الشيخ علي محمد حايك
07-12-2012, 12:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
( أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ( 33لقمان)
الغرور بالضمّ مصدر من غرّه إذا أغفله بوسيلة . والغرور بالفتح صفة كالظلوم ، وهو كل ما يوجب حصول غفلة واغترار ، من قول مموّه ، وعمل متزيّن ، وزينة متجلِّية ، وعيشة مرفَّهة ، وغيرها .
والأصل فيه الغفلة بتوسط شيء آخر، ومن لوازمه: الجهل ، والخداع ، والنقص ، والحدّة .
والاغترار إمّا بتوسط حب الدنيا : كما في : ( وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا ) (وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا ) ( فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا ) 31 / 33 ( وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ ) 3 / 185 أى غرهم متاع الحياة الدنيا من الشهوات والمال والجاه وحب الرياسة ، فاستحبوا العمى على الهدى ، وباعوا آخرتهم بدنياهم، بل المراد انهم هم اغتروا بالحياة الدنيا ، لأن الدنيا ما خبأت شيئا من عظاتها وتقلباتها.
وإمّا التقلَّب في البلاد: كما في ( فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ ) 40 / 4 قال في الميزان: (وتقلبهم في البلاد انتقالهم من طور من أطوار الحياة إلى طور آخر ومن نعمة إلى نعمة في سلامة وصحة وعافية ، وتوجيه النهي عن الغرور إلى تقلبهم في البلاد كناية عن نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الاغترار بما يشاهده منهم أن يحسب أنهم أعجزوه سبحانه) .
وإما الأماني:كما في: (وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمانِيُّ ) 57 / 14 ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً ) 4 / 120 فانّ الأمانىّ توجب التمايل إلى الحياة الدنيا ، والانقطاع عن الآخرة .
وإما الأقاويل المزينة: كما في ( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) 6 / 112والزخرف الزينة المزوقة أو الشئ المزوق فزخرف القول الكلام المزوق المموه الذي يشبه الحق وليس به
الغرور بالله:يصل الغرور إلى أقصى درجاته عندما ينسب إلى الله الكريم العزيز الرحيم الَّذى بيده أزمّة الأمور : ( يا أَيُّهَا الإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) 82 / 6 أي أي شئ غرك بخالقك وخدعك وسول لك الباطل حتى عصيته وخالفته ؟ والجواب: كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله لما تلا هذه الآية قال : (غرَّه جهله) ، مع أن الكثيرين يقودهم غرورهم بالحصول على شهادة علمية الى الاستخفاف بالإيمان بالله وبما جاء به النبيون وليس ذلك إلا لأن ما حصلوه لا يستحق أن يوصف بالعلم بل هو جهل محض.
وقيل للفضيل بن عياض : لو أقامك الله يوم القيامة بين يديه فقال : ما غرك بربك الكريم ماذا كنت تقول ؟ قال : أقول : غرني ستورك المرخاة ، وقال يحيى بن معاذ : لو أقامني الله بين يديه فقال : ما غرك بي ؟ قلت : غرني بك برك بي سالفا وآنفا وعن بعضهم قال : غرني حلمك ، وعن أبي بكر الوراق : غرني كرم الكريم .
تبادل الاتهام بالغرور: والعجيب أن المغرورين المنافقين يتهمون المؤمنين بالغرور ويتعرضون لهم بالتحقير والاستهزاء، لأنهم يؤمنون بالله العزيز وباليوم الآخر ويتعلَّقون بالغيب وبالمعنويات والروحانيات في هذه الحياة الدنيا ، غافلين عن المادّيّة : ( إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ ) 8 / 49 ( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا ا للهُ وَرَسُولُه ُ إِلَّا غُرُوراً ) 33 / 12 فيحسبون أنّ الإيمان بالله ورسوله والدين والالتزام والعمل بأوامر الله وترك معاصيه بشكل عام والإيمان بالغيب والحياة بعد الموت بشكل خاص ،كل ذلك يؤدي إلى وقوع الناس بالغفلة عن سبيل الحياة الرغيدة والمعيشة السعيدة .
الغرور في كلام المعصومين: إن الغرور هو أساس كل شقاوة وأصل كل هلكة ومنبع كل شرٍّ ومصدر كل فساد فالانحطاط الأخلاقي والرذيلة والفاحشة والتفكك الاجتماعي والعدوات والتعديات ونحو ذلك ترجع إلى الغرور، ولذا ورد فيه الذم الشديد في الآيات والأخبار:
قال رسول الله (ص): " حبذا نوم الأكياس وفطرهم، كيف يغبنون سهر الحمقى واجتهادهم، ولمثقال ذرة من صاحب تقوى ويقين أفضل من ملء الأرض من المغترين ".
في مصباح الشريعة المنسوب لإمامنا الصادق (عليه السلام): " (المغرور في الدنيا مسكين، وفي الآخرة مغبون، لأنه باع الأفضل بالأدنى، ولا تعجب من نفسك، فربما اغتررت بمالك وصحة جسدك أن لعلك تبقى. وربما اغتررت بطول عمرك وأولادك وأصحابك لعلك تنجو بهم. وربما اغتررت بجمالك ومنبتك وإصابتك مأمولك وهواك، فظننت انك صادق ومصيب. وربما اغتررت بما ترى من الندم على تقصيرك في العبادة، ولعل الله يعلم من قلبك بخلاف ذلك. وربما اقمت نفسك على العبادة متكلفا والله يريد الإخلاص. وربما افتخرت بعلمك ونسبك، وأنت غافل عن مضمرات ما في غيب الله تعالى. وربما توهمت انك تدعو الله وانت تدعو سواه. وربما حسبت انك ناصح للخلق وأنت تريدهم لنفسك أن يميلوا إليك. وربما ذممت نفسك وانت تمدحها على الحقيقة )
الغرور حالة مرضية: الغرور والإعجاب بالنفس حالة مرضية تعتري الإنسان بسبب الشعور بالتفوّق على الآخرين، والاعتداد بما عنده من : قوة، أو مال،أو جمال، أو سلطة، أو موقع اجتماعي، أو مستوى علمي ،أو مهنة يتقنها ، وتلك الظاهرة المرضية هي من أخطر ما يصيب الانسان،ويقوده الى المهالك، ويورطه في مواقف، قد تنتهي به إلى مأساة مفجعة، وأكثر ما يصيب الشباب، فالمراهقة، من أكثر مراحل حياة الإنسان شعوراً بالغرور، والاعجاب بالنفس، والاستهانة بالآخرين،أو بالمخاطر والاحتمالات، والدخول في المغامرات.
والأخطر عندما يستولي الغرور على البعض فيتوهم أمورا لا تناسب حاله فيخجل من الانتساب إلى والديه وذويه أو قريته أو مدرسته وأساتذته أو يستخف بفكر الآخرين وآرائهم لأجل أنه حصل على تفوق علمي او منصب أو غير ذلك.
تضخم للذات: يُعرّف الغرور على انه تضخم للذات بحيث يرى الشخص نفسه أنه هو الأفضل في كل شئ فهو الأعلم والأوجه والأجمل وأن مواقفه وأقواله هي الأصواب، وسائر الناس جهلة في كل شئ حتى في أمورهم الخاصة وما يحتاجون إليه ، وقد يبلغ به الاعتقاد بان الجميع يدورون في حلقة هو محورها .
مرجع الغرور:يرجع الغرور في أصله إلى المبالغة في أمرين وصفتين حميدتين هما : الكبرياء والثقة في النفس ،أما الكبرياء فهو اعتزاز الشخص بكرامته وعدم ارتضائه بالمهانة، وأما الثقة بالنفس فهي اعتداد الشخص بما يتمتع به من صفات وقابليات فلا يقع في الضعف والاستكانة، فمثلا لو أن شابا أراد أن يتجاوز منحدرا فنظر إلى نفسه ولما يتمتع به من جسم رياضي وقوة بدنية تجعله واثقا بقدراته ومؤهلا لتخطي هذا العائق ثم قفز ونجح في ذلك فهو واثق غير مغتر ولو أن شخصا ليس لديه هذه الميزات فرآه فعل ذلك فأخذته العزة بالنفس وقال انا أفضل منه وأنا أذكى وأقوى وأجمل فقفز فعلا وتمكن من القفز ولكنه لم يتمكن من الوصول للطرف الآخر بل اكتفى بقعر المنحدر محطا أخيرا له .. حينها نقول انه أصيب بالغرور .
قيل في الغرور: (من علامات الانهيار العصبي أن يظن الإنسان أن ما يفعله في غاية الأهمية) (الغرور هو المخدر الذي يسكن ألام الغباء) (الغرور دليل على الذل أكثر منه دليل على الكبر( (ما يجعل غرور البعض غير محتمل هو تعارضه مع غرورنا الشخصي)
( أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ( 33لقمان)
الغرور بالضمّ مصدر من غرّه إذا أغفله بوسيلة . والغرور بالفتح صفة كالظلوم ، وهو كل ما يوجب حصول غفلة واغترار ، من قول مموّه ، وعمل متزيّن ، وزينة متجلِّية ، وعيشة مرفَّهة ، وغيرها .
والأصل فيه الغفلة بتوسط شيء آخر، ومن لوازمه: الجهل ، والخداع ، والنقص ، والحدّة .
والاغترار إمّا بتوسط حب الدنيا : كما في : ( وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا ) (وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا ) ( فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا ) 31 / 33 ( وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ ) 3 / 185 أى غرهم متاع الحياة الدنيا من الشهوات والمال والجاه وحب الرياسة ، فاستحبوا العمى على الهدى ، وباعوا آخرتهم بدنياهم، بل المراد انهم هم اغتروا بالحياة الدنيا ، لأن الدنيا ما خبأت شيئا من عظاتها وتقلباتها.
وإمّا التقلَّب في البلاد: كما في ( فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ ) 40 / 4 قال في الميزان: (وتقلبهم في البلاد انتقالهم من طور من أطوار الحياة إلى طور آخر ومن نعمة إلى نعمة في سلامة وصحة وعافية ، وتوجيه النهي عن الغرور إلى تقلبهم في البلاد كناية عن نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الاغترار بما يشاهده منهم أن يحسب أنهم أعجزوه سبحانه) .
وإما الأماني:كما في: (وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمانِيُّ ) 57 / 14 ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً ) 4 / 120 فانّ الأمانىّ توجب التمايل إلى الحياة الدنيا ، والانقطاع عن الآخرة .
وإما الأقاويل المزينة: كما في ( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) 6 / 112والزخرف الزينة المزوقة أو الشئ المزوق فزخرف القول الكلام المزوق المموه الذي يشبه الحق وليس به
الغرور بالله:يصل الغرور إلى أقصى درجاته عندما ينسب إلى الله الكريم العزيز الرحيم الَّذى بيده أزمّة الأمور : ( يا أَيُّهَا الإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) 82 / 6 أي أي شئ غرك بخالقك وخدعك وسول لك الباطل حتى عصيته وخالفته ؟ والجواب: كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله لما تلا هذه الآية قال : (غرَّه جهله) ، مع أن الكثيرين يقودهم غرورهم بالحصول على شهادة علمية الى الاستخفاف بالإيمان بالله وبما جاء به النبيون وليس ذلك إلا لأن ما حصلوه لا يستحق أن يوصف بالعلم بل هو جهل محض.
وقيل للفضيل بن عياض : لو أقامك الله يوم القيامة بين يديه فقال : ما غرك بربك الكريم ماذا كنت تقول ؟ قال : أقول : غرني ستورك المرخاة ، وقال يحيى بن معاذ : لو أقامني الله بين يديه فقال : ما غرك بي ؟ قلت : غرني بك برك بي سالفا وآنفا وعن بعضهم قال : غرني حلمك ، وعن أبي بكر الوراق : غرني كرم الكريم .
تبادل الاتهام بالغرور: والعجيب أن المغرورين المنافقين يتهمون المؤمنين بالغرور ويتعرضون لهم بالتحقير والاستهزاء، لأنهم يؤمنون بالله العزيز وباليوم الآخر ويتعلَّقون بالغيب وبالمعنويات والروحانيات في هذه الحياة الدنيا ، غافلين عن المادّيّة : ( إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ ) 8 / 49 ( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا ا للهُ وَرَسُولُه ُ إِلَّا غُرُوراً ) 33 / 12 فيحسبون أنّ الإيمان بالله ورسوله والدين والالتزام والعمل بأوامر الله وترك معاصيه بشكل عام والإيمان بالغيب والحياة بعد الموت بشكل خاص ،كل ذلك يؤدي إلى وقوع الناس بالغفلة عن سبيل الحياة الرغيدة والمعيشة السعيدة .
الغرور في كلام المعصومين: إن الغرور هو أساس كل شقاوة وأصل كل هلكة ومنبع كل شرٍّ ومصدر كل فساد فالانحطاط الأخلاقي والرذيلة والفاحشة والتفكك الاجتماعي والعدوات والتعديات ونحو ذلك ترجع إلى الغرور، ولذا ورد فيه الذم الشديد في الآيات والأخبار:
قال رسول الله (ص): " حبذا نوم الأكياس وفطرهم، كيف يغبنون سهر الحمقى واجتهادهم، ولمثقال ذرة من صاحب تقوى ويقين أفضل من ملء الأرض من المغترين ".
في مصباح الشريعة المنسوب لإمامنا الصادق (عليه السلام): " (المغرور في الدنيا مسكين، وفي الآخرة مغبون، لأنه باع الأفضل بالأدنى، ولا تعجب من نفسك، فربما اغتررت بمالك وصحة جسدك أن لعلك تبقى. وربما اغتررت بطول عمرك وأولادك وأصحابك لعلك تنجو بهم. وربما اغتررت بجمالك ومنبتك وإصابتك مأمولك وهواك، فظننت انك صادق ومصيب. وربما اغتررت بما ترى من الندم على تقصيرك في العبادة، ولعل الله يعلم من قلبك بخلاف ذلك. وربما اقمت نفسك على العبادة متكلفا والله يريد الإخلاص. وربما افتخرت بعلمك ونسبك، وأنت غافل عن مضمرات ما في غيب الله تعالى. وربما توهمت انك تدعو الله وانت تدعو سواه. وربما حسبت انك ناصح للخلق وأنت تريدهم لنفسك أن يميلوا إليك. وربما ذممت نفسك وانت تمدحها على الحقيقة )
الغرور حالة مرضية: الغرور والإعجاب بالنفس حالة مرضية تعتري الإنسان بسبب الشعور بالتفوّق على الآخرين، والاعتداد بما عنده من : قوة، أو مال،أو جمال، أو سلطة، أو موقع اجتماعي، أو مستوى علمي ،أو مهنة يتقنها ، وتلك الظاهرة المرضية هي من أخطر ما يصيب الانسان،ويقوده الى المهالك، ويورطه في مواقف، قد تنتهي به إلى مأساة مفجعة، وأكثر ما يصيب الشباب، فالمراهقة، من أكثر مراحل حياة الإنسان شعوراً بالغرور، والاعجاب بالنفس، والاستهانة بالآخرين،أو بالمخاطر والاحتمالات، والدخول في المغامرات.
والأخطر عندما يستولي الغرور على البعض فيتوهم أمورا لا تناسب حاله فيخجل من الانتساب إلى والديه وذويه أو قريته أو مدرسته وأساتذته أو يستخف بفكر الآخرين وآرائهم لأجل أنه حصل على تفوق علمي او منصب أو غير ذلك.
تضخم للذات: يُعرّف الغرور على انه تضخم للذات بحيث يرى الشخص نفسه أنه هو الأفضل في كل شئ فهو الأعلم والأوجه والأجمل وأن مواقفه وأقواله هي الأصواب، وسائر الناس جهلة في كل شئ حتى في أمورهم الخاصة وما يحتاجون إليه ، وقد يبلغ به الاعتقاد بان الجميع يدورون في حلقة هو محورها .
مرجع الغرور:يرجع الغرور في أصله إلى المبالغة في أمرين وصفتين حميدتين هما : الكبرياء والثقة في النفس ،أما الكبرياء فهو اعتزاز الشخص بكرامته وعدم ارتضائه بالمهانة، وأما الثقة بالنفس فهي اعتداد الشخص بما يتمتع به من صفات وقابليات فلا يقع في الضعف والاستكانة، فمثلا لو أن شابا أراد أن يتجاوز منحدرا فنظر إلى نفسه ولما يتمتع به من جسم رياضي وقوة بدنية تجعله واثقا بقدراته ومؤهلا لتخطي هذا العائق ثم قفز ونجح في ذلك فهو واثق غير مغتر ولو أن شخصا ليس لديه هذه الميزات فرآه فعل ذلك فأخذته العزة بالنفس وقال انا أفضل منه وأنا أذكى وأقوى وأجمل فقفز فعلا وتمكن من القفز ولكنه لم يتمكن من الوصول للطرف الآخر بل اكتفى بقعر المنحدر محطا أخيرا له .. حينها نقول انه أصيب بالغرور .
قيل في الغرور: (من علامات الانهيار العصبي أن يظن الإنسان أن ما يفعله في غاية الأهمية) (الغرور هو المخدر الذي يسكن ألام الغباء) (الغرور دليل على الذل أكثر منه دليل على الكبر( (ما يجعل غرور البعض غير محتمل هو تعارضه مع غرورنا الشخصي)