المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام السجاد عليه السلام باعث الإسلام من جديد


صادق العارضي
09-12-2012, 08:17 AM
الإمام السجاد عليه السلام باعث الإسلام من جديد



بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف بريّته محمد وآله الطيبين الطاهرين.. واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين..

وبعد..

بعد أن استشهد الإمام الحسين صلوات الله عليه مع أهل بيته وأصحابه.. واطمأن الأمويون – حينئذٍ – فقط.. إلى أن آل علي (عليهم السلام)، قد انتهى أمرهم، وطويت صفحتهم، ولن تقوم لهم بعد – بزعم الأمويين – أية قائمة، ولن تبرق لهم في الأفق أية بارقة.. بعد ذلك ومع ذلك فقد استمروا في اتباع سياساتهم الرعناء تجاه أهل البيت (عليهم السلام) والأمة.. بهدف تكريس الأمر نهائياً في البيت الأموي، ولكي يبقى العرش الأموي محتفظاً بوجوده وبتفوّقه.. ولكن قد خاب فألهم، وطاش سهمهم.. فما كانت سياساتهم تلك إلا وبالاً ودماراً عاد عليهم أنفسهم.. فإننا نستطيع أن نقول: إن سياسات الأمويين تلك تتمثل بالخطوط التالية:

1- ملاحقة أهل البيت (عليهم السلام) إعلامياً بالافتراء عليهم، وتوجيه مختلف التهم الباطلة إليهم، وتصويرهم على أنهم هم المعتدون، والظالمون الآثمون.. الذين لا يتورعون عن أية عظيمة ولا يمتنعون عن ارتكاب أية جريمة، وحتى قتل الحسين عليه السلام، فإنه لم يكن إلا لأنه كان هو الجاني على نفسه، والساعي إلى حتفه، وهو المذنب والمعتدي، وهم وحدهم الضحية، والمظلومون معه في هذه القضية..

ومن ذا الذي يستطيع أن يرد على دعايات الأمويين هذه، أو يظهر الترديد والتشكيك فيها؟! أو بالأحرى من ذا الذي يستطيع أن يجهر بالحقيقة، ولو من دون تعرض لدفع دعايات الأمويين ودحض افتراءاتهم وأكاذيبهم؟!.

2- سياسة التجويع والحرمان لأهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم، وحرمانهم من كل الامتيازات ومصادرة أموالهم، وحتى هدم بيوتهم، حتى لا يجدوا اللقمة – لقمة العيش – إلا على موائد الأمويين، ومن لف لفهم، ودار في فلكهم.. وإجبارهم – وخصوصاً شخصيات آل علي – على التوجه إلى الحكام في وفادات منتظمة، لاستجداء لقمة العيش.. ولحفظ كراماتهم ودمائهم، حتى لا يعتبرهم الحكم في موقف المعارضة، فيستحل كل تصرف ضدهم، مهما كان قاسياً وشرساً وعنيفاً.. حتى إذا تأخرت أحياناً وفادة بعضهم عليهم تجدهم هم أنفسهم يطالبون بذلك ويتساءلون عنه وعن سببه وسره.. إن لم يبادروا إلى استقدامهم بشكل مباشر وصريح.. وبذلك يكونون قد شغلوا تلك الشخصيات بالبحث عن لقمة العيش، وصرفوا همتهم إلى هذا المجال.. بالإضافة إلى أنهم يستفيدون من ذلك سياسياً وإعلامياً كما هو واضح.

3- ثم هناك سياسة الاضطهاد والملاحقة المرة والشرسة لكل من يتصل بأهل البيت (عليهم السلام)، أو يظهر منه الميل إليهم.. الملاحقة التي لا تنتهي إلا بالتصفيات الجسدية والنفسية، أو بما لا يقل سوءاً وفظاعة وبشاعة عن ذلك.. ويستفيدون بذلك أمرين:

الأول: الحرب النفسية لآل علي أنفسهم، ومحاولة جعل اليأس يتطرق إلى نفوسهم، فلا يفكرون بعد بأية حركة، ولا بالوقوف أي موقف يتعارض مع مصلحة الهيئة الحاكمة..

الثاني: منع الناس من الاقتراب منهم، والاستفادة من تعاليمهم، والتخلق بأخلاقهم، والتعرف على الإسلام الصحيح الذي عندهم.. فإن الناس إذا علموا أن الاقتراب من آل علي لا يعني إلا الدمار والشقاء لهم، ولكل من يلوذ بهم، فإنهم سوف يجنبون أنفسهم ذلك.. ويؤثرون السلامة والراحة – كما هو طبع كل إنسان – على التعب والعناء، إن لم يكن الدماء والفناء.. وعلى هذا الأساس، ومن هذا المنطلق كان إصرارهم على لعن سيد الأوصياء أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام على المنابر – بل كانوا يعتبرون كما يقول مروان – على ما يظهر – إن بذلك استقامة ملكهم، وبقاء سلطانهم.. فإن لعنه – والعياذ بالله – إنما يعني:

ألف: خوف من يعرف الحقيقة من الاتصال بأهل بيت علي (عليه السلام) وشيعته، وحرمانه من ثم من الاستفادة من تعاليمهم، والتخلق بأخلاقهم، والسير على منهاجهم، الذي هو منهاج الإسلام الصحيح كما قلنا.. فإسلام علي عليه السلام، لم تطلع عليه الأمة، ولم تعرفه كما يجب، وإنما عرفت الإسلام الأموي إسلام المصالح والأهواء، الإسلام الذي يستحل السلب والنهب، وقتل النفوس البريئة، وفعل كل عظيمة، وارتكاب كل جريمة في سبيل الملك والسلطان، وفي سبيل المال.. واللذة..

وأما من لا يعرف الحقيقة – وهؤلاء من الأغلبية الساحقة – كما سنرى فلسوف يصدق بأن هذه الشخصية ومن يمت إليها بصلة أو رابطة شخصية منحرفة حقاً، وليس من المناسب، ولا من الصالح الديني، ولا الدنيوي الاتصال بها وبمن يمت أليها بصلة.. حتى ليتجرأ معاوية على القول لأهل الشام: إن علياً (عليه السلام) لم يكن يصلي[1] - والعياذ بالله – وحتى إن عشرة من قواد أهل الشام وأمرائهم، إلى قيام الدولة العباسية ما كانوا يعرفون أن للنبي(ص) قرابة سوى بني أمية، وقد حلفوا على ذلك لأبي العباس السفاح بأغلظ الإيمان[2]. وغير ذلك من الشواهد الكثيرة جداً في التاريخ الإسلامي، في عهد الأمويين وبعده..

باء: وشيعة علي وأهل بيته أيضاً يرون أنفسهم غير مقبولين اجتماعياً، ولا يمكنهم ممارسة أي نشاط مهما كان، فتخمد جذوة الثورة في نفوسهم، وينصرفون عن التخطيط لأي عمل يضر بصالح الهيئة الحاكمة..

جيم: كما أن الأمويين يكونون قد أخذوا بثارات بدر وغيرها، وكذلك الجمل وصفين، وشفوا غيظ قلوبهم من علي (عليه السلام)، هذا الذي كان القضاء النازل عليهم، والبلاء المبرم، الذي لم يجدوا منه مناصاً ولا عنه محيداً..

4- سياسة التجهيل: التي كانت تتعرض لها الأمة بأسرها، ويكفي أن نذكر: أن الناس والهاشميين بالذات كانوا في زمن السجاد عليه السلام، لا يعرفون كيف يصلون، ولا كيف يحجون[3].

وإذا كانت الصلاة، التي هي الركن الأعظم في الإسلام، ويؤديها كل مكلف خمس مرات يومياً كان لا يعرف حدودها وأحكامها من هم أقرب الناس إلى مهبط الوحي والتنزيل، والذين يفترض فيهم أن يكونوا أعرف من كل أحد بالشريعة، وأحكام الدين، فكيف تكون حالة غيرهم من أبناء الأمة، وما هو مقدار معرفتهم بالشريعة والدين إذن؟ وما هو مدى معرفة الأمة وبالأخص من هم أبعد عن مصدر العلم والمعرفة بالأحكام الأخرى التي يكون التعرض لها والابتلاء بها أقل؟! إننا نترك الجواب عن ذلك إلى أنس بن مالك الذي يقول – على ما رواه البخاري والترمذي – ما أعرف شيئاً مما كان على عهد رسول الله (ص). قيل: الصلاة؟

قال: أليس صنعتم ما صنعتم فيها[4] وقال الزهري: دخلنا على أنس بن مالك بدمشق – وهو وحده – يبكي قلت: ما يبكيك؟ قال: لا أعرف شيئاً مما أدركت إلا هذه الصلاة، وقد ضيعت[5]..

وبعد عصر أنس بقليل نجد الحسن البصري يقول: لو خرج عليكم أصحاب رسول الله(ص) ما عرفوا منكم إلا قبلتكم[6]. وروى مالك في الموطأ عن عمه عن جده مالك أنه قال: ما أعرف شيئاً مما أدركت عليه الناس إلا النداء للصلاة[7].. فنقل السيوطي في شرحه عن الباجي قوله ": يريد الصحابة، وأن الأذان باقٍ على ما كان عليه، لم يدخله تغيير ولا تبديل بخلاف الصلاة، فقد اخرت عن أوقاتها، وسائر الأفعال دخلها التغيير انتهى[8].

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: لو أن رجلين من أوائل هذه الأمة خلوا بمصحفيهما في بعض هذه الأودية لأتيا الناس اليوم ولا يعرفان شيئاً مما كانا عليه[9].

وبعد هذا.. فإن من الطبيعي أن يعتبر من حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وآله بعض الأحاديث – أربعين حديثاً مثلاً، أو عرف بعض الأحكام – إن من الطبيعي أن يعتبر أنه أعلم الناس وأعظمهم في وقته وعصره، ولاسيما إذا أضاف إلى ذلك وزاد عليه ما شاءت له قريحته، وسمحت به نفسه، حيث لا رقيب عليه ولا حسيب، ولا من يستطيع أن يميز هذا عن ذاك.. ولذلك نجد أن سوق الكذابين والوضّاعين – وحتى بعض من أسلم من أهل الكتاب نجد أن سوقهم قد راج، وصاروا هم أهل العلم والمعرفة والثقافة للأمة حينما انضووا تحت لواء الحكام وأبعد أهل البيت (عليهم السلام) عن الساحة وأجبروهم على التخلي عنها، حتى لنجد أن السجاد عليه السلام يقول في دعائه الخاص بيوم الجمعة وعرفه[10]:

"اللهم إن هذا المقام لخلفائك وأصفيائك، ومواضع أمنائك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها قد ابتزوها.. حتى عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين مقهورين مبتزين يرون حكمك مبدلاً وكتابك منبوذاً وفرائضك محرفة عن جهات أشراعك، وسنن نبيك متروكة الخ.."[11].

بل نجد السجاد (عليه السلام) أيضاً يقول للقاسم:

"إياك أن تشد راحلة ترحلها هنا لطلب العلم، حتى يمضي لكم بعد موتي سبع حجج "[12].

وكان السجاد عليه السلام إذا سافر صلى ركعتين ثم ركب راحلته، وبقي مواليه يتنفلون، فيقف ينتظرهم ولا يمنعهم من ذلك مع أن النوافل في السفر غير مشروعة.. بل نجد أن علياً قبل ذلك يشكو من عدم تمكنه من إظهار علمه ونشره، فهو يتلهف ويقول: إن في صدري هذا لعلماً جماً علمنيه رسول الله لو أجد حفظة.. كما أن الباقر عليه السلام يقول ما يقرب من هذا..

وعلي عليه السلام أيضاً يتنفس الصعداء على المنبر ويقول:

"سلوني قبل أن تفقدوني فإن بين الجوانح مني علماً جماً هاه هاه ألا لا أجد من يحمله"..

وقال عليه السلام:

"لو أجد ثلاثة رهط استودعهم العلم، وهم أهل لذلك لحدثت بما لا يحتاج فيه إلى نظر في حلال ولا حرام، وما يكون إلى يوم القيامة".

وكذلك هو يقول:

"إنه لو حدثهم ببعض ما يعلم من الحق في الكتاب الذي نزل به جبرئيل على محمد لتفرقوا عنه حتى يبقى في عصابة حق قليلة"[13]..

فإذا كان هذا هو حال الأمة في زمن علي عليه السلام.. ولم يكن الأمويون بعد قد تسلطوا على الأمة بشكل فعال، فكيف كان حال الناس بعده.. في زمن معاوية وزمن يزيد، الذي أخذ مسرف بن عقبة البيعة من أهل المدينة على أنهم خول له، والذي قتل الحسين (عليه السلام)، ونصب المنجنيق على الكعبة ثم بعده عبد الملك بن مروان والحجاج وغيرهم من جبابرة وملوك بني مروان؟!..

نعم.. لقد صار أولئك الوضاعون والكذابون وأصحاب المصالح، وحتى مسلمة أهل الكتاب هم مصدر الثقافة والمعرفة، وهم معلموا الأمة، وهداتها.

وقد ساعد الحكام على ذلك.. ووفروا لهم الحماية الكافية، والمال، وساعدوهم في كل ما يريدون ويشتهون، وذلك لأمور:

الأول: إن هؤلاء كانوا يخدمون العرش الأموي بشكل فعال، ويؤيدونه بمختلف المختلقات والافتراءات، على شكل روايات تتخذ صفة القداسة في نفوس الناس، وتترسخ في وجدانهم، لأنها منسوبة إلى نبي الأمة الأعظم، صلى الله عليه وآله وسلم.

الثاني: إنهم قد وجدوا فيهم ما يقدمونه للناس على أنه البديل عن أهل البيت عليهم السلام.. فلا يعيش الناس في الفراغ النفسي والعقائدي والتشريعي الذي سوف يتركه إبعاد أهل البيت (عليهم السلام) عن المجال العملي العام..

الثالث: وهو الأهم: إن السياسة الأموية كانت قائمة أساساً على إبعاد الناس عن الإسلام الصحيح، وحتى على القضاء على الشخصية النبوية في نفوس الناس قضاءً مبرماً ونهائياً.. هذه الشخصية التي سوف لن يكون تعرف الأمة عليها على حقيقتها في صالح العرش الأموي على الإطلاق..

ولذلك نجد أنه كانت ثمة رقابة كاملة على سنة النبي (صلى الله عليه وآله) وسيرته، وحتى على سيرة أصحابه ولاسيما الأنصار منهم كما يظهر من كتاب الموفقيات للزبير بن بكار، وعلى سيرة علي عليه السلام وأهل البيت (عليهم السلام) وسلوكهم ومفاهيمهم وتعاليمهم بشكل أخص.. ومحاولة التعتيم عليها أو التشكيك فيها، وحتى قلبها رأساً على عقب إن أمكن ذلك.. وقد أشرنا إلى ذلك بشيء من التفضيل في مقال سابق فلا نعيد..

وقد ساعدهم على ذلك سياستهم الخاصة تجاه صحابة النبي (صلى الله عليه وآله)، وتجاه حديث النبي.. والتي كانت تقضي بالمنع عن التحديث عنه (صلى الله عليه وآله) إلا بنوع خاص من الأحاديث وبمنع كبار الصحابة من السفر إلى البلاد لتثقيف الناس.. حتى مات هؤلاء الصحابة وانقرضوا أو كادوا، ولم يبق إلا بعض الصغار منهم، والذين لم يعرفوا الكثير منه (صلى الله عليه وآله) ولم يعايشوه بالشكل الواعي والكافي.. بل إنك لتجد أن بعض كبارهم كان يعاشره البعض سنة فلا يسمعه يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان يجعل هذا من ميزاته وحسناته ويفوز بكثير من المدح والثناء عليه[14].

كانت تلك لمحة خاطفة عن الوضع الذي كانت تعيش فيه الأمة في زمن السجاد عليه السلام.. وكانت تلك بعض الخيوط السياسية للحكم الأموي آنذاك..

وفي هذا الجو بالذات كان على الإمام السجاد عليه السلام أن يقوم بمهمة إمامة الأمة وهدايتها إلى الإسلام، الإسلام الصحيح، إسلام محمد (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام).. إسلام القرآن.. ولقد كانت مهمته هذه في غاية الصعوبة والخطورة..

فقد عرفنا موقف الحكم الأموي منه، ومن أبيه وجده، وعمه، ومن أهل بيته وشيعته، وكل من يلوذ بهم بسبب أو نسب..

وإذا أضفنا إلى ذلك: أن الإمام الحسين عليه السلام كان أعظم شخصية في الأمة الإسلامية، ولم تنس الأمة بعد ما سمعته من النبي صلى الله عليه وآله سلم في حقه.. مع ما عرفته فيه طيلة سبعة وخمسين عاماً من السلوك المثالي، والاستقامة على الحق، والعلم والوعي الذي لا يقاس ولا يضاهى، وغير ذلك من الصفات الفضلى، والسجايا النبيلة.. ولم يكن لولده السجاد زين العابدين عليه السلام – الذي لم يكن عمره يزيد على ثلاثة وعشرين عاماً – هذه المكانة التي كانت لأبيه الحسين (عليه السلام)، ولا كان معروفاً لدى الأمة على نطاق واسع، ولا اشتهر عنه بد ما كان قد اشتهر وشاع عن أبيه صلوات الله وسلامه عليه.

وحينما استشهد الحسين عليه السلام مع أهل بيته وأصحابه اعتبر الأمويون والناس: أن أهل البيت (عليهم السلام) قد انتهى أمرهم، وأفل نجمهم.. فلا الأمويون يخافونهم، ولا غير الأمويين يرجونهم.. هذا عدا عن عدم جرأة أحد على الاتصال بهم، وعدا عن الجهل المطبق بالإسلام، فكانت الردة عن أهل البيت (عليهم السلام) والابتعاد عنهم عامة وشاملة.. وحتى ليقول الصادق عليهم السلام: ارتد الناس بعد قتل الحسين إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطعم (لعل الصحيح: حكيم بن جبير) ثم إن الناس لحقوا وكثروا[15].

وإذن.. فلابد للسجاد عليه السلام أن يبدأ العمل من نقطة الصفر تقريباً، ولاسيما عقائدياً، ويعيد الإسلام من جديد ويوجه الناس نحو تعاليمه وأحكامه.. ويعيد للناس عقيدتهم التي كانت قد تعرضت للكثير من التحريف، وأن يعيد لهم ثقتهم بأهل بيت نبيهم (ص)..

والخلاصة: أن يبدأ تماماً كما بدأ النبي(ص) فيما سبق من نقطة الصفر.

والسجاد عليه السلام هو خليفة ذلك النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

ولابد له أيضاً.. من الحفاظ على العلويين، وكل من يتشيع لهم..

ولابد له بالإضافة إلى ذلك: من أن يكسر ذلك الطوق الحديدي الذي ضربه الحكم حولهم لاحتواء كل تصرفاتهم ونشاطاتهم..

ولابد له كذلك.. من إعادة ثقة الأمة بأهل البيت (عليهم السلام)، وتوجيهها نحوهم واعتبارهم المصدر الأصفى لتعاليم الإسلام، الإسلام القرآني الصحيح. ومصدر كل المعارف والعلوم النافعة والأفكار الراقية، والأخلاق الفاضلة الكريمة..

ولقد نجح عليه السلام في كل ذلك أيما نجاح، رغم قسوة الظروف ورغم الأخطار الجسيمة التي كان يواجهها، حيث لم يكن أية حماية أو رعاية من أي جهة كانت، ومن أي نوع كانت.. نعم لقد نجح في ذلك نجاحاً باهراً، حتى إنه عندما خرج ولد زيد على الحكم الأموي بايعه الآلاف الكثيرة وإن كانوا قد تركوه ولم يثبتوا معه.. ثم توالت الثورات الشعبية العارمة واحدة بعد الأخرى، وأغلبها كان بدوافع دينية، وشعور مذهبي..

ويكفي أن نذكر أن من نتائج جهوده عليه السلام – بالإضافة إلى كل ما سبق -: أن هيأ الجو على النحو الاكمل والأفضل لمدرسة الإمامين بعده: الباقر والصادق صلوات الله عليهما وعلى آبائهما وأبنائهما الطاهرين.

وأما عن أسلوب عمله وجهات جهاده ونضاله.. فإننا لا نستطيع في هذه العجالة.. أن نلم بكل جوانبها ومجالاتها، فضلاً عن دقائقها وتفصيلاتها ولذلك فنحن نكتفي بالإشارة إلى الأمرين التاليين:

الأول: إنه بالإضافة إلى أنه كان يوجه الأمة من خلال سلوكه وتصرفاته ومواقفه.. فإنه كان أيضاً يوجه الأمة من خلال أدعيته، التي كان يضمنها مختلف المعارف الإسلامية: عقائدياً – وهو الاهم – وسياسياً وأخلاقياً وغير ذلك.. ولم يكن بإمكان أحد أن يعترض عليه ويقول له: لا تدع ربك.. فإن ذلك سوف يكون مستهجناً ومرفوضاً من كل أحد.. حيث يرونه – بحسب الظاهر – لا يتعرض لدنيا هؤلاء الحكام، وإنما شغل نفسه بعبادة ربه، وتصفية وتزكية نفسه..

ويظهر أن الحكام أنفسهم أيضاً قد اطمأنوا إلى أنه عليه السلام ليس في صدد التخطيط والعمل ضدهم، ولا يفكر في الخروج عليهم، فراق لهم انصرافه عن دنياهم. بل لقد أصبح له عندهم مكانة عظمة واحتراماً خاصاً لم يكن لأحد من أهل البيت قبله، ولا كان لأحد منهم بعده.. ولذلك تجد الثناء العاطر ينهال عليه من كل جانب ومكان من قبل من ترضى عنهم الهيئة الحاكمة، وتعتبرهم من أعوانها.

ولقد فاتهم: أنه كان في الظاهر يدعو الله، ولكنه كان في واقع الأمر يدعو إلى الله، ويوجه نحوه، ويعرف الناس سبيله، ويضمن كلامه الكثير من التعاليم الألهية، والمعارف الدينية التي تهمهم في أمر دينهم ودنياهم.. كما اتضح ذلك جلياً فيما بعد. وأنه كان يقود عملية التغيير الشامل في بنية العقيدة للأم الإسلامية بأسرها.

الثاني: اهتمامه عليه السلام المتميز بشراء الموالي وعتقهم، حتى ليقول البعض[16] " وعرف العبدان ذلك فباعوا أنفسهم له، واختاروه وتفتلوا من أيدي السادة ليقعوا في يده، وجعل الدولاب يسير، والزمن يمر، وزين العابدين يهب الحرية في كل عام، وكل شهر، وكل يوم، وعند كل هفوة، وكل خطأ، حتى صار في المدينة جيش من الموالي الأحرار، والجواري الحرائر، وكلهم في ولاء زين العابدين، قد بلغوا خمسين ألفاً أو يزيدون".

ويقول أيضاً: ".. فهو يشتري العبيد لا لحاجة إليهم، ولكن ليعتقهم، وقالوا: إنه اعتق مئة ألف.."[17].

ودعا عليه السلام مملوكه مرتين فلم يجبه وأجابه في الثالثة، فقال له: يا بني، أما سمعت صوتي؟

قال: بلى.

قال: فما بالك لم تجبني؟

قال: امنتك.

قال: الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني[18].

وكان عليه السلام لا يضرب مملوكاً، بل يكتب ذنبه عنده، حتى إذا كان آخر شهر رمضان جمعهم وقررهم بذنوبهم، وطلب منهم أن يستغفروا له الله كما غفر لهم، ثم يعتقهم، ويجيزهم بجوائز، وما استخدم خادماً فوق حول..

وقال السيد الأمين: ".. ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم من حاجة يأتي بهم عرفات، فيسد بهم تلك الفرج، فإذا أفاض أمر بعتق رقابهم، وجوائز لهم من المال.. "[19].

ونحن نلاحظ هنا الأمور التالية:

أولاً: إنه يخاطب مماليكه بـ (يا بني)، وكان يهدف إلى إعطاء النظرة الصحيحة للإسلام تجاه المماليك، وأنه يعتبرهم بمنزلة الأخوة والأبناء.. وإن الإسلام الذي يفرض على الإمام السجاد عليه السلام أن يعامل مماليكه معاملة يأمنوه معها يختلف عن ذلك الإسلام الذي يدعيه الآخرون الذين يعتبرون الموالي أحقر وأذل من الحيوان.

وثانياً: إن كتابة إساءاتهم، ثم محاسبتهم عليها، وعتقهم حينه إنما يهدف إلى تنبيههم إلى أخطائهم، وترسيخ ذلك في نفوسهم، ولاسيما حينما تطرح كقضية حاسمة في أسعد لحظات حياتهم: اللحظات التي ينالون فيها حريتهم، التي هي في الحقيقة هوية وجودهم..

فهم إذن قد نالوا أعز ما في الوجود من غير استحقاق.. وفي هذا ضغط نفسي من نوع معين، ليحاولوا الارتفاع بأنفسهم إلى درجة الاستحقاق والجدارة، ويبعث في نفوسهم روح العمل الجاد في سبيل التكامل في الفضائل الإنسانية، والالتزام بالتعاليم الأخلاقية الإسلامية.

وثالثاً: إن ذلك يجعل له – بشكل طبيعي – مكانة خاصة في نفوسهم والنظر إليه نظرة خاصة فيها كل الاحترام والتقدير، واعتباره نوعية أخرى، تختلف عما يعرفون ويعهدون، وهذا يؤهلهم في المستقبل إلى الاستماع إلى تعاليمه، واحترام آرائه التي هي تعاليم وآراء الإسلام، ثم السير على منهاجه واتباع سلوكه..

ورابعاً: وأما إعطاؤهم المال في هذا الظرف بالذات.. فبالإضافة إلى أنهم يكونون عادة في أمس الحاجة إليه في هذا الظرف بالذات، حيث لا يملكون فيه من حطام الدنيا شيئاً.. ويمنعهم بذلك من اتباع الأساليب الملتوية من أجل الحصول علي لقمة العيش.. فبالإضافة إلى ذلك هو يؤكد على إنسانية تعاليم الإسلام، وإنه يعيش قضية الإنسان، ويتفاعل معها، ويهتم اهتماماً حقيقياً بحلها.. ولا يتاجر بآمال الناس وآلامهم وبكراماتهم كما هو شأن غيره ممن لم يعد أمرهم خافياً على أحد.

وخامساً: لقد كان من نتيجة هذه السياسة التي لا نجدها بهذا الشمول والسعة لدى غيره من الأئمة حتى علي عليه السلام.. لقد كان من نتيجة ذلك أن صار الموالي يعتبرون أهل البيت عليهم السلام هم المثل الأعلى للإنسان وللإسلام، وكانوا مستعدين للوقوف إلى جانبهم في مختلف الظروف، ولا نعدم بعض الشواهد التي تظهر أن الموالي كانوا ينتصرون للعلويين إذا رأوهم تعرضوا لظلم أو لبغي من قبل السلطات. كما يظهر لمن راجع كتاب عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب لابن عنبة، وغيره..

وسادساً: وأخيراً: إن ذلك كان إدانة لمنطق الأمويين القائم على أساس تفضيل العربي وإعطائه كل الامتيازات، وحرمان غيره منها بكل صورة، واعتباره أذل وأحقر من الحيوان حتى كان يقال: لا يقطع الصلاة إلا كلب أو حمار أو مولى، ومنعوهم من الإرث كما في موطأ مالك، ومن العطاء ومن القضاء، ومن الولاية وإمامة الجماعة، ومن الوقوف في الصف الأول منها، واعتبر غير العربي ليس كفؤاً للعربية، وأباحوا استرقاقهم، ولا يسترق غيرهم.. إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه واستقصائه.

وإذا لاحظنا أن العرب قبل الإسلام لم يكن لهم شأن يذكر، ولا كان لهم حكم ولا سلطان، وإنما كان الحكام هم غيرهم.. فإن من الطبيعي أن ترضي هذه السياسة غرور العربي، الذي أصبح يرى نفسه حاكماً على ملك الأكاسرة وغيرهم، وذلك ربما كان يزيده عنفاً وغلواً في معاملته القاسية لغير العرب..

ومن الجهة الأخرى.. فإن من الطبيعي أن يحس غير العرب بالغبن وبالمظلومية وعدم حفظ حقوقهم.. فكان هذا سبباً لتعاطفهم مع الدعوة العباسية التي تسببت في الإطاحة بالعرش الأموي.. وعلى الأخص حينما رأى غير العرب أنه لم ينصفهم ويعاملهم معاملة عادلة وحسنة إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ثم جاء السجاد (عليه السلام) وغيرهم من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ليعلن رفض الإسلام لمنطق الأمويين هذا القائم على أساس التمييز العنصري البغيض، وأن هذا لا يمثل رأي الإسلام الصحيح، ولا ينسجم مع منطلقاته في التعامل والتفضيل القائم على أساس العمل فقط: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} و: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}.

فكان كل ذلك.. قد هيأ الأجواء لتعاطف غير العرب مع الدعوة ضد الأمويين، كما أنه في نفس الوقت قد خفف من غلوائهم وحقدهم.. ولهذا فإننا لا نجد تطرفاً كثيراً في معاملة غير العرب للعرب حينما حكموهم في الدولة العباسية في فترات متعددة.. وإن كان للظروف الخاصة الأخرى أثر كبير أيضاً في هذا المجال..

وهكذا.. فإن علي بن الحسين (قد قام بمهمة شاقة جداً وخطيرة جداً، مهمة بعث الإسلام في الأمة من جديد في حين أنه لم يكن يعترف بإمامته في وقت ما غير ثلاثة أشخاص وهيأ الظروف والأجواء وأعاد العلاقات والروابط والصلات بين أهل البيت (عليهم السلام) وبين الأمة رغم جهد الحكام المستمر والمستميت لقطعها، والقضاء عليها.

نعم.. لقد قلب كل الموازين رأساً على عقب كما أوضحناه بأسلوبه الحكيم، والهادئ الرصين.. صلوات الله عليه وعل آبائه وأبنائه الطاهرين.

ويلاحظ: أنه قد فعل كل ذلك ونجح فيه أعظم النجاح، بصورة متميزة وفريدة، قد خفيت على الحكم، وعلى كل أجهزته بصورة تامة ولعل ذلك هو ما يفسر لنا ما نجده مع اهتمامهم بإبراز عظمته عليه السلام، وسعة علمه وفضله حتى من قبل المتعاطفين مع الحكم والممالئين له، حتى ليقول يحيى بن سعيد والزهري: "ما رأيت قرشياً قط أفضل من علي بن الحسين"[20].

والحمد لله رب العالمين.


الامام زين العابدين علي بن الحسين

ان الحديث عن الامام السجاد عليه السلام وكتابة سيرته عمل صعب لأن اساس تعرض الناس على هذا الامام تم في اجواء غير مساعدة اطلاقا ففي ذهن اغلب كتاب السيرة والمحللين ان هذا الانسان العظيم قد انزوى للعبادة ولم يكن له أي تدخل في السياسة حتى ان بعض المؤرخين وكتاب السيرة ذكروا هذه المسألة بشكل صريح.

الصورة العامة لحياة الامام السجاد عليه السلام

فقد كان الامام السجاد عليه السلام في الفترة ما بين استلامه للامامة منذ عاشوراء 61هـ واستشهاده مسموماً عام 95هـ يتابع مسؤولية تحقق هدف اقامة حكومة اهل البيت عليهم السلام لذلك ينبغي ان نفس جزئيات عمل الامام والمراحل التي مر بها والاساليب التي استعملها والتوفيقات التي حصلت وكل الامور التي بينها وكل التحركات التي قام بها والادعية والمناجات التي جمعت في الصحيفة السجادية كل هذا ينبغي ان يفسر بالنظر الى النمط العام ومنها المواقف التي اتخذها طوال مدة امامته.

1ـ موقفة من عبيد الله بن زياد ويزيد، الذي تميز بالبطولة والشجاعة والفداء.

2ـ موقفه من مسرف بين عقبة الذين تميز بالهدوء هذا الرجل الذي قام بتدمير المدينة واستباح اموالها بأو من يزيد في السنة الثالثة من حكمة.

3ـ حركة الامام مقابل عبد الملك بن مروان اقوى خلفاء بني امية وامكرهم حيث تميز موقفه بالشدة حينا والاعتدال حين آخر.

4ـ موف الامام عليه السلام من عمر بن عبد العزيز .

5ـ تعامل الامام مع اصحابه واتباعه ووصاياه لاصدقاءه .

6ـ موقف الامام من وعاظ السلاطين واعوان الظلمة كل هذه المواقف ينبغي التحركات ينبغي ان تدرس بدقة وفق تصوري ارى انه بالالتفات الى النهج العام كل هذه الجزئيات والحوادث سوف تكتسب معاني مناسبة وواضحة، وسوف نجد عندها ان هذا الانسان العظيم قد قضى كل حياته وسعيه في طريق الهدف المقدس وهو اقامة حكومة على الارض وتطبيق الاسلام وقد استفاد من انضج وافضل الوسائل وتقدم بالقافلة الاسلامية التي كانت بعد واقعة عاشوراء في نشر ذم وتفرق مهول، وانجز مهمته العظمى ومسؤولية الاصيلة التي قام بها كل الائمة وجميع الانبياء والصالحين مراعيا اصول السياسة والشجاعة والدقة في الاعمال او بعد 35 سنة من الجهاد المستمر الذي لم يعرف الراحة ابدا رحل عن الدنيا كريما مرفوع الرأس موكلا حمل ثقل الرسالة من بعد الى الامام الباقر عليه السلام.

وهنا يطرح السؤال التالي: لماذا يقوم الامام السجاد في مرحة من بعد الامر بالاعتدال والتقية ويغطي بالدعاء والاعمال المعتدلة على التحركات الثورية الشديد وفي مرحلة الامر يتصرف بشدة وقوة ووضوح.

والجواب: ان مرحلة الاسر كانت فصلا استثنائيا حيث كان على الامام السجاد عليه السلام وبمعزل عن كونه اماما ان يهيء ارضية التحرك لاقامة الحكومة الالهية والاسلامية وكان اللسان الناطق للدماء المشتركة في عاشوراء، فالامام السجاد "عليه السلام" لم يكن هنا في حقيقة بل كان لسان الحسين "عليه السلام" الصامت الذي تجلى في هذا الشاب الثوري في الشام والكوفة، فلو لم يكن الامام السجاد "عليه السلام" شديدا وحادا وصريحا في بيان القضايا فلن يبقى في الحقيقة مجال لعمله المستقبلي لان مجال عمله المستقبلي ينطلق من دم الحسين "عليه السلام" الذي كان ارضا وارضية للنهضات الشيعية في طول التاريخ.

وهكذا ينبغي انه يبدأ العمل اولا بتحذير الناس ثم في ظل هذا التحذير تبدأ المعارضة الاصولية والعميقة والبعيدة المدى ولا يمكن ان يتحقق هذا التحذير الا باللهجة الحادة الشديدة.

لذلك كان دور الامام السجاد "عليه السلام" في هذه المرحلة ودور زينب "عليها السلام" بيان ثورة الحسين "عليه السلام" اذ ان معرفة الناس يقتل الامام الحسين "عليه السلام" ولماذا قتل وكيف قتل سوف تؤثر على مستقبل الاسلام ومستقبل دعوة اهل البيت "عليهم السلام" وكان ينبغي بذل الجهود الكبيرة لاجل نشر هذه الحقائق على مستوى المجتمع لهذا تحرك الامام السجاد "عليه السلام" في هذا الاتجاه مثل سكينة وفاطمة الصغرى ومثل زينب نفسها ومثل كل اسير (كل بقدر استطاعته) لقد اجتمعت كل هذه الطاقات حتى تنشر دم الحسين المسفوك في الغربة في كل المناطق الاسلامية التي مرّوا بها من كربلاء المقدسة الى المدينة المنورة وحين دخل الامام السجاد "عليه السلام" الى المدينة كان عليه ان يبين الحقائق امام العيون والنظار منذ وصوله.

فكان هذا الفصل القصير مقطعا استثنائيا في حياته.
مما راق لي

صادق العارضي
13-12-2012, 08:20 AM
الله (http://www.imshiaa.com/vb)م صل على محمد (http://www.imshiaa.com/vb) وال محمد (http://www.imshiaa.com/vb)
سلام الله عليك يا ابا الباقر

ابراهيم العبيدي
14-12-2012, 11:32 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
جزاك الله خير الجزاء

صادق العارضي
17-12-2012, 08:51 AM
الله (http://www.imshiaa.com/vb)م صل على محمد (http://www.imshiaa.com/vb) وال محمد (http://www.imshiaa.com/vb)
وفقكم الله اخي ابراهيم على مروركم العطر