الجزائرية
04-12-2012, 10:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف...
إنّ المشهور بين أهل السُنّة «عدالة الصحابة» أجمعين... قال أبو إبراهيم المزني في معنى حديث
أصحابي كالنجوم: «إن صحّ هذا الخبر، فمعناه فيما نقلوا عنه وشهدوا به عليه، فكلّهم ثقة مؤتمن على
ما جاء به، لا يجوز عندي غير هذا» جامع بيان العلم 2 : 8 ـ 90.
وقال ابن حزم: «الصحابة كلّهم من أهل الجنّة قطعاً» الإصابة 1 : 19.
وقال الخطيب: «عدالة الصحابة ثابتة معلومة» المصدر 1 : 17 ـ 18.
وقال النووي في التقريب: «الصحابة كلّهم عدول، مَن لابسَ الفتن وغيرهم».
بل ادّعى بعضهم الإجماع على هذا المعنى صريحاً، كابن حجر العسقلاني وابن عبدالبرّ
القرطبي في الاستيعاب 1 : 8.
نقول:دعوى الاجماع باطلة ...والمشهور لا أصل له...
امّا دعوى الإجماع، فيكذّبها نسبة هذا القول إلى الأكثر في كلام جماعة من الأئمّة... .
قال ابن الحاجب: «الأكثر على عدالة الصحابة، وقيل: كغيرهم، وقيل: إلى حين الفتن فلا يقبل
الداخلون، لأنّ الفاسق غير معيّن،
وقالت المعتزلة: عدول إلاّ من قاتل عليّاً...»المختصر في الأُصول 2 : 67.
وقال الغزّالي: «الذي عليه سلف الأُمة وجماهير الخلف: أنّ عدالتهم معلومة بتعديل اللّه عزّ وجلّ
إيّاهم وثنائه عليهم في كتابه، فهو معتقدنا فيهم إلاّ أن يثبت بطريق قاطع ارتكاب واحد لفسق مع علمه به، وذلك ممّا لا يثبت، فلا حاجة لهم إلى التعديل...
وقد زعم قوم أنّ حالهم كحال غيرهم في لزوم البحث.
وقال قوم: حالهم العدالة في بداية الأمر إلى ظهور الحرب والخصومات، ثم تغيّر الحال وسفكت الدماء،
فلابُدّ من البحث. وقال جماهير المعتزلة: عائشة وطلحة والزبير وجميع أهل العراق
والشام فسّاق بقتال الإمام الحقّ...»المستصفى 1 : 164.
وكذا في (جمع الجوامع) وشرحه حيث قال: «والأكثر على عدالة الصحابة لا
يبحث عنها في رواية ولا شهادة...» ثم نقل الأقوال الأُخرى. النصائح الكافية: 160.
وفي (مسلّم الثبوت) وشرحه: «الأكثر قالوا: الأصل في الصحابة العدالة،...»فواتح الرحموت بشرح مسلّم الثبوت 2 : 155.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
بل صرّح جماعة من أكابر القوم من المتقدّمين والمتأخّرين:
كالسعد التفتازاني(شرح المقاصد 5 / 310 ـ 311.)، والمازري ـ شارح البرهان ـ(لإصابة 1 : 19، النصائح الكافية: 161.)، وابن العماد الحنبلي(النصائح الكافية: 162 عن الآلوسي.
) والشوكاني(إرشاد الفحول: 158.)وأبي ريّة(شيخ المضيرة أبو هريرة: 101.)، ومحمد عبدة(أضواء على السُنّة المحمديّة: 322.)، ومحمد بن عقيل(النصائح الكافية: 163.)، ومحمد رشيد رضا(شيخ المضيرة أبو هريرة: 101.)، والمقبلي,والرافعي، وطه حسين، وأحمد أمين... وغيرهم: بأنّ في الصحابة عدولاً وغير عدول، وهذا هو رأي الشيعة الإثني عشرية.(الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنّة، الرسالة الأولى...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأمّا أنّه مشهور لا أصل له... فلأنّ هذا القول يناقض القرآن الكريم... الذي تنصّ آيات كثيرة منه على أنّ كثيراً من الأصحاب حول النبي في حياته صلّى اللّه عليه وآله وسلّم منافقون فسقة حتى جاء سورة منه بعنوان «المنافقين».
ونصّت الآية الكريمة: (... أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ...)(17) على ارتداد كثيرين منهم
من بعده... .
وجاءت الأحاديث الصحيحة شارحةً هذه الآية المباركة، ومن أشهرها وأصحّها حديث الحوض الوارد في
الصحيحين وغيرهما بألفاظ وطرق مختلفة(صحيح البخاري، باب في الحوض 4 : 87 ـ 88.)،
بل عدّه بعضهم في الأحاديث المتواترة عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فقد ذكر العلاّمة الزبيدي في كتابه في (الأحاديث المتواترة): «الحديث السبعون حديث الحوض. رواه من الصحابة
خمسون نفساً» فَذَكَرَ أسماءهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالقول المذكور بعدالة الصحابة يناقض الكتاب والسُنّة... ويناقض السير والتواريخ وأحوال الصحابة... .
وبالجملة... فإنّ الصحابة ما كانوا يرون في أنفسهم لأنفسهم وفيما بينهم ما قيل في حقّهم ووضع
في شأنهم... فلقد تباغضوا وتسابّوا وتضاربوا وتقاتلوا... .
وإنّ الآثار المنقولة عنهم الحاكية لارتكابهم الكبائر واقترافهم السيئات من الزنا، وشرب الخمر،
والربا... وغير ذلك... كثيرة لا تحصى...
فهذا هو القول بعدالة الصحابة أجمعين... فهو مشهور... لكن لا أصل له.
نعم يستدلّون له بأدلّة عمدتها ما رووا بأسانيدهم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال:
«أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم» لكنّه حديث يعارض الكتاب والسُنّة والتاريخ الصحيح... فلا
اعتبار به... مضافاً إلى أنّ جمعاً كبيراً من أعيان القوم ينصّون على أنّه حديث باطل موضوع، نذكر منهم:
أحمد بن حنبل( نُقل ذلك عنه في: التقرير والتحبير، لابن أمير الحاج، المنتخب، لابن قدامة،
التيسير في شرح التحرير 3 : 243، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1 : 79.
والحافظ الدارقطني(غرائب مالك، تخريج أحاديث الكشّاف 2 : 628).
والحافظ ابن حزم(البحر المحيط 5 : 528، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1 : 78.).
والحافظ البيهقي( المدخل، وعنه في الكافي الشاف في تخريج أحايث الكشّاف، المطبوع على
هامش الكشّاف 2 : 628)..وغيرهم الكثير...
فمن اين اتيتم بعدالة جميع الصحابة وكلهم رضي الله عنهم وارضاهم هل نزل فيهم وحي مثلا
بلغكم بعدالتهم كلهم :)
هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد واله الطاهرين...
..الجزائرية..
اللهم صلِ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف...
إنّ المشهور بين أهل السُنّة «عدالة الصحابة» أجمعين... قال أبو إبراهيم المزني في معنى حديث
أصحابي كالنجوم: «إن صحّ هذا الخبر، فمعناه فيما نقلوا عنه وشهدوا به عليه، فكلّهم ثقة مؤتمن على
ما جاء به، لا يجوز عندي غير هذا» جامع بيان العلم 2 : 8 ـ 90.
وقال ابن حزم: «الصحابة كلّهم من أهل الجنّة قطعاً» الإصابة 1 : 19.
وقال الخطيب: «عدالة الصحابة ثابتة معلومة» المصدر 1 : 17 ـ 18.
وقال النووي في التقريب: «الصحابة كلّهم عدول، مَن لابسَ الفتن وغيرهم».
بل ادّعى بعضهم الإجماع على هذا المعنى صريحاً، كابن حجر العسقلاني وابن عبدالبرّ
القرطبي في الاستيعاب 1 : 8.
نقول:دعوى الاجماع باطلة ...والمشهور لا أصل له...
امّا دعوى الإجماع، فيكذّبها نسبة هذا القول إلى الأكثر في كلام جماعة من الأئمّة... .
قال ابن الحاجب: «الأكثر على عدالة الصحابة، وقيل: كغيرهم، وقيل: إلى حين الفتن فلا يقبل
الداخلون، لأنّ الفاسق غير معيّن،
وقالت المعتزلة: عدول إلاّ من قاتل عليّاً...»المختصر في الأُصول 2 : 67.
وقال الغزّالي: «الذي عليه سلف الأُمة وجماهير الخلف: أنّ عدالتهم معلومة بتعديل اللّه عزّ وجلّ
إيّاهم وثنائه عليهم في كتابه، فهو معتقدنا فيهم إلاّ أن يثبت بطريق قاطع ارتكاب واحد لفسق مع علمه به، وذلك ممّا لا يثبت، فلا حاجة لهم إلى التعديل...
وقد زعم قوم أنّ حالهم كحال غيرهم في لزوم البحث.
وقال قوم: حالهم العدالة في بداية الأمر إلى ظهور الحرب والخصومات، ثم تغيّر الحال وسفكت الدماء،
فلابُدّ من البحث. وقال جماهير المعتزلة: عائشة وطلحة والزبير وجميع أهل العراق
والشام فسّاق بقتال الإمام الحقّ...»المستصفى 1 : 164.
وكذا في (جمع الجوامع) وشرحه حيث قال: «والأكثر على عدالة الصحابة لا
يبحث عنها في رواية ولا شهادة...» ثم نقل الأقوال الأُخرى. النصائح الكافية: 160.
وفي (مسلّم الثبوت) وشرحه: «الأكثر قالوا: الأصل في الصحابة العدالة،...»فواتح الرحموت بشرح مسلّم الثبوت 2 : 155.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
بل صرّح جماعة من أكابر القوم من المتقدّمين والمتأخّرين:
كالسعد التفتازاني(شرح المقاصد 5 / 310 ـ 311.)، والمازري ـ شارح البرهان ـ(لإصابة 1 : 19، النصائح الكافية: 161.)، وابن العماد الحنبلي(النصائح الكافية: 162 عن الآلوسي.
) والشوكاني(إرشاد الفحول: 158.)وأبي ريّة(شيخ المضيرة أبو هريرة: 101.)، ومحمد عبدة(أضواء على السُنّة المحمديّة: 322.)، ومحمد بن عقيل(النصائح الكافية: 163.)، ومحمد رشيد رضا(شيخ المضيرة أبو هريرة: 101.)، والمقبلي,والرافعي، وطه حسين، وأحمد أمين... وغيرهم: بأنّ في الصحابة عدولاً وغير عدول، وهذا هو رأي الشيعة الإثني عشرية.(الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنّة، الرسالة الأولى...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأمّا أنّه مشهور لا أصل له... فلأنّ هذا القول يناقض القرآن الكريم... الذي تنصّ آيات كثيرة منه على أنّ كثيراً من الأصحاب حول النبي في حياته صلّى اللّه عليه وآله وسلّم منافقون فسقة حتى جاء سورة منه بعنوان «المنافقين».
ونصّت الآية الكريمة: (... أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ...)(17) على ارتداد كثيرين منهم
من بعده... .
وجاءت الأحاديث الصحيحة شارحةً هذه الآية المباركة، ومن أشهرها وأصحّها حديث الحوض الوارد في
الصحيحين وغيرهما بألفاظ وطرق مختلفة(صحيح البخاري، باب في الحوض 4 : 87 ـ 88.)،
بل عدّه بعضهم في الأحاديث المتواترة عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فقد ذكر العلاّمة الزبيدي في كتابه في (الأحاديث المتواترة): «الحديث السبعون حديث الحوض. رواه من الصحابة
خمسون نفساً» فَذَكَرَ أسماءهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالقول المذكور بعدالة الصحابة يناقض الكتاب والسُنّة... ويناقض السير والتواريخ وأحوال الصحابة... .
وبالجملة... فإنّ الصحابة ما كانوا يرون في أنفسهم لأنفسهم وفيما بينهم ما قيل في حقّهم ووضع
في شأنهم... فلقد تباغضوا وتسابّوا وتضاربوا وتقاتلوا... .
وإنّ الآثار المنقولة عنهم الحاكية لارتكابهم الكبائر واقترافهم السيئات من الزنا، وشرب الخمر،
والربا... وغير ذلك... كثيرة لا تحصى...
فهذا هو القول بعدالة الصحابة أجمعين... فهو مشهور... لكن لا أصل له.
نعم يستدلّون له بأدلّة عمدتها ما رووا بأسانيدهم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال:
«أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم» لكنّه حديث يعارض الكتاب والسُنّة والتاريخ الصحيح... فلا
اعتبار به... مضافاً إلى أنّ جمعاً كبيراً من أعيان القوم ينصّون على أنّه حديث باطل موضوع، نذكر منهم:
أحمد بن حنبل( نُقل ذلك عنه في: التقرير والتحبير، لابن أمير الحاج، المنتخب، لابن قدامة،
التيسير في شرح التحرير 3 : 243، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1 : 79.
والحافظ الدارقطني(غرائب مالك، تخريج أحاديث الكشّاف 2 : 628).
والحافظ ابن حزم(البحر المحيط 5 : 528، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1 : 78.).
والحافظ البيهقي( المدخل، وعنه في الكافي الشاف في تخريج أحايث الكشّاف، المطبوع على
هامش الكشّاف 2 : 628)..وغيرهم الكثير...
فمن اين اتيتم بعدالة جميع الصحابة وكلهم رضي الله عنهم وارضاهم هل نزل فيهم وحي مثلا
بلغكم بعدالتهم كلهم :)
هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد واله الطاهرين...
..الجزائرية..