المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ورقة القصص الخمسة


حميد الغانم
11-12-2012, 10:46 PM
في احدى ساعات الدرس منذ ايام كان هنالك حوار مع طلبتي في الجامعة
اذ اقترحت عليهم مسابقة مفيدة بناءة تهدف الى الى اضافة لبنة في بيت النمو البشري ورقيه وتعاليه نحو الخصال الحميده
سكت الطلبة يستمعون الى هذه الفكرة او المسابقه يسمعون كلامي
اذ ابتداءات وقلت ان الحياة تجارب كبيرة فرحة مريرة موجعة او انيسه
بها مسرات وبها ويلات
وبها دمعات ودموع باكيات وشفاه ضاحكات
واكملت
ان كل انسان منا صغيرا كبيرا مذ شب في هذه الدنيا مرت به تجربه او راى تجربة او سمع تجربة واقعة قصة حكاية موقف لحظة غيرت في شخصيته وبناءها
نمت فكره الى مستويات عليا
هزت كيانه من الاعماق معها امواج الحياة الصافية النقية البريئة
ومن هنا انطلقت الى ايضاح فكرتي
ان كل طالب ياتي بهذه القصة او الواقعة او الحكاية او ما شاكلها
يكتبها بخطه باسلوبه بتعابيره كي ينقله الى من حوله ويسمع من لم يسمع ويرى من لم يرى ويستفيد
وبذلك يكون هدفنا متعدد لا هدفا واحدا
1- ان ننقل صورة بناءة صافية نقية واضحة الى من حولنا فيكون صوتنا نحو بناء مجتمع متكامل خلوق رفيع عالي الشيم والعزيمة وغيره من الصفات الحميده
2- ان يتعلم الطالب ان يكتب القصة باسلوبه بطوره ودوره كي يستفيد هو مما يكتب
3- ان نمجد ونخلد تلك المواقف التي طالما غيرت من حولها نحو الاحسن حتى لا تموت
4- ان يطبع الطالب قصته بنفسه كي تتمارس يده مع الحاسوب ويعتاد عقله على الابداع والاتقان واختيار الكلمات الاعمق والاكثر شموليه
5- ان تنشر تلك القصة او الحكابة عبر الانترنت في منتديات وضاءة بناءه مثل هذا المنتدى
6- ان توضع تلك القصص في اطار مسابقة بين الطلبة نحو التنافش الشريف المنصب في انهار الصلاخ والفلاح
7- ان تجمع تلك القصص في كتب صغير يطبع ويوزع كي تكون الفائدة اعم واكبر
8- ان تشتمل تلك القصص على اقوال اهل البيت سلام الله عليهم حيث لب القصه وارتباطه مع احاديث اهل البيت
9- ان توزع تلك القصص على اهل المنابر والمجالس كي تروى وتحكى من ارض الواقع حتى تكون كلمة طيبة صدقة تطفئ غضب الرب وتدخل الجنه
وافق الجميع على هذه الفكرة
وهنالك نية خفية في بالي وهدف اخرى لارى من ينفذ اسرع ومن يكتب ويبدع ومن استهوت الفكرة واستحوذته عليه
حتى اعرف قيادته واندفاعه نحو هدف طالما حلمنا به
وهو المجتمع الخلوق
انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق
وفي اليوم التالي
اذ احدى طالباتي
جلبت لي خمس قصص
حقيقة تفاجات لعدة اسباب
لسرعة الاستجابة والكتابه وكم القصص مع نوعيتها وكلها كانت مثلما تمنيت
من الصباح الباكر استلمت الورقة
مع انشغالي وكثرة اعمالي
رجعت الى البيت بعد نهاية الدوام الرسمي تعبا
تغديت ووضعت حقيبتي بجني مددت يدي
سحبت ورقة القصص الخمس
قرات الاولى
كانت حول السماحة والبساطة وطيب التعامل واللين
ما ان اكملت الاولى حتى سبحت عيني الى القصة الثانية حول فقير اعطى وغني امسك
والقصة الثالثة حول معلمة ضربت تلميذتها لانها ابتسمت
والرابعة حول المشاكل الزوجية واثرها في حياة الطفل
والخامسة حول
التكبر
حقيقة سرور كبير احتوشني واحاطني من كل جهاتي واركاني
لما لهذه القصص من روعة
مع امتيازتها بصدقها لانها حقيقة من ارض الواقع صيغة
بحروف من النقاء والصفاء
تتجاوزفي اعدادها ونوعياتها ابجدية اللغة العربية
الى ابجدية اللغة الخلقية
والتي هي اعم واوسع واشمل
ممتزجة باحلام طالما طمح
اهل الصلاح بها وعملوا لتحقيقها
وهنا
اخترت احدى القصص الخمس
ايفاءا بكلمتي بنشر القصص
وايضا
شكرا لهذه الطالبة المجدة
وكل هذا يصب في خانة رضا الله عز وجل
وسميت القصة
(ورقة القصص الخمس)
لماذا الفقير يمنح وهو كثير العطايا .. ولما الغني يبخل وهو قليل العطايا
ذات مرة كنا في مجلس من عامة الناس فاذ بشخص فقير ياكله العوز وتشربه الفاقه وتاخذه الاه وترجعه الحسره
يبحث بوجوه العالم عطفهم وحنانهم
يستجدي من جيوبهم قطعة رغيف له ولعياله
وهدمة تستره تقيه من برد امتص عظامه فغدت خاوية بالية
لا طاقة فيها تعينه على العمل
الفقراء عيال الله
هذا مر في بالي
والفقراء لهم حق في اموال الاغنياء
فان جاع الفقير ببخل الغني
مر هذا الفقير امام رجل بسيط لا كثير المال فيعد غنيا ولا معوزا فيعد فقيرا
بسيطا قانعا راضيا بما قسم الله له
مد يده هذا الفقير مرتعشه خجلة على حياء
امام الناس
اخرج هذا الرجل واعطى ما اخرج من جيبه الى الرجل الفقير
حقيقة تفاجات كثيرا
اندهشت
شرارة انقدحت في عقلي
فاشتعلت نارا باردة وضاءة نيرة استملات سنين وسنين
ولا زالت الى يومي هذا في بالي
كانت عطية الرجل البسيط كبيرة تسد جوع وعطش هذا الفقير لا ليوم بل ايام وايام
وبجانب هذا الرجل البسيط كان جالسا رجلا لا اقول ميسورا
بل هو غني بمعنى الكلمة
بما يملكه من بيوتات واموال ومسرات وملذات
وما عنده من صنوف الطعام والشراب
فاذا عينيه تزدريان الفقير
تحتقران الفقير
تمزقان الفقير
لو صح لها لاحرقتاه من الدنيا الى ارض اللاعودة
اخرج يده على استحياء بعطية لا يصح ان تقال عطية
مبلغا لا يبلغ طعامة المعدة او المرئ
بل لا يصل الى الحلقوم
ومع ما يملكه
وهناك صدمت كانما قطار الدهر باعباءه احزانه اثقاله جباله هضابه ووديانه صقط على راسي من شاهق
فكل تصوري
ان الغني سيطعي والبسيط سيمنع
بقي السؤال من يومها
لماذا الفقير البسيط كثير العطايا والغني بخيل وهو قليل العطايا
ضل السؤال سارحا في بالي يدور في متاهات الدماغ والذكريات
عله يجد جوابا مقنعا لما راى وسمع
وهناك
سمعت صوت الحق والعدل ابو الايتام ضمير الانسانية
علي بن ابي طالب
اطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت ولا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت
لان الخير فيها شح
فالعطايا كرم والكرم ضرب من ضروب الشجاعة
ومن كان شحيحا كيف يجود
وفاقد الشي لا يعطيه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وفقنا الله واياكم لخدمة شيعة علي بن ابي طالب
اللهم صل على محمد وال محمد
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كتبتها احدى طالبات قسم اللغة العربية

جعفر المندلاوي
11-12-2012, 11:54 PM
رائع ذلك اخي العزيز،،
تحية لك
ولكل المبدعين في نصرة الانسانية

دنيا
12-12-2012, 02:31 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد. بارك الله فيك. موضوع رائع وقصة جميلة جدا

نورالنجف
12-12-2012, 09:35 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد

شيء رائع جدآ ، وفقكم الله لكل خير أخي الكريم ..
وزاد من امثالكم خدمة للمجتمع بإعداد اجيال تمتاز بالوعي والثقافه وغيرها من الأمور التي تنفع و تخدم الغير ..

ونسعد كذلك بطرحكم لتلك القصص هنا كي يستفاد منها العديد ولكم الأجر بفعلكم هذا ..


بوركت الأخت الفاضله للقصة المباركة ..
جزاها الله خيرآ في حياتها..
موفقين *

حميد الغانم
17-12-2012, 11:16 PM
حياكم الله ووفقكم لكل الخير
وشاكرا مروركم الطيب العطر على هذه القصة البسيطة نسال الله ان يتقبل منا ومنكم هذا العمل
حميد الغانم

حميد الغانم
18-12-2012, 07:29 PM
(فجاءة تجدمت في مكاني )
يمكن للانسان ان ينسى كثيرا من اللحظات من الامنيات من الاحلام
يمكن ان ينسى وجعا الما حسرة اه
ولكن هنالك في حياة الانسان لحظات لا تنسى
لماذا لان هذه اللحظة هي الحياة
وكان العمر كله تلخص وتقوقع في لحظة واحدة لا غير
تذكرت حديثا لرسول الله صلوات ربي عليه واله
من اخذ الاعمى بيمينه يدله الطريق اخذته من شماله وادخلته الجنه
نعم هي لحظة واحده قصيرة معدومة صفرا قياسا الى العمر
ولكنها هي كل حياتي
من تلك اللحظات
موقف هزني رجرج ارضي بزلزال مدمر وريح عاصف واعاصير تدور بيه في كل مكان حيث لا مكان
حين كنت ادرس الى امتحان البكالوريا وانا في قمة الانغماس في قراءتي ومذاكرتي تداعبني احلامي بمستقبلي وتناجيني ذكريات لم تولد بعد بمستقبل يمد ذراعيه نحوي بطريق كله ورود
واذا
واه من هذه الاذا
التي تحمل الف الف معنى للاذى
سمعت صراخا لم يمزق اذني بخنجر الوجع بل امتد الى ابعد ابعد من ذلك ليسلخ وجداني وينحر كياني على غير قبلة
ما الذي حصل
تجمدت رجلاي طار عقلي ذهلت صعقت ماذا حصل
كانما القيت من السماء السابعة الى ارض الجحيم
سمعت ابي يقول انها امي
امي
امي
امي
رجفة علت كل اوصالي
صعقة مزقت سكون بالي
موت احتل كل خيالي
زلزال دكدك كل ارضي وجبالي
اه يا امي
سكن قلبي عن الخفقان
سكت فما عاد ينطق منه اللسان بحروف ضربات الحياة وضاعت سطور عمري مع هذه الكلمة
امي
سؤال محبوس في داخلي
ماذا حصل يا ابي لامي
اسال ابي
اسكت لا انطق
بين خوفي على امي وشوقي لمعرفة حالها
وبين خوفي من الجواب على سؤالي
صراع برهة ولحظة
ولكنه عميق بعمق الدهر
بعمق المحيطات والف الف بحر
لا قرار
حرت
وتهت
فاذا ابي ينطق
بان امي تعرضت لصعقة كهربائية

اه ثم اه ثم اه
ويلاه امي ويلاه
ليت سيوف الكون مزقتني ولا وقع عليك ما وقع
وليت الجبال سقطت على راسي ولا لاهك وانينك اسمع
وغاب الجسد عن العالم لتبقى الروح عائمة حائرة في عالم لا يمكن لعقلي او قلبي ان يتصوره
علم بدون امي
فما بقي لي غير لسان الروح يلهج بالدعاء يا الله يا الله يا الله
الهي بحق محمد وال محمد نجي امي
وما بقي سوى عيون القلب تدمع دما بعد دما
وضللت سارحة في لا عالم الاموات ولا عالم الاحياء
كان الدهر مر كله بلحظه
فما استفقت الا على انين امي واهاتها مترافدة واحده مع الاخرى
صحيح هي اه صحيح هي انة صحيح هي حسرة
وصحيح هي وجعة
ولكن من سخريات الدهر ان الاه والوجع احيانا يكون مصدر فرح
حين يغيب عنك عزيز على قلبك حبيب اب ام اخ
ويطوب غيابه وغيابه
حتى بدات ذكراه تغيب عن وجدانك
وهنالك صوت منه على هاتف
او حرف على ورقه
او سلام بيد غريب مستطرق
صحيح هي كلمه ولكنها بالف الف كلمة
صحيح هي صوت
ولكنها هي الحياه
وصحيح وصحيح
عادت قواي الى جسدي الخاوي في حينها
ركضت اليها
والدمع يتناثر على خدودي سيلا
امي
بلسان يرتجف
امي
انت حية
كل اللسان عن حمد الله وشكره
فبادرت الروح الى مساندت اللسان
ربي ما اوسع حلمك وكرمك ولطفك
اذا ابقيت لي امي
مر بقية اليوم بخير اذا تحسنت صحة امي
الحمد لله
عندها
قلت لماذا امي بالذات
هي التي صعقت بالكهرباء
لماذا
كان من الممكن ان يكون اي واحد منا انا اختي اخي زوجة اخي
لماذا امي بالذات
فاجابت نبضات قلب امي بصوت الامومة
بنيتي
ان الام لا تتحمل ان ترى ابنها ميتا
ان الام لا تتحمل ان ترى بنتها ميتة
ان الام لا تتحمل ان ترى زوجها ميتة
بنيتي صغيرتي
ان الام لا تتحمل ان يقول ابنها بنتها زوجها اه
فاه الابن هي اه الام بل اكثر
وانين البنت هي انين الام ووجعها بل امر
وجسد البنت هو جسد الام
الم واحد ان طرق باب البنت طرق معه باب الام
تذكري يا بنيتي قول رسول الله
اولادنا اكبادنا
صدقت سيدي ومولاي رسول الله
واكمل قلب الام يشرح لي
يابنيتي
ان الام في كل صلاة تدعو ان يكون موتها قبل موت ابنها او بنتها
تدعو ان يدفع الله الالم عندهم
ويا بنيتي ان نزل قدر فان الام برافتها ورحمتها
تسال الله ان يكون عليها وان المها وان وجعها
ويبقون الابناء سالمين غانمين
اي بنية تذكري الحسين وعلي الاكبر
تذكري عبدالله الرضيع وسكينة
وتذكري وتذكري
امي
اي قلب لديك كبير
ما اعظمه
ما اكبره
ما اجمله وما اروعه وما انقاه
وهنا صدق رسول الله
ان الجنة تحت اقدام الامهات
ان الجنه تحت اقدام الامهات
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كتبتها الطالبة اسراء المالكي
وحررها حميد الغانم
نسال الله ان يتقبل منا هذا القليل وانشاء الله نكمل مع الايام قصصا اخرى واقعية صادقة من ارض الواقع

نورالنجف
18-12-2012, 11:20 PM
فعل رائع تشكرعليه أخي الفاضل .. جزاك الله خيرآ وفي موازين اعمالك ان شاءالله ..
القصه مؤثرة جدآ صراحة ماأن بدأت بالقراءة وعيناي انغمرت بالدموع .. حفظ الله كل ام من كل سوء بحق محمد وآل محمد

بإنتظار كل جديدكم ..
موفقين .

حميد عبد الحسين
20-12-2012, 01:54 PM
بارك الله بكم ووفقكم.............

زخات مطر
21-12-2012, 11:18 PM
بوركت لهذا العمل المحفز لطلابك
ولما سيبقي من اثر كبير في نفوسهم
قصص معبرة ومؤثرة
شكرا لك لنقلها
وسلمت الانامل التي خطتها

حميد الغانم
24-12-2012, 08:59 PM
نور النجف
حميد عبدالحسين
زخات مطر
بارك بكم الباري عز وجل
ووفقكم لكل الخير
ووصلت كلماتكم الطيبة المشجعة الى الطلبة
مما زادهم اصرارا وهمة وعزما ليكتبوا
وحقيقة اصبح هذا المنتدى مصدر كبير لي في محاضراتي وطرق القائها وايصالها الى الطلبة
لفتح ذهنيتهم ونمو عقلهم تجاه الفضيلة والخلق الحميد
بوركتم
بمحمد وال محمد
حميد الغانم

حميد الغانم
24-12-2012, 11:33 PM
شمس غربت قبل الشروق
(قصة حقيقة وقعت في محافظة البصرة في العراق)
قد يتساءل الانسان كم حرفا نملك اليوم عشرين وبضع حرف
وقد يتساءل كم لهذه الحروف من كلمات معبرة صادقة مبحرة في عالم الاحساس
وقد يتساءل الانسان بين وبين نفسه كيف لهذه الكلمات احيانا ان توجع قلبا تنزف جرحا ودما ودمعا وروحا واحساسا و.....
كل هذا الكمات من حروف قليلة
تمر هذه الاسئلة في بالي كثيرا وكثيرا فما وجدت لها من جواب
الا
ذات صباح
اذ افقت من نومي على بكاء طفل صغير واي بكاء
صك اذاني ومزق كل حجب العقل
ودخل شغاف القلب بدون اذن
ولا طرق ابواب الروح
وحط رحاله في وطن احساسي ومحبتي ووجداني
ركضت بلا وعي بلا هدي بلا دليل بلا سبيل
كيف لا ادري
ما السر لا اعرف
ما الغريب لا مجيب
الا شئ في داخلي جرني نحو ذاك البكاء
وكانه ليس بكاء
كانه انشودة عذبة ما اعذبها
اغنية صافية نقية رقية كثر طالبها
عزفتها اوتار روح صادقة لتصدح بنشيد الاخوة المقدس
امي
امي
امي
ما الخبر
ماذا جرى
خبرني على قلبي يسكت عن هيجانه
خبريني علني ارقد مما احتلني وحواني
خبريني عن شئ ما علمته قبل اليوم احتوش سمعي واذاني وعيني
وقلبي وروحي وكل كياني
اماه
تبسمت
امي تبسمت
الحمد لله اي بسمة هي بسمة امي كان ثغر الكون لي تبسم
اي بسمة بسمة امي هي الامن
هي للجرح بلسم
رفعته بين يديها الحانيتين
طفلا صغيرا
احتواه القماط
صرخت بلا صوت
صحت بلا حركة لسان
بلا نطقها الوجدان
اخي
اخي
اخي
اول مرة اقولها في حياتي
يا الله
يا الله
يا الله
ما اعظم لطفك وحنانك
ما اعظم رحمتك وغفرانك ونعمك
اي رب مثل ربي الله
أي رب مثل ربي الله
كررتها وكررتها و كررتها
فما كلت الروح
وما مل الجسد
وما بطئ اللسان
أي رب مثل ربي الله
مرت الايام وكان اخي يسرق قلبي كل يوم اكثر واكثر
ياخذ روحه معه وان كنت بعيدا
صار عقلي معه............ اخي
صارت روحي معه ....... اخي
وسرى نسيمه في سماء دنياي يطفئ لهيب الصيف المحرق
وبان نور شمسه في دنياي ليطرد شيئا فشيئا
رويدا رويدا
ذاك الظلام القابع في وطني
لتتفتح مع هذا النور ازهار قلبي
ليفوح عطرها في كل ذرة من ذراتي
لتعلوا الاشجار وتنمة الثمار ويكثر الخضار
وتفرح من قلبي الديار حيث
الاطفال تلعب هنا وهناك
تركض تمرح
تجرح ولا تبكي لسرورها
تدمع فرحا عيونها لا من حزنها
وكان ارض الاعاجيب الطيبة نمت مع نمو اخي
كبرت معه شطئاني وبحاري وعذبت انهاري
وامطرت دنياي بمطر الغوث بعد سنين عجاف
وداعبت امواج بحري الهادئة خدود شطئاني حنانا ولطفا ولينا
فاذ
هبت ريح عاتية سوداء مظلمة باعاصيرها تقلع شجري وتطشر ثمري
تدهس كل خضري
وتمزق وردي وزهري
امي .... امي ...... امي
ركضت نحوها وقلب البنت نحو امه دائما يركض
صرخت
امي...امي.....امي
ماهذه الريح ... ماهذه العواصف ... ماهذه الاعاصير
قالت
ان اخيك مريض
ويلاه
ويلاه
ويلاه
اخي مريض
وجعي متطاول الان لا نهاية له
وجعي يمزق حلمي يجز نحره
وجعي يهدم وطني ويجفف انهره
وجعي يمزق جسدي يفرك ظهره
نزلت رغما عن ارادتي
امي
خذي دمي لاخي
خذي روحي ولا يبكي
فان بكاءه يمزقني
فان دمعته تحرقني
فان اه تذبحني
ويلي
ركضت امي للطبيب
جلست بباب البيت انتظر
الى القادم من بعيد انظر
الى المجهول فرحا استبشر
طاش العقل حار الفؤاد
تاخرت امي ودمع العين سيال
تاخرت امي وضاع مني كل بال
تاخرت امي
رفعت يدي يارب
يارب الذي ليس لي رب سواه
يارب
شافي اخي
ولاح طيف امي وهي تسير ثقيله
كان جبال الارض حطت على راسها
تسير وهي مذهولة
الحجر الصغير يعثرها
رجلاها مقيدتان الى الارض
ارى عينيها قد علاها ظلام الحزن
ارى يدهان ترتجفان رجفة من عمره الدهر
ركضت
تعثرت
طحت على الارض
انهطرت
لا ارى الا اخي
لا ارى العثرة
لا ارى الشجرة او السدرة
لا ارى الكون بارضه او بحره
اخي
وحار قلب امي
بين بكاءها على اخي
او
صمتها خوفا على قلبي
حيرة واي حيرة
واي قلب
هو قلب امي
واي روح هي روح امي
ومرت الايام
تحسنت حالة اخي
عادت الى شفاه امي الذابلات بسمة
واي بسمة
مشوبه بحزن خفي
يخوطها الحزن يمينا وشمالا
خوفا على اخي
وعاد اخي الى مرضه
يأن
يبكي
جلست عند راسه ارقب امي وهي تضعها في حضنها الحنون الملائكي
مال اخي براسه الى الشمال
وكان الكون اهتزت فيه الجبال مرة واحده
مال براسه اخي الى اليمين
وكان هاجت ماجت وهي تقول لا لن استكين
من الصباح الباكر
امي ..... ابي
سارعا لاخذه الى البصرة حيث الاطباء افضل العلاج افضل
المستشفيات افضل
وعدت الى الباب
جلست انتظر اترقب
عله ياتي طارش منهم يخبرني
عله خبر لروحي الفزعة يسكنني
عله وعله وعله
مرت الساعات
واي ساعات
كان الدقيقه فيها سنين وسنين
وكان الانتظار صارلابد الابدين
وكان الطريق صارمن الاميال الملايين
وكان روحي ذهبت وبقي الجسد على الباب مسكين
من بعيد
مر طيف ابي لوحده بلا امي بلا اخي
أه ه ه ه ه ه ه ه
صرخت الروح قبل اللسان
ابي اين ابن والدي
اي ابن والدي
اخي
مر بيده الحنونه على شعري
قال بنيتي في المستشفى ليكمل العلاج
خبرني اي
قال خيرا بنيتي
يكمل العلاج ويعود
ومعه امك ترعاه
ليلة في العمر واي ليلة
اول مرة يبتعد اخي عن ناظري
ومر الحزن لا بل سكن دياري وخاطري
خيم في وجداني لا بل اعتمر سري وجاهري
ونزلت الدموع سيلانا في تلك الليلة في فراشي
بللت خدودي
ليتني مت قبل هذا
ليتني كنت انا من به مرضك
ليتني انا التي اتوجع
ليتني انا ,,, ليتني انا ,,,ليتني انا
غفوت مع هذه الكلمات
في الصباح الباكر
واي صباح
جاءت امي خالية الا من همها وغمها
رجعت امي بلا طفلها وحدها
صرخت امي امي امي
اين
اخي اخي اخي
فلذه كبدي ..روحي.. جسدي
فزع ابي
وقبل ان يسال
اجابت امي
ان اخي قد مات
حتى ضربت على راسي
حتى نفشت شعري
حتى لطمت خدودي
حتى علا صراخي
حتى رجف قلبي تمزقت اوصالي
وحتى وحتى
ابي كيف
وصمت رهيب خيم في الوجود
امي خبريني
اي يد اثمة غادرة مزقت فؤادي
اي يد اثمة غادرة مزقت حشا القلب والروح
انها
الحاضنة
صعق الجميع
صمت خيم في الوجود ولا حركة
اي حاضنة
اين المرض اي الالم اين الدواء اين الاطباء
الحاضنة قالتها امي والحزن يتناثر من فوقها
الحاضنة احرقت ابني
قالتها امي ممزقة الفؤاد والوجدان ممزقة الروح والكيان
مهدمة الاركان ضائعة في اللااكوان
حيث الضياع بلا قاع
حين اللاقرار بلا استقرار
ان الحاضنة التي وضعوا بها اخي كانت عاطلة فعلت حراراتها متسارعة
لتحرق اخي وتحرقني وتحرق كل فرحي وسروي
لتسلب روحي قطرة قطرة مع كل انة وانة
مع كل صرخة علت مع بكاءه مستنجدا بامي
وجدران الحاضنة الضعيفة تسجنه تحجبه تجره الى قيعان الموت بلا حياة
كانها جدران فولاذ بعمق البحر بطول عمر بسمك الجبال
خفت صوتهرويدا رويدا ضاع بكاءه مع امواج الاثير شيئا فشيئا
رمق امي بنظرة وداع اخير كانه يقول
امي قبلي لي اختي الحنونه
امي ودعي لي اباي
امي القاك غدا يوم الحشر
ساعد الله قلبك سيدي ومولاي ابا عبدالله وابنك الرضيع عبدالله مذبوح بين يديك ممزقا قماطه قائلا ابي يا حسين
ابي يا حسين كلنا فداءا لك يا ابي يا حسين
رضيعا كنت كبيرا صرت فديتك سيدي بالروح والجسد
مزقه قماطه حضن ابيه من رقبته
وداعا ابديا الى يوم الحشر
ساعد الله قلبك سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء
ساعدالله قلبك يا رسول الله
ساعد الله قلبك امير المؤمنين علي بن ابي طالب
ساعد الله قلبك سيدتي ومولاتي زينب
ركضت امي لتصيح للممرضات
صرخت وصرخت وصرخت
ولا مجيب الا العبث والاهمال
اي اهمال اي عبث اي استهانه اي لا مبالاة
لطبيب او ممرض او مسؤول
يهمل شيئا بسيطا في نظره ولكنه كبيرا في الاخرين
سنكتب ما قدموا واثارهم
ومذ ذاك اليوم مرت سنين وسنين وسنين
وكبرت
ولكن بقي صوته في كل اركان البيت
بكاءه يمزق اذني
صداه يجلب معه الاه
لن انساه لن انساه لن انساه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كتبتها هدى المالكي
احدى طالبات قسم اللغة العربية
حررها حميد الغانم

نورالنجف
26-12-2012, 08:34 PM
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد

بوركت الأخت الفاضلة لما خطت لنا .. قصة مؤثرة بحق ..
إحساس رائع وصادق في الكتابة .. وكأنا قد عشنا تلك الأحداث المؤلمة بتفاصيلها
كل الشكــر والتقــدير لها ولكم أخي الفاضل حميد الغانم ..

* الأخ الفاضل حبذا لو تطلب حضرتكم من الأخوات الفاضلات ان يلخصوا لنا في نهاية تلك القصص الرائعة ولو بسطرآ واحد حكمة أو موعضة حول ماأحتوت عليهِ من أحداث تلك القصص كي يستفاد القارىء أكثر وأكثر وتترك الأثر بداخلهِ كما تركت القصة الأثر بداخل كاتبها ..
ولكم مني جل الإحترام .



يثبت الموضوع تقيمآ لجهودكم أخي المحترم

زخات مطر
26-12-2012, 08:45 PM
قصة مؤثرة جدا
المت القصة بكذا موضوع
شكرا لكم ولكاتبة القصة

حميد الغانم
27-12-2012, 12:00 AM
وفقك الله لكل الخير اختنا الفاضلة الكريمة نور النجف
وشكرا لك لرفعك الموضوع
رفع الله من قدر في الدنيا والاخرة
وهل تعلمين يا اختنا الفاضلة
ان من كتب القصص لا يملكن نت في بيوتهن لاسباب مادية او قد تكون خوف الاهل عليهن
ومن هنا سالني طالب في هذا اليوم
استاذ هل لديك صفحة على الفبس بوك
اجبته بسرعة
هذه صفحتي وصفحة كل انسان صالح يتمنى النمو والرفعة والرقي في الاخلاق الحميدة
واظهرت له صفحة منتديات انا شيعي ويا حسين
لاول مرة يطلعون على هذا المنتدى الطيب الكريم
هذا كان همي الاول
ان يكون هذا المنتدى صرحا لهم يعلمهم ويحميهم ويهديهم
واخر الدوام تقريبا عن الساعة الثانية ظهرا
من كتبت القصة
قالت استاذ لم اعرف كيف ادخل المنتدى
علمتها واعتقد انها في هذا اليوم تتصفح قصتها
وغدا بحول الله تسال كيف تشترك
وهذا همي الثاني
ان يعم الاشتراك والتواصل من قبلهم مباشرة
واما الشي الثالث
احببت ان اصقل موهبتهم في الكتابه ونقل الواقع
واخراج ما في قلوبهم من مشاعرة صادقة حنونة ليرى المسلم اي قلب نقي يملكه ومن عليه الله به
وهذا هو الهم الثالث
الرابع
ان نجلس ذات يوم طلبتي وانا ونعرض القصص على شاشة كبيرة في قاعة الدرس وندرسها واحدة واحده
واكتب ارائهم
واضعها هنا
بمعنى ان الفائدة التي استفادوا منها
العبرة التي اخذوها من هذه القصص ماهي
لذا اخرت العبرة الى حين اكمال القصص كي تكون عبرة جماعية
مع التنبيه ان العبرة كتبت في طيات اسطر القصص
وناخذ القصة الاخيرة
شمس غربت قبل الشروق
حين اعطيتها النسخة المطبوعة
قلت لها لا تبكي
لان القصة بحقيقتها اوجعت قلبي كثيرا وابكتني كثيرا
لانها ذكرتني باخوتي الذين اعدمهم صدام اللعين
هل تعلمين اختي الفاضلة نور النجف
كان البكاء جماعيا من مجموعة من الطالبات حين قران القصة وخصوصا قصة الام التي صعقت بالكهرباء
فان العبرة
هي
1- صدق الاحساس ونقاءه اساس لبناء مجتمع عال راقي في اخلاقة وسلوكه
2- ان العبرة في ان كثيرا من الطالبات او البنات هن موهوبات في الكتابة ولكن يحتجن الى من يعينهن
3-ان الاستاذ عليه ان يكون ابا واخا وصديقا وحاميا وحارسا وراعيا وموجها لطلابه تجاه التنمية البشرية
واي نماء يكون من خلال هذا المنتدى ان هو الا نماء عظيم كبير
4- ان قصة شمس غربت قبل الشروق على سبيل المثال
مبناها ان الرسول يقول
من عمل منكم عملا صالحا فليتقنه
وهنا لو اتقن الطبيب والممرض عمله لما قتلت براءه طفل
5- يقول الامام علي سلام الله عليه
لا تنظر الى ذنبك بل انظر الى من عصيت
فان حكمة القصة في ان من اخطا في اصلاح ثرمستات الحاضنة يتصور فعله بسيط
بل حقيقة الامر اجرام كبير
وخلاصة القول
ان العمل مهما كان بسيطا صغيرا فانه ينمو ويكبر ويكبر
لذا لا تستحقر الخير ولو قل او صغر
ولي عودة انشاء الله لاكمل قصة وقعت في ذات المستشفى مع طفل اخر
حميد الغانم

حميد الغانم
27-12-2012, 12:04 AM
وفقك الله لكل الخير
زخات مطر
وجعل الله كلمات زخات رحمة نازلة على امة محمد وال محمد
بحق محمد وال محمد
وصدقيني كل صباح فان الطالبات ياتين ليرن الردود على الموضوع
وقليلة هي الكلمات لكنها كبيرة في تشجيع الطالبات
شكرا لك
حميد الغانم

نورالنجف
27-12-2012, 01:51 PM
بارك الله بك أخي الفاضل ..

تفانيكم وجهودكم في إخراج مواهب الطلبة وتشجيعهم بهذهِ الطريقة الرائعة أمر عظيم بحد ذاته .. أسال الله أن يوفقكم لكل خير .. وان يزيد من أمثالكم ..
نعم مثل ماتفضلت حضرتكم أخي ان العبر والحكم يمكن ان يستخلصها القارىء بنفسه وإنها موجودة بين طيات القصص لكن كان لي هدف بطلبي ذلك هو أن يعملوا بأنفسهم على ان يلخصوا ذلك بنهايات قصصهم كي يزيد ذلكـ من قدراتهم وابداعهم أكثر وأكثر ..

بارك الله بك وبهم .. متابعين إن شاء الله لكل جديدكم ..

تحياتي

حميد الغانم
28-12-2012, 12:07 AM
ومن الله علي ب(علي)
من نعم الله على الانسان بعد الاسلام الولد
وقصتنا هنا حقيقية مرتبكة ارتباطا وثيقا بالقصة التي سبقتها
شمس غربت قبل اشراقها
دارت احداث القصة في ذات المستشفى الذي دارت به القصة الاولى
ابو فادية رجل مؤمن متقي ورع عامل بجد ونشاط
مهندس قدير كان من مهندسي الجسور
من الناس الخلص في عملهم
ومن البراعة والذكاء والحرص على العمل ما لم اره الا في القليلن
اضافة الى ذلك فان ابي فادية رجل قارئ مطلع لكتب الدين من الفلسفة والحكمة والروايه
وكتب بحثا عميقا معمقا وقفت عنده كثيرا لصعوبته
ابو فادية من اسمه رجل لم يرزق بولد
وجرت العادة في العراق ان الرجل ان لم يكن عنده ولد سمي بابي غايب
وان كان عنده بنت وطبرت ولك يرزق بولد سمي باسم البنت
هكذا مرت السنين على ابي فادية ولم يرزق الا بالبنات
شاكرا لله عز وجل
الحمد لله على نعمته
وبعد سنوات وعلى ابواب ياس المراة من الانجاب
من الله على ابي فادية
بولد
سماه علي
تيمنا بامير المؤمنين علي بن ابي طالب
مرت الايام
مر شهر شهران ثلاث
وابو فادية يرقب ابنه يكبر ويتمنى ان يعطي من عمره الى عمر ابنه
صار عمر علاوي ابنه كما يسميه ستة اشهر
ذات ليلة اصيب علي ببرد شديد ومعه ضيق في التنفس
سارع الرجل بسيارته الى ذات المستشفى
طبعا في محافظة البصرة
الى الطبيب فحصه مسرعا
امر به الطبيب ان يوضع على جهاز الربو
او كما يسميه العراقيين
البخاخ ليوضع به موسع القصبات ويستنشقه الطفل
كي لا يصاب بصرع حراري نتيجة قلة الاوكسجين الواصل الى الدماغ
سارع ابو فادية الى الجهاز
العجب العجب
ما حصل
الجهاز يعمل ولكن توصيلة الكهرباء
او كما يسميها البصراويين نقطة الكهرباء
او السويج باللهجة العامية
لا تعمل
وكيف للجهاز ان يعمل
ومن ردهة الى ردهة حتى حصلوا على نقطة كهرباء صالحة تعمل
ولكن
واه والف اه
من هذه اللكن
هنا علي الطفل الصغير المسكين
اشتد اختناقه وضيق تنفسه
فاصيب بحالة عجيبة غريبة
اذ اصيب برجفة في راسه
كان رقبته لا تتحمل ثقل راسه
وصار راسه يتمايل يمينا وشمالا
وحتى بعد العلاج
وحتى مع مرور الايام
لم يشفى علاوي حتى وقت تركي للعمل معه والذهاب الى عمل اخر
اسال
1- ماذنب طفل صغير برئ طاهر ان يجرم بحقه الكبير بسبب اهماله
2- ماذنب ابو الطفل من امثال ابي فادية يتوجع لوجع ابنه
وهنالك اسباب كثيرة واجوبة كثيرة
ولكن براي واهمها هو قصر النظر في تقدير مسالة معينة وابعادها
فلو كان المسؤول يعرف ابعاد نقطة الكهرباء العاطلة وما يترتب عليها من اثار
لسارع لاصلاحها
وقد ياتي يوم يكون هو المريض او ابنه
والحكمة لكل انسان عامل
الا تهمل عملك ولو بمقدار انملة لانه قد تتوقف حياه شخص او اشخاص على هذا المقدار

نورالنجف
30-12-2012, 06:13 PM
ساعد الله قلب والدهِ وأحبتهِ ، صراحة مؤلم أن نسمع بهكذا قصص ..
للأسف ارواح البشر ترخص بمثل هذهِ الطرق ,, لكن ماعسانا ان نقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل ..
تشكر أخي الفاضل للقصة ..
علها أن تبقى اثرآ لتيقظ ضمير من هو مقصر ومهمل تجاه عملهِ ..
جزاك الله خيرآ

حميد الغانم
08-01-2013, 12:44 AM
جزيت اختنا الفاضلة نور النجف بكل الخير والرحمة والبركة والرضوان
نعم هي قصة مؤثرة موجعة للاب وكل من يحمل قلبا حنونا واعيا
ينظر ابعد من يومه الى اخرته ليرى ان العمل مهما كان بسيطا فهو ممتد عبر الزمان
اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تعيش غدا
وفقك الله لكل الخير اختنا نور النجف
حميد الغانم

حميد الغانم
08-01-2013, 12:59 AM
اطلاق عنان كلمة التكبر
انسال في قرارة نفسي لماذا نطلق كلمة تكبر على انسان لا نعرفه لم نتكلم معه ولا نعرف شيئا عن شخصيته باطنه حقيقته .... أنحكم عليه من خلال المظهر فقط ,,لماذا حين نراه نحكم من مظهره من شكله من ملبسه .. او من خلال عدم نظره الينا او لا يعيرنا اهتمامه
كثيرة هي الاحتمالات التي تجعل الفرد منا يحكم على الاخرين بهذا الحكم القاسي المر
سالت نفسي مرات ومرات فوصلت الى نتيجة نهائية
ان على الانسان ان يخالط الاخرين حتى يكون قادرا على ان يحكم عليه
فالحكم المبني على جهل حكم باطل
والناس اعداء ما جهلوا
وكثيرة هي معرفتي باناس توحي طبيعة مظهرهم وشكلهم بالتكبر او العصبية
ولكن
حين اقترب منهم اتحدث معهم اعايشهم
تبين الايام لي خطاي
ومدى ما يحمله هذا الشخص من خلق عظيم وحنان كبير وقلب واسع
وهنا اذكر حكاية حقيقة حصلت في عام 2005 في جنوب العراق
حيث جرت انتخابات مجالس الاقضية والنواحي
ومن المعلوم حينها ان مجلس القضاء يتكون من 21 عضوا
جرت الانتخابات
وانتظر الناس الى ان جاء الليل
واعلنت النتائج الاولي
احد الفائزين عمار
عمار كان يوحي شكله بالتكبر وعدم التواضع
وانه وانه وانه
وكثرة الاقاويل حوله
الى الحد الذي وصل بالبعض ان عمار حرامي كما يقال بالجنوب ومرتشي
مرت الايام
مارس عمار عمله في المجلس
وخصوصا وقت السقوط وعام 2005
كانت الظروف الامنية قاسية وتوزيع النفط والغاز على الاهالي عملية صعبة جدا
اضافة الى خطورتها
ولاحتياجها الى سعة قلب كبير وروح كبيرة
كان عمار يوزع الغاز نهار
النفط ليلا
يذهب يطرق بيت فلان وفلان يقول هاتوا بطاقتكم التموينية لاجل النفط
يذهب لبيت الاخر الفقير
يعطي من جيبه الخاص الى من هو بعازة الى المال
يركض من دائرة الى دائرة
ومع الايام
علت صورته المشرقة في سماء الحقيقة
لتحرق بضيها كل صورة تكبر بنيت في اذهان الناس ولترسم صورة نقية صافية عن انسان متواضع صدوق جاد بالعمل يتمنى الخير للجميع
يبذل كل ما عنده خدمة للناس
لم يقتصر عمار على من انتخبه
امتدت يده لتشمل الجميع
حتى من كان يتحدث عنه ويقول متكبر متكبر لا يسلم
ومع بلوغة 45 كان متواضعا حتى للاصغر سنا منه
والالطف والاجمل والاروع
تواضع عمار مع والديه امه وابيه
واي حنان وبر كان يحمله في قلبه لهما
نعم ان تلك الام وذاك الاب هما من زرعا هذا الحب في قلبه
من يومها تعلمت درسا
الا نحكم على الاخرين من مظهرهم بل من عملهم
وكتبت
لا يجب ان نطلق عنان كلمة المتكبر على شخصه لا نعرفه ونحكم عليه
ظلما .... بالتكبر
كتبتها الاء المالكي
وحررها حميد الغانم

حميد الغانم
18-01-2013, 02:42 AM
الاعتذار ( ما بعد الكره محبة واحترام)
حقيقة لا ادري كيف انقل هذه القصة بصورتها التي وصلت الي عن طريق احدى الطالبات
وسميتها الاعتذار
في حين سمتها الطالبة ما بعد الكره محبة واحترام
كنت واقفا اتحدث مع الطالبات اللواتي شاركن في كتابة قصص هذا الموضوع
ومعي جهاز الكومبيوتر المحمول ( اللاب توب)
فسارعت الى ان اريهن الموضوع والى اي درجة وصل وكم هو عدد من اطلع على الموضوع وقراءه او على الاقل مر عليه
وقلت هذه الايام
لا اريد ان تكتبوا قصصا لان وقت امتحانات الفصل الاول
وهي مهمة جدا وعليكم ان تستغلوا كل وقتكم في الدراسة
انتهى الحوار الذي لم يطل كثيرا لانشغال الطلبة بالاعداد للامتحان
في
اليوم التالي
جلبت لي احدى الطالبات هذه القصة
حقيقة طويت الورقة سريعة بسبب انشغالي الكبير ووضعتها في جيبي ووعدتها بان اقراءها حالما اصل البيت
مر الوقت سريعا نتيجة لكثرة الانشغالات
عدت بعد انتهاء الدوام متعبا مع تعب رحلة السيارة حتى البيت
حالما وضعت حقيبتي
اخرجت الورقة
قراءتها حقيقة تاثرت
كيف
لانني وضعت احتمالا كبيرا ان القصة كتبت عني انا شخصيا
ولكن لم تسعفني الذاكرة انني مررت بهذا الوقت لذا
قللت نسبة القصة وشمولها لي شخصيا الى نسبة اقل
اكتب القصة الان كما جاءتني من دون تغيير

(في يوم من الايام كنت تائهة في افكاري فوقفت عند حادثة مرت بي حيث نقلت من كليتي الاولى التي كنت اعشقها الى مكان او مؤسسة تعليمية اخرى
(اقول انا حميد الغانم بقول سيدي ومولاي علي بن ابي طالب سلام الله عليه
الناس اعداء ما جهلوا)
قبلت االانتقال الى الكلية الجديدة
تحقيقا لرغبة اهلي
وسرعان ما راجعتها لاكمل متطلبات النقل من الكلية القديمة الى الجديدة
مررت بمكتب عميد الكلية
حيث
التقيت بشخص من موظفيها عندما رايته
كرهته
هذه الكراهية
لا لانه هو بشخصه بل لانه ينتمي الى هذه المؤسسة
وكنت اظنه هو المذنب بفتح تلك المؤسسة
وفي ذات الوقت
طلب مني هذا الموظف
ملزمة الحاسبات
وهو طلب ليس بصعب علي
بل هو سهل جدا
وعلمت عندها انه الاستاذ الذي سيدرسنا منهج الحاسبات
ووعدته بان اجلب الملزمة في غير يوم
ولكنني تعمدت باخلاف وعدي وعدم جلب الملزمة بقصد
وتعمد
لانني اكره هذا المكان الجديد
وكانت نفسيتي تعبة جدا ومنهارة
حتى كرهت نسيم الهواء الذي يمر بقسمي وكليتي

وكانت نفسي تخاتلني
تزيدني قوة في كسر كلمتي ووعدي
وتزيد من عنادي
وتحركني نحو الكره والبغض والانتقام
وتعزف تاره على اوتار الحزن لفراق كليتي زميلاتي صديقاتي
وتارة على اوتار الانتقام والسخط والغضب
(الغضب مفتاح كل شر )
كل شي كان هنالك جميل
وهنا اليوم صار قبيح
والتقيت بذلك الاستاذ في يوم اخر
واحتدم الصراع بين العقل والنفس
بين نفس تقول لا تعطيه الملزمة
وبين عقل يقول اوفي بالوعد وصدق الكلمة
لماذا تحملين هذا الكره لماذا امتنعتي من اعطاء شي تفيدين به الاخرين
اتقي الله
عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
( ان الغضب والشر مانع لخير النفس وخير الاخرين )
وبقي السؤال يدور ويدور في خاطري
اذا لماذا
لماذا كرهتي هذا الشخص لمجرد انك تكرهين المكان
ما ذنب هذا الشخص
وبقي سؤال اخر يدور في بالي
هل نسي هذا الاستاذ طلبه مني ام لم ينساه
ومرت الايام
(هنا يجب الا نحكم على الاشياء بسرعة على اساس خاطئ)
وتقبلت المكان والدراسة والكلية بنسبة بسيطة تزداد يوما بعد يوم
ولكن
المفاجاة العظمى والتي تدهش النفس ان الضمير انتصر في الصراع مع النفس في اخر المطاف
وتبدل الكره لذلك الاستاذ الى محبة واحترام وتقدير لهذا الاستاذ وشخصه
واصبح الحب والاحترام يفوق البحار السبع
سبحان الله
لماذا البشر يحكم على غيره ولا يعرف ماهي الطبائع والنفوس
فالدهشة كبيرة ان اصبح هذه الشخص علاقتي معه علاقة الابن بوالده او الاخ باخيه واخته
وكان كل يوم يؤدي علي التحية
( قال رسول الله قدم حسن الخطاب تجد جميل الجواب )
يهدم اسوار كل كره او اي حقد وبغض في داخلي ويوسع في ضميري افاق التعاون والتعاطف مع الاخرين
فهكذا
( بين الكره والمحبة خيط دخان قد ينقطع بنسمة هواء ليغير مساره ومسار حياة اخرين)
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الى هنا انتهت قصة الطالبة
حقيقة حرت وودت ان اضعها في المنتدى الطيب الكريم
ولكن لضيق الوقت وكثرة المشاغل قررت ان اضع قصة كل ليلة جمعة كي يستمر الموضوع عله ينفع الاخرين
بعد اربعة ايام او خمسة
كنت خارجا من قاعة الامتحان الى قاعة اخرى
وجدت الطالبة امامي وقد خرجت من امتحانها
سلمت عليها
سالتها كيف الامتحان قالت الحمد لله
قلت بلهجة شعبية دارجة
شدي الحيل كي تكملي الدراسات العليا
سالتني
باستياح
قالت استاذ هل قراءت القصة
قلت نعم
قالت وهل عرفت من المقصود
قلت احتمال ان يكون هو انا من تقصدين
قالت نعم
لانك كنت جالسا في مكتب العميد حينها وتصورت انك انت من اسس هذه الكلية وفتحها
فصببت كل غضبي عليك
ضحكت
قلت لا والله
انا اصلا استخرت الله عز وجل هل انتقل ام ابقى في مكان عملي الاول
جاءت الخيرة
ان انتقل وتوكل على الله عز وجل
عادت وسالتني
قالت استاذ هل زعلت حين قرات القصة
قلت لا والله بل فرحت بها
لان ما اصبو اليه من هدم حاجز الخوف بين الطالب والاستاذ
ليحل محله
علو حاجز الاحترام
قد تحقق اليوم
ليس معك بل مع اغلب الطلبة
انتهت
كتبتها احدى طالبات قسم اللغة العربية
حررها حميد الغانم
المغزى
ان الناس اعداء ما جهلوا
ولا يجوز الحكم على الاخرين على اساس كرهنا وغضبنا
والا نطلق احكاما سريعة
وان الغضب يؤدي بنا الى منع الخير وزيادة الشر
وان نصبر لنرى فعل الاخر قبل ان نتهمه
وان هذه الكره والغضب يمكن ان يزول ببساطة

ام مرتضى
18-01-2013, 08:07 PM
بارك الله فيكم أستاذ حميد لمبادرتكَ الأكثر من جيدة مع طلابك..
واتمنى كل التوفيق لطالبتك صاحبة الكلمات الرائعة.

عفتي فاطمية
20-01-2013, 06:04 PM
في البدايه اشكر طلبتك على هذه القصص المؤثره
والجميله
الاول والثانيه مؤثره ويبكي
الثالث (حقا لايجب الحكم من المظهر)
اما الرابع خذها من اختك في الله(اشكرك اخي حميد)من خلال قرائتي للقصه
تذكرة (مثال عن المعلم)(المعلم شمعة تذوب لينير الدرب للاخرين)
فشكرا لكونك شمعتا لتلاميذك

تحياتي واحترامي

زخات مطر
21-01-2013, 12:03 AM
شكرا للاقلام التي ابدعت بما خطت
وشكرا لك استاذي الكريم لنقل هذه القصص الجميلة
بالفعل يجب ان لايحكم على الشخص من المظاهر فافعال الشخص هي من تنطق عن شخصيته

نورالنجف
21-01-2013, 09:23 PM
لصاحبة القصه اقدم جل احترامي ووافر تقديري احسنت بما خطت واوصلت رائع الكلام وصدق الشعور والأحساس الطيب البريء الذي راح يزهو بين جنبات الأسطر معبرآ خير تعبير وبالفعل يوجد من الأساتذه كأستاذنا القدير حميد الغانم الذين بأخلاقهم ورقيهم وحسن تعاملهم خير مثال وصورة للطالب تبقى معلقة بالأذهان _

_ والعبرة رائع ماأشتملت من كلام .. التسرع بالحكم غالبآ ما يذهب بالندم والخطأ بعد كشف الصورة والتطلع بالأمر ..

وفقكم الباري للخير دائمآ

حميد الغانم
22-01-2013, 10:43 PM
الاخوات الكريمات الطيبات الفاضلات
ام مرتضى
عفتي فاطمية
زخات مطر
نور النجف
اسال الله التوفيق كله لكن
ولا تسع كلماتي البسيطة ان تشكر ما كتب
وما اضفى من كمال الى هذا الموضوع البسيط الذي اسال الله عز وجل ان يتقبله منا ومنكم خالصا لوجهه
بحق محمد وال محمد
وعذرا لقلة القصص فالان هو وقت امتحانات نصف السنة والطلبة جميعهم في مرحلة اعتكاف دراسي
وعندي اربع او خمس قصص حاضرة ولكن لضيق الوقت وكثرة الانشغالت اضعها ليلة الجمعة بحول الله
حميد الغانم

نورالنجف
23-01-2013, 01:35 AM
عذركم معاكم أخي الكريم اسأل الله التوفيق لهم ولكم جميعآ ،،

سنبقى متابعين لكل جديدكم ان شاء الله

تحياتي

حميد الغانم
25-01-2013, 12:12 AM
تابع الله عليك ولك بالخيرات والبركات
الاخت الفاضلة نور النجف
وزادك نورا على نور
حميد الغانم

حميد الغانم
25-01-2013, 12:50 AM
التكامل الرياضي
قبل ساعات كنت افكر في ان اكتب قصة قصيرة اضعها في هذا المنتدى الطيب الكريم
وكما شرطت على نفسي ان تكون القصص واقعية حقيقة رايتها بعيني او سمعتها من شخص ثقة حتى يكون الاثر ابلغ واعمق
حرت بين ذي وذي من القصص
بين ما مر بي هنا وهناك
تذكرت فجاءة زيارة الامام الحسين سلام الله عليه في ليلة الجمعة
وبحكم ان اليوم كان امتحان طلابي في مادة الحاسبات
وحقيقة لا اخفي عليكم كنت خائفا عليهم الا يجيبوا
لاي سبب
لانه اول امتحان في هذه المادة
السبب
لان موعد الامتحان الاول
كان موعده بالضبط مع زيارة الاربعين للامام الحسين سلام الله عليه
ونتيجة ذهاب الطلبة الى الزيارة مشيا على الاقدام اجلت الامتحان لبعض الطلبة
اين هي المفاجاة
ان احدى الطالبات جاءت
قالت استاذ ان موعد الامتحان يوم الاحد
قلت نعم
قلت اريد ان اؤجل الامتحان
تعجبت
سالتها لاي سبب
قالت اريد ان اذهب للزيارة
قلت ولكن موعد الزيارة
بعيد ليس بقريب
قالت
اريد ان اذهب مشيا على الاقدام
استغربت اكثر
قلت او تستطيعين المشي كل هذه المسافة
المفاجاة الاكبر
قالت استاذ
كل سنة امشي
منذ السقوط وليومنا هذا ما فوت الزيارة مشيا على الاقدام
مازحتها
قلت وان لم اؤجل الامتحان
قال اذهب للزيارة ولا يهمني
ضحكت فعلا وحمدت ربي وشكرته على هذه النعمة الكبيرة
قلت لها
ومن هو حميد
وما قدر حميد
وما مقدار حميد
اما اهل البيت
ومن انا هذا الحقير الذليل لامنع زائر الحسين
هذا الحسين مهما ومهمها الف الف مرة
فعلنا فلن نجازيه
قلت توكلي على الله
ولاجلك
كل الامتحان يتاجل ليس لك وحدك
بل لكل الطلبة
ربي احفظ زوار الحسين بحق الحسين
قالت استاذ هل ادعو لك
قلت لا
كل ما اطلبه الدعاء لامي
لانه مهما فعلت وفعلت فلن اجازيها جهد وتعب وعناء ساعة واحدة
تركتني الطالبة مودعة
عدت الى عملي
ومرت الايام
وانقضت الزيارة بفضل الله وتوفيقة وحفظه
وذات يوم وانا صاعد السلم الى الطابق الثاني اوقفتني طالبة
قالت استاذ ما اسم امك
وحارت عيني بالسؤال
قالت استاذ انت اوصيتني ان ادعو لامك في الزيارة
ولم اعرف اسم امك لانني كنت مستعجلة في الذهاب الى الزيارة
تذكرت الموضوع قلت سميها ام حميد
عندها سالتها هل فعلا زرتي الامام الحسين مشيا على الاقدام
قالت بلا استاذ
الحمد لله
اي حب تكنه هذه البنت للامام الحسين
تترك دراستها
ودوامها
ومستقبلها
وتمضي الايام وهي تسير الى الامام الحسين
في حين ان الاخرين
وخصوصا الطالبات
كن يدرسن ويذاكرن ولديهن الوقت
كيف ستعوض هذا الوقت
كيف ستلحق بمن سبقها
وكيف ستمتحن
وكيف ستجيب
وانا اداور كلمات هذه القصة قبل ساعة
كي اكتبها ها هنا
تذكرت شيئا لم انسه اصلا
تذكرت قصتي
او جانب من قصتي
وليتابع معي القارئ الكريم القصة السابقة
الاعتذار في الصفحة السابقة
وحيث ورد في طياتها ان بناية الكلية جديدة واسست تاسيسا جديدا
ولكن حقيقة الامر هي جديدة قديمة
اذ الاصل هي بناية مؤسسة من مؤسسات حزب البعث المقبور
وحولت الى بناية دراسية
عجيب هذا الزمان من بناية تهدم اجيال الى بناية تبني اجيال
وبحكم انني من ابناء المعدومين
اقصد ان والدي اعدمه النظام المقبور لانتماءه للاحزاب الاسلامية والمعارضة
في الثمانينات
ولحقها اخوتي ايضا اعدموا لذات السبب
ولحقها اولاد عمي الاربعة ايضا اعدموا
وايضا هرب اخوتي الى الاهوار
و
و
و
وكثيرة هي الاسباب
ولما مر اعلاه
ذات يوم منذ اول يوم دخلت به محاضرتي
اخبرت طلبتي
ان من عجائب الدهر
ونتيجة لظروفي
كنت
اتصور انني سادخل هذه البناية معتقلا من قبل الحزب وازلامه سجينا مقيدا
وتمر الايام والايام
ويسقط النظام
وادخل هذه البناية استاذا
سبحان الله
سبحان الله الف مرة ومرة
اي حكمة لك ربي في هذا الامر
انا المطارد الممنوع من دخول ابواب هذه الكلية
ادخلها الان هكذا

لك الحمد والشكر
كلما قلت الحمد لله وجب علي لذلك ان اقول الحمد لله
وتكتمل
القصة اليوم
اذ تشاء الاقدار
ان يكون موقع غرفتي
اين
في اي زاوية وفي اي موقع
نعم
فوق سجن مقر الحزب
اقصد البناية الجديدة للكلية
اذ انها افتتاح جديد
ولم ترمم باكملها
وهنالك قاطع مغلق في طور الترميم
سالت عنه
قالوا هو حيث كان يسجن الناس ويعذبون
دخلت ذلك القاطع في الشتاء
واذا به تحت الارض
غرف مغلقة حارة لا تدخلها نسمة هواء
انا وزميلي وهو ايضا من ذوي المعدومين
حقيقة حبست الدمعة بكل ما اوتيت من قوة
سحبتها استحياءا
وفي داخلي غليان
ان البشر لمجرد وضعه في هذه الزنزانات يكون على شفا الموت وحده
فكيف في الصيف وحره بلا كهرباء ولا ماء
وتشا ءالاقدار
ان يكون موقعي فوق ذاك السجن
وفوق موقع التعذيب
حقيقة حين سالت نفسي السؤال
كيف لها ان تقضي هذه الطالبة التي ذهب مشيا على الاقدام لزيارة الحسين
كيف لها ان تقضي ما فاتها وتلحق بمن سبقها
وكان صوت الذكريات يرجع في ارجاء غرفة السجن
ليملأ عقلي وقلبي وروحي
ويمكرون ويمكر الله والله خيرالماكرين
حميد لا تنسى ذكر الله
فان الذي جعلك تدخل هذا المكان مدرسا بعد ان كنت تتوقع ان تدخلها مسجونا
لقادر على ان يعوضها
ويمنحها رزقها يكفيها لتعوض كل ما فاتها
وان الذي اوصلك الى ما انت عليه مع ما مر بك
قادر على ان يرزقها احسن مما رزقك
,,,,,,,,
هنا كتبت هذه الاسطر
وسميتها التكامل الرياضي
ان اي معادلة واي حساب واي مخطط واي توقع
لا يكتمل الا بالايمان بالله
والتوكل على الله
اخلاصا
وحقا
وصدقا
وان اي معادلة رياضية مهما كان واضعها عالما مهما بلغ علمه
تبقى ناقصة
ولا تكتمل الا بالله عز وجل
ان الله هو الكامل
ايها الناس انتم الفقراء الى الله
ويقينا
فالله هو المدبر
بقلم الفقير الى الله
حميد الغانم

نورالنجف
26-01-2013, 01:57 PM
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد

قصة رائعة وذات معاني جميلة جدآ
الزمان يدور ومشيئة الباري تعلو كل شيء ..
وما توفيق الاً بالله بحسن التوكل وصدق النوايا
ربط القصة واخراجها بالصورة هذهِ حقآ اكثر من رائع


كلمات الشكر والتقدير تبقى قليلة أمام هذا العطاء والمجهود الرائع
وفقكم الله لكل خير أخي الفاضل
تحياتي وأحترامي

حميد الغانم
28-01-2013, 07:15 PM
والله العلي العظيم
بحق اشكر هذه الكلمات الطيبة النابعة من قلب طيب
وفقك الله لكل الخير اختنا الفاضلة الكريمة نور النجف
وشاكر لكل حرف انار هذه الموضوع
حميد الغانم

حميد الغانم
31-01-2013, 11:03 PM
العدل والاحسان
منذ ايام كنت افكر بقصة ليلة الجمعة التي اضعها في هذا المنتدى الكريم
وحقيقة عندي مجموعة من القصص لبعض الطلبة
وهنالك حقيقة قصة طويلة لاحدى الطالبات
ناديتها بعد ان انهت الامتحان
حقيقة بعد ان شرحتها لي كانت قصة مؤلمة موجعة فيها كثير من الاسى والحزن والعبر
وعزمت بحول الله ان اضعها ها هنا في ليلة الجمعة
ولكن
واه من هذه اللكن
لانها موجعة
وقعت امام عيني ومسامعي هذه الواقعة
واضعها بين يديكم اخوتي اخواتي وانتم الحكم
صادف اليوم اخر يوم من امتحانات نصف السنة وبحكم ان اخر مادة هي الحاسبات التي ادرسها لذا لا يجوز لي ان اراقب على القاعات وفقا للقانون
دقت الساعة التاسعة معلنة وقت دخول الطلبة الى القاعات الامتحانية
فعلا ذهبت لاشرح الاسئلة الى الطلاب ولابين ملاحظة ان هنالك اسئلة ترك والطالب مخير بترك اي سؤالين من الاسئلة
كون الملاحظة على ورقة الامتحان كانت غير واضحة بشكل جيد
وحال وصولي الى القاعة الاولى
تفاجات حقيقة بمعاون العميد يصيح بصوت عالي على احد الطلبة لانه مرتدي ملبس مخالف للزي

مع العلم ان الحالة المادية لهذا الطالب غير جيدة
لم يسمح معاون العميد بدخول الطالب الى القاعة الا وقد امره بنزع السترة او بالحقيقة هي ليست سترة انما ملبس رياضي بسيط ينم عن فقر صاحبه
نزعها امامه وامام ناظري وبان ما كان يلبس تحتها ملبس رياضي اخر ابيض بنص ردن
حقيقة مشهد مؤلم
سمح له بدخول القاعة الامتحانية
مررت بالقاعة الاولى شرحت لهم الاسئلة
الحمد لله لم يكن من شي غير واضح وكما توقعت التركيز كان على عدد الاسئلة التي يجيبونها وكم يتركون
وهو سؤال معتاد لحرص الطالب على اسئلته وجوابه
مررت بالقاعة الثانية التي فيها هذا الطالب حقيقة لم انتبه له
وهنا اعترف بتقصيري ولكن انشغالي بشرح الاسئلة للطلاب شغلني عن تذكر ملبسه
مررت من القاعة الثانية الى الثالثة
الامطار تهطل بغزاره
ونراها اليوم في الاخبار فيضانات في العراق وبيوت فاضت وسد انكسر وعوائل تهجرت
وكانت الريح تعاكسني
احسست بالبرد الشديد
وصلت الى القاعة الثالثة
شرحت الاسئلة ونفس السؤال تكرر
عدت الى غرفتي شربت الشاي الساخن بحكم مرضي بالبرد والانفلونزا
رن هاتفي
رفعت السماعة اذا به مشرف القاعة الثالثة
عرفت انه بحاجتي لم ارد عليه
ذهبت مباشرة اليه
تفضل استاذي الفاضل
قال هنالك خلل في اسئلة قسم علوم الحياة
تنبهت الى هذا الخلل
طلبت منه ان لا يخرج طالبا حتى اتاكد من بقية القاعات
راجعت القاعة الاولى
الحمد لله ليس من خلل
القاعة الثانية ليس من خلل
ولكن
المفاجاة
ان هذا الطالب المسكين
باق بلبس نص ف الردن مع البرد الشديد والمطر الغزير
ولم يقم احد التدريسين بالايعاز اليه ان يرتدي ملبسه ليقيه البرد
صحت زكريا
ارتدي ملبسك فان الجو بارد
نعم القانون قانون ولكن القانون وضع لخدمة الانسان لا لذله ومرضه
وافق الاساتذه المراقبين على قولي بالصمت بلا رد
وكان الكلمات داوت جرحا بسيطا مع علمي ان كلمات معاون العميد اوجعته كثيرا
وانه لن ينسى هذا الموقف المؤلم الموجع بنظره وبنظري
وانتظر حكم من يقرا القصة الواقعية ليبدي رايه )
لبس مسرعا سترته الرياضي او كما يسميها العراقيت التراكسوت
راجعت الاسئلة
لم يكن من خلل
الحمد لله كان هنالك نقص في احدى النقاط عند 10 من الطلاب صححت الموقف
الحمد لله والشكر
انتهى الامتحان بحمد الله وشكره بعد ساعة ونصف
تذكرت منذ ايام قليلة امر العميد بطباعة اسماء الطلبة بحجة انهم مخالفين للزي
وهنا واجب علي ان ابين ماهي مخالفة الزي في نظر المسؤول
وحتى لا اظلم الطالب
وخصوصا للبنت الطالبة
الملبس محتشم جدا
طويل الى الارض
عريض لا يبدي شيئا من الجسم
حجاب نعم يغطي الراس كله
هل فاضح لا والف لا
صارخ لا والف لا
اذا
ما المقصود بضرب
فالحق يقال ان الطلاب من الذكور والاناث مؤدبين الى ابعد حد
الاخلاق قمم في الاخلاق والاحترام
والتقدير للاستاذ والزميل
اذا
ما معنى ضرب الزي
الجواب
اللون
فقط اللون
هنالك الوان محددة للطالب ان يلبسها ولا يجوز له ان يخالفها
نعود الى العميد
جاء الموظف باسماء الطلبة قال استاذ اطبع لهم تنبيه لمخالفته الزي
وضعت الاوراق قربي باسماء 13 طالب وطالبة
تغالفت عنها شيئا فشيئا
في ذاك اليوم وفي نهاية الدوام تكلمت مع العميد
قلت استاذنا الفاضل لا يمكن ان ننذر الطالب مباشرة ورقيا وهذه الورقة سوف تنزل في ملفته واضبارته
على الاقل ان ننبه شفويا
نسال الطالب او الطالبة لماذا لم تلبس الزي الموحد
عله لا يملك اكثر من واحد
عله فقير
عله نسي
عل والدته مرضت ولم تغسل ملابسه او اخته نسيت ان تكويها
عله وعله
احمل اخاك على سبعين محمل
لا تستعجل بالحكم حتى تسمع المقابل ماذا يقول
بعد يومين جاءت القائمه مطبوعة من قبل موظف اخر
حقيقة موقف غير مقبول ولكنه المسؤول الاعلى
وللامانه
كثير من الاساتذة لم يقبلوا هذا التصرف
لماذا
لان الاعلان جاء فيه ان الطلاب مخالفين للزي
الموقف الاصعب ان هنالك في هذه الاسماء المخالفة بنت
هنا الموقف اصعب
لان من لا يعرف هذه البنت الطالبة ويقرا ضربت الزي الموحد سوف يكون بباله غير فكرة
لا سمح الله ملبس قصير - فاضح - او ضيق - او او او .........
لا كل ما فعلته انها لبست لونا قريب جدا للالوان المحددة
وانا اقلب ذكرياتي عما مر بي منذ ايام وانا ماشي الى باب الكلية لارى السماء الممطرة المبشرة برحمة الله وقبول الدعاء
وقفت بباب الكلبة

كان هنالك سبعة او ثمان من الطلاب
كان من ضمنهم زكريا الممنوع من دخول القاعة حتى ينزع سترته
سالته زكريا لماذا لم ترتدي الزي وانت تعلم مقدار التشدد في هذا الامر
هنا المفاجاة
قال استاذ
والله البارحة وبسبب البرد الشديد والجو الممطر فان غرفتي باكملها احترقت
حقيقة صعقة مرت ببالي ايقظتني من سبات عميق
غرفتك احترقت
سكت هنيئات
سالته كيف زكريا
قال استاذ
لاننا نستعمل هيتر ( الدفاة الكهربائية باسبط انواها )
ونتيجة لتماس كهربائي فان الغرفة باكملها احترقت
تذكرت ها هنا ان زكريا متزوج ولا اعلم هل له اطفال
سارعت لسؤال زكريا وكيف العائلة
قال كلهم بخير الحمد لله
ولكن كل ما تعبت لاجله في السنين الماضية ضاع
مكيفي ثلاجتي غرفتي وملابسي
ولم يبقى الا الملابس التي كانت مغسولة ومنشورة خارج الغرفة
احترت
ماذا اقول له
رويت له رواية بسيطة
مغزاها ان الله قد دفع ما كان اعظم
كبر في عيني هذا الطالب
وزاد احترامي له
لان مع فقره
وعناء
وعوزه
واحتراق بيته بل في نظره مملكته
وكل ما يملك
لم يغب عن الامتحان
ولم يكن عصبيا في الرد على معاون العميد
ولم يعصي امره
ولم يشكي
تمازحت معه قلت زكريا كيف هي درجتك بالحسابات قال جيدا انشاء الله
سحبت ورقة الدرجات الت يلم اعلنها
بشرته بدرجته العالية
كي تكون نوعا من المواساه له ومشجعا له عما مر به
وهنا هو وبقية زملائه
قالوا استاذ هذا اخر يوم قبل العطله
باللهجة العراقية ابرينا الذمة استاذ
تمازحت معه قلت وكيف لي ان ابري الذمة وليس لدية مبراة قلم او كما نسميها بالعراقي مقطاطة
ضحكوا ودعوني على امل ان التقي به بعد اسبوعين
كتبتها حميد الغانم
( ملاحظة لم اكن انوي ان اكتبها هذه الليلة ولكن حقيقة ان وجعي من الموقف الذي مر به شجعني ان اكتب هذه الكلمات علها تبرد هذا الوجع
وثانيا
ان اقدم شكري الجزيل لهذا المنتدى الطيب الكريم
بالخصوص الاخت الفاضلة نور النجف
لان هذه المنتدى حقيقة يشجعني كثيرا على التواضع والمسامحة ونمو النفس نحو الكمال والرقي بالاخلاق
ويمنعني من التكبر
لانه بصدق اقولها لكم وكما تكلمت اليوم مع اهلي
اخاف ان اصير يوما مثلهم قاسيا اعامل الطلبة هكذا
وهكذا احببت ان اوصلها لكم بحروفها وكلماتها ومعانيها علكم تعينونني على مواصلة نهجي الذي بنيته من الحب والاحترام والتقدير مع الطلاب بدلا من الخوف
وهنا سميت هذه القصة
العدل والاحسان
لاننا بشر والاحسان امرنا الله به مع العدل
شكرا لمنتدى التنمية البشرية ومشرفيه

حميد الغانم
31-01-2013, 11:11 PM
المغزى
الا نحكم على الاخرين قبل ان نسمع اقوالهم
والا نستغل السلطات والقانون في ايذاء الاخرين
وان مع العدل فان الله امر بالاحسان
وان نسامح ونعفوا عند المقدرة ولا نحكم مباشرة بل ننبه مرة واخرى واخرى

نورالنجف
05-02-2013, 10:51 PM
انا التي اشكر لكم يااخي الفاضل مجهودكم الطيب ..
صراحة قصص رائعة وذات معاني قيمة من واقع نعايشه وهذا الامر جميل جدآ بحد ذاته وبكل تأكيد لها وقع وتأثير بنفس القارىء اكبرمن القصص الخياليه ..!
,,,,,,,
تأثرت كثيرآ بهذهِ القصة مؤسف ان نرى ونسمع هكذا تصرفات لا اخلاقية من مثل اشخاص ذوي مكانة الذي من المفروض ان يكونوا قدوة لغيرهم بأخلاقهم وحسن تصرفهم والاَّ مافائدة علمهم الذي اوصلهم لهذهِ المكانة ! حتى وان كان قانون يجب الالتزام بهِ ويطبقه ! من المعيب التصرف بهذهِ الطريقة المهينه وللأسف ياأخي يوجد الكثير منهم وبكل مكان ..!
لوفقط تخيل نفسه بمثل هذا الموقف لكان قد علم كم هو موقف
صعب ومؤلم ولمَّا فعل ذلك !,
تصرف حسِنْ منكم استاذنا الفاضل ينم عن اخلاق عالية اسأل الله ان يكثر من امثالكم
ويوفقكم للخير دائمآ

ملامح طفولة
07-02-2013, 06:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم كانت وقفتي هنا وقفه مؤلمة فـ للاسف في مجتمعاتنا هكذا اناس
لما نطرد من قلوبنا عطاء وفطرة ربانية افانسلخت الرحمة من قلب هذا الانسان..؟..!
اولا يعلم بان الله يرى وغدا سيقع باسوء من هذا الموقف جزاءا له فالدنيا كما يقال
دواره..
اتمنى ان لا تستغل وكما تفضلت اخي الفاضل السلطات والمراكز ايا كانت في اهانت الناس
شاكره لكم طرحكم المبارك ولكم شكري الجزيل..

حميد الغانم
07-02-2013, 11:22 PM
الاخت الفاضلة نور النجف
اصبح هذا المنتدى الكريم مصدرا لكبير لي في كل محاضراتي
وليس فقك محاضراتي
بل في واقع حياتي
والله يشهد
بدات انقل قصصكم الكريمة ومغزاها الى ارض الواقع والحمد لله بدا تاثيرها يظهر وينمو ويكبر شيئا فشئا
واول المتاثرين هو حميد الغانم بذاته ونفسه
وفقك الله لكل الخير وهذا المجهود العزيم الذي تبذلينه في اغناء هذا المنتدى
ولكل الاخوة الكرام

حميد الغانم
07-02-2013, 11:27 PM
الاخت الكريمة ملامح طفولة
احسنت القول
كثير من الناس هكذا هم اليوم
لا يتحمل سلطة الكرسي
فتبدا نفسه بالتكبر واذلال الاخرين
وبالامس كنت مسافرا الى بغداد
وكان صديقي صاحب السيارة هو ابن اخت هذا الدكتور
تطارحنا الموضوع ساعة او ساعتين
وشرحت له الموضوع
ولم يكن راضيا على هذا السلوك
وسالته السؤال التالي
لو ان هذا الطالب وقع مريضا بسبب البرد ونقل للمستشفى
هل تتصور نفس القانون الذي طبقه هل سيكون رحيما مع هذا الدكتور
او سيعاقبه
سبحان الله
فعلا كانت قصة مؤلمة
ولكن في طياتها شي مفرح
ان طلابنا اليوم من الاصرار والارادة والعزيمة في النجاح رغم صعبوات الحياة ومراراتها وما يعانونه
شكرا لكلماتك الطيبة
وفقت بمحمد وال محمد
حميد الغانم

حميد الغانم
08-02-2013, 12:05 AM
هذه الليلة القصة ايضا من ارض الواقع
ولكن مع اختلاف بسيط
ان القصة لم تكتبها طالبة كما جرت العادة
بل رواها لي احد الاساتذة في قسم اللغة العربية
حين تكلمت معه حول القصه اعلاه وكيف تم التعامل مع الطالب في قاعة الامتحان
وكيف الطقس البارد وتطبيق القانون الاعمى
فحكى لي هذه الحكاية انقلها لكم هذه الليلة
عسى الله عز وحل يتقبلها منا خالصة لوجهه الكريم
بحق محمد وال محمد
حكيت هذا الدكتور الحكاية اعلاه
تبسم بابتسامته المعهودة وقال تعال احكي لك حكاية قريبة على ما حكيته
ولكن قبل ان اسرد حكاية هذا الاستاذ الجامعي
من حقه علي ان اسرد شيئا بسيطا عنه
وعرفانا له بالجميل وشكرا على حسن خلقه وتعامله مع الاخرين
هذا الاستاذ يملك سيارة ليست بالقديمة ولا الحديثة
يقضي بها حوائجه يوصل اطفاله للمدرسه ويرجع بعياله للبيت
وهذا الاستاذ تطبع على شئ وهو الا يترك سيارته بلا وقود
السبب
لان هذا الاستاذ اعتاد ان يجعل هذه السيارة في خدمة الاخرين
ولكون جيرانه من الفقراء او البسطاء الذين لا يملكون سيارة تنقلهم
ولان منطقتهم فعلا بعيدة عن المستشفى
لذا كثيرة هي الاحيان التي يحتاج الجار الى وسيلة نقل لنقل المرضى الى المستشفى
وكثيرة هي حالات المراة الحامل التي نقلها بعد منتصف الليل واحيانا حين يمضي ثلثي الليل
واعتادت المنطقة على طرق بابه ليلا ونهارا
فاساله دكتور لاي شي تعمل هذا
قال لله عز وجل
قربة لله عز وجل
وتخلقا باخلاق اهل البيت
ولكون العمل الصالح يدفع البلاء ويبارك بالارزاق
وذات يوم تمرضت احدى الطالبات في قسم اللغة العربية
وكانت قاعتها قرب قاعته
ترك المحاضرة
ركض امام الطلبة
مسرعا الى غرفته لجلب سيارته من امام باب الكلية
جاء مسرعا بسيارته ووصعها امام القاعة
وقال للطالبات اسرعن بحملها الى داخل السيارة
والحمد لله سرعان ما وصلت سيارة الاسعاف اذ اتصل عميد الكلية بالمستشفى
هنا احببت ان احكي شيئا بسيطا بحقه
وذلك للمقارنة
مع ذاك الاستاذ الجامعي
فشتان بين هذا وذاك
بين من تكون اعماله طيبة محمودة بين الناس مقبولة
وبين من اعماله مذموهة مكروهة متسرعة
نرجع لحكايتنا التي رواها هذا الاستاذ الجامعي
الحكاية اسمها كما تدين تدان
اكتبها كما رواها تماما
يحكى ان احد الاساتذة الجامعيين وفي موقع مسؤول عن الطلبة
جاء له ولي امر احدى الطالبات وهو يحمل بيده ورقة طبية
المقصود ورقة يذهب بها الطالب الى المستوصف للعلاج
واذا كان هنالك اجازة مرضية لمدة 24 ساعة او 48 او 72 ساعة يمنح الطالبة هذه الاجازة
جاء ولي امر هذه الطالبة وقد منحت اجازة لمدة 24 ساعة
ولكن الوقت وقت امتحانات
ومن الطبيعي ان يؤجل الامتحان الى ما بعد عطلة نصف السنة
هذا الاستاذ الجامعي عرقل التاجيل
وبدا يعدد القانون كذا وكذا
ولا يجوز
ولابد من عرضها على ثلاثة اطباء
في المستشفى وليس طبيب واحد
ولابد من مصادقتها من لجنه طبية رئيسة
ولابد من تصديقها من دائرة الصحة العامة
وعرقل الاجازة باكملها
وحيل الموضوع الى مجلس الكلية والطالبة تؤن بوجعها وهي لا تدري هل يقبل مجلس الكلية الاجازة او ترسب ان لم تقبل
استمر صاحبنا الاستاذ
بسرد الحكاية
قال
وتشاء الاقدار ان تكون ابنه هذا الدكتور المسؤول الذي عرقل اجازة هذه البنت المريضة
ان تكون بنته في كلية الهندسة
وقد اصيبت بالانفلونزا
ولن تقدر ان تمتحن يوم غد
اتصلت بابيها
سارع الى الكلية الاخرى
تاركا دوامه ها هنا
ذهب الى رئيس القسم
طلب تاجيل الامتحان لابنته
سبحان الله
اجابه رئيس القسم في كلية الهندسة
بنفس جوابه هو لولي امر الطالبة المريضة
فراح يقول انا استاذ جامعي ولي حق عليكم
واذا لم يؤجل الامتحان سترسب
و
و
و
وكثيرا من الكلمات
التي لو قالها بلطف لولي امر هذه الطالبة المريضة
لوجد مثلها
اكمل صاحبنا الاستاذ الطيب بسرد حكايته
قال وبالعلاقات والمعارف تم تاجيل الامتحان لبنته في كلية الهندسة
قلت سبحان الله
كما تدين تدان
وما الله بظلام للعبيد
انتهيت من كلامي مع هذا الاستاذ الطيب ذهبت الى قاعتي وذهب هو الى قاعته الدراسية
حامدين الله شاكرينه على لطفه وعدله
انتهت الحكاية
اقول
ان الانسان عليه ان يفكر بكل الناس على انهم اخوته اباءه ابناءه بناته وبنيه
وخصوصا الاستاذ
يعاملهم كما يعامل بنته وابنه
وان الانسان ما يزرع اليوم يحصد غدا
وان اللطف واللين ينمو
قال رسول الله
قدم حسن الخطاب تلقى جميل الجواب
حكاية حكاها دكتور مشتاق
استاذ حقوق الانسان في قسم اللغة العربية
وحررها
حميد الغانم
ملاحظة اليوم كانت القصة لرملة الحجاج من المفروض ان اعرضها ها هنا ولكن ما كتبته الاخت نور النجف وملامح طفولة جعلني اكتب هذه القصة التي رواها دكتور مشتاق واؤجل رواية رملة الحجاج الى الاسبوع القادم بحول الله

الروح
10-02-2013, 12:26 PM
اسلوب رائع وقصص رائعة ..
سردها الغانم بأسلوب تنموي وتربوي شيق..
تبارك الحرف وتباركت أيها الغانم

الروح
10-02-2013, 12:27 PM
سأكون معكم متابعة ولي عودة لأقرأ البقية

نور الكربلائيه
10-02-2013, 02:51 PM
قصه رائعه تسلم اياديكم

حميد الغانم
10-02-2013, 09:34 PM
الاخت الكريمة الفاضلة الروح
تابع الله عليك خيره وبركاته ورحمته
وحشرك مع محمد وال محمد
الاخت نور الكربلائية
سلمك الله من كل شر ورزقك الخير كله
بحق محمد وال محمد

حميد الغانم
15-02-2013, 12:13 AM
رملة .... والوفاء
اخر يوم امتحان كان الطلبة مرهقون فعلا بعد هذا الجهد الكبير والعناء
وشدة الامتحانات والضغط المتواصل
الحمد لله ارى الوجوه مبتسمة على الرغم من ان بعض لم يكن قد جاوب جيدا في الامتحان
تعلوا البسمة الشفاه مع علو الروح الامل
وكان الجو ممطرا وفيه نفحات برودة
ولكن مع هذا وقفنا بالباب مع بعض الطلبة
نتمازح قليلا ويسالون كثيرا
واخر قولهم ليس وداعا بل دعاءا
نادتني احد الطالبات اسمها رملة
وهي تمت لي بصلة قرابة من جهة الام
رملة تمتاز بشخصية مرحة بسيطة حنونة
تراها تواسي زميلاتها بمزاحها اللطيف
تسال عمن غاب
تعطي من هو محتاج
ترشد من هو محتاج للدليل
قرات في ملامحها وشخصها محنه غريبة وقلبا كبيرا وروحا طيبة
وقرات فيها جرحا كبيرا لم يندمل

نادتني قالت
استاذ اكملت القصة ولكن اليوم اخر يوم ولم اجلب الورقة
وكنت اتمنى ان تضعها في منتديات انا شيعي
( حيث اخبرتي الطلبة عن الموقع وعن ورقة القصص الخمسة وهم بحمد الله يتابعون الموضوع ضيوفا واتمنى ان يكون من اهل البيت )
قلت رملة احكيها لي كما كتبتيها وانشاء الله اوعدك بانني ساضعها هناك
الحكاية كما حكتها رملة
ما ان بدات بسرد حكايتها حتى شعرت بان الالام والحزن قد اخذت ماخذها من رملة
قالت استاذ كنت بعمر 17 عاما في الصف الخامس الادبي
والوقت صيف
ومع انقطاع الكهرباء والجو حار
اهلي كانوا ينامون فوق السطح
كما جرت العادة في جنوب العراق
وكانت جدتي مريضة جدا ولا تستطيع ان تصعد اعلى السطح
لذا كانت من تعتني بها وتنام معها وتتولها رعايتها هي رملة
وتمر الايام ورملة تعتني بجدتها تداريها
تغسل فمها
ترويها
تبدل ملابسها
ترتب مفرشها
تمد يد العون لها
وتمضي الايام ورملة تتعلق بجدتها اكثر واكثر
فتحس كان روحها معها
مع جدتها
ومع صغر سنها 17 عاما
تراها حفظت موعد الدواء
تنهض الثانية فجرا او الثالثة
تعطي الدواء حسب وصف الطبيب
تسهر ان اصابت الحمى جدتها
تضع لها الكمادات الطبية
اكملت رملة قصتها قالت ذات يوم
طلبت جدتي مني عنبا
سارعت وجلبت العنب لها
واكملت رملة حكايتها وتكاد الدمعة تنزل من عينها لتسيل على خدها لتطفئ نارا مشتعله سنين وسنين
قائلة
وضعت العنب حبة حبة في فم جدتي

حميد الغانم
15-02-2013, 12:24 AM
في فم جدتي
ارتوت شبعت
ارتحت لارتياح جدتي
ونامت قليلا
وما هي الا لحطات
حتى بدات بالتقيؤ
وصحتها تعكرت
حرت ما افعل فاول مرة هكذا جدتي
صرخت
ابي امي
ابي امي
ركضت الى اعلى السطح
ابي ابي
انها جدتي
سارع ابي امي الى جدتي
اخذوها الى الحمام
فرغت ما ببطنها
عاد وجه جدتي قليلا قليلا من الاصفرار
وانا مرتعشة راجفة وكان سيف الموت وضع على رقبتي لا خوفا على نفسي
بل على جدتي
روحي
انتبه ابي الي قائلة
رملة ان جدتك بخير فلا تخافي
بت خائفة من ان العنب هو السبب
واكون انا من امرض جدتي اكثر واكثر
قال ابي لا رملة ليس العنب
وبت ليلتي مدعية النوم ولست بنائمة
رافعة اكف الدعاء
اي ربي اي ربي
بحق محمد وال محمد
اشفي جدتي
اطل في عمر جدتي
عافي جدتي
واصبح الصباح
توجهت الى مدرستي وانا خاطري وروحي ليس معي بل جسدي في المدرسة وروحي في البيت مع جدتي
ما ان طرق جرس المدرسة معلنا نهاية الدوام حتى سارعت الخطى الى البيت
طويلا الطريق كان علي قصيرا على غيري
وصلت البيت
الى جدتي فرايتها مبتسمة الي
مع علمي ان وجعها كبير يمنع شفاهها من الامتداد لترسم بسمة لي
ولكن قلبها الكبير جعلها تكتم المها لتدواي المي
وتمضي الايام
وتنتقل الى رحمة الله جدة رملة
تغدمها الله برحمته الواسعة
اعجني وفاء رملة بعد هذه السنين من وفاة جدتها
سالتها رملة
حين كتبتي هذه القصة هل بكيتي
قال استاذ والله دمعت الكثير الكثير حتى اكملت كتابة القصة
اعجني وفاءها لجدتها مع مرور السنين
وتفانيها في رعاية جدتها على الرغم من حر الصيف القاتل في العراق
وجمعها بين دراستها وبين مداراة جدها
وكثر من هذا وذاك
ان بسمة جدتها وهي متوجعة تعكس كبر حجم قلوب الجدات والامهات والاباء
بحيث يرسموا البسمة على شفاههنا مع جراحهم والالامهم
فلنكن هكذا نحن
نرسم البسمة على شفاه غيرنا ولا نجعلنا الامنا سببا لالامهم
حكتها رملة الحجاج
حررها حميد الغانم

زخات مطر
18-02-2013, 10:21 PM
قصة مؤثرة
ولكن مااجملها فقصص الوفاء
لها مكانةخاصة وجمال اخاذ
بوركت للنقل
ووفق الله الطالبة رملة

نورالنجف
19-02-2013, 05:36 PM
قصة مؤثـرة تتجلى فيها اروع الصفات وانقاها
( الوفاء )
التي لايتحلى بها سوى صاحب خلق عظيم وقلب طاهر
بوركت صاحبة القصة اختنا الفاضلة رمله
وفقها الله للخير الدائم

( حيث اخبرتي الطلبة عن الموقع وعن ورقة القصص الخمسة وهم بحمد الله (http://www.imshiaa.com/vb) يتابعون الموضوع ضيوفا واتمنى ان يكون من اهل البيت )

والله نسعد ونتشرف بهم ونأمل ان يكونوا معنا في هذا الصرح المبارك
وفقهم الله ووفقكم أخي الفاضل للمجهود الرائع الطيب
في موازين أعمالكم ان شاءالله
متابعين لكم وللإخوة الكرام
خالص احترامي

حميد الغانم
22-02-2013, 12:11 AM
الاخت الفاضلة زخات مطر
الاخت المباركة نور النجف
اسال الله العلي القدير ان يديم خيره وبركاته ورحمته ورضوانه عليكما وعلى شيعة علي بن ابي طالب
وعلى كل المسلمين
وشاكر هذه الكلمات الطيبة المباركة
وقرات رملة الحجاج ما كتبتما لها وكانت بصدق سعيدة وفرحة
مع العلم انني نسيت ان اذكر شيئا بجق رملة
هي قائدة لكل المناسبات الدينية
عاشوراء والقراءة على الامام الحسين في الكلية
مولد النبي واهل بيته
وكل مناسبة دينية هي قائدة
وسبحان الله
بعد وضع القصة
وانا جالس في مكتبي
جائني كتاب لغرض الطباعة
شكر وتقدير
لمن
رملة الحجاج وطالبة اخرى
سبحان الله
حميد الغانم

حميد الغانم
22-02-2013, 01:42 AM
الندم
( حقيقة هذه القصة استلمتها منذ فترة طويلة جدا وهي قصة كتبتها الطالبة هدى المالكي تتكون من ارفع صفحات كبيرة وكانت صعبة علي بحيث رجعت الى صاحبة القصة لاتاكد مما جاء فيها )
الندم
سبعة عشر عاما مضت في بلاد الغربة
غربة تطحن اضلاعي
وتزيد من كبر بحر اوجاعي
طال الانتظار فمتى الرجوع الى الديار
متى اقبل جبين امي الحنونة
متى تمسح بيدها على راسي
متى اسمعها تناديني يمة يمة
متى اشم عطرك امي
ومتى يشملني حماك الدافي يحميني من الاعداء
من برد الشتاء
من وجع واه
ابي
احدث نفسي
حان اليوم وبعد سبعة عشر عاما العودة اليك ابي
الى وطني
حان وان لي ان اقبل يدك ابي
ان ابوس رجلك ابي
ان اشتري لك الدواء ان اجلب لك الدماء
ان اذهب خلفك سائرا عبدا مطيعا لك
تامرني فاطيع ولا اعاند او اكابر
ابي
نعم قلتها الف مرة ومرة وانا اسير بالسيارة متوجها الى المطار كي اودع الوداع الاخير لهذا الديار الغريبة
فاعود الى بلدتي وقريتي الحبيبة
اخي
قلتها وقلتها وساقولها
اه كم افتقد هذه الكلمة
كم من مرة ناديت في زنوانة الوحدة
حين اتقلب موجوعا فلا يدك الحنونة تمتد لتداوي المي وجراحي
اخوتي سمير وامجد
اه لتلك الذكريات التي جمعتنا اطفالا صغارا نلعب يمينا وشمالا
نركض هنا وهناك
نضحك فتملا ضحكاتنا جدران البيت لتعلوا الى سماء السعادة
لتجلي عنا اعاصير الحزن وعواصف الهموم
امجد
سمير
اخوتي
وكم من اه بلا اخ مزقت احشائي
وكم من حمل ثقيل كسر ظهري
بلا عونكم اخوتي
اختي
اه يا حبيبتي
يا نبع المحنة
ونهر الطيب
وبحر المحبة
اختي
رسمتها صورتها في بالي
كبرت اختي
واي قلب مثل قلب اختي
واي يد حنونة هي يدها
طفلا صغيرا تغطينا في برد الشتاء
صباحا تعد الافطار
في كل صلاة تدعو وتدعو
اختي
دارت تلك الكلمات في مخيلتي الف الف مرة
واه من طول الطريق
اه والف اه
وصلت اعتاب المطار
وويل لي من الانتظار
سبعة عشر عاما
هو احتضار
نزعة الروح من الجسد فراقكم اهلي وبعادكم
اصحابي اصدقائي
ديرتي ومحلتي وبلدتي
كلها تمد ذراعيها نحوي
احمد
ان اقدم
ولا تتاخر
فسبعة عشر عاما
طويلة بطول الدهر
اطول من العمر
متعطش انا لسماع اخبار اهلي
سنين وسنين انققطعت اخباري عنهم
وانقطعت اخبارهم عني
امي
صعدت سلم الطائرة
ومع كل صعدة
يارب احفظ امي
يارب احفظ ابي
يارب سلم اختي
يارب احمي اخوتي
يارب سهل الطريق
يارب قصر المسافات
يارب وكانها غمضة عين تجمعني باهلي
فلا يكاد قلبي يتحمل الفراق
ارجعني ياربي الى العراق
اريد ان ارتمي في حشن امي ابكي واشكي
اريد ان اسكب الدمع مع الدمع حزني
يارب ردعني لابي واخوتي
اريد ان انزل على قدم ابي ابوسه الف مرة ومرة
يارب انزل طمانينتك علي
يارب
وحلقت الطائرة
دارت ذكريات طفولتي ومراهقتي
محلتي
فريق الكرة
مدرستي اساتذتي
ساذهب الى بيت فلان
صديقي فلان
استاذي فلان
الى اقاربي
ساقبل ترابك بلدي
ساطشه على راسي
اشم عطرك
وكثيرة هي الاحلام تطرق بابي كل لحظة ولحظة
حان الوقت
امي كي اكفر عن ذنبي
امي انا تائب بين ذراعيك ادعو لي ربي ان يغفر لي
ان دعاء الام مستجاب بحق ولدها
امي
سامحيني
اه ولكم من مرة طلبتي مني الا اترك البلدة
ان ابقى مع اخوتي اخواتي
ان وان
ابقى ولدي احمد
لا تذهب
تردد صدى صوتها بين جدران روحي
(يمة حمودي لا تروح وتخلينا يمة اخاف عليك من الغربة )
وانسال الوجع يعصر قلبي مع ذكريات هذه الكلمات
وانا اجيبها
امي اريد ان ارى مستقبلي
هناك مستقبل افضل واجمل
هناك راحتي
ولم اكن اعرف حينها
ان احسن وافضل مستقبل واحلى حياة تكون بين الاهل بين احضان من نحب ومن يحبك
ولكنها اكيد ستسامحني
لان قلب امي كبير
واي قلب اكبر من قلب امي
سكنت مع ذكريات قلب امي بعض اوجاعي
وذكرياتي طفولتي وانا العب الكرة حين سقطت وبكيت ركضت نحوي
رفعتني بين ذراعيها ضمتني لصدرها مسحت التراب عني
وهي تمسح في ذات الوقت دمعي والمي
نعم هذا قلب امي
ساقلب تراب رجليك امي
اشمه اضمه
وجالت الذكريات هنا وهنا
هل سابكي حين اراهم
هل ساسكب الدمع
كلا والف كلا
قدمعي يوجع امي
ساقاوم واقاوم لاجل فرحتك امي
ابي
كم هي جميلة هديتك التي اهديتني
حين نجحت
مع فقرنا
وضعف حالنا
الا انها هدية اغلى من الدهر
ابي اليوم اعيديها اليك اغلى الف مرة ومرة
ولكن هديتك الاجمل لانها معجونه بحبك لي ابي بعطفك علي بدعائك
بدمع عينيك حين سمعت بنجاحي
انتبه الركاب الى سيل الدمع النازل على خدودي فبلل ملابسي
وكان كل عين فهمت وجعي من غربتي
فصارت تلك العيون حيارى سكارى
اتسال عن حالي ماذا اصابني
اتسكت وترقبني
ام انها فهمت ما يجول في خاطري
نادى الطيار ان تهياؤا للهبوط فقد وصلنا ارض العراق
فز قلبي من سبات عميق
انفجر بركان المشاعر
هبت ريح نفضت غبار السبعة عشر عاما
عطر ما اجمله من عطر
بلدي
وطني
اهلي
وما اطولها من لحظات حتى سكنت الطائرة
واطول منها ما استغرفته المضيفة حتى تفتح باب الطائرة
اي باب
بل هو باب من ابواب الجنه حملت حقيبتي
سارعت وسارعت وسارعت
اجرت سيارة لوحدي
ما همني المال
ما همني تكلفة الوصول
كل همي بيتي
وراح السائق يتكلم معي هنا وهنا وهنا
وانا هناك
مع امي
مع بسمتها الي ستلفني لتدفئني
مع ضحكتها التي ستمسح ضيم السنين عني
مع دمع عينيها الذي سيجلو بصري عن عمى الغربة
امي
ابي
اختي
اخوتي
فغاب صوت السائق بلا صمت
وغابت روحي عني لترحل الى باب دراري قبلي
لتناديني روحي
ان اسرع احمد
فما مضى ومضى من العمر لن يعوض
وايام العمر معدودة
سارع وسارع
وانا في نداء روحي الراحلة عني الى اهلي وبيتي
وجسدي الخاوي من تعب السفر
وصلت البيت
البيت ملئ بالغبار
الاشجار والنخيل موتى خاوية
لن ابكي لا اريد لامي ان تحزن
ورايت ذكرياتي مع صديقي وجاري علي على جدران بيتنا هنا كنا نلعب الطوبة
هنا نركض
عدت لبيتي
طرقت الباب
وطرقت وطرقت
وطرقت
ماذا حدث
ان المنزل ملئ بالاوساخ والاتربة والاوراق القديمة البالية
ماذا حصل
وكان البيت هجر منذ زمن طويل
قلت خيرا
عسى ان يكونوا قد اشتروا بيتا جديدا
سالتقي بك امي
طرقت بيت صديقي علي
علاوي
من الطارق
مرحبا انا احمد جارك
احمد صديقي احقا هذا انت
نعم هو انا بلحمه ودمه
علي اين اهلي اين امي
اين امي
اين امي
اين ابي اخوتي اختي
علت رجفة صديقي علي
وكان سكينا قطعت اوصاله فلا يقدر على الحراك
وكان جبلا وضع على لسانه فلا يقدر ان يتحرك وينطق
وكان ثقل البحر وضع على صدره فلا يقدر ان يتفس
صرخت
علاوي وين اهلي
علي خبرني
احسست بيد تخنقني
فما عدت قادرا على ان اتفس
صاح علي
احقا لا تعلم اخبار اهلك
لا يا علي
يا علي خبرني
وين امي وين ابوي وين اختي
فجمع شجاعته قائلا لي
ان اختك قد تزوجت وهي الان في بيت زوجها
ولديها اولاد
علي وين امي
خبرني بالله عليك
عاد الرجيف ياخذ اوصاله وسال دمع من عينيه على خديه
ومع كل دمعة تسقط
يزداد اختناقي
قالها علي
احمد لا اريد ان اكون اول من يخبرك ولكن اهلك كلهم ماتوا
ماتوووووووووووووووووووووووا
ماتوووووووووووووووووووووووووووووا
ماتوووووووووووووووووووووووووووووووووووا
ويلي
صرخت بصوت ابكي الجبال الصم
امي
امي
امي
اعذريني امي
سامحيني امي
خذيني الى قبرك ضميني
الا ليت روحي هاجرت جسدي وما عادت
ابي
ابي ابي
سمير امجد
كلهم ماتوا
ليت سكاكين الدهر تقطع جسدي الان
ليت حمم البراكين تسقط على راسي فتحرقني
صرخت
وصرخت
ولات الحين حين صراخ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
انتهت القصة ولكن
حقيقة اوجعتني كثيرا
وبالامس سالتني الطالبة هدى عنها
خبرتها انشاء الله سوف انزلها ليلة الجمعة على المنتدى
والحمد لله الذي وفقني لاكمالها
بقي شي اخير
ان هدى هي بنت اخت احمد
وامها هي الوحيدة التي نجت من الموت لانها كانت متزوجة
واول ولد لها سمته احمد
على ذكرى اخيها المنقطعة ذكراه عنها
كتبتها هدى المالكي
حررها حميد الغانم

زخات مطر
23-02-2013, 01:12 AM
قصة حزينة الايكفي حزن فراق الغربة
لياتي حزن اعظم وهو حزن الموت

شاكرة للناقل الاخ الكريم حميد الغانم
والكاتبة العزيزة هدى المالكي وفقك الله

نورالنجف
23-02-2013, 05:45 PM
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد

ياالله ابكتني كم هي قصة موجعة

حقيقةً معاناة كبيرة وآلآم

ساعد الله قلوبهم

نحمدالله ونشكره على كل حال ارادة الله و كمؤمنين واجب علينا الرضا والتسليم بقضاؤه وارادته

ماذا عسانا ان نقول غير ذلكـ

عراقنا وطن جريح اذاقَ اهلهِ ماذاق من الويلات قصص وحكايات : (

حفظ الله عزيزتي هدى المالكي واهلها من كل سوء


شكراً لكم أخي الفاضل وبارك الله بيكم

متابعين لكم ان شاءالله

تحياتي

حميد الغانم
24-02-2013, 12:40 AM
الاخوات الفاضلات
زخات مطر
نور النجف
اسال الله كل التوفيق لكن
وانشاء الله هدى المالكي من المتابعات للمنتدى منذ اول ايام لهذا الموضوع
وحقيقة هنا ان القصة كانت مؤلمة
ورجعت الى الكاتبة لاتاكد من الموضوع وماهو
فاذا به هو خالها من عاد من الغربة
الحمد لله على كل شي
والمغزى
الا نخطوا خطوة دون تفكير وتدبير وخصوصا مثل الهجرة
فان الانسان عليه التاني لا الاستعجال
فان الاستعجال يورث الندم
وان المال مهما جمعته فان لحظة سعادة مع الاهل مع الاب الام الاخوة
لا يمكن ان يشتريها ذاك المال
وان لا ننقطع عن اهلينا واحبتنا لانشغالنا
لنجعل من ايامنا يوم لمن نحب ومن يحب
وكم مضت من الاعوام والاعوام بقيت الام هدى معها

حميد الغانم

حميد الغانم
28-02-2013, 10:20 PM
الجكسارة
نعم اسم غريب يطرق الاذان والاسماع لاول مرة
نعم كانت حكاياتنا بالامس حزينة مبكية
اليوم قصة طريفة بها عبرة جميلة لطيفة
بالامس ذهبت الى عملي تاخرت عن سيارة الدائرة
فمشيت الى موقف السيارت
ركبت مع سائق بسيط بملبسه وهندامه
وركب معنا والدين شابين معهما طفلة صغيرة
تحركت السيارة
فاذا صائقنا يعرف الوالدين الشابين
الى اين سالهما
قالا له نريد ان نذهب الى العارفة
مصطلح العارفة متداول بالجنوب
بمعنى
المراة الكبيرة بالسن ولها معرفة طبية وخصوصا بالاطفال
لا شهادة عندها
لا تقرا ولا تكتب
يسمونه العارفة
فسالهما السائق لاي سبب ذاهبون انتم قالوا بنتنا الصغيرة تبكي طوال الليل تبكي كثيرا ولا تنام الا بعد بكاء طويل
فسالت الوالد الشاب
كم عمر بنتك
قال ثلاث اشهر وبدات بالرابع
قلت يا ابن العم
ان الامام الصادق يقول اول ثلاثة اشهر شهادة لا اله الا الله
والثلاثة الاشهر التي تليها شهادة ان محمدا رسول الله
والثلاثة الثالثة دعاءه لوالديه
وان الامام الصادق
اخبر تلميذه المفضل (راجع كتاب توحيد المفضل )
ان لبكاء الطفل فوائد صحية جمة وان الطفل ان لم يبكي تاذى في كبره
واخبرته ان الامريكان اثبتوا هذا علميا
فاجاب الاب
لا اريد ان اذهب للعارفة
قلت له انا اديت ما علي من نصيحة ولك الاختيار
وصل الابوين لوجتهما العارفة طبعا
سالني السائق
قال اريد اسالك سؤال
تفضل اخي
قال
الله اذا يريد ينطيني (يعطيني ) يقدر
قلت نعم هو القادر
فقال
انا اريد سيارة جكساره
( اليوم سالت صديقي ما الجكسارة قال سيارة 2012 نوع تويوتا شبيها باللاندكروز)
قلت نعم الله هو القادر
فقال لما لا يعطيني
وبلهجته العامية
كون هسه وتنزل علي ثلاث دفاتر
( ثلاث دفاتر تعني ثلاثين الف دولار امريكي)
تبسمت لبساطته
سالته
لو الان البستط القاط والرباط هل تبقى انت انت ام تتغير يلوحط نوع من الكبر والغرور
صمت فقال
نعم يركبني الغرور والعظمة
فحكيت له قصه حمامة المسجد كيف لماله منعه من الصلاة
واستمر المسير بالسيارة وهو يسمع تلك الحكاية
تصورت انه فهم المغزى
قال لا
ولكن انا اريد سيارة جكسارة
احب الجكسارة اريد اكشخ بيها بين الناس
وصلت مبتسما الى جهتي
قلت له هنا انزلني الله يرحم والديك
اغلقت الباب والرجل يحلم بالجكسارة
_________________________________
------------
المغزى
ان نقنع بما من الله علينا
وان نعلم ان الله لا يفعل الا الاصلح لنا
وان الله قادر على كل شي
وان نعمل لتحقيق ما نحلم به لا ان نتمنى ونقف مكتوفي الادي لتصل الينا الاماني
والمغزى الاخر
لصحابنا الوالد الشاب والام الشاب
ان عدم المعرفة باشياء تؤدي الى اذى الاولاد والبنات
على الرغم من ان نيتنا خالصه صافية
ولكن
ما خاب من استشار
حميد الغانم

نورالنجف
05-03-2013, 09:46 PM
شكرا تتجدد مع كل لقاء استاذنا الفاضل .. على هذه الوقفات الرائعة المليئة بالحكم والمواعظ الجميلة ..
وفقك الباري لكل خيـــر..

ـ موقف جميل جزيت خيرا لفعلك الكريم .. وفعلا ان القناعة كنز لايفنى .. بالنسبة للحالم بالجكسارة :)

تحياتي لكم أخي الفاضل

حميد الغانم
07-03-2013, 10:39 PM
اصعب عنوان
قد يبدو عنوان القصة غريب او ليس له سابق
ولكن طبيعة القصة التي ستحكى هنا او نسكب دمعها هنا في ارض منتديات انا شيعي لتروي حزنها فينمو في نفوس طيبة

الحكاية
( تعددت الاسباب والموت واحد)
طفلان صغيران يتيمان الاول عمره 9 سنوات والثاني عمره 5 سنوات
مات عنهما ابوهما وهما صغيران
فبقي الجد يرعاهما ويربيهما
ويرى فيهما ابنه الذي ضاع منه في ريعان الشباب
يشمهما
يضمهما
يمسح على شعرهما
وتشاء الاقدار ان يمرض الطفلان بالانفلونزا وما صاحبها من عطاس وضيق تنفس وكحة
بالفعل اخذهما جدهما الى المستوصف الطبي
وحيث ان المنطقة ريفية فقيرة ليس فيها طبيب
بل معاون طبي لديه معلومات بسيطة في تشخيص المرض وعلاجه
وبالفعل اعطاهما دواءا (شراب ) لمعالجة الكحة
وتشاء الاقدار ان يشتد ذات ليلة ليلة كحتهما وعطاسهما
فطلب الجد من الطفل الاكبر ذو التسع سنوات
ان يجلب الدواء ليعطيه شراب الكحة
بالفعل ذهب الطفل الى امه
قال اماه
اين الدواء
قالت اذهب وستجده هناك فوق الرف
ركض الطفل اخذ قنينة الدواء الى جده
وحيث ان الجد لا يقرا ولا يكتب
طلب من شخص اخر بجنبه ان يقرا اسم الدواء
قال نعم هو شراب الكحة
اعطى الجد الطفل ذو التسعة اعوام ملعقة من الدواء
واخرى الى الطفل ذو الخمسة اعوام
مرت دقائق معدودة
حتى زاد سوء حالت الطفل ذو التسعة اعوام
وزاد المه ووجعه
وبدا يتشنج ويضيق نفسه
وهو يصرخ الما
ابي ابي
ولا اب يجيبه
فابوه غادر دنياه تاركا اياه واخاه في كنف جده
ركض به الجد ويداه ترجفان لا تقدران على حمل طفل صغير الى المستوصف
وكما ذكرنا سابقا ان المتسوصف بلا طبيب
فشخص المعاون الطبي ان الانفلونزا قد زادت
لذا اعطاه حقنة اخرى
فزادت حالته سوءا مع سوء
وفي ظل فزع الام وخوفها وخوف الجد ورجيف قلبه
سقط الطفل الثاني بنفس مرض اخيه
فزاد فزع البيت باكمله
ركضوا بالاخ الصغير وضعوه بجنب اخيه الاكبر ذو التسعة اعوام
نعم
نائمان يتلويان يتوجعان يصرخان والدمع ساكب على الخد
ولا منجد
ونفس الشي
زرق المعاون الطبي الطفل الصغير ذو الخمسة اعوام بحقنة مشابهة لاخيه
فاذا تسوء وتسوء وتسوء حالتهما
وماهي الا دقائق
حتى مات الطفلان
فارقا الدنيا ليلحقا بابيهما
والالم يعصر قلب الام بل يمزقها
فتاهت في عالم اللاعالم
وحار الاب الجد وطاش لبه
فقد الابن وفقد الحفيد
الخلل
نعود قليلا الى الماضي
الى لحظة طلب الجد من الابن ذو التسعة اعوام ان يجلب الدواء
( اقول كيف لطفل ان يعرف الدواء واي دواء صحيح فثواني بسيطة قد تنقذ حياة بشر)
ركض الطفل الى امه
نعم الام مشغولة لم تعر الانتباه الى الطفل لتلبي حاجته
( ان اعطاء دقيقة من وقتك لطفلك تعادل عمرا باكمله )
الفشل
ركض الطفل جلب الدواء
ولكنه كان هنالك علبه مشابهة فيها سم للفار والجرذان
وحيث انه قديما لا يوجد عبوات محمية تمنع الاطفال من فتحها
لذا
وضع بائع السم وضعه في قنينة شراب فارغة
وتشاء الاقدار ان تكون قنينة شراب كحة
( وهنا الخلل ضعف تفكير ونظر الى ما قد يصيب شخص بسبب التشابه مع قنينة اخرى )
حسن الظن
ان الجد طلب من شخص يقرا ويكتب ان يقرا هل هو الدواء نفسه
نعم قراءه
ولا اعتقد انه اخطا
الجرم
نعم الجرم الا يوجد طبيب في منطقة ريفية
بل يوجد انسان معلوماته بسيطة يحكم على الاخرين
ولو كان بحسن نية
فان تشخصيه الخاطئ قتل طفلين بريئين كان من الممكن ان ينقذهما او ارسالهما الى مركز المحافظة
ومن هنا فعلا احترت في اختيار عنوان للقصة
بسبب التشعب وكثرت الناس وتنوع الاخطاء
وهكذا وهكذا
ولكن تعددت الاسباب والموت واحد
كل فترة وفترة يتذكر الجد والام والاهل والمعاون الطبي
الطفلين فيشب العراك ويلوم كل انسان الاخر
------------------------
كتبتها نور العبادي
احدى طالبات قسم اللغة العربية
وسمت القصة ب
تعددت الاسباب والموت واحد
حررها حميد الغانم
وسماها
اصعب عنوان

نورالنجف
13-03-2013, 02:55 PM
اللهم صلِ على محمد وآل محمد

قصة مؤثرة ..
وان تعددت الاسباب الموت واحد آمنا بالله وبقضاءه وقدره ..
لكن القصور واضح من قبل الام كيف يسمح لها ان تترك ولديها ولم تعر لهم الاهمية وهم بحالة سيئة .. اي قلب هذا لديها !
الاهمال والجهل له مردودات سلبية وموت طفلين بوقت واحد هذا هو نتيجته ..

شكرا للكاتبة ولكم اخي الفاضل ..
حفظ الله الجميع ..

ملامح طفولة
14-03-2013, 03:19 PM
الله اكبر
هنا تقف الكلمات ويشل التفكير
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
هو مصاب جلل نتيجة الاهمال من الجانبين
الدولة والمصاب الاكبر اهمال العائلة
الحذر يغلب القدر
فأين كانو عن هذا
سم فئران!!
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اسفاً وحرقة قلب على الاطفال
واقعاً كانت صدمتي كبيرة!!
تشكر اخي على المجهود الكبير الذي تبذله
هذه القصص لها اثر كبير وفائدة اكبر
جعلها الله في ميزان حسناتك ووقفك لكل خير
لما تنثره هنا من واقع حال هدفه تنوير الاخرين
وايعاضهم فبارك الله بك.

حميد الغانم
14-03-2013, 09:44 PM
الاخت الكريمة نور النجف
والاخت الفاضلة ملامح طفولة
اسال الله كل التوفيق لكن بحق محمد وال محمد
نعم هي قصص من ارض الواقع
ويمكن طبيعة المنطقة وريفيتها وكثرة الناس وتنوع ساهم في تنوع القصص وعبرها
لكنها اتحدت في شي واحد
انها فعلا اوجعت قلبي حين اضعها على هذا المنتدى لما فيها من الام ووجع
وما فيها من ضياع فرص كان يمكن ان تستغل لانقاذ حياة بشر
والشي الثاني
انها كانت موجعة لمن كتب القصة
وهكذا بعد ان تقر الطالبة قصتها
تراها تدمع او تقول حين كتبتها بكيت
وفقنا الله واياكم لما فيه الخير والصلاح
بحق محمد وال محمد
حميد الغانم

حميد الغانم
14-03-2013, 10:16 PM
شتان - بين هذا - وذاك
الحمد لله بدا الموضوع ياخذ صداه بين طلبتي
وحقيقة ان الطالبات اكثر تفاعلن من الطلاب
بحيث صار عندي بفضل الله سبع قصص اضافية للطالبات
وكان في بالي ان اضع قصة اسراء المالكي ها هنا
ولكن
حكيت لي هذه القصة فجمعتها مع قصة اخرى
حتى تكون مرتبطة مع القصة اعلاه
حكايتنا
اسميتها شتان
بدات حكايتنا الاسبوع الماضي حيث ذهبت احد اقاربنا الى طبيبة نسائية
بسبب مرض الم بها
وحقيقة كان في المنطقة طبية نسائية ممتازة بمعنى الكلمة عطوفة جيدة جدا في عملها
فاهمة لامور مهنتها
الامر الذي زاد من عدد مراجعيها من النساء
ومرت الايام
وهل استمر الحال
طبعا لا
تغيرت الطبيبة من حال الى حال
فصار العطف خشونة وغلاظة
وصار اللين فظاظة
وصار الكلام السمح الى كلام وقح
وهكذا
نكمل حكايتنا
ونتيجة لكثرة المراجعين والازدحام طبعا قامت الطبيبة بادخال خمسة الى عشرة مراجعين في غرفتها
في ذات اللحظة
وانشغال البال والعقل الذي قد يؤدي الى وصف علاج خاطئ
هنا
موقفنا وشتاتنا
جاءت امراة حامل
وبدات تحكي مع الطبيبة ومن في الغرفة يسمع كلامها
قالت دكتورة انه يوم غد اخر يوم لي فان لم انجب طفلي بعملية سوف يموت وانا اتعرض الى الخطر
اجابتها الطبيبة اي اعملي عملية في الجناج الخاص او على حسابك
يعني بالعراقي مستشفى اهلي حيث الليلة الواحده من نصف مليون الى مليون دينار
وكثير من العراقيين لا يملكون هذا المبلغ
رجعت المراة الحامل قالت دكتورة والله ما عندنا فانا فقيرة
فردت الطبيبة بعنف اذهبي واعمليها في مستشفى حكومي
قالت دكتورة نعم فان موعدي يتاخر بسبب كثرة الازدحام على صالة العمليات
نهرتها الطبيب بصوت عالي الزجر
وما خصني انا
وما همني انا
الحت المريضة بلا جدوة
وبالها عند طفلها الذي لم يولد
وصار صوتها يدور في ارجاء غرفة الطبيب
غوثك يارب غوثك يارب غوثك يارب
----------------------------------
نكمل حكايتنا
والحكاية حصلت مع والد زوجتي
الذي اصيب بعجز بالقلب ونسبة العجز كبيرة
الامر الذي استدعى زرع جهاز تنظيم ضربات القلب مع كثرة الادوية وقسوة طبيعة الاكل وما يتبعها من نقص الاملاح وغيرها من انواع الطعام
نعم كان من يديويه من خيرة اطباء القلب في محافظة بغداد
بل في العراق
وكان سعرة الفحص كبير خمسين الى مائة الف دينار من غير الادوية وغيرها
وصادف ان رحل هذا الطبيب الى محافظة السليمانية في شمال العراق
فاحتار هذا الرجل ماذا يفعل
فاتصل بطبيبه في شمال العراق
اوصاه ان يذهب الى طبيب اخر في بغداد
وبالفعل حصل على العنوان وتوجه هو وابنه الى محافزة بغداد
لزيارة الامام الكاظم سلام الله عليه
ومن ثم مراجعة الطبيب
وفعلا
وصل الى عيادته
وجد كثير من المراجعين انتظر حتى وصل الامر اليه
دخل
فوجد رجلا متواضعا بسيطا سمحا خلوقا
فصار يسال ويسال وينظر الى الاشعة والتحاليل وتخطيط القلب
وما ان اكمل الفحص
حتى قال للرجل
ان جهاز تنظيم ضربات القلب قد انتهى شحنه
لذا عليك ان تاتي غدا الى المستشفى لغرض شحنه
قال المريض
دكتور الا يمكن ان اشحنه في عيادة او مصدر اخر للشحن
لان المستشفيات تتاخر
قال الطبيب لا يا عم
لا عليك
فانك لن تتاخر ما هي الا ربع ساعة ونكمل الشحن ولن تتاخر
انتهى الفحص بموعد الغد
يقول المريض
اخرجت من جيبي خمسين الف دينار عراقي
لاعطيها اجور فحص
والشتان اين كان وكان
قال لا يا عم
ان اجرة فحصي هي ثلاثة الاف دينار فقط
استغرب الرجل المريض
كانه لم يصدق ما سمع
قال كم دكتور
قال ثلاثة الاف دينار
واكمل الطبيب قوله
قال انا لست مثل الاخرين فهذا العمل خالص لوجه الله عز وجل
وعله يكون رصيدي في الاخرة
خرج الرجل وهو يدعو لهذا الطبيب
هل انتهينا
لا
نعم ذهب المريض الى المستشفى وبالفعل وجد اسمه عند الاستعلامات
استقبلته ممرضة طيبة القلب
قالت نعم اوصنا الطبيب بان نكمل شحن جهاز تخطيط القلب باسرع وقت
وصادف ايضا ان الجهاز قد توقف عن العمل في ذاك اليوم
اخذته الممرضة الى جهاز ثاني في غرفة ثانية
والحمد لله اكتمل شحن جهاز تنظيم شربات القلب
ومع شحن الجهاز يشحن المريض برقة وطيبة وحمدا لله وشكرا لله
على ان هنالك اناس بهذا الطيب في يومنا هذا
===================
هل انتهت الحكاية
لا فهنالك امر اخر واجب علي ان اقوله ها هنا شكرا وعرفانا لهذا الطبيب ذلك القلب الطيب
رجع المريض الى الفندق
وصار يحكي مستغربا لصاحب الفندق
فقال له صاحب الفندق
لا تستغرب
فانه اجرته كانت الفي دينار فقط وهو ياخذ هذا المبلغ البسيط لتسديد مبلغ ايجار العيادة
ولا يدخل جيبه شي
وبعد ان رفع صاحب المبنى الايجار زاد المبلغ من الفين الى ثلاثة الاف دينار
انتهت حكايتنت
اقول
سبحان الله
بين هذا وذاك
بين من اعماه الطمع واستحوذ عليه
بحيث ان طعمه قتل حتى عاطفته وحنينه ومشاهره
وجعله ينسى ان ما كان لله ينمو
وبين من كان رقيقا عطوفا
يعمل للاخرة يضحي بوقته وجهده وماله في سبيل اسعاد الاخرين
اخلاصا في نيته لله عز وجل
حميد الغانم

عطر الجنآن
15-03-2013, 04:47 AM
قصص جميله جداً

استمتعت بقراتها كثيراً :)


شكراً جميعاً لك اخي الفاضل " حميد الغانم "


ساكون من المتابعين لهذا الموضوع دائماً :o



وفقك الله

زخات مطر
15-03-2013, 04:50 PM
من المؤسف ان اغلب الاطباء كلما اصبح مشهور قلة انسانيته واخلاقه
وهذا مانعاني منه مع الاطباء الجيدين حيث نكون مضطرين لذهاب لهم
ومكرهين بسبب اخلاقهم
ولكن الحمد لله مازلنا نسمع بان هناك اطباء مازالوا محافضين على اخلاقهم الطيبة
شكرا لك اخي الكريم لتواصلك بسرد هذه القصة الجميلة

حميد الغانم
21-03-2013, 09:19 PM
الاخت الفاضلة عطر الجنان
تابع الله عليك خيره وبركاته ورحمته
بحق محمد وال محمد
----------------
الاخت الفاضلة زخات مطر
الشكر لله اولا واخيرا
وفقت لكل الخير بحق محمد وال محمد

حميد الغانم
22-03-2013, 12:08 AM
رحيل قبل اوانه

اولادنا اكبادنا على الارض تسير
نعم هي قصة اخرى موجعة وكثيرة هي الاوجاع
ولكن وجع الام بفقد ولدها هي شديد الوجع
لا ينسى بيوم او شهر او سنة او قرن
نعم
فوجعهم وجعنا
حزنهم حزنا
كان رحمن شابا هادئا مواظبا في دراسته
شابا في العشرين من عمره
اكمل دراسته الاعدادية
وقبل في المعهد الفني
نجح من المرحلة الاولى
ولم يبقى الا شهور قليلة
ليتخرج
لتفرح به امه
قلب ابيه
ولكن
واه من هذه ال ( لكن )
ضربت يد الدهر قلب ام رحمن
اذ اصيب بمرض السرطان وهو في ريعان الشباب
في قمة الاحلام
في طريق المستقبل
فصار رحمن ذاك الشاب
طفلا وديعا ينظر الى امه ولا تنزاح عيناه عن امه
وعينا امه تحبس الدمع غصبا عليها
خوفا على ابنها
وفي داخلها حرارة بل بركان يغلي يريد ان ينفجر
بحمم لهيب خوف فقد ابنها
ولانها تعرف ان نظراتها لابنها معدودة
مع انفاسه المعدودة
وكان الوجع يستعر في جسده يوما بعد يوما
يحرقه بلهيبه المرير
وكان يخف ذلك الالم
يد امه الحنونه حين تمر على موضع الالم
وكان مسكنا مخدرا ينتشر بجسمه يزيح ذاك الالم بعيدا الى حيث اللامكان
وكان جسده صاحيا لا خاويا
قويا لا ضعيفا
وتمضي الايام
وام رحمن تركت كل الدنيا تركت فرحها
وعاشت مع همها
كانت تقضي ليلها نهارها
مع ابنها رحمن
تنام بجنبه
نعم ولا
تنام منطرحة على الارض
عينها تدعي النوم
وقلبها موجوع مهموم
معصور بالحسرة والانين
واه ممتدة بطول السنين
تنظفه تشطفه تمسح عنه عرقه
تواسيه
حاولت ام رحمن ان تشبع نظرها من ابنها رحمن
هيهات هيهات
وهل للعين ان تشبع من النظر الى حبيبها
كلا والف كلا
ومرت الايام والايام
ورحمن قد اخذ بالانكسار والانحسار
وباتت امواج حياته تجزر بعيدا عن شواطئ الحياة
واخذ السرطان ينتشر في صدره ورئتيه
ومعه بدات سدود ام رحمن تتسكر شيئا فشيئا
ومع كل اه وانين يطلقها رحمن
تنطلق صرخه ودمعة من ام رحمن
لتكسر اضلاعها
وتحرق فؤادها
واما اخوة رحمن كانوا يحيطون به
لا يملكون الا الدعاء
------------------------
مع الايام اخذت ام رحمن تذبل شيئا فشيئا
الشيب يعلو راسها
الهموم تظلم عينيها فلا ترى الا وجع ابنها
ظهرها انحنى وتقوس لا لكبر السن
بل لثقل الهم
ومع كل انة واه يطلقها رحمن كانت روحها تحترق وتحترق
وييبس عودها ويقل خضارها
ويجف ماءها
وتجف انهارها
فتصير صحراء يابسة قاحلة
بات الم رحمن شديدا يكسر الحجر الاصم
اغمى عليه عدة مرات
وكان سفنه رفعت رايات الرحيل من عالم الدنيا
وام رحمن تمد ذراعيها
يمه رحمن
خذ من عمري
يمه رحمن
من تموت انا اموت
يمه رحمن كون انا اتكفن قبل لا يكفنونك
يمه موتك موتي
يمه باي حيل وقوة اتحما فراقك
يمه يمه يمه
صارت هذه الكلمات تقلبها ذات اليمين وذات الشمال
ورحمن مغمي عليه
------------------
وهي راحلة في عالم الامل على امل
سحبها صوت ابنها رحمن من ذلك العالم
يمه يمه يمه
حاكيني كلميني
رحمن انه صوت رحمن
وبدت علامات الفرح على وجه ام رحمن وقلبها هذه الفرحة التي انتظرتها شهور وشهور
وعادت السفينة لمحلها الذي طالما غادرته الى بحر هائج كسر جذعها وكاد ان يغرقها
نظر بوجه امه نظرة مودع ايس من الحياة
حضنته امه اخذته بيديها ضمته
يمه اخذ من عمري
هاك عمري كله
يمه لا تروح وتخليني لهمي وغمي
نعم
بدات روح رحمن تخرج رويدا رويدا
وهي يقلب نظراته يمينا وشمالا باخوته اخواته
مودعا اياهم
واخر نظرة حبسها لامه
اطال النظر بوجه امه ودموعها تسيل على خدودها وهي ترجف بكلها ويداها قابضة عليه كانها تحارب الموت
نعم هو قلب الام
واي قلب مثل قلب الام
اي قلب اكبر من قلب الام
جمع انفاسه الاخيرة
وكانه كان يختزن شيئا كل هذه الشهور
( الله وياج يمه )
قالها وعلا صراخ امه مزق صمت الحي كله
يمه رحمن رحت وخليت امك وحدها
يمه رحممممممممممممممممممممممن
وصارت انفسها تضيق وتضيق
وكان روحها تريد ان تفارق جسدها لترحل بعيدا لاحقة بابنها
وبكاء ابيه واخوته
نعم اولادنا اكبادنا
وتمر الايام
وصارت ام رحمن شبه ساكنة القبور
تحضن قبر ابنها
تسكب الدمع
تؤن وتؤن
تقبل ذاك القبر الذي حضن جسدها قبل ان يحضن جسد ابنها
تمر بيدها الحنونه على تراب قبره بذلك الحنان العظيم
تبلله بدمع عينيها
ويعلو صراخها هنالك
يمه رحمن والله لقد اشتقت اليك
فمن يطفئ لهيب شوقي اليك
وما بقي لها غير لسان الروح يصرخ الما
وعيون القلب تقطر دما
وهي تنادي
ساعد الله قلبك يا زهراء
ساعد الله قلبك يا زينب
ساعد الله قلبك يا رسول الله
ساعد الله قلبك يا امير المؤمنين
ساعد الله قلبك يا حسين
يا حسين
يا حسين
----------------
كتبتها اسراء المالكي
ومست القصة ب 0 انا وابني
وسميتها
رحيل قبل اوانه
وقد تبدو القصة بعيدة عن التنمية
ولكنها تمثل نقاء روح الام وفداءها وصفاءها
ومحبة الابن لامه الذي خزن اخر كلمة مودعا امه
ومن هنا اساس بناء المجتمع الحي الطيب الخير
الا وهي الحب الخالص الصادق
وتضيحة الام لابناءها
حررها حميد الغانم

زخات مطر
23-03-2013, 01:17 AM
قصة مؤلمة جداا يعتصر القلب الما عند لقرائتها

سلام الله على ال بيت رسول الله وهم يقدمون القربان تلو القربان فدا للدين
كان الله بعون كل ام فقدت احد افلاذها
بوركتم اخي الكريم

حميد الغانم
23-03-2013, 01:48 AM
طفل بحاجه الى حنان.........وما زال

طفل صغير لا يتجاوز الخمس سنوات ... طفل برئ لا يعرف شيا عن هذه الحياه القاسيه المريره......رغم طفولته وبرائته وحياته البسيطه التي لا يريد شيا منها سوى حنان وعطف وحب فقده ولا ذنب له بفقدانه سوى انه طفل برئ .........
ماذا عساه ان يفعل ؟وكيف يواجه الحياه اذا علم شيئا.........واي شئ يعلم.......

طفل في عمر الورود فقد اهم شئ بالوجود واعز ماعلى الانسان ان يكون..... فقد والده منذ ان كان رضيعا....لكنه لايعلم ...
لا يعلم ماذا......؟
انه فقد والده ..وان اباه الان الذي رباه وكبره ليس والده الحقيقي
بل في الحقيقة هم
عمه
.....ماذا سيفعل اذا علم حقيقه امره.......وان الشخص الذي يعتقده ابوه والذي تعلق به واحبه ليس والده الحقيقي.....وما عسى امه ان تقول له.....متى...وماذا...وكيف ...
السؤال دائما يراودها ...انه طفل لا يعرف شيئا...،،

بكى ... وصرخ..،بوجه امه وبصوت عال..،..لا..لا...لا...وظل يبكي ...وابكى من حوله.....ماذا تفعل امه التي أصبحت بموقف لا تحسد عليه....
بين التعب والحياه الصعبه التى تعيشها وبين طفلها الصغير البرئ الذي لا ذنب له......
بكى وما زال يبكي والدموع على خديه كالمطر...ماذا تفعل سوى انها ضمته الى صدرها وحاولت اسكاته.......فلم تستطيع وحاولت اسكاته....مرة.....ومره...الى ان قال لها ......ماذا قال ....قولي ان كلامكي كذب..............انه بابا....بابا.......
وما احلى هذه الكلمه التي تنطق من فم طفل صغير ...اه....والف اه.....

هذه هي الحياه قاسيه ومؤلمة ......ما نحن الا دمى تحركها الظروف والمتاعب............
وبقى الطفل لا يعلم حقيقه امره الى حد هذه اللحظه........معتقدا بان عمه هو والده...،،،
عمه الكبير الذي لم يرزق باطفال منذ ١٣سنه .....هو حنون وعطوف عليه يلبي له كل ما يريد ..... لا اعلم بان حنانه وحبه له لانه ليس لديه اطفال .،..ام حقا انه اباه...........
وهذا حال الطفل ........الى ان في يوم من الايام.........
تبرع اخوه اي العم الاخر للطفل..بابنه المولود حديثا الى اخيه لكونه لم يرزق باطفال........،.
لكن مالذي حصل ........
هل تغير حنان العم لابنه ......
ام تغير حب الطفل لابيه......
لكن حدث شئ الكل يتوقعه هو ان الطفل بدا يغار من ابن عمه الصغير.....حتى انه بدا يقلل من ذهابه الى بيت جده......لماذا لا اعلم... وبقيت امه في حيره من امرها........ماذا عساها ان تفعل.....

========================
كتبتها ام القمرين
بالطبع الاسم
اشارة الى ان الام صاحبة القصة لديها طفلين صغيرين
بنت وولد
وان حياتها اظلمت بفقد زوجها بحادث سيارة
وبقي طفلاها قمران ينيران حياتها

حميد الغانم
23-03-2013, 01:50 AM
بارك الله بك ايتها الطيبة
زخات مطر
ووفقك الله لكل الخير
نعم حقيقة ابكتني وانا انقل سطورها من الورقة الى المنتدى
لانها ذكرتني بعمي الذي رباني بعد وفاة والدي
ومات بالسرطان
حياك الله
حميد الغانم

حميد الغانم
23-03-2013, 08:35 PM
المغزى من حكاية الطفل اليتيم
الذي رباه عمه
وبعد هذه السنين الخمسه بدا يهجر عمه الذي رباه
ان الطفل وان صغر سنه الا انه في جانب الحب كبير
له مشاعر واحاسيس ورقة
يجب مراعاتها
وان نتلطف في الاخرين حين نحب غيرهم
ولا نقطع عنهم الحب والرعاية والاهتمام فجاءة دون سابق انذار
فان بناء الطفل صعب مرير يحتاج طيبة وقلب وسعة صدر

نورالنجف
28-03-2013, 11:35 PM
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
بارك الله بكم أخي الكريم حميد الغانم
على تواصلكم وإثرائكم لنا بالقصص التي تدخل النفس وتترك ذلك التأثير وتنمي ..
اشكر كثيير ذلك .. كلي بتقدير لكم ولمجهودكم أستاذنا ولأخواتي العزيزات الكاتبات ..
من المتابعين لكل جديد يطرح ها هنا
حفظكم الباري وبالتوفيق ..

حميد الغانم
29-03-2013, 12:30 AM
بحروف من الدمع كتبت
فتاة بعمر الورود......في اجمل فتره من حياتها ،فتره الشباب والعقه والطموح...،،،شابه وكبقيه الشابات في العشرين من عمرها.....وكاي فتاه لطيفه وطيبه ومحبوبه بين زميلاتها........
كانت تتمنى ان تصبح الدنيا ملك يدها....وان تحقق كل ما تطمح ان تصل اليه...وامنيتها حياه سعيده لا غير ...وهو ابسط حق من حقوقها.........،
انها طالبه جامعيه،وفي المرحلة الاخيره من دراستها.وكانت على وشك التخرج من كليتها....وفي هذه الاثناء......

مرت الايام وهي تحلم ..... فرحه........،،مرحه........متفائله....كانها فراشه تحلق من زهره الى اخرى.......
لكن القسمه والنصيب اتت اليها ..وقبل فترة الامتحانات النهائيه باسبوعين......تقدم لخطبتها شاب من نسبها ...اقاربها ....فيه كل الصفات التي رسمتها في مخيلتها. من وصف اهلها له...،،،.......
لكن.......ماذا.........
هل تعرفت عليه ....اي اقصد هل تعرف شكله....طباعه.....هل تحدثت اليه.....هل...وهل........،؟هذه الاسئله تطرح ....؟لكن ماهو الجواب.......؟
الجواب هو........
صحيح ان الشاب من اقاربها ....الا هي لا تعرفه ...اي لم تراه من قبل مع العلم من اقاربها المقربين.....انها لا تعرف سوى اسمه .....
وصارت القسمه والنصيب على تعبيرنا.......
خطبت هذه الفتاه لذلك الشاب...بالرغم انها لم تراه .....وهل هو يعرفها....؟ وهل راها....
هو ايضا خضع لفكره الخطبه بعد قناعه والدته...اخواته...زوجات اخوانه...
وتمت الخطبه ........
وتم الزواج
الحمد لله والشكر...كانت دائما ترددها.لانها رزق تزوج مثالي.... وعاشت حياتها كما خططت لها او تخيلتها ..ورزقت بطفلين جميلين ......وبدون مشاكل...وهكذا...،
استمر هذا الحال لمده اربع سنوات ونصف تقريبا..حياه سعيده و هادئه خاليه من المشاكل .....
ولكن.... ماذا حدث .....
ماذا تتوقعون.......
هل استمر هذا الزواج هكذا صافيا ....هانئا...خاليا من المشاكل.....ام ماذا.... طبعا ودائما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ...
هل حدثت مشكله ...ام ماذا..

حدث مالم يكن في الحسبان....والذي حدث...
انقلبت الحياه راسا على عقب..
فلقد تعرض الزوج الحنون العطوف...الى ماذا ...هل
تمرض... اختفى..هل سافر....هل....وهل....
نعم لقد سافر دون رجوع.... الى اين ...الى سفر طويل...
.......
كان الزوج يذهب الى مكان عمله كل يوم ..ويعود الى البيت عند الساعه الثانيه بعد الظهر....اما الزوجه فانها كانت تنتظره كعادتها كل يوم تعرف موعد رجوعه الى البيت،مستقبلته بكل عطف وحنان ..وابتسامه كبيره تملئ فمها......وتساله كالعاده ..ماذا فعلت...وكيف كان يومك...ومع من ذهبت....ومن التقيت ....و...و...وتطرح عليه الاسئله المتعارف عليها عند استقبال اي زوجه لزوجها.........
الا انه وبالرغم من تعبه يجاوبها عن جميع الاسئله دون ملل او غضب.....
وفي يوم من الايام ذهب كعادته الى مكان عمله .....وبقيت الزوجه في البيت مع الاطفال ..تزاول اعمالها اليوميه المنزليه
لكن ...هل ان يومها مثل باقي الايام....
لكن ...ماذا حدث...
اصبحت الساعه الثانيه بعد الظهر...موعد قدومه الى البيت....كانت تنتظره كعادتها ....امام الباب عيناها منتظره فتح الباب....
الباب لم يفتح.....ولم يطرق....
مرت الثواني.....الدقائق....الساعه تلو الاخرى....وهي مازالت بالانتظار..لاتعرف مالذي تفعله...لما لاتتصل به..لكن ...ماذا...جهازها النقال في ذلك اليوم عاطل...اه يالصدفه الغريبه....
ا

وبقيت تنتظر..والافكار والاوهام والمخيلات تراودها ..وهي تستعذ من الشيطان الرجيم ..وتذكر الله كثيرا وتدعوه...
لم ياتي....وصار وقت الغروب ....واذا بالباب يطرق.

واذا بالباب يطرق.....اه...واخيرا قد رجع .همهمت بهذه الكلمات وهي تحضر الاسئله عن سبب تاخره.....لكن....هل هو طرق الباب.....
لا..لا...وتفاجئت...
واذا بابن حماتها الصغير يقول لها بان جدته تقول ،.بان تاتي ..عندهم خطار على العشاء...
قالت له :الم ياتي خالك ؟
قال:لا وانصرف.
طبعا فان الزوجه متوقعه حضور الخطار الى البيت الكبير.....وعند حضورهم ينا دونها لكي تساعد البنات في الطبخ
لكن عندما وصلت
..... وجدت كل النساء في البيت....ارتعش جسمها..وقالت بصوت مخنوق اين الخطار......
قالت احداهن٠٠٠لقد تعرضوا لحادث سيارة ...،
من وبصوت مرتعش...
قالت:( ) ومعه عمه وصديقه....
ماذا..... وتزحز الطفل من يدها...وجلست ارضا ولم تتفوه بكلمه... اصفر وجهها...ودمعت عيناها وظلت تهطل كالمطر على خديها ...
ماذا تقولن،...لا..لا..قولن غير هذا الكلام ... وفي هذه الاثناء جاءت زوجه حماهاالكبير وهي تتحدث بالهاتف ...الحمد لله ،يقولون انهم بخير...
الحمد لله..قالتها ولكن قلبها لم يطمئن ...تريد الذهاب اليه....لكن من الذي ياخذها ... الكل هناك في المشفى....وتمنت لو ان روحها حمامه وتطير هناك..........
لكن باي حال هي......
حالها لايمكن ان يوصف وقتها...... فقط الذي مر بهذا الموقف يعرف.......والقلم عاجز عن الكتابه ..
واستمر وضعها على هذا الحال ليومين...لانوم ياخذ عينها ..ولا طعام يدخل جوفها...بقيت ..يبقى الالم والحزن في قلبها...
وما عساها ان تفعل....سوى الصلاه والدعاء... الانتظار،...الانتظار،لصوت الهاتف النقال ..ليسمعها اي خبر عن تحسن حالته...
رن الموبايل ...ومع رنته تسمع دقات قلبها....
لكن ......ماذا...،
هل ان مع رنته خبر سيفرحها .....ام ماذا...ولم تتصور ان يقولوا لها غير ذلك .لكن ..مالذي حدث....
أتصلوا من المستشفى ....وقالوا يجب ان تاتي امه وزوجته لرؤيته ....
حينها اطمئن قلبها قليلا...وقالت بصوت خفي ..الحمد لله والشكر..الهي بحق شبان كربلاء ،
نعم لقد تحسنت حالته وتكلم بعد صمت ومع.احفضه لشبابه.......اكيد تحسنت حالته وطلب رؤيتها ...هذا الاحساس الذي راودها
ذهبت الى المستشفى ....برفقه ام زوجها واطفالها وعماته....
وعندما وصلت الى المستشفى ...ماذا رات الكل هناك ...وقفت قليلا ...ثم بدا جسمها يثقل ....رجلاها لا يقدران على حملها ..وقلبها يخفق بسرعه ....وتنفسها يضيق ....لماذا ....الم تتوقع انه اصبح بخير ....لكن لماذا هذا الشعور ....الذي احست به؟ مع انها تعلم بان كل الاهل والاقارب والاصدقاء موجودون بالمستشفى........
لا....احساسها كان كذلك...لانها سمعت احدهم يقول ...انه في صاله الانعاش....
ماذا٠٠٠٠صاله الانعاش .....اااااه
لم تتوقع ذلك...لكن لماذا هو في الانعاش.....؟
مشت....ومشت..بخطوات متعثره وتجر باذيالها...وبقلب جريح يتفطر دما....وعيون باكيات كالمطر...وهي تشعر بان رجلاها لن يستطيعان حملها ..وتثاقلت بالمشي...الى ان وصلت الى باب صالة الانعاش....
مالذي حدث هناك .......؟
استقبلهما الدكتور ...وقال : ماذا قال.....
هل هو بخير وبصحه جيده....ام هل تحسنت حالته...او...و.وانما قال:
لايجوز ان تدخلا سويه ...الواحده تلو الاخرى...لانها صالة انعاش....من التي تدخل اولا ....
طبعا....الام..ودخلت...وماهي الا لحظات وخرجت..لكن باي حال ..يصعب عن الوصف ...انه حال الام ....
اما الزوجه وفي تلك الاثناء لم تعلم بحالها...وماذا تقول..وماذا تهذي...لانها كانت في عالم اخر...يخلو من البشر...فقط تندب ياعلي..ياعلي..،ياعلي.. وتدعوا ربها ..بان يكون بصحه جيده...
ودخلت الصاله...ولكن كيف...

دخلت وهي في عالم غريب ..تنظر يمينا ويسارا,ورجلاها ثقيلتان تقدم الاولى وتؤخر الاخرى.. ودموعها على الوجنتان تسيلان...لكن..اين هو..
كانت تتمنى ان تراه كما تعودت عليه ...بابتسامته العريضه ...وعيناه الرقيقتان ...وكل شي تصورته امامها ...لكن كيف وجدته...وباي حال...هل رات الابتسامه التي رسمتها..ام ماذا....
وجدته...نائما على السرير وقد وضعت كل الاجهزه الكهربائيه ..اجهزه القلب والتنفس و........و...... لم تركز حينها ...
لم ترى منه شيئا ...الجسم كله كان مغطى بالاجهزه ..والوايرات والضمادات....اه...اه...والاوكسجين على الانف والفم..لم تراه جيدا...لم تقترب منه اكثر....لم تكلمه....لم....لم.......ولماذا...الم تصل اليه...
لا....لانها عندما راته بهذه الحاله اغمي عليها .....نعم لقد ارتعش جسمها ..وخفق قلبها ..وضاق تنفسها..وثقل جسدها.فسقطت ارضا....
نعم ...لقد اغمي عليها من شده الالم والموقف الذي لم تتحمل من رؤيه اغلى انسان في حياتها بهذه الحاله وانفاسه الاخيره تصعد الى بارئها.....
جاءوا اليها مسرعين...وحملها اخاها وذهب بها مباشره الى طوارئ المشفى... طبعا اعطوها المهدئات ...الحقن..المغذي..ولكنها باي حال....
حال يعجز الخيال عن وصفه ...ويعجز القلم عن كتابته...لانه لايمكن ان يكتب او يوصف...ومهما كتبت لايصل الى الموقف الحقيقي الذي مرت به.........
وبعد اجراء الفحوصات الكامله لها ...اخذها اخوها ...الى اين...
لرؤيه زوجها مرة اخرى....لانها لم تراه..لا...
اخذها الى السياره وقال لها عليك الذهاب الى البيت الان....لكن لماذا...
تريد رؤيته ..لم تراه جيدا ...لم تتكلم معه... لم تعاتبه... اارجوك اخي دعني اراه....ارجوك....
لكن ماذا ...هل ارجعها اخاها لرؤيه زوجها ...ام ماذا ...
لا ...لا..لا قال لها الوقت متاخر ,وغدا صباحا تاتين لرؤيته...
اذن كيف حالته الان ...قال:انه بخير لقد تحسن... اذن دعني القي عليه نظره واحده فقط ولو من بعيد...
لا ...لا.......لا.......لا...... وهكذا ...رجعت الى البيت ..لكن رجع جسدها وبقيت روحها ترفرف حول زوجها....
رجعت وبدون وعي ...ولما وصلت الى البيت ....هنا الطامه الكبرى ...المصيبه العظمى....المفاجئه التي لم تنتظرها.... ماذا هنالك....
وصلت الى البيت وقد رأت نساء كثيرات في البيت مرتديات السواد ..لكن لماذا...وما الذي حدث...
هنا....وفي الباب..سقط الطفل من يدها ...وارتعشت مره اخرى...وضاق تنفسها...لكنها لم تبكي....لم تصرخ....مالذي حدث ...قالت لها البقاء في حياتك..عظم الله اجرك....
ماذا......ولماذا....
لقد تركته في المشفى واخي قال لي انه بخير وتحسنت حالته ....الدكتور قال ادعوا له ...وانا دعوت ربي .....واندبت اهل البيت وهم لا يتخلون عني.....هذه الكلمات فقط كانت ترددها ...وتعيدها....لكنها لم تصرخ ...لم تنوح... لقد صدمت ...واغمى عليها مرة اخرى.....
حملوها واخذوها الى المستشفى ...وطبعا اجروا لها فحوصات واعطوها مغذيات وحقن مره اخرى.......وقال الطبيب ان جسمها ضعيف.. وهكذا.......بقي حالها...يغمى عليها بين الحين والاخر...واخذت صحتها تتدهور نحو الاسوء
وهذا حالها وهي فى عالم بلا عالم من الخبر ...فقط دموع تجري على الخدين ...،ودعاء يارب ...يارب لم يمت ..لا لا لا لم يمت ..لا لن يدعني وحيده...لا لا يتخلى عني ....لايتركني بهذه السهوله ...من اوصى بنا ...لالا...والف لا..وبدون مجيب...
هذه الكلمات التي كانت تنطق بها....وقد عجز القلم عن التعبير......
==============================
نعم انتهت القصة بحسب ما كتبتها ام القمرين
ومع علمي ان كتابتها للقصة مع قصرها استغرق اربعة ايام
لما يحتويه كل حرف من حروفها من وجع واسى وحزن وانين على ذاك الزوج الذي غادر واظلمت دنياه برحيلها
الا من ولدين اثنين
سمتهم القمرين لينيرا لها جياتها
نعم هي نذرت نفسها للقمرين بنت وولد
لتربيها قبل كل شي وفاءا لابيها
وهكذا امتهنت الخياطة مع انها خريجة كلية
وتخيط ليلا والى ساعات متاخرة
لاجل ان توفر لقمة العيش لاولادها
ولاجل ان تجمع مالا لتبني بيتا صغيرا لهما
فتحية لها على هذه التضحية والوفاء والفداء
وتحية لكل ام وقلب كل ام وخصوصا من كان لديها ايتام
ولنتعلم من قلب الام
التضحية والفداء والمودة والعمل لاجل من نحب
كتبتها ام القمرين
وحررها حميد الغانم

حميد الغانم
29-03-2013, 12:38 AM
حياك الله الاخت الجليلة الفاضلة نور النجف
الحمد لله لتوفيقه ونعمه
وبدا الموضوع ياتي بثماره ويصل ليس فقط الى الطلبة
بل انتقل الى الموظفين من داخل الكلية وخارجها
ونطمح ان يصل الى عامة الناس
لان الله من وراء القصد
وسعادتي حقيقة حين يات الناس الى هذا المنتدى الكريم
ليرتوا من ماءه العذب
شاكر لكم كل كلمة صدرت منكم وكل كلماتك طيبة
وفقك الله بحق محمد وال محمد

نورالنجف
04-04-2013, 09:53 PM
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
قصة مؤثرة جــداً ..
كان الله بعونها وفتح عليها أبواب الرزق والخير وحفظ لها القمرين بحفظهِ ورعايته
وفقكم الله أخي الكريم
تحياتي

حميد الغانم
04-04-2013, 11:32 PM
احسن الله اليك اختنا المنيرة
نور النجف
نعم وواحدة من مخففات المها هو كتابتها لقصتها
ونشرها ها هنا
وايضا هي بدات تتابع الموضوع
وتقرا القصص
وتريد ان تشترك ولكنها حديثه بالانترنت والاشتراك
وانشاء الله عن قريب ستحل بين اهلها واخواتها
وفقك الله
وهي تبلغك سلامها وتدعو لك وتشكرك على هذا المنتدى الطيب الكريم
حميد الغانم

حميد الغانم
05-04-2013, 12:11 AM
الوفاء
هي قصة حصلت لجيرانها ونقلتها لنا بقلمها اسراء المالكي
واضفت عليها بعض الاسطر لتكتمل الصورة ليراها العالم بشكل اوضح وادق
اصيبت جارتها تلك الام والزوجة
اصيبت بمرض نفسي ضاعت معه ايامها
واختلط الحابل بالنابل
وانقلب البيت راسا على عقب
فالام مديرة يديها حول اهل بيتها لتضمهم الى صدرها الحنون تحميهم اذا ما خافوا
تدفئهم اذا ما بردوا
تكسوهم اذا ما عروا
هي الام وهي الاخت وهي الصاحبة وهي الطبيبة
نعم عندها بنات واولاد
تراعيهم
فمن يراعيهم الان
ومن يراعيها

وزاد مرض تلك المراة يوما بعد يوم
وصارت لا تنام ليلها ولا نهارها
تتقلب يمينا تضحك
وشمالا تبكي
بين حيرة وحيرة وبين عيشة مع مرضها صارت مريرة ضاع مع مرارتها حلاوة الايام
فهجر الاب تلك العائلة
نعم
هجرهم ابوهم
هجر الام تلك الزوجة التي وقفت معه طوال الايام والسنين
ولم يكتفي بهجرانها
بل هجر الاولاد
والبيت
وكل حياته
وذهب الى دار اخرى
بقيت البنت الكبرى ترعى امها
بقيت تلك الفتاة لترعى اخوتها
تطبخ تكنس تغسل تنيم الصغار
تتابع امها
علاجها
فكانت تلك البنت تعاني وتعاني
واكثر عنائها هو رفض والدتها اخذ العلاج
فما تفعل تلك البنت
بين ان تطلب من امها ان تاخذ العلاج ولا عقل مجيب ولا وعي فالوعي شريد تائه
وصارت تلك البنت تعطي العلاج لامها بالم وحسرة ووجع
واشد ما يكون هو اعطاء الدواء لامها احيانا بالصراع مع امها
فبين محنتها لامها ورقتها
وبين خوفها عليها من الضياع ووجوب اخذ الدواء
حارت تلك البنت الكبرى التي صارت اليوم اما لامها
تنظر لها وتذرف الدموع
اي ربي ما هذا الامتحان ما اصعبه وما اقسه
ياربي اعني
وصارت روحي تتكسر تتهشم كالزجاج تطشر الى الف الف قطعة وقطعة
وصارت تلك البنت سفينه في وسط بحر هائج
لا تدري اي موجة عاتية تكسر ساري سفينتها
تمزق شراعاتها
فتغرق في بحر من الدموع لا قرار له
نعم ومع كل كلمة تقولها تنطق صارت تلك البنت الحنونة طيرا مكسور الجناح سقط من اعالي السما لا تحمله الريح
ولا هو قادر على حمل نفسه
ينتظر فرجا قريبا
تدعو اي ربي اعني
وهم جالسة بقرب امها تلك المريضه النائمة كالطفل الوديع اذا ما اخذت علاجها ودوائها
تسهر تلك البنت تحمي امها
خوفا من ان تفعل بنفسها شيئا وهي بلا عقل الان
وبين نعاس يهاجم اجفانها بكل ما اوتي من قوة يصور لها ذاك الفراش الناعم من الريش او الديباج
ومضت الايام
والبنت تفتقد ذاك الاب
تحتاجه معها لترعى امها اخوتها اخواتها
يحميها
فهي تحمي اخوتها فمن يحميها
يسندها اذا وقع حملها
رحل
وما عاد
لا لم يرحل
بل رماهم في اي واد او قاع
لماذا يا ابي
افي مثل هذا الوقت تهجرنا وتتركنا
ابعد عشرة عمر طويله هكذا بلا وداع حتى
لا اتصال ولا خبر ولا سؤال
من ذلك الاب
وكانه ليس له ابناء ولا بيت ولا عائلة
وفي خضم هذا الصراع
تتهاوى الى النوم تلك البنت الوفية لامها واخوتها واخواتها
فتنهض فزعة مرعوبة خائفة
قد وجل قلبها
خائف
متسارع الدقات على طريق الخوف والرعب
من انه حصل شي لامها
فتفح عيناها لترى امها نائمة كالطفل الوديع
فتهدئ تلك البنت قليلا
وتلوم نفسها الف مرة
كيف نمتي
كيف غفت عيناك
كيف سهوت لحظة عنها
ومع الايام
تحسنت حالة امها رويدا رويدا
وبدات تعود لوعيها وطيبتها وحنانها
فاخذت بنتها الكبيرة لتضمها لها تقبلها
تقول في قرارة نفسها
نعم لقد ربيت واحسنت التربية
نعم لقد جازاني الله خير الجزاء اذ اعطاني هكذا بنت
بنت كانت هي الام لامها
ومع هذا الرجوع الى عالم الطبيعة
ترى في عين امها حسرة
لذلك الزوج الذي غادرهم وتركههم هكذا
وترى في عيوننا خوفا وخسرة لا على ابينا
بل عليها من ان تعود لحالتها
فينقلب بذلك حالنا وبيتنا الى اي حال
ونكمل الشطر الثاني من قصتنا
نعم نقيض للشطر الاول
رجل كان ممن قارع نظام صدام اللعين المقيت
سجن ثلاث مرات
استمر سجنه سنين وسنين ووصل احيانا الى الاعدام
عذب وعذب وعذب
وليس فقط هو عذب
بل عذب كل افراد عائلته
حتى زوجته نالت ما نالت من ضيم صدام اللعين
وما في من خطر
خطر الاغتصاب وهتك العرض
خطر السجن والضرب
خطر الشنق
والاف المخاطر والرعب
ومع سجنه
لم تتركه تلك الزوجة
بقت وفية مخلصة مصونة
ومرت الايام وهرب زوجها الى خارج العراق
وبقيت صابرة وفية محتسبة
متاسية بزينب الكبرى واهل بيت النبي الاكرم
وبعد السقوط عاد زوجها
واكمل دراسته
وحصل على الماجسيتر
ومن ثم الدكتوراه
واليوم هو في منصب كبير عال في الدوله
فاين الوفاء في قصتنا
تشاء الاقدار
ان تلك المراة عقيمة
لا تنجب اطفال
حرمت من تلك الكلمة العظيمة امي وابني
فهل هذا الزوج الدكتور المسؤول
هجرها كما فعل الزوج في الشطر الاول
بل قربها وقربها وقربها
وما تزوج عليها امراة اخرى
وحين سؤل لماذا لا تتزوج ليكون لكن ولد
قال كيف اخون من وقفت معي
كيف اخون من ضحت لاجلي
كيف اخون من وفت معي
كيف اخون من هي هكذا
بهذا الوفاء والعظمة
لا والف لا
والى وقت كتابة القصة لم يتزوج امراة غيرها
وبقوا بلا ولد لهم او بنت
وتبنوا طفلا يتيما قتل ابواه في عبوة ناسفة او سيارة مفخخة
وكثيرة هي الايتام
وقليل من هم الاوفياء مثل وفاء هذه المراة لزوجها ووفاء الزوج لزوجته
وكثير مثل هذا الاب الذي هجر بيته وزوجته وعياله لانها مضرت
كتبتها اسراء المالكي واضاف عليها حميد الغانم






استمر الحال ثلاثة اشهر

حميد الغانم
11-04-2013, 10:54 PM
الخيانة والامانة
هي فصة حقيقة حدثت في زمن الحصار
وما ادراك ما الحصار وويلاته وجوعه وضيمه وقهره وتعبه وعناءه
ويكاد الشخص يموت من الجوع
الاب الكبير يتحمل كيف بالصغير
لا يمكن للكلمات ان تصف ما مر به العراق من ويلات
واي ويل
فوق ويل الطغيان الصدامي الكافر ويل البعث الغادر ويل الجوع القاهر
وويل تغير الاخلاق مع كل يوم من الحصار
نحو اخلاق احسن
ونحو اخلاق اسوأ
من هنا تنطلق حكايتنا اليوم
الخيانة والامانة
هو طالب فقير لا يملك موردا ماليا الا ان يعمل في الخياطة في عطلته الصيفية فغيره يرتاح ويستريح وهو يعمل خلال الثلاثة اشهر ليجمع ما يمكن جمعه لتعينه على دراسته ومصارفيها التي انهكت ظهره واتعبته
من هنا جاء له معلمان الى محل خياطة ابن عمه الذي يعمل فيه
وطلبان ان يخيط لهما ملابس
وبالفعل بعد عدة ايام اكمل خياطة الملابس ومع الانقطاع المستمر للكهرباء والتعب
الحمد لله قالها في قرارة نفسه مرتاحا لاكمال الملابس ولكونه سيحصل على مبلغ كالي بسيط يضيفه الى ما كان عنده ليكمل دراسته
وبالفعل جاء المعلمان معا
قالا له كم الاجرة قال عشرة الاف دينار لكل شخص
وبذلك المبلغ هو عشرون الف
قالا لا
انت تعبت كثيرا والكهرباء تنقطع باستمرار
وما شاكلها من لوازم الخياطة
نعطيك خمسه وشعرون الف دينار
قال لا
ان الحق هو عشرون الف
اصرا اصرار شديدا
وهو يرفض ذلك
كل شي بعد العملة حرام
قالها مرة ومرتين
اصرا اكثر واكثرا
وقالا نبري لك الذمه على الخمسه الاف دينار
اخذ الخمسة وعشرين الف دينار فرحا
لانها تساهم كثيرا في رفع اجور النقل من منطقته الى كليته
تلك الاجور التي سرعان ما ارتفعت وسترتفع اكثر واكثر
بين غلاء البنزين وبين جشع الجشعين
وبين غلاء المواد الغذائية
وبين قساوة الحياة
صدفة مر به صديقه
قال له
يا هذا
اسمعت ان المعلم فلان
والمعلم فلان
الان قد خسرا خمسه وعشرين الف دينار
قال كيف
قال له صاحبه
لانه الان ظهر عنده خمس وعشرون الف دينار مزورة
اي عملة مزورة
لا يعرف ايضحك ام يبكي
ويقال لو عرف السبب لبطل العجب
اخرج الخمسة والعشرين الف من جيبه
وقال لصاحبه
هل هذه هي الخمسة وعشرين الف
لانه لم يكن يعرف الزورة من الغير مزورة
بل يمكن لظهارة داخله وثلته بالناس
صاح صاحبه
نعم هي مزورة
فتساءل صاحبه من اين لك هذا
قال من المعلمين فلان وفلان
وحكى له الحكاية
واصرارهما على الخمسة وعشرين بدل العشرين
المغزى
ان هكذا معلم يخون هكذا فكيف يكون امينا مع طلبته وعلمه
الجزء الثاني من الحكاية
هم مدرسون يعملون في مدرسة قريبة من مدرسة المعلمين ذوي الخمسة والعشرين الف المزورة
هؤلاء المدرسون
ووقت امتحان نصف السنة
وكان الوقت شتاءا بردا قارسا
وقلنا اعلاه ان الحصار وضيمه وفقره
كان مجموعة من الطلبة الفقراء
يدواومون في مدارسهم في وقت الشتاء وبرده القارس يداومون
بقميص خفيف
ما فوقه شي ولا تحته من شي يقيهم البرد
قميص متهالك خفيف
لا يقي من برد بل يعين البرد ليصل الى عظام الطلبة الفقراء
ووقت الامتحان كان هؤلاء الطلبة يرتجفون ويرتجفون ويقع القلم من ايديهم احيانا
اعانهم الله
نعم هو الجوع والفقر
لا يملكون طعلمهم فكيف يملكون ثمن هدمهم وملبسهم
جاء احد المدرسين وتكلم مع مجموعة خيرة من المدرسين الطيبين
فجمعوا مبلغا من راتبهم المتواضع
لا يملكون ثمن الطعام
ومع ذلك اثروا لما راؤا من مرارة حياة الطلبة
ذهب ذلك المدرس الى رجل يبيع ملابس قديمة مستعملة
او كما نسميها بالعامي البالات
خاطب صاحب المحل واخبره الحقيقة انه يريد قطع شتوية للطلبة مساعدة لهم قربة لله عز وجل
من هنا
ايضا هذا صاحب المحل
لم ياخذ اي ارباح
بل اخذ سعر القطعة بلا ارباح
قال قربة لله عز وجل
اخذ المدرس القطعة
وحسبما اعتقد كانت ثلاثون قطعة
اعطاها للمدرسين
الذين وزعوها على الطلبة فيما بينهم وبين طلبتهم حياءا منهم
وبقيت قطعة واحدة
اعطاها احد المدرسين الى طالب في السادس العلمي
الا ان هذا الطالب لم يقبلها اول مرة
حيث عزة نفسه واباءه
ومع الحاح المدرس وقوله له بانه مثل ابوه وهي هدية منه له
تقبلها
فاقول
شتان بين معلم يخون الامانة مع طلبته
ومعلم كان امينا مع طلبته في هكذا امر
طبعا سيكون امينا في درسه وعلمه
وهكذا
هي الظروف الصعبه
بين ان توجه نحو خلق كريم
وخلق ذميم
كتبها حميد الغانم

نورالنجف
14-04-2013, 02:06 PM
احسن الله اليك اختنا المنيرة
نور النجف
نعم وواحدة من مخففات المها هو كتابتها لقصتها
ونشرها ها هنا
وايضا هي بدات تتابع الموضوع
وتقرا القصص
وتريد ان تشترك ولكنها حديثه بالانترنت والاشتراك
وانشاء الله عن قريب ستحل بين اهلها واخواتها
وفقك الله
وهي تبلغك سلامها وتدعو لك وتشكرك على هذا المنتدى الطيب الكريم
حميد الغانم

حياها الله واهلا بها
:)
نتشرف ونسعد بحضورها بيننا في منتدانا العزيز .. ستكون بين اهلها واخواتها وبيتها الثاني ان شاءالله
تحياتي لها وسلامي .. يحفظها الباري والقمرين بحفظه يارب ..
شكرا لكم أخي الفاضل
وفقكم الله

حميد الغانم
14-04-2013, 09:05 PM
وجع الورود
عائله وكاي عائله متكونه من اب وام واطفال...يعيشون الحياة بحلوها ومرها....
الام كانت في الخامسه والثلاثين من عمرها ولديها بنت واربع اولاد....كانت تعطيهم كل الحب والحنان والعطف مثل اي ام..
كانت اما حنونه وعطوفه بكل معنى الكلمه.....
مرت الايام والايام
والبيت عامر باهله والسعادة تحوطهم من كل جانب
مع حمد الله على ما من به عليهم
وفي احدى الايام ذهبت الام مع زوجها واولادها لزياره اهلها الذين يسكنون في منطقه بعيده عنهم......
وكالعاده عندما يذهبون لزياره اهلها يبقون يوم او يومين ثم يعود ا الى بيتهم
استقبلها اهلها بكل حب واشتياق لها ولزوجها ولاطفالها
وقضوا يوما سعيدا وجميلا برفقه الاهل الاحبه... والذي انتهى بلمح البصر...وفي اليوم الثاني وفجاءه قرر الزوج بالذهاب الى زياره الامام الحسين برفقه اخيها !
فقال لها :
ابقي انت والاطفال هنا عند بيت اهلك الى ان اذهب واعود ....
فطبعا فرحت هي بذلك...لكن ماذا حدث هنالك...
قالت له:لابد من ان اعود الى البيت لاحضار بعض الملابس للاطفال والوزام الاخرى التي نحتاجها عند بقائنا لفتره اطول عند بيت اهلي ,وايضا لتحضير حقيبه السفر لك..لانها لم تكن تعرف بسفر زوجها المفاجئ.....
وفي الصباح الباكر ذهبت مع زوجها الى بيتهم وتركوا الاطفال عند اهلها ..لكي يعودوا بسرعه .......
لكن هل ذهبوا وعاد وا بسرعه كما خططوا ....ام ماذا حدث....
حدث شي لم يتوقعوه ولم يخيل لهم ... ولم يضعوه في مخططاتهم......
هي الاقدار تسوقنا لا نسوقها
فقد تعرضوا لحادث سير مفاجئ من شده السرعة والعجلة في قيادة السيارة
=======================
في التأني السلامة وفي العجلة الندامة
ومن تدبر لم يتعثر
------------------------------
,مما ادى الى وفاه الام مباشره وبقاء الاب سالما دون اي جرح......اه....اه...هنا المصيبه ..فقدت الزوجه ...فقدت الام... فقدت المربيه... انا لله وانا اليه راجعون..
لكن ماهو حال الاهل والاقارب...حال الزوج الذي فقد زوجته بين يديه ...لكن الحال الموجع والمؤلم الاكثر حتما هو حال الاطفال ...
طبعا عند سماع الاهل والاقارب للخبر الاليم والمفاجئ فقد جن جنونهم وبالاخص والدتها التي اغمى عليها عند سماعها الخبر...
انه حال الام وخاصه عند فقدها لبنتها في ربيع عمرها ومن لاحفادها بعد وفاة امهم
...لكن هذا امر رب العالمين.....
لكن الشي الاكثر الما وحزنا هو حال الاطفال الصغار...الذين ابكوا الناس جميعا من بكائهم وكلامهم وتحاورهم مع جنازه امهم......
جلس الاطفال ينوحون على التابوت والدمع هاطل على الخدود بلل ملابسهم
وصراخهم مزق الحجر الاصم
اي امي
اي امي
اي امي
من لنا بعدك
امي
اه ....اه...ياليت الروح تموت ولا ترى مثل هذا الموقف الاليم والموجع..
فقد جلسوا جميعا حول جسد امهم وهم يبكون وينوحون للفقدهم الام.،..الحنان....الامن ...كل حياتهم تبعثرت اشلاءا بل الى ذرات طشرتها الريح العاصف الى اركان المعمورة فمن يجمع هذا الشتات
الا الام،وضاعت الام
والاكثر حزنا حال البنت وهي اكبر اخوانها ..تبكي...تصرخ...وتقول امي...امي...امي...
امي لماذا تركتيني وحيده في هذا العالم المظلم...هي تبكي واخوانها يبكون ويبكون...والاهل والاقارب يبكون لبكاء الاطفال...
ماذنبهم يحرمون من حنان الام وعطفها,من الذي سيعوض لهم هذا الحب والحنان...السؤال الذي يتداول في اذهان كل من حولهم ،...لكن هذا حال الدنيا.. تتركننا وحيدين ويذهب عنا الاهل والاحبه...دون رجعه...اه والف اه على الذين يفارقوننا ولا يعودون.....

مرت الايام .....يوما بعد يوم...وتزداد الالام والاحزان على هؤلاء الاطفال الابرياء..وخاصه على البنت التي اصبحت الام الحنونه لاخوتها الصغار بالرغم من صغر سنها......اما الطفل الصغير الرضيع الذي لم يتجاوز عمره السنه فانه يبكي ليلا نهارا وينادي ماما....ماما...الكلمه الوحيده التي كان ينطقها....لكن اين الماما...الماما
واصبحت تلك البينت الصغيرة مع صغرها اما لاخوانها... الاربعة الصغار
كانت تقوم بكل واجبات الام الحقيقيه...من حب وحنان وعطف وبالاخص لاخاها الصغير الذي لا ينام الا في حظنها..ولا يقبل لاي شخص بان تعطيه الحليب او يغير ملابسه الا اخته .....انها امه رغم صغرها.......
===========================
فلا نقيس المسؤولية مع صغر حجم الشي
فكم من شي بسيط عادل حياة باكملها
وكم من ثانية اغنت عن عشرات الساعات
=============================
في حين اقرانها من البنات مازالن يلعبن ويمرحن وامهاتهن يقومن بكل شئ لهن......
نعم انها مازالت بحاجه الى عطف ام وحب ام...واهتمام ام... لكن ماذا عساها ان تفعل....
وهكذا استمر حالها لمدة اربع اشهر من وفاه امهاما بين التعب والسهر...
الاب .....,الاب....اين الاب...وكما هو معروف في مجتمعنا بان الزوج بعد وفاه زوجته لابد له من ان يتزوج......
نعم يتزوج باخرى لكي ترعى اطفاله...ولتكون اما لهم وتعوضهم عن حنان امهم الذي فقدوه
وهل فعلا كانت اما مثاليه لهم؟؟؟؟؟
هل احبتهم؟؟
هل احبوها؟؟؟؟
لااحد يعلم بذلك لانهم عائله بيت واحد....,لانعلم ماذا كانت بالنسبه لهم....ام هل هي حقا اصبحت اما لهم....وهل دخلت الى قلوبهم واستطاعوا ان ينسوا امهم الحقيقيه .....
بالطبع لم ينسوا امهم ...لان الام لايمكن ان تعوض ....ولا احد يمكن ان يعوض حبها ودفئها وعطفها...
================================
كتبتها ام القمرين

نورالنجف
18-04-2013, 11:01 PM
قصة مؤثرة جدا
نعم لاشيء يحل محل الأم ومكانتها
لكن قدر الله
هكذا هي الاقدار تأتي بنا من حيث لانعلم وندرك ولكل منا ساعته واجله ولا نعلم كيف وانى تكون
نسأل الله ان يحسن عواقبنا وخواتمنا على خير

تحياتي للعزيزة ام القمرين حفظها الباري
شاكرين طيب تواصلها
والشكر موصول دائما لكم
اخي الفاضل حميد الغانم
احترامي

حميد الغانم
18-04-2013, 11:10 PM
الانهيار
-----------------------
هي قصة حقيقة وقعت في ايران الاسلامية
هو شخص مؤمن متقي ورع مقاوم لصدام وطغيانه وله شان كبير في هذا المجال
وباع طويل في جهاد الطغيان ونصرة المظلوم واهله ومقارعة الظالم وظلمه
هي متزوجة من هذا الرجل وعاشور سنة وبضع سنة ياملون في تكوين حياة زوجية سعيدة وعائلة كبيرة
ولكن الاقدار
وكما قلنا ان صاحبنا هو من اهل الجهاد ضدام اللقيط صدام وبعثه الكافر
اعتقل صدام اللعين هو وازلامه اهل هذا الرجل واقتادوهم الى سجون النظام
وما ادراك ما سجون صدام
واي عذاب واي ظلم واي طغيان واي هتك عرض
نعم
عذب رجالات صدام اللعين والديه واهله عذابا كبيرا
ذات يوم تفاجئ الرجل
بان وصل له طرد يحتوي على قرص مدمج 0 CD
ماذا فيه
على ماذا يحتوي
نظر اليه
فان هو تصوير لعمليات التعذيب لوالديه
التي قام بها رجالات الامن الصدامي لاهله
ولابويه بالذات
نعم
واقسى ما يكون
كان
وضع ابويه في القير الحار الذي يسلخ الجلود
انهار الرجل
ما استطاع
وانهارت جدران عقله التي كانت تحميه من هذا الانهيار
الهي لا تجعل للشيطان على عقلي سبيلا
طلق زوجته
واخذ الى مستشفى الامراض النفسية للعلاج
وبعد سنة خرج معافى مشافى
تزوج من امراة اخرى
والحمد لله رزقه الله ولدا وبنتا
ومرت الايام
والايام
ومشاهد الرعب والعذاب التي عذبها صدام اللعين لابويه تدور في باله ومخيلته وعقله
تغلي نارا
من لها ليطفئها
من لها
فانهاررررررررررررر
الرجل مرة اخرى
ولكن اي انهيار هذا كسح كل زرعه وارضه وبيوتاته
وبدا يعذب اهله
زوجته
وابنته
وابنه
واي عذاب وصراخ وقساوة ومرارة وويلات
التي جعلت من حياة تلك المراة واولادها جحيما لا يطاق

وذات ليلة
واي ليلة موجعة هي
سيطر الشيطان على كل عقله
فصار عبدا مطيعا للشيطان
فقام الى قطع يدي زوجته
التي تصرخ وتصرخ ولا مجيب
وزاد من المها ووجعها
ان حمل الاب المجنون المنهار
ابنته
ودق المسامير بجسدها الطفولي البرئ
وعلقها الى الحائط لتموت وجعا والما وحسرة وصراخا ما ايقط حنان الابوة وعطفها في ضميرة
ابي
ابي
ابي
ولا اب مجيب
بل عيون عمياء وقلب اصم لا يسمع ذكر الله
بل ذكر الشيطان ووسوته
ولم يكتفي
بل راح الى الابن الصغير
ابنه
ابنه فلذة كبده
ماذا فعل
اخذي يكوي جسده بالمكواة مرارا وتكرارا
والطفل يصطرخ
الام تصطرخ
البنت انهارت من الم المسامير في جسدها
والطفل يان من لهيب الحريق في جسده
ومات
رحل بعيدا
بيد من
بيد ابيه
وتشاء الاقدار ان يسمع احد الجيران الصريخ
فيدخل لينقذ المراة مقطوعة الكفين
ولكن
رحلت البنت الصغيرة
ورحل الابن الصغير
والام اليوم
بين قطع يديها
وبين قطع روحها
اوصالا واوصلا برحيل ابناءها
الا لعنة الله على صدام وازلامه
وليتذكر طل انسان ان كل فعل يمتد ويمتد ويمتد الى ابعد مما يتصور
وان انهيار شخص
يقود الى انهيارات عدة وعدة
كتبتها
زينب اللامي

نورالنجف
24-04-2013, 11:42 AM
ياالله ماهذا ..!!
لا اعلم مااقول لعنة الله على الظالم صدام وكل من اخذ بيده لعنا ابدا دائما ... الصدمة كانت شديدة على الرجل واثرت عليه التأثير البالغ ..
لدرجة اوصلته بالقيام بهكذ افعال لاعقلانية ..
تحياتي

حميد الغانم
25-04-2013, 10:34 PM
نعم ايتها الاخت الفاضلة نور النجف
وهنالك ماسي اخرى مر بها العراقيون بسبب هذا اللعين بن اللعين هو وازلامه الصداميين
وكثير هم من انهاروا ولم يتحملوا هذا الطغيان
حياك الله
حميد الغانم

حميد الغانم
25-04-2013, 11:11 PM
ما بين الاب والابن
---------------
نعم هي قصة اخرى من قصص واقع عراقي مرير اليم
وما شهده العراق من ضيم وقهر وظلم وطغيان صدامي بعثي لقيط
احرق كل اخضر - اكل كل صالح- وخرب كل عمر
فكان التهجير والهجرة واحدة من نتائج هكذا نظام ارضعه الشيطان
ورباه في حجره وغذاه بمكره وخداعه ونمت عظامه من شرب دماء الابرياء
نعم
هي عائلة مكونة من اب وام وبنات وولد واحد
تربى في كنف ابيه
وترعرع في حضن الدين
دائبا على صلاته وصومه
ذكيا
فدخل كلية الطب وتخرج منها
لم ينتمي لحزب البعث الكافر
فطاردوه وظلموه
وهاجر الى ايران حين سنحت له اول فرصة
وهناك عمل طبيبا وتزوج
وانجب اولادا
ولكن
ابوه وحيدا فريدا
وخصوصا بعد وفاة والدته
فصارت بنته تاخذ بعناية ابيها
الذي يوما بعد يوما كان يحن ويأن
لبعاد ذاك الولد الوحيد
مريضا يقوا ليت ابني الطبيب ها هنا يداويني
تعبا
ليت ابني معي يعينني
يرى احفاده من بناته
ويتمنى ان يرى احفاده من ابنه الغريب البعيد
كنت امر عليه في محله
اذ يبيع القماش
كبير في السن
نزل حاجبه الابيض على عينه
كان يتحدث
مالي لهذا ابني لايبعث سلاما ولا كلاما
وكانت تبدو عليه علامات الغضب من ابنه
مع علمي انه بداخله يقتله الحنين الى ابنه
وان غضب بلسانه الا انه رحيم بقلبه
وقد
يكون يتكلم هكذا خوفا من وكلاء الامن
اي رجالات صدام حسين اللعين
الذين كانوا يكتبون التقارير على الناس
يرفع التقرير الى جهاز الامن او الحزب او ما شاكلها من اجهزة القمع العديدة في ذاك الوقت
لعلمه
بان ابنه قد عمل مع المعارضة الايرانية هناك في ايران
الله اعلم
ولكن الذي نعلمه ان وحدته بدات تاكله من داخله قبل خارجه
تاكل روحه قبل جسده
تاكل قلبه قبل نبضه
ومرت الايام
ويزداد شيبا ذاك الرجل الكهل
ويشتد مرضه
ولا من يداريه الا بنته
اذ هاجرت البنت الاخرى الى ايران لتلحق زوجها
واشتدت اوجاعه
اذ الاحبة ترحل عنه يوما بعد يوم
عجيب لهذا الدهر
كيف يتفنن في تفريق الاحباب
ويغلق للقائهم كل باب
--------------------------
وهنااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
الفاجعة
نعم
اصيب ابنه بسكتة دماغية
ماااااااااااااااااااااااااااااااااات
على الفور
سبحان الله
اي بلاء عظيم لهذا الرجل المريض الكهل
حار زوج بنته الذي هو اصلا من اقاربه
ايخبره
بهذا الوجع الاليم المرير
نعم
يموت في لحظتها وحينها
وبين نارين
نار ان يخبروه بان ابنه قد مات ورحل الى جوار ربه
وبين الخوف عليه من الموت حسرة على ابنه وفلذة كبده
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
فاجعة
بحق
لم يخبروه بوفاة ابنه
وبقي على حاله
ومنع اقاربه من اقامة الفاتحة على روحه
الى ان تبرع احد من كان له علاقة بضابط الامن في حينها
وبالعلاقات واعتقد مبالغ مالية
سمحوا لهم باقامة الفاتحة
فكان البكاء بكائين
بكاء
لفقدان هذا الابن
وبكاء على الاب الذي لا يعلم بموت ابنه
وهو يعتب عليه
ظنا منه انه على قيد الحياة
وان ابنه قد قطع رحمه ولم يصل اليه
ومماااااااااااااااااااااااااا
زاد من المصيبة
ان خال الطبيب المرحوم
رجل كبير بالعمر
جاء الى الفاتحة
باكيا لاطما صارخا
قد وصل الى الموت ببكاءه
فتسارع الناس الى تهدئته خوفا عليه هو ايضا ان يموت
واتذكر هنا
حين جاء زوج اخت المرحوم
ركضت اليه
طلبت منه ان يمسك نفسه خوفا على خاله من الموت
قال والله لا اقدر
فلا طاقة لي على حمل هذا الثقل
وما ان التقى الرجلان
الا وقد علا النجيب والبكاء
ووصل الامر بالرجل الخال الكبير بالعمر
انه بالكاد يتنفس
ووصل للموت
الحمد لله مرت تلك اللحظات العصيبة
ومرت الايام والايام والشهور والسنين
والاب ينتظر ان يعود ذاك الابن
ولكن هيهات
بدات روح ذام الاب تستلم للموت رويدا رويدا
ويغمى عليه ويفيق
وهو يعتب على ابنه انه لم يات لرؤيته قبل موته
واي عتاب
كان من كان حاضرا باكيا
باكيا بصمت لا بصوت
بهمس
خوفا من ان يفضح بكاءهم
مصيبتهم وما اخفوه على ذاك الاب
ومع همسات البكاء
رحلا مودعا دنياه الى لقاء رب رؤوف رحيم
وهو عاتب على ابنه
-----------------------
وبعد الموت بزمن
وسقوط النظام الصدامي الكافر
عاد الاحفاد الى البلاد
ولكن لا جد
ولا اب
فكلهم رحلوا
-----------------
واختلف الناس
بين من كان في حينها انهم واجب عليهم اخبار الاب بوفاة ابنه
ورحيله الى دار الاخرة
وبين اخرين يقولون اكتموا لا تخبروه فانه يموت من هول الفراق
ولكن اتفقوا
ان الحقيقة احينا مرة مريرة صعبة
واتفقوا
على كلمة ساعد الله قلبك سيدي ابا عبدالله الحسين
كتبها
حميد الغانم

حميد الغانم
03-05-2013, 09:14 PM
طمع الدنيا

رب الاسره يملك مالا كثيرا وبيوتا وعقارات وقطع اراضي كثيره....اي كان ثريا...لكنه يسكن مع عائلته في بيت صغير وقديم يكاد يسقط فوق رؤسهم
لقد كان الاب حريصا وبخيلا الى درجه كبيره بحيث لا ينفق من ماله على عياله الا جزء قليل جدا من المال... لا يكفي قوت يومهم..ولا يكسيهم الا اذا تمزقت ثيابهم......حتى انه يجلس مهم ولا يتحدث اليهم ولا يهتم بهم مع انهم بحاجه الى حنانه وعطفه ورعايته اكثر من ماله........
الاب كان لاهيا بجمع الدرهم على الدرهم والدينار على الدينار.....تاركا ابنائه يعيشون حياة الفقر والحرمان والذله مع كل ما يملكه من اموال وغنى .......
نعم لقد حرموا من فرصه التمتع باموال ابيهم ومن رعايته وعطفه..... وان يعيشوا حياة سعيده لكثره ا موال ابيهم
نعم عاشوا حياه يائسه وصعبه ...وكثرت المشاكل في العائله....الاب وهو عمود البيت لا يهمه امرهم اكثر من حبه لجمع الاموال...
لكن هذه الاموال الكثيره هل اعطى منها لفقير!!!او ساعد بها محتاج!!!! او تبرع بجزء منها لمؤسسه خيري
مرت الايام والايام والسنين بعد السنين حالهم لم يتغير والاب لم يكف عن جمع المال....
كبر الاولاد وربوا على الحرمان والجوع والتعب والعناء والاحساس بالنقصان مقارنة باخرين
ومع هذا الحرمان تعلموا من امهم كيف يعتمدون على انفسهم وذاتهم في تحصيل رزقهم وكسب معيشتهم
اصبحوا رجالا يعتمدون على أنفسهم واصبح لكل واحد منهم بيت واسره واطفال وعاشوا حياتهم باستقرار....وعوضوا اطفالهم ما حرموا منه في صغرهم من مال وحب واحترام ورعايه
ومع كل لعبة يشترونها لاطفالهم كان الالم وغصته تتكسر في صدورهم لان ابيهم حرمهم مما هم لم يحرموا اطفالهم منه
وفي مثل هذه الحال فان الاب كبر في العمر وبدات قواه تتخبر من جسده شيئا فشيئا وكثر ماله ولكن قلت صحته وضعفت قوته
فبقي وحيدا في بيته الكبير القديم ,حتى زوجته تركته وهربت الى بيوت ابنائها ولكن هل بداخلها هي كانت قادرة على دفن ذاك الالم في صدرها الحزين هل هي قادرة على الهروب من سنين عجاف مع زوج يابس جاف جرمها حتى من الندى فذبل بذلك عودها ووردها وضاع عطرها مع تلك الايام العصيبة
نعم تحضن احفادها وتبتسم ظاهرا وداخلا تبكي وتؤن بالحسرة
وتوصي اولادها باحفادها
يمة ديروا بالكم على اولادكم لا تحرمونهم من شي
اشتروا لهم الالعاب – اشتروا الملابس الجديدة لهم
اشتروا هدايا العيد العبوا معهم اضحكوا معهم ارسموا البسمة على قلوبهم قبل شفافههم
قالتها وهي تودع هذه الحياة الدنيا راحلة الى عالم الاخرة وخلفت في قلوب اولادها حسرة لانهم لم ولن يقدروا ان يعضوا حرمان ابيها


الم يتعض هذا الرجل بعد وفاه زوجته...........


وبذلك ظل الاب البخيل وحيدا فريدا في بيته القديم المتهالك
مريضا
لا يستطيع الوقوف على رجليه مريضا عليلا سقيما في انة وعويل لا يستطيع لنفسه نفعا ولا ضرا
وصار اولاده يتناوبون بالعناية به بين الحينة والاخرى
سبحان الله من قطع بالامس يوصل اليوم
ومن طردهم صاروا اليوم يحضنونه ويعتنون به
ويجازونه بالمعروف بعد ان جازاهم بالحرمان
ولكن
هل تنفع اموال مريضا اذ لم يكن من حب وحنان يعالج الروح قبل علاج الجسد
ويقلب ذاك الاب العجوز بصره في ارجاء بيته وهو يسمع صدى قول ائمة اهل البيت
من وسع عليه وقتر على اولاده تمنوا موته
وصدى اخر
ان الله اذا انعم على احد احب ن يرى اثر نعمته على ذلك العبد
اقول لنتعلم من ائمتنا كيف نبني اسرنا وبيتنا وقبلها طفلنا
كتبتها
ام القمرين

نورالنجف
04-05-2013, 05:26 PM
طمع الدنيا ، البخل
داء فتاك كثيرا ما فرق بين الاحباب وباعد بينهم واغلق بيوتا وزرع الحقد والغل في القلوبكما حدث هاهنا وهذه القصة
اعاذنا الله واياكم من شر هذا
اشكر العزيزة ام القمرين لرائع تواصلها
لها مني كل الود واجمل التحايا
والشكر لكم اخي حميد الغانم
وفقك الله لكل خير
تحياتي

حميد الغانم
10-05-2013, 12:14 AM
العيدية
--------------------
كان ابي رجلا مزارعا بسيطا فقيرا لا يملك من الدنيا شيئا سو بيت متهالك اخذ الزمان نصيبه منه خاليا الا من جدران ترفع الاستار عن من في الدار
وكان يعمل في زراعة قطعة ارض بسيطة ليست ملكا له بل كما جرت العادة ها هنا
بالنصف
اي ان ما يرد الى الارض من الزرع يقسم بين المالك وبين ابي الفلاح البسيط
وكنا عائلة كبيرة مكونة من الاب والام والاخوة والاخوات وكنا جميعا صغارا
ولا معيل الا ذاك الاب الكاد على عياله
ولم يكن كده يكفي لسد رمق العيش
فكيف ببقية حاجيات العائلة
فكان ابي يضع كل قوته في الزرع والارض عله يطلع بغلة كبيرة تعينه على قساوة الحياة ومرارتها
وعله يحصل على فائض يمكنه من شراء ملابس جديدة لاولاده
حيث يمر كل عيد علينا بنفس الهدم المتهالكة
ولا جديد
كان ابي يرى الحسرة في عيوننا ايام العيد
فاطفال الجيران يلبسون الجديد ويفرحون ويلعبون
واولاده محرومون حتى من فرح العيد
فنذهب لنطلب من امنا ان تقول لابي ان يشتري لنا ملابس العيد هدايا العيد
ان يعطينا العيدية
فتنزل دمعات ام على خدها في حيرة منا ولا نعرف سبب نزول دمعها
تذهب الى ابي لتخبره
فيجيب بذاك القلب الكبير المؤمن
بقول امير المؤمنين علي بن ابي طالب
( ليس العيد لمن لبس الجديد العيد لمن خاف الوعيد)
حقيقة لم نكن نرضى عليه حين يقول هذه الكلمات ونحن يتملكنا وجع الحرمان
وكل همنا ان نرضي انفسنا ولا نهتم بمشاعر الاب الكادح
كنا صغارا واليوم كبرا فعرفنا ما عرفنا فسالت دموعا
حبا بذاك الاب الحنون ذا القلب الكبير
وسالت دموعنا لما سببناه من الم له عصر قلبه حينها
وسالت دموعنا علها تغفر لنا خطايانا بحق القلب الكبير ابي
نعم وسالت دموعنا لانه حاول وحاول ان يمنحنا كل ما نريده فلم يكن يملك الا حنانا اعطاه كله لنا ولم يبقي شيئا
وقوة جعلته ينهض فجر كل يوم ليذهب الى الزرع والحرث وهناك يصب همومه في ارضه
وهي امه
وذات يوم
اعترض طريقه رجالات الامن الصدامي
تفضل معنا نريد ان نسألك كم سؤال
اقتادوه الى مديرية الامن
والى العصر لم يرجع
ومع اضطراب امي المكسينة
بين غياب زوجها ابو بيتها
وبين مسؤوليتها الكبيرة في تربية عيالها بدون زوجها
اخذتها الافكار يمينا وشمالا
رمتها الريح الى بحار قلق وحيرة وخوف وسط امواج عاتيات من الالم والحسرة
استفاقت امي من حيرتها على طرقات الباب
من الطارق خيرا يارب
رفيق من رفاق حزب البعث النجس
ان ابوكم في مديرية الامن فهو من الان سيكون من جنود جيش القدس
وكثيرة هي الجيوش التي شكلها صدام والغرض واحد لا غير
هو اذلال الناس باي شكل من الاشكال
اقتادوهم غصبا ما عليهم
لا ترحموهم
كل يوم جيش ورعب
جيش القدس
جيش الفدائيين
جيش عدي
جيش الصداميين
جيش وجيش وجيش
والناس خائفة مرعوبة وجلة
والرفاق تعيث خرابا ببيوت الناس
فصار صدام حسين ربهم الاعلى
ورفعوا شعار ان قال صدام قال العراق
بل لو قال صدام فان كلامه فوق كلام الله
وقوله امر لابد من تنفيذه
ومع حيرة امي ذات القلب المكسور
نهضت عمتي تلك المراة الكبيرة المهيبة في القرية
وقررت ان تذهب لترجع بابي
قالت هلموا اولادي الى ابيكم لنخرجه
مشكلة كبيرة
لا لاننا لا نريد الذهاب لاخراج ابي
بل لاننا لا نملك الا عباءة واحدة لامي
فتدبرت عمتي الامر
وذهبت الى الجيران
وطلبت منهم العباءات النسوية لاخواتي الثلاث الكبيرات
واما نحن الصغيرات والصغار فمشينا حافيين بلا نعل او حذاء
ومن اين لنا ونحن لا نملك قوت يومنا
ذهبت عمتي ونحن معها
ولازلت اتذكر بعد هذه السنين العجاف
ان اخواتي كنا طويلات والعباءات قصيرات وانا انظر الى هذا المنظر
واسير خلف عمتي
وصلنا الى الرفيق المسؤول
فصاحت به عمتي
يا هذا
من لهذا وهذا وهذا وهذه وهذه وهذه
من يربيهم
من يصرف عليهم
من يكد عليهم
من يطعمهم
واستمر كلام عمي وصحايها على الرفيق الفلاني
وهددته عمتي بان تذهب لمن هو اعلى منه
استسلم ذاك اللعين الرفيق
وذهب بسيارته واطلق سراح ابي بعد اذان المغرب
فتح الباب
ركضنا نحوه باكين
ابي لا نريد هدية العيد فانت عيدنا وهديتنا
وانت سترنا
وانت حمانا وقوتنا وطعامنا
حضننا بيده الخشنتين من العمل المملؤتين حنانا يفيض منهما
ودموع عينيه تسيل على خدي
داعيا بقلبه الكبير
ربي احفظهم
ربي احفظهم
ربي احفظهم
------------------
كتبتها رملة الحجاج
وحررها حميد الغانم

حميد الغانم
10-05-2013, 12:16 AM
حياك الله ووفقك لكل الخير الاخت الفاضلة نور النجف
زادك الله نورا الى نورك
والشكر الموصول لك اولا واخيرا لاتحاحت الفرضة لهكذا موضوع هذا اولا
وثانيا لتشجعيك المستمر المتواصل في استمرار الموضوع
شكرا لك
حميد الغانم

عاشق ائمة البقيع
10-05-2013, 09:14 PM
احسنتم على الطرح المميز بارك الله بكم

حميد الغانم
16-05-2013, 11:15 PM
الاخ عاشق ائمة البقيع
بارك الله بكم ورفع الله من مقامكم وحفظكم من كل مكروه بحق محمد وال محمد

حميد الغانم
16-05-2013, 11:39 PM
متناقضات
حقيقة كان في بالي هذه الليلة ان اطرح قصة جديدة لاحدى الطالبات
ولكن خرجت قليلا الى خارج البيت للراحة قليلا ولرؤية بناء عمومتي خصوصا ان الليلة هي ليلة الجمعة
حيث يقام مجلس عزاء في كلية ليلة من ليالي الجمعة
وكما يسمى عندنا العادة او القراية
وهي عادة استمرت عشرات السنين والسنين
ومنعت في زمن الطاغية صدام اللعين
الحمد لله عادت مع الايام
فما نبح كلب اهل البيت الا وجرب وما عاداهم بيت الا وخرب
الحمد لله على توفيقه
وليتذكر من يتذكر وليعتبر من يعتبر ان الطغيان مصيره جهنم والخيبة والخسران
وان العمل الحسن يبقى ويبقى
وما كان لله يثمر
بل للامانة قسم الاسبوع كله بين ابناء عمومتي
فليلة الجمعة مجلس حسيني عند فلان
وليلة السبت عند فلان
وليلة الاحد عند فلان
وهكذا يدور المجلس كل ليلة بمكان ليعود من جديد
الحمد لله
نعود لقصتنا
ما ان خرجت الى باب الدار
نادني ابن عمي ابو طه
كيف حالك الحمد لله
سارع قائلا كنت في بغداد لغرض متابعة معاملتي
سالته ما النتيجة قال ذهبت الى الوزارة بين الطابق الاول الثاني الثالث ارجع للثاني اذهب للاول ارجع للبريد المركزي
ارجع للموظف والموظفة
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ضاع يوم من عمره
وضاعت امواله ووقته
على اهمال موظف لا يعلم اين معاملته
فتطرقنا الى المتناقضات في عمل الانسان
فحكى لي انه في طريق العودة الطويل وهو راكب سيارة العودة الى البيت
قال الحمد لله
وضع السائق محاضرة دينية للسيد الصافي
استمرت ساعة
قال بعدها
وضع السائق اغاني وطرب واي غناء وطرب
سبحان الله للتو دين وصار الان اين واين
هذا اول موقف
وموقف اخر من متناقضات الانسان نفسه وذاته
موظف يصلي في اوانه ووقته ومواضب على الصلاة لا يؤخرها
والمسبحة لا تسقط من يده
والذكر لا ينزل عن لسانه
ذات يوم قدم مواطن من محافظة ذي قار لينهي معاملته
اتصل هاتفيا
قال ان السيارة تاخرت
ارجو ان تتاخرون لتكملوا المعاملة لان طريق العودة طويل وصعب ومكلف
نعم بقي الموظف المسؤول عن معاملة هذا الشخص نصف ساعة فوق وقت الدوام
وطلب من صاحبنا الموظف الصلاة ان يبقى قليلا لانه من شروط معاملة الشخص من محافظة ذي قار ان يوقع على احدى اوراقها
قال نعم سابقى
ولكن ما ان دقت الساعة الثانية حتى غادر وترك ا الدوام
وبقي الموظف وحده ينتظر ليكمل معاملة ذاك الشخص القادم من بعيد
فاين الذكر واين التسبيح
وامير المؤمنين يقول
من نعم الله عليكم حاجة الناس اليكم
وهنا اتذكر مقولة الامام الحسن لاحد الناس حين ترك الطواف
ليقضي حاجة مؤمن
قال ان قضاء حاجة المؤمن خير من طواف وطواف وطواف حتى وصل الى سبعين طواف
سبحان الله
الطريف في الامر
ان مدير الدائرة الاعلى
قال انا ذاهب لحاجة اطبعوا الكتاب واوقعه قبل ان ياتي الشخص من محافظة ذي قار
فشكرا لذاك المدير الذي سهل امر من جاء بعيد
وما اكثر المتناقضات في العراق والمتناقضين
ونكمل قصتنا مع التناقض الاكبر
في طريقي الى الدوام كل صباح هناك
محل للتسجيلات الصوتية
يبيع السيديات والدي في دي
الحمد لله والشكر لله
هذا المحل كان يبيع اشرطة الغناء والطرب واي غناء واي طرب عابث ماجن
ساءت الاحوال
فلم يوفق
ترك العمل وباع الادوات
وماذا جرى بعد سقوط النظام
عاد صاحبنا الى محله واشترى ادوات حديثة وكومبيوترات
وقام يبيع اللطيميات والمواليد الحسينية والاهازيج الدينية
الحمد لله
اين التناقض
امام محله رصيف وشارع
استغلها ابنه
لاي شي
نعم وضع كومبيوتره في الشارع امام محل والده
لاي شي
للسيديات والصوتيات والدي في دي
يبيع الاغاني والطرب والمجون والافلام وما شاكلها
ووصل الامر الى ان يضع شاشة تلفزيون صغيرة
ويضع المسلسلات التركية
واي مسلسلات هي
وكثير هو المجون
فمن يمر
يسمع صوتين
صوت ناع حسيني وصوت مطرب مجوني
يرى مسلسل المختار ويرى مسلسل تركي
يرى حجابا هناك ويرى شعرا وتقبيلا وشربا
يرى على واجة المحل صورا لعلماء الدين
ويرى في محل ولده صورا لابطال المسلسلات التركي والبطلات والافلام الهندية والمطربين
فسبحان الله
يحل المساء يحمل الابن اغراضها ليعيدها في محل والده ليجتمع الدين والفجور
واقول
لا يجتمع الدين والفجور في موضع الا كان صاحب الموضع والمحل هو في داخله متناقضات
واي متناقضات
ولا يطاع الله من حيث يعصى
حميد الغانم

نورالنجف
21-05-2013, 05:48 PM
متناقضات
حقيقة كان في بالي هذه الليلة ان اطرح قصة جديدة لاحدى الطالبات
ولكن خرجت قليلا الى خارج البيت للراحة قليلا ولرؤية بناء عمومتي خصوصا ان الليلة هي ليلة الجمعة
حيث يقام مجلس عزاء في كلية ليلة من ليالي الجمعة
وكما يسمى عندنا العادة او القراية
وهي عادة استمرت عشرات السنين والسنين
ومنعت في زمن الطاغية صدام اللعين
الحمد لله عادت مع الايام
فما نبح كلب اهل البيت الا وجرب وما عاداهم بيت الا وخرب
الحمد لله على توفيقه
وليتذكر من يتذكر وليعتبر من يعتبر ان الطغيان مصيره جهنم والخيبة والخسران
وان العمل الحسن يبقى ويبقى
وما كان لله يثمر
بل للامانة قسم الاسبوع كله بين ابناء عمومتي
فليلة الجمعة مجلس حسيني عند فلان
وليلة السبت عند فلان
وليلة الاحد عند فلان
وهكذا يدور المجلس كل ليلة بمكان ليعود من جديد
الحمد لله
نعود لقصتنا
ما ان خرجت الى باب الدار
نادني ابن عمي ابو طه
كيف حالك الحمد لله
سارع قائلا كنت في بغداد لغرض متابعة معاملتي
سالته ما النتيجة قال ذهبت الى الوزارة بين الطابق الاول الثاني الثالث ارجع للثاني اذهب للاول ارجع للبريد المركزي
ارجع للموظف والموظفة
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ضاع يوم من عمره
وضاعت امواله ووقته
على اهمال موظف لا يعلم اين معاملته
فتطرقنا الى المتناقضات في عمل الانسان
فحكى لي انه في طريق العودة الطويل وهو راكب سيارة العودة الى البيت
قال الحمد لله
وضع السائق محاضرة دينية للسيد الصافي
استمرت ساعة
قال بعدها
وضع السائق اغاني وطرب واي غناء وطرب
سبحان الله للتو دين وصار الان اين واين
هذا اول موقف
وموقف اخر من متناقضات الانسان نفسه وذاته
موظف يصلي في اوانه ووقته ومواضب على الصلاة لا يؤخرها
والمسبحة لا تسقط من يده
والذكر لا ينزل عن لسانه
ذات يوم قدم مواطن من محافظة ذي قار لينهي معاملته
اتصل هاتفيا
قال ان السيارة تاخرت
ارجو ان تتاخرون لتكملوا المعاملة لان طريق العودة طويل وصعب ومكلف
نعم بقي الموظف المسؤول عن معاملة هذا الشخص نصف ساعة فوق وقت الدوام
وطلب من صاحبنا الموظف الصلاة ان يبقى قليلا لانه من شروط معاملة الشخص من محافظة ذي قار ان يوقع على احدى اوراقها
قال نعم سابقى
ولكن ما ان دقت الساعة الثانية حتى غادر وترك ا الدوام
وبقي الموظف وحده ينتظر ليكمل معاملة ذاك الشخص القادم من بعيد
فاين الذكر واين التسبيح
وامير المؤمنين يقول
من نعم الله عليكم حاجة الناس اليكم
وهنا اتذكر مقولة الامام الحسن لاحد الناس حين ترك الطواف
ليقضي حاجة مؤمن
قال ان قضاء حاجة المؤمن خير من طواف وطواف وطواف حتى وصل الى سبعين طواف
سبحان الله
الطريف في الامر
ان مدير الدائرة الاعلى
قال انا ذاهب لحاجة اطبعوا الكتاب واوقعه قبل ان ياتي الشخص من محافظة ذي قار
فشكرا لذاك المدير الذي سهل امر من جاء بعيد
وما اكثر المتناقضات في العراق والمتناقضين
ونكمل قصتنا مع التناقض الاكبر
في طريقي الى الدوام كل صباح هناك
محل للتسجيلات الصوتية
يبيع السيديات والدي في دي
الحمد لله والشكر لله
هذا المحل كان يبيع اشرطة الغناء والطرب واي غناء واي طرب عابث ماجن
ساءت الاحوال
فلم يوفق
ترك العمل وباع الادوات
وماذا جرى بعد سقوط النظام
عاد صاحبنا الى محله واشترى ادوات حديثة وكومبيوترات
وقام يبيع اللطيميات والمواليد الحسينية والاهازيج الدينية
الحمد لله
اين التناقض
امام محله رصيف وشارع
استغلها ابنه
لاي شي
نعم وضع كومبيوتره في الشارع امام محل والده
لاي شي
للسيديات والصوتيات والدي في دي
يبيع الاغاني والطرب والمجون والافلام وما شاكلها
ووصل الامر الى ان يضع شاشة تلفزيون صغيرة
ويضع المسلسلات التركية
واي مسلسلات هي
وكثير هو المجون
فمن يمر
يسمع صوتين
صوت ناع حسيني وصوت مطرب مجوني
يرى مسلسل المختار ويرى مسلسل تركي
يرى حجابا هناك ويرى شعرا وتقبيلا وشربا
يرى على واجة المحل صورا لعلماء الدين
ويرى في محل ولده صورا لابطال المسلسلات التركي والبطلات والافلام الهندية والمطربين
فسبحان الله
يحل المساء يحمل الابن اغراضها ليعيدها في محل والده ليجتمع الدين والفجور
واقول
لا يجتمع الدين والفجور في موضع الا كان صاحب الموضع والمحل هو في داخله متناقضات
واي متناقضات
ولا يطاع الله من حيث يعصى
حميد الغانم


وقفات محزنة صراحة وفي نفس الوقت التفاتة طيبة منك اخي الكريم علها ان توّعض
التناقضات منتشرة ونشاهدها في اغلب الامكان على الاوساط
كما انها حقا امر مؤسف نسأل الله الهداية والصلاح لاحوال الجميع
شكرا اخي على هذا العطاء الرائع والتواصل المثمر

حميد الغانم
23-05-2013, 11:43 PM
الشكر لله على فضله ونعمه
والشكر لك الاخت الكريمة نور النجف
زادك الله نورا الى نور
ووفقت بمحمد وال محمد

حميد الغانم
24-05-2013, 12:23 AM
أرادة وانكسار

صغيرة طفلة كبرت مع الايام مواضبة على دراستها وكتبها متعلقة بحلم بسيط ان تكمل دراستها تحصل على معدل يدخلها الى كلية مرموقة
ان تحصل على وظيفة
ان تتزوج وتبني اسرة
ان يكون لها زوج محب وحنون وعطوف
ان يكون لها اولاد وبنات
ان تربي اولادها اي تربية واي خلق كريم
واي
امنيات تكبر مع الايام
نعم خطت اولى خطواتها نحو هدفها وحلمها عله يتحقق مع الايام
دخلت امتحانات البكالوريا بعزم وارادة
وذاك الحلم في كل صفحة تقراءها وتقلبها الى صفحة اخرى
يكبر ويكبر حلمها
تسقيه بنور عينها الذي انصب على حروف كتبها
على حروف واسطر قلمها
الحمد لله
وبدا الحلم يتحقق رويدا رويدا
اذا في العطلة الصيفية
تقدم لخطبتها شاب محترم ذو خلق كبير
من عائلة طيبة
الحمد لله
هي الخطوة الثانية نحو حلم كبير
ياربي احفظنا من كل مكروه
خطبت تلك البنت
على شرط ان تكمل دراستها في الكلية
تمت الموافقة على هذا الشرط
وتزوجت تلك البنت
وعاشت في هدوء وسكينة مع زوجها
وتمر الايام
وتستمر في بالمرحلة الاولى في كليتها
وراستها
تجمع بين مراعاة بيتها وزوجها وابنها الذي في بطنها
وبين دراستها
جهد اكثر من مضاعف
الحمد لله
امورها الدراسية جيدة
الا ان امورها العائلية والزوجية
بدات بالتغير
وبدات رياح الهم تطرق ابواب بيتها الزوجي
فاهل زوجها يضغطون صوب سكونها بيتها وترك دراستها
وبدات رياح المشاكل تقوى وتقوى لتعصف يوما بعد يوما
بينها وبين زوجها
وتبدأ بقلع اشجار المحبة المغروسة في ارض قلبها
وفي خضم هذه المشاكل انجبت ولدا جميلا رائعا
الحمد لله
اي نعمة ونعمة من الله علي بها
قالتها في قلبها المكسور بسبب المشاكل بينها وبين زوجها

بين فرح لهذا المولود وبين احزان لهذه المشاكل
استجابت تلك البنت لزوجها
وضغوط اهل زوجها
نعم تركت دراستها
لتحافظ على بيتها وزوجها ولتربي ابنها
ومرت الايام
ورزقت بابن ثاني
ممنية نفسها بان احلامها سوف تتحقق من خلال هذين الابنين
كل ما تمنت من احلام واماني
بدات تزرع بذره في هذه الطفلين
عسى ان يكون هذا طبيب
عسى ان يكون هذا مهندسا
عسى ان يكون مدرسا معلما
والف عسى وعسى تتصارع في داخلها
وبكبرون وتكبر الاماني معها
ولكن
وكثرت هذه ال 0 لكن . في هذه الايام
هل بقي الزوج نفس الزوج
كلا
فصار الزوج سكيرا معربدا
شاربا للخمر
لا يدري باحوال بيته وزوجه
وافة السكر والخمر تسلب عقله وقلبه وحبه وعطفه
والنتيجة حتمية لا بد منها
من سلك طريق الخمر فلا بد لبيته ان ينكسر
ومن سلك طريق الكحول لابد لزهرته من الذبول
هكذا مرت الايام
وبين جنحها المكسور من ترك دراستها
وبين قلبها الخائف المقهور على اولادها
وبين زوجها الغارق في المسكر والخمور
صارت تصارع الاحزان يوما بعد يوما
وبدأ الحزن يحتل ارض قلبها وحياتها
وكبرت المصيبة
فالزوج اتجه صوب المخدرات
لم يكتفي بالخمر وضياع العقل
بل
سار نحو الارذل والارذل
وهو طريق الموت لا محالة
وعظمت المشاكل الى حد كبير
ومن خوفها على اولادها من هذا الاب الفاقد لعقله
مع تحملها لذاك الضرب الكبير من زوجها الاعمى
طردها الى بيت اهلها
لا مكان لك ها هنا
ارحلي بعيدا
فصار الخمر سببا للضيم والقهر
وصار خرابا لبيت كان كالقصر
وبعد برد وربيع صار نار وجمر
احرقت بيته وعياله وزوجته
عادت الى اهلها لتستر على نفسها من هذا الذئب البشري
ولتحمي اولادها من براثن انسان
بقي انسانا بالاسم
وحيوانا تذله حاجته الى المسكر والمخدر
ومرت الايام
وتطلقت تلك البنت من زوجها السكير المعربد
وانسكرت روحها
وصار قلبها ينبض بالحزن لا بالفرح
كئيبا يضرب كف الاه بكف الوجع
فنسمع صدى الاحزان في كل وقت
ولنرى الهم في عينيها
وهكذا مرت الايام والايام والايام
ولكن هل استسلمت
لا
والف لا
قالتها بعالي الصوت
عادت
وسجلت نفسها في معاهد اعداد المعلمين
اكملت دراستها بتفوق
وبدأت تدرس الطلبة اليوم
وتربيهم
وتعلمهم العزم والارادة
والا نستسلم للياس ولا نضعف
وان انسكرنا
علينا ان نجبر انفسنا
لنكون قدوة لنا ولغيرنا
وهكذا
واليوم
عاد حلمها
ان تكمل كليتها التي تركتها منذ سنين وسنين
عسى ان تحقق حلمها

كتبتها ام القمرين
وحررها حميد الغانم

عطر الجنآن
30-05-2013, 11:38 PM
جميل هو التمسك بالحلم وعدم اليأس
بالصبر والعزيمه يتحقق المطلب

قصه جداً جميله :)


شكر لك اخي حميد الغانم ^^


بالتوفيق

حميد الغانم
30-05-2013, 11:57 PM
وفقك الله لكل الخير الاخت الفاضلة عطر الجنان
شاكر لهذه الكلمات الكبيرة
اسال الله لك الخير كله
حميد الغانم

حميد الغانم
31-05-2013, 12:23 AM
هابيل وقابيل
وتمضي الايام ويقترب موعد تسليم البحث الخاصة بمسابقة الامام الحسين عليه السلام في منتديات انا شيعي
حقيقة حين بدات في كتابة هذا البحث لم اكن اتصوره ليتجاوز الخمسين صفحة
وقد اخذ وقتا كثيرا مني مع ضيق الوقت للانشغال بمشاغل العمل والحياة
وصلت الى الصفحات الاخيرة من البحث
وهناك بدات رحلتي مع ارث ادم الذي ورثه الحسين
السلام عليك يا وراث ادم صفوة الله
ووصلت الى هابيل وقابيل
والاقتتال الحاصل بين الخير والشر
الذي دام مادام واستمر الى يومنا هذا وسيستمر
وخطر في بالي شي معين فيه فكرة جديدة
وسارعت الى صديقي رئيس قسم اللغة العربية
وسالته ما معنى اسم قابيل
وما معنى اسم هابيل
قال حين اصل البيت اعطيك الجواب
ارسل رسالته التلفونية لتخبرني عن المعنى لقابيل وهابيل
واليوم تشاء الصدف ان اخرج متاخرا من بيتي الى عمل خارج نطاق الوظيفة
وقفت في موقف السيارات مع هذا الحر واللهيب
ولا ظل نحتمي به من حرارة الشمس المحرقة
الحمد لله حصلت على سيارة تقلني انا وثلاثة افراد
احدهم كان شرطيا ركب في مقدم السيارة
وجلس بجانبي شخصان اخران
وحسبما جرت العادة
ان يفتتح احد الحديث فيدور نقاش بين الراكبين مشركين معهم السائق
واليوم كان الحديث ن تعويضات الشركات النفطية
اقصد ان وزارة النفط بدات تاخذ الاراضي الزراعية لغرض حفر الابار
وتحويل تلك المناطق الى الصبغة الصناعية
فقررت الوزارة ان تعطيهم مبالغ نقدية عن تلك المناطق حتى وان لم يكن بها زرع او لم يكن بها عقد او كما يسمى بالعراق طابو
( مصطلح طابو جاء من كلمة طوبة اي الشي المدور اي ان هذه الارض عليها دائرة وهي مملوكة لشخص معين )
نعود لقصتنا فدار الحديث بين احد الركاب حول هذه المبالغ التي تصل الى
مبلغ مائة وخمسون مليون دينار
او تصل اكثر بكثير لتصل الى نصف مليار
وهكذا
فتغيرت احوال ناس من حال الى حال
ومن هؤلاء الناس
هناك شخص
قدرت تعويض الارض له ولاخيه ولابن اخيه بالمائة وخمسين مليون دينار عراقي
مبلغ كبير يسد الكثير من الحاجات في هذا الزمن الصعب
ولكن النسة القابيلية مغروسة فينا ينميها الشيطان ويربيها ويوجهها
فطمع هذا الشخص بكل المبلغ
فحصته مع الاثنين الاخرين خمسون مليون دينار
ووحده مائة وخمسون مليون
نام ليله على فراش المكر والخديعة والغدر والخيانه
فما ان اصبح الصباح الا وقد علا الصراخ
خرج اهالي المنطقة فزعين مهرولين نحو مصدر الصريخ والعويل
ماذا حدث
وجدوا
ان الاخ وابن الاخ لهذا الشخص قد قتلوا في ليلة غادرة ظلماء
وجاءت الشرطة
وعلمت بعد التحقيق ان صراعا سابقا وقع بين الثلاثة حول هذا الارث بلا مورث
مائة وخمسون مليون دينار
استمرت التحقيقات
ماذا وجدوا
ان هذا الاخ الطماع
هو القاتل هو من قتل اخيه
هو القاتل هو من قتل ابن اخيه
لاي شي - لاي سبب
لاجل المادة والطمع
اعتقلته الشرطة سريعا ودخل المحكمة
وحكم عليه بالاعدام
(مصير الطمع الندامة - ومصير القتل الندامة والخسران )
والقناعة كنز لا يفنى فلا تطمع ما في يد الاخرين
هكذا خسر الدنيا خسر اخيه وخسر ابن اخيه وخسر حياته
فاي خسران هو هذا الخسران
وهنا تكلم الشخص الجالس بجني وهو شخص ايضا قد استلم تعويضا
عن الاراضي الزراعية
والظاهر ان مبلغ التعويض كان اكثر من مائة وخمسين مليون دينار
فقال ان المبلغ الذي سبب القتل راح لاولادهم
وكل اشترى سيارة وصار يتبذه بشتى اشكال البذخ والرفاهية وانتهت المبالغ سريعا
كونها لم تستثمر بشكل صحيح
واكمل صاحبنا حديثه
قال ان الانسان حين يملك مبلغا كبيرا ليفكر كيف يستثمره ويعمره ويكبره
بدلا من ضياعه وخسرانه سريعا
وكانه يخاطب الجميع لا يخاطب فقط من كان معه راكبا في السيارة
واكمل حديثا
قائلا
انا استلمت مبلغ التعويض
فاشتريت حادلات اثنين وهي من المعدات الانشائية الثقيلة التي تحدل الارض وتضغطها لتتحمل الضغط العالي وتستخدم في اساسات البيوت والمحال التجارية وايضا في الشوارع والطرقات
وفقلت له
احسنت كثيرا فكرت واحسنت الفكير وعملت واحسنت العمل
فنعم التفكير ونعم التدبير
فعاد قائلا نعم واليوم تراها هنا تعمل لدى هذا المقاول الذي اخذ هذا الجسر ليصلحه ويرمم الطريق
وان مبلغ العمل اليومي مائتان وخمسون الف دينار عراقي
اضافة الى قلة عطلاتها وقلة استهلاكها للوقود والدهون
واكمل
قال لو عملت اسبوعا واحدا لكفتك مؤونة سنة كاملة
وصلت الى وجهتي وقلت في قرارة نفسي
سبحان الله
هذا وذاك
هذا طمع وخسر وهذا قنع فربح
هذا مكر فكفر وهذا فكر وربح
وان الانسان ان سنحت له فرصة ليغتنمها بافضل وسيلة
قال الامام علي سلام الله عليه
اغتنموا الفرص فانها تمر مر السحاب
والسؤال لك ايها القارئ الكريم
اذا حصلت على هكذا مبلغ فاي اتجاه ستاخذ
اتجاه هابيل
ام
اتجاه قابيل
كتبها حميد الغانم

نورالنجف
03-06-2013, 08:54 PM
أرادة وانكسار

صغيرة طفلة كبرت مع الايام مواضبة على دراستها وكتبها متعلقة بحلم بسيط ان تكمل دراستها تحصل على معدل يدخلها الى كلية مرموقة
ان تحصل على وظيفة
ان تتزوج وتبني اسرة
ان يكون لها زوج محب وحنون وعطوف
ان يكون لها اولاد وبنات
ان تربي اولادها اي تربية واي خلق كريم
واي
امنيات تكبر مع الايام
نعم خطت اولى خطواتها نحو هدفها وحلمها عله يتحقق مع الايام
دخلت امتحانات البكالوريا بعزم وارادة
وذاك الحلم في كل صفحة تقراءها وتقلبها الى صفحة اخرى
يكبر ويكبر حلمها
تسقيه بنور عينها الذي انصب على حروف كتبها
على حروف واسطر قلمها
الحمد لله
وبدا الحلم يتحقق رويدا رويدا
اذا في العطلة الصيفية
تقدم لخطبتها شاب محترم ذو خلق كبير
من عائلة طيبة
الحمد لله
هي الخطوة الثانية نحو حلم كبير
ياربي احفظنا من كل مكروه
خطبت تلك البنت
على شرط ان تكمل دراستها في الكلية
تمت الموافقة على هذا الشرط
وتزوجت تلك البنت
وعاشت في هدوء وسكينة مع زوجها
وتمر الايام
وتستمر في بالمرحلة الاولى في كليتها
وراستها
تجمع بين مراعاة بيتها وزوجها وابنها الذي في بطنها
وبين دراستها
جهد اكثر من مضاعف
الحمد لله
امورها الدراسية جيدة
الا ان امورها العائلية والزوجية
بدات بالتغير
وبدات رياح الهم تطرق ابواب بيتها الزوجي
فاهل زوجها يضغطون صوب سكونها بيتها وترك دراستها
وبدات رياح المشاكل تقوى وتقوى لتعصف يوما بعد يوما
بينها وبين زوجها
وتبدأ بقلع اشجار المحبة المغروسة في ارض قلبها
وفي خضم هذه المشاكل انجبت ولدا جميلا رائعا
الحمد لله
اي نعمة ونعمة من الله علي بها
قالتها في قلبها المكسور بسبب المشاكل بينها وبين زوجها

بين فرح لهذا المولود وبين احزان لهذه المشاكل
استجابت تلك البنت لزوجها
وضغوط اهل زوجها
نعم تركت دراستها
لتحافظ على بيتها وزوجها ولتربي ابنها
ومرت الايام
ورزقت بابن ثاني
ممنية نفسها بان احلامها سوف تتحقق من خلال هذين الابنين
كل ما تمنت من احلام واماني
بدات تزرع بذره في هذه الطفلين
عسى ان يكون هذا طبيب
عسى ان يكون هذا مهندسا
عسى ان يكون مدرسا معلما
والف عسى وعسى تتصارع في داخلها
وبكبرون وتكبر الاماني معها
ولكن
وكثرت هذه ال 0 لكن . في هذه الايام
هل بقي الزوج نفس الزوج
كلا
فصار الزوج سكيرا معربدا
شاربا للخمر
لا يدري باحوال بيته وزوجه
وافة السكر والخمر تسلب عقله وقلبه وحبه وعطفه
والنتيجة حتمية لا بد منها
من سلك طريق الخمر فلا بد لبيته ان ينكسر
ومن سلك طريق الكحول لابد لزهرته من الذبول
هكذا مرت الايام
وبين جنحها المكسور من ترك دراستها
وبين قلبها الخائف المقهور على اولادها
وبين زوجها الغارق في المسكر والخمور
صارت تصارع الاحزان يوما بعد يوما
وبدأ الحزن يحتل ارض قلبها وحياتها
وكبرت المصيبة
فالزوج اتجه صوب المخدرات
لم يكتفي بالخمر وضياع العقل
بل
سار نحو الارذل والارذل
وهو طريق الموت لا محالة
وعظمت المشاكل الى حد كبير
ومن خوفها على اولادها من هذا الاب الفاقد لعقله
مع تحملها لذاك الضرب الكبير من زوجها الاعمى
طردها الى بيت اهلها
لا مكان لك ها هنا
ارحلي بعيدا
فصار الخمر سببا للضيم والقهر
وصار خرابا لبيت كان كالقصر
وبعد برد وربيع صار نار وجمر
احرقت بيته وعياله وزوجته
عادت الى اهلها لتستر على نفسها من هذا الذئب البشري
ولتحمي اولادها من براثن انسان
بقي انسانا بالاسم
وحيوانا تذله حاجته الى المسكر والمخدر
ومرت الايام
وتطلقت تلك البنت من زوجها السكير المعربد
وانسكرت روحها
وصار قلبها ينبض بالحزن لا بالفرح
كئيبا يضرب كف الاه بكف الوجع
فنسمع صدى الاحزان في كل وقت
ولنرى الهم في عينيها
وهكذا مرت الايام والايام والايام
ولكن هل استسلمت
لا
والف لا
قالتها بعالي الصوت
عادت
وسجلت نفسها في معاهد اعداد المعلمين
اكملت دراستها بتفوق
وبدأت تدرس الطلبة اليوم
وتربيهم
وتعلمهم العزم والارادة
والا نستسلم للياس ولا نضعف
وان انسكرنا
علينا ان نجبر انفسنا
لنكون قدوة لنا ولغيرنا
وهكذا
واليوم
عاد حلمها
ان تكمل كليتها التي تركتها منذ سنين وسنين
عسى ان تحقق حلمها

كتبتها ام القمرين
وحررها حميد الغانم


قصة مؤثرة
الارادة القوية تحطم القيود والعوائق اياً كانت
الرائع هنا ماشهدناه في هذه القصة انه رغم المواجهات الصعبة التي اعترضت الفتاة تجل الاصرار خير واروع تجليه تحديا لبلوغ الحلم

شكرا للقصة اختي العزيزة ام القمرين ~
حفظكِ الله وسلمك
والشكر للأستاذ حميد الغانم على التواصل الطيب

عفتي فاطمية
04-06-2013, 07:55 PM
أرادة وانكسار

صغيرة طفلة كبرت مع الايام مواضبة على دراستها وكتبها متعلقة بحلم بسيط ان تكمل دراستها تحصل على معدل يدخلها الى كلية مرموقة
ان تحصل على وظيفة
ان تتزوج وتبني اسرة
ان يكون لها زوج محب وحنون وعطوف
ان يكون لها اولاد وبنات
ان تربي اولادها اي تربية واي خلق كريم
واي
امنيات تكبر مع الايام
نعم خطت اولى خطواتها نحو هدفها وحلمها عله يتحقق مع الايام
دخلت امتحانات البكالوريا بعزم وارادة
وذاك الحلم في كل صفحة تقراءها وتقلبها الى صفحة اخرى
يكبر ويكبر حلمها
تسقيه بنور عينها الذي انصب على حروف كتبها
على حروف واسطر قلمها
الحمد لله
وبدا الحلم يتحقق رويدا رويدا
اذا في العطلة الصيفية
تقدم لخطبتها شاب محترم ذو خلق كبير
من عائلة طيبة
الحمد لله
هي الخطوة الثانية نحو حلم كبير
ياربي احفظنا من كل مكروه
خطبت تلك البنت
على شرط ان تكمل دراستها في الكلية
تمت الموافقة على هذا الشرط
وتزوجت تلك البنت
وعاشت في هدوء وسكينة مع زوجها
وتمر الايام
وتستمر في بالمرحلة الاولى في كليتها
وراستها
تجمع بين مراعاة بيتها وزوجها وابنها الذي في بطنها
وبين دراستها
جهد اكثر من مضاعف
الحمد لله
امورها الدراسية جيدة
الا ان امورها العائلية والزوجية
بدات بالتغير
وبدات رياح الهم تطرق ابواب بيتها الزوجي
فاهل زوجها يضغطون صوب سكونها بيتها وترك دراستها
وبدات رياح المشاكل تقوى وتقوى لتعصف يوما بعد يوما
بينها وبين زوجها
وتبدأ بقلع اشجار المحبة المغروسة في ارض قلبها
وفي خضم هذه المشاكل انجبت ولدا جميلا رائعا
الحمد لله
اي نعمة ونعمة من الله علي بها
قالتها في قلبها المكسور بسبب المشاكل بينها وبين زوجها

بين فرح لهذا المولود وبين احزان لهذه المشاكل
استجابت تلك البنت لزوجها
وضغوط اهل زوجها
نعم تركت دراستها
لتحافظ على بيتها وزوجها ولتربي ابنها
ومرت الايام
ورزقت بابن ثاني
ممنية نفسها بان احلامها سوف تتحقق من خلال هذين الابنين
كل ما تمنت من احلام واماني
بدات تزرع بذره في هذه الطفلين
عسى ان يكون هذا طبيب
عسى ان يكون هذا مهندسا
عسى ان يكون مدرسا معلما
والف عسى وعسى تتصارع في داخلها
وبكبرون وتكبر الاماني معها
ولكن
وكثرت هذه ال 0 لكن . في هذه الايام
هل بقي الزوج نفس الزوج
كلا
فصار الزوج سكيرا معربدا
شاربا للخمر
لا يدري باحوال بيته وزوجه
وافة السكر والخمر تسلب عقله وقلبه وحبه وعطفه
والنتيجة حتمية لا بد منها
من سلك طريق الخمر فلا بد لبيته ان ينكسر
ومن سلك طريق الكحول لابد لزهرته من الذبول
هكذا مرت الايام
وبين جنحها المكسور من ترك دراستها
وبين قلبها الخائف المقهور على اولادها
وبين زوجها الغارق في المسكر والخمور
صارت تصارع الاحزان يوما بعد يوما
وبدأ الحزن يحتل ارض قلبها وحياتها
وكبرت المصيبة
فالزوج اتجه صوب المخدرات
لم يكتفي بالخمر وضياع العقل
بل
سار نحو الارذل والارذل
وهو طريق الموت لا محالة
وعظمت المشاكل الى حد كبير
ومن خوفها على اولادها من هذا الاب الفاقد لعقله
مع تحملها لذاك الضرب الكبير من زوجها الاعمى
طردها الى بيت اهلها
لا مكان لك ها هنا
ارحلي بعيدا
فصار الخمر سببا للضيم والقهر
وصار خرابا لبيت كان كالقصر
وبعد برد وربيع صار نار وجمر
احرقت بيته وعياله وزوجته
عادت الى اهلها لتستر على نفسها من هذا الذئب البشري
ولتحمي اولادها من براثن انسان
بقي انسانا بالاسم
وحيوانا تذله حاجته الى المسكر والمخدر
ومرت الايام
وتطلقت تلك البنت من زوجها السكير المعربد
وانسكرت روحها
وصار قلبها ينبض بالحزن لا بالفرح
كئيبا يضرب كف الاه بكف الوجع
فنسمع صدى الاحزان في كل وقت
ولنرى الهم في عينيها
وهكذا مرت الايام والايام والايام
ولكن هل استسلمت
لا
والف لا
قالتها بعالي الصوت
عادت
وسجلت نفسها في معاهد اعداد المعلمين
اكملت دراستها بتفوق
وبدأت تدرس الطلبة اليوم
وتربيهم
وتعلمهم العزم والارادة
والا نستسلم للياس ولا نضعف
وان انسكرنا
علينا ان نجبر انفسنا
لنكون قدوة لنا ولغيرنا
وهكذا
واليوم
عاد حلمها
ان تكمل كليتها التي تركتها منذ سنين وسنين
عسى ان تحقق حلمها

كتبتها ام القمرين
وحررها حميد الغانم


حقا لها اراده قويه
وحسنا فعلت بطلاقها

شكرا اخي حميد على هذه القصص
الرائعه:)

حسين ال دخيل
04-06-2013, 08:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بمن كتب ومن نشر ومن قرأ
أحسنتم

عفتي فاطمية
04-06-2013, 08:03 PM
هابيل وقابيل
وتمضي الايام ويقترب موعد تسليم البحث الخاصة بمسابقة الامام الحسين عليه السلام في منتديات انا شيعي
حقيقة حين بدات في كتابة هذا البحث لم اكن اتصوره ليتجاوز الخمسين صفحة
وقد اخذ وقتا كثيرا مني مع ضيق الوقت للانشغال بمشاغل العمل والحياة
وصلت الى الصفحات الاخيرة من البحث
وهناك بدات رحلتي مع ارث ادم الذي ورثه الحسين
السلام عليك يا وراث ادم صفوة الله
ووصلت الى هابيل وقابيل
والاقتتال الحاصل بين الخير والشر
الذي دام مادام واستمر الى يومنا هذا وسيستمر
وخطر في بالي شي معين فيه فكرة جديدة
وسارعت الى صديقي رئيس قسم اللغة العربية
وسالته ما معنى اسم قابيل
وما معنى اسم هابيل
قال حين اصل البيت اعطيك الجواب
ارسل رسالته التلفونية لتخبرني عن المعنى لقابيل وهابيل
واليوم تشاء الصدف ان اخرج متاخرا من بيتي الى عمل خارج نطاق الوظيفة
وقفت في موقف السيارات مع هذا الحر واللهيب
ولا ظل نحتمي به من حرارة الشمس المحرقة
الحمد لله حصلت على سيارة تقلني انا وثلاثة افراد
احدهم كان شرطيا ركب في مقدم السيارة
وجلس بجانبي شخصان اخران
وحسبما جرت العادة
ان يفتتح احد الحديث فيدور نقاش بين الراكبين مشركين معهم السائق
واليوم كان الحديث ن تعويضات الشركات النفطية
اقصد ان وزارة النفط بدات تاخذ الاراضي الزراعية لغرض حفر الابار
وتحويل تلك المناطق الى الصبغة الصناعية
فقررت الوزارة ان تعطيهم مبالغ نقدية عن تلك المناطق حتى وان لم يكن بها زرع او لم يكن بها عقد او كما يسمى بالعراق طابو
( مصطلح طابو جاء من كلمة طوبة اي الشي المدور اي ان هذه الارض عليها دائرة وهي مملوكة لشخص معين )
نعود لقصتنا فدار الحديث بين احد الركاب حول هذه المبالغ التي تصل الى
مبلغ مائة وخمسون مليون دينار
او تصل اكثر بكثير لتصل الى نصف مليار
وهكذا
فتغيرت احوال ناس من حال الى حال
ومن هؤلاء الناس
هناك شخص
قدرت تعويض الارض له ولاخيه ولابن اخيه بالمائة وخمسين مليون دينار عراقي
مبلغ كبير يسد الكثير من الحاجات في هذا الزمن الصعب
ولكن النسة القابيلية مغروسة فينا ينميها الشيطان ويربيها ويوجهها
فطمع هذا الشخص بكل المبلغ
فحصته مع الاثنين الاخرين خمسون مليون دينار
ووحده مائة وخمسون مليون
نام ليله على فراش المكر والخديعة والغدر والخيانه
فما ان اصبح الصباح الا وقد علا الصراخ
خرج اهالي المنطقة فزعين مهرولين نحو مصدر الصريخ والعويل
ماذا حدث
وجدوا
ان الاخ وابن الاخ لهذا الشخص قد قتلوا في ليلة غادرة ظلماء
وجاءت الشرطة
وعلمت بعد التحقيق ان صراعا سابقا وقع بين الثلاثة حول هذا الارث بلا مورث
مائة وخمسون مليون دينار
استمرت التحقيقات
ماذا وجدوا
ان هذا الاخ الطماع
هو القاتل هو من قتل اخيه
هو القاتل هو من قتل ابن اخيه
لاي شي - لاي سبب
لاجل المادة والطمع
اعتقلته الشرطة سريعا ودخل المحكمة
وحكم عليه بالاعدام
(مصير الطمع الندامة - ومصير القتل الندامة والخسران )
والقناعة كنز لا يفنى فلا تطمع ما في يد الاخرين
هكذا خسر الدنيا خسر اخيه وخسر ابن اخيه وخسر حياته
فاي خسران هو هذا الخسران
وهنا تكلم الشخص الجالس بجني وهو شخص ايضا قد استلم تعويضا
عن الاراضي الزراعية
والظاهر ان مبلغ التعويض كان اكثر من مائة وخمسين مليون دينار
فقال ان المبلغ الذي سبب القتل راح لاولادهم
وكل اشترى سيارة وصار يتبذه بشتى اشكال البذخ والرفاهية وانتهت المبالغ سريعا
كونها لم تستثمر بشكل صحيح
واكمل صاحبنا حديثه
قال ان الانسان حين يملك مبلغا كبيرا ليفكر كيف يستثمره ويعمره ويكبره
بدلا من ضياعه وخسرانه سريعا
وكانه يخاطب الجميع لا يخاطب فقط من كان معه راكبا في السيارة
واكمل حديثا
قائلا
انا استلمت مبلغ التعويض
فاشتريت حادلات اثنين وهي من المعدات الانشائية الثقيلة التي تحدل الارض وتضغطها لتتحمل الضغط العالي وتستخدم في اساسات البيوت والمحال التجارية وايضا في الشوارع والطرقات
وفقلت له
احسنت كثيرا فكرت واحسنت الفكير وعملت واحسنت العمل
فنعم التفكير ونعم التدبير
فعاد قائلا نعم واليوم تراها هنا تعمل لدى هذا المقاول الذي اخذ هذا الجسر ليصلحه ويرمم الطريق
وان مبلغ العمل اليومي مائتان وخمسون الف دينار عراقي
اضافة الى قلة عطلاتها وقلة استهلاكها للوقود والدهون
واكمل
قال لو عملت اسبوعا واحدا لكفتك مؤونة سنة كاملة
وصلت الى وجهتي وقلت في قرارة نفسي
سبحان الله
هذا وذاك
هذا طمع وخسر وهذا قنع فربح
هذا مكر فكفر وهذا فكر وربح
وان الانسان ان سنحت له فرصة ليغتنمها بافضل وسيلة
قال الامام علي سلام الله عليه
اغتنموا الفرص فانها تمر مر السحاب
والسؤال لك ايها القارئ الكريم
اذا حصلت على هكذا مبلغ فاي اتجاه ستاخذ
اتجاه هابيل
ام
اتجاه قابيل
كتبها حميد الغانم



الكثيرون يتحولون الى قابيل
حين يحصلو على المال
ينسون انهم بشر


ربما سمعتم ماحصل بكركوك
حسب ماقالو حتى الان حصل ثلاث حالات مثل هذا
ربما سمعتم بها


ياسيدي العزيز
الكل سيقول نتخذ طريق هابيل
ولكن الامتحان الحقيقي عند الحصول على هذه الكمية من الامال


شكرا على هذه القصه
الرائع بسردها
ولكن الانسان يحزن على هؤلاء الناس
يخسرون اكثر مما يتصورون
وبعدها يقولو نحن نادمون



لي طلب اخير اخير منك
اذ لم يكن لك مانع

مامعنى هابيل وقابيل
(اذا ماكو زحمه عليك)
صار عندي فضول حتى اعرفه:c018:


شكرا مره اخرى:)

حميد الغانم
05-06-2013, 06:42 PM
حياك الله ووفقك لكل الخير الاخت الفاضلة عفتي فاطمية
وشكرا على هذا المرور الطيب الكريم وهذه الكلمات النيرة
اما هابيل وقابيل
فهم اولاد ادم ابونا سلام الله عليه
وهنا قابيل حين طمع وحقد وكره الخير لاخيه هابيل
قام بقتله
وهذا الصراع الاول بين بني ادم
اذ انقسمت الدنيا الى قسمين
الاول قسم قاتل وقسم مقتول
قسم خير يحب الخير حتى لعدوه ويبكي عليه
من هنا نرى ان الحسين سلام الله عليه بكى على اعداءه
قال يدخلون النار بسببي
ومن هنا
نقسم الناس الى خير محب للبشرية والوئام والالفة
ونوع شرير طمع حقود بغيض
حياك الله

عفتي فاطمية
05-06-2013, 10:43 PM
اخ حميد
قصدت معنى الاسمين فقط
واعتذر على السؤال

حميد الغانم
06-06-2013, 11:38 PM
حيك الله ايتها الفاطمية العفة
اعتذر انا عن عدم فهمي للسؤال
ولكن هناك من قرا القصة معي في العمل وطلب شرح المعنى
فشرحته
حياك الله
وهذا معنى اول لهابيل وقابيل
و لهذين الاسمين ايضا معنى مفهوم باللغة العربية الفصحى،كما ان هذا المعنى يطابق صفة كل منهما ، فقايين من فعل اقتنى العربي يدلنا ان آدم قد طلب من الله عز وجل ولدا ، فأعطاه اياه و اطلق عليه آدم اسم قايين لانه طلبه ثم إقتناه
أما هابيل فإن الله تعالى قد وهبه الى آدم دون ان يطلبه لذلك أطلق عليه آدم اسم هاب ايل هبة الله

حميد الغانم
07-06-2013, 12:22 AM
الوداع الاخير

هي البنت الكبرى لابيها حلت محل امها المتوفاة
ترعى ابيها وترعى اخوتها واخواتها صارت لهم والدة واختا
وفرتهم لهم ذاك الحنان الذي فقدوه بفقدهم امهم
وصارت اما لابيها تداريه وتحن عليه وتواسيه
ومرت الايام
وخطبت تلك البنت ورفضت
وقالت لا يمكن حتى يتزوج اخوتي واخواتي كلهم
ومن يبقى لابي يداريه
ويمسح عرق التعب عنه وخصوصا ان مهنته جدا متعبة وتتطلب جهدا عضليا كبيرا
ومرت الايام وتزوج اخوتها واخواتها
وبقيت هي وحيدة مع ابيها
تكسر الم الوحدة بحنانها الكبير نحو ابيها
تنير ظلمة وحشة فراق الاحباب والاحبة
فصارت كل عالمه
وحان وقت زواجها
وفقها الله لكل الخير وتزوجت من شاب بسيط مؤمن
وبقيت في بيت ابيها
ومع السنين
اشترى ذاك الاب بيتا لابنته الكبرى
قال بنية
انت ضحيتي لاجلي الكثير الكثير وتعبتي
وحنانا من قلبي يا بنية هذه الهدية البيت لك
قبلتها مع مرارة فراق الاب
قبلتها وقلبها مفجوع ببعدها عن ابيها
وكانت كل يوم تاتي لابيها
تطبخ له تداريه تغسل ملابس وتنطف بيته وملبسه
واستمر الحال هكذا
وتزوج الاب من امراة اخرى
وهذا حقه الشرعي
ولكن مع هذا الزواج بدا
الفراق بين تلك البنت وذاك الاب
وهبت صوبهم رياح المشاكل
تعصف بصفاء ذاك البيت الكبير
ليغبر جوه ويصفر ويعلوه نسيج العناكب
ومع الايام اخذ هذا الخلاف بين البنت وزوجة الاب يكبر ويكبر
حتى استمر سنينا
ورزقت تلك البنت صبيانا وبنات
وانشغلت هي الاخرى باولادها وبناتها وزوجها
ولكن قلبها مع ابيها
ولم يصفى ذاك الجو الاسري حتى اصيب ذاك الاب بجلطة دماغية
اسكنته الفراش عاجزا عن الحركة
مصابا بفقدان ذاكرة وصعبة النسيان
نسي كل شي
الا اسم بنته الكبرى
فكان دائما في مرض يهلوس ويصيح باسم ابنته الكبيرة
فكان بجنبه
نعم ابي قل وامر
ودموع العين تنزل على خديها باكية حزينة على ذاك الاب العزيز الغالي
والاب
فاقد غائب يكاد يكون جسد بلا حياة
واستمر حاله هكذا سبع سنوات طوال
ومع تحسن ذاكرته رويدا رويدا
الا ان جسده بقي عاجزا
وكما قلنا سابقا ان عمله كان يتطلب جهدا عضليا كبيرا
انهكته الايام
وصار حبيس الفراش
وفي السنة السابعة من مرضه
وكان الوقت وقت امتحانات
ولانشغال تلك الام ببناتها وبنيها وتوفير بيئة دراسية لاولادها
رن الهاتف قارعا اجراس الرحيل
نادها اخوها ان ابي في حالة صحية تعبة جدا فقد ساءت حالته فجاءة
وهو يصرخ باسمك عاليا
ولا يريد احدا غيرها
تناوشت عباءتها مسرعة راكضة وضعتها على راسها
وهي تبكي
وتنادي ابي ابي
وطول الطريق هي تصرخ ابي
وطول الطريق هو يصرخ ابنتي
عجيب لهذا الزمان
وصلت ودمع العيون هطال
قالتها بصوت يكسر القلب
اي بوية
كول بوية
شنو تريد بوية
وهو يصرخ بنية اخرجيني من هذا البيت
بنية خذيني الى المستشفى
لا اريد هذا البيت
وحدها اختارها من بين اخوتها الذكور
وهي البنت
اخذته بسرعة الى المستشفى
وهنالك وضعوه في ردهة الانعاش
ومضى يوم وحالته من اسوا الى اسوأ
وبقيت هي خارج الردهة تبكي وتبكي
وفي اليوم الثاني
اخذت الاغماءات نصيبها منه
فساعة يستفيق زساعة يغمى عليه وبدأ الورم ياخذ برجليه معلنة لحظات الوداع
وطالت اغماءته الاخيرة
ولم يستفق منها
دخل ابناءه واحدا بعد واحد ما افاق
وبقيت هي للاخير
فدخلت
وما ان دخلت حتى فتح عينيه
ونظر بعينيها
نظرة اخيرة وودع هذه الدنيا وداعا ابديا
----------------------------
وكان عينيه تقولان
بقول رسول الله صلوات ربي عليه وعلى اله
رفقا بالقوارير
رفقا بالقوارير
فاحيانا تكون البنت بنتا
واحيانا تكون البنت بنتا واما وابا واختا
----------
هدى المالكي

حميد الغانم
14-06-2013, 12:16 AM
التكامل اللحظي

من درس الرياضيات واخذ مادة التكامل الرياضي يجد ان هنالك انواع من التكاملات فمنها البسيط والمعقد ومنها الحجمي ومنها الخطي ومنها الاحادي والثنائي والثلاثي
ولكن من درس الرياضيات
لم يدرس التكامل اللحظي هذا التكامل الذي يجعل من لحظة واحدة تساوي حياة انسان كاملة بل حياة عائلة باكملها
وتكون العاقبة لتلك اللحظة البسيطة عاقبة وخيمة
ومن هنا ننطلق في قصتنا اليوم
والتي تشمل في طياتها ثلاث قصص بسيطة لا قصة واحدة
وعبرة في الاخر
---------------
القصة الاولى
طفل صغير او شاب او رجل كبير
طفلة صغيرة او شابة او امراة كبيرة
ايا كان منهم فقد اشترى اصبع موز له او لولده في السوق
اكله وما ان انتهى منه رمى القشر في الشارع
من غير تفكير ولا تدبير ولا عقلانية او اهتمام بالاخرين
لانه في نظره هذا شي بسيط لا يسوى شي
رجل شيخ كبير بالسن خرج من بيته وصته امراته ام عيالة
حجي بلكي وياك خضار للبيت
صار تدللين هذه اخر كلمات قالها وخرج من بيته يحمل كيسه
وصل الى السوق وتشاء الاقدار ان يكون محط رجله على ذلك القشر
اقصد قشر الموز وينزلق الحاج وتشاء الاقدار ان يقع راسه على حافة الرصيف الحادة
ويحصل له نزيف داخلي
وما هي الا ايام حتى فارق الحياة هذا الشيخ الكبير
--------------------
لحظة واحدة لو ان من رمى القشر فكر فيها ورماه في موضع الازبال لما صار ما صار
---------------------------------------
القصة الثانية
شب في الثلاثين من عمره موظف والحمد لله راتبه جيد
متزوج لها اولاد صغار وزوجة حنونة مطيعة
فشكر الله على ما انعم عليه
ابواه واخوته الحمد لله متمكنون حالتهم جيده
وموضوع قصتنا مرتبط بهذا الشاب
والتي تمتد في جذورها الى التسعينات من القرن الماضي حين وقعت حرب الكويت وقصف الامريكان ومن كان معهم محطات الكهرباء
وما بين ظلم صدام وقصف الامريكان انقطعت الكهرباء
واليوم نحن في عام 2013 اي بعد 23 سنة والعراقيون لم يروا يوما لم تنقطع فيه الكهرباء
الحمد لله دخلنا موسوعة كينيس للارقام القياسية بقطع الكهرباء
ما الحل
هي المولدات الكهربائية
واسال اي عراقي بسرعة البرق يجيب ما هي المولد سعر الامبير كيف ايصال السلك الكهربائي حتى ان الزرازير فرحة لانه اينما تذهب تجد محط رجل لها من كثرة اسلاك المولدات
وطبيعي فان المولد بعيد عن البيت بمائة متر او اكثر
ومن هنا يجر السلك ويشد على اعمدة الكهرباء الى ان يصل للبيت
واهل هذا البيت الذي جرت فيه احداث قصتنا اكملوا التسليك الى ان ربطوا السلك على قمارة الحديد الخاصة بوقوف سيارتهم
وتمر الايام وبسبب احتكاك السلك مع حديد القمارة حصل به زلغ او قطع بسيط
ولكن هذا البسيط يسبب صعقة كهربائية
كل فرد في البيت اتكل على الاخر في تصليح السلك او احاطته بعازل
عملية لا تستغرق ربع دقيقة فقط
ربع دقيقة من الزمن
مر يوم - يومان - ثلاثة - اسبوع - عشرة ايام
والسلك على حاله لم يصلح
وذات يوم
صاحبنا الشاب بدأ بغسل السيارة وطبيعي والسيارة تحت القمارة وصارت الارضية مبللة وهو مبلل وتشاء الاقدار ان يضع يده على حديد تلك القمارة ويصعق بالكهرباء
صررررررررررررررررررررررخ صرخة عظيمة
فزع الاب الاخوة الام الزوجة اولاده نحوه
وجدوه خشبة يابسة
حملوه الى المستشفى الى الطوارئ
هنالك قال لهم الطبيب
عظم الله لكم الاجر بوفاة ابنكم
اخذوا بالصراخ ولات الحين حين صراخ
وكل بعينيه يعاتب الاخر على اهماله في عدم اصلاح السلك
----------------------------
لحظة او دقيقة كان من الممكن ان تنقذ حياة وروحا وعائلة والا تحرم اطفالا صغار من ابيهم
------------------------------
القصة الثالثة
شاب بمقتبل العمر له 17 عاما
من الله عليه بذكاء قوي وكثيرا ما كان ابوه يعاتبه بني لما لا تدرس
الحقيقة هو كان يقعد من النوم فجرا مع اذان الفجر
يصلي ويقرا للامتحان وحتى وقت الامتحان اي ثلاث ساعات
ثلاث ساعات كفيلة بهضم المادة عنده والنجاح
وبتفوق حتى اعجب المدرسون بذكاءه وفطنته
وفوق هذا كان يعين ابيه في عمله
فهاجر ابوه يعمل في احدى السفن البحرية ومن المعروف ان هذه السفن تستغرق اشهرا حتى تعود الى محطته الاولى
وكان هذا الشاب يعمل عاملا في البناء
او كما يسمى في العراق العمالة وهو عمل مرهق متعب جدا
ولكنه كان يعين امه في معيشتها هي واخوانها حتى ياتي ابي
دائما يقول الى حين يرجع ابي
الحمد لله رجع الامر وتحسنت الاحوال
وسافر الاب مرة اخرى واخرى
واخر مرة قرر الاب عدم السفر والبقاء في بيتهم الذي بنوه للتو
الا ان الاقدار شائت ان تعطل احدى رافعات السفن ولابد من سفر الاب الى الخارج بالطائرة لاصلاح تلك السفينة
موعد السفر بالليل والمطار بعيد
خرج الاب وقد وصى ابنه ذو السبعة عشر عاما بان يدير باله على اخوته وامه
وتشاء الاقدار ان ينقطع سلك المولد
ولكن هنا كان القطع بسبب صاحب سيارة حمل قد جلبت ترابا الى احد البيوتات المجارة
وهذا صاحب سيارة الحمل قد قطع سلك الكهرباء
نفض حمله من التراب ولم يهتم بالسلك الذي قطعه مع معرفته بذلك
ولم يهتم بان تدورس قد طفل حافي على ذلك السلك فيتكهرب او يصعق او يموت
لم يقدر كما لم يقدر من رمى قشر الموز ولم يقدر من اهمل تصليح السلك
كما في قصتنا الثانية
ونسينا ان نذكر ان هذا الشاب فاهم في امور اللحام والحداة والكهرباء والبناء وكثير من الامور التي تعلمها من ابوه
ذهب الى صاحب المولد اخبره ان يفصل الكهرباء ولا يعيدها الا اذا اخبره بذلك
عاد الى البيت اخذ السلم وصعد على عمود الكهرباء
وبالفعل شد السلك واحاطه بعازل بلاستيكي
اراد ان ينزل
جاءه احد الجيران قال له ممكن ترفع لي هذه الاسلاك
لانه هو صاحب البيت الذي جلب له صاحب سيارة الحمل التراب
وقال اريد ان ارفع بنائي ولابد من رفع الاسلاك الى الاعلى
رفع السلك الاول
ثم السلك الثاني
ثم الثالث اصيب بصعقة كهربائية خفيفة
وهو في اعلى السلم
قال يا عم 0 مخاطبا جاره . ان هذه السلك صعقني
قال اتركه واعمل على السلك الرابع
وتشاء الاقدار ان تعود يده الى ذات السلك الى نفس الموضع ويصعق هنا ويلتصق بالعمود فعلا الصراخ والعويل
حملوه الى المستشفى
حاول الطبيب ساعة كاملة ان يسعفه ما نفع
قال عظم الله لكم الاجر بوفاة ابنكم
------------------------------
وكثيرة هي الحوادث بسبب الكهرباء
وضمير المسؤول غائب لا يفكر ولا يقدر
-----------------------------------------
اقول كل انسان عليه ان يفكر بان اللحظة او الثانية او الدقيقة لا تعني نفسها بل ممكن ان تعني عمرا او حياة او عائلة او فرحة طفل ممكن ان يتيتم بسبب هذه اللحظة
وممكن ان تنقلك هذه اللحظة من حال الى حال
لذا علىينا ان نكامل لحظاتنا لنرى مستقبلنا ولا نخسر حياتنا و اهلينا او احبتنا
اغتنموا الفرص فانها تمر مر السحاب
--------------
كتبها حميد الغانم

حميد الغانم
21-06-2013, 12:30 AM
التوفيق

نعم هي قصة لا اعرف ان عكست الارادة او التفاني او التضحية او الحب او الاخوة او الظلم او او العدل الالهي او الاجحاف
نعم هي قصة حملت معان كثيرة وكبيرة
اذا تخرج هذا الرجل المؤمن من الاعدادية بمعدل اهله ان يدخل كلية الهندسة
علامات الذكاء بارزة عليه وعلى الرغم من فقره وعمله في ارضهم الزراعية وخصوصا زراعة النخيل حيث السعف والشوك حيث الرطب والتمر
حيث الليف والجذعة
وسنة بعد سنة قضاها في نجاح الى نجاح انهى كلية الهندسة وتخرج منها
التحق بالخدمة العسكرية
كان لا يملك الكثير من المال بل كاد ان يكون معدما
ولا يملك حتى سعر كوب الشاي الرخيص
وتشاء الاقدار وهو في خدمته العسكرية ان يكون مسؤولا عن مشروع بناية معينة
ومع فقره وتعبه وعدم امتلاكه للمال
عرض عليه ذاك المقاول مبلغا كبيرا في جينها
كي يتغافل عن الاخطاء او اقول الغش في البناء
الا انه رفض وبقوة هذا الامر
وبقي على نقاءه وصفاء
وبالفعل اعيد بناء الاجزاء المغشوشة من البناء
طبعا مع نقمة ذاك المقاول على صاحبنا المهندس
انهى خدمته العسكرية الحمد لله وتوفيقه تعين ذاك الرجل وبدات الامور المالية تتحسن شيئا فشيئا
وتزوج من امراءة عفيفة شريفة طيبة
الحمد لله
سعادة بدات تغمر بيتهم بمولودهم الاول
والثاني والثالث والرابع
وهبت رياح الغدر والخيانة لتعصف بهم وتشل احوالهم وتمرمر حياتهم باقسى انواع المرارات
نعم حاله من حال غيره من خيرة شباب العراق
من انظف شباب العراق من اشرف شباب العراق
من انزه شباب العراق من اتقياء واوفياء العراق
اعتقل بتهمة الانتماء لحزب الدعوة الاسلامية في
حينها وتاييده للشهيد الصدر الاول
نعم وما هي الا اشهر حتى اعدم هذا الرجل الشريف
على يد رجالات الامن الصدامي
صدر قرار بمصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة
اربع اطفال صغار واخرهم رضيع وزوجة وحيدة
طردوهم شر طردة من بيتهم
حتى ان الابن الاكبر يروي تلك الحادثة ودموع الحسرة على خدوده تسيل
ووجع الغدرة الكفرة في قلبه يحفر
قال ما لحقنا الا نقلنا بعض الاغراض والذهب الى جيراننا جزاهم الله الف خير
حتى طبت علينا سيارات الصداميين تحمل ريح الحقد والغدر والكره والبغضاء
طردونا بملابسنا التي علينا
وحيدين اطفال ايتام اربع
مع امنا ماذا تفعل
هب لها اخوها الذي بقي هو ايضا وحيد فاخوته الاثنين ايضا اعدمهم رجالات البعث الصدامي
وتستمر مسيرة القوافل التي اعدمت من شبان العراق وخيرته ونبعه الصافي
وايام مرت وعرض البيت الى البيع علنا بعد ان صادره ازلام البعث الصدامي
والذي يبكي ويدمي القلب
ان اناسا كثير جاءوا ليزايدوا على هذا البيت
اي وفاء عندهم
اعجب لهذا الزمان الاغبر
اذ يقول كثير
ياليتنا كنا معكم
ولكن قسما من هؤلاء يذهب ليسلب ارض من جاهد ضد الطغيان الصدامي ولياخذ بيت من جاهد وقارع هذا النظام
اليس هؤلاء على نهج الحسين
اليس هؤلاء على درب الحسين
فما بالكم تغدرون بهم
لم تنفع الكلمات
بيع البيت وصارت الزوجة والاولاد في بيت خالهم
ساعة تبكي وتنوح وساعة تربي اولادها الصغار تطعمهم تكسوهم
وتستمر الفاجعة
اذ ذات يوم تنفجر قنينة الغاز على امهم وهي في المطبخ لتحترق تلك الام وتموت وهي في طريقها الى المستشفى ومع بكاء اطفالها ووجعها
اخر كلمات قالتها اولادي اولادي اولادي من لكم من بعدي من لكم من بعدي
فارقت الحياة تلك الام ودموعها بين الم الحريق وبين حريق فقدان اولادها ومصيرهم المجهول
رحمها الله تلك الام الوفية لزوجها والمضحية لاولادها
عاد الصغار الى بيت جدهم في احدة مناطق الريف
قليلي الكلام معزولين عن الناس والوحدة والوحشة توجعهم تبكيهم تذيقهم مرارات ما بعدها من مرارات
وكبروا شيئا فشيئا
وحالهم من حال ابيهم
برزت عليهم علامات الذكاء
انهوا الابتدائية ووصلوا الى الاعدادية
تخرج الاول فدخل كلية التربية
وتخرج الثاني ودخل كلية الطب
والثالث والرابع لا زالوا في الاعدادية
ونتيجة لعدم امتلاكهم اي اموال فالفقر لباسهم وجلبابهم رحلوا الى المدينة قرب كلياتهم وانتقل الصغيران معهم الى مدارس اعدادية قريبة
وصاروا يدرسون ويعملون
يدرسون في النهار وعصرا يعملون في حرارة الشمس ولهيبها في مطر الشتاء وبرده
يعملون ويجمعون المال ليدفعوا ايجار غرفة الفندق التي سكنها الاربعة
ومع هذا صارت قوات الامن الصدامي تتابعهم تضع الوكلاء الامنين ورائهم تلحقهم اينما ذهبوا
ومن مكان الى مكان يتشردون مضطهدين
وضرب الحصار العراق فساءت الامور من سئ الى اسوأ
وما عادوا يملكون الايجار
وضاقت الدنيا برحبها عليهم
وحن عليهم رجل له فندق قديم مهجور وقال اسكنوا فيه كحراس بلا مقابل
هو سكنكم مقابل حراستكم
كنت امر عليهم احيانا فكان كل عشائهم وغدائهم وافطارهم هو الطماطمة وقطعة خبز بسيط
لا تغني ولا تسمن من جوع
وايام يبقون بلا اكل يعصرون بطونهم من الم الجوع واجسادهم النحيلة الخاوية قد هدها ذاك الجوع
يذهب واحد وياتي واحد يعملون ويجمعون الفلس مع الفلس ليكملوا دراستهم
واستمر البلاء اذ فتحت احدى دوائر الامن قرب ذاك الفندق
ومع ماضيهم المرير الذي يصل الكفر في نظر الصداميين
صدر الامر ايضا لا بد من اخلاء الفندق
حقيقة خلال هذه الفترة انقطعت عنهم
لذات اسبب اذ وصل الامر بنظام البعث والامن بملاحقتي وغيابي عن اهلي شهرين لا يعرفون خبر مني وكنت مختبئا عند صديق من مطارادات البعث
هي قصة اخرى نرويها غير يوم

فانقطعت اخبارهم عني وهم ايضا قطعت اخباري عنهم
ولكن توقعي نفس الشي من مكان الى مكان مطاردين منبوذين مهجورين بنظر اغلب الناس مجروبين مريضين حقراء لا يجوز لهم العيش ولا الحياة
وهي كلمة كثيرا ما قيلت لي ولاخوتي
نكمل قصتنا
تخرج الابن الاكبر من كلية التربية بمعدل بسيط خمسين وبضع درجات
وتخرج الطبيب بمعدل متوسط
وبنظري الخمسين تساوي مائة مع ما مروا به
فلا تقاس الدرجة بالورقة وحدها
بل بما حولها من ظروف وحصار وجوع وخوف واضطهاد وظلم وقهر ومرارة
وبقي الاخ الثالث يدرس معهد اعداد المعلمين
والرابع دخل كلية التربية مع توقع اغلب الذين يعرفونه برسوبة لقلة قراءته
نعم ولكن الدرجة ليست بالقراءة بل هي الفكر
وكما قال الشهيد الصدر الاول
ان محمد باقر الصدر صار 10 بالمائة يقرا وتسعون بالمائة يفكر
فلا نبقى جامدين خامدين لا نفكر بما نقرا بل نقرا ونفكر
انهى الاخوان الكبير الخدمة العسكرية
والطبيب الحمد لله تعين
وذلك لحاجة الدولة في حينها الى الاطباء
اما الاكبر خريج كلية التربية
فمنع من التعيين
كون التعيين في اي وظيفة يتطلب شي
يسمى بالموافقة الامنية
اذ من اراد التعيين في زمن صدام
ترفع تقارير حولة من منطقته الى مديرية الامن العامة ومنها تعمم الى الدوائر
فان كان صدامي الهوى موالي للحزب والثورة كان بها وهذا الحال لا اقول لكل من تعين ولكن الاعم الاغلب كان هكذا
ومن هنا تدرجت مسميات حزب البعث فقسم صار مؤيد وقسم نصير وقسم نصير متقدم وقسم عضو عامل وقسم عضو منظمة وفرقة وشعية
وتعدت الاسماء والحزب واحد واحد
واستمر حال الاكبر هكذا بلا تعيين يعمل ببيع قناني الماء على السيارات وما شاكلها من اعمال
واستمر هذا الحال اعواما واعوام وتخرج الاخ الثالث من معهد اعداد المعلمين
وايضا لم يحصل على الموافقة الامنية ومنع من التعيين اما الاخ الرابع فبقي طالبا في كلية التربية
وصار سقوط النظام الصدامي في عام 2003
ولاختصار القصة كي لا تطول
تعينا انا والاخ الاكبر في ذات اليوم
فكلانا ممنوع من التعيين لنفس الاسباب
الحمد لله تعينا وبدانا بالدوام في الجامعة
وصار هذا لاخ الاكبر معيدا
واما الاخ الطبيب فبدا باكمال دراستة للحصول على شهادة البورد العربي والعراقي في الطب
اختار اختصاص الانف والاذن والحنجرة
ومضت الاعوام والاعوام
بدات الاحوال تتحسن شيئا فشيئا
استعادوا بيتهم القديم
صحيح متهالك اصلحوه
وعاشوا فيه مع حاجته الى كثير من الاغراض
جاءوا باغراض الطفولة التي حملوها وامنوها عند جيرانهم يحملونها من بيته الى بيتهم والدمع بعينهم
ذكرى ابوهم المعدوم
ذكرى امهم المحروقة
ذكرى مرارة عيشهم
ذكرى وجع وذكرى حزن وذكرى جوع وذكرى شبع وذكرى ظلم وطغيان ونبذ الناس اليهم
والحمد لله ذهبت اليهم ذات يوم وحقيقة دخلت الى بيتهم ما بين الحزن وبين الفرح
وذكرى كفل صغير مع ابي مررت الى بيتهم كان مليئا بالسعادة والفرح
وبين ما مروا به من فجائع تهتز له الجبال ويشيب لها الصبي الصغير
وهناك ذكرى اليمة لي في بيتهم
حيث نخلة البرحي وعمرها العشرون عاما
اهديت من والدي الى والدهم
وبقيت تلك النخلة شاهدة على تلك الصداقة بين ابوينا مع رحيلهما ولم يتم العثور على جثتهما الى يومنا هذا دفنوا وصاروا اهل المقابر الجماعية
حان وقت الصلاة والغداء
جاء الاكبر هل تصلي ام تتغدى قلت لا
اصلي ومن ثم الغداء
انتهينا بحمد الله ووضع السماط والطعام
الحمد لله اين كانوا واليوم اين صاروا
الحمد لله
تزوجوا وصاروا اباءا لاولاد وبنات
وبنوا بيوتهم بانفسهم وحر مالهم
وصاروا يحكون لابناءهم عن بطولات جدهم وخالهم وحالهم
ان الذي دعانئ ان اكتتب هذه القصة
فقبل ايام اكمل الاخر الاكبر الماجستير في علوم الفيزياء بدرجة جيدا جدا
واتجه الى ان يكمل الدكتوراه
وقبل ايام اكمل الاخ الطبيب شهادة البورد في الطب
واما الاخر الاصغر فاكمل الماجستير في علوم الكيمياء وهو اليوم يتجه الى الدكتوراه
واما الاخ الثالث فهي حكاية مفجعة استمرت بعد سقوط النظام
يحين وقت حكايتها ومرارتها
نعم لنتعلم منهم كيف صبروا وجاهدوا واحتملوا وارادوا وصمدوا وحققوا ما يصبون اليه وما سيحققونها
فان غيرهم لو مر بظروفهم لانكسر وانهار
الحمد لله الذي جعلهم نموذجا للارادة والقوة
كتبها حميد الغانم

حميد الغانم
28-06-2013, 01:11 AM
قسم صغير
ولد في الخمسينيات من هذاالقرن الماضي هو اول اولاد ابيه
ابوه يمتهن الخياطة ملتزم الدين والاخلاق ورع صبور شكور
نعم هكذا حال ابيه وابنه احمد الابن البكر
تربي بكنف ابيه الذي علمه الدين والاخلاق والصلاة في سني عمره الاول
بدت عليه علامات الذكاء والنباهة منذ نعومة اظافره
وكان يذهب للمدرس يقرأ يكمل واجبه ويسرع الى مساعدة ابيه في محل الخياطة
وينهض من الصباح الباكر يصلي ويقرا القران الكريم ويذهب بعدها الى ارضهم الزراعية يحش الاعشاب الخضراء لحيوانتهم
ونجح بتفوق ومن الاوائل في الابتدائية
الى ان وصل الى الصف السادس الابتدائي
وذات يوم
عاهد نفسه امام الله عز وجل الا يقسم او يحلف في ذاك اليوم
نعم مر الدرس الاول والثاني
وكان احمد يقرا بكتابه في حديقة المدرسة
وصادف ان الوقت هو ربيع حيث الازهار الموردة المتفتحة بعطرها
وكان بعض الطلبة قد عبثوا بالحديقة وقطعوا بعض اورادها واوراقا
جاء فراش المدرسة وامسك بالصغير احمد
قال انت من قطعت الورود والاوراق
قال لا لم افعل
فقال له ذاك الفراش احلف بالله انك لم تفعل
قال لا اقسم
كررها الفراش مرة اخرى
قال اقسم
قال لا اقسم
ولكنني اقول الصدق
قال اقسم بالله
قال لا انا قلت الحقيقة ولم اقطع الورد
فما كان من صاحبنا الفراش الا ان ضرب ذاك الصبي احمد
اي ضربة موجعة كرر الضربة عدة مرات ومرات
واحمد لم يقسم
عاد في اليوم التالي الى الفراش الذي ضربه
قال له اقسم بالله العظيم انني لم اقطع الوردات او الورقات
بل كنت اقرا
فتعجب الفراش حينها
قال لما لم تحلف
قال لانني عاهدت الله الا اقسم في هذا اليوم
وكان الله اختبرني بك وبعقوبتك فما نكثت عهدي مع ربي
منذ نعومة اضافرة وصباه تعلم قوة الارادة والصمود
عاد الى البيت كعادته صلى الظهر نام قليلا اكمل واجبه ذهب الى السوق ليساعد والده في الخياطة وكسب قوت معيشتهم الصعبة وخصوصا انه صار لديه اخوة واخوات
ومرت الايام وتخرج من السادس الابتدائي وكان من الاوائل على محافظته
وتمر الايام والسنين
ويكمل امتحان البكالوريا
ويتخرج منه بمعدل عال جد جعله من العشرة الاوائل على المحافظات الجنوبية في العراق
ودخل كلية الطب
وهناك كان مسؤولا عن القسم الداخلي في كلية الطب
وكان دائما ما يوقظ الطلاب لصلاة الصبح
ويشد عزمهم على الصلاة والصوم
ويعظهم وينصحهم باسلوب ابوي اخوي
وتقبله كل اهل القسم
وكان يجالس اصحابه ويشرح لهم كتاب فلسفتنا للسيد الشهيد الصدر
وحوله كثير من الطلبة ملتفون
واكمل سنينه الست في كلية الطب وتخرج منها
وكان لا بد له من ان يصل الى سنة الممارسة الطبية
في هذه السنة
اعتقله ازلام النظام الصدامي البعثي
وسجن فترة من الزمن
واخرج
وعاد الى ما كان عليه
من وعظ وارشاد وصلاة وصوم
وطلب منه ان يكون بعثيا فرفض
ولم يقبل هذا الفكر
وصار يحاكي الناس عن ابعاده النتنة العفنة
عن بلاءه القادم عن حكمه
فما كان من النظام المقبور الا ان يعتقله
حيث كان احمد مسؤولا عن اخوته واخواته
بعد اعتقال والده من قبل النظام البعثي
وكان الوقت بداية السنة الدراسة الجديدة
فاخذ اخوته الثلاث الا الاخ الرابع الذي تاخر قليلا
فتبعهم الى السوق
لحق بهم
وجد اخوته الثلاث الصغار بيدهم ملابسهم الجديدة
ولم يجد اخوه الاكبر احمد
حار سؤالا
فطبع الناس ان تفرح بملبسها الجديد
الا اخوته كانوا يحملون المالبس مرعوبين خائفين وجلين
سالهم اين اجد احمد ليتشري لي ملابس مدرسة
قالوا بدمع العين
ان احمد اعتقله رجالات الامن واقتادوه الى مكان مجهول
وبقي هذا المكان المجهول مجهولا حتى وقتنا هذا ويمنا هذا اي عام 2013
معدوما مقتولا لا جثة ولا قبر ولا ضريح ولا شاهد
الا من ذكريات موجعة
وبقي ذاك الاخ الاصغر سنتها يداوم مدرسته بملابسه القديمة الممزقة البالية
نعم
هو احمد
اخي الاكبر
نعم
والاخ الاصغر الذي بقي بلا ملابس جديدة للمدرسة هو كاتب هذه القصة حميد الغانم

---------------------
لنتعلم الارادة القوية وتحمل الاوجاع والصبر من قسم الصغير احمد
وحفاظه على عهد
فلنتعلم كيف نعاهد انفسنا على الصلاح والفلاح والقوة والاراده
ومن حكايات احمد في السجن قبل ان يعدم
انه حين علقوه بالحبال ليعذبوه
وكان ازلام السجن من الوحوش الذين لا يوجد بقلبهم ذرة رحمة
كان بني امية رجعت من جديد في عهد صدام والبعث
وهو معلق الى سقف الغرفة بالحبال
ضربوه ليس بالسياط بل باسلاك الكهرباء
او كما تسمى عندنا الكيبل
مرة ومرتين وثلاث
ومائة ومائتين والف
وهو كان قد عاهد نفسه امام الله عز وجل الا يقول كلمة اخ
نعم
وكان من معه بالسجن يسمع صراخ ووجع من كان يعلق بالحبال ويضرب
وحين يصل الامر الى احمد كان يسكت
فلا يقول اي كلمة انما يسبح الله عز وجل بلسانه
فساله من كان معه
لما لا تصرخ
فقال اخاف من ان كلمه الاخ او الاه
تجر كلمة اخرى واخرى
فاضعف
لنتعلم ان نضعف امام الصعاب
من قسم طفل صغير اسمه احمد

حميد الغانم
12-07-2013, 01:01 AM
الغفلة

نعم هو معلم يربي الاجيال ويعلمهم الاخلاق الطيبة الكريمة والالفة والمحبة قبل ان يعلمهم القراءة والكتابة
يعلمهم المواضبة على الدوام والاجتهاد في العمل والصدق والامانة
هكذا كان درسهم
ولكن خارج الدرس ماذا يفعل
يعمل بالربا فقد اغوته الاموال وجرته الى عالم العصيان والمكابرة والحرام
فصار يعمل بالربا والاموال الحرام وصار يتستغل حاجة الناس دون مراعاة لضيقهم وحاجتهم ودون عطف اي يناقض نفسه بنفسه يناقض ما يعلمه الى طلبته ويعمل عكس ما يقول
لما تقولون ما لا تفعلون
وطبيعي زادت الاموال التي بين يديه ويزداد معها الربا والسحت اكثر فاكثر
نصحه ناس معه ما نفع النصح
وعظوه وقالوا كفى واقنع فان ما لديك يكفي ويزيد فارضى برزقك ورزق عيالك
غرته الدنيا وتكابر اكثر فاكثر مع عناده المتزايد يوما بعد يوم
وطبيعي مع كثرة الاموال وكثرت المتداينين منه وكثرة الربا والحسابات
اهمل بيته شيئا فشئيا
فما عاد يجلس مع اولاده كثيرا
وما عاد يبقى في بيته الا القليل
ليس كالسابق
وكثرت طلعاته الى خارج بيته
نعم من ياكل الناس سوف ياتي يوم وياكلونه لانه حين يخرج لياكل لحمهم سوف يبقى بيته بلا حماية
هكذا مع بعض الحوادث الدنيوية البسيطة والمتوسطة التي ترادفت عليه مع الايام
رحمة من الله وتنبيها اليه بان ينهض من غفلته وسباته العميق
مر الحادث الاول ما انتبه
مر الحادث الثاني ما انتبه
كر الحادث الثالث ما انتبه
بقي على طمعه جشعه تكبره عناده
وامواله قد لفت قيودها حوله فانى له بقوة ان يقطع ذاك القيد
وذات يوم
وقلناها مرارا اخ والف اخ من ذات يوم
كانت زوجته مع ابنها لصغير في البيت وهو بجنبها
فانشغلت عن ابنها لحظات بسيطه
واي لحظات بسيطة كانها بطول الدهر
انتبهت بعد هذه اللحظات
اي ابني اين ابني
صرخت باسمه
علا صوتها صرخت لطمت
ركضت الى كل غرفة
خارج البيت
في الحديقه
وقلبها يشتعل نيرانا ولهبا وصدرها ضيقا فلا تكاد تتنفس
وقلب الام دليل على ابنها المسكين
ركضت صوب حوض ماء كبير كان عندهم في البيت
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأأأأأبتي
صرختها صرخه عظيمة
فقد وجدت ابنها غارقا في حوض الماء
قد امتلات رئتاه بالماء وانقطع النفس وتوقف القلب
وصعدت الروح الى خالقها عز وجل
وبقيت سكرة الحزن والهم تعصف بقلب الام
وهي تنظر بعينيها الباكية الى ذاك الاب الجشع الطمع الذي
اخذت الدنيا منه اعز ما كان له
ووضع الاب امواله كلها امامه عدها جمعها
وهو يقول لنفسه
يا نفس لو وضعت هذا المال كله بكفة ميزان ووضعت كلمة بابا من فم ابني بميزان
لكانت كفة كلمة بابا اثقل بملايين المرات
ولات الحين حين مندم
وهذا درس من دروس الدنيا وعبرها الكبيرة والكثيرة
ان الرزاق هو الله فلا تطلب رزقك بالحرام
وان ابنك اغلى ما تملك فلا تبيع الغالي بالرخيص
والاهم
ان لحظة غفله تساوي حياة باكملها
فلا تحتقر يا ابن ادم لحظة بسيطة لانها تعني الكثير الكثير
ولا تنظر الى ذنبك بل انظر الى من عصيت
كتبتها احدى طالبات قسم اللغة العربية
وحررها حميد الغانم

زخات مطر
13-07-2013, 12:40 AM
اعاذنا الله واياكم من مال الحرام ومن الغفلة
وهدانا لما يحب ويرضى
ان كان حكيم فليتعظ بعد هذا التنبيه
شاكرة للكاتبة ولك استاذنا الكريم

حميد الغانم
19-07-2013, 02:05 AM
الشكر لله اولا واخيرا
وحقيقة انا لا اعرف اسم الطالبة للامانه
لانه عندي مجموعة من الاوراق القصصية للطالبات
وقسم يكتب اسمه
وقسم لا يكتب لانه لا يقبل ان ينشر اسمه
وهذه القصة من ضمن الوريقات التي بلا اسم
اسال الله لك الخير كله
حميد الغانم

حميد الغانم
19-07-2013, 02:52 AM
أوجاع حسن
============
وثق بباب ردهة الولادة رفع يديه الى السماء
مى ذهابا وايابا
قلق هو
علامات الخوف بادية على محياه
لم يستقر خالإ مرعوب
هو حسن
طفل بلغ الثانية من عمره
نبه ذكي فطن
قد يستغرب البع

حميد الغانم
19-07-2013, 03:33 AM
أوجاع حسن (http://www.imshiaa.com/vb)
============
وثق بباب ردهة الولادة رفع يديه الى السماء
مى ذهابا وايابا
قلق هو
علامات الخوف بادية على محياه
لم يستقر حاله مرعوب
هو حسن (http://www.imshiaa.com/vb)
طفل بلغ الثانية من عمره
نبه ذكي فطن
وقبل ان نكمل لنعود قليلا الى الوراء
حسن يتيم
نعم هو يتيم
اذ اعدم صدام اللعين وازلامه ابوه وهو صغير
وترك له اختين
مع هموم كبيرة وكبيرة
ومع اعدام والده فقد حضن والده الطيب الذي كان يرعاه
فقد الذي كان يحميه ويدافع عنه
فقد من كان ياخذه للسوق ليشتري ولده
وفقد كثير
طثيرا من الناس تصوروا ان حسن صغير لا يحس لا يشعر لا يتالم
ولكن انى لهم ذاك
وقلبه اكبر من قلبهم
كان يرى دموع امه تسيل على خدها تبكي حزنا وفقرا وجوعا
فلا معيل ولا مال ولا هدم
راح صوب امه جلس في حصنها
امي
سادرس واصير طبيبا
ساشتري لك الملابس ولاخواتي
امي ساشتري الطعام
امي ساشتري لك بيتا
امي ساشتري لحاف لك ولاخواتي
ساشتري لك عباءة جديده
حتى يرى البسمة على شفاه امه الحزينة وهي تمسح بيديها على شعره الاسود
وزاد الهم على قلب حسن اكثر واكثر واكثر
فالناس قلوبهم قلوب بعث مجرم لا يرحم
قلوبهم مع صدام وازلامه
كان قارون ظهر من جديد وماله يداعب ايديهم
والمجتمع بربري همجي لا يرحم
هذا ابن المعدوم
هذا ابن الخائن
هذا ابن كذا وكذا
وحسن يكبر همه وهمه
وتمر الايام
ويتزوج عمه اخو ابوه من امه
كما جرت العادة هنا في المناطق الريفية ان يتزوج الاخ من زوجة اخيه ليرعى اولاد اخيه
فهو الاحن والاقرب
وهكذا وصلنا الى ردهة المستشفى
وحسن واقف ينتظر الفرج بولاده امه لاخ او اخت من عمه زوج امه لا من ابيه
فابوه راحل منذ الامس
خرجت الممرضة لتبشرهم بان امه انجبت اختا صغيرة جميله
نعم
كتن حسن جميلا جدا
اعطاه الله من الجمال والذكاء والفطرة نصيبا وافرا
وتمر الايام
ويكبر حسن
ويدخل المدرسة
ويبرز بذكاءه بين اقرانه من الطلبة
حتى ان النسوة كن ياتين لامه
ويخبرنها
بانه لو كان عندهن ولد مثل حسن ذكي شاطر نبه لسجدن لله الف سجده شكر
وام حسن تستبشر خيرا
وتدعوا الله ان يحفظه من كل شر ة ومكروه
ولكن
هم حسن
وخوفه
ووجعه
المكتوم في قلبه
قد ظهر عليه في السابعة من عمره
فبان الشيب على شعر راسه الاسود
استغرب الناس
طفل في السابعة من العمر
يشيب
ما يحمله من وجع وهم
نعم هو صغير بالسن
ولكنه كبير جدا بالقلب والعقل
كان ذاك القلب الابيض يجمل وجعا ما بعده وجع
حزنا ما بعده حزن
اه ممتدة بطول الدهر
هو حسن
ونجح حسن من الابتدائية بتفوق
مع مساعدته لاصحابه بالدرس
كان حسن حنونا على اخوته
يزرع البسمة على شفاههن
ومع اصحابه
يتواصل معهم
يفتقد من غاب
يعود من مرض
يصالح بين هذا وذاك
وكان حسن كبير قومه
وتمر الايام
ويبرز شي اخر في حسن اضافة الى شعره الابيض
يبرز دينه
فهو كما هو والده كان
مصليا صائما تقيا ورعا
كانما زرع الله في قلبه الايمان زرعا
نعم
يصلي في اوقات الصلوات
وتشاء الاقدار ان يكون يوم النتائج
وهو الان في الثالثة عشر من عمره
وقد حصل على معدل عالي في الصف الاول المتوسط
ركض الى امه
فرحان
يمة يمة يمة
ترى نجحت
ورحت للصف الثاني متوسط
حضنته امه بحضنين
حضن ام حنون
وحضن ابيه المعدوم
وعادت تلك الضحكة الى قلب امه الحزين منذ زمان وزمان
ركض صوب اخواته
خواتي تعالن شوفن اخوجن نجح وبمعدل عالي
حسن مبتسم
حسن ضاحك
ساعد الله قلب امه التي كانت تتمنى ان تراه ضاحكا للدوم لا لوقت بسيط
خرج حسن الى الجامع ليصلي المغرب
قلنا انه مؤمن تقي مع صغر سنه
صلى صلاة المغرب
والعشاء
وعاد لوحده بشعره الابيض الاشيب
ومع فتح الباب لم يسمع الا دوي صوت اطلاقة مزقت ظهره لتخرج من صدره
استدار حسن لم يصرخ
استدار باسما صوب من رماه
ليجده هو ابن عمه الصغير ذو العشرة اعوام
نعم هو ذو عشرة اعوام
هو ابن عمه الذي ذهب والده عم حسن للصيد في مناطق الاهوار
وكانت هنالك اطلاقة في تلك البندقية لم تخرج او لم يستطع اخراجها
وحي عاد ذاك العم الى بيته وضع بندقية الصيد
لتجدها يد بن عم حسن
نعود
فما كان من هذا الطفل ذو العشرة اعوام
الا ان وجه البندقية صوب ظهر حسن من باب المزاح
ولكن
شاءت الاقدار ان تمزق قلب حسن
التفت اليه حسن
لم يصرخ
لم يبكي
لم يقل اه
تبسم وهو يرى ابن عمه هو من رماه
لم يستطع الوقوف
سقط على الجدار وهو ينزف
خرجت تلك الام الفزعة لترى ما جرى
التفت لترى ابنها حسنا مبتسما بعينيها
امي لا تحزن انا بخير
انا بخير
والى خير
صرخت تلك الام
صرخة مزقت احشاء الدهر
صرخة فزع لها اهل الدنيا
خرجت اخوات حسن
يمة يمه يمة
شنو صار
فوجدن حسن في حضن امه وهي تضع يديها على نزف قلبه
فزع اهل الحي
اركبوه السيارة
سرعان ما وصلوا الى المستشفى
حملوه من بين يديها
ولك يمة حسن وين جانت لك هاي
ولك يمة حسن
منعوها من الخروج من السيارة
لانه بلا عباءه
لا نعال
حافية
والدم على صدرها وملابسها
اخذته الممرضة منها
تركض صوب الطبيب
اخذته من بين يدين راجفتين
وهي تصرخ بمه
وتلطم الخدود
يمة حسوني
يمه حسوني
يمه حسوني
سارعت به الممرضة
ارادوا بطل دم
وضعت اخواته كل ايديهن
خذوا ما شئتم من الدم
خذوا روحنا
خذوا كل دمنا
حذوا وخذوا
ووتلك ام حسن
ياراد يوسف ليعقوب ردلي ابن حسوني
وصوتها الحزين يمزق الارجاء
ولكن هيهات هيهات
وقد علا صراخ اخوات حسن في المستشفى
معانا موت حسن ورحيله الى جوار ابيه
واما الام
فرحل عقلها الى دار اخرة
ولم يبقى الا الجنون
وبسمة حسن وهو ينزف دما
امي انا بخير امي بخير لا تبكي
طتبتها احدة طالبات قسم اللغة العربية حررها حميد الغانم

حميد الغانم
19-07-2013, 03:53 AM
موجعة هي
=================
حقيقة قبل ان ابدا بكتابة هذه القصة لا بد من ان اشير الى شي مهم
وهو ان السنة الدراسية ونجح من نجح
واكمل بدرسين او ثلاث من اكمل
ورسب من رسب
والدموع كانت هي القاسم المشترك
دموع فرح
ودموع حزن للرسوب او الاكمال
واخرها دموع وداع
وخصوصا لدى الطالبات اذ سيفارقن بعضهن البعض ثلاثة اشهر او اكثر
حسب بداية السنة الدراسية
من هنا فان القاسم المشترك
الا وهو
ان من استجاب لطلبي وكتابة القصص المعبرة ذات الطابع الانساني الذي يهدف لبناء بشري نامي العقل والفكر
هو
الطالباااااااااااااااااااااااااات
ومن هنا ينعكس حديث رسول الله
صلوات ربي عليه وعلى اله
رفقا بالقوارير - رفقا بالقوارير

وتشاء الاقدار ان اخر ورقة قصص هي الليلة
ولم اقراءها سابقا للانشغال بالامتحان وتصحيح الدفاتر وما شاكلها
ولكن حقيقة حين قراءت هذه القصة نزلت دموعي وابكتني
وقد اسمت الكاتبة هذه القصة باسم
( في يوم من الايام كنا انا وصديقتي جالستين في الكلية)
ولكن
قررت ان ابدل اسمها الى موجعة
او اوجاع حسن
وكاتبة القصة كتبتها وهي تسمعها من فم خالة حسن تحكي وتبكي
فساعد الله قلب الام
التي فقدت ولدها
---------------------
ان بلاء ام حسن واخوات حسن
نتيجة اهمال شخص لبندقية او اي شي
يتصوره بسيط
مثل ترك بندقية صيد بدون قفل او ترك اطلاقة صيد في تلك البندقية
ام اعطاء طفل اشياء قاتله
هي نتيجة حتمية كما حصل
لليتيم
حسن
ونراه حتى في اخر لحظة من لحظات حياته
مبتسما بوجه حتى من قتله هو ابن عمه
نراه اقصد حسن
حنونا على امه المسكينة
وهو ينازع
وروحه تخرج من جسد
وهو يقول امي انا بخير
لا تبكي لا تحزن
وحقيقة اننا نحن الباكون على هكذا قلب حنون هجرنا
وترك لنا الاحزان
فان كان عندك من تحب
فلا تهمل كما اهمل عم حسن
حميد الغانم

حميد الغانم
26-07-2013, 09:44 PM
المجالس مدارس
--------------------
تمتاز منطقتنا او ديرتنا او حينا فتعددت الاسماء والبيت واحد
تمتاز بكثرة المجالس الحسينية
فلا يكاد يمضي يوم واحد الا وهناك عشرات من هذه المجالس والتي زاد عددها بعد سقوط النظام الصدامي
ومعروف السبب فمحاربته وعداءه للامام الحسين
وحقده على اهل بيت النبي الاكرم محمد
كان واضحا بينا
ويوم من الايام قبل السقوط اصدر صدام اللعين
ورجالات امنه وبعثه المقيت الكافر
امرا يمنع هذه المجالس خلال شهر رمضان الكريم
وهذا يذكرني اليوم بخبر قراءته عن تفجير سيارة مفخخة في ديالى اسفر عن مقتل اطفال نساء شيوخ شباب
لا ذنب لهم
وسبحان الله نفس ملة الكفر واحدة هناك صدام واليوم الوهابية والقاعدة والتكفيرية وغيرهم من ولد الشيطان
نعود لامر المنع الصدامي
ولولا ان احد اقاربنا كان خياطا وكان له علاقة بضابط الامن في منطقتنا ومع دفع مبلغ مالي ومع العلاقات
حصلت الموافقة على المجلس ولكن بسكوت ولا مكبر صوت ولا ولا
الحمد لله
وهكذا جرت العادة منذ سنين وسنين
ان نتوجه بعد الافطار الى المجلس
ولازال حال المجلس بسيطا
جذوع نخل يتكئ عليها الحاضرون
وفراش بسيط وماء وشاي
واضيف شئ جديد لم يكن موجودا سابقا عندنا
وهو ان يتبرع احد افراد المنطقة من اولاد عمنا واقاربنها بان يوزع لبنا او تمرا او عصيرا او قطعة حلوة او ما شاكلها
ويختم القارئ بالصلاة على محمد وال محمد
وقراءة سورة الفاتحة الى النبي محمد وال بيته الطيبين الطاهرين وشيعة امير المؤمنين

والى اموات الباذلين
هذا الامر زاد من عدد الاطفال الصغار الحاضرين لهذا المجلس
ما ان يسمعوا هنالك شئ او كما نسميه مزاحا بيننا
فعالية
الا ويحضر كثير من الاطفال
لا يزيد العدد على خمسين او ستين شخصا بسبب كثرة المجالس
اليوم جلس شيخنا على المنبر
وابتدأ مجلسه الحسيني بالقراءة
ووصل به الامر ان يحكي عن ام فقدت احدى عينيها
وكان لها ابنا واحد فقط
تحبه حبا جما وكانت تاخذ بيمينه الى المدرسة وتنتظر بباب المدرسة
ما ان ينتهي الدوام حتى تمسكه بشماله عائدة به الى البيت خوفا عليه
وهكذا سنة بعد سنة وسنة
استمرت تلك الام الطيبة على حالها
ولكن هل استمر هذا الابن على حاله
فصار هذا الابن يستنطف من امه
كونها عوراء فقدت عينا من عيونها وتشوه شكلها
فصار الابن بتثاقل من امه
شيئا فشيئا
وصار يغضب عليها ويصرخ ويشتم احيانا
والام صابرة محبه لابنها
وكبر الولد او قل الرجل
وهجر الولد امه بعد ان كبر
ونسي حنان الام وقلبها الكبير
كتبت رساله لابنها لتطمئن عليه
اجابها بحروف اثقل من الجبال
وعلى الرغم من ذلك
بقيت تواصله
وايضا اثقل عليها بالكلمات والحروف
وبخل عن امه بسطر او سطرين يسعدانها ويفرحان قلبها المسكين الوله المحب له والداعي له
ومرت الايام والايام
وقطع ذاك الابن حتى خيط الرسائل الضعيف الذي كان يربطه بامه
ومر يوم اسبوع شهر سنة فلا رسائل ترد من ابنها
والام تكتب وتكتب فلا مجيب فقلب قاس اقسى من الحجر الجلمود هو قلب ابنها فسبحان الله
كتبت رساله اخيرة عجنتها بدمع عيونها وحلتها بحنانها وحفظتها بقلبها الدافي
وارسلت تلك الرساله الاخيرة
اي بني
اعلم انك تستنكف من امك ومن وجهها وعينها العوراء
اي بني اعلم
انه في طفولتك وقع حادث لك ضاعت عينك بسببه
وتبرعت لك بعيني التي ضاعت
فجمال عيونك اليوم بسبب عيون امك
اي بني ان الام مهما كان شكلها مشوها مفزعا فانها ترى جمالها في ابنها في ولدها فلذة كبدها
ومهما كان سوادها فانها ترى بياضها في ابنها

اي بني اودعك الوداع الاخير
فامك مريضة راحلة الى عالم الاخرة
ولست غاضبة منك بني
فانا امك وقلب الام لا يمكن ان يكره ابنها
فقلب الام حب في حب في حب
--------------
وصلت تلك الرسالة الى الابن كان ضاحكا فرحا بين اصحابه واصدقاءه
حين استلم الرساله ضاقت صدره قبل ان يعرف محتواها
رماها بعيدا بين اوراق اخرى
واخر الليل قال لارى ماذا تريد هذه المراة
ولم يقل امي
سبحان الله
قرا الرساله
صرخ صرخة واي صرخة
امي امي امي
ولات الحين حين صراخ
فامك رحلت ولن تجد بعد اليوم مثل امك ابدا ابدا
----------------
نعم
انتهت قصتنا واكمل القارئ الحسيني مجلسه الحسني بالنعي على الامام الحسين سلام الله عليه
واقول
ان صحت القصة او كانت بها عبره
فلكل ام حق علينا وانى لنا الا نوفي حقوق امهاتنا
والا نحكم على الاشياء بمضهرها
والا نستعجل في الحكم على الاخرين قبل ان نسمع منهم
وان نتواضع
فمن تواضع لله رفعه
حميد الغانم

نور القمرين
29-07-2013, 12:31 PM
احسنت استاذ على هذه القصص الجيدة التي كلها عبر و مواعظ
وبارك الله فيك

حميد الغانم
01-08-2013, 11:55 PM
بارك الله فيك يا نور القمرين
زاد الله في نورك
ووفقك لكل الخير بحق محمد وال محمد
شاكر لك هذه الكلمات الطيبة

حميد الغانم
02-08-2013, 12:10 AM
لحظة قرار
-----------------

انقضت منذ شهرين امتحانات نهاية السنة
وحقيقة كثيرة هي المواقف التي يتعرض لها الطالب
وطبيعي ان يتعرض لها الاستاد بدوره وخصوصا ان كان مدرسا لتلك المادة او يكون مراقبا او مشرفا على قاعة الامتحان
وهنا اخط موقف احد الطلبة في قسم علوم الحياة المرحلة الاولى
اذا كنت مراقبا على القاعة الامتحانية
والقانون الامتحاني ينص على ان الطالب لا يجوز له الخروج من قاعة الامتحان
الا بعد نصف ساعة من الامتحان
وهذا الحال معمول به في كل الكليات الاهلية والحكومية
احيانا يصدر قرار من العمادة الا يخرج الطالب الا بعد خمس واربعين دقيقة
وذلك بسبب الظروف الامنية وكثرة السيطرات العسكرية التي تسبب تاخيرا
للطالب وعدم حضوره في وقته المحدد
وهو من باب التسامح القانوني الذي لم يسنه القانون
وحقيقة لم تمضي الا بضع دقائق
طلب احد الطلبة الخروج من القاعة
حقيقة موقف كان يستدعي الاستغراب
كون هذا الطالب من المجدين المؤدبين والمواظبين على درسه ودروسه
اقتربت منه
قال
اريد ان اخرج من القاعة
نظرت الى دفتره كان ابيضا
لم يخط ولا حرفا واحدا
سالته لماذا
وانت لم تجب على شي من الاسئلة
قال استاد
لم اقرأ جيدا البارحة
ودرجة السعي السنوي عالية
وامتحان العملي جيد ايضا
لذا لا اريد لدرجتي ان تنزل
قلت
تنبه الى شئ معين وهو ان الطالب يخصم من درجته عشر درجات او اكثر
اذا لم ينجح او اجل امتحانه الى الدور الثاني
مهما كانت درجتك التي تريدها
فانها طبيعي ونتيجة حتمية سوف تنزل ولن يكون معدلك عاليا فيها
تنبه وفكر قبل اي قرار
اعطيته فرصه للتفكير واخبرته انه لا يجوز ان يخرج الا بعد نصف ساعة
فعليك ان تستغلها بالتفكير
فهذا مستقبلك ولحظات قصيرة لا تؤثر
سالته
قل اعلم بعض الاسئلة وحلها
ولكن
مع النصيحة التي هي حق المؤمن على المؤمن
وهي
حق الطالب على مدرسه
مضت نصف ساعة
فقرر الخروج من القاعة وتسليم دفتره الامتحاني الابيض
بلا جواب
ومرت الايام
واعلنت نتائج الامتحانات
وجاء نحوي بعد ان استلم نتيجته
قال لم اسمع نصيحتك وليتني سمعت النصيحة
خيرا انشاء الله
قال
كان درجة السعي جيدة ودرجة العملي عاليه
لذا فان النتيجة كانت هي قريبة من النجاح
وحيث
انه هنالك خمس درجات او عشرة تعطى من قبل اللجنه الامتحانية لمن كان قريب النجاح
ونعم حصل هذا
ومنح هذه الدرجات
ونجح
وكم كان سعيه
خمسون درجة
فبدل ان يكون سعيه عاليه كما قدر وفكر
صار
خمسون وهي اقل درجة للنجاح
وقال
تندمت كثيرا
لو امتحنت
فهذا قرارك
-----------------
ليكن قرارنا حكيما مدرسوا مبنيا على كل الحيثيات ولا نستعجل في اتخاذ اي قرار نلاقي الندم بعده
وهنا ضاعت كم درجة
ولكن فكر حين يكون مستقبلك بيتك اهلك
هم من يسمهم القرار
حميد الغانم

نور القمرين
06-08-2013, 01:14 PM
يجب ان نقف لحظة قد لا تتجاوز الدقائق عندما نقرر في شي قد يحدد مستقبل الحياة. شكرا لك استاذنا على هذه القصة الجميلة

نورالنجف
07-08-2013, 05:02 AM
شكرا لكل حرف تخطه أخي الكريم لِما يشتمل من موعظه ونصائح قيمة من كل تلك القصص التي تدرجها لنا ..
أسأل الله لك التوفيق الدائم

حميد الغانم
09-08-2013, 01:42 AM
وفق الله الاختين الفاضلتين
نور القمرين
ونور النجف
وتقبل الله صيامكم وقيامكم واستجاب دعائكم بمحمد وال محمد
وكل عام وانتم بالف الف خير
حميد الغانم

حميد الغانم
09-08-2013, 02:06 AM
مصائب قوم عند قوم فوائد
--------------------
المصيبة الاول
منذ كم يوم سالني صديقي ايهم افضل للارضية بحكم انه يبني بيتا جديد
قلت استخدم السيراميك لانه رخيص واسرع بالعمل ولانه صقيل ولا يحتاج الى عمال كثير ولانه يعكي لمعان وبريق وايضا ثبت علميا ان البكتريا لا تنمو بكثرة كما هي على السطوح الخشنه
لذا فالفوائد كثير

قال لا لانه لو وقع عليه الماء سوف ينزلق اهل البيت كلهم وتنكسر يدهم
قلت لك الامر
مضى كم يوم ذهبت اليه لزيارته في بيت اهله تاخر قليلا
خيرا
فاذا به ويده مكسورة ومجبرة بالجبس
هااااا
خيرا يا صديقي
قال غسلنا البيت ولانه موزائيك ( كاشي بالعراقي )
وقد حمقت وتعصبت على ابني واردت ان اضربه برجلي
فانزلقت ووقعت وانسكرت رجلي

مصيبة الاب كسر الرجل فائدة الابن السلامة من الضربة
( والمغزى )
ان الحذر واجب فقد تحتقر شيئا صغيرا مثل كمية الماء هذه ولكن قد تكون بها التهلكة

-----------------------
المصيبة الثانية
تململ تعصب حمق كثيرا وصاح ووعلا صوته
لعنة الله على الكهرباء
والمولدات
متى نرتاح من هذا الضيم
متى نرى يوما لا تنقطع به الكهرباء
متى ننام ومكيف الهواء يعمل
متى نتغطى في الصيف
اخ لو اشوف يوم ما تنقطع الكهرباء شلون يكون
طبعا هذا الحال في العراق
حيث الكهرباء ومصائبها وضميها
هذا الاخ صاحبنا
صدفة كان يصلح مضخة الماء ( الماطور بالعراقي )
والكهرباء واصلة الى المضخة
اكمل السلك الاول وبدا بالسلك الثاني
وفجاءة تكهرب وتيبس بمكانه
الا
ان الكهرباء في لحظتها انقطعت
والحمد لله عاش وسلم من هذه الصعقة
ولولا انقطاع الكهرباء لكان فارق الحياة

وصار صاحبنا
الف رحمه على والديه الذي قطع الكهرباء
الله يخلي الذي قطع الكهرباء
اهم شي بهذا الوقت هي قطعة الكهرباء
سبحان مغير الاحوال من حال الى حال
( المغزى )
وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
والاقدار بيد الواحد
القهار
-------------------------------
المصيبة الثالثة

رجل يعمل سائق لخزان كبير من الاسفلت
( او كما نسمية تنكر زفت بالعراقي )
وحيث ان المنطقة الذاهب اليها هذا السائق كانت لا يتم الوصول اليها
الا باستخدام عبارة
( بالعراقي نسميها طبكة )
وبالفعل وصل السائق الى العبارة
ولحظة الصعود بالسيارة في العبارة جاء رجله على دواسه البنزين بدلا من الكابح ئ( البريك )
فاذا به مباشرة الى الماء العميق
ولان حموله الزفت كانت ثقيله
لم يستطع السائق ان يخرج من السيارة وانتقل الى رحمة الله
نزل الغواص
والثاني
وهكذا
قالوا ان الباب لا يفتح
لانه مقفول من الداخل
تبرع رجل قال انا افتحه
غاص الرجل
وبالفعل اخذ سلكا معه واستطاع فتح الباب
واخرج جثة الغريق من الماء قبل ان تتفسخ او تتشوه
وما ان خرج
القت الشرطة القبض عليه
تعال قل لنا كيف استطعت فتح باب السيارة
وبات ليلته في السجن
( المغزى)
ان البعض لا يقدر مساعدة الاخرين لانه اما ان يكون موتى بلا شعور
او
جهلة مثل الشرطة

----------------------------

وكل عام وانتم بالف الف خير
حميد الغانم

حميد الغانم
23-08-2013, 04:45 AM
قلب أم

تشاء الاقدار اننا وابن عم لي ان نذهب الى احدى اقضية محافظة البصرة لمسالة تهم ابن عمي في محكمة بداءة تلك القضاء
وكون القاضي في تلك المحكمة كان من المعارف
مررنا به وكان وقت الظهيرة وتقريبا انتهى جلسات المحكمة كلها وبقيت اخر شي عقود الزواج والمصادقة عليها
وما ان انتهى من المصادقة على عقود الزواج
حتى تكلم بقصة غريبة قال وقعت هذا اليوم
اذ تقع احداث القصة في نفس القضاء حيث هنالك عائلة انجبت ولدا في مستشفى تلك المنطقة او الحي وكان كادر التوليد قرر ان يضع الطفل في حاضنات الخدج
ولكن العائلة صعقت تماما حين اخبرتهم الممرضة ان الطفل لم يستطع النجاة وانه قد توفي وانتقل الى جوار ربه
وبالفعل غسلوه وكفنوه ودفنوه
لا غريب في القصة لحد الان
الاغرب
ان الام التي انجبت طفلها بقي قلبها متعلق بابنها وكانت دائما تقول ان ابنها حي لم يمت
وهذا حليبي قد در
ان ابني الان جائع
يضطرب قلبها
ان ابني الان خائف
تسهر لا تنام
ان ابني لم ينم
ترجف ترتعب تأن
تقول ان ابني الان مريض
وبالفعل صدق قلبها
اذ اكتشف ان الممرضه قد خانة مهنتهما وضميرها
وباعت كل معنى للانسانية برخيص
اذا انها قد خطفت طفلهم وباعته الى عائلة من محافظة اخرى ولا تعرف من أي محافظة
اسماء وهميه اهم شي كان عندها المادة
وكانت قد جلبت طفلا اخر ميتا للام الحقيقة
وتمر الايام
والشهور
والسنين
وبعد عشرين سنة قضتها تلك الام المسكينة تأن وتبكي وتنوح على ابنها المخطوف
على الرغم من انها لديها اطفال بنين وبنات
الا ان قلبها بقي موجوعا لفقد صغيرها الذي لم يعد صغيرا
ومضت عشرون عاما
نعم عشرون عاما واكثر والام تقول
يا من ارجعت يوسف ليعقوب ارجع لي ولدي
بحق عبدالله الرضيع بن الحسين ارجع لي ولدي
بحق علي الاكبر ارجع لي ولدي
وهكذا دعاءها مستمر
ودائما تقول
ولدي سيعود يوما
ولدي قطعة مني وسيحن الي
ولدي روحي التي بين جنبي وسيهتدي الي وياتيني يوما
هكذا كانت مؤمنه بالله عز وجل
وتمضي الايام
ويموت ابو الطفل طبعا الاب الخاطف وليس الحقيقي
وبدا المرض والشيخوخة يعصفان بالام المزيفة الخاطفة وليست الحقيقة
وهي على فراش الموت
وابنها المخطوف يبكي عليها وينوح
امي امي امي
هنالك
اخرجت من صدرها ما كان مكتوما ومدفونا ومضموما
قالت بني
انت ابني وربيتك ابني واحبك ابني
ولكنك
لست ابني
صعق الشاب
اماه اتهولسين انت
ما تقولين
امي
أي شي كبير نطقتي
أي عظيم مرعب قلتي
قالت اريد ان اموت وابرئ ذمتي
واي ذمه يا خاطفة ستربين وقد كسرتي قلب طفل وام واب وعائلة
اخبرته بالقصة وانها اعطت الرشى للمستشفى في المنطقةالمعنية من محافظة البصرة
بعد ان اكملت القصة
كان ذاك الشاب وفيا
اعتنى بامه الخاطفة له أي عنايه
داراها أي مداراة
وماتت ودفنها واقام عزائها
وبعد ان انتهى
حكى لكبير المنطقة
قال لها ذاك الكبير
بني لا اعرف الا فلانا له علاقة باهل المنطقة الفلانية
نعم ذهبوا اليه
قال سبحان الله غدا متوجه الى عزاء هناك اذ توفي رجل قريب لي
وساذهب واخذك معي
الغرابة
ان المتوفي هو جده الحقيقي
وذاك الشاب لا يعرف
ان جده مات قبل ان يراه
ذهبوا صباحا باكرا الى البصرة
الى المنطقة الفلانية
وصلوا العزاء
قراءوا سوؤة الفاتحة
هنالك
كان ابوه واعمامه حاضرون ولكن غائبون
لا يعرفهم ولا يعرفونه
ولكن الاب تعلق قلبه بذاك الشاب
بين حزنه على فقد ابيه
وبين قلبه الذي تعلق بذاك الشاب
فتكلم الرجل
قال لي طلب منكم
من يعرف عائلة هنا
له طفل خطف قبل عشرين عاما وصفاته كذا وكذا وقص القصة
قفز الاب باكيا وهو يسمع القصة
قال هو والله ولدي ولدي
ركض الابن صوب ابيه
والاب يرتجف وهو يحضن ابيه
ولا ندري أي دمع نزل حينها
دمع على الجد الذي لم يرى حفيده
دمع على الاب
دمع على الابن
دمع على قلب تلك الام الصادق الكبير الملئ بالايمان بالله عز وجل
اخذوه الى امه قبلته حضنته
سجدت لله عز وجل
ووصل الامر الى القاضي وهو يحكي لنا اذ رفعوا له دعوة لاثبات نسب الولد لابيه من خلال تحليل DNA
-------------
اقول
أي تحليل ادق من قلب ام ومشاعر ام وحنين ام
-------------------
وهكذا
نرى ان خيانة المهنة من قبل الممرضة عظيمة ومفجعة في ذات الوقت
وان
علينا ان نكون دقيقين في وضع الناس الاكفاء المخلصين في موضع المسؤوليه
لا السارقين العابثين
الجنة تحت اقدام الامهات
وان
مشئية الله عز وجل وتدبيره غالب علينا
فالحمد لله والشكر له
حميد الغانم

حميد الغانم
30-08-2013, 12:26 AM
حيوانية العقل


عنوان غريب لاول وهلة ويبدو صعب الربط مع قصص التنمية البشرية
ولكن في الحقيقة هي ربط لثلاث مواقف مررت باحداها وحكي لي عن الاثنين الاخرين
الموقف الاول
اذا رواه لي احد استاذة كلية الطب البيطري حيث العودة من الدوام الى البيت وطول الطريق الذي يستغرق احيانا ساعة وربع او اكثر اذا قال ذات يوم وبحكم مهنته كطبيب بيطري ذهب الى منطقة الاهوار حيث يكثر الجاموس لدى الاهالي هناك وصادف ذهابه في ذاك اليوم الى رجل يمتلك اربعين جاموسه او اكثر وهو قطيع كبير وله وارد مالي ممتاز
ولكن الذي حصل هو ان احدى الجاموسات كانت حامل وهي على وشك الولادة وتاخرت ولادتها مما اضطر هذا الطبيب البيطري الزميل الى اعطاء الادوية والاجراءات المعهودة في مثل هكذا حالات تصيب الحيوانات
والحمد لله
ولدت تلك الحيوان ولكن الجاموس حديث الولادة كان مشوها ومريضا
وحين راه ذاك الرجل صاحب الاربعين جاموسة
ذهب الى سب وشتم الله عز وجل
نعم
صعقنا نحن الجالسين بالسيارة اذ نسمع ذاك الزميل يحكي
ويروي كيف تفنن هذا الرجل بسب وشتم الله باللسان والحركات
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
مع ما اعطاه الله من نعم وحيوانات كثيرة ومال وفير
الا ان تلك النعمة لم تجعله شكورا عاقلا
بل ان سكنه ومبيته وماكله مع الحيوان
جعله حيوانا بمعنى الكلمة مع شكله البشري
اولئك كبهيمة الانعام بل هم اضل سبيلا
الموقف الثاني
صادف ذات يوم ان اذهب لحضور اجتماع مع مساعد رئيس الجامعة الامر الذي تطلب ذهابي الى هناك من الصباح الباكر وحيث ان الطرق مقطوعة اما للصيانه او انشاء الجسور او السطرات الامنية
لم يستطع سائق سيارة النقل ان يدخلني الى الجامعة
مشيت الى مكان الاجتماع وصادف مروري بدورة مياه قررت الدخول لغسل الوجه بالماء البارد
وصادف ان دخل معي مجموعة من الشباب الذي لا يرتدون الزي الرسمي للدوام بل الدشداشة وهذا يعني انهم من خارج الجامعة ويجوز امكانية حضورهم للعمل مع احد المقاولين او اشياء اخرى
وما ان وضعت قدمي في باب المغاسل حتى سمعت من الكلام البذئ بين هؤلاء الشباب والسلوكيات اللاخلاقية الى ابعد ما يتصور الانسان
بحكم انهم من مجتمع غير مجتمع الجامعة وكانوا يرون من مظاهر لا توجد في غيرها
عدت وقررت اكمال المسير الى مقر الاجتماع
وانا امشي بعيدا عن المغاسل واسمع هؤلاء الشباب ينبحون كنباح الكلب صاروا كلهم ينبحون
نعم
نبح الاول فاجابه الثاني كنباح الكلب
والثالث وهكذا استمر نباحهم
وما انقطع ذاك النباح حتى غاب صوتهم عني
اسف غاب نباحهم عني مسمعي
فعجيب للانسان كيف يتحيون احيانا وينسى انسانيته لظرف طارئ او عرض زائل
هذا الموقف
رواه لي احد المقربين من والدي
قبل اعدامه من قبل النظام الصدامي المقبور
اذ صادف ذات يوم
انه كان لديه عامل يكري قطعة ارض له وينظفها ويوسع انهارها ويغرس اشجار النخيل
ومن المعروف ان وجبه الغداء تكون على صاحب الارض
حمل والدي الاكل من بيتنا الذي يبعد مسافه عشر دقائق سيرا على الاقدام
وحيث ان زمن الحادث قديم لم يكن من شوارع ولا تبليط ولا سيارات
بل سيرا على الاقدام
حمل مواعين الاكل وصادف مروره على بيت يملككون كلبا شرسا قد اذى العالم بشراسته وكثرة عصاته فتفاداه الناس
وصاروا يسلكون غير طريق
( نعم هكذا الحياة تجبرنا احيانا ان نسلك طريق اطول طلبا للامان وخوفا من شر الاشرار)

وما ان وصل والدي الى باب ذاك البيت حتى هاجمه الكلب بنباحه راكضا يريد عضه
انزل والدي قطعة الطعام واخذ قطعة لحك صغيرها وجلس على الارض ووضعها امام الكلب
ماكان من ذاك الكلب الا ان صار هادئا لا نباح ولا شراسه ولا عض
فقط ياكل بقطعة اللحم الصغيرة
مر والدي بسلام
وحمل الطعام الى العامل واكمل طريقه
ورجع مع بقية المواعين الفارغة بعد ان تغدى ذاك العامل مع والدي وصلى وعاد الى عمله
وفي طريق العودة
كان ذاك الكلب ينتظر والدي فرحا وهو يهز ذيله استقبالا له
حينها قال للراوي
ان قطعة لحم صغيرة دفعت شر وبلاء كلب وجعلته صديقا
فما بال البشر اليوم ياكلون لحم اخوانهم ولا يصونونهم ولا يحمونهم
حميد الغانم

حميد الغانم
06-09-2013, 12:20 AM
طرائف حزينة
________________

نعم عنوان اخر غريب يصب في خانة قصص التنمية البشرية
ولكن نبداها بطرفة اذ
ان احد الرعاة كان لديه ثلاث غنمات
فقال للناس قال هن ثلاث لا ينقصن ولا يزيدن
فقال له الناس صلي لانك قاطع صلاة
صلى اول يوم ماتت واحده
قال بلاء ونصبر
صلى ثاني يوم
ماتت الثانية
فترك الصلاة
وثالث يوم جاءت النعجة الثالثة تلعب بجانبه تنطحه
وهو قد ضاقت به الدنيا برحبها
فقال لتلك النعجة
( تسكتين او اصلي ركعتين الحقي بوصيحباتك النعجات )
اذ ان هذا المسكين لم يصبر عله رب العباد اختبره بالاثنين ليزده في الثالث
وتصور ان صلاته يه سبب لموت حيواناته
نعود من هذه الطرفة الى واقعنا
اذ ذات يوم
ذهب جماعة من الاساتذة الى محافظة العمارة
اغلبهم من كلية الزراعة وكلية الطب البيطري
وهنالك رأوا شخصا لا يصلي وهو يملك حيوانات وابقار وجاموس
رزقه الله بغير حساب
تكلموا معه
وجدوا انه كان يصلي ويقطعها
المهم
قنع هذا الرجل
وحتى حين صلاة الظهر
صلاها الرجل وصلى العصر
فكان هنالك استاذ مرح كما يمسى عادة عندنا بجنوب العراق
اختبئ خلف كومة من الحشيش وحين انتهى ذاك صاحبنا من الصلاة فقال يا الله هذه صلاتي تقبلها او لا تقبلها
فهناك قام هذا الاستاذ
باطلاق العنان لصوته قائلا للرجل من خلف الحشائش
ليست مقبولة ليست مقبوله ليست مقبولة
فما كان من هذا الرجل الذي صلى لتوه بان تعصب وحمق وصار يطلق العنان للسان
وهو يقول
قبلتها لو ما قبلتها ما تهمني بشي
( طبعا هنا يخاطب الله عز وجل )
ولكن لا يعلم ان الصوت هو صوت استاذ جاء من الجامعة
فسبحان الله
لحظة واحده اذا جاءنا صوت لا نعلم مصدره
هببنا نتهم الله عز وجل
لنستفيد ونتعلم
الا نحكم بمجرد سماع شي بل علينا ان نتمعن ونفحص وندقق في هذا الكلام وهذا الامر
وحكاية اخرى
من الطرائف المبكية
وهي وقعت لمقرب جدا مني
اذ الحمد لله والشكر
وفقه الله للذهاب الى الحج في احدى سني الحصار الاقتصادي على العراق وفي زمن الطاغية صدام اللعين
ومن المعروف في حينها لا طيارات تاخذ الحجاج بل بالنقل البري
وحيث السيارات التي تاخذ الحجاج وهنالك سيارات حمل تنقل اغراض ومتاع وحاجيات ومشتريات الحجاج التي اشتروها من مكة والمدينة المنورة
وصادف ان اقاربي هذا حين استقبل في طريق عودته من الحج
قد ضاعت اغراضه ومشترياته ما بين سيارات الحمل
واخذ الغضب منه ماخذه واخذ يتكلم بعصبيه وغيره من الكلام
واخذ يسب ويشتم
هذا العائد للتو من بيت الله الحرام
ولم يكتفي بالسب والشتم
بل تعداه الامر الى
ان سب وشتم الله عز وجل
فاي حج هذا الحج واي توبه واي غفران قد حصله هذا الرجل الكبير
من اجل بعض الاغراض
حتى رد عليه رجل كبير غاضبا منه
قال له بعد هذا السب لما ذهبت للحج اصلا
يا حجي طارت حجتك
وسبحان الله مرة دقائق بسيطة حتى وجد اغراضه
فاقول
لا تدع اشياء تافه بسيطة قليلة الثمن تحرمك مما هو نفيس واغلى واثمن
ولا تدع غضبك يقودك الى الهاوية والتهلكة والخسران المبين
فان الغضب مفتاح كل شر
حميد الغانم

حميد الغانم
13-09-2013, 02:42 AM
الذلة

رجل كبير بالعمر امضى من عمره حوالي عشرين سنة ونيف في تدخين السيكارة
هي السيكارة صديقته التي لا يفارقها منذ شبابه
قضى طورا كبيرا من حياته وشبابه في صحبتها بحيث ادمنها ليله ونهاره نومه
باءت كل محاولات الناس الاهل الاقارب الاصدقاء لقطع السيكارة وتركها
لم تنفع كل المحاولات بل العكس صار اكثر عنادا وتمسكا بها لا يفارقها
بل عاند اكثر واكثر مع الايام
وبدلا من العلبة الواحده للسيكارة صار يشرب علبتين واكثر
وبات الامر مقززا من خلال الرائحه الكريهة كثرة المصاريف
وكذلك غبار السيكارة الذي ثقب دشداشته الجديده
استمر الحال اكثر من عشرين سنة
وتشاء الاقدار
ان يذهب الى العاصمة بغداد
جلس في احدى المقاهي الشعبية
نعم جاءته الذلة للسيكارة تلك التي كسرت كل ارادته وجعلته عاجزا تماما امامها
كان يحمل علبه السكائر بجيبه
او كما يحلو للعراقين باكيت الجكاير
والطريف كلمه باكيت هي قريبة جدا من كلمة pocket التي تعني جيب
ولكن صادف لم يكن يحمل اعواد الثقاب معه
فصار صاحبنا كالمدمن على المخدرات وذهب يطلب من الجالسين في المقهى عوج ثقاب
وصار كالمستعطي يتوسل لا لقمة عيش او رغيف خبز او ورقة نقد
بل يستعطي عود ثقاب
سبحان الله
هذا الرجل الكبير بالعمر الوقور
صار عود ثقاب بسيط يذله ويذهب بكرامته شيئا فشيئا
وطلب من رجل جالس هناك عود ثقاب واحد ليشعل سيكارته ويشفي غليله
نعم كان مع هذا الرجل اعواد ثقاب
اخذ الشخاطة كما نسميها بالعراقي رماها بوجهه
قائلا له او متشمتا او مذلا له
وباللهجة العراقية
( هم شايف نفسه مدخنجي وما شايل شخاطه )
كسرت تلك الكلمات كل كرامته ولم تبقي منها شيئا في تلك اللحظة
امسك بعلبة الكبريت
لم يشعل سيكارته وقف مفكرا
هي لحظة تفكير تعادل الدهر
فقرر قراره الاخير
اعاد علبه الكبريت الى صاحبها
شكره على علبه الكبريت
وشكره شكرا اخر
قال شكرا لك اخي لانك ايقظتني من سباتي العميق
اخذ السيكارة من يده كسرها قطعها ورماها
اخذ علبه السكائر داسها برجله
قائلا
ليس منا من لديه حاجة تذله
وليس انا من تذلني سيكارة او عود ثقاب
هنا
والراوي لهذه الحكاية هو نفس الشخص
وحكاها بعد سنين وسنين طوال وطوال
ولم يرجع لتلك السيكارة مجددا
-------------------------
لنتعلم ان نفكر لحظة واحده ونتخذ قرارا صائبا ينقذنا طول العمر
وان نتعلم
الا تكون لنا حاجة مهما كانت بسيطة تذلنا
حميد الغانم

حميد الغانم
20-09-2013, 02:44 AM
بناء الذات

هي قصة اخترناها من ارض الواقع
وقعت في دولة الكويت
اذ صادف ان ذهب قسم من اعضاء احد المجالس البلديه
هنالك ولمده خمسه ايام حيث ان الدورة هي دورة ادارية لمعرفة ادارة المجالس والصلاحيات التشريعية والتنفيذية والتقاطعات الحاصلة بينهم
وهي معضلة المعاضل في العراق الجديد اذ كل يقول صلاحياتي وليس لك من الامر
وهكذا ذهبنا نحن مجموعة من اعضاء المجالس في حينها الى دولة الكويت
تعرقلنا هناك على الحدود بسبب تشابه اسماء او عذر واهي لا علاقة له من قريب او بعيد المهم كان هو ان يتعطل بعض الاعضاء
استغرق الامر ست ساعات تقريبا لغرض انهاء الاشكالات
ودخل اعضاء المجلس الكويت ومن كان معهم
وصلنا الى وجهتنا هناك على ساحل البحر حيث ارقى الفنادق السياحية والمطاعم والاماكن الترفيهية
وعلى الرغم من برودة الجو الا اننا تمتعنا بالساحل ومناظره الجميله بعد رحلة تعب وعناء
مر اليوم الاول بلقاء الكادر المتخصص لاعطاء الدورة الادارية
امراة بريطانية حاصلة على شهادة الدكتوراه ولديها مكتب استشارات
مر اليوم الثاني والثالث والرابع كله دورات من الصباح الى المساء
تطرقنا الى التخطيط الاداري والخطة الخمسية والخطة القصيرة المدى وطويله المدى
وهكذا فعلا استفدنا وافدنا في هذا المجال
وطرحت مجموعه من الافكار البناءه ونوعية المشاريع والمشاكل والحلول
في اليوم قبل الاخير تمرضت الدكتورة المحاضرة واصيبت بمغص معوي حاد
وهو اليوم الاخير من الدورة
كانت مريضه والالام القوية تاخذها يمينا ويسارا
ولكنها اخذت ورقة وقلم وبقيت تلقي المحاضرة وتكمل المنهج وتسال ونجيب
ونسال فتجيب
موقف غريب
سالناها
لما على الرغم من كل الاوجاع والالام
قالت هو اخر يوم وعلي ان اكمل واجبي على الرغم من الالم
( لنتعلم كيف نكمل ما بداءناه على رغم الوجع )
ونكمل حكايتنا
حين حل الليل وحان يوم غدا الرجوع الى العراق
جاء كبيرنا وقال علينا ان نزور ونعاود الدكتورة المحاضرة كما علمنا نبينا الاكرم
فعلا تجمعنا وذهبنا هناك طرق باب الغرفة او بالاحرى البيت السياحي
فتح لنا الباب محاضر اخر
ولم يكن معنا مترجم لذا وقعت الترجمة من مسؤوليتي لمعرفتي البسيطة باللغة الانكليزية
نزلت من الطابق الثاني ولكن الالام لازالت مستمرة
تطمئنا عليها نحن الزائرون ما يقارب 12 فردا
وهكذا جرت العاده عندنا
ودعناها وعدنا الى غرفنا في الفندق
وفي اليوم الاخير حان وقت العوجة في الساعة العاشرة
الاغرب
ان الدكتورة المحاضرة البريطانية جاءت في الساعة الثامنة صباحا لتودعنا
سالتني
قالت لما كلكم زرتموني وانا مريضة ليلة البارحة
اجبتها انها احدى عاداتنا التي ورثناها عن اباءنا وابائهم
ومستمرة ليومنا هذا
قالت لقد اثر بي هذا الشي كثيرا وكثيرا
ورجائي ان تحافظوا على هذه العادة كما نسميها في جنوب العراق
أي المعاودة والتكرار وعدم الانقطاع
السؤال الذي يطرح نفسه ما علاقة عنوان القصة مع ما ذكرنا اعلاه سياتي الجواب في الاسطر اللاحقة
اذ كما قلنا حان وقت الرحيل وصادف ان تاتي سيارتين لنا لذا كان التجمع في اقرب جناح من الفندق كان يسكنه زملاءنا
مررنا بالجناح الثاني
اذا بنا نفاجئ
ان بعض اعضاء المجلس من كان ينادي ويصمم ويخطط ويبني ويجيب ويدرس ويرشد
قام بتحضير الشاي
لا اشكال
ولكن الاشكال حين تنتهي من طبخ الشاي العراقي
المعروف عن الشاي العراقي بان يحضر مباشرة أي اقصد دون الاكياس المعلبة الصغيرة او ليبتون كما نسميه هنا
وبعد الانتهاء اقصد بعد انتهاء اعضاء المجلس
رموا فضلات الشاي ( او كما نسميه ايضا البثل)
(على الرغم من وجود حاويات النفايات والاكياس وبقربهم على بعد متر او اقل )

رموه في المغاسل وسدوا مجاري المياه ولاتفتح الا بالتنظيف
المهم
قام احد زملاءنا بتنظيف المغاسل ولملمة البثل
ورميه في اكياس الازبال ليعود المنظر جميلا نظيفا
وقال هذا الزميل حتى لا اكون قدوة سيئة تمثل بلدي في الخارج
فانظف ما قمت به انا لا اعند على غيري
ركبنا سيارتنا وعدنا الى العراق
ليقوم هؤلاء الذين رموا الاوساخ بغير موضعها الصحيح
ببناء مدينتهم
وكيف لهم ذلك وهم لك يبنوا انفسهم حتى
( ومن لم يكن قادرا على بناء نفسه وذاته كيف يبني غيره )
ولنتعلم كيف تلك مع مرضها ووجعها اكملت واجبها واحسنت فيه
وكيف بعض الاناس يهدمون ما يبني الغير لانه داخله خاو بالي لا بناء فيه ولا عمران
حميد الغانم

حميد الغانم
26-09-2013, 10:30 PM
الاصدقاء والخيانة

منذ ايام كنت اقلب صفحات كتاب عن تربية النفس البشرية
واحاديث اهل البيت في هذا المضمار
وحقيقة كان الكتاب رائعا ومربيا ومهذبا للنفس
وكان الكاتب ذا قدرة على الاستنباط من القران الكريم والجمع مع احاديث اهل البيت عليهم السلام
وهنا مر علي حديث
الاصدقاء نفس واحده في اجساد متفرقة
رائع هذا الحديث وجميل جدا بما يحمله من معاني كبيرة وسامية
ولكن
هنا استطرق قصه وقعت في احدى مدارس جنوب العراق
بين صديقتين بلغ من القرب بينهما كانهما اختان واكثر
والصداقة التي جمعت بينهما صارت نموذجا يحتذى به لمن حولهن
علما ان هاتين الصديقتين معلمتان تعملان في مدرسة واحده
الاولى هي مديرة المدرسة والثانية هي معاونتها
ومن المعروف في العراق ان استلام الراتب يكون من قبل ثلاثة اشخاص لا شخص واحد وعلى الجميع الحضور على المصرف
ولكن احيانا يمكن لشخصين الحضور والثالث يوقع على ظهر الصك او الشيك الخاص بالراتب
وحيث ان المعلمتان الصديقتان المقربتان الى درجة وصل الامر ان توقع المعاونة عن المديرة حين ذهابها الى المصرف
وبموافقة المديرة صديقتها
واستمر الحال سنة لا اكثر
استمر الحال سنتان اكثر
اربع سنوات
اكثر
بل استمر الحال ست سنوات
نعم ستة اعوام أي اثنان وسبعون مرة استملت الراتب
وكان الامر عاديا والصداقة مستمرة
ولكن
واه من هذه ال ( لكن )
صادف ان وقع خلاف بين هذه المديرة وهذه المعاونة
اعتذر بين انموذج الصداقة الحية القدوة لكل من حولهم
واستمر الخلاف وانقطع الكلام
وباءت كل المحاولات للاصلاح بين الاختين الصديقتين المعلمتين المقربتين
لم تنجح أي محاولة
وما هي الا ايام
واذا بالمعاونة تفاجئ بامر القاء قبض صادر من قاض التحقيق
ارتعبت تلك المعلمة
لم ارتكب أي شئ حطأ
لم اقترف ذنبا
لم اجني أية جناية
صرخت استنجدت استغاثت
لم ينفع
الامر صادر من القاضي
القي القبض عليها قيدت الى قاضي التحقيق
انت فلانه انت المعلمة انت معاونة المدرسة
هل تعرفين
مديرة مدرستك المعلمة صديقتك المقربة
فلانه بنت فلان
قالت نعم
فقال لها القاضي
هي تقدمت ضدك بشكوى
وهي انتحال شخصيتها وتزوير توقعيها واستلام الراتب باسمها
وقع المحذور
ولا مناص
عرفت ان صديقتها قد غدرت بها
وبالفعل ارسلت المعلمة الى خبير الخطوط واثبت ان الخط والتوقيع ليس توقيع مديرة المدرسة بل هو توقيع معاونتها
ونعم
قيد اهل المصرف الى التحقيق لانهم ساعدوا المعاونه في استلام راتب المعلمين
وكثرت التحقيقات والاسئلة والاجوبة
وحكم على تلك المعلمة
بست سنوات سجن
نعم
ست سنوات سجن
لانتحالها شخصية غيرها وتزوير توقيع شخص اخر
وتهدمت عائلتها
واطفالها فقدوا من حنان امهم
وذلك بسبب حقد أمراة اخرى ظنتها انها صديقتها واختها يوما
"أحبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما , وأبغض بغيضك يوما ما عسى ان يكون حبيبك هونا ما "

حميد الغانم
لنتعلم اننا يوما وان اردنا ان نساعد غيرنا ولكن بطريق اجازه رب العالمين الينا

حميد الغانم
03-10-2013, 10:59 PM
البسيط القاتل

يحكى حين كنا طلابا حول اهمية العمل والدقة في أداءه والا نتهاون في أداء الشي ولو كان بسيطا وقد نقول في قرارة انفسنا ان هذا لا يؤثر لا يهم
واتذكر كان أحد الخياطين حين يكون هنالك انحرافا بسيطا في مسار الخيط الذي يخطيه يطلب من الصبي او المتعلم ان يفتق ذاك الخيط ويعيده خياطته ولو كان بمقدار سنتمرا واحد
وحين سالوه لماذا لا يهم
اجاب كي لا يتعلم من الان على الخطأ وحين يكبر تاخذ يده طابع الانحراف
فتفسد بضاعته
من هنا
كانوا زملاءنا من طلبة كلية الطب يرون عن زميل لهم كان ذكيا وبارعا ودارسا ومن الاوائل ام لم يكن الاول في دراسته في كلية الطب
وحين حان وقت الاختبار العملي على احد المرضى
ساله الاستاذ ما مرضه
قال كذا وكذا
قال ما علاجه وكمية العلاج
فاجاب كذا ملغم من هذا الدواء
وكذا ملغم من هذا الدواء
ولكن بعد ثواني بسيطة عاد الى الاستاذ
وقال لا يا استاذ
ان كمية الملغرامات التي وصفتها ضعف الكمية المطلوبة
فقال له استاذه الطبيب
ان خطاءك هذا وخلال هذه الثوان قد يكون قاتلا ان لم يقتل مريضك

حكمة جديرة بالاتباع والدراسة والفهم
فربما تكون الثانية الواحده
فقط الثانية الواحده
كافية لانفجار سيارة مفخخة
او
تفكيكها وانقاذ عشرات الارواح والعوائل
وربما
ان كنت في ماء وانفك فوق الماء بمقدار سم واحد او ملمتر واحد فانت حي
ولكن
لو كان تحت الماء بمقدار ملمتر واحد وحرمت الهواء فانت في ناقوس الخطر
او في يد الموت الذي تعددت اسبابه
ومن هنا
ننطلق الى حكايتنا
وهي حول احد الاطباء المشهورين في مجال القلبية والصدرية
اختصاص صار مطلوبا في العراق كثيرا نتجية ارتفاع ضغط الدم وكثر الجلطات والسكتات القلبية وغيرها من الهم والغم الذي اصاب هذا الشعب ناهيك عن طبيعة الاكل وما شاكله من مسببات لهذا المرض
راجع هذا الطبيب احد المرضى
يشكون من الم في صدره
متكرر
فحصه الطبيب وضع السماعة الطبية واسئلة طبية واخرى تاريخية عن حياته وطعامه
فما كان من الطبيب الا ان
اخبرك ذاك المريض
بان لديك انسدادا بالشرايين وكذا وكذا من تهدل صمام وغيره من امراض القلب
وانك
ميت
بعد
ثلاثة
اشهر
صعق المريض
اصيب بالغثيان
اين كان باي حال
واين اليوم صار الى أي حال
فمن حياة الى موت
وانتظار الموت من اشد البلاءات
هنا
المريض لثقته المطلقة بالطبيب لم يراجع طبيبا اخر
وقد يكون
لجهل هذا المريض
ام
فطرته وطبيعته
ولكنه كان معلما في مدرسة ابتدائية
هنا
لم يجري هذا الطبيب تخطيط قلب للرجل المريض
( وهذا خطأ بسيط في نظر البعض ولكنه قاتل )
فالحكمة
( الا تبني نتيجتك وحكمك على نقصان معطيات بل عليك ان تلم بكل الجوانب حتى تصدر حكما على الاخرين )
مرت الايام
والمريض يتقلب يمينا وشمالا
لا ياكل الا القليل القليل او لنقل ترك الطعام
وهو ينعى نفسه ويصرخ غدا اموت وغدا اموت
وتمر الايام
وانقلب بيت الرجل الى حزن ونحيب وبكاء واهل المريض
في قلق وخوف
فساعة الموت قريبة لابنهم
من لاولاده من لزوجته
ويمر الشهر الاول والثاني والثالث
لم يمت المريض
بل
بدات الالام تزول رويدا رويدا
رجع الى
ذاك الطبيب
قال له
دكتور اخبرتني بانني ساموت بعد ثلاثه اشهر
ولم امت
فحصه الطبيب
اجرى له هذه المرة فحص تخطيط القلب ودقق في المعاينة والفحوصات
قال لديه لديك الام بسيطة
وانك لن تموت
المفروض
ان يفرح ذاك المريض المعلم بما قال له الطبيب
المصيبة
ان المريض نفسه بدأ يشكك بطبيبه نفسه الذي اخبره انه لن يموت
قال لا
لا دكتور
انت قلت ساموت يعني ساموت
اجابه الطبيب
لا لن تموت
قال ساموت وساموت
هنا المصيبة
تدمرت نفسية الرجل المريض المعلم وانهار عقليا
وبدا يردد ساموت وساموت
اخذه اهله وزوجته المسكينة
الى طبيب اخر
واكد ما قاله الطبيب الذي قبله
انه يعاني من مرض بسيط غير مميت
ولكن المعلم
قال
ان الطبيب الفلاني اشهر طبيب في القلبية قال ساموت
وهكذا
عاد الى طبيب وطبيب وطبيب
وبقي يقول ساموت ساموت
وحيث ان نفسيته وعقليته انهارت
اهمل عمله كمعلم
وقصر في اداء واجبه تجاه مدرسته وطلبته
منح اجازة ومن ثم طرد
من الوظيفة
ليس من معيل يعيله
باع ذهب زوجته واثاث بيته
كل هذا يذهب الى طبيب وطبيب
والكل يقول لا شي بك
ولكن بقي الرجل
يكرر ساموت وساموت
واخر المطاف ان
وضع الرجل في المصحة العقلية
وتلك زوجته تنحب وتبكي فلا معيل واطفال عيال صغار يحتاجون الى الطعام الشراب والملبس والالعاب والحماية
ويحتاجون الى محنة اب حنون
وهم لا يعلمون
ان من دمر اباهم وحياتهم
هو خطا طبيب
نتصوره سهل ولكن جهل ومدمر
ولنتعلم ان نكون لطفاء في تعاملنا مع الاخرين وودودين
فرسول الله صلوات ربي عليه وعلى اله
ثمرة العقل مداراة الناس
وخصوصا من كان منهم مريضا
حميد الغانم

حميد الغانم
10-10-2013, 11:58 PM
التواضع والرفعة
____________

عن اهل بيت النبي الاكرم محمد صلوات ربي عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين
من تواضع لله رفعه
وعن الصادق سلام الله عليه
ان الحكمة لا تستقر الا في قلب المتواضع
من هنا
ننطلق لحكايتنا
فصادف ان ذهب احد الاطباء الحاصلين على شهادة البورد الامريكي في طب المجتمع
ان ذهب الى محافظة ميسان في جنوب العراق
او كما درجت العادة هنا ان نسميها العمارة
ذهب هذا الدكتور لغرض اكمال معاملة تعيينه كاستاذ في كلية الطب في جامعة ميسان
ونعم ذهب هو وابن خاله الذي هو ايضا حاصلة على شهادة البورد العربي في جراحه الاطفال
معا ذهبا الى كلية الطب هناك وسرعان ما تحولت معاملة التعيين
الى مكتب رئيس جامعة ميسان لغرض التوقيع واكمال المعاملة
جلس الاثنان معا في غرفة مدير مكتب رئيس الجامعة
بانتظار ان ياتي للدخول عليه او ادخال الاوراق
فقال مدير المكتب
ان رئيس الجامعة او كما يسمى الدكتور سياتي بعد ربع ساعه
جلس الطبيبان الحاصلان على شهادة البورد ينتظران
وتحدثا مع مدير المكتب عن الغربة في امريكا
وصعوبة الحياة وطبيعة العادات والتقاليد والاعراف
مضى الوقت سريعا
ودخل رجل قصير القامة بسيط بملابسه وهندامه
سلم على الجالسين بيده فردا فردا
من اليمين الى الشمال
وذهب الى اين لا يعلم احد
لاي سبب جاء
فهو رجل بسيط لم يكن بفخامة ملابسة او مظهره او كما هو بائن من ماله
فهو بسيط متواضع
فاذا
باحد الجالسين
قال هذا هو رئيس الجامعة
عجبا
ثم عجبا
رئيس الجامعة يمر على الجالسين يصافحهم بيده
وملبسه البسيط ومظهره المتواضع
حتى ان احد الطبيبين
قال لو قلت لنا لسلمنا عليه جيدا
دقائق اكمل البريد وكان هنالك خطا في معاملة احد المتعيين صححها بسرعه
دون تعقيد او روتين ممل او كتابنا وكتابكم
وهكذا تمر الايام والايام
وهذه الجامعة الفتية التي انشات ليس منذ وقت طويل
فهي جامعة فتية بامكانياتها وعمرها وكادرها
ولكنها مع الايام
احتلت مكانا مرموقا بين جامعات العراق كافة
حتى انها تجاوزت وغلبت جامعة البصرة
التي هم بالاصل ام لجامعة ميسان
كيف ولماذا
الجواب ياتي من خلال حديث اهل البيت
من تواضع لله رفعه
حيث الصدر الرحب للمسؤول وحسن استقباله لرعاياه وسماع النصح والتقبل
كان اساسين في نجاح هذه الجامعة الفتية
وحيث الروح الشبابية في قيادة العملية الادارية والتعليمية
بعيدا عن قسوة القلب
ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
من هنا
نرى ان هذه الجامعة بداءت تستقطب الكفاءات يوما بعد يوما
نكمل قصتنا
وتمر الايام والايام
فاذا بوزارة التعليم العالي في هذا العام 2013 تكرم نخبة من الاساتذة المتميزين
اصحاب المؤلفات والبحوث وبراءات الاختراع
فاذا
هذا رئيس الجامعة اقصد جامعة ميسان
من ضمن المكرمين بل من اوائل المكرمين
الاسباب
كثرة بحوثه
كثرت مرلفاته
واعتقد تجاوت العشرين مؤلفا
حتى ان احد المدعوين
قال ان تاليف كتاب واحد ياخذ الكثير الكثير
فكيف بعشرين كتابا
وصفق الحضور لهذا الرجل
حين اعتلى المنصة ليستلم درع وزارة التعليم العالي
وهو هو
بسيط بملبسه وهندامه
كبير بشخصيته
فلنتعلم ان نكون متواضعين مثل هذا الرجل
وان المسؤول
اذا تواضع ارتفع وارتفع معه كل كادره ومهنته ومكانتهم
ولكن
نقارن مع رئيس جامعة اخر
له صيت كبير بين الاساتذة
ومكانة علمية مرموقة مشترك في مؤتمرات وندوات
وله بحوث كثيرة
عمل بجد وجد
ولكن مع الايام
تضاربت مصالح الرجل مع بعض العلماء في الجامعة الذين لهم انجازات كبيرة
ولي شخصيا تجربة معه لم تكن بالطيبة
وغيرها من التجارب
ولكن الجامعة التي هو رئيسها
لم تحصل على تقييم من ضمن الجامعات المتفوقة بانجازاتها وابداعاتها
عجيب
فهذا الرجل اقدم من ذاك الرجل
وهذا فرع علمي وحاصل على شهادة الدكتوراه من الدول الاوربية
وذاك لغة عربية حاصل عليها من العراق
وتمر الايام
فاذا برئيس الجامعة الحاصل على شهادته من الخارج
يصدر به امر وزاري بتنحيه عن رئاسه الجامعة
استغرب الجميع لقرار الوزير
عجيب
وتمر الايام
فاذا به يقع بين يدي
تقرير حزبي
للتعريف لمن هو من خارج العراق
تقرير حزبي
يكتبه احد اعضاء حزب البعث حول مجموعه من الناس او الشباب او الطلاب او الكسبة
كافة شرائح المجتمع دون استثناء
والغرض من التقرير ان هؤلاء خونه لصدام حسين
نعم فصدام كان بالنسبة للبعثيين فرعون الذي نادى انا ربكم الاعلى
هذا التقرير عن مجموعة من الشباب
وطبعا التقرير الحزبي
نتيجته محتومة السجن في سجون صدام والاعدام
وطبعا ارسل التقرير الى الامن العامة
ولكن لم يتخذ اجراء بحق هؤلاء الشباب
وحسبما اذكر هم ستة من الشبان
ورجع صاحبنا
طبعا في زمن قبل السقوط وهذا الكلام في التسعينيات من القرن الماضي
حين لم يكن رئيس الجامعة بل كان رفيقا
عاد وكرر واكد على ان هؤلاء الشباب لم يعتقلوا
ولم يسجنوا
ولم ولم
فسبحان الله
لو عرف السبب
لبطل العجب
فهذا الذي يدعي العلم
هو
اصلا هو من الذين يقتلون العلم
ومن الذين يقتلون اصحاب العلم
ومن المنافقين
الذي يبطنون شيئا
ويظهرون شيئا اخر
فسبحان الله
هنالك التواضع رفع الجامعة واهلها
وهنا النفاق انزل الجامعه ومقامها
حميد الغانم

حميد الغانم
25-10-2013, 12:47 AM
المعلم
-------
يقولون كاد المعلم ان يكون رسولا
من هنا ننطلق الى حكايتنا اليوم
موقفان
اول موقف حدث بين طالب في الصف الاول متوسط ومدرس اللغة العربية
الزمن بعد عطلة نصف السنة او كما تسمى العطلة الربيعية في العراق
حيث توزيع درجات الطلبة بعد امتحان نصف السنة
هذا الطالب الذي حصل معه الموقف مع مدرس اللغة العربية
طالب مجد ومواظب على دروسه اليوميه سجل درجاته ممتاز ذكي وخلوق جدا كان معنا في الصف الاول متوسط
تفاجئ الجميع اذ ان درجته في مادة اللغة العربية كانت ستين درجه من مائة
استغرب الطلبة كلهم فدرجاته جيدة جدا في بقية المواد وهي ذكي وقال قد اجبت جيدا في مادة اللغة العربية
سكت هذا الطالب ولم يقل لاستاذ المادة انه هذه الدرجة ليست استحقاقة
ولكن
كان يومها صدفة احد الطلاب المشاكسين ذهب يتشمت بهذاالطالب المجد
ويقول له انا افضل منك وانت كسول وكثير هي كلمات الطلبة المشاكين
وسبحان الله
ان الشامت لا يظهر شماتته الا حين يضعف القوي
والكاسل لا يرى نفسه شاطرا الا حين كبوة المجد
والغبي لا يرى نفسه ذكي الا حين هفوة الذكي
وكثيرة هي الامثال في حياتنا اليومية
نعود الى صاحبنا هذا الطالب المجد
من كثرة ما شمت به زميله في الصف
تاثر كثيرا
قال استاذ ان درجتي هذه ليست استحقاقي
فانا متاكد من اجابتي
ودرجتي اعلى من ستين
وحصل ما توقعه هذا الطالب
اذ ثارت ثائرة الاستاذ وبدأ بالكلام الخشن والجارح لهذا الطالب
وللامانه استمر الاستاذ غاضبا ما يقارب العشرة دقائق الى خمسة عشر دقيقة
صب جم غضبه على هذا الطالب
بحيث ان الطالب لا حول ولا قوة له الا السكوت والجلوس في رحلته
ولتزداد شماتة الطالب الكسول الذي للامانة ايضا رسب نهاية السنة الدراسية وخرج من الدراسة نهائيا ولم يعد الى دراسته
واستمر الحال والصياح على هذا الطالب المسكين
( اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك )
واذا منحنا كبر العمر والجسم قوة فلا نظلم الصغار
وهذه النصيحة لي قبل غيري انا كاتب هذه السطور
ما الذي غير الموقف ام بقي على حاله
الاستاذ اسد مفترس ينهش بلحم ضحية ضعيفة مسكين
\
نعم
تغير الموقف
اذ قلنا ان صياح استاذ اللغة العربية مستمر وعال الصوت
بحيث ان استاذ اللغة الانكليزية في حينها سمع صوت زميله مرتفع ومستمر
جاء وسال زميله
لما الصياح من اغضب ما ازعجك ما الذي حصل
فاجاب مدرس اللغة العربية
هذا الطالب فلان يقول ان درجته اعلى مما اعطيته وانه قد اجاب جيدا
ويشكك في تصحيحي للدفتر والمادة
كان
استاذ اللغة الانكليزية طيب جدا ومحبوب
فقال ببساطة وتواضع
هل اعطيته دفتره ليرى اجابته
حينها يرى انه لم يجب جيدا ولم يقرأ جيدا وهذا استحقاقه
( ثمرة العقل مداراة الناس )
بالفعل بعد كلمات بسيطة وهادئة
ذهب استاذ اللغة العربية وعاد يحمل دفاتر كل الطلبة لا دفتر ذاك الطالب وحده
المفاجاة
وزعت الدفاتر
ووصل دفتر ذلك الطالب الى يجه نظر جيدا جمع درجاته
لاحظ ان الاستاذ قد نسي ان يضيف درجة الامتحان الشفوي
التي هي من ثلاثين درجة
وهكذا تصبح درجته الكلية 88 من مائة
وبذلك يكون اعلى درجة في الصف
فسكت الشامت وخرس
وهذا حال الدنيا ان الشامت شماتته قصيرة وترجع غصة في قلبه
لان الله موجود
وثانيا
لم يعتذر ذلك المدرس اقصد مدرس اللغة العربية
بل استمر في طغيانه
وقال لن تكون اعلى طالب في الصف
وقام على فوره بتقليل درجة الطالب بضع درجات ليكون ثاني اعلى درجة في الصف
لا الاول
سبحان الله العظيم
فاين العدل واين كاد المعلم ان يكون رسولا
واين نتعلم الاخلاق من المدرس قبل ان نتعلم الدرس
الجواب نجده في الموقف الثاني

بطلة الموقف معلمة متواضعه كبيرة بالعمر ذات خلق وعلم
الزمان بعد سقوط الطاغية صدام 2007 او 2008
في منطقة نائية فقيرة من مناطق البصرة في جنوب العراق
الوقت صعب جدا لاي سبب هنالك تسليب وكثير لا يعرف معنة كلمة تسليب
هي كلمة عراقية تشير الى حالات الخطف والسلب والنهب وقطع الطرق
وهي اشارة ايضا الى كلمة سالب وموجب
وهكذا كانت مواظبة طوال فترة السقوط على مدرستها ودروسها
المسافة بين بيتها وبين مدرستها مسافة طويلة وتحتاج الى ساعة او اكثر للوصول الى بيتها من مدرستها والعكس
والطريق صعب غير امين وخوف ورعب حقيقة وبلاء منذ السقوط الى فترة ليست بالقصيرة
واستمرت تلك المعلمة
لا اسميها المعلمة بل تلك الام الحنونة على طلبتها
في اداء واجبها تجاه مدرستها وطلبتها
مواظبة كل يوم بلا انقطاع
تخرج من الفجر لتصل الى تلك المدرسة البعيدة
ومن ثم تعود متاخرة الى بيتها
وراتبها القليل بعد فترى السقوط لم يمنعها من اداء واجبها ودروسها
واستمر حالها هكذا ثلاث سنوات او اكثر
وذات يوم
لم يكن هنالك من سيارات على الطريق لتحملها
وتاخرت ساعات وهي تقف منتظرة على حافة الطريق عل سيارة تحملها الى اهلها وزوجها وبيتها
وبعد ان تعبت كثيرا
جلست على حافة الطريق على التراب حيث فتشت عن طابوقة لتجلس عليها
فمع تعب ذيك الدروس والوقوف في الصف
اضيف تعب الانتظار الى قارعة الطريق ساعات
وجلست ولم تتذمر
وهي تحدث نفسها
كله في سبيل الواجب
والحمد لله ان جعل فينا هكذا انموذج حي نتعلم منه الوفاء في الدرس
نكمل حكايتنا
وحتى ساعة قريبة من المغرب
الحمد لله مرت سيارة حملتها الى بيتها
وصلت متاخرة بعد اذان المغرب
وسط قلق وخوف الاهل
الحمد لله
وصل الامر الى اسماع المسؤولين عن هكذا معلمة وفية صادقة امينة
وانها عانت ما عانت من الطريق
وانها تصرف جل راتبها على اجور النقل
الحمد لله وفقت تلك المعلمة بعد فترة قصيرة للانتقال الى مدرسة قريبة من بيتها
لتطمئن قلوب اهلها وزوجها وابناءها عليها من خوف الطريق
واقول الحمد لله ان لا زال في يومنا معلمة هكذا تعلمنا كيف نعلم وكيف نحب وكيف نتفانى في درسنا ودروسنا وواجبنا
ونعم
هذه يصدق عليها
كاد المعلم ان يكون رسولا
حميد الغانم

حميد الغانم
31-10-2013, 09:52 PM
حمار مشنوق
_________

قد يبدو العنوان غريبا لاول وهلة ولكن مع تكشف اسطر الحكاية نعرف سبب اختيار هذا العنوان ودوره ومربطه في التنمية البشرية
تبدأ حكايتنا حين كنا في طريق عودتنا من العمل الى البيت
وهو طريق طويل يصل الى ساعة ونصف او ساعتين
وحين نصل محطات الطريق حيث ينزل احد الموظفين اوالتدريسين
وصلنا الى محطة حيث ينزل احد الموظفين
وحرارة ولهيب الشمس القوية المحرقة وخصوصا في العراق
وطبيعي فان تظليل زجاج السيارات بالعراق ممنوع لدواعي امنية
لذا نتجه الى استخدام الستائر او كما درجنا هنا ان نسميها بالبردة
نعود لحكايتنا اثناء وقوف سيارتنا والتي كان فيها ما يقارب العشرين الى خمسه وعشرين زميل في العمل
رفع احدهم الستارة من على زجاج السيارة
فاذا به يصيح
اوووووووووووووه
شوفوا شوفوا هذا الحمار شانقينه
استغرب الجميع
فالحمار جدا غالي هذه الايام وصعد سعره بعد السقوط
نظر الجميع من النافذات
وفجاءة نزل الجميع الى الشارع عابرين الممر الاول الى الممر الثاني
ماذا حصل
ما الذي حدث
لم يركض الجميع
الموقف ليس شنق حمار
بل
ان الموقف تحول من موقف مضحك الى موقف حزين هز وجدان الجميع
اذا تبين
ان هذا الحمار المسكين كان يجر عربة فيها حاوية لماء الشرب
وحيث ان صاحب العربة لم يكن قد ثبت هذه الحاوية التي هي من سعة الطن الواحد
فصادف ان مر ذاك الحمار وعربته وحاوية الماء ذات الطن وصاحب العربة واخوه الصغير الذي كان جالسا في مؤخرة العربة
صادف كل هذا ان صعد سطحا مائلا مرتفعا ومع تعب ذاك الحمار في جر كل هذا الثقل وصعوده
بدأت حاوية الماء باالانزلاق الى خلف العربة
الامر الذي جعل العربة تصبح ككفتي ميزان
فارتفع جانب الحمار المسكين الى الاعلى وانخفض الجانب الثاني الاخير الى الاسفل
وطبيعي ان الحمار مشدود بحبال قوية الامر الذي جعل تلك الحبال تدور حول رقبته بقوة وتخنقه ولا يكاد يتنفس من شدة الحبل على رقبته
وهو يصارع من اجل حياته مرفوعا في الهواء مشنوقا على النفس الاخير
وهل انتهى الامر ها هنا
كلا والف كلا
فالجانب الاخر له موقف اشد واصعب
وقلنا ان الطفل الصغير اخو صاحب العربة
جالس في مؤخرة العربة
وحيث ان العربة نزلت من الاخير الى الارض
هذا النزول المفاجئ
سبب سقوط الصغير الى الارض ووقوع حافة العربة على قدميه
طفل اتذكر في السادسة او الخامسة من عمره
ووقعت على قدميه
عربه ذات حمل طن كامل وايضا ثقل العربة وثقل الحمار المرتفع
كل هذا على قدمي الصغير المسكين
وبين ذاك الحمار المسكين الذي يصارع من اجل ذرة هواء يستنشقها
وبين هذا الصغير المسكين الذي يصرخ ويصرخ من شدة ثقل على قدميه
كان هذا الاخ الكبير
محتارا ولا معين
الا من شابين
كانا بقربه لم يستطيعا ان يرفعا ثقل العربة الى الاعلى
لانقاذ الطفل والحمار
ها هنا
تبين سبب ركض زملاءنا
لانقاذ الموقف
والحمد لله كان عدد الزملاء كبير
وبسرعة
انقسموا نصفين
نصف رفع مؤخرة العربة
لانقاذ الطفل وتخليص قدميه
ونصف سحب الحمار الى الاسفل
وباقل من دقيقة انتهى موقف العربة
لا
لم ينتهي
اذ ان مربط قصتنا
مع الاخ
الاكبر
طبيعي ان يركض باخيه الى المستشفى ليطمئن على ساقيه علهما تهشما
تكسرت العظام
وقف متحيرا بين الحمار وبين اخيه
بين ان يترك الحمار ها هنا ويذهب الى المستشفى
يخاف على حماره من السرقة والضياع
وبين
خوفه على اخيه
الامر الذي جعل احد الزملاء يقول له
اذهب باخيك فالحمار لا شي عليه
قال هو
سبب عيشتنا فلولاه لا نستطيع ان نبيع الماء او نعيش
فان ضاع ضعنا
موقف يا سبحان الخالق الكريم
والفقر والمشاعر الانسانية
كيف تتغير وتتاثر
وكيف الفقر يجبرنا على اشياء تجاه اخرين قد لا نريدها ولكن نضطر اليها
والحمد لله تبرع احد الخيرين
قال انا ابقى بجانب الحمار الى حين عودتك من المستشفى
ركض صوب اخيه المسكين الذي
يصطرخ من الالم
وهذا الاخ الكبير المسكين
يبكي دمعا وهو يحمل اخيه بين يديه وضعه بالسيارة حمله الى المستشفى
تاركا الحمار امانة عند هذا الرجل الخير كما نسميه بالعراق
من الخيرين
وقلبه بين سبب عيشته وعيشة اهله ورزقهم بواسطة هذه العربة
وهذا الحمار
وبين وجعه على اخيه والمه وخوفه على ساقيه
وخوفه من اين يجلب علاجا لاخيه ودواءا
ومن يعينه
هذا الفقر الذي جعل طفلا عمره ست او خمس سنوات يعمل في عربه يبيع الماء
هذا الفقر
الذي جعل الاخ يتحير بين حمار وبين اخيه
هذا الفقر الذي يسلبنا احيانا بعض المشاعر رغم ارادتنا
فرفقا رفقا بهم
فلو كان الفقر رجلا لقتلته
حميد الغانم

حميد الغانم
22-11-2013, 05:00 AM
وعليكم بنظم امركم
-------------------
قد يستغرب البعض من العنوان كقصة من قصص التنمية البشرية
ولكن دائما تمر علينا وصية الامام علي سلام الله عليه
وهو في اخر لحظات من حياته الشريفة المقدسة النورانية
واخر خطاب واخر كلمات للامام علي سلام الله عليه
ويوصينا بنظم الامر
وبالامس
صار في منطقتنا مشاريع ماء كثيرة اقيمت على نهر ليس بالعريض متصل بنهر رئيسي
هنا صار اعتراض ان هذا النهر ليس بالعميق وقد ياتي يوم من الايام ان هذا النهر سينخفض منسوبه بشكل كبير
وخصوصا مع سدود تركيا
ونية سوريا لبناء سدود اخرى
وخصوصا مع شحة الامطار في العراق
واسباب كثيرة منها عدم الكري
كثرة النفايات
لم يجد الكلام اذنا تعيه وتستوعبه
فاغلب الاحيان التفكير يكون محدودا ليوم او سنة او سنتين
ولكن ان
يصل التفكير بنا الى خمس وعشرين سنة متقدمة
صعب مستصعب
نكمل حكاية الامس
وزاد عدد مشاريع ماء الاسالة التي تجهز عدد كبير من الاهالي الذين وصلوا ما يقارب العشرين الف
وكلها على هذا النهر الصغير
وتمر الايام
ووقع ما لم يكن في الحسبان
انخفض منسوب المياه في العراق بشكل كبير
الامر الذي ادى ان انخفاض هذا النهر الصغير او كاد يصل الى الجفاف
سارع المسؤولون في المحافظة الى
الموارد المائية الى الري الى الزراعة
وصلوا الى صيغة حل ان يكروا النهر
ولكن حتى يصلوا الى هذه النتيجة مضى الوقت والمشاريع واقفة والاهالي بلا ماء يصل بيوتهم
وطبيعي مصائب قوم عند قوم فوائد
اذا نشط هنا دور باعة الماء
على الاهالي
هل تصدقون في العراق بلد النهرين
يباع الماء ويشترى
نكمل
وحتى ذهب طلب من هذه الجهة الى تلك الجهة الى المسؤول
والاعلى منه والاعلى
ومضت الايام
الحمد لله
جاءوا بالحفارات
ولكن
الحفار احتاج الى فترة زمنية حتى يكمل عملية الحفر
والطريف في الامر ان الحفر بدا منذ بداية النهر حيث الاتصال بالنهر الرئيس وهكذا حين تم الحفر انسحبت كل المياه من النهر صوب تلك الحفر
وزاد من الطين بله
واستمر العمل بالحفر اياما واياما
والحمد لله بعد انقطاع الماء
عادت المشاريع للعمل ولكن بعد
ماذا
ولماذا
الم يكن الاولى التخطيط وتنظيم الامر بحيث
يقع اختيار المشروع في المكان المناسب على ان يكون البعد الزمني للمشروع من اهم الابعاد وحغرافية المكان
ومن هنا
ننتقل الى حكاية اليوم في نظم الامر
مسالة مجاري مياه الامطار
وصل الامر بالمحافظات الى
اغلاق المدارس وتعطيل الدوام الرسمي
وهنالك شوارع فاضت وبيوت غرقت وناس شردوا
وان كان على مستوى ضيق
الا ان هنالك يوجد من هذه المظاهر
ومن هنا ننطلق الى نظم الامر
حين وضعت الخطة الرئيسة للمشاريع اقصد مشاريع المجاري
وضعت وفق منظور ان الامطار في العراق هكذا مستواها
لا تزيد عن هذه الكميات الساقطة
ولهذا السبب
لا نحتاج الى انبوب عريض
نحتاج الى انبوب
ذو النصف متر
صدقوني
نعم قطر الانبوب نصف متر
على ان يربط بمضخات تسحب المياه
ولكن
تناسينا شيئا مهما
ان هنالك الكثير الكثير من الجهل المنتشر بين الناس
بحيث يرمي اجنحه الدجاج بعد تنظيفها في انابيب المجاري
وهناك من يرمي نفايات الاكل
بل ورايت من يرمي فضلات السمك
وما شاكله
وطبعا نصف متر قابلة للاغلاق بسرعة
وطبعا
كمية الاتربة التي سرعان ما تتحول الى طين بمجرد المطر
وتجمعها في الانابيب
وسرعان وسرعان
وقفت مشاريع سحب مياه الامطار وفاضت الشوارع بسرعة
وصار الناس يشكون ويشكون
فمن نلوم
المخطط الذي خطط ليوم او يومين مشروعه
ولم يحسب حساب الزمن والتعداد السكاني المتزايد
وطبيعة وجغرافية المنطقة
اضافة الى كمية الاتربة النازلة على العراق سنوية
ام نلوم هذا الجهل الذي جعل الانسان يلقي هكذا نفايات في انابيب سحب المياه
ام والف ام
تساؤل حقيقة يحتاج منا اجابة
ولكن الضحية واحده
هو الفقير المسكين الذي لا يملك بيتا يرتفع بضع سنتمرات عن الشارع ومع كل مطرة يصعد الى اعلى السطح
ان كان لديه سطح لينام عليه مع اطفاله وعائلته
ونكمل هل انتهينا
لا
الحمد لله
وصلنا الى قصة 2013- 2014
وافق المسؤولون على ان شاء الله ممر ثاني لطريقنا مع كثرة الحوادث التي تسببت بموت العديد من الناس والابرياء
ووصل الامر
الى وقوع حادث تصادم سيارات يوميا
وبمعدل حادث لكل يوم
اما اصابة او وفيات
اطفال نساء شباب شيوخ
حدث ولا حرج
اين الاشكال
تم التوكل على الله وبدأ المشروع وبدات اعمال الدفن الترابي
فاذا
بالناس تفاجى ان الممر الاول ذو التبليط الجيد قد بدأت شركة اخرة بتبليطه
صاح العالم والجاهل الصغير قبل الكبير
كيف تبلطون هذا الممر
وذاك الممر الترابي لم ينتهي
لم يسمع احد من المسؤولين النداء
ونكلم حكايتنا
اكملوا تبليط الممر الاول وهو المبلط اصلا
ممتاز
ولكن مع هطول الامطار
وكثيرة الاتربة من الممر الثاني
والطين
وانتقاله الى الممر الحديث التبليط
ومعروف
ان هذا الطين ان سحق عليه بسيارة ثقيلة جدا
سوف يلصق بالشارع التصاقا قويا
مما يسبب معرقلات
او كما نسميها بالعراقي طسات
وكثيرة هي طسات الطرق في العراق
وفعلا
ضاع مجهود ونقود الممر المبلط
مع ضياع تبليطه وكثرة الطسات والاطيان والاتربة على هذا الطريق
فالغريب
ان
من لا يقرا ولا يكتب
من هو سائق لم يحصل على شهادة هندسة او تخطيط او ادارة
من لم يكن مسؤولا في الاعمار او المشاريع
اعترض وبين ووضح هذه الصورة والخلل
فما بال المسؤول
هنا السؤال
عليكم بنظم امركم
يا مسؤولين
هلا سمعتم هذا من الامام علي سلام الله عليه
وقبل ان توافق على مشروع استشر واقرا وتعلم
واسال
فعلامة العلم السؤال
ولكن من الجاني
الفساد ام الجهل
لكم الحكم
ونختم بك يا امير المؤمنين
يا سيد الوصيين
يا علي بن ابي طالب
سلام الله عليك
العدل اساس الملك
والعدل ان نضع الشي في موضوعه الصحيح
فلو وضعنا من هو اهل للتخطيط في موضع التخطيط
هل كنا سنقع كما وقعنا اليوم
حميد الغانم

حميد الغانم
30-11-2013, 03:33 PM
أبو عادل

شهد له الجميع بطيبته وابوته ليس فقط لاولاده واقاربه بل لكل من كان معه في الحي
شخص بسيط فقير
عمره وصل الستين
له ولد اعدمه صدام الطاغية اللعين
وكثير من هم اعدمهم صدام اللعين
بيته بيت متواضع
وكما نسميه هنا نازل عن الشارع
بمعنى ان مستواه ارض البيت اقل بكثير من الشارع
وهذا يسبب مشكلة غرق البيت بالمياه وقت المطر
وهي مشكله طالما يعاني منها شتاءا خصوصا في السنوات الاخيرة
ومع فقره وهمه على فقد ولده
وكان ان غاب مؤذن الجامع في حيهم كان هو يؤذن بدلا عنه
مرحا يفرح من حوله
وشباب الحي يحبونه
هذا الرجل كان كبيرا في العمر
الا انه يسير مسافة اربعمائة كيلو متر من بيته الى الامام الحسين كل سنة
نعم
سار هذه المسافة على قدميه خمس سنوات متتاليات
مسافة جد طويله مرهقة متعبة تورم القدمين لها مع ما يحصل من اذى كبير وكبير وتعب
وخصوصا
لمن بلغ الستين من العمر
يقول لي احدهم
ممن سار معه من حيهم الى كربلاء سيرا على الاقدام
او كما نسميهم المشاية
يقول كنا شبابا اقوياء الا ان هذا الرجل كان يسير اقوى منا
واسرع منا
وكنا لا نستطيع اللحاق به
وكثيرا ما كان يبطؤ من سيره كي نتمكن من اللحاق به
نعم
هذا الجهد الجهيد الذي يبذله مع كبر عمره
يقول صاحبي الذي يروي الحكاية
يقول كان اولنا نهوضا صباحا يصلي صلاة الليل
وكان يفرحنا ويسرنا طوال الطريق مداراة لنا من التعب والعناء
يمرح مع هذا ويمرح مع ذاك
وكانوا ستى اشخاص اخذوا الطريق سوية
وتمر الايام وابو عادل مع اصحابه مستمرون بالمسير
ومنهم من تاذى وتورمت قدمه فكان يتاخر بالمسير وابو عادل يسير معه يشجعه يقويه ويعينه احيانا
ومنهم من حمل اغراضه ابو عادل بعد ان تعب
ومنهم ومنهم
وحكينا ان ابو عادل رجل فقير
وكان يحمل دشداشة واحدة
وتشاء الاقدار ان ذات ليلة يكون مبيته هو واصحابة المشاية في احد البيوتات
الا ان هذا البيت له حمام ومغاسل مائلة الارضية قليلا
اجلكم الله هكذا هو التواليت ايضا
وابو عادل قلنا رجل كبير بالعمر
فما كان منه الا هذه الليلة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل
ان جلس في المرافق الصحية وبسبب قلنا ميلان ارضية المرافق الصحية
وقع الى الخلف وتنجست ملابسه
لم يعلم احد بهذا لان الجميع نيام
ذهب الرجل
اقصد ابو عادل
وشغل الغساله وشطف ملابسه التي لم يكن يملك غيرها في حينها
وسبح بماء بارد
نعم
كان الوقت شتاءا باردا في النهار
فما بالك بمنتصف الليل كيف يكون البرد
وما بالك
برجل يبلغ الستين من العمر
ويسبح بماء بارد في ذاك الوقت
اي
ارادة قوية عند هذا الرجل
اي
حب للحسين يحمله
واي
حياء يملكه الذي جعله لا يوقظ اصحاب البيت ليحموا له الماء ليغسل ملابسه
واي صبر صبر هذا الرجل
وما انتبه اصحابه الا والرجل يرتجف في فراشه من البرد
وقال صاحبي شخينا عليه ان يتمرض وهو بهذا العمر
حقيقة خفنا عليه
الحمد لله جلسنا صباحا وهو بصحة جيدة
وكان يرتدي ملابس احد اصحابه الذين يسيرون معه
ولكن
والوقت شتاء لم تيبس دشداشة الرجل لم تيبس
لان الوقت شتاءا وليلا
وكان الرجل الكبير له هيبته ووقاره
فلم يقبل ان يسير بملابس النوم التي اخذها من زميله في المسير
عرض اصحابه عليه الملابس
الا انه
ارتدى دشداشته المبلله ووضع فوقها عباءته ولف نفسه
وقالها بصمت لا بصوت
هيا انطلقوا معي الى الحسين
لنسير
فما نعانيه الان من برد وجوع وتعب وعناء والم
لا ياتي ذرة في بحر جود الحسين وما تحمله من اجلنا
من اجل طيب اخلاقنا
ونعم
سار الرجل
وملابسه المبلله
وكما نقول بقمة الشتاء وبرودته
ويقول صاحبي خفنا عليه اكثر واكثر
واستمر الرجل بالمسير والمسير والمسير
حتى
وصل الى كربلاء الحسين
وهي المرة الخامسة التي يسير بها من بيته الذي يبعد اربعمائة كيلو متر او اكثر عن كربلاء الحسين
واليوم
ضعف هذا الرجل وما عادته اقدامه تعينه على حمله
وضعف كثيرا
الا انه
استمر بالمسير
من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة
قائلا
لاخر سنة من عمري
سابق سائرا لك ياحسين
وانادي يا حسين
لبيك يا حسين
--------------
اي وفاء يملكه هذا الرجل
اي صبر يملكه هذا الرجل
اي قوة يملكه هذا الرجل
اي حب يملكه هذا الرجل
اي ارادة يملكه هذا الرجل
مع ضعفه وكبر سنه
الا ان هدفه الوصول الى الحسين رغم كل الامه
لنتغلب على صعوبة الطريق الى اهدافنا بارادتنا وحبنا للخير
اللهم صلي على محمد وال محمد
حميد الغانم

حميد الغانم
07-12-2013, 12:12 AM
وأي أمراة هي

نعم هي أمراة لا تقرا ولا تكتب لم تدخل المدرسة مؤمنة ملتزمة ورعة تقية
عرف اهلها بالخلق الكريم الطيب
وتزوجت من مدرس يقربها بصلة رحمة
وتمر الايام
وانجبت تلك المراة
ثلاثة اولاد وثلاثة بنات
ربتهم اي تربية حسنة واي خلق كريم كستهم به
وصار القاصي والداني يشهد لهم بتربيتهم الحسنة
وما امتازوا به من ذكاء قوي بحيث كان الاولاد كلهم من الاوائل في الدراسة ام لم يكونوا الاول
وتمر الايام
وتكبر العائلة ولا بد من بناء بيت فتوكل زوجها المدرس
وللامانة التاريخية كان فاهما قادرا متمكنا من درسه ومادته
وعرف عنه الانضباط الشديد في الدرس
وعرف عنه ان تاخر احد الطلبة عن الدرس ساله ما سبب التاخير
فاجابة الصلاة او صلاة الظهر حينها
سمح له بالدخول
لم يكن بعثيا
لم يكن من ازلام النظام الصدامي المقيت
لم يكن ممن يضرون الناس ويغشون ويقتلون ويطعنون كما هي اخلاق حزب البعث الكافر
وحاله من حال كثير من الرجال الذين لم ينتموا الى حزب البعث
ضغط عليه هدد بالسجن بالقتل
بقطع الرزق وبالطرد من الوظيفة
لم يستسلم ضل مقاوما لهذا الطغيان البعثي الكبير
الذي استسلم له كثير من الاناس وانتموا مكرهين وكثير راغبين لحزب البعث المقيت وما ادراك ما حزب البعث
نعود لصاحبنا الاستاذ
وتمر الايام وبدأ الرجل يبني بيته
وضعه اساسه الخرساني بيده كان يعمل
ينتهي الدوام يرجع الى بيته يتغدى ويذهب الى اساس بيته
وذات يوم
جاءه الحقد البعثي
اثنين من رجالات الامن
وهو يعمل في بيته مع اولاده الثلاث يساعدونه
القوا القبض عليه
ويروي لي احد الاشخاص الثقاة
ان احد رجال الامن الصدامي اخذ حاوية المسامير والمطرقة ورماها على راس هذا الاستاذ
ناهيك عن السب والشتم والضرب امام اطفاله الصغار
صورة بقت في اذهانهم ولن تمحى طوال العمر
وهنا حلت المصيبة والضائقة على راس تلك المراة
ست اطفال صغار من يعيلهم
من يكفلهم
حتى الاقارب والاخوة
ان تكفلوا بها اعدموا او اعتقلوا
وللتاريخ
ممنوع ايضا لاي انسان ان يسلم عليهم وان سلم عليهم وضعت علامات عليه
او كما نسميها
علامة اكس
وطبيعي ابن المعدوم ياخذ اعلى درجة التي هي ثلاثة اكسات
اي خطا في خطا في خطا
ولاحهم الفقر واحاطهم من كل حدب وصوب
ولا يمكن لاي انسان ان يمد يد العون لهم
لانهم ان مدوا يد العون قطعت رقابهم لا ايديهم
وهكذا
ومع الايام والايام والايام
لا ملابس اكل بسيط لا يسد الرمق جوع وخوف
وكل يوم فرق الامن تفتش البيت
وتحضن المراة اطفالها بعباءتها
وهكذا مرت الاعوام
منذ 1980 تاريخ اعتقال والدهم
وتلك المراة تعمل وتربي وتكد وتطعم وتكسوا اولادها الستة
بجهدها بعرقها بنور عينها
والحمد لله اكملت البيت البسيط الذي كان زوجها
الذي ابلغهوم فيما بعد
باعدامه
والى يومنا هذا لم يحصلوا على جثته
وجلبت اولادها معها الستة خوفة عليهم ولتبتعد عن حيهم الذي خان بهم
وطبيعي ان من كتب التقارير الامنية على هذا الاستاذ هو احد الاقارب او الجيران
هربت الى بيتها البسيط المتواضع
اكملته بشق الانفس ومع بيع كل ما تملكه لم يبقى لها من شي الا باعته
المهم
ان يكون لها بيتها
الحمد لله
ولكن مصاريف الدراسة بدات تكبر وتكبر
فالابن الاكبر الان في في الكلية وحصل على قبول في كلية الهندسة
والاخرين في كلية الطب
وهذا مما زاد من ثقل حملها وهمها وكيفية الحصول على لقمة العيش ومصاريف دراسة اولادها
وزادت من جهدها ومجهودها
لتكافح وتكافح ولا تستلم
وهنا اذكر
هجوم الرفاق على بيتها ذات يوم للتفتيش
ولم يكتفوا بالتفتيش
بل انهالوا عليها بالسب والشتم
فلا مجيب لنداءها سوى الدمع
وللامانة التاريخية
فان احد الرفاق الذي سبوها وشتموها اصيب بسرطان الكبد
فكانت رائحته انتن من القذارة نفسها ومقته حتى اهله ولم يستقبلوه
وهذه نهاية الطغيان
كما هو ابوهم صدام اللعين
ومما زاد من اعباءها
ان سقف البيت ايل للسقوط ولا مكان اخر تذهب اليه
فما بين لا مكان لديها تذهب اليه وما بين خوفها على اولادها من الحزب وما بين الجوع والحرمان
وما بين مصاريف دراستها التي انهكت ظهرها
ذهب اولادها ليعملوا في عطلتهم الصيفية
بينما بقية الشباب والاولاد هنالك من يعينهم ويساعدهم
هؤلاء تكسرت اظهرهم من كثرة العمل في البناء او كما نسميها العمالة هنا او في المزارع
او والف او
المهم ان يجمعوا المال كي يكملوا دراستهم
وهكذا سنين وسنين استمرت تلك المراة في حالها هذا
وذات يوم وصل بهم الامر الا يملك الاولاد قميصا يذهبون به الى كليتهم
لم يبقى لها سوى عباءتها
جلبتها الى احد الخياطين من اقاربي
وطلبت منه ان يخطيها الى ثلاثة قمصان لاولادها
وبالفعل
قام ذاك الخياط بخياطة القمصان مع صعوبة الخياط في هكذا نوع من الاقمشة
وهذا يذكرنا بقصة ذهب مع الريح حين خاطت ستائر بيتها ثوبا لها
الا ان
هذه المراة
خاطت عباءتها الى اولادها


واليوم
الحمد لله
تخرج الاولاد
وتزوجت البنات
وصاروا اطباء مشهورين جدا
بالاخلاق وبالعلم وبالتواضع
واليوم
اعيد بناء البيت الى بيت جديد
واي بيت
ولكن
تقوس ظهر تلك المراة وضاع شبابها وضعف نظرها
وما عادت قادرة على الحركة كما كانت في السابق
ولكن حين تصيح اه
يهب اولادها الثلاث يصيحون نعم اماه
نعم اماه
حيا الله هكذا نساء مربيات شجاعات قويات صامدات
باعن نور عيونهن لاجل اولادهن
حميد الغانم

حميد الغانم
13-12-2013, 01:18 AM
أذلال النفس

هو أحد طلبة المرحلة الثالثة في كلية الطب
شاب جميل في العشرين من عمره
من الله عليه بصحة وعافية وأب وأم واخوة كانوا طيبين معه
وفروا له الرعاية والمال وما شاكلها من أمور تعينه على دراسته الصعبة جدا
وهي كلية الطب
ومن المعروف ان هذه الكلية تتطلب معدلا عاليا يتجاوز التعسين درجة من مائة
ومن هنا نرى ان صاحب قصتنا هو من الاذكياء
ولكن
وقلنا اه من هذه ال ( لكن )
في مرحلة من مراحل حياته صاحب من هم من ذوي الطباع السيئة فانفجر في هذا التيار ليكتسب اول شي تدخين السكائر ومن ثم الخروج ليلا لساعات متاخرة
ومن ثم وثم وثم
وصل اخر الامر به الى شرب الكحوليات
نعم شرب المواد المسكرة المعربدة
وهنا كان الوقت وقت حصار على العراق
ولا يتحتاج الحصار الى تعريف اسال اي عراقي كبير بالسن او بلغ الاربعين يجيب ما الحصار وماله من اثار
وكيف كانت الامور المادية تعبة جدا
مع هذا
فان صاحب قصتنا كان لديه ما يبتغيه من مال مكنه من العيش بلا جوع او ملابس ممزقة او حذاء مقطع او جوع او يبقى يوم كامل بلا لقمة عيش
ولكن
وفرة المال من قبل الاهل لم يكن كافيا ليلبي حاجياته
ليس حاجيات الدراسة واجورها وكتبها ودفاترها
بل
لم تعد تلك النقود تكفي لشراء المشروبات الكحولية
او كما نسميه بالعراق وبلهجتنا العامية
يشرب عرك
هذا الامر جعل نقوده تنتهي من اول اسبوع
ويبقى الشهر كله بلا مال
ولولا مساعدة اصدقاءه الطيبين في اكل وشربه
لمات من الجوع
وكان اول ايام يشرب بالسر لا بالعلن
ولكن مع مرور الايام تطور الامر
وصار الشرب علنا
ومع زيادة الشرب للكحوليات
ساءت درجاته بشكل كبير
وبدأ يتغيب عن درسه ودوامه
وبدأ اصدقاءه يتركونه واحدا تلو الاخر
ومن هنا
وصل به الامر
بلا نقود او فلس واحد
ويريد ان يشرب
كيف حصل على النقود
والعمل ليس عيبا
ولكن العيب ان تعمل للحصول على نقود لغرض ان تشرب وتذل نفسك اكثر واكثر
لا يستطيع ان يخبر اهله بان لا نقود عنده ومن هنا ينكشف امره
ولا صديق يعينه
فهو قد تاخر في دفع الايجار لثلاثه اشهر
وهذا شي طبيعي
لنرى صاحبنا هذا طالب كلية الطب جميل الشكل الشاب ذو العائلة ذات السمعة الطيبة
مذا فعل
ذات يوم كان هنالك مجاري ثقيلة
لاحد البيوتات وكان صاحب البيت يبحث عن من ينظف هذا المجاري والقاذورات
وحقيقة صعب هذا السطر جدا ان يكتب بحقه ولكن لغرض المقارنة حالما نعرف نهاية حكايتنا
فصار ذاك طالب الطبية عاملا عند صاحب البيت
ينظف القاذورات والنفايات والمجاري الثقيلة
ليس عيبا هذا العمل
ولكن
عيب ان تذل نفسك نفسك
ان
تعمل لاجل كسب لقمة العيش
ولكن ان تعمل لاجل ان تشتري الكحول
ومن هنا
احس
باذلال نفسه
وخصوصا اصحابه الذين تغيرت نظرتهم اليه
وكرامته المهانة بنظر كثير من الناس
فبدات رياح التغير تعصف على ارضه وبحره لتمطر مطرا يغسل الدرن الذي احتوى قلبه
وبدا رويدا رويدا يتغير نحو ذاك الشاب الطيب التقي المصلي البشوش
الحكيم في تصرفاته
وتحسنت درجاته
كثيرا
هذا بالامس
اليوم
تخرج صاحبنا من كلية الطب
وصار
طبيبا مشهورا بين الناس
مصليا ورعا تقيا
وتزوج من زميلة له طبيبة
وكون عائلة
وبنى مستقبله
وللامانه
صار معروف بين الناس بطيبه وحسن تعامله وخلقه الكريم
وكثيرا ما
كان يساعد الفقير المحتاج
ولا ياخذ منه اجور الفحص الطبي
وكثير هم المرضى المحتاجين
وكثيرا من ساعدهم ولم ياخذ منهم فلسا واحد
وايضا للتاريخ
زرته واصحابه يوما في احد الفنادق الساكنين بها
هنالك
التقطنا صورة فوتوغرافية
حين اراها اتبسم
لانه
كان حين التقطنا الصورة
كان يحمل القران الكريم على صدره
والى اليوم باقية هي الصورة
والى اليوم
بقي صاحبنا الطبيب
حاملا القران لا على صدرة
بل في صدره
فالقران ربيع لنا
هكذا هي حال الكحوليات نهايتها الهلكات
وهكذا
هو الخلق الطيب الكريم والارادة
تبني شابا ومستقبلا وعائلة وتساعد فقيرا محتاجا
حميد الغانم

حميد الغانم
27-12-2013, 03:52 PM
الهدم والبناء

مضت الايام وحان وقت الزيارة الاربعينية الى الامام الحسين سلام الله عليه
والحمد لله وفقت واصحابي الى الزيارة ماشين على الاقدام من
النجف الاشرف من عند ضريح أمير المؤمنين علي سلام الله عليه
الى كربلاء المقدسة
من هنا سجلنا مواقف كثيرة وكثيرة وهذا الطريق المكتظ بمئات الالاف من الزائرين
السائرين الى الامام حسين
وهنالك سائر زائر حافي القدمين اقتربت منه فاذا هو غارق في تسبحيه وسبحته التي لم تفارق يده
اقترب منه ورايت كم هو محلق في عالم العبادة والتسبيح
حافي القدمين مع برودة الاجواء الشديدة
مع ما يحمله من ثقل وحقيبة على ظهره
هنالك
طفلة صغيرة قدرت عمرها بالست او الخمس سنوات
وكانت ترتدي قمصلة والدها الذي كان يسير بجبنها
طفلة صغيرة تسير في هذا البرد
العجيب اننا بسرعتنا بالكاد لحقناها وهي طفلة صغيرة
حقيقة موقف يشد العزم على المسير والوصول الى كربلاء المقدسة
اقتربت من والدها سلمت عليها
ضحكت مع الطفلة الصغيرة
قائلا
زيارة مقبولة زايرة زغيرونة
وباللهجة العراقية
سالت والدها من اين مشت هذه الطفلة
من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة
قال لا
استغربت حقيقة
فقلت من اين
قال من محافظة ذي قار او الناصرية كما نسميها ها هنا
حقيقة شجاعة هي هذه الطفلة
فالمسافة من الناصرية الى كربلاء المقدسة طويلة جدا مرهقة
تتورم لها الاقدام
فاذا بتلك الطفلة تسيرها ولا تزال سائرة بعزم واصرار
هنالك كبير منغمس في بحر العبادة
هنا صغير الى الحسين يسير لا يهمه البرد والتعب والالم
وتستمر مسيرتنا ونصل الى أمراة كبيرة بالعمر من جنسية غير عراقية
اغلب الظن لبنانية
مع كبر تلك الامراة وثقل حملها
الا اننا رايناها تسير وتسير بخطئ سريعة تسبق خطانا
وعلى الرغم من ثقل الايام وكبر العمر فان ارادتها كبيرة قوية صامدة
وسبقتنا بالمسير
واكملنا مسيرنا صوب الحسين قاصدين
عائلة كاملة طفل بالرابعة من عمر قد قدرته جميل الشكل مع والده يسير وامه واخوه اقتربت من ذاك الطفل الصغير مددت يدي اليه سلمت عليه
امسك بيدي بقوة مبتسما
وراح والده مبتسم ايضا
حاولت الكلام معه لكن للاسف لم افلح لانه كان من ايران الاسلام وللاسف لا اجيد هذه اللغة
هناك لبنان وهنا ايران
واسترحنا قليلا عند احد المواكب
ومر بقربنا شاب يبحث عن مكان ليستريح فيه لساعتين يصلي ويكمل مسيره
فعلا جلس يستريح خلع نعله القى بجسده على الفراش استراح قليلا
فتحدثنا معه لهجته عربية ولكن بها شي غريب
سالناه من اين البلدان انت
قال انا افغاني ولكنني مقيم في الكويت
وهذه اول زيارة لي ماشيا على الاقدام الى الحسين سلام الله عليه
وصرنا نحكي ونسال عن رؤياه للزيارة الاربعينية المليوينة
وقال لن افوتها بعد اليوم
كل سنة بحول الله ماشيا الى كربلاء
جلسنا وبتنا في ذات المكان
اما صاحبنا الزائر الافغاني
تناول عشاءه وتوكل على الله ليسير في الليل يحدوه الشوق الى الحسين
وليلتها
وحين وقت النوم
طرق ابواب الموكب الحسيني رجل معمم شيخ في الثلاثين من العمر اكثر بقليل حسب التقدير
الغريب نظرت اليه وكان الوقت ليلا تقريبا الساعة التاسعة والدنيا باردة جدا
ولكنه كان حافي القدمين يسير يحمل عصاه بيمينه بلا نعل او حذاء
فاي اصرار يملكه هذا الشيخ وهو يسير بهذا الليل بلا زميل او صديق
ومشينا صباحا وراينا شابين يحملان مجسما الى قبة الحسين سلام الله عليه وصادف ان التقينا بهم اكثر من مرة
اي اصرار يحلمونه لحمل هذا المجسم الثقيل من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة
ومشينا والتقينا عائلة عراقية
اطفال صغار وشباب وام واب
يسيرون ويسيرون صوب الحسين
وراينا مواكب ومواكب
واناس تخدم وتخدم للزارئرين
ورجل كبير بالعمر
قد جاوز الستين عاما
لم ينطق بكلمة يمر من هنا وهناك يحمل اكواب الشاي الفارغة ينظف المكان يجمع النفايات وينظف المكان بصمت
كبير بالعمر هكذا ولم يوقفه عجزه ولا كبره عن اداء واجبه الذي هو يراه واجبا
قلت سبحان الله الكريم
فنرى ان دين اليزيدية لا غيرة لا نخوة لا كرم لا عطاء لا تضحية لا فداء
كل ما همهم هو المال ثم المال والحقد الاعمى الذي ملئ تلك القلوب القاسية
وسبحان الله اذ يقول
لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم
فماذا انفق الحسين سلام الله عليه
كي يجمع تلك القلوب من بلدان الارض جميعا
ويوحدها الحب الحسيني
وكما قال رشيد الحسيني
ان رجلا مات ابنه وهو يخدم زوار الحسين
قال قبلوه لي واكفنوه وادفنوه وقولوا له ان ابيك يخدم زوار الحسين
سلام الله عليك يا ابا الاحرار الحسين بن علي بن ابي طالب
وسلام الله على كل قطرة دم زاكية سقطت في ارض كربلاء تذود عن العز والكرامة والحرية
عن دين الله
الاسلام
فهنا البناء
حميد الغانم

حميد الغانم
06-01-2014, 12:19 AM
ثابت العزل
----------
من الصفات الطبيعية في الانسان هي قابلية التحمل او ما يطلق عليه في علم الفيزياء بثابت العزل ومقدار ما لدى المادة من عزل كهربائي
يعمل على عزل الكهرباء عن كل الاشياء المحطية به
وبذلك يحمي الانسان من الموت بالصعقة الكهرباء
ومن هنا ننطلق اليوم في حكايتنا
اذ حين كنا طلاب في المرحلة الثالثة كان هنالك استاذا قديرا
يدرسنا الالكترونيات والكهربائية
تطرق الى قصة جميلة حول احد العلماء
حيث قال ان هذا العالم دخل الى احد السجون وقد حضر معادلة رياضية تبين ان لك لانسان قابلية تحمل او ثابت عزل بعدها ينهار او ينكسر ويبدا بالثوران والهيجان والاكتساح وتفليش كل ما يمر امامه
فعلا بقى سنة كاملة في السجن ودرس حالة كل السجناء
وبالفعل طبق معادلته
وانهار السجناء وبدات ثورتهم داخل السجن
وطبق معادلته في شهر واسبوع ويوم
واستمر استاذنا يحكي قصته
وانتهى بانه سمي ذاك السجن بالسجن الثائر
اليوم
نحكي قصة مؤلمة مفجعة موجعة بذات الوقت

عائلة فقيرة الحال او نقول متوسطه الحال
اب وام واخوة واخوات
ثلاثة من الصغار ينامون في غرفة واحدة
اطفال بعمر الورد اخوان لعبهم وضحكهم اكلهم منامهم سواسية
ومع البرد القارس الذي مر بالعراق خلال الايام الماضية
اضطرت هذه العائلة الى تشغيل المدفاة الزيتية
او كما نسميها هنا في جنوب العراق الصوبة الزيتية
وطبيعي ان هنالك بلاء اخر في العراق
وهو الفقر والعوز
والاسعار الجنونية التي وصلت اليها اسعار العقارات ومواد البناء
مما يضطر الاب الى ان يشتري موادا ليست بذلك السعر الغالي
وطبيعي ليس بالجودة العالية
ومن هنا
وفي منتصف الليل
ونتيجة للحمل الزائد اي تشغيل الزيتية بكل الواحها
وهذا الامر يتطلب تيارا كهربائيا اضافيا
وهذا الامر طبيعي يتطلب سلكا حاملا ذا ثابت عزل كهربائي عالي
كما نوهنا اعلاه
ان كل انسان له قابلية تحمل
هذا يتحمل ساعة
هذا يتحمل يوم
هذا يتحمل شهر او سنة او سنين
وهذا ما يتحمل لحظة من اللحظات
الا وقد فقد اعصابه وانهار كل الانهيار
من هنا
وقع ما ليس بالحسبان
بدات الزيتية تسحب تيارا كهربائيا عاليا
وهذا بطبيعته يولد حرارة عالية تتضاعف مع مضاعفة التيار الكهربائي
وطبيعي ان الفقر جعل الاب يشتري سلكا ليس غاليا اي ليس ذا جودة عاليه
واثناء نوم الجميع
بما فيهم الثلاثة اطفال الصغار
بدا عازل السلك الكهربائي ينهار وينصهر
مما ولد حرارة عالية نتيجة لاشتباك الاسلاك مع بعضها
وبذلك ولدت شرارة كهربائية بدات تتناثر على ما في الغرفة من بطانيات وفراش
وسرعان ما شبت النار في الغرفة لتزداد لهيبا شيئا فشيئا
استيقظ الاطفال على حرارة النار
ولهيبها
صرخوا وصرخوا
ولكن الغازات الناتجة من الاحتراق قد اغلقت الباب بقوة فلم يستطع الاخوة
فتح الباب
ركض الاخوة الثلاثة الصغار الى الشباك علهم يفتحوه ويشموا ذرة هواء
تنجيهم من الاختناق
وهنا المصيبة الثانية
ان انصهار العازل واحتراقة لم يولد الحرارة فقط بل نزل هذا السلك على حديد الشباك
وحال لمس الاطفال الثلاثة
للشباك
وقعت المصيبة
صعقوا ثلاثتهم بالتيار الكهربائي وهم يصطرخون ولا مجيب ولا من يسمع صرخاتهم
ولا من ينقذهم
وبعد حين تنبه الاهل الى هذا الامر
ولكن بعد فوات الاوان
وهكذا مات الثلاثة الاطفال واقفون بجنب بعضهم البعض وايديهم ممتدة صوب الشباك يرجون الحياة ولكن لا مجيب الا الممات
وصرخة ام فقدت روحها بفقدانهم
اقول
ان تحميل الشي ما لا يطيقه يؤدي الى غير النتيجة المرجوة
وان نجسب حساب كل حمل سوف نحمله اليوم وغدا ومستقبلا قبل ان نشتري ما يعيننا على ذلك الحمل
وان الاستهانة بامر بسيط تؤدي الى شي مفجع موجع اليم
حميد الغانم

حميد الغانم
10-01-2014, 02:28 AM
الخوارزميات

قد يستغرب البعض من عنوان القصة او حكاية هذه الليلة ولكن بعد ان نقرا الاسطر التالية لنا ان نعرف ربطها بموضوع التنمية البشرية ونظم الامر وسبل الراحة في حياة الفرد ومن ثم المجتمع واطر البناء فالخوارزمية اسهل وافضل الطرق للوصل ما بين بداية شي ونهايته وتفادي التقاطعات والازدواجات والتسلسل الطويل المعقد
من هنا ننطلق في حكايتنا
وتبدأ من منحة طلبة الجامعات والمدارس الابتدائية والثانوية في العراق وغيرها
من هنا تم التصويت في البرلمان والاقرار ومصادقة رئاسة جمهورية العراق ووزارة التخطيط والمالية ووزارة التعليم العالي
كل هذه الوزارات والهيئات صوتت صوب مشروع ناجح في كافة ابعاده والتي تصب في انجاح مسيرة العلم في العراق وسد حاجة الطالب الفقير
تم التنفيذ باستلام المبالغ المالية وحسبما سمعة ان احدى الجامعات استلمت مبلغ 26 مليار دينار عراقي
مبلغا ليس بالبسيط واستلم الطلبة دفة ثلاثة اشهر مقدما اي ثلاثمائة الف دينار عراقي ولكن من الشهر القادم يكون المبلغ مائة الف دينار عراقي
فاين المشكلة
في التنفيذ لهذه القرار او المشروع حيث غابت عن المشرع كثير من الاشياء التي هدمت فرحة الطالب بمبلغه المالي المتحصل عليه
كيف ذلك
قبل ان نجيب علينا ان نشرح مفهوم في الجامعات العراقية اسمه استضافة طالب او الاستضافة
نشرح من خلال مثال طالب من سكنة محافظة الديوانية مقبول في محافظة النجف الاشرف لذا يذهب ليداوم في الديوانية في جامعة القادسية ويبقى اسمه وسجله وملفته في جامعة النجف الاشرف
وذلك حلا لاشكالات البعد عن الاهل والنقل والاجور والقسم الداخلي
الى حد الان ممتاز هو القرار
ونربط كلامنا مع منحة الطلبة
اين
بمشكلة بسيطة معقدة
وهو ان الجامعات اتخذت قرار قالت ان الطالب المستضاف يذهب الى الجامعة الاصلية المسجل بها ويستلم
اكرر يذهب ويستلم من محافظة ثانية
هنا كنت في زيارة مديرة شؤون الطلبة في احدى الكليات
وعندها طالب من محافظة الموصل ويداوم في جامعة الموصل ولكن كليته الاصلية في جنوب العراق
ووفقا للتعليمات على هذا الطالب ان ياتي الى الجنوب من شمال العراق ويوقع ويستلك المائة الف دينار
اين الاشكال او العبث او غياب التخطيط
ببساطة
المسافة بين الشمال والجنوب تتجاوز 800 كيلو متر
حتى يصل الطالب من جامعات الشمال الى جامعات الجنوب يحتاج
1- الى يومين او ثلاثة وطبيعي اثناء الدراسه وهذا يسبب ضياعا في الوقت وضياعا في عمره الدراسي فعليه ان يغيب عن محاضراته ليستلم مبلغة

2- ان هذا الطالب الذي هو من سكنة الموصل سوف ينفق اجور نقل للسيارات اكثر من مائتي الف دينار لاجل ان يستلم مائة الف دينار
واتذكر هنا قصة لجحا حين احرق دينار ورقيا ليرى درهمه الضائع منه
هذا حال الطالب اصرف مائتي الف دينار من اجل مائة الف

3- حتى يستلم المبلغ هذا الطالب عليه ان يجلب تاييد راتب عن والديه واستنشاخ لكل البطاقات المدنية له ولعائلته واوراق اخرى اضافة الى كثرة اتصالاته عبر الهاتف النقال ليعرف شموله من عدمه من اين يستلم وهذا مبلغ اضافي

4- خطورة الطريق من الموصل مثلا الى جنوب العراق مع طول المسافة والمطر وبرودة الجو هذه لم تحسب بالحسبان

5- ان الطالب في مسيره يحتاج الى ماكل وملبس وايضا يحتاج الى منام وبذلك يؤجر غرفة في فندق اقل سعر 35 الف دينار عراقي وهذا مبلغ اضافي اخر

هل انتهينا ..... بقي القليل
ان السيارات التي تنقل الطلبة وكثير هم من محافظاتهم في الشمال الى جامعاتهم في الجنوب والعكس تصرف بنزين واستهلاك اطارات ودخان وغيرها وغيرها وغيرها
كل هذه اثار جانبية تصب في مضرة المجتمع
واليوم امراة كبيرة بالعمر ضعيفة جاءت لتستلم عن بنتها
قائلة بلهجتها العامية البسيطة
يمة ما عدنا وهي البنية تدرس وما تكدر تجي بوحدها
نبهتنا الى شي مهم
ان الطالب ممكن ان ياتي لوحده ولكن الطالبة البنت هل يمكن بالطبع لا
من هنا واجب ان تاتي معها امها او اقاربها وهذا مصرف اضافي

فياترى من وضع القرار وخططه واقره وصوت عليه ووقع عليه
لم يفكر بان يضع عبارة بسيطة جدا جدا قصيرة
والطالب المستضاف يستلم من كليته التي هو فيها مستضاف لا كليته الاصلية
سطر واحد كان من الممكن ان يكون الخط المستقيم الذي هو الاقرب بين نقطتين
لا ان ندور وندور وندور
والنتيجة سلبا لا ايجابا
لشي كنا نتصوره انه يصب في مصلحتنا فانقلب ضدنا
ونقول
قول الامام علي سلام الله عليه
وعليكم بنظم امركم
حميد الغانم

حميد الغانم
17-01-2014, 07:40 PM
صاحب الموكب
____________

سرنا متوجهين صوب النجف الاشرف حيث تبدأ رحلة المسير زائرين الى الامام (http://www.imshiaa.com/vb) الحسين (http://www.imshiaa.com/vb) سلام الله (http://www.imshiaa.com/vb) علي (http://www.imshiaa.com/vb)ه
وبالفعل وصلنا الى بفضل الله (http://www.imshiaa.com/vb) عز وجل الى النجف الاشرف
وتشرفنا بزيارة سيدي ومولانا الامام (http://www.imshiaa.com/vb) علي (http://www.imshiaa.com/vb) بن ابي طالب
سلام الله (http://www.imshiaa.com/vb) علي (http://www.imshiaa.com/vb)ه
وبعد الزيارة بدأنا المشي صوب الحسين (http://www.imshiaa.com/vb) منادين بصمت
لبيم يا حسين (http://www.imshiaa.com/vb) لبيك ياداعي الله (http://www.imshiaa.com/vb)
وكان معي زميلي وقد أطال زيارته الى ضريح الامام (http://www.imshiaa.com/vb) علي (http://www.imshiaa.com/vb)
وبعد خروجه قلت له لما
قال قد تكون هذه اخر زيارة لي للامام
لم أفهم كلامه حينها
وسرنا صوب كربلاء ليلا الساعة الواحدة كنا اثنين ومع مسيرنا نتحدث في شي علمي حينها
ومضى الوقت ونحن نسير حتى علت الله (http://www.imshiaa.com/vb) اكبر بصوت المؤذن معلنا وقت صلاة الفجر
الحمد لله صلينا ونمنا قليلا واستمر المسير بعد ثلاث ساعات
والمسير مستمر والشوق الى الحسين (http://www.imshiaa.com/vb) يكبر ويكبر
ومع ذاك المسير تنطرح الاسئلة التالية
لو انفقت ما في الارض ما الفت بين قلوبهم
لو اختبر الانسان بغير وقت هل يكون كريما كما هو الان
لو طلب من انسان ان يخدم غيره هكذا خدمة كما هي في المواكب الحسين (http://www.imshiaa.com/vb)ية هل يفعل ذلك
لو قيل لرجل تعال واخدم كل هؤلاء الزائرين واخدمهم واطعمهم واغسل ملابسهم هل يفعل
بل السؤال
لو سالوا الزائر الماشي هل كنت تمشي لو كان مشيك ومسيرك لغير كربلاء
وكثيرة هي الاسئلة التي تنطرح
وبالفعل طرحها كثير من الناس الاجانب
من اين ياتي هذا المال الذي ينفق على عشرين مليون زائر
من اين
ودول عجزت على ان تتحمل هكذا مصروف
وصلنا الساعة الثالثة والنصف عصرا الى محطة توقفنا
بحثنا في الموكب الاول كان قد أمتلأ بالزائرين الكرام
مشينا قليلا
الحمد لله وصلنا الى موكب بسيط متواضع
جلسنا لنستريح
وبالفعل جاء صاحب الموكب يسال بكل تواضع
هل تبيتون هنا ام لا
قلنا نبات ان شاء الله (http://www.imshiaa.com/vb)
وما ان سمع كلامنا حتى جاءنا ببطانيات وقال استراحوا وبدا يقسم الزارئرين
هذا مكانك ويحمل بيده البطانيات
ويقسم مجموعة اخرى بين هذا المكان وذاك ويحمل اليهم الاغطية والماء وكل حاجة يطلبونها
سرعان ما أمتلأ الموكب بالزائرين ولم يبقى الى اماكن بسيطة لبعض الزائرين
جلس بقربنا يتحدث ويسال
ومن باب المزاح
قلنا له ان شاء الله (http://www.imshiaa.com/vb) يوم العرس
بحكم انه رجل كبير بالعمر وصل الى الستين من عمره
هنالك
نطقها وقال احكي لكم حكاية
كان هنالك رجل قوي ومعافى وبصحة جيدا وبالفعل دخل ذلك الرجل الى المطعم وطلب الشواء او كما نسميه بالعراق الشيش كباب
وطلب كمية اكثر من الاخرين من اللحم
وكان هنالك رجل اخر من اصحاب الخديعة
او كما يسمى بالله (http://www.imshiaa.com/vb)جة العامية ها هنا لوتي
واصلها من يلوي الشي
وجاء هذا اللوتي الى صاحبنا اكل الشيش كباب
وقال له مالك اصفر اللون
قال لا لست باصفر
قال بل اصفر وجفنك هادل
قال لا
لست اصفر ولا جفني هادل
قال بل انت كذلك الم ترى نفسك في المراة
يبدو لي ان صفارك وهدول جفنك شي مخيف
وعلي (http://www.imshiaa.com/vb)ك مراجعة الطبيب
واستمر هذا اللوتي الحيال
يقنع ذاك الرجل بمرضه وصفرته وهدول جفنه
وكانت اللقمة بفمه
فلفظها وترك لحمه وذهب ينظر الى نفسه بالمراة
وترك المطعم مغادرا لم ياكل لقمة واحده
كان الجميع يستمع الى صاحب الموكب
وهو يحكي هذه الحكاية الجميلة الطريفة بمعناها
سالناه
يا عم
ما المغزى
قال انما نفسية الاسنان تمنعه من الزواج
فان لم يكن مرتاحا كيف يرتاح معه اهله
هنالك
قلنا له
واي راحة اكثر من خدمتك لزوار محمد (http://www.imshiaa.com/vb) وال محمد (http://www.imshiaa.com/vb)
اي نعم
علت ابتسامة كبيرة على وجهه وهو يسمع هذه الكلمات
فكما هنالك
من كلام يهدم النفس ويكسرها
هنا
كلام يبني النفس وينميها
وللاسف
لم نكمل حديثنا
بل كان هذا الحاج ينظر الى باب الموكب
فلما راى زائرين قادمين حتى قفز وقال من رخصتكم فلدي من اخدمهم
فاي حب يكنه للحسين (http://www.imshiaa.com/vb) جعله يتغلب على كل همومه
وينسى كل الامه وكبر سنه ويركض ليخدم غيره
ولنكن هكذا مثل صاحب الموكب لا مذل ذلك الحيال
ننطق لنبني
لا
ننطق لنهدم
حميد الغانم

حميد الغانم
24-01-2014, 12:30 AM
الحجي النجفي
--------
تبدأ هذه الحكاية منذ الشهر العاشر من عام 2013 ومستمرة الى يومنا هذا
والبداية كانت منذ قبول الطلبة الجدد في المراحل الاولى للكليات
وبحكم عملنا فعلينا استقبال الطلبة الجدد من محافظتنا خلال اول اسبوع من التسجيل
واما بقية الطلبة من غير المحافظات فيكون تسجيلهم ممتد لاسبوعين بسبب ظروف البعد والمصاريف وطبيعة التغير في نمط حياتهم
من هنا جاءنا
رجل كبير في العمر تجاوز الستين سنة من عمره ومعه ابنته من محافظة النجف الاشرف
وطبيعي كان امر التعامل مع الطلبة ان المحافظات يسجل اولا وان جاء متاخرا بسبب البعد والمسافة الطويلة وكونه يريد الرجوع لترتيب اموره وما شاكلها من قسم وملبس وماكل ومصروف
وللامانة كان تعامل الموظفين والموظفات جيد جدا وطيب بدون تاخير مع العدد الكبير من معاملات التسجيل التي تتطلب جهدا كبيرا وقلة الكادر المختص
الحمد لله تم اكمال معاملة الرجل الا انها خالية من الوثيقة المدرسية اي وثيقة الصف السادس العلمي
تم تسجيل بنته على الرغم من عدم جلب الوثيقة المصدقة وهو امر قانوني لا اشكال فيه
ووعد الرجل بانه سوف يجلب الوثيقة
ولكنه طلب نقل بنته الى محافظتها او المحافظة الاقرب وهي كربلاء المقدسة
كان الجواب
يا حجي لا يوجد نقل للمرحلة الاولى
وعلى الطالب ان يقضي في كليته سنة كاملة وينجح عندها يتم نقله الى محافظته
استغرب الحاج النجفي
ولكنه قال هل من وسيلة او سبيل الى ذلك
اجبناه
نعم ان اصدر الوزير امرا بذلك النقل او الاستضافة
لم يعرف الرجل معنى الاستضافة
فكان الجواب باللهجة العراقية هي اخت النقل
قال الحاج النجفي
بفهمه البسيط المتواضع وعدم قدرته على القراءة والكتابة
نعم هذا الحاج لا يقرا ولا يكتب
ولكن قلبه كبير نظيف نقي يتمنى الخير للجميع
قال انا ذاهب الان ولدي عضوة برلمان ذات قلب كبير من اقاربي
ارجع بحول الله الى النجف الاشرف وعندها اكلمها
وطلبنا منه ان لا بنسانا بالدعاء والزيارة عند سيدنا ومولانا امير المؤمنين
علي بن ابي طالب سلام الله عليه
وبالفعل رحل مع ابنته والسائق الذي جلبهم مباشرة من النجف الاشرف بمبلغ مئتي الف دينار عراقي
مبلغ كبير بالنسبة لرجل بسيط فقير
وفي ثاني يوم
نعم
ثاني يوم اتصل بنا وقال ذهبت مباشرة الى عضوة البرلمان الدكتورة كما يسميها
وقصصت لها حكاية طلبة المحافظات والبعد
فعلا
رفعت الهاتف واتصلت بوزير التعليم العالي
وافهمته القصة والمشاكل التي يعانيها الطلبة في هذا الوقت الراهن
وخصوصا من قبل في المناطق الساخنة كما يسمونها
فمن قبل في الانبار او الموصل او تكريت
كيف يذهب
وبعد ان دار نقاش بين الوزير والدكتورة اقارب الحاج
وعد بعرض الامر على هيئة الرأي
وهي اعلى هيئة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
وبالفعل صدر بعد ذلك امر باستضافة الطلبة في الجامعة الاقرب
اتصل بنا الحجي النجفي
وقلنا نعم يا حجي وصل الامر
تعال واكمل معاملة ابنتك
قال هل يحتاج ان اجلب ابنتي معي
فكان الجواب بالنفي فقط انت يا حجي تعال واجلب معك الورقة هذه وهذه الورقة كي لا ترجع فالطريق بعيد
الحمد لله
هذا الحجي لم يسعى فقط لنفسه او بنته بل سعى لكل الطلبة
وكان دائما يقولها بكلامه البسيط
الشاهد الله اركض لكل الناس
ولكن الحجي تاخر ولم ياتي على الرغم من صدور القرار
اتصل بنا بعد ايام
قال انا سائر من النجف الاشرف الى كربلاء مشيا على الاقدام لزيارة الامام الحسين سلام الله عليه
وهنالك اخدم في موكب حسيني وهذا سبب تاخري
فاستفسر هل هنالك عائق ان تاخر
فكان الجواب لا ان شاء الله سوف تكتمل معاملة ابنتك
ولكن
ظهر عائق جديد
وهو ان هنالك اقسام علمية لا توجد في اقسام جامعة الكوفة وبذلك اختار الطلبة جامعة كربلاء او جامعة القادسية
الا انه ظهر بعد الاداريين يرفضون استقبالهم بحجة انهم ليسوا من ذات المحافظة وان كلياتهم لا تستوعب هذا العدد الكبير
اتصلنا بالحجي النجفي واخبرناه بالقضية
وطلبنا مساعدة عضوة البرلمان التي لم نعرف من هي لحد ساعة كتابة هذه الاسطر
الحمد لله
اتصل بنا قال ابشروا فان شاء الله سوف يستقبلون الطلبة في الجامعة الاقرب
وبالفعل
تم اجراء معاملات الطلبة الى جامعات اخرى قريبة وانتفع كثير كثير من الطلبة
فذاك الذي من الموصل الى البصرة وهذا من البصرة الى تكريت وهكذا
حلت مشكلة اخرى
وما ان انتهى الحاج النجفي من خدمة زوار ابا عبدالله الحسين
حتى جاء ليكمل معاملة الاستضافة
والحمد لله اكتملت ورجع الى بيته مرتاحا راضيا بتوفيق الله
ولكن
تم اصدار امر جديد بالنقل من الكلية الاصلية الى الكلية الاقرب
فراجع الحاج النجفي من جديد ايضا لينقل ابنته الى كلية اخرى يوجد فيها قسم رياضيات
باعتبار ابنته ذكية في مجال الرياضيات
وبرزت مشكلة جديدة
ان بعض رؤوساء الجامعات لم يقبلوا بالنقل بل فقط استضافة
وبالفعل
ركض الحجي النجفي الى عضوة البرلمان ليبين لها العراقيل التي وضعت تجاه النقل
وفعلا
مرت الايام وصدر الامر بان النقل من جامعتنا الى الجامعات الاخرى مفتوح
وجاء الحجي النجفي من جديد
واكمل المعاملة التي تتطلب ذهابا وايابا الى النجف الاشرف والى الجامعة وكثير من التنقلات وصرف الاموال
ولم يياس ولم تنكسر ارادته وقوته
هنا
اكتملت معاملة الحجي النجفي ونقلت ابنته الى جامعة الكوفة وغيرها نقل الى جامعات اخرى بجهود هذا الرجل البسيط
هل انتهت حكايتنا
مع نهاية حكاية نقل ابنة الرجل الى محافظتها
ومع انتهاء حاجته معنا
كلا والف كلا
بقي الرجل يتصل ويواصل ويطمئن علينا مرات ومرات
فوفاء هذا الرجل كبير على الرغم من اننا لم نفعل له الا ما نص عليه القانون
ولكن الكلمة الطيبة مثمرة بالوفاء
نعم
اتصل بي قبل عدة ايام
مستفسرا عن امر لاحد الطلبة لا يمت له بصلة
قلت له يا حاج لا يحل الا بهذه الطريقة
قال ان شاء الله
اليوم
اتصل بي
قال قضيت مسالة الطالب على تمام الخير
الحمد لله
وقال
منذ ايام كلفتني بموضوع حول الطلاب واستلام منحهم
وهو ما اشرنا اليه في قصتنا السابقة
فقال ذهبت الى عضوة البرمان وحدثتها بالمشاكل والمصاريف التي يصرفها الطالب
حتى يستلم منحته وان الامر ببساطة بكلمات بسيطة
وهي ان الطالب المستضاف يستلم من الكلية المستضيفة
اتصل بي الحجي ليستفسر عن بعض الامور
وللامانه
نعم اخبرته وطلبت منه هذا الامر
ولكن نسيت مع كثر المشاغل والاداريات ووقت الامتحان
الا
ان هذا الحجي النجفي لم ينسى
واتصل اليوم بي ليستفسر حول الامر
وبالفعل قال اليوم ساذهب وان شاء الله سوف يصير الامر الى ما يصب في مصلحة الطالب
والسؤال
هذا الحجي الكبير بالعمر يتصل ويذهب وطبيعي ينتقل بسيارة مع فقره وكبر عمره
ما حاجته لكل هذا التعب وابنته هي تستلم منحتها وقرب بيتها وعند اهلها
الجواب
قلبه الكبير المحب للخير
وطيبته التي تتمنى النجاح لكل طالب
وارادته القوية الصلبة التي لم تجعله يياس بل سعى لانجاح ما يريد
وابوته الكبيرة لابنته بل وفاءه لكل الطلبة
فهنالك اباء لنا لا نعرفهم
واخوان لنا في الخفاء لا نعرفهم
يبذلون كثيرا ويعطون كثيرا من اجل راحتنا
طاعة لله عز وجل
وهذا الرجل النجفي الكبير واحد منهم
واخر كلامي
دائما يقول لا انسى فضلكم والله ابدا ما بقيت حيا
والابتسامة على وجوهنا
بل الواجب ان نقول
اننا يا حجي يا نجفي يا طيب
لا ننسى فضلك انت
ولا ننسى خدمتك لكثير من الطلبة وكثير من اهلهم
واننا تعلمنا منك كثيرا يا حجي يا نجفي
حميد الغانم

rafedy
24-01-2014, 07:50 AM
الله (http://www.imshiaa.com/vb)م صلي على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
العراق يحتاج الى عدد من امثال هذا الحاج النجفي
عوضا عن البرلمانين

شكرا

حميد الغانم
31-01-2014, 01:19 AM
خبراء ولكن

منذ حوالي اربع سنوات بدأ مشروع اعادة انعاش الاهوار في جنوب العراق وفعلا كانت المحاولات حثيثة وجيدة وتبشر بالخير
ولكن كمية المياة والامطار كانت قليلة وخصوصا مع ما تحجبه تركيا من اطلاقات مائية نحو دجلة والفرات
الامر الذي اخر اتمام المشروع
والحمد لله بدأت خطوات كبيرة اخرى في هذا المجال اذ تم انشاء نواظم حديثة ومتطورة جدا لحبس مياة الاهوار وعدم ضياعها
اقصد ذهابها الى مياه الخليج المالحة
وكان لي بحث مشترك مع صديق لي في كلية الهندسة
واحيانا لاجده في الكلية فاتصل به هاتفيا فيقول لي انه في مشروع انعاش الاهوار
وتكررت زياراته واشرافه وكان حاضرا حين تم صب كل سدة من السدود
ولا يقبل بالخطا ولو البسيط في المشروع
فمعروف عنه امانته واخلاصه وتفانيه في العمل
وتكررت زياراته اكثر من مرة
وذات يوم كنت متجها الى كلية الهندسة حيث صديقي
وبالفعل وجدته هناك
ولكن وجدت معه صديق مقرب اخر ولكنه يعمل في مديرية الموارد المائية
بعد التحية والسلام
سالته عن سبب وجوده هل من خدمة نقدمها لك
قال جئت لاستاذ مثنى وهذا اسم صديقي المهندس
لانه مشرف على صب مشاريع السدود او النواظم لانعاش الاهوار
حقيقة استبشرت خيرا كثيرا
فهذا الصديق الاخر معروف عنه
نزاهته واخلاصه وتفانيه في العمل ولا يقبل بالدرهم كرشوة او فساد
وكل همه ان يكون العمل صحيحا دقيقا يصب في مصلحة المواطن
حكينا حول المشروع واهميته والفترة الزمنية التي يستغرقها وعن ابعاده البيئية والاقتصادية والصحيحة والاجتماعية
خصوصا مع هجرة سكان الاهوار الى محافظات اخرى
وغياب الثروة الحيانية وايضا ارتفاع درجة الحرارة كون الاهوار مسطحات مائية تطلق الاوكسجين من خلال ما تحتويه من اعشاب
او ما يعرف هنا بالعراق البردي والعنكر وغيره من الاعشاب الخضراء التي هي علف ممتاز للجاموس
ومع ما يحتويه الهور من اسماك متنوعة وطيور محلية وطيور مهاجرة
اذ تهاجر الطيور وقت الشتاء من المناطق الباردة في الصين واوربا وروسيا الى جنوب العراق بحكم جوه الدافئ
من هنا
اكمل صديقي حديثه عن المشروع وعن كمية المياه التي يحتاجونها
والمسطحات المائية وغيرها من الامور
وحقيقة كان ملما بكل المشروع وابعاده من ناحية التخطيط والتنفيذ والمدة الزمنية اللازمة وكمية المياه والاطلاقات المائية
فعلا يغنيك عن اي سؤال يخطر في بالك
واخر الختام
فان المشروع كان بحاجة الى سدة ترابية في مكان معين لحبس المياه ومن ثم ارتفاع منسوبها ودخلوها الى الاهوار
ولكن
هنالك اناس منذ زمن اللعين صدام حسين
وطبيعي بحكم الرفاقية او المحسوبية او الدرجة الحزبية والقرب من البعث
نالوا امتيازات وامتيازات
من ضمن هؤلاء مهندس اخر نال درجة خبير في الموارد المائية
نعم
هذا الخبير اعترض على انشاء هذه السدة الترابية
وراح ياتي باسباب واسباب كثيرة
ولا يصح ولا يجوز ولا يقبل
ومن انواع الكلمات التي تكسر الهمم
وللامانة
كان هنالك مهندسة في وزارة الموارد المالية
لا تعتمد على هذا الخبير المزيف الذي لم يستحقها بعمله وخبرته الفعليين
بل بقربه من السلطان الصدامي
وراح مصدقا بنفسه انه خبير وصار يخطط ولكنه فعلا يهدم
وصار يقول لا في موضع نعم
ذات يوم جاءت مهندسة الموارد المائية من العاصمة بغداد
وسالت صديقي المهندس عن المشروع
واسبابه ومسبباته ونجاحه ونسب فشله
والاهمية من السدة الترابية
شرح صاحبنا لها كل الخطوط بوضوح وبانت الصورة
الحمد لله
حين تاخذ المعلومة من الموضوع الصحيح الصادق تظفر بالنجاح
وحين تاخذها من خبير بالاسم لا خبير بالفعل مصير عملك الفشل والتكسير
وفعلا
نفذت السدة الترابية ونفذ المشروع
ومن الله عز وجل علينا بامطار غزيرة خلال السنوات الماضية ساهمت برفع منسوب المياه في الاهوار
وظهرت مساحات مائية ونباتات واسماك
وبدأت بشائر الخير اذ انخفض سعر السمك الى النصف اذ عادت الحياة الى الاهوار
اذ عادت الطيور المهاجرة الى الاهوار
اذ تعدلت درجات الحرارة في الصيف
اذ وجد الفقير مجالا ليكسب قوت يومه من الصيد
واذ واذ
نتائج جدا قيمة وكبيرة فرح الجميع بها
الا
ذاك الخبير
لان نجاح المشروع يعني فشله وانكشاف زيفه وخداعه
وتمر الايام والايام
وصادف ذات يوم اذكر قبل اسبوع ان كنا عائدين من كليتنا الى البيت
فكان الحديث عن الاهوار والسمك
وتشاء الصدف ان يكون معنا احد الاساتذة القادمين من مركز المدينة
وكان الحديث حول السمك والطير
وانجر كلامنا الى مقترح ان نذهب ونشتري سمكا من منطقة الاهوار ونطلع على المناظر الجميلة والهواء النقي
فعلا مشت السيارة بنا كثيرا الى ان وصلنا
وجدنا اناس يبيعون السمك على حافة الطريق
سمك طازج للتو قد اصطيد
سالنا عن السعر
فعلا كانت مفاجاة اذ السعر يصل الى نص ماهو موجود في مركز المدينة
وبدات العملة كما نسميها هنا من اجل تخفيض السعر
وبالفعل افلح صديقي بخفض السعر كونه خبيرا بالسمك
اشترى حوالي خمسة كيلوات من السمك الصغير او كما نسميه الزوري هنا في جنوب العراق
بكم بثمانية الاف دينار واشترى سمكا اخر واخر
ملئ الكيس البلاستيكي بالسمك وضعه في السيارة
ورحنا نصور مناطق الاهوار
وصلنا الى احد النواظم
هنا كانت المفاجاة
ان الماء قد ارتفع فوق مستوى الناظم وامتلات الاهوار بالماء والبردي والاعشاب
والسمك كان امامنا رخيصا متوافر والبردي قد ملئ الاهوار على طول البصر
وقررنا ان نكمل رحلة العودة على طريق اخر يمر بالسدة الترابية
وفعلا وصلنا الى السدة
وكانت مفاجاة اخرى اذ ان الماء ارتفع بشكل كبير
بحيث صار الماء يعبر من ضفة الى اخرى كانه الشلال المتساقط بقوة
فرحت علت وجوهنا ووجوه من كان واقفا ينظر الى هذا المشهد
الذي لم يكن لنصل اليه لولا وفاء اناس خيرين محبين لبلدهم متفانين بعملهم
واثقين بنجاحهم متوكلين على الله عز وجل
هل انتهت حكايتنا
بقي جزء اخر
منذ يومين توفي اقارب لي في منطقة الاهوار ورحت لقراءة سورة الفاتحة وصلنا ليلا هناك
ونعم التقيت بصديقي مهندس الموارد المائية
بعد السلام
قلت مازحا معه ابو علاوي خوية احنه بقطرة الماي والسدة تعبر ليش تروح هاي القطرة صوب الخليج
تبسم وقال غيرك اتصل بي كثيرا
الحمد لله هنالك من صار اليوم يعرف قيمة قطرة الماء وما تعنيه لبلدنا
واكمل قائلا تعال انظر
سحب هاتفه النقال واخرج صورا لبيوت الناس في الاهوار
فعلا مستوى الماء مع مستوى بيوتهم
ولم يبقى الا القليل ويصعد الماء على مستوى الشارع والتبليط ويقطع الطريق
قال لابد من تقليل الضغط لانه لو بقي الماء محبوسا لفاضت البيوت وغرق الناس
قلت سبحان الله سبحان الله سبحان الله
وسبحان مغير الاحوال من حال الى حال
اين كنا بالامس واين اليوم صرنا
وهذا بفضل الله عز وجل
والسبب
التخطيط الجيد والتنفيذ الحكيم والامانة
واناس مهندسين وعاملين اجتمعوا على حب بلدهم وامنياتهم بالخير لكل الناس
ليت البرلمانيين يتعلمون كيف يخططون
حميد الغانم

حميد الغانم
07-02-2014, 12:18 AM
الاجيال
-----------------
ليست بالقصة الغريبة او التي لا تحدث كل يوم او الغير معروفة في قريتنا الريفية البسيطة
ولكن يمكن ان تكون غريبة غير معروفة في غير مكان او غير زمان
تحكي حكايتنا عن حالات الوفاة للاقارب وما يجري فيها من عادات وتلاحم ورأفة ورحمة بين الاهل والاقارب والجيران والاصدقاء
وتبدأ حكايتنا منذ ايام
اذ خرجت للذهاب الى الطبيب بسبب وعكة صحية المت بي
فوجدت ابن عمي واقفا في مكان وزمان ليس بعادته ان يقف فيه
سلام عليكم وعليكم السلام
سالته باللهجة العامية
هااااا اشو واكف هنا خيرا
قال ابن عمنا ينزاع ووصل الى لحظات عمره الاخيرة
سبحان الله قلت منذ يومين كان بحالة جيدة
قال منذ البارحة ساءت حالته الصحية
( وهذه حال الدنيا يوم في مسرة ويوم في مضرة )
سارعنا للذهاب الى ابن عمنا ودخلنا البيت
وهناك مشهد محزن مبكي الابن يصارع سكرات الموت وينازع الحياة وفي اخر رمق
وبجنبه عمي الكبير في العمر هو الاخر لا مريض ولا يعلم ما يدور حوله
جلسنا بين السريرين حيث وجدت اغلب اقاربي هناك جالسين بين السريرين
بين سرير الاب الذي لا يعلم ان ابنه يموت وبين الابن الذي ينازع
(موقف غريب فعلا وموجع بذات اللحظة فلا ندري باي وادي نموت )
وهنالك الصمت سائد والاخ الاكبر بين ان يبلل شفة اخيه الاصغر منه الذي ينازع
وبين ابوه الذي كل لحظة لا ينطق الا كلمات بسيطة انا عطشان انا عطشان
وهنا نتذكر الحسين سلام الله عليه
فهناك صرخة كربلاء فلا مجيب للحسين الا اعداءه
وهنا
يصيح الاب انا عطشان حتى يهب الابن الاكبر ليسعف ابيه بشربه ماء
ومن ثم يعود ليقرا القران الكريم لاخيه ام ابيه
وهذه اولى العادات اامتوارثة بين اجيالنا
ان نجتمع مع اقاربنا عند نزع الروح ونواسيهم
ان نقرا القران ونصلهم ونترحم عليهم
وتمر اللحظات واللحظات
ويجتمع الاقربون ويزدادوا وبوسط هذا الجمع
تدخل الام
حضنت ابنها قبلته مسحة جبينه ذرفت الدمع
وهي تنادي
يمة اخذني وياك شلي بدنياي من بعدك
كررتها اكثر من مرة
والحاضرين يذرفون الدمع
( فاي قلب قلب كل ام سبحان الذي زرع فيها هذا الحب والعطف)
وكأن قلب الام شاهد على اخر لحظات حياة ابنها
وفعلا ماهي الا سويعات قليلة حتى توفي ابن عمي
الى رحمة الله عز وجل
وهنا اجتمع الاقربون كلهم والجيران والاصدقاء ليلا
وذهبوا الى التغسيل جميعا
وفريقا قد حضرمكان الاستقبال او كما نسميه هنا الديوانية الكبيرة
( وهذه العادة كما نسميها هنا اذ يهب الاهل والاقربون والجيران والاصدقاء عن الشدائد الى من كان عنده فاجعة او مصيبة او فرح )
ومن هنا اتذكر موقف احد القادمين من المدينة اذ وجد ان احد جيراننا كان قد استلم اعداد الشاي والقهوة او كما نسميه نحن هنا الكهوجي فساله ليسوا باقاربك فلما انت هنا قال اصلا كل محلاتنا قد اغلقناها ليس وحدي بل كل اقاربي لانهم جيراننا واصدقاءنا
بالطبع يقصد منطقتنا وحينا
وهي عادة اخرى ورثناها من اباءنا واجدادنا بان نتعامل مع جيراننا كانفسنا
ونقف معه
وما ان انتهى التغسيل والتكفين حتى حضر الجميع يصلون عليه ويقرأون سورة الفاتحة
ويصلون ركعتين بثواب المرحوم
وهكذا يستمر الجيران كلهم مع جيرانهم
وهكذا المجتمع ينبني ويصلح بالتواصل والتراحم
ويعلن المؤذن اذان الفجر ويحمل التابوت الى البيت
هنالك الوداع الاخير
حيث قلب الام المكسور حيث الاخوات والاخوة حيث الاحفاد وحيث وحيث
وهناك يعلن عبر مكبرات الصوت ان فلانا بن فلان قد توفي وسيكون تشيعه في الساعة كذا وكذا
ويجتمع الناس كثيرا وكثيرا وياتي ساعة الرحيل
ويحمل الاهل والاقربون والجيران ذاك التابوت الى مثواه الاخيره
ويسير خلفه مئات الناس
ومع كل مسير يترك الناس محالهم ويسيرون خلف التابوت
وينادي المنادي بصوت عالي
جل الله جل الله لا اله الا الله
ويردد خلفه كل السائرين
بصوت عالي جل الله جل الله لا اله الا الله
ويستمر التشيع لمسافة نص كيلو متر او اكثر
الى حين الوصول الى السيارة التي تحملهم الى النجف الاشرف
ويعود الاهل والاقربون والاصحاب ليستقبلوا المعزين طوال ثلاثة ايام
ومعهم جيرانهم واهليهم واقاربهم واصحابهم
وياتي المعزين من كل مكان قريب او بعيد
وتستمر الفاتحة ثلاثة ايام متواصلة
ومن هنا
ناتي الى اليوم الذي يليه
في الجيل السابق الذي ورثناه عن اباءنا
كان الناس يقيمون الفاتحة او الماتم لمدة ثلاثة ايام او اكثر بقليل
اليوم في جيلنا
صارت تقام الفاتحة ثلاثة ايام ولكن الجديد انه في كل ليلة يقام ماتم حسيني لذكر الحسين الشهيد واهل بيته واصحابه
ويستمر هذا الماتم المقام بثواب المرحوم الى اسبوعين او اكثر
وفي كل ليلة جمعة تقام وجبة طعام للفقراء والمساكين والاقربون
ما ان ينتهون حتى يقراوا سورة الفاتحة ويهدونها الى المرحوم
الحمد لله
عادة جميلة محمودة
ولكن
ننظر الى من هو في سن المراهقة قد حمله هاتفه النقال وانشغل عن ما يجري حوله من عادات حميدة وقراءة الفاتحة والماتم الحسيني
وبين اطفال يلعبون هنا وهناك وقد علا صياحهم مع صوت القارئ الحسيني
وبين
اخوة واصدقاء واقارب طلم ينسوا اخوهم او صديقهم او اقاربهم
على الرغم من رحيله عن دار الدنيا
صاروا ياتون كل ليلة يقراون القران له ويذكرون محاسنه ويقولون
ربي ارحمه برحمتك الواسعة
وبين اب يصارع هو الاخر ويلات المرض والاه وقد رحل ابنه عن دار الدنيا وهو لا يعلم ان ابنه قد رحله قبله
وبين اخ اكبر يداري ابيه من مرضه ويبكي على فقدان اخيه
وبين اخوة واصحاب واقارب يذكرون من فارقوه بخير ويترحمون عليه
وبين شباب قد شغله الهاتف النقال عن ما يجري حوله
وبين اطفال يلعبون ويمرحون لم يشغلهم ما حولهم عن ذاك اللعب
بين كل هذا
تساءلت
هل ستبقى هذه العادات الحميدة كما بقيت منذ سنين وسنين وورثناها عن اهل بيت النبي محمد صلوات ربي عليه وعلى اله
وبين
ان تضيع تلك العادات
ينتقل جيل وياتي جيل وسيرحل وياتي غيره
ولا يبقى الا العمل الصالح في ظل مجتمع سليم حميد
حميد الغانم

حميد الغانم
14-02-2014, 01:33 AM
الاخلاص

كثيرا ما كنا نتحاور فيما بيننا نحن مجموعة من الاصدقاء
ونسأل السؤال التالي علنا نحصل على اجابة معينة ولكن الواقع يعطينا اجابة مخالفة لما نتمناه
السؤال هو
لو ان كل مقاول او مدير مشروع او عامل او اي انسان له دور في بناء شئ معين
هنا لو هذا المقاول عمل في المقاولة كما يعمل في بيته
لو كان يقتصد بالمال ويخاف على المال كما يخاف على ماله في بيته
لو انه كان حريصا على الطابوقة الواحدة في المقاولة كما هو حريص على نفس الطابوقة
ولكن تلك الطابقوة دخلت في بناء مشروع للدولة وهذه الطابوقة دخلت في بناء بيته
لو ان هذا الانسان كان يشتري السلعة الممتازة النطيفة الى بيته ولا يشتريها الى ذلك المشروع الذي هو للدولة
لو انه كان يذهب الى اكثر من محل تجاري يعامل ويعامل بغية الحصول على اقل الاسعار وافضل الانواع ولكن حين يكون الشراء لبيته
ولكنه حين يصل الامر الى مشروع هو مديره او مقاوله او منفذه يقوم بالعكس
هنا التناقص للبيت الجيد للمقاولة الردئ
للبيت الغالي الجيد للمشروع الردي الرخيص
وهكذا نسمع هنا وهناك ان المشاريع تفسد او تخرب او تفشل باقل من سنة من تنفيذها
ونرى ان هنالك مشاريع كثيرة نفذت من قبل البريطانيين في العشرينيات من القرن الماضي اي صار عمرها خمسون سنة لا تزال هي هي ممتازة وباحسن حال
هذا التناقض يتجسد اليوم في حكايتنا
في منطقتي نفذ مشروع لمجاري المياه
الحمد لله احيل المشروع الى مقاول ليس اصلا بمقاول ولا يعرف شيئا عن المجاري وعملها وتنفيذها ودقتها
باع المقاول الاول المقاولة الى ثاني والثاني الى ثالث
وهكذا مع كل بيعة يقل السعر الى حين الوصول للمقاول الاخير
ويجب ان اذكر ان المقاولة وصلت الى سبعة مليارت دينار عراقي
اي ما يقارب ستة ملايين دولار
مبلغ كبير جدا
دفعته الدولة لاجل المواطنين وتنفيذ مشروع ينفعهم ويصب في مصلحتهم
هنا بدا العمل والمفروض ان ينتهي بسنتين
ومضت السنتان ومضت ثالثة والمشروع من سئ الى اسوأ
ليس بالدقة المطلوبة ليس بالجودة المرغوبة ليس بالصلاحية المبتغاة
قطر الانبوب خمسون سنتمترا
سالناهم لما هذا القطر البسيط
قالوا لانه هنالك مضخة كبيرة تسحب المياه
قال لهم الناس ولكن منطقتنا ترابية والجو المترب يزيد من كمية الاطيان الداخلة الى الانبوب وبمرور الايام يغلق الانبوب ويفشل المشروع
لا اذن واعية تسمع
المهم اكتمل المشروع وكما وصفناه السلعة الرديئة الغير جيدة الرخيصة
كما نسميها بالعامية التعبانة
هنا في ذات الوقت نرى المقاولين قد بنوا بيوتا
ومن مقارنة بسيطة نراه يبحث عن التصميم الممتاز عن الطابوقة القوية عن السمنت الاجود عن العامل الممتاز عن السلك الانفع عن الانبوب الاصلح
شتان بين هذا وهذا
الحمد لله حينا لم يكن مشمولا بخطة مد انابيب المجاري
والحمد لله ان من الله علينا بنعمة المطر الغزير في هذه السنة
ومن هنا فاضت بعض الشوارع امام بعض البيوتات في حينا
اقصد البيوت القديمة التي هي مستواها اقل من مستوى الشارع
صار الاقتراح ان يطلبوا مد انابيب مجاري
ولكن فوجئوا من قبل المدير اذ يخبرهم ان انتظارهم سيطول لو احيل المشروع الى مقاول ومناقصات وروتين مقزز
وقال لهم انا عندي انابيب اعطيكم وعليكم العمل
وافقوا على غصة
اذ ان بيوتهم ستغرق وملابس تتلف واين يرحلون مع دخول الماء الى بيوتهم
ومر الحاج ابو علي صاحب قصتنا هذه
قال نريد ان نمد انابيب مجاري والعمل على حسابنا
فهل تشترك
بالطبع وافقت
وتمر ايام
جاءت الانابيب البسيطة جدا
ذات القطر البسيط
استلمها الحاج ابو علي وهو رجل بسيط خريج ابتدائية كان يعمل في وزارة النفط
واحيل على التقاعد وقد فتح ورشة لتصليح الثلاجات والمكيفات
ترك عمله ذاك وجاء ليشرف على عمل مجاري حينا
وبالفعل اخرج من بيتنا صباحا الى العمل اراه قد جلب ثلاث عمال يحفرون حافة الشارع باداوات جدا بسيطا كما نسميها هنا
المسحة والطبر والهيب
جدا جدا بسيطه هذه الادوات
فعلا استمر الحفر اياما قلائل ومدت الانابيب
كل هذا وابو علي يشرف عليهم
ويشتري بنفسه السمنت والرمل والطابوق
واشترك ايضا هو في العمل
عملت فتحات المجاري او كما يسمونها هنا المنهولات
وما هو الا اسبوع واحد فقط يزيد او يقل يوما
انجز العمل
حقيقة استغربت كثيرا لدقة العمل
مستوى الفتحات مع الشارع تماما
دقة في بناء الفتحات ذات شكل هندسي دقيق
يتحمل ضغط السيارت المارة
نظرت في احدى الفتحات الماء يجري ورايت الانابيب في وضعية جيدة جدا لا تسمح بمرور الاوساخ والنفايات
وكثيرا من المواصفات الهندسية القياسية التي نفذها هذا الرجل البسيط الذي لا يحمل شهادة كبيرة بل ابتدائية بسيطة قد يحتقرها البعض
حقيقة هذا الانجاز الاول وهو نجاح المشروع
ولكن كنا ننتظر البعد الثاني الاقتصادي لنرى التكلفة
ومررت بابن عم لي قلت له لم ارى الحاج ابو علي اريد ان اعطيه فلوسه
قال مائة وستين الف على كل بيت
حقيقة هنا المفاجاة الاكبر
مبلغ جدا بسيط اذا ان كلفة المشروع كله لم تتجاوز المليونين وقد نفعت جزءا كبيرا من المنطقة والبيوتات
هنا تساءلت وتساءل غيري
كيف انجز هذا الرجل البسيط بمبلغ بسيط وبمدة قصيرة
مال لم تنجزه الدولة في ثلاث سنين ومليارت الدنانير
الجواب
الامانة في العمل
ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها
وثانيا
حب الغير عند الحاج ابو علي
والمقاول
عنده حب المال
والتفاني والاخلاص في عمل الانسان يديم البنيان
والغش والكذب يخرب
حميد الغانم

حميد الغانم
21-02-2014, 11:20 PM
السهل والصعب

في زمن الطاغية صدام اللعين ومع قيوده الاجرامية حول الكلمة
الامر الذي وصل به الى ان من يسب صدام يصل الى الاعدام
ومن سب عزة الدوري فمصيره القتل الفوري
ومن يسب طه ياسين مصيره الذبح بالسكين
وغيره من الامور
اليوم حكايتنا حول قيد الكلام ان كنت تمتلك السلطة
ان دعتك قدرة على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
بالامس صارت حكايتنا بين احد التدريسين ممن يحملون شهادة الدكتوراه
وبين طالب في باب الكلية قبل الدخول
اذ لا يسمح للطالب بالدخول الا وهو يحمل بطاقة تعريفية او كما نسميها الباج هنا
ولكن المشكلة تكمن في ان كثير من الطلاب لم يمتلكوا هذا الباج بسبب التاخر في انجازها
قبل الامس اخبروا ذات الدكتور ان العمل في البطاقات التعريفية للطالب سوف يتاخر ولا يمكن انجازها بموعدها المحدد كون الكادر المتوفر غير كافي ولا يوجد فيه شخص يطبع هكذا باجات
اجاب بل هو كاف والبركة بالعالمين
( المغزى ليس عدد العاملين الاساس ولكن خبرة المنفذين )
والعدل اساس الملك
نكمل حكايتنا
وتمر الايام وتتاخر الباجات التعريفية وتكرر الامر
وصل الامر الى المحاسبة الشديدة للطلاب
على ذنبهم هم لم يقترفوه
فلما نحاسب الاخرين على ذنب نحن اقترفناه
وعلى تاخير نحن عملناه
بالامس وجد هذا الاستاذ الجامعي هذا الطالب بلا باج
والظاهر حصل نقاش بين الطالب والدكتور
وطبيعي ان هنالك طبيعة بشرية عند بعضنا لا تتحمل النقاش
فما كان من الاستاذ الجامعي
الا
وان
اطلق كلمة على هذا الطالب
حقيقة لا يمكن ان تكتب ها هنا
ولا يمكن ان تقال في الشارع بين متنحارين
ولا يمكن ان تقال في اي مجال من مجالات الحياة
صعبة جدا هي هذه الكلمة
سكت الطالب
فلا حول ولا قوة له
وطبيعي ان اعترض ورد فان مصيره الى الفصل او الرسوب
لانه بطبيعة الحال فان الاستاذ دائما فوق الطالب
ودخل الطالب الى الكلية
وصادف ان كنت مارا بباب رئاسة القسم الذي ينتمي اليه الطالب
وجدني ولونه شاحب والنفس مكسورة والحزن على وجهه وعيونه
قال استاذ
ايرضيك ان اشتم بهذه الطريقة
ايرضيك ان يقال لي كلمة بذيئة
حقيقة استغربت
من وكيف
حكى لي الحكاية من اولها الى اخرها
وسالته ما هي الكلمة التي شتمك بها
قال ( ابو _______)

عذرا فلا يمكن ان تكتب ها هنا
ولكن معناها قمة الاستحقار والاستهجان بطالب كبير ولشاب

قال ذهبت الى رئيس القسم وابلغته فهو رئيسي والمسؤول عني
حكيت معه بعض الكلمات التي هدئت من روعه
وحقيقة اقولها
وكان الدمع يكاد ينفجر من عينيه
لانه جرحه كبير كبير
فجراحات السنان لها التئام ولا يلتئم ما جرح اللسان
واستمر الحديث بضع دقائق
قلت من شهد معك هذا الكلام قال فلان وفلان من الطلبة
ودخلت غرفة رئيس القسم
وقلت له ما حصل بين الدكتور الفلاني وبين الطالب هذا
كيف يقول له هكذا كلمة ( ابو ______ )

استغرب رئيس القسم
قال لم لخبرني الطالب بهذه الكلمة
ولم يقل هذا الطالب انه شتم بهذه الطريقة

حقيقة استغربت
لانه تصورت انه اخبر رئيس قسمه بهذه الكلمة
ولهذا كان رئيس القسم في غاية الاستغراب حين سماع هذه الكلمة
فاكملت حديثي لرئيس القسم
قلت ان الطالب يريد ان يجري تحقيقا
وانت تعلم عقوبة هكذا كلمة في وسط جامعي
ولو وصلت الى الوزارة هكذا نوع من الكلمات يقولها استاذ جامعي بحق طالب
لا اتصور انه بالامر الهين
فانصف الطالب
فقال ان العميد ليس موجودا اليوم
غدا اكلمه
خرجت فوجدت احد الطالبين الذين قال عنهما انهما شهدا الحادث
سالته
وكان الطالب الشاهد خائفا مرتبكا
لان هذا الدكتور يدرسه في مادة معينه
فان شهد عليه
سوف يكون مصيره الرسول او الفصل
سبحان الله
ذهب صدام وبقي الف صدام
فصدام شخصا ذهب ولكن سلوكا بقي فينا وبعملنا وباخلاقنا
والخوف لا زال ساكن في قلوبنا
والناس من خشية الذل في ذل
بين ان يشهد لزميله وبين ان يسكت ويحافظ على مستقبله
وجدت الطالب الثاني
فسالته
قال نعم حصل الامر امامي وقالها له الدكتور بهكذا لفط
وصدق الطالب
وبقي الطالب لم يدخل محاضرة وحقيقة نيران الغضب مشتعلة بصدره ودموع الحزن تترقرق بوسط عينه
وتمر ساعات الدرس ساعة بعد ساعة
وانتهت المحاضرات
وعدنا الى بيتنا
ولكن كيف قضى ذلك الطالب يومه
هل يمكن ان يدرس
هل يمكن ان يفهم
هل يمكن ان يتعلم
بالطبع لا
فرسول الله يقول
ثمرة العقل مدارات الناس
ويقول بالذي معناه
قدم حسن الخطاب تلقى جميل الجواب
ويقول رب العالمين
لو كنت فظا غليط القلب لانفضوا من حولك
فتلك النبوة والايمان والجهاد والتضحية قرنت باللين واللطف وعدم الغلاظة
فما احوجنا لاخلاق رسول الله واهل بيته حين نعلم الاخرين
يوم مر وعدنا الى عملنا وحكاية الطالب لا تزال تدور في راسي
ووجدته على قريب على باب غرفتي
رايته مرتاح البال والخاطر
واختفت تلك النيران من صدره
وكان خارجا من محاضرته
سالته خيرا ان شاءالله
قال استاذ
لقد ارسل علي العميد
وقال انا اعتذر لك
واسف لك ما قبل بحقك
وانت كبير باخلاقك وهذه صفة الانسان المتعلم
وبقي العميد يطيب خاطره بكلمات وكلمات
الى ان طاب خاطر قد كسر من قبل انسان يعتبره ذاك الطالب ابا له واخا
قلت الحمد لله
فالعميد اكبر رجل في هذا المحفل
وان اعتذر فاقبل الاعتذار
قال نعم قبلت
اقول
يوجد منهج في كليتنا وكل الكليات
اسمه حقوق الانسان
وياترى هل طبقنا حقوق الانسان وحقوق الطالب
ام بقي حبر على ورق
واقول
ان القلوب جبلت على ان تحب من احسن اليها
لنتعلم ان نحسن قبل ان نسب
واقول الاستاذ يحسب الف حساب قبل ان ينطق كلمة امام طالبه
لما له من تاثير على ذلك الطالب
فما بالك ان كانت كلمة بذيئة
واقول من الاكبر هذا الطالب ام هذا الاستاذ
حميد الغانم

حميد الغانم
07-03-2014, 11:55 PM
ضباط بحاجة الى ضبط

في ظل تسارع وتيرة الاحداث في العراق وخصوصا مناطق غرب البلاد حيث الانبار وغيرها من المناطق
وشدة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها البلاد من تفجيرات ومفخخات وقتل وصل الى حد المدارس البريئة والاطفال الذين لا ذنب لهم
ولكن العدو فقد كل ذرة عقل فاولئك كبهيمة الانعام بل هم اظل سبيلا
وانسحاب القوات العسكرية اقصد افواج الطوارئ والجيش
تجاه تلك المناطق
وبقيت المناطق التي تركها الجيش والشرطة بيد الشرطة المحلية
وما هو الا يوم او يومين الا وشهد الواقع الامني تدهورا
السؤال طرح من الناس
لماذا كم فرد من الجيش لا يتجاوزن المائة يقومون بواجب
عجز عنه الف او اكثر من الشرطة المحلية
لاي سبب مع كثرتهم فلا كفاءة لهم
وهذا السبب
لان اغلب هؤلاء واقصد الشرطة المحلية جاءت بالواسطة كما نسميها ها هنا في العراق
اذ اخذوا مكان غيرهم في التطوع
لان هؤلاء لديهم مقربون من السلطة وزيرا او عضو برلمان
فاختار هذا الوزير وهذا العضو من هو من اقاربه ومن كتلته ليكون شرطيا ويضمن صوته الانتخابي
متناسيا ان الله فوق رقيب
ومن هنا ننطلق الى حكايتنا التي تربط بين واقع التعليم وبين واقع اليوم
قديما كان لدينا معلم لغة عربية شديد جدا
وكثير الضرب
ويصل الامر به الى ضرب يد الطالب بالمقلوب
اي ان الضرب بالعصا ليس على راحة اليد
بل الضرب يكون على ظاهر اليد
اي على عظام الاصابع مباشرة
وحقيقة ضربة مؤلمة جدا كثيرا ما يظل الطالب يتالم طوال يومه من جراء هذه الضربة
ومعلم اخر
يضرب الطالب على وجوههم باليد يصفعهم
او كما نسميه هنا بالعامية راشدي
ولكنه ضرب قوي مؤلم
ومعلم اخر يضرب الطالب برجله ويرفسه
ويطلق عليه كلمة مطي اي حمار
ومعلم اخر كان يضرب الطالب خمس دقائق او عشرة
يشبعه ضربا مبرحا
هذا قديما قبل الثمانينات من القرن الماضي
بالامس تكرر ذات الامر
اذ توجد مدرسة يديرها احد اقاربنا
فاذا به يتفاجئ ان قدم احد اباء الطلبة
كون احد المدرسين قد ضرب ابنه على وجهه وتركزت الضربة على اذنه مما ادى الى خروج الدم منها فورا
والتهابها فورا وخروج القيح منها
وهو امر جد خطير يؤدي الى فقد السمع بل يؤدي الى احيانا تجمع القيح قريبا من منطقة الدماغ
وتطور الامر جدا ويكاد يصل الى المحاكم
والعشائرية
واليوم
يوجد استاذ جامعة من حملة شهادة الماجستير
بمجرد ما ان احتاج احد الطلبة الى ان يشم هواء خارج القاعة
فاستاذن من الاستاذ
فما كان من الاستاذ الا ان قال ناقص درجتين
لاي سبب لا يعرف
هل لانه بمجرد ان طلب الخروج ليشتم قليلا من الهواء ويعود
ام
لان الاستاذ حس بالنقص والخلل اذا خرج الطالب
وما كان من هذا الاستاذ
الا ان زاد في شدة تعامله مع طلبته وقام يستخدم الكلمات البذيئة جدا والسبب بانهم بلا اخلاق والشتم
وهكذا تكرر الامر مرارا وتكرارا
ومن هنا
نرى
المعلم
المدرس
الاستاذ الجامعي
كلهم يضغطون على الطلبة
كونهم متسلطين عليهم
والطالب لا حول ولا قوة له ضعيف امام سلطتهم
من هنا
تربى جيل عراقي لا يعرف ان يطالب بحقه بل تعلم ان تسيره العصا والضغط والخوف
تعلم الا يقرا الا بالضرب
تعلم الا يتصرف بمسؤولية الا بالخوف
تعلم الا يبني الا بالخوف والضرب
تعلم الا يحترم الغير الا بالخوف
واشياء واشياء
كلها مخالفة للشرع والدين الاسلامي
فصار النقاش ها هنا حول
بين
ان تربي جيلا باخلاقك
او
ان تربي جيلا بعصتك

ومن هنا يقول رب العالمين لنبيه الكريم أفانت تكره الناس
ولا اكراه في الدين
عجيب لهذا الجيل من المعلمين والمدرسين والتدريسين
وما ان زالت العصا زال الخوف وبدات الامور تعود الى سابق عهدها
من هنا ننطلق الى الجزء الثاني من حكايتنا الا وهو الشرطة المحلية
هي شرطة دخلت السلك بالواسطة تعلمت ان تستلم الراتب بلا واجب بلا تعب بلا وصلت الى مكانها باستحقاق غيرها
بمعارفها لا بجدها
ومن هنا
وصل عددهم الف او اكثر
وبيوم واحد فقط
بعد رحيل الجيش تغير الحال
لناخذ مثالا على هؤلاء الشرطة
أحد الضباط في المنطقة برتبة نقيب من هؤلاء الشرطة المحلية
لديه 15 شرطيا حماية يسيرون خلفه يحمونه ويهتم بحمايته ولا يهتم بغيره ولا بواجبه
لانه تعلم من المعلم الا يؤدي واجبه الا عند الخوف او وجود العصا ولم يتعلم ان يؤدي واجبه بضمير ووجدان
هذا الضابط يوجد لديه شرطي رقم 16
ولكنه يدفع للضابط جزءا من راتبه الى ذلك الضابط فلا يداوم في مقره ولا يذهب الى عمله
وكثير هم من يدفعون قسما من راتبهم الى الضباط فيجسلون في بيوتهم ومبدا فيدوا واستفيدوا
وغيره من حالات الفساد الكبيرة ولكن هنا الفساد مباشرة يرتبط بارواح البشر واعراضهم
ونعود من جديد
قام هذا الشرطي 16 بالتجوال في المنطقة بين المحال التجارية يتابع من هي جميلة بنت رائعة بنت شابة تشتري شيئا
ذهب يعاكسها ويتابعها ويسرق النظرات
ولاحظه بعض الناس
اتصلوا بالنقيب
اي نقيبنا هذا الشرطي 16 من حمايتكم وهو الان في الاسواق ويتابع ويعاكس بنات الناس
وفعلا دقائق مرت والجميع ينظر الى موقف ذلك الضابط
فاذا
بالنقيب قد حضر السوق اشترى الخضروات والفواكة ملئ الاكياس
ونادى على الشرطة 16
ان تعال احمل معي ما ثقل
وفعلا الضابط النقيب يسير والشرطي 16 خلفه يسير
ومشهد يذكر بالسيد ومعه الحمير
تحمل الاغراض
فلو كان هذا الشرطي ذا كرامة هل قبل ان يكون هكذا
ولو كان هذا النقيب ذا ضمير لما قبل ان يسرق امن الناس وامانهم ويسبب هلعهم
ولو كان
الناس منذ صباهم في مدارسهم تعلموا الا يخافوا من حقهم وتعلموا ان العلم لا ياتي بالعصا
ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
لما صار ان تسيد عليهم هكذا اناس ليسوا باهلا لها
ولكن
التعلم في الصغر كالنقش على الحجر
فتعلمنا من
معلمينا
ومدرسينا
واستاذتنا
الا نناقش ولا نقول لا ولا نرد
تعلمنا
ان نتعلم بالخوف
ان تقرا بالخوف
ان ناكل بالخوف
ان نلبس مالا نشتهي الخوف
وتعلمنا ان الضابط اليوم هو معلم الامس
فما ان رحل الجيش القوي
حتى عادت اخلاقنا البذيئة الى الظهور مجددا
كالبكتريا صرنا
حين ناخذ علاجا قويا مضادا حيويا
تكيس البكتريا نفسها بغلاف خارجي قوي لا تقراءه كريات الدم البيض بلا تراه سكريات تنفع الجسم فلا تقتلها
وما ان يزول ذلك المضاد الحيوي
حتى تزيح الكتريا اكياسها وتعود لتخرب الجسم ونمرض
هكذا هم من كانوا يقرأون للخوف للمعلم
لا
من يقرأ حبا بالعلم ورغبة بالتعلم

حميد الغانم

حميد الغانم
15-03-2014, 02:16 AM
السلحفاة
---------
ذات يوم كنا راكبين بالسيارة متوجهين الى العمل مع طول الطريق
وكثرة السيارت مما سبب ازدحاما على طول الطريق
وهنالك نهر صغير يمر بجنب الطريق
وتشاء الصدف انه في هذا اليوم كان هنالك سلحفاة تمر الطريق وبالمنتصف
وترى السيارت قد فترت من سرعتها وزاد الازدحام اكثر واكثر
مما وفر وقتا لرؤية سبب الازدحام
فاذا نرى سلحفاة في منتصف الطريق بالذات والسيارت تتخطفها تحاول الا تسحقها باطاراتها ووزنها الثقيل
فما كان من السلحفاة الا ان ترجع راسها الى قوقعتها وبقيت ساكنة في منتصف الشارع
عبرنا بسيارتنا تلك السلحفاة مع ثقتي انها ستسحق من قبل احدى السيارت
مضيت بطريقي اتفكر في هذا المنظر الغريب نوعا ما
فلسان حال السلحفاة يقول
ان هنالك وحوشا قاتلة كبيرة تهاجمها الا وهي السيارات
لا تقدر على مقارعتها او حربها
لذا اتخذت قرارا بان تختبي بجحرها الامين الا وهي قوقعتها
ولكن هيهات هيهات
فالعدو له القابلية على كسر الف قوقعة وقوقعة وكثيرة هي الشواهد
وستموت تلك السلحفاة على الرغم من اعظم احتياطاتها وهي الجدار الخارجي السميك العظمي القوي
فكانت مخطئة بحساباتها
من هنا ننطلق الى حكايتنا اليوم
فالمعروف هو ان كثيرا من الناس تتخذ العشيرة جناحا لها وحماية لها من نوائب الدهر
واعتقد ان هذا السبب في ان البيوت في المناطق الريفية اغلبها متجاورة وكلهم من الاقارب
فذات يوم وقع قتال عشائري بين عشرتين حسبما روي الي في مدينة الكوت
والنتيجة قتل احد الافراد من احدى العشيرتين المتقاتلتين
لم تفلح كل محاولات التهدئة
احتاطت العشيرة القاتلة من هذا الامر وابلغت كل من كان معها بضرورة الاختباء خشية القتل
طبعا نجحوا في هذا الامر لعدة ايام
الا ان اهل المقتول يعلمون ان هنالك رجل من هذه العشيرة يسكن في محافظة بعيدة جدا عن الكوت
وتوجه القوات صوب تلك المحافظة ووجدوا الرجل جالسا في محلة يسترزق الله عز وجل
وهو في صفاء النية ولا يعلم ما حصل هناك في الكوت ولا يدري بما يجري ما حوله
في امان الله خرج
ولكنه لم يعد
لانهم ببساطة وجهوا اليه البندقية صباحا فقتلوه
وعادوا الى بيوتهم منتصرين يرمون الاطلاقات النارية فرحا باخذ ثأرهم
ولكن
ممن
من رجل لا يدري ولاي سبب قتل لا دور له في قتل ذاك القتيل
واتساءل هل كل ذنبه انه لم يقطع صلة الرحم مع عشيرته فكان بذلك مطيعا لله عز وجل
ام كل ذنبه انه تصور ان بعض الناس لا تطلب الا القاتل
ومن قتل يقتل ولو بعد حين
ام
ان ذنبه جهله بكل ما يجري حوله كما هي السلحفاة
فلم تستطع قوقعتها ان تحميها
وكما لم تستطع عشيرته ان تحميه من القتل
بل ان ذات السبب الذي كان يتصور انه يحميه من نوائب الدهر
انقلب عليه وضده وكان سببا بقتله
ومن هنا
ننتقل الى ان العشيرة الحقه والامان هي التفكير والعقل والتدبير
فكما هنالك سلحفاة تصورت ان قوقعتها تحميها من كل الاهوال
واتكلت عليها في نجاتها وكانت سبب هلاكها
من هنا
تصور الرجل الفقير ان عشيرته ستحميه
ولكن
الحكمة في العقل والتفكير
فلو كل انسان اعتمد على عقله في اختيار من يعاشره ويصاحبه ويثق بيه
ويضعه خلف ظهره امانا له
لنجى
ومن هنا
يقول الامام علي سلام الله عليه
المال تحميه والعلم يحميك
حميد الغانم

حميد الغانم
22-03-2014, 12:17 AM
حسابات خاطئة
---------------
ذات يوم كان معنا احد الطلبة من بلاد المغرب العربي واتذكره لقبه كان السكومي
كان هذا الطالب لا يهتم لدراسته واكثر شي يهتم به لعبه والبليارد والكاراتية
وكثيرا ما كان يصرف وقته في تدريبات الكاراتيه وفنون القتال الصينية واليابانية
وكان اخو هذا الطالب محمد وهو طالب مرحلة رابعة في كلية الطب وكان على نقيض اخيه يدرس بجهد واجتهاد ومثابرة وكان دائما ينصح اخوه ان يلتفت لدراسته
من ضمن الطرائف انه كان هنالك طالب اخر في طلية الطب عراقي اسمه علي
فنصح لاعب الكاراتية قال له انت تتدرب على الكاراتية ولكن للمواجهة المباشرة بينك وبين خصمك ولكن ان وجدتك ذات يوم اذهب من بعيد واضربك بالطابوق
باللهجة العراقية قالها
راح اكطك بطابوكة افشخك وافلش راسك وانا بعيد عنك شلون تفيدك الكاراتية
احتار هذا المغربي مع ضحكات اخية طالب الطب
حقيقة معادلة صعبة في حينها فهذا الطالب المغربي سلح نفسه بسلاح يضن انه ينفعه في كل الاحوال عاند وكابر وقال لا بل تنفعني وتحميني وساثبت لك هذا الامر
وتمر الايام
وكان هذا الطالب المغربي عائدا ذات ليلة من تدريباته او من لعب البليارد واذا به يفاجأ برجل خمار قد فقد عقله من كثرة الشرب والكحوليات
او كما نسميه بالعراقي سكران
وتصور هذا الطالب المغربي ان هذا السكير جاء ليهاجمه ويسرق ماله
فانهال على ذلك السكران بالضرب وبكافة حركات الجودو والكاراتية
والسكران محتار لا يعرف ماذا جرى لهذا الذي يضربه لاي سبب
ماذا جرى
والطالب المغربي مستمر بالضرب مضت دقائق والسكران لم يقل اخ ياراسي
طبعا باللهجة العراقية ومعناها لم يتاثر بشي لانه فاقد لعقله وتفكيره وحواسه
فما كان من صاحبنا الطالب الا ان هرب وركض مسرعا نحو البيت الذي وصل اليه يلهث من شدة التعب خائفا ولكن ممن من سكران فاقد لكل حواسه ومنطقه
من وهنا
ننطلق الى حكايتنا اليوم
اذ يوجد طفل صغير علمته امه على كل انواع الاذى للاخرين
والسباب والشتم وكل كلمة بذيئة لانه وحيد اخواته
وانتقلت هي وابوه الى تعليمه على استخدام السكين
وفي ظل هذه التربية صار يضرب الصغار وكثيرا ما حدثت مشاكل بينه وبين الاطفال الاخرين التي تطورت الى مشاكل مع اهالي الاطفال ودائما ما يسبب تقاطع العلاقات بين الاهل والاقربين والجيران بسبب سلوكيات ذلك الطفل
وذات ليلة بقي للساعة الثانية بعد منتصف الليل يضرب على الباب او على عمود الانارة الحديدي مسببا ازعاجا واصواتا وقلة نوم للصغار والكبار
نصح الاخرون الاب
لم يبالي لم يكترث
واما الام فلا تسمع كلام احد من الناس
ان الاخلاق الحميدة ان العقل ان الفهم افضل من هذا الدلال
الجواب منهم طبعا كلا سوف يكبر ويصير قوي وشجاع
والكل سيهابه
سبحان الله ذات التفكير هناك عند الطالب المغربي ان العضلات والقوة الجسدية فقط هي الحامية وذات التفكير عند هذه الام وهذا الاب
وتمر الايام وتكثر المعارك بين الاطفال والتي تجر بدورها مشاكل بين الكبار
بالامس
كان هذا الطفل يلعب بالنار وقد احرق قطعة فلين صغيرة ولكونه قليل الفهم والدراية ام انه لم يتعلم تقبل النصح
قام برمي هذه القطعة في مكان كان من الممكن ان يسبب حريقا كبيرا ولكن الرياح حملت قطعة الفلين واعادتها صوب ظهره فالتصقت بملابسه
وسارعت النار لتاكل ملابسه فصاح عليه الناس قف تعال
فتفاجأ بكمية الصياح المتعالي عليه
فما كان منه الا ان هرب وجده يركض وراءه وامه تصرخ الحقوني ابني احترق
وهذا الطفل مذعور بين النار التي امسكت ملابسه من ظهره وبين الناس خائفا هاربا
وركض وركض الى ان امسكه عمه وانزعه ملابسه على الفور ولكن مع احتراق جزء من ظهره وسارعوا به الى الطبيب ليعالجوه
فلم تنفعه سكين تعلمها كما لم ينفع الطالب المغربي الجودو
وهرب من النار مع انها بظهره ملتصقة ولم يكن ليهرب منها لانها صارت جزء منه
وهكذا هرب الطالب المغربي من ذلك السكران
فلو ان هذا تعلم من ابيه وامه الفهم والعلم والخلق الحسن لتعلم كيف يواجهه مخاوفه
وكثيرا ما نتصور ان خلاصنا في اشياء والحقيقة هي مهلكتنا
وكثيرا ما نتعلم اشياء لا تنفعنا ونترك ما ينقذنا
وكثيرا ما نهرب من اشياء هي معنا ولا يمكن الخلاص منها الا بمواجهتها كما هو النار في ملابس الطفل
قال رسول الله صلوات ربي عليه وعلى اله ولا نسب كحسن الخلق
وقال الامام علي سلام الله عليه المال تحرسه والعلم يحرسك
حميد الغانم

أبواسد البغدادي
25-03-2014, 02:43 AM
احسنتم حبيب قلبي حبيب

مطالعة ممتعة ومفيدة بين طيات ماخطت يمينك ...حفظكم ربي

ممنون ياطيب

حميد الغانم
29-03-2014, 12:59 AM
حفظك الله من كل شر يا ذا القلب الكبير ابا اسد البغدادي
وفقت لكل الخير بحق محمد وال محمد

حميد الغانم
29-03-2014, 01:53 AM
السهل والصعب
----------------
احيانا يكون الاستعجال سببا للندم او في اغلب الاحيان
ومن هنا قالوا في التاني السلامة وفي العجلة الندامة
من هنا ننطلق الى حكايتنا
صديقان يعملان في مخبز في منطقة تقع على طريق سريع
وتشاء الاقدار ان يتصل بهما صديق ثالث لم يروه من سنين
استرخصا من صاحب المخبز ليذهبا لصديقهما
وطبعا كان هنالك طريقان فرعي يمر قريب على المخبز
وطريق رئيس سريع
وبسبب استعجال الصديق الثالث صاحب السيارة لم يدخل على الطريق الفرعي
بل اتفق معهما ان يراهما على جانب الطريق الرئيسي
ومن هنا
انطلقا مسرعين عبرا الشارع الفرعي
وصلا الى الشارع الرئيس وفي خضم فرحتهما وصديقهما الذي كان على الجانب الاخر عبرا مسرعين متجاوزين السيارة الاولى ولكنهما لم يتجاوزا السيارة الثانية القادمة بسرعة
والنتيجة ان توفيا في نفس اللحظة من شدة الصدمة
ومن المعروف ان العشائر تاخذ دورها ها هنا في ارضاء ذوي المتوفى
سارع الناس الى اهل المتوفيين
وطلبوا ما يسمى بالعطوة
وهي كلمة مشتقة من العطاء
وهو الكرم
وبذلك منحوا اهل السائق عدة ايام
وتمر الايام
ويذهب اهل السائق الى ذوي المتوفي الاول
وكان من نسل رسول الله
اي كما نسميه هنا بالعراق سيد بن رسول الله
جلس الناس في المجلس يذكرون العطاء والعفو والكرم
والسماحة التي تساهم ببناء المجتمع
ومن ثم بدأ اكبر رجل بينهم وطبيعي هو الاخر سيد
بمخاطبة اهل المتوفي بمطالبهم
والدية الشرعية وما يطلبون
ذكروا المبلغ الذي يصل الى اكثر من خمسين مليون
ومن هنا تبدأ الاعراف العشائرية باخذ دورها
ولخاطر هذا السيد اسقط لنا جزءا من المبلغ
ولخاطر فلان وفلان
ويقل المبلع
ووصل الى عشرة ملايين دينار
جلس الحاضرون يشربون الشاي
واتفقوا على هذا المبلغ
وما ان شربوا الشاي
حتى قام رجل كبير من ذوي الميت
قال وهذه العشرة نقسمها بالنصف لتصل الى خمسه ملايين
والخمسة كلها فداء
لاننا من نسل رسول الله
وتعلمنا السماحة من جدنا رسول الله
استغرب الحاضرون كثيرا
واصروا ان ياخذوا قسما من المبلع لمراسم الفاتحة
لاطفال المرحوم
وابى اهل المتوفى
كما نسميهم سادة هنا
وقالوا لا ناخذ فلسا واحدا
حقيقة
موقف كريم جدا
نادرا ما نراه هنا خصوصا في خضم الصراع العشائري والقبلي
عدت الى الرواي
وسالته
والعشيرة الثانية كم هو المبلع الذي اخذته
قال
لم نذهب لهم
لان موعدهم بعد اسبوع
وقال لا اتوقع ان يسقطوا الدية ويعفوا
سالته
لماذا
قال
لان هؤلاء صعبين
واولئك يقصد السادة سهلين
فسبحان الله
حين ناخذ الامور ببساطة وسهولة يكون البناء اكبر والتاثير في النفوس اكثر
ويكون الموقف كما هو موقف اهل المتوفي السادة موقفا يذكر مع الايام
ومن هنا
ننطلق الى عالم التدريس في الجامعات
اذ هنالك درس اسمه اشراف
اي كل استاذ ياخذ مجموعة من الطلبة ويحاضرهم بمسائل الاخلاق الحميدة وبناء الشخصية القوية والصفات العالية من الخلق والطيبة والسماحة
وللامانه
فان اغلب محاضراتي بنيت من هذا المنتدى
اقصد منتديات التنمية البشرية في منتديات انا شيعي
فتفاجئت برئيس القسم
يبلغني بضرورة ابلاغ الطلاب
بان لا يطرقوا الباب على اي استاذ الا بعد نهاية المحاضرة
حقيقة موقف لم افهمه
فربما طالب اخر بحاجة الى شي معين من طالب زميل
او يحتاج نقود منه لحاجة طارئة او اي شي
سالته ماذا حصل
حقيقة يوجد استاذ محاضر من جامعة اخرى
وهو صعب التعامل ومتشدد جدا مع الطلبة
وكانت احدى الطالبات تريد ان تذهب للبيت وقد انهت محاضرتها
ولكن كان لديها امانة لطالبة اخرى
وهي العباءة النسوية
فذهبت الطالبة الى قاعة الدرس
طرقت الباب ثلاث مرات فلا مجيب
فتحت الباب وقالت
دكتور من رخضتك هذه عباءة الطالبة فلانه
ممكن اعطيها لها
فقام طالب من كرسيه واخذ العباءة واعطاها للطالبة الاخرى
لم تستغرق العملية الا نصف دقيقة او دقيقة
ومرت المحاضرة
فاذا بالعميد يرسل على هذه الطالب وذاك الطالب الذي استلم العباءة
نعم دكتور تفضل خيرا
قال ان الدكتور الفلاني قدم طلبا للتحقيق معكما
استغربا حقا
عن اي شي عن السبب ماذا فعلا
وطبيعي ان العميد كلمهما بكلام بسيط وافهمها طبيعة التعامل مع بعض التدريسين
فليس الكل صعبا وليس الكل سهلا
وانتهى الامر
اقول
لنتعلم ان نكون سهلين ولا نعقد الامور
لان تعقيد الامور يؤدي الى توقف الحركة وتعطيل المسير
فكما هنالك السادة سهلوا امرا كان صعبا وانحلت المشكلات وتصالح الاهل والاصحاب
وكما هنا صعب هذا الدكتور وسهلها العميد
لتدمر مستقبل طالبين فعلا امرا بحسن نية
حميد الغانم

حميد الغانم
13-04-2014, 12:48 AM
أفراح واحزان
-------------
نعم عنوان اخر غريب نبدا به حكايتنا لهذا الاسبوع
جرت العادة ها هنا في مناطقنا ان حفلة الزفاف تبدا بجلب العروسة من بيت اهلها الى بيت زوجها ومن خلال سيارة حديثة مزينة بالوان الزينة والورود وما عليها من عبارات تفنن البعض بها
وجرت العادة ان يقوم اهل العريس واصحابه واقاربه بجلب سيارات معهم يتبعون سيارة العريس المميزة
وجرت العادة ان يعلو صوت المنبه او ما نسميه هنا الهورن كي يعلم الناس بان هنالك زفة عرس قادمة
ولكن
ظهرت عادة حديثة في مناطقة وربما تكون موجودة في مناطق اخرى
الا انها ظهرت حديثا عندنا
وهي رقص الشباب من خلال فتح زجاج الباب الخلفي او الامامي للسيارة
ويمد الشاب او الشباب اجسادهم من الزجاج ويرقصون
وطبيعي ان تنتشر بين الشباب هذه العادة بسرعة البرق
بالامس فقط
كان هنالك عرس وزفة ورقص من قبل الشباب
ولكن
هذا الشاب وهو في خضم رقصه واندماجه بدأ يرقص ويرقص حتى اعياه التعب ولم يملك نفسه ولم تساعده قدماه على التمسك بباب السياره
فما كان منه الا ان وقع على الشارع
وطبيعي ان الوقعة قوية بحكم ان السيارة تمشي بسرعة لتلحق بسيارة العريس
وطبيعي ان هنالك سيارت كثيرة خلف سيارة هذا الشاب الراقص الواقع على الشارع
وما كان من السيارات التي خلفه الا ان سحقته باطاراتها
فوق السقطة على الشارع هنالك سحق ودهسه من السيارات
لان السيارات الاخرى مستعجله
ولم يفكر السائق انه لو سقط هذا الشاب كيف سيتفادى ان يسحقه بسيارته او يدهسه
ولكون
الشاب نفسه لم يفكر ولم يتدبر لو سقط هل يوجد مجال ليحمي نفسه بان يمسك بشي ما
واذا سقط ونجا من السقوط فالسيارات المسرعة خلفه طبيعي ستدهسه او تسحقه
وتحول الفرح الى حزن وبكاء في لحظات
-----------------------
فلا تجعل فرحك يغيب عقلك وتفكيرك
فتفكر وتدبر
ولا تسرع فان السرعة احيانا سببا للهلاك والاحزان
حميد الغانم

حيدر سوريا
25-04-2014, 12:32 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد
مشكوووووورين على هذه القصص الحلوة
يعطيكم العافية:)

حيدر سوريا
25-04-2014, 12:33 AM
مشكوووووورين:kkk:

حميد الغانم
01-05-2014, 02:04 AM
النجفية
----------
قبل فترة كتبت احدى القصص وسميتها الحجي النجفي وذكرت فيها ما ملخصه ان هذا الحجي قد قبلت بنته عندنا في كليتنا وبحكم انه من اهل النجف الاشرف وبعد المسافة حاول نقلها او استضافتها في احدى الكليات القريبة ولم تحصل الموافقات
وقال ان اقاربي دكتورة عضوة في البرلمان
هل ممكن ان تنفع في هذا الامر
قلت نعم يا حجي فان الامر هذا بيد وزير التعليم العالي حصرا
لان المسالة لا تشمل بنتك وحدها بل يشمل كل الطلبة
انتفض هذا الحجي النجفي وقال ابشر وانشاء الله تجد الخير طالما هو لكل الطلبة وليس لبنتي
حتى وان لم تنقل بنتي فالمنفعة للجميع
فعلا ذهب وعاد الحجي بعد كم يوم
وقد صدر امر الاستضافة والنقل
قلت له حجي كيف حدث الامر
قال ذهبت الى الدكتورة التي اسميها النجفية
وحكيت لها ما اخبرتني به
ومباشرة وبدون تباطؤ
تركت تلك الدكتورة النجفية ما بيدها من عمل
لان الامر صار يمس الاف الطلبة لا شخصا واحدا
اتصلت بالوزير
وبينت له الامور على طبيعتها واسباب اخرى
الواقع الامني والاجتماعي
فضلا عن المادي
واكمل الحجي النجفي يقول
قالت له الطالب له يومان اجازة الجمعة والسبت ان جاء ذهب يوم وان عاد ذهب يوم
وتذهب كل امواله وما يملكه مع قلق اهله
وذهبت تعدد بالاسباب كلها
وبالفعل عرض الامر على هيأة الراي وحصلت الموافقة
وانتفع الاف الطلبة من هذا الامر
بفعل سرعة وعمل تلك النجفية
وعادت لتنجز امورا لخرى للطلبة
في جامعات العراق ككل
والحجي النجفي
يتصل بين يوم واخر ليطمئن
على الرغم من نقل بنته وانتهاء حاجته
ظل الرجل النجفي ذاك الرجل الكبير يتصل
وكانت هنالك عراقيل اخرى تعيق عمل الطلبة
سارع الحجي الى ايصال كل ذلك الى النائبة في البرلمان تلك الحجية النجفي
اتصل بي الحجي مرة اخرى واخرى يسال هل من مشاكل تحتاجون حلها
فالدكتورة بخدمتكم
سالت نفسي
هذا الحاج النجفي
لا مصلحة له معنا وانتهت كل علاقته
وهذه الدكتورة
تخدم طلبة مناطقنا الذين هم اصلا لا يمكن ان يصوتوا لها لانهم ليسوا من اهل محافظتها
وكانت تعمل وتعمل
قلت يا حجي
هل عملت في محافظتكم
هل اشتغلت بجد
هل عملت لكل الاهالي هناك في النجف الاشرف
قال لا
بل عملت لكل العراقيين
ووحين تعود من البرلمان الى المحافزة تجدها في مكتبها تذهب لتستمع ما يريده الناس
تركض الى هؤلاء
وتساعد الكثير من النساء
تعمل ليلا ونهارا
ومتفانية بعملها
حقيقة عملة نادرة ان نرى عضو برلمان يعمل هكذا بجد
واكمل الحجي يقول
والله يا دكتور كما يحلو له ان يسميني
قال لو قيل لها ان هنالك مشكلة في ابعد نقطة وفي الليل الاظلم
لذهبت لانها تحب خدمه الناس
وتحب ان تقضي حوائجهم
واتذكر
ان مساعد رئيس احدى الجامعات اعترض على قبول احدى الطالبات في جامعته بحجة
ان العدد كثير وكبير
يقول الحجي اتصلت هاتفيا امامي وانا اسمعها اذ تقول له
هل تقبل ان تذهب بنتك الى ميسان او البصرة او ذي قار ويوجد جامعة قرب بيتك
وظلت تحاجج مساعد رئيس الجامعة الى ان اعطى الموافقة لها بقبول تلك الطالبة وغيرها من الطلبة
اليوم
بيني وبين نفسي
قلت انظر واتاكد
هل فعلا ستفوز هذه المراة النجفية
ام
يرفضها الشارع ويشملها التغير
فاما
انها عملت بصدق واخلاص وصدق نية
ام
لا لم تعمل وشغلتها المناصب والاموال حالها حال الكثير بل اغلب الاعضاء
اليوم
اتصلت بالحجي
لاتاكد من نتيجتها
قال
الحمد لله
صوت لها الكثير الكثير
ونسبتها عالية جدا من الاصوات وفوزها مضمون
فقلت
انها امراة غلبت الكثير من الرجال
انها امراة انجزت اكثر مما لم ينجزه بعض الرجال
انها النجفية
التي لم تعمل فقط لمحافظتها فقط واصواتهم
بل عملت لاجل عراقها
وتمتعت بروح الامومة للبلد ككل
كما نطلب مرجعنا ان من ننتخب ان يتمتع بروح الابوة للعراقيين ككل
لانني لم التق بها شخصيا ولكن عملها نطق وصدق
اسميتها النجفية
والمغزى
ان العمل
لا يعرف رجلا كان ام امراة
وان الصدق في العمل يسبق العمل نفسه
وان ما تزرع بين الناس تحصده
حميد الغانم

فما كان

حميد الغانم
01-05-2014, 02:05 AM
الاخ الفاضل حيدر سوريا
وفقكم الله لكل الخير والشكر لله اولا واخيرا ايها الطيب

عمار البصري
21-06-2014, 11:36 PM
استاذي العزيز حميد الغانم انت مبدع ومن الفخر لي انك استاذي في مادة الحاسبات ,انت محبوب من قبل الجميع لانك تتعامل مع الجميع بلطف ,يعز علينا ان نفارقك بعد التخرج ....................