الشيخ علي محمد حايك
07-12-2012, 01:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
وبما نعتذر إلى الله
ذكرت المصادر أن مسلم بن عوسجة خاطب الحسين عليه السلام في كربلاء فقال: (أنحن نخلي عنك ، وبما نعتذر إلى الله في أداء حقك ؟ لا والله حتى أطعن في صدورهم برمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ، والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك ، أما والله لو علمت أني اقتل ثم أحيى ثم أحرق ثم أحيى ثم أذرى ، يفعل ذلك بي سبعين مرة ، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك ، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتله واحدة ، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا) .
سؤال يجب ان يطرحه كل واحد منا على نفسه في كل محطة من محطات حياته، وبما نعتذر إلى الله في أداء حقه؟
قال تعالى (َوجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( التوبة90 ) )
وقال أهل العربية: المعذرون بالتخفيف هم الذين لهم العذر و الْمُعَذِّرُونَ الذين لا عذر لهم ولكنهم يتكلفون عذرا وذهب العلامة في الميزان إلى ان المراد بحسب سياق الآيات المعذورن حقيقة
والعذر تارة ينسب إلى الله واخرى الى الناس فان نسب الى الله فهو بمعنى اتمام الحجة على الناس حتى لا يكون للناس عذر يوم القيامة ورد عن النبي صلى الله عليه وآله قال : (لا أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا أحد أحب إليه العذر من الله ، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين) والمعنى: أن الله عز وجل يحب أن يقيم الحجة على الناس؛ ليرفع بذلك اعتذارهم يوم الدين، كقوله تعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)
ومن كلام لعلي عليه السلام:(أيها الناس الزهادة قصر الأمل . والشكر عند النعم . والورع عند المحارم. فإن عزب ذلك عنكم فلا يغلب الحرامُ صبركم ولا تنسوا عند النعم شكركم فقد أعذر الله إليكم بحجج مسفرة ظاهرة، وكتب بارزة العذر واضحة)
وان نسب الى الناس فهو على معان:
1- لأنه تارة يكون بمعنى تقديم العذر للاخرين لتقصير ، فهو لا يخلو من تصاغر عند الموجه إليه ، فإنه اعتراف بالتقصير في حقه ، فالبعد عما يوجب الاعتذار أعز ولذلك ورد الحث على عدم الإقدام على ما يوجب تقديم العذر .
2- وأخرى بمعنى إيجاد العذر للآخرين فيما يقصرون به وعدم الاسراع في توجيه اللوم لهم
ومن كلام له عليه السلام
قال علي عليه السلام : كان لي فيما مضى أخ في الله ، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه ، وكان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ، ولا يكثر إذا وجد ، وكان أكثر دهره صامتا . فإن قال بد القائلين ونقع غليل السائلين . وكان ضعيفا مستضعفا . فإن جاء الجد فهو ليث غاب وصل واد ، لا يدلي بحجة حتى يأتي قاضيا.
وكان لا يلوم أحدا على ما يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره (أي كان من عادته الحسنة ان لا يسرع بملامة أحد إذا قصر في حقه لامكان أن يكون له عذر وليس المقصود اللوم بعد الاعتذار)
3- يأتي بمعنى التصرف الذي يظهرك معذورا أمام الناس ومنه ما جاء عن الامام علي عليه السلام وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين:( إني أكره لكم أن تكونوا سبابين ، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر ، وقلتم مكان سبكم إياهم . اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به)
فائدة: اللعن غير السب
فاللعن ان كان لمستحق فهو يختلف عن السب ماهية ، فإن اللعن هو طلب ودعاء بإقصاء الملعون عن الرحمة الإلهية ، بينما السب هو الفحش من القول أو رمي الآخر بالعيوب والنقائص .
فاللعن يعني إظهار النفرة وإنكار المنكر والتبري منه هذا يعتبر علامة على صحة الإيمان لأن تقبيح القبيح مطلوب ، بل هو مقتض الفطرة التي فطر الناس عليها فيبتعد الإنسان عن القبيح وينجذب إلى الحسن ، وهذه هي فلسفة التبري والتولي .
ومنه يتبلور أن اللعن لأصحاب الموبقات في الدين ممن بدلوا وأحدثوا فيه عامل تربوي للمؤمنين يوقيهم من الانحراف ، ومن ثم كان أدنى مراتب إنكار المنكر هو الإنكار بالقلب والتبري النفسي منه ، وكان اللعن من مراتب إنكار المنكر .
وبما نعتذر إلى الله
ذكرت المصادر أن مسلم بن عوسجة خاطب الحسين عليه السلام في كربلاء فقال: (أنحن نخلي عنك ، وبما نعتذر إلى الله في أداء حقك ؟ لا والله حتى أطعن في صدورهم برمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ، والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك ، أما والله لو علمت أني اقتل ثم أحيى ثم أحرق ثم أحيى ثم أذرى ، يفعل ذلك بي سبعين مرة ، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك ، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتله واحدة ، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا) .
سؤال يجب ان يطرحه كل واحد منا على نفسه في كل محطة من محطات حياته، وبما نعتذر إلى الله في أداء حقه؟
قال تعالى (َوجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( التوبة90 ) )
وقال أهل العربية: المعذرون بالتخفيف هم الذين لهم العذر و الْمُعَذِّرُونَ الذين لا عذر لهم ولكنهم يتكلفون عذرا وذهب العلامة في الميزان إلى ان المراد بحسب سياق الآيات المعذورن حقيقة
والعذر تارة ينسب إلى الله واخرى الى الناس فان نسب الى الله فهو بمعنى اتمام الحجة على الناس حتى لا يكون للناس عذر يوم القيامة ورد عن النبي صلى الله عليه وآله قال : (لا أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا أحد أحب إليه العذر من الله ، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين) والمعنى: أن الله عز وجل يحب أن يقيم الحجة على الناس؛ ليرفع بذلك اعتذارهم يوم الدين، كقوله تعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)
ومن كلام لعلي عليه السلام:(أيها الناس الزهادة قصر الأمل . والشكر عند النعم . والورع عند المحارم. فإن عزب ذلك عنكم فلا يغلب الحرامُ صبركم ولا تنسوا عند النعم شكركم فقد أعذر الله إليكم بحجج مسفرة ظاهرة، وكتب بارزة العذر واضحة)
وان نسب الى الناس فهو على معان:
1- لأنه تارة يكون بمعنى تقديم العذر للاخرين لتقصير ، فهو لا يخلو من تصاغر عند الموجه إليه ، فإنه اعتراف بالتقصير في حقه ، فالبعد عما يوجب الاعتذار أعز ولذلك ورد الحث على عدم الإقدام على ما يوجب تقديم العذر .
2- وأخرى بمعنى إيجاد العذر للآخرين فيما يقصرون به وعدم الاسراع في توجيه اللوم لهم
ومن كلام له عليه السلام
قال علي عليه السلام : كان لي فيما مضى أخ في الله ، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه ، وكان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ، ولا يكثر إذا وجد ، وكان أكثر دهره صامتا . فإن قال بد القائلين ونقع غليل السائلين . وكان ضعيفا مستضعفا . فإن جاء الجد فهو ليث غاب وصل واد ، لا يدلي بحجة حتى يأتي قاضيا.
وكان لا يلوم أحدا على ما يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره (أي كان من عادته الحسنة ان لا يسرع بملامة أحد إذا قصر في حقه لامكان أن يكون له عذر وليس المقصود اللوم بعد الاعتذار)
3- يأتي بمعنى التصرف الذي يظهرك معذورا أمام الناس ومنه ما جاء عن الامام علي عليه السلام وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين:( إني أكره لكم أن تكونوا سبابين ، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر ، وقلتم مكان سبكم إياهم . اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به)
فائدة: اللعن غير السب
فاللعن ان كان لمستحق فهو يختلف عن السب ماهية ، فإن اللعن هو طلب ودعاء بإقصاء الملعون عن الرحمة الإلهية ، بينما السب هو الفحش من القول أو رمي الآخر بالعيوب والنقائص .
فاللعن يعني إظهار النفرة وإنكار المنكر والتبري منه هذا يعتبر علامة على صحة الإيمان لأن تقبيح القبيح مطلوب ، بل هو مقتض الفطرة التي فطر الناس عليها فيبتعد الإنسان عن القبيح وينجذب إلى الحسن ، وهذه هي فلسفة التبري والتولي .
ومنه يتبلور أن اللعن لأصحاب الموبقات في الدين ممن بدلوا وأحدثوا فيه عامل تربوي للمؤمنين يوقيهم من الانحراف ، ومن ثم كان أدنى مراتب إنكار المنكر هو الإنكار بالقلب والتبري النفسي منه ، وكان اللعن من مراتب إنكار المنكر .