ.
وتكليف كلّ مسلمٍ يتناسب من حيث الأهميّة والخطورة مع موقعه الدينيّ والاجتماعيّ الخاصّ به، فالذين لهم منزلة خاصّة ومقام رفيع، وينظر النّاس إليهم كقدوات، ويعنون بتصرّفاتهم عناية فائقة لأثرها البالغ في حياة المجتمع وفي تحديد مصيره، أولئك عليهم مسؤوليّات مضاعفة، ولتخلّيهم عن التكليف الشرعيّ عواقب أشدّ وخامة وخطورة من عواقب تخلّي الإنسان العادي عن أداء تكليفه، لذا فإنّ علماء الدين والوجهاء المرموقين والنافذين والمعتبرين لهم تكاليف أثقل من تكاليف سواهم، فإذا داهنوا وسكتوا إزاء الظلم والبدعة وتحريفات الحكومات الجائرة ذهبت دماء الشهداء الأطهار هدراً نتيجة ذلك، وأُضيعت جهود ومعاناة المجاهدين الأوائل الذين بنوا صرح المجتمع وأسّسوا قواعد حياته، وراجت البدع والمنكرات، وترسّخت جذور سلطة الظالمين واشتدّ طغيانهم.
يقول الإمام الحسين عليه السلام بصدد تقصير وضعف وتهاون العلماء المرتبطين ببلاط الحاكم الظالم أو الساكتين عن الحقّ في عصره، موبّخاً إيّاهم على ذلك:
"... لقد خشيتُ عليكم أيّها المتمنّون على الله أن تحلّ بكم نقمة من نقماته لأنّكم بلغتم من كرامة الله منزلة فضّلتم بها، ومن يعرف بالله لا تُكرِمون وأنتم بالله في عباده تُكرَمون، وقد ترون عهود الله منقوضة فلا تفزعون، وأنتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون وذمّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محقورة! (مخفورة خ)، والعمي والبُكم والزُمن في المدائن مهملة لا ترحمون! ولا في منزلتكم تعملون ولا من عمل فيها تعينون! وبالإدّهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون، كلّ ذلك ممّا أمركم الله به من النهي والتناهي وأنتم عنه غافلون! وأنتم أعظم النّاس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسمعون (تسعون)، ذلك بأنّ مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله الأمناء على حلاله وحرامه، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة، وما سُلبتم ذلك إلّا بتفرّقكم عن الحقّ واختلافكم في السُنّة بعد البيّنة الواضحة، ولو صبرتم على الأذى وتحمّلتم المؤونة في ذات الله كانت أمور الله عليكم تردّ وعنكم تصدر وإليكم ترجع، ولكنّكم مكّنتم الظلمة من منزلتكم، وأسلمتم أمور الله في أيديهم يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات، سلّطهم على ذلك فراركم من الموت وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبدٍ مقهور، وبين مستضعفٍ على معيشته مغلوب، يتقلّبون في الملك بآرائهم، ويستشعرون الخزي بأهوائهم، اقتداء بالأشرار، وجرأة على الجبّار! في كلّ بلدٍ منهم على منبره خطيب يصقع، فالأرض لهم شاغرة، وأيديهم فيها مبسوطة، والنّاس لهم خول لا يدفعون يد لامسٍ، فمن بين جبّار عنيد، وذي سطوة على الضعفة شديد، مطاعٍ لا يعرف المبدئ والمعيد، فيا عجباً! وما لي لا أعجب؟! والأرض من غاشٍّ غشوم ومتصدّق ظلوم، وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم، فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا، والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا...".
ويقول قائد الثورة المعظّم في تحليل هذه المسألة، ضمن تقسيمه أفراد المجتمع إلى خواصّ وعوام، وأنّ العوام دائماً تبع للخواصّ وأنّ دور الخواصّ في المجتمع مهمّ جداً، فإذا لم يعمل الخواصّ بتكليفهم الحسّاس الخطير بسبب الميل إلى الدنيا وخوفاً على مواقعهم ومكانتهم، فإنّ مجرى التأريخ سيتغيّر، يقول سماحته:
"أولئك الذين يتركون طريق الله خوفاً على أنفسهم، ولا يقولون الحقّ حيث ينبغي أن يقولوه لأنّهم سيتعرّضون للخطر، أو يتخلّون عن طريق الله خوفاً على مناصبهم أو أموالهم، أو حبّاً وتعلّقاً بأولادهم وعوائلهم وأقربائهم وأصدقائهم، أولئك إذا كانوا الكثيرين فحينئذٍ واويلاه! حينئذٍ سيتوجّه الحسين بن عليّ عليهما السلام إلى مذبح كربلاء، سيجرُّ إلى مقتله، وسيستولي اليزيديّون على الأمر، وسيحكم بنو أميّة البلاد والأمّة التي أوجدها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ألف شهر، وستستبدلُ الإمامة بالمُلك والسلطنة.
حينما تكون حال الخواصّ المحسوبين على صفّ الحقّ هكذا، أو تكون حال أكثريّتهم القاطعة هكذا، حيث يؤثرون دنياهم على كلّ شيء، فهم من الخوف على النفس، ومن خوف فقدان المنصب والمقام، ومن خوف النبذ والطرد، أو من خوف العزلة والوحدة، مستعدّون للقبول بحاكميّة الباطل، فلا يقفون في وجهه، ولا يدافعون عن الحقّ، ولا يلقون بأنفسهم في الخطر، حينما تكون حال الخواصّ هكذا فسوف تكون بداية المآل شهادة الحسين بن عليّ عليهما السلام بتلك الصورة الفجيعة، وخاتمتها سيطرة بني أميّة على الحكم، ثمّ بني العبّاس، ثمّ سلسلة من السلاطين والملوك في عالم الإسلام إلى اليوم...
كان هذا هو وضع ذلك الزمان، كان الخواصُّ قد استسلموا، وما كانوا يريدون التحرّك.
لذا حينما استولى يزيد على الحكم، وكان شخصاً من الممكن الخروج عليه ومقاتلته، إذ كان معروفاً ومشهوراً بفسقه وحماقاته واستهتاره، وكلّ من يُقتل في الحرب ضدّ يزيد لا يمكن أن يُغَطّى أو يعمّى على دمه لأنَّ يزيد كان وضعه متفسّخاً مفضوحاً جدّاً... من أجل هذا قام الإمام الحسين عليه السلام بنهضته...
ولمّا قام الإمام الحسين عليه السلام مع كلّ تلك العظمة والقداسة التي كانت له في المجتمع الإسلاميّ لم يتقدّم إليه كثير من الخواصّ لينصروه! أنظروا إلى أيّ درجة ساءت حال المجتمع بسبب هؤلاء الخواصّ؟! الخواصّ الذين هم على استعداد لتفضيل دنياهم بسهولة على مصير العالم الإسلاميّ خلال قرون طويلة آتية!...
كلّ هؤلاء حينما يواجهون بشدّة وضغط وقهر من الجهاز الحاكم يرون أنّ أرواحهم وسلامتهم وراحتهم ومقامهم وأنفسهم في خطر لا محالة يتراجعون، فإذا تخلّى الخواصّ وتنصّلوا عن تكليفهم وعهودهم والتزاماتهم تخلّى وتنصّل تبعاً لهم عوامُ النّاس أيضاً.
أنظروا إلى أسماء أولئك الذين كتبوا الرسائل إلى الإمام الحسين عليه السلام من الكوفة ودعوه إلى القدوم إليهم، وتأمّلوا فيهم! هؤلاء الذين كتبوا الرسائل هم الخواصّ، هؤلاء أيضاً جزء من طبقة الخواصّ تلك! طبقة زبدة المجتمع والمرموقين فيه!...
إنّ الذي يُنجي التأريخ من المسار الخاطئ، وينجي القيم من السقوط ويحفظها هو تصميم الخواصّ في الوقت المناسب، وتشخيص الخواصّ في الوقت المناسب، وتنكّرهم للدنيا في اللحظة المناسبة، وقيامهم وإقدامهم لله في اللحظة المناسبة.
ينبغي القيام بالحركة اللازمة في اللحظة اللازمة، فإذا تركتم الوقت المناسب يمضي فليس ثمّ فائدة إذن.
هذه هي السُنّة الإلهيّة، حينما تخاف من الدم، وتخاف من بذل ماء الوجه، وتخاف من المال، وتخاف من أجل العائلة، وتخاف من أجل الأحبّة، ونخاف من أجل راحتنا وسلامة عيشنا، ومن أجل كسب وتجارة، ومن أجل العثور على مسكن هو أوسع من مسكنٍ سابقٍ غرفةً واحدة، إذا لم نتحرّك بسبب الخوف على هذه الأشياء فمن المعلوم حينذاك أن لو نهض عشرة أئمّة كالإمام الحسين عليه السلام فإنّ جميعهم سيستشهدون، وجميعهم سيبادون، كما استشهد أمير المؤمنين عليه السلام، وكما استشهد الإمام الحسين عليه السلام.
أيّها الخواصّ! أيّها الخواصّ! يا طبقة الخواصّ! يا أعزّائي، أنظروا أين أنتم؟"
نسألكم الدعاء
الحوزويه الصغيره
22-12-2012, 09:47 PM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
لا إلى الحقّ ولا إلى الباطل!
إن التضادّ بين الحقّ والباطل حقيقة دائمة، وواجب المسلم الملتزم أيضاً هو الوقوف مع الحقّ ومقاومة الباطل، ولا يمكن للمسلم أن يكون غير مبال أو على الحياد في قضايا النزاع والصراع بين الحقّ والباطل، أو يعتزل الميدان بذريعة أنّ طائفتين تجادلتا وتنازعتا فيما بينهما ولم يتّضح لنا أين الحقّ، فنتيجة هذا السكون وهذا الحياد تضعيف جبهة الحقّ وتقوية الظلم! في وقعة صفّين التي كانت صراعاً واضحاً لا إبهام فيه بين الحقّ والباطل، تخلّف جماعة عن الالتحاق بأمير المؤمنين عليه السلام قائد جبهة الحقّ متذرّعين بأنّ عليهم أن لا يدخلوا في "الفتنة" وأن لا يُلطّخوا أيديهم بالدماء! فذمّهم أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً: "خذلوا الحقّ ولم ينصروا الباطل".
أي أنّهم وإنْ لم ينصروا الباطل في جبهة معاوية، لكنّهم بعدم قتالهم تحت راية أمير المؤمنين عليه السلام كانوا قد خذلوا الحقّ وأضعفوا جبهته، ومن هؤلاء الذين لم يشتركوا في هذه الحرب واختلقوا لأنفسهم في ذلك الذرائع الواهية: عبد الله بن عمر، وسعد بن أبي وقّاص، وسعيد بن زيد، وأنس بن مالك، ومحمّد بن مسلمة، و... كان من هؤلاء أيضاً أبو موسى الأشعريّ.
وفي نهضة الإمام الحسين عليه السلام أيضاً هناك أشخاص لم يلتحقوا بالإمام عليه السلام وتركوه وحيداً، متذرّعين بنفس ذرائع حبّ السلامة وطلب العافية! بل إنّ بعضهم رفضوا الانضمام إليه عليه السلام على رغم دعوته إيّاهم دعوة صريحة لنصرته، وغيّروا اتجاه طريقهم إلى جهة أخرى حتّى لا يشهدوا تلك الوقعة!
فالأحنف بن قيس مثلاً، كان قد اشترك في حروب زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واشترك أيضاً تحت راية أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه، إلّا أنّه لم ينصر الإمام الحسين عليه السلام في واقعة عاشوراء، وكان ردّه سلبيّاً على رسالة الإمام عليه السلام التي دعاه فيها إلى نصرته، بل لقد نهى الإمام عليه السلام حتّى عن القيام والنهضة!
في حوادث صدر الإسلام المرّة هناك نماذج كثيرة لهذه الحالة: حالة عدم العمل بالتكليف في الظروف الحسّاسة، نماذج كثيرة شكّلت مجموعاً كبيراً من المتهاونين الذين كانوا السبب في انزواء الحقّ وتسلّط الباطل، ولقد أشار الإمام الحسين عليه السلام بألم إلى هذه الحقيقة المرّة وهو في المدينة قبل خروجه منها إلى مكّة، في محاورته الساخنة مع مروان بن الحكم، حيث قال عليه السلام:"... وقد سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان، وعلى الطلقاء أبناء الطلقاء، فإذا رأيتم معاوية على منبري فابقروا بطنه. فوالله لقد رآه أهل المدينة على منبر جدّي فلم يفعلوا ما أمروا به! فابتلاهم الله بابنه يزيد! زاده الله عذاباً في النّار".
إنّ التخلّي عن أداء التكليف هو في الواقع سبب بقاء ودوام سلطة السلطان الظالم، وهذه إحدى السنن الإلهيّة وعبرة تأريخيّة من عاشوراء.
وقد أشار الإمام الحسين عليه السلام إلى هذه السنّة والعبرة في موقع آخر أيضاً في كلامه السامي الذي انتقد فيه علماء البلاط الساكتين اللاأباليّين، المداهنين الظلمة، وعرّفهم فيه أنّ حركته الإصلاحيّة إنّما قام بها لإحياء السنن الدينيّة والأحكام الإلهيّة، ودعاهم فيه إلى نصرته، فكان ممّا قاله عليه السلام لهم:
"... فإنْ لم تنصرونا وتنصفونا قوي الظلمةُ عليكم، وعملوا في إطفاء نور نبيّكم...".
وهذا أيضاً درس عظيم، ذلك لأنّ أتباع الحقّ إذا قصّروا في نصرة الحقّ والإمام الصالح وجبهة الدين، فإنّ نتيجة ذلك هي تقوية الظالمين، ونجاح الطغاة في إزالة الحقّ وقلع جذوره والقضاء على أهله وأتباعه.
نسألكم الدعاء
عبدالعالي بشكيط
26-12-2012, 09:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الثورة العظيمة و الجياشة و الحياة الفاضلة التي احترمها و قدسها اهل الحق و التي يحتقرها اهل يزيد تتجلى في الحسين عليه السلام فهو الروح و كيان كل شيعي الانسان لا ينسى اصلة و اصلنا هو الامام الحسين عليه السلام فخر كل البشر و فخر كل ولي و صالح كيف اعبر عن عزائي ...ة اين ياتي المي مع الم الحسين عليه السلام المبجل و الطاهر يرها اهل الحق مقاما و يراها اهل البطلان من امثال السلفي شركا و بدعة ،اين ياتي روح الملاك مع دجل الشيطان كيف يمكنني ان انكر حسينا عليه السلام و احب يزيد الذي هدم الكعبة كيف اتاسف على حال الامة الاسلامية و للاسف لم اعد اعرف كيف اتاسف .سلامي الى كل شيعي عرف طريق الحق و اتبع سبله و دعائي لكل سني ان يهديه الله و يدرك السبل الحقيقية و اجمل و اروع سلام اهديه الى الحسين عليه السلام.
الحوزويه الصغيره
27-12-2012, 05:28 PM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
نرى أنّ "عاشوراء" حركة ثوريّة ضد الانحراف السياسيّ والدينيّ للحكّام الطغاة المستبدّين، وأنّ نهضة سيّد الشهداء عليه السلام مليئة بالمعاني والحقائق السياسيّة، إذ إنّ وقوع الأمّة في أسر مخالب الحكومة الظالمة، والسعي من أجل استنقاذها من ذلك، وتسليم قيادة الأمور بيد "الإمام الصالح" لنشر الحقّ والعدل في المجتمع، يكشف عن زاوية من هذا البعد، كما أنَّ حركة الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره لأجل توعية جماهير الأمّة، ورسم معالم شخصيّة القائد اللائق الجدير، وفضح صورة وحقيقة الولاة والحكّام عبّاد الدنيا الظالمين غير الملتزمين بالدين، تكشف عن زاوية أخرى من هذا البعد السياسيّ أيضاً.
من هنا، فإنّ لنهضة عاشوراء بلاغاً ورسالة إلى جميع أولئك الذين يطلبون الحقّ، ويريدون العدالة، والمقاومين والمدافعين عن المظلوم، والمجاهدين في سبيل الله، وطلّاب الشهادة، والمصلحين الاجتماعيّين، والمتحرّرين، وأحرار الفكر، وبشهادة التأريخ فإنّ كيان كثير من الثورات ضدّ الظلم، والانتفاضات في وجه التجاوز والعدوان، والحركات من أجل إقامة وتشكيل الحكومة الإسلاميّة كان قد قام واستحكم على هدي دروس عاشوراء.
التولّي والتبرّي
إنّ الولاية والبراءة من فروع الدين ومن الواجبات العمليّة في الإسلام، أي الموالاة لأولياء الله ومعاداة أعدائه والبراءة والتنفّر منهم.
و"الموالاة" و"الولاية" و"التولّي" جميعها من أصل واحد، ولها مفهوم واحد، وهي دالّة على الالتحام المنهجيّ والفكريّ والسياسيّ للإنسان المسلم مع القادة الربّانيّين وأئمّة الحقّ عليهم السلام، فالمسلم الموالي هو الذي يتّخذ الله ورسوله والإمام "وليّاً" له، ويتقرّب إلى الله ورسوله وأوليائه بالطاعة والتقوى والعمل الصالح، ويربط نفسه وحياته بهم، فالعمل الصالح والورع قوام الولاية، كما يقول الإمام الباقر عليه السلام:"لا تُنال ولايتنا إلّا بالعمل والورع".
فالحياة الإيمانيّة للإنسان المسلم توجب عليه أنّ يشخّص ويحدّد خطّه الفكريّ والسياسيّ في المجتمع، وموقفه إزاء قضايا الحقّ والباطل، وألّا يبقى حيالها محايداً لا إلى الحقّ ولا إلى الباطل، بل يتّبع الحقّ ويمتثل أمر "وليّ الله"، ويكون خصماً وعدوّاً لأعداء الدين والإمامة والزعامة الصالحة.
إنّ الارتباط بأهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وموالاتهم ومودّتهم تكليف إلهيّ، والبراءة من أعدائهم أمر واجب، لا عند حدّ الشعار والقول فقط، بل في السلوك والعمل، وهذه البراءة والولاية ربّما قادت المسلم الملتزم إلى ميدان الجهاد، وإلى الشهادة أيضاً، ولا خوف عليه لأنّ ذلك في سبيل الله، وله الثواب الجزيل عند الله تبارك وتعالى.
يقول الإمام الرضا عليه السلام:"كمال الدين ولايتنا والبراءة من عدوّنا".
وقيل للإمام الصادق عليه السلام:إنّ فلاناً يواليكم إلّا أنّه يضعف عن البراءة من عدوّكم! فقال: "هيهات! كذب من ادّعى محبّتنا ولم يتبرّأ من عدوّنا".
وفي عصر الإمام الحسين عليه السلام كان قد تجلّى الحقّ في وجوده عليه السلام، وتمثّل الباطل في شخص يزيد، وكان من الواجب على كلّ مسلم ملتزم أن "يتولّى" الإمام الحسين عليه السلام و"يتبرّأ" من أعدائه، كما صنع أنصار الإمام (قدّس سرّهم)، إذ وقفوا معه للدفاع عنه ولنصرته بشجاعة لا نظير لها، وتبرّأوا من يزيد وابن زياد وأعوانهم، وقد كشفت عن هذه الحقيقة أشعارهم وأقوالهم فضلاً عن مواقفهم: فمّما ارتجز به أبو الشعثاء الكنديّ (رضوان الله عليه) يوم عاشوراء، قوله:
يا ربّ إنّي للحسين ناصرٌ ولابن سعد تاركٌ وهاجرٌ
وممّا قاله برير بن خضير (رضوان الله عليه):
"اللّهمّ إنّي أبرأُ إليك من فعال هؤلاء القوم...".
وفي ليلة عاشوراء لمّا أظهر أصحاب الإمام عليه السلام عزمهم على البقاء معه وعلى عدم التخلّي عنه، وقف نافع بن هلال (رضوان الله عليه) بين يدي الإمام عليه السلام وقال:
"نوالي من والاك ونُعادي من عاداك...".
إنّ خطّ التولّي والتبرّي لا ينتهي بانتهاء عصر الإمام الحسين عليه السلام، ذلك لأنّ خطّ أبي عبد الله الحسين عليه السلام مستمرٌّ دائمٌ بلا انقطاع على هذه الأرض من بعده، وتقتضي موالاته عليه السلام والبراءة من أعدائه أن يوالي الإنسان المؤمن أنصاره والسائرين على نهجه ويتبرّأ من أعدائهم على مدى التأريخ.
في متون زيارات المعصومين عليهم السلام عامّة، وزيارات الإمام الحسين عليه السلام خاصّة، يرد ذكر موضوع التولّي والتبرّي كراراً كأحد الاعتقادات والأعمال التي يتقرَّب بها إلى الله تعالى، نقرأ مثلاً في زيارة الإمام الحسين عليه السلام في النصف من رجب: "إنّي أتقرّب إلى الله بزيارتكم وبمحبّتكم، وأبرأ إلى الله من أعدائكم".
وجميع التحيّات وإظهار المحبّة والمودّة هو وارد في متون زيارات الإمام الحسين وبقيّة الأئمّة عليهم السلام علامةٌ لهذا "التولّي"، وجميع اللعنات والدعاء على أعدائهم وظالميهم وإظهار السخط عليهم شهادة على "التبرّي" منهم، وتموج متون الزيارات بالسلام والتحيّات الزاكيات على الأئمّة عليهم السلام وأنصارهم ومواليهم، وتموج كذلك باللعنات على أعدائهم ومخالفيهم، بل حتّى على الراضين بفعلهم، لأنّهم بالفعل منهم، نقرأ مثلاً في أحد متون زيارات الحسين عليه السلام:
"لعن الله قاتلك، ولعن الله خاذلك، ولعن الله من رماك، ولعن الله من طعنك، ولعن الله المعينين عليك، ولعن الله السائرين إليك... ولعن الله أعوانهم وأتباعهم وأشياعهم وأنصارهم ومحبّيهم...".
وهذه ذروة البراءة وغاية الشمول في التبرّي...
ونقرأ في الزيارة الجامعة، وزيارات أخرى منها زيارة أبي الفضل العبّاس عليه السلام:
"فمعكم معكم، لا مع عدوّكم، إنّي بكم مؤمن، وبإيابكم من المؤمنين، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين...".
لقد استوجب أن يكبّ على منخريه في نار جهنّم كلّ من سمع واعية الإمام الحسين عليه السلام واستغاثته ولم ينصره، وهذه الصرخة والاستغاثة: "هل من ناصر..." لم تزل تطنُّ في الآذان مدى الأجيال.
وبلاغ عاشوراء هو أن لا تكونوا غير مبالين بما يجري في ميادين الصراع بين الحقّ والباطل في كلّ زمان وكلّ مكان، بل انهضوا لنصرة الحقّ ولموالاة وليّ الله، وتبرّأوا من أتباع الباطل المخالفين لأئمّة الحقّ، حتّى تكون الشهادة التي تعطونها في زيارة الأربعين شهادة حقّ وصدق لا شهادة شعار وكذب: "اللّهمّ إنّي أُشهدك أنّي وليٌّ لمن والاه، وعدوّ لمن عاداه...".
نسألكم الدعاء
الحوزويه الصغيره
27-12-2012, 06:10 PM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
التبليغ
رُبَّ عمل أو حادثٍ وقع في زمانٍ ما، ظلّ محجوباً عن النّاس خلف ستارٍ من التعمية أو الإبهام والغموض، أو نُقل إليهم خبرُه مُحرَّفاً ومُشوَّهاً، أو بقي لا يعلمُ به مَن إذا علمَه كان لعلمه به تأثير، وفي كلّ ذلك خسارة للغاية التي قام من أجلها ذلك العمل أو وقع ذلك الحادث.
فمن أجل أن تكون حركة ثوريّةٌ ما حركةً موفّقة يجب أن يصل "بلاغها" ورسالتها ونداؤها إلى النّاس، ليكون تنوير أذهانهم بمحتوى ندائها ورسالتها سبباً في جذب توجّههم إليها وكسب اهتمامهم بها ونصرتهم لها، أو يتمّ من خلال تبيين وتوضيح هويتها منع تحريف حقيقتها أو كتمانها، ومنع سوء الظنّ بها.
وفي نهضة عاشوراء كان قد استُفيد من عنصر "التبليغ" ذي التأثير المصيريّ أفضل الاستفادة، فقد بلّغ الإمام الحسين عليه السلام برسالة نهضته وغاياتها سواء في وصيّته التي كتبها لأخيه محمّد بن الحنفيّة قُبيل خروجه من المدينة المنوّرة، أو في لقاءاته وخُطبه أيّام إقامته في مكّة، أو أثناء مسيره منها نحو الكوفة، أو في رسائله التي بعث بها إلى وجهاء ورؤساء الكوفة والبصرة، أو من خلال ممثّله الخاصّ إلى الكوفة مسلم بن عقيل عليه السلام، كلّ ذلك من أجل إتمام الحجّة على الجميع، ولكي لا يبقى أحدٌ بلا خبرٍ عن هذه النهضة.
لمّا دخل مسلم بن عقيل عليه السلام الكوفة، واجتمع إليه جماعة من الشيعة، أخرج إليهم كتاب الإمام الحسين عليه السلام فقرأه عليهم، وهم يبكون، وكان مسلم عليه السلام كلّما اجتمع إليه جماعة من الشيعة، أخرج كتاب الإمام عليه السلام وقرأه عليهم.
وهناك من أنصار الإمام عليه السلام من استشهدوا في سبيل "تبليغ" رسالة الإمام الحسين عليه السلام، منهم قيس بن مسهّر الصيداويّ (رضوان الله عليه) الذي أُلقي القبض عليه في القادسيّة، وبُعث به إلى عبيد بن زياد، فطلب منه كتاب الإمام عليه السلام الذي بعثه معه إلى أهل الكوفة، فأبى قيس وكان قد خرّق الكتاب لكي لا يعلم ابن زياد ما فيه! فأمره ابن زياد أن يصعد المنبر ويسبَّ الإمام، فصعد قيس المنبر فبلّغ النّاس بخبر قدوم الإمام عليه السلام إليهم، ودعاهم إلى إجابته، ولعن ابن زياد وأباه، فأمر ابن زياد به فأُصعد القصر ورمي به من أعلاه فتقطّع ومات (رضوان الله عليه).
وللشهيد الآخر الصحابيّ عبد الله بن يقطر قصّة مماثلة في الاستشهاد في سبيل تبليغات ومراسلات نهضة الإمام الحسين عليه السلام.
أمّا التبليغات التي كانت بعد استشهاد الإمام عليه السلام وأنصاره فهي مرحلة أخرى من رسالة إيصال دماء الشهداء إلى أهدافها المنشودة، وحيث تمَّ خلالها فضح الأعداء، وإيقاظ الأمّة من غفلتها، وإنقاذها من التضليل الإعلاميّ والسياسيّ الأمويّ، وإفشال خطط السلطة الظالمة في التغطية والتعمية على جنايتها العظمى في قتل الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره وسبي أهل بيته.
وقد تجسّد دور أسرى أهل البيت عليهم السلام على صعيد التبليغ برسالة دماء الشهداء بعد واقعة عاشوراء في اللقاءات والمحاورات والمواجهات الفرديّة، وفي المواقف الجريئة الحاسمة التي وقفها أعلام أهل البيت كالإمام السجّاد والعقيلة زينب الكبرى عليهما السلام في وجه طواغيت بني أميّة كيزيد وابن زياد وابن سعد، سواء في كربلاء أو في الكوفة أو في الشام، حتّى يعلم ويفهم الجميع ماذا جنى الحكم الأمويّ بحقّ ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
في وداعه الأخير لابنه الإمام زين العابدين عليه السلام كان الإمام الحسين عليه السلام قد أخبره بحال الأعداء وكيف استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، كما أخبره بمقتل جميع أنصاره وأهل بيته، ثمّ أوصاه خيراً ببقيّة الركب من الأطفال والنساء، وفي الختام قال له: "يا ولدي! بلّغ شيعتي عنّي السلام فقل لهم: إنّ أبي مات غريباً فاندبوه، ومضى شهيداً فابكوه".
وما لدينا اليوم في فكرنا الدينيّ وتراثنا المذهبيّ من برامج واسعة وكثيرة متمثّلة في مجالس العزاء الحسينيّ، والبكاء، والنياحة، وزيارة قبور شهداء الطفّ، والالتزام بقراءة متون زياراتهم من قرب ومن بُعد، وإنشاد الشعر في واقعة عاشوراء ومظلوميّة أهل البيت عليهم السلام، وذكر الإمام الحسين عليه السلام والتسليم عليه عند شرب الماء، وغير ذلك من السنن الدينيّة الأخرى في هذا الصدد، إنّما هو بطريقةٍ ما تبليغ للآخرين برسالة دماء شهداء كربلاء.
ولقد كان أهمّ وأبرز دور ملحميّ قامت به العقيلة زينب الكبرى عليها السلام في كربلاء وما بعدها هو الدور التبليغيّ، ولولا ما قامت به هي والإمام السجّاد عليهما السلام وبقيّة أهل البيت عليهم السلام من المواقف والخدمات التبليغيّة لما كان من المتيقّن أن تصل واقعة كربلاء إلى هذا المستوى العظيم من التأثير المتواصل الممتدّ، أو أن تحقّق هذا النجاح العظيم الباهر في فضح الأعداء الطغاة الجناة، وتكون السبب الرئيس في سقوط عروشهم وإزالة دولتهم.
وهكذا نهضة تظلُّ خالدة، وتبقى أهدافها حيّة لا تموت ولا تُنسى، وتظلُّ سُنّة إحياء ذكراها أيضاً سبباً في بقاء رسالتها حيّة دافقة ومؤثّرة، إذ لولا مثل هذه المراسم لنُسيت أهداف هذه النهضة، ولتعرّضت هويّتها وماهيّتها للمسخ والتحريف.
يقول الإمام الخمينيّ (قدس سره) في صدد ضرورة إحياء وتنظيم هذه الشعائر التي هي السبب في وعي المجتمع ويقظته وحفظ محتوى هذه النهضة على طول التأريخ:
"كلّ مذهب يحتاج إلى ضجّة، ويجب على أتباعه أن يتحمّسوا له، وكلّ مذهب لا يتحمّس له أتباعه ولا يلطمون على صدورهم لا يُحفظ... هذا الدور، هو الدور الذي حفظ الإسلام حيّاً على الدوام، الإسلام تلك الوردة التي يجب أن تُسقى بلا انقطاع من ذلك الماء، إنّ المحافظة على استمرار هذه النياحة وهذا البكاء هي التي حفظت مذهب سيّد الشهداء عليه السلام ".
إنّ الرسالة الملقاة على عاتق وارثي دماء الشهداء، والجيل المتبقّي من آباء الثورة وأبطالها رسالة ثقيلة، وهي إيصال وتبليغ نداء ورسالة تلك الدماء والمجاهدات والتضحيات إلى أبنائهم وإلى الأمم الأخرى.
"لكلّ ثورة وجهان: دمٌ ورسالة... فكلّ الميادين كربلاء، وكلّ الشهور المحرّم، وكلّ الأيّام عاشوراء، فعلى الإنسان أن يختار: إمّا الدم أو الرسالة، إمّا أن يكون الحسين أو يكون زينب، إمّا ذلك الموت أو ذلك البقاء".
نسألكم الدعاء
الحوزويه الصغيره
28-12-2012, 06:33 PM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
إحياء الذكرى وتقديسها
إنّ واقعة عاشوراء كانت حدثاً موقظاً للضمائر والوجدان، ودافعاً للناس إلى مقارعة الظلم والقهر، هذا من جانب، وهي من جانب آخر حدث فاضحٌ للحكّام الطواغيت المستغلّين لجهل النّاس وغفلتهم، وكانت سلطتهم باسم الدين سلطة متجبّرة وضدّ الدين.
وكان المظلومون يأخذون عن هذه الملحمة الدرس والبلاغ، أمّا الطغاة الظالمون فكانوا يخافون من ذكر عاشوراء ومن بلاغاتها، ولذا فقد سعى الأمويّون جاهدين إلى التعتيم على حقيقة عاشوراء وإقصائها عن أذهان النّاس وإنسائهم إيّاها، وكانوا واهمين في هذا وخاطئين، أمّا أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقد بذلوا غاية جهدهم في إحياء ذكر عاشوراء وتعظيمها وتقديسها، حتّى تبقى فعّالة ومؤثّرة بصورة مستمرّة. إنّ منهج إحياء ذكرى عاشوراء كان خطّاً مواجهاً لخطّ سياسة السكوت الداعي إلى الانزواء وتحريم إحياء ذكرها الذي كان يعتمده أعداء الحقّ.
وفي نطاق هذه "الذكرى" القائمة على محور عاشوراء وكربلاء تكوّن على مرّ السنين تراث يتضمّن مجموعة من السنن، من قبيل: البكاء على الحسين عليه السلام، إقامة مجالس العزاء الحسينيّ في المحرّم وصفر وعلى مدار السنة، تشكيل هيئات وجمعيات حسينيّة ودينيّة، إنشاء الحسينيّات والتكايا الحسينيّة، وإقامة التشابيه وتمثيل بعض أحداث عاشوراء، إقامة مواقع تقديم الماء والعصير للعطاشى في الطرق والميادين، وإطعام الطعام في مجالس العزاء وفي الطرق لعامّة النّاس، زيارة الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره في مناسباتها الخاصّة وعلى مدار السنة من قرب ومن بُعد، تقديس التربة الحسينيّة واستحباب السجود عليها، واستحباب الذكر والتسبيح بمسبحة التربة الحسينيّة، إنشاد الشعر في الحسين عليه السلام وأنصاره وأهل بيته وما جرى عليهم، قراءة المقتل وكتابته، وكتابة البحوث التحليليّة والتحقيقيّة في السيرة الحسينيّة، و... وغير ذلك كثير من هذه المراسم، ولكلّ منها أثر ودور في حفظ تلك الفاجعة حيّة خالدة، وتحويلها إلى فكر وتراث شيعيّ عامّ.
ولقد حرص الأئمّة عليهم السلام على إحياء ذكرى عاشوراء في صور مختلفة من الحزن والبكاء وإقامة مجالس العزاء بإنشاد الشعراء الشعر في الحسين عليه السلام، ورغّبوا النّاس في إحياء هذه الشعائر وأكّدوا على جزيل المثوبة فيها، وحثّوا عليها.
ولقد كان لشعراء عظام مثل: دعبل الخزاعيّ، والكميت، والسيّد الحميريّ، وعبد الله بن كثير، وغيرهم في زمن الأئمّة عليهم السلام، ولمئات الشعراء المرموقين في ما بعد ذلك من العصور، دور كبير في حفظ مشعل "ذكرى عاشوراء" متوهّجاً على الدوام وذلك من خلال أشعارهم التي نظموها في الحسين عليه السلام ونهضته ومصابه، تلك الأشعار التي لا زالت إلى اليوم وإلى قيام الساعة تُلهب قلوب المؤمنين بالتفجّع والتأثّر والحماسة، وتشدّهم إلى أخلاقيّات عاشوراء ومناقبيّاتها.
ويقول الإمام الصادق عليه السلام مخاطباً جعفر بن عفّان الطائيّ وكان من الشعراء المجيدين:
"بلغني أنّك تقول الشعر في الحسين عليه السلام وتُجيد. قال: نعم. فأنشده، فبكى ومن حوله حتّى سالت الدموع على وجهه ولحيته، ثمّ قال: يا جعفر! والله لقد شهدك ملائكة الله المقرّبون ههنا، يسمعون قولك في الحسين عليه السلام، ولقد بكوا كما بكينا وأكثر! ولقد أوجب الله لك يا جعفر في ساعتك الجنّة بأسرها وغفر لك. فقال: ألا أزيدك؟ قال: نعم يا سيّدي! قال: ما من أحدٍ قال في الحسين عليه السلام شعراً فبكى وأبكى به إلّا أوجب الله له الجنّة وغفر له!".
إنّ أمثال هذه الأحاديث كثيرة في كتب الشيعة الروائيّة، وهي دليل على ما كان عند الأئمّة عليهم السلام من عناية خاصّة وفائقة باستخدام الشعر والأدب للمحافظة على إبقاء حادثة عاشوراء حيّة مؤثّرة، ذلك لأنّ في حياة هذه الملحمة بناء حياة الآخرين، وبتعبير الإمام الخمينيّ (قدس سره):
"بهذه الضجّة، بهذا البكاء، بهذه النياحة، بهذه القراءة للشعر، بهذه القراءة للنثر، نريد أن نحفظ هذا المذهب كما هو كذلك محفوظ حتّى الآن".
إنّ مجالس العزاء الحسينيّ التي لا تُحصى، كانت السبب في إحياء أمر أهل البيت وحفظ خطّ الأئمّة عليهم السلام وحفظ حقيقة ومحتوى نهضة عاشوراء، بل كان لهذه المجالس ولا يزال بُعدها السياسيّ أيضاً.
يُروى أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال لأحد أصحابه: "بلغني أنّ قوماً يأتونه -أي الحسين عليه السلام - من نواحي الكوفة، وناساً غيرهم، ونساءً يندبنه وذلك في النصف من شعبان، فمن قارئ يقرأ، وقاصّ يقصّ، ونادب يندب، وقائل يقول المراثي.
فقلتُ له: نعم قد شهدتُ بعض ما تصفه.
فقال: الحمدُ لله الذي جعل في النّاس من يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا...".
ويقول عليه السلام لفضيل: "تجلسون وتحدّثون؟ قال: نعم، جُعِلتُ فداك. قال: إنّ تلك المجالس أحبّها، فأحيوا أمرنا يا فضيل، فرحم الله من أحيى أمرنا، يا فضيل، من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر!".
ويقول الإمام الخمينيّ (قدس سره) أيضاً:
"هذه المجالس كانت تُقام على طول التأريخ، وبأمر من الأئمّة عليهم السلام كانت تُقام هذه المجالس... كان الأئمّة عليهم السلام يصرّون كثيراً على أن: اجتمعوا، وابكوا... ذلك لأنّ هذا هو الذي يحفظ كيان مذهبنا".
ففي مثل هكذا إحياء لعاشوراء ولعزاء الحسين عليه السلام تتدفّق الدموع تحرس دماء الشهداء، ولتكون شاهداً على شوق وعشق أتباع عاشوراء، ولترسّخ محبّتهم الخالصة لشهداء كربلاء وملحمتهم وتزيدها عمقاً وخلوداً.
وعلاوة على جميع هذه التأكيدات على إحياء ذكرى عاشوراء، كان الأئمّة أنفسهم عليهم السلام من المذكّرين بهذه الفاجعة الأليمة على الدوام، إذ كانوا يبكون لذكرها، وكانوا يقيمون المجالس لأجلها، يقول الإمام الرضا عليه السلام في رواية عالية:
"إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه القتال، فاستحلّت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم تُرع لرسول الله حرمة في أمرنا. إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام".
ويوصي الإمام الصادق عليه السلام أصحابه قائلاً:
"تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا".
إنّ الاستفادة من المجالس لإحياء خطّ الأئمّة عليهم السلام كان توصية منهم، وكذلك الذهاب إلى زيارة قبر سيّد الشهداء عليه السلام حيث وردت في ذلك أحاديث كثيرة في الثواب العظيم المترتّب على هذا العمل، ففي ظلّ زيارته عليه السلام يجتمع أهل القلوب الموحّدة في حبّه عليه السلام السائرون على نهج عاشوراء عند قبره الشريف ليعاهدوا دمه المقدّس وطريقه وهدفه على مواصلة المسير والمنهج، وليستلهموا الدروس من حياة وشهادة أولئك الشهداء العظام.
ولم تؤكّد النصوص الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام على زيارة قبر من القبور الشريفة كما أكّدت على زيارة قبر الإمام الحسين بن عليّ عليهما السلام في كربلاء، ولقد ورد في الروايات أنّ ثواب زيارته عليه السلام يعدل عشرات ومئات من الحجج والعمرات، وسرُّ ذلك أنّ زيارته عليه السلام إحياء لمبادئ نهضة عاشوراء، وإحياء لثقافة الشهادة، وتجديد للعهد والميثاق مع الشهداء، يقول الإمام الصادق عليه السلام:
"مَن لم يأت قبر الحسين عليه السلام وهو يزعم أنّه لنا شيعةٌ حتّى يموت، فليس هو لنا بشيعة".
وهناك أدلّة كثيرة على أنّ الحكّام الطواغيت في العصر الأمويّ والعصر العبّاسيّ كانوا قد منعوا النّاس حتّى من زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام، ذلك لأنّ هذه الزيارة علامة على ارتباط الزائرين بنهج وأهداف أبطال ملحمة عاشوراء، وهي أيضاً توحّد جموع الزائرين وتُعّبئهم ضدّ الظالمين، ومن هنا كان الخلفاء العبّاسيّون قد سعوا مراراً لمحو آثار قبر الإمام عليه السلام ونبشه، ولتفريق الزائرين ومنعهم من التجّمع عند القبر الشريف.
في رواية عن القاسم بن أحمد بن معمر الأسديّ الكوفيّ قال: "بلغ المتوكّل جعفر بن المعتصم أنّ أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين عليه السلام فيصير إلى قبره منهم خلق كثير، فأنفذ قائداً من قوّاده، وضمّ إليه كنفاً من الجند كثيراً ليشعّث (ليشعب خ) قبر الحسين عليه السلام ويمنع النّاس من زيارته والاجتماع إلى قبره، فخرج القائد إلى الطفّ وعمل ما أُمر، وذلك في سنة سبع وثلاثين ومائتين، فثار أهل السواد به واجتمعوا عليه، وقالوا: لو قُتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منّا عن زيارته، ورأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا...".
وقد أُخرب قبر الإمام الحسين عليه السلام سبع عشرة مرّة بأمر المتوكّل العبّاسي.
لقد كانت كربلاء وتربة سيّد الشهداء عليه السلام الدامية والفرات ونهر العلقميّ و... في التأريخ على الدوام منبعاً للإلهام والإمداد الفكريّ والروحيّ عند عشّاق الحريّة والشرف.
وكان لعاشوراء ومزار قبر سيّد الشهداء عليه السلام الأثر العظيم في هذا الشأن.
كما أنّ السجود على تربة الإمام الحسين عليه السلام يحمل نفس هذا التذكير بعاشوراء وبثقافة الشهادة، كتب الشهيد المطهّري في هذا الصدد يقول:
"قال أئمّتنا: الآن حيث يجب السجود على التراب، فالأفضل أن يكون ذلك التراب من تربة الشهداء إذا كان بإمكانك أن تُهيّئ لنفسك من تراب كربلاء الذي يعبق بعطر الشهيد. أنت حيث تعبد الله، إذا سجدت على أيّ تُراب فصلاتك صحيحة، ولكن إذا سجدت على ذاك التراب الذي له صلة، أو قرابة، أو مجاورة ولو قليلة بالشهيد، ويعبق بعطر الشهيد، فإنّ أجرك وثوابك يصير مائة ضعف ثواب السجود على أيّ تراب".
كان الأئمّة يتّخذون مسبحاتهم من تربة قبر "سيّد الشهداء عليه السلام " ويستعملونها في ذكر الله، وكانوا عليهم السلام يوصون بتحنيك المولود بتربة قبر الحسين عليه السلام:"حنّكوا أولادكم بتربة الحسين فإنّها أمان"، وما ذاك إلّا لهذا التعاهد والارتباط مع الاعتقاد بالشهادة والإيثار، الذي كانت عاشوراء أبرز وأسنى تجلّياته.
إنّ إقامة مواكب العزاء، وقراءة المراثي، والمآتم الحسينيّة التقليديّة، من البرامج المهمّة في إحياء ذكرى عاشوراء.
إنّ عشّاق خطّ "ثار الله" الثوريّ من خلال تشكيلهم المواكب الحسينيّة وهيئات العزاء، وفي ظلّ الأعلام واللّافتات والشعارات الحسينيّة، يعبّرون عن عواطف حبّهم وتعلّقهم الصادق بالحسين عليه السلام ويحافظون بذلك على تلك العواطف حيّة دافقة، وبنشرهم لراية العزاء الحسينيّ يستشعرون حقيقة ولذّة انتمائهم الفكريّ والروحيّ لعاشوراء، وفي ظلّ تلك الراية يخلّدون دروس وبلاغات عاشوراء.
خلاصة الكلام في نفس هذه الجملة الأخيرة، وبلاغ عاشوراء في مجال "الذكرى" لعصرنا الحاضر أيضاً هو هذا بالذات: أن نحافظ بأيّ شكل من الأشكال على ملاحم الشهداء الدامية، الباعثة على الأمل والمحفّزة على التحرّك، فنذكّر بها سواء بالبرامج المدروسة بدقّة، أو من خلال تبيين مباني موضوع الشهادة، الجهاد والمجاهدين، جبهات الحرب، التظاهرات، المواجهات مع الحكم الجائر، الشهداء الأعزّاء، الأسرى الأحرار والمعلولين، العمليّات الجهاديّة، عوائل الشهداء المعظّمة، مزارات قبور الشهداء الكرام، تدوين وتصوير قصص حياتهم وشهاداتهم، الأفلام الحربيّة المتعلّقة بالدفاع المقدّس، والآثار الفنيّة الأخرى المرتبطة بذلك، الرسم، تصميم اللوحات واللّافتات المعبّرة عن مختلف موضوعات هذه القضيّة المقدّسة، وجميع المظاهر المربوطة بثقافة الجهاد والشهادة والإيثار، المستلهمة جميعها من "عاشوراء" حتّى نجعل منها ثقافة جماهيريّة عامّة.
وكما أنّ عاشوراء بجميع مظاهرها ومضامينها احتلّت مكانها في قلوب وأرواح وأذهان وحياة أتباع الإمام الحسين عليه السلام مدى قرون طويلة، وبقيت حتّى اليوم حيّة مؤثّرة من خلال الشعائر المختلفة الكثيرة، ينبغي علينا كذلك أن نخلّد في ذاكرة التأريخ قيم الشهادة والثورة في تأريخنا المعاصر حتّى تنتقل إلى الأجيال القادمة، وأن نستفيد أيضاً أكثر ما يمكن من نفس هذه المنابع بالذّات منابع الإلهام والفكر والتحريك في تربية جيل مؤمن، شجاع، مقدام، عزيز، أبيّ، وصبور، ومقاوم.
نسألكم الدعاء
الحوزويه الصغيره
30-12-2012, 12:31 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
وكان من الدور العام والرسالة المشتركة لأئمّتنا عليهم السلام دور ومهمّة "إحياء الدين" والحفاظ على المعالم الإسلاميّة التي نُسيت أو تعرّضت للتحريف نقيّة مشرقة على حقيقتها بلا تحريف، فكلٌّ منهم عليهم السلام حافظ للدين ومحيي للشريعة ومميت للبدعة، نقرأ في دعاء الإمام السجّاد عليه السلام في يوم عرفة: "ربّ صلّ على أطائب أهل بيته الذين اخترتهم لأمرك، وجعلتهم خزنة علمك، وحفظة دينك... اللّهمّ إنّك أيّدتَ دينك في كلّ أوان بإمام أقمته علماً لعبادك... اللّهمّ فأوزع لوليّك شُكر ما أنعمتَ به عليه... وأقم به كتابك وحدودك وشرائعك وسنن رسولك صلواتك اللّهمّ عليه وآله، وأحي به ما أماته الظالمون من معالم دينك..." ، ونقرأ في الدعاء للإمام صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف): "... وأحي به سنن المرسلين ودارس حكم النبيّين، وجدّد به ما امتحى من دينك وبُدِّل من حُكمك، حتّى تُعيد دينك به وعلى يديه جديداً غضّاً محضاً صحيحاً لا عوج فيه ولا بدعة معه...." .
ولقد كانت عاشوراء الحسين عليه السلام برنامج إحياء الدين ومعالمه المختلفة، ليقوم الدين في ظلّ بذل الدم والجود بالنفس، ولتكون سيرة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قدوة المسلمين في العمل والسلوك، وليعود الدين عزيزاً في المجتمع .
إنّ الجهود التي بذلها الأئمّة المعصومون عليهم السلام وأتباعهم والشعائر التي سنّوها لإحياء أصل واقعة عاشوراء وقيمها، ومواجهتهم لسياسة الأعداء في التعتيم على أمر الواقعة وحقيقتها وتشويه مجرياتها، ودفن تضحيات ومناقبيّة أبطال ملحمة عاشوراء في بئر النسيان، تُعتبر برنامجاً آخر على صعيد إحياء الدين، وبلاغ هذا البرنامج هو: ضرورة تبيين أهداف النهضة الحسينيّة، وتنوير أذهان النّاس بحقائقها وقيمها، والمحافظة على إحياء شعائرها وملاحمها وذكرياتها.
الصلاة
لقد كانت النهضة الحسينيّة من أجل إحياء الدين في جميع مظاهره وأبعاده، ومن جملتها "الصلاة"، ولا يخفى أنّ أفضل وأسمى أبعاد الحياة هو بعدها المعنويّ والعباديّ. والصلاة أبرز معالم حياة المسلمين المعنويّة، وتتمتّع بأهميّة خاصّة في الإسلام لما لها من آثار تربويّة بنّاءة في حياة الإنسان المسلم الفرديّة وفي حياة المجتمع الإسلاميّ، ولما لهذا الارتباط بالله من قوّة نهي وردع عن الفحشاء والمنكر.
وكان الإمام الحسين عليه السلام قد اهتمّ بالصلاة اهتماماً كبيراً في نهضة عاشوراء، ففي المهلة التي أخذها عليه السلام من الأعداء عصر تاسوعاء إلى صباح عاشوراء كان قد أحيا عليه السلام وأصحابه ليلة العاشر بالصلاة وتلاوة القرآن والتضرّع والدعاء، واستمدّوا من هذا المنبع الإلهيّ المدد الروحيّ الكافي لملحمة يوم عاشوراء، لقد كان قلب الإمام عليه السلام طافحاً بحبّ الصلاة والدعاء وقراءة القرآن والاستغفار إلى حدّ أن قال لأخيه أبي الفضل العبّاس عليه السلام:"إرجع إليهم، فإنْ استطعتَ أن تؤخّرهم إلى غدوة وتدفعهم عنّا العشيّة، لعلّنا نصلّي لربّنا الليلة وندعوه ونستغفرهُ، فهو يعلم أنّي كنت أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار" .
وكما تنقل التواريخ، فإنّ خيم معسكر الإمام الحسين عليه السلام كانت تُسمع منها طيلة ليلة عاشوراء أصوات أنّات المناجاة وآهات الدعوات والتضرّعات وترتيل تلاوة القرآن.
وفي يوم عاشوراء بعد صلاة الصبح، خطب عليه السلام في أصحابه واستعَدّوا للقتال، وعند ساعة الزوال من ظهر عاشوراء تذكّر أبو ثمامة الصائديّ (رضوان الله عليه) الصلاة في وقتها، فقال له الإمام الحسين عليه السلام:"ذكرت الصلاة! جعلك الله من المصلّين الذاكرين! نعم، هذا أوّل وقتها"، ثمّ قال عليه السلام:"سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّي" .
ثمّ صلّى الإمام الحسين عليه السلام بأصحابه، فاستقدم سعيد بن عبد الله الحنفيّ (رضوان الله عليه) أمامه، فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً، فما زال يُرمى قائماً بين يديه حتّى سقط رحمة الله عليه ، فكان شهيد الصلاة الأوّل في معركة كربلاء.
كان قد تجسّد عشق الصلاة في الأتباع الحقيقيّين لأبي عبد الله الحسين عليه السلام، منهم مثلاً: عبد الله بن عفيف الأزديّ (رضوان الله عليه) الذي كان يعيش في الكوفة، وكان مكفوفاً وملازماً لمسجد الكوفة يصلّي فيه، وفي نفس المسجد كان (رضوان الله عليه) قد انتفض معترضاً على ابن زياد لقتله الإمام الحسين عليه السلام ولسبّه إيّاه وأباه أمير المؤمنين، وقد استشهد (رضوان الله عليه) في سبيل هذا الدفاع في نهاية المطاف، ولقد نقل المؤرّخون أنّ عبد الله بن عفيف الأزديّ (رضوان الله عليه) كان لا يفارق المسجد الأعظم يصلّي فيه إلى الليل .
فقولنا إذن حقّ في اعتقادنا بأنّ الإمام الحسين عليه السلام كان قد أحيا مبادئ الصلاة الحقّة وأقام عمود الدين بعد أن عرّضه الأمويّون للاعوجاج والإمالة والتشويه، وأنّه عليه السلام كما عبد الله مخلصاً له الدين، أقام أيضاً شعائر الدين، تماماً كما نقول في مخاطبتنا إيّاه عليه السلام في متن زيارته، معتقدين بذلك حقّ الاعتقاد:
"أَشهدُ أنّك قد أقمتَ الصلاة، وآتيتَ الزكاة... وعبدته مخلصاً حتّى أتاك اليقين..." ، ونقرأ هذه العبارة أيضاً في زيارة مسلم بن عقيل عليه السلام، ونلتقي بمثل هذه العبارة أيضاً في كثير من زيارات سيّد الشهداء عليه السلام، وهذا كاشف عن مكانة الصلاة السامية في نهضة عاشوراء وأبطال ملحمتها.
بلاغ عاشوراء بلاغ إقامة الصلاة وتربية جيل مقيم للصلاة، محبّ لله، وأهل تهجّد وعرفان، وعلى أصحاب العزاء الحسينيّ أن يجعلوا "إقامة الصلاة" في الدرجة الأولى من اهتمامهم حتّى يؤكّدوا موالاتهم وتبعيّتهم الحقّة لمولاهم الإمام الحسين عليه السلام.
يقول الإمام الخمينيّ (رضوان الله عليه) مؤكّداً على هذا الدرس المستفاد من عاشوراء الحسين عليه السلام:
"في ظهر نفس يوم عاشوراء، حيث كانت الحرب قائمة، وكانت تلك الحرب عظيمة، وكان الجميع معرّضين للخطر، لمّا أخبر أحد الأصحاب سيّد الشهداء عليه السلام أنّ الظهر قد حان، قال عليه السلام:ذكرتَ الصلاة! جعلك الله من المصلّين. ووقف عليه السلام في نفس ذلك المكان وأدّى الصلاة، لم يقل: إننا نريد أن نقاتل! كلاّ، إنّه قاتل من أجل الصلاة" .
نسألكم الدعاء
الحوزويه الصغيره
30-12-2012, 11:47 PM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
زيارة كربلاء
ومن المظاهر الأخرى لإحياء نهضة عاشوراء الحضور والتجمّع عند تربة أولئك الذين أحيوا الدين، أبطال ملحمة كربلاء، الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره المستشهدين بين يديه عليهم السلام وزيارة مراقدهم المطهّرة.
وفضلاً عن الآثار التربويّة والروحيّة والعطاءات المعنويّة والأخلاقيّة الكامنة في زيارة تربة ومراقد الأئمّة الأولياء الأطهار، فإنّ لزيارة كربلاء ميزة أخرى أيضاً وهي الاستمداد من هذا المصدر والمنبع للحماسة والاستنهاض والتثوير من أجل الجهاد في سبيل الحقّ والتضحية في سبيل الله والدين.
وعلى رغم أحكام وقرارات منع زيارة كربلاء التي كانت تصدر عن الحكّام الطغاة الأمويّين والعبّاسيّين، كان أئمّتنا عليهم السلام دائماً يرغبّون النّاس في زيارة قبر الحسين عليه السلام ويحثّونهم عليها، ويوصون بعدم تركها، ومن خلال بيانهم للفضائل والمثوبات العظيمة التي تكون لزوّار قبر سيّد الشهداء عليه السلام كان الأئمّة عليهم السلام يريدون أنّ يبقى هذا المركز المُشعُّ بالمعنويّة والحماسة والاستنهاض حيّاً في قلوب وعقول النّاس دائماً، يرون ذلك أحد علامات الانتماء لخطّ أهل البيت عليهم السلام، ووفاءً من الشيعة بعهدهم وبيعتهم لأئمّتهم عليهم السلام.
يقول الإمام الصادق عليه السلام:
"من لم يأت قبر الحسين عليه السلام وهو يزعم أنّه لنا شيعة حتّى يموت، فليس هو لنا بشيعة".
وفي رواية أخرى عنه عليه السلام أنّه قال:
"زيارة الحسين بن عليّ واجبة على كلّ من يقرّ للحسين بالإمامة من الله عزَّ وجلَّ".
إنّ دعوة الأئمّة عليهم السلام شيعتهم ومحبّيهم ومواليهم للذهاب إلى زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام حتّى في ظروف الخوف والخطر وعدم الأمان، وتبشيرهم بالفضل الأعظم والثواب الأكبر المترتّب على مثل هذه الزيارة، دليل على الأثر والدور المهمّ الذي تقوم به الزيارة في إحياء حماسة عاشوراء وقيمها وبلاغاتها.
وفي رواية عن ابن بُكير أنّه شكى للإمام الصادق عليه السلام خوفه من عيون السلطان وسُعاته وأصحاب المسالح إذا أراد الذهاب إلى زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام وأنّه يظلّ خائفاً وجلاً مُشخصاً (مشفقاً) حتّى يرجع، فقال له الإمام الصادق عليه السلام:"يا ابن بُكير! أما تحبُّ أن يراك الله فينا خائفاً؟ أما تعلم أنّه من خاف لخوفنا أظلّه الله في ظلّ عرشه، وكان محدّثه الحسين عليه السلام تحت العرش، وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة، يفزع النّاس ولا يفزع، فإنّ فزع وقرته الملائكة، وسكّنت قلبه بالبشارة".
وفي رواية أخرى أنّه عليه السلام قال لمحمّد بن مسلم في صدد هذه المسألة:
"ما كان من هذا أشدّ فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم يقوم النّاس لربّ العالمين".
وفي رواية أخرى أنّه عليه السلام قال:
"إيتوا قبر الحسين كلّ سنة مرّة".
كانت زيارة كربلاء في تلك العصور على الدوام محدودة مقيّدة أو ممنوعة، وما كان لزوّار قبر الإمام الحسين عليه السلام من حريّة كاملة ولا أمان ولا طمأنينة، ذلك لأنّ زيارة كربلاء كانت منشأ ومنطلق حركة ونهضة وتجمع الثوّار من محبّي أهل البيت عليهم السلام.
في سنة 121ه-.ق بعد ثورة زيد بن عليّ (رضوان الله عليه) في الكوفة واستشهاده مُنعت زيارة كربلاء من قبل هشام بن عبد الملك واشتدّت المراقبة من قبل السلطة الأمويّة بصدد هذا الأمر، وقد نشر هشام جنده وشرطته على طريق كربلاء للسيطرة على ذهاب النّاس وإيابهم . وفي زمان هارون العبّاسيّ والمتوكّل خربوا قبر الإمام الحسين عليه السلام عدّة مرّات، ومنعوا زيارته، حتّى أنّهم في زمان هارون قطعوا السدرة التي كانت علامة على قبر الإمام الحسين عليه السلام هناك، حتّى يضيع مكان القبر على النّاس فلا يجتمعون بعد ذلك عنده .
لقد أخربوا قبر الإمام عليه السلام سبع عشرة مرّة بأمر من المتوكّل العبّاسيّ ، لكنّ تشدّد وعنف وإرهاب الحكّام الطغاة المتواصل لم يستطع أبداً أن يقطع علاقة النّاس مع القبر المقدّس لسيّد الشهداء أبي عبد الله عليه السلام.
"بلغ المتوكّل جعفر بن المعتصم أنّ أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين عليه السلام فيصير إلى قبره منهم خلق كثير، فأنفذ قائداً من قوّاده، وضمَّ إليه كنفاً من الجُند كثيراً، ليشعَّث (ليشعب خ) قبر الحسين عليه السلام ويمنع النّاس من زيارته والاجتماع إلى قبره، فخرج القائد إلى الطفّ وعمل بما أُمر، وذلك في سنة سبع وثلاثين ومائتين، فثار أهل السواد به واجتمعوا عليه، وقالوا: لو قُتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منّا عن زيارته، ورأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا، فكتب بالأمر إلى الحضرة فورد كتاب المتوكّل إلى القائد بالكفّ عنهم والمسير إلى الكوفة، مُظهراً أنّ مسيره إليها في مصالح أهلها، والانكفاء إلى المصر.
فمضى الأمر على ذلك حتّى كانت سنة سبع وأربعين، فبلغ المتوكّل أيضاً مصير النّاس من أهل السواد والكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين عليه السلام، وأنّه قد كثر جمعهم لذلك، وصار لهم سوق كبير، فأنفذ قائداً في جمع كثير من الجند، وأمر منادياً ينادي ببراءة الذمّة ممّن زار قبره، ونبش القبر وحرث أرضه، وانقطع النّاس عن الزيارة، وعمل على تتبّع آل أبي طالب والشيعة، فَقُتِلَ، ولم يتمَّ له ما قدّره" .
من السُنن الدينيّة في ما يتعلّق بشرف وفضل وقداسة تربة سيّد الشهداء عليه السلام ما أوصى به الإمام الصادق عليه السلام:
"حنّكوا أولادكم بتربة الحسين فإنّها أمان" .
وفي استحباب الاستشفاء بهذه التربة المقدّسة قال عليه السلام أيضاً:
"في طين قبر الحسين عليه السلام الشفاء من كلّ داء، وهو الدواء الأكبر" .
ولقد وردت هكذا روايات أيضاً في فضل ماء الفرات.
وهناك روايات عديدة في فضل السجود على تربة سيّد الشهداء عليه السلام، وفضل المسبحة المصنوعة من تربة الحسين عليه السلام وفضل الذكر بها، حتّى لقد روي أنّه كان للإمام الصادق عليه السلام خريطة ديباج صفراء (كيس) فيها تربة أبي عبد الله عليه السلام، فكان إذا حضرت الصلاة صبّه على سجّادته وسجد عليه، وأنّه عليه السلام قال: "السجود على تربة الحسين عليه السلام يخرق الحُجب السبع" .
إنّ أُنساً كهذا وأُلفة مع تربة سيّد الشهداء عليه السلام إحياءٌ لتلك الحماسات والبطولات التي كانت في ملحمة عاشوراء.
يقول العلّامة الأمينيّ (رضوان الله عليه):"أليس الأمثل والأفضل اتّخاذ المسجد من تربة تفجّرت في صفيحها عيون دماءٍ اصطبغت بصبغة حبّ الله، وصيغت على سُنّة الله وولائه المحض الخالص؟ من تربة عُجنت بدم من طهّره الجليل وجعل حبّه أجر الرسالة الخاتمة، وخُمّرت بدم سيّد شباب أهل الجنّة، حُبّ الله وحُبّ رسوله، وديعة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لدى أُمّته كما جاء في السُنّة؟..." .
وهناك أمرٌ آخر تنطوي عليه زيارة شهداء كربلاء، وهو المفاهيم العالية الاعتقاديّة والتربويّة التي تضمّنتها متون زيارات الإمام الحسين عليه السلام وبقيّة شهداء الطفّ عليهم السلام. لقد كان أئمّتنا عليهم السلام بتعليمهم الشيعة هذه المتون الشريفة يذكّرون أيضاً بالقيم الدينيّة والمفاهيم القيّمة، إنّ التأمّل العميق في محتوى متون هذه الزيارات الشريفة يكشف بوضوح عن كثير من الإشارات واللفتات المنوّعة التي انطوت عليها هذه المتون فإضافة إلى كون هذه المتون فاضحة لما اجترحه آل أميّة من ظلم بحقّ أهل بيت الرسالة عليهم السلام، وإضافة إلى كونها ترسم صورة مشرقة وضّاءة للغرر الرشيدة والطلعات البهيّة للشهداء ولشخصيّاتهم الملهمة، تشعّ هذه المتون الشريفة أيضاً بالدروس الأخلاقيّة والاعتقاديّة والعرفانيّة، كما أنّها تكشف أيضاً عن خطّ الزائر وموقفه الفكريّ والعمليّ وانتمائه لصفّ أهل الحقّ عليهم السلام.
بمرور عابر على متون الزيارات نجد أنفسنا أمام هذه المفردات والمفاهيم: المحبّة، الموالاة، الإطاعة، الصلوات، السلام، اللعن، العهد، الشفاعة، التوسّل، الوفاء، الجهاد، الدعوة، النصرة، التسليم، التصديق، الصبر، التولّي، التبرّي، المواساة، الزيارة، الصلاة، الزكاة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التبليغ، وراثة السمات الإلهيّة، المساعدة، التعاون، السعادة، الرضا، طلب الثأر، الحرب والصلح، التقرّب إلى الله، البراءة من الأعداء، الولاية، الفوز، النصيحة، الفداء، وعشرات العناوين الأخرى.
إنّ الشوق إلى زيارة مراقد أهل البيت عليهم السلام عامّة ومراقد شهداء الطفّ خاصّة، كان ولم يزل سبباً دائماً يدفع الشيعة ويثيرهم إلى الإعلان والكشف عن محبّتهم وولايتهم للأئمّة المعصومين ولشهداء الطفّ.
ولقد حُفِظت هذه الثقافة الإيمانيّة والسنن الولائيّة في أوساط العوائل والبيوتات الموالية لأهل البيت عليهم السلام طيلة قرون متمادية، إذ كانوا ولا يزالون يتوارثونها جيلاً بعد جيل، ويحرصون عليها كما يُحرص على الجوهرة النفيسة.
ولسبب هذه الآثار والبركات الكامنة في الارتباط والتعلّق بتربة قبر الإمام الحسين عليه السلام وتربة كربلاء، كان أئمّتنا عليهم السلام قد حثّوا وأكّدوا على زيارة كربلاء حتّى تبقى تلك الملحمة الدامية خالدة ومؤثّرة، وهذا أيضاً نوع من الإحياء لثقافة ورسالة عاشوراء.
ولقد كان مشهوداً أيضاً أثر مثل هذا الارتباط والتعلّق بالتربة الحسينيّة وبتعظيم شعائر ومراسم العزاء والنياحة والبكاء على سيّد الشهداء عليه السلام في تأريخ الثورة الإسلاميّة في إيران، وفي سنوات الدفاع المقدّس في الحرب المفروضة عليها، إذ كانت ثقافة الشهادة والزيارة هذه من العناصر المهمّة في بثّ روحيّة الجهاد والفداء، وفي تأسّي أبطال الإسلام واقتدائهم بشهداء كربلاء، حتّى لقد كان شعار المجاهدين وأملهم هو: إمّا الزيارة أو الشهادة!
إنّ بلاغ عاشوراء وتعاليم أئمّتنا عليهم السلام العمليّة ووصاياهم لإحياء تلك الملحمة المقدّسة ولمداومة ذكر تلك الدماء الطاهرة هو أنّ علينا أن نتّخذ من عطاءات وإلهامات دم الشهيد ومزار الشهيد واسم الشهيد وذكره منبعاً للاستلهام والتلقّي، ولأجل استمرار ودوام ثقافة الشهادة وحفظ بقاء ميراث الشهداء يجب أن نحرص على إقامة مجالس ذكرهم وتكريمهم وإحياء ذكرياتهم ومناسباتهم من خلال القلم والفن والشعر والأدبيّات الأخرى، وأن لا ننسى مواصلة هذا الالتزام أو نغفل عنه أبداً.
نسألكم الدعاء
الحوزويه الصغيره
01-01-2013, 12:53 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
لا يمكن تحديد أو حصر عاشوراء في نطاق طبقة من النّاس، فإنّ تأثير هذه الملحمة يشمل الجميع، ودروسها للجميع أيضاً، ومن هنا فإنّ بلاغات عاشوراء عامّة للجميع، سواء النساء والرجال، والشباب والكهول.
ولكن، حيث إنّ النساء يشكّلن نصف المجتمع، وحيث إنّ إحدى المسؤوليّات المهمّة والمشهودة لنهضة عاشوراء كانت قد أُلقيت على كاهل نساء الركب الحسينيّ، وحيث إنَّ "عاشوراء" في خلودها مدينة بدرجة كبيرة إلى تضحيات أهل بيت الحسين عليه السلام عامّة، وزينب الكبرى عليها السلام خاصّة .
إنّ خُطب زينب وأمّ كلثوم وفاطمة بنت الحسين عليهنّ السلام في الكوفة والشام تعتبر من الفصول المشرقة لهذه الملحمة المقدّسة، و... كذلك الأدوار والمواقف الأخرى التي قامت بها نساء وبنات قافلة النور طيلة مقاطع هذا السفر حتّى عودتهنّ إلى مدينة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مرّة أخرى.
ومن الجدير بالنساء اليوم أن يكون لهنّ حضور تديّنيٌّ وملتزم في ميادين المواجهات السياسيّة والفعّاليّات الاجتماعيّة بالاستلهام من منهج عمل وتصرّف وسلوك نساء عاشوراء.
مشاركة المرأة في الجهاد
يطول بنا البحث والمقام إذا أردنا أن نحقّق في جميع موارد وشواهد هذا "الحضور"، ولذا فإنّنا سنشير هنا إلى بعض المشاهد والمواقف لنساء مؤمنات من غير بيت أهل العصمة عليهم السلام، من أجل توضيح بُعد مشاركة المرأة المسلمة في الجهاد.
"طوعة"
لمّا دخل مسلم بن عقيل عليه السلام الكوفة ممثّلاً للإمام الحسين عليه السلام، كان يقرأ على الشيعة كتاب الإمام عليه السلام إليهم كلّما اجتمعت إليه جماعة منهم، فبايعه منهم أُلوف عديدة، حتّى صار مسلم عليه السلام يشكّل خطراً حقيقيّاً على النظام الأمويّ في الكوفة، لكنّ الأوضاع في هذه المدينة تغيّرت بعد مجيء ابن زياد إليها شيئاً فشيئاً، حتّى اعتقل هاني بن عروة (رضوان الله عليه)، فاضطر مسلم عليه السلام إلى التعجيل بالخروج ضدّ ابن زياد، فكانت محاصرة القصر، ثمّ آلت الأمور إلى تفرّق النّاس عن مسلم عليه السلام وخاصّة أصحابه، حتّى إذا جاء الليل مضى مسلم عليه السلام وحيداً إلى دار"طوعة" المرأة المؤمنة المضحيّة، فآوت مسلماً عليه السلام تلك الليلة وقامت بخدمته خير قيام، معرّضة نفسها بشجاعة إلى خطر انتقام ابن زياد منها، كلّ ذلك وفاءً منها لمولاها الإمام الحسين عليه السلام وممثّله مسلم بن عقيل عليه السلام.
وفي آخر مرحلة من مراحل نهضة مسلم عليه السلام تحوّلت دار تلك المرأة المؤمنة المجاهدة "طوعة" إلى ميدان المواجهة بين مسلم عليه السلام وبين جُند ابن زياد، وفي ختام تلك المواجهة خرج عليه السلام من دار "طوعة" وقاتل الجند المهاجمين في ميادين الأزقّة....
"دلهم" زوجة زهير بن القين:
تنقل بعض المصادر التأريخيّة أنّ الإمام الحسين عليه السلام لمّا التقى زهير بن القين (رضوان الله عليه) في منزل (زرود) من منازل الطريق إلى الكوفة، أرسل عليه السلام رسوله إلى زهير يدعوه إلى لقائه، وفي البدء لم يكن زهير راغباً في لقاء الإمام عليه السلام وأظهر عدم ميله، لكنّ زوجته (دلهم) عاتبته في ذلك وحثّته على لقاء الإمام عليه السلام قائلة: "أيبعث إليك ابن رسول الله ثمّ لا تأتيه!؟ سبحان الله، لو أتيته فسمعتَ من كلامه ثمّ انصرفت!"، وما إن ذهب زهير إلى الإمام عليه السلام حتّى عاد حسينيّاً قد انضمّ إلى الإمام عليه السلام.
فلعلّ زهير بن القين (رضوان الله عليه) ما كان ليوفّق إلى الانضمام إلى صفّ الحقّ والفوز بالشهادة في ملحمة عاشوراء الخالدة، لو لم يكن حثُّ وترغيب زوجته "دلهم بنت عمرو" إيّاه على لقاء الإمام عليه السلام .
"أمُّ وهب"
كانت أمُّ وهب زوجة لعبد الله بن عمير الكلبيّ، وكانت تعيش معه في الكوفة، ولمّا عزم زوجها على الارتحال ليلاً من الكوفة إلى كربلاء لنصرة سيّد الشهداء عليه السلام، أصرّت عليه أمُّ وهب أن يأخذها معه أيضاً، فارتحلا ووصلا إلى كربلاء في الليل والتحقا بأنصار الإمام عليه السلام، وفي يوم عاشوراء لمّا برز زوجها إلى ميدان القتال أخذت أمّ وهب عموداً ثمّ أقبلت نحو زوجها تقول:
"فداك أبي وأمّي قاتل دون الطيّبين ذريّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، فأقبل إليها يردّها نحو النساء، فأخذت تجاذبه ثوبه وتقول: إنّي لن أدعك دون أن أموت معك! فجاء إليها الحسين عليه السلام وقال: جُزيتم من أهل بيت خيراً، ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهنّ فإنّه ليس على النساء قتال. فانصرفت إليهنّ.
ولمّا استشهد عبد الله زوجها خرجت تمشي إلى زوجها حتّى جلست عند رأسه تمسح التراب عنه وتقول: هنيئاً لك الجنّة! أسأل الله الذي رزقك الجنّة أن يصحبني معك! فقال شمر لغلامه رستم: اضرب رأسها بالعمود! فضرب رأسها فشدخه، فماتت مكانها رحمها الله"، فكانت المرأة الوحيدة التي استشهدت في معركة الطفّ يوم عاشوراء.
وكان لأمّ وهب ابن قد استشهد أيضاً يوم عاشوراء، أمّ وهب تشجّع ابنها وتحثّه يوم عاشوراء على الجهاد بين يدي الإمام حتّى الفوز بالشهادة، فلم يزل يقاتل حتّى قتل من الأعداء جماعة، فرجع إلى أمّه فقال: "يا أمّاه أرضيت؟ فقالت: ما رضيتُ أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام. فرجع فلم يزل يقاتل حتّى استشهد".
"أمُّ عمرو بن جنادة"
كان عُمْرُ عَمرو بن جنادة (رضوان الله عليه) يوم استشهد يوم عاشوراء إحدى عشرة سنة، فهو أصغر أنصار الحسين عليه السلام سنّاً من غير الهاشميّين، وكان أبوه جنادة قد استُشهد يوم عاشوراء في الحملة الأولى، فأمرته أمّه بعد أن قُتل أبوه في الحرب أن يتقدّم لنصرة الحسين عليه السلام، فوقف أمام الإمام الحسين عليه السلام يستأذنه، فلم يأذن له، فأعاد عليه الاستئذان، فقال الحسين عليه السلام:" إنّ هذا غلامٌ قُتل أبوه في المعركة، ولعلّ أمَّه تكره ذلك. فقال عمرو: إنّ أمّي هي التي أمرتني. فأذن له فتقدّم إلى الحرب فقُتل، وقُطع رأسه ورمي به إلى جهة الحسين عليه السلام، فأخذته أمُّه وضربت به رجلاً فقتلته! وعادت إلى المخيّم فأخذت عموداً لتقاتل به فردَّها الحسين عليه السلام ".
وكانت هذه الأمّ المجاهدة تسمّى "بحريّة بنت مسعود الخزرجيّ" ويُروى أنّها لمّا حملت رأس ابنها قالت: "أحسنتَ يا بُنَيَّ، يا سرور قلبي، ويا قُرّة عيني!"
"زوجة مسلم بن عوسجة"
كانت "أمُّ خلف" زوجة مسلم بن عوسجة من نساء الشيعة المرموقات، وكانت من النساء اللّاتي حضرن كربلاء، ومن أنصار سيّد الشهداء عليه السلام.
حينما استشهد زوجها مسلم، تهيّأ ابنها "خلف" للقتال، غير أنَّ الإمام عليه السلام طلب منه أن يبقى لرعاية أمّه وخدمتها، لكنّ أمّه حرّضته على الجهاد في سبيل نصرة الإمام عليه السلام وقالت له: "لن أرضى عنك إلّا بنصرة ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فبرز"خلف" إلى الميدان مسرعاً، فقاتل قتال الأبطال حتّى استشهد... ولمّا ألقوا برأسه إلى أمّه حملت رأسه بشجاعة وقبّلته وبكت".
وهذه المرأة المجاهدة أيضاً، بتشجيعها ابنها وتحريضه وحثّه على الجهاد في سبيل نصرة الدين، وبموقفها المناسب اللائق عند استشهاد ابنها، تكون من القدوات اللّاتي يُلهمن أمّهات الشهداء كيف يستقبلن برحابة صدر تقديم أبنائهنّ من أجل نصرة الإسلام.
نسألكم الدعاء
الحوزويه الصغيره
02-01-2013, 01:30 AM
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
قال الإمام الصادق (عليه السلام ) : أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا .
احتفاءً بذكرى عاشوراء والأربعين , آثرنا أن نقف لننقل لكم بعض البلاغات والدروس العاشورائية الكربلائية عن كتاب (بلاغ عاشوراء) لمؤلفه سماحة المحقق الشيخ جواد محدثي ، راجين أن نكون قد وفقنا فيما نصبوا إليه من خدمة .
و عرفانا منا بالفضل والتقدير لكل من شارك وساهم في إثراء هذا الموضوع سيتم ارسال نسخة من الكتاب لهم عبر الرسائل الخاصة .
والحمدلله رب العالمين الذي كرَّمنا بولاية أمير المؤمنين والمعصومين من وُلدِه صلوات الله عليهم اجمعين واللعنة الدائمة على اعدائهم الى يوم الدين .
نسألكم الدعاء
melika
02-01-2013, 02:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليک يا سيدي ومولاي يا ابا عبدالله الحسين
عاشورا ، شهر ومناسبه الجميع يسعي بها الي الخير ويدعي الاخرين لعمل الخيرات والاصلاح
نري حتي الاطفال لايترکون فريضه ولا واجب وان لم يکن مکلف الا ويعمل بها وحين يسئل ما سر هذا
التغيير يقول : الحسين نهض ضد الکفر والطغيان ومن اجل الدين واقامه الصلاه
هذه هي مدرسه الحسين وثوره الحسين قبل کل شئ انها ثوره انسانيه ثوره اخلاقيه ( فکونوا احرارا) دعاهم ان يکونوا احرار
والحر هو من اعتق نفسه من الهوي وارتکاب المعاصي والرذائل .
بهذه المناسبه،
تجمتع الناس لغاية وهدفا واحد کانها قطرات ماء عذب تجمعت واصبحت بحر واي بحر هذا
انه بحر عشق الحسين الذي يرتويه لايضمئ ابدا .
عاشورا هي المحبه والاخوه والوفاء رغم کل مشقاتها وصعوبتها
نتعلم من عاشورا کيف يقدم المرء لاخيه کل مايملک ويکون بجانبه ويضحي من اجله
وکيف يوفي الاصحاب والاقارب ولا ينکثوا عهد من عاهدوا
وکيف يکون کل شیء لا شیء امام المبدا والعقيده
وکيف تهون النفس وتضحي من اجل احقاق الحق ونصره المظلوم
هذه هي عاشورا
التي لاتخلو من العبر
ومن امن بها اعتبر
ووصل درب الحق
مهما طال او قصر
انها نهج الثائرين
ومن سار به انتصر
والسلام عليکم ورحمه الله وبرکاته
بورکتي حبيبتي الغاليه علي هذه المبادره والموضوع القيم
واعذروني اذا کان خطا املائي او انشائي هذا الي گدرت عليه والحمدالله بفضل الله والحسين گدرت قدر المستطاع
ان اترجم احاسيسي ومشاعري الحسينيه واخطها بحروف وکلمات واشارک بها معکم..
فلاح حسن بيعي
08-01-2013, 05:07 AM
احسنتم موفقين باذن الله
حب الحسين
08-01-2013, 02:56 PM
تعلمنا انه لو لم يكن لنا مأوى فمأوانا هو الحسين وبدونه لانعيش
الحسين ملهمنا وقائدنا وابونا وعمرنا وحياتنا ومستقبلنا فليس لنا غيره
الحسين طريقنا وسيظل
نعم اننا مشينا مئات الكيلو مترات وتحملناها لكنه في قلوبنا فهكذا تعلمنا وسنعلم اجيالنا
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024