الشيخ علي محمد حايك
13-12-2012, 08:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
عرف علي بن أبي طالب عليه السلام بحبه للعمل والاشتغال بالأعمال حتى الشاقة منها وكان يجني من وراء ذلك المال الكثير، فكان يحب الزراعة ويستصلح الأرض بالآلات المعدة لذلك، وكانت نتيجة عمله الكثير من بساتين النخل، وآبار المياه، والأراضي المستصلحة المسورة بالحيطان التي كان يبنيها بنفسه، فقد ذكرت الكثير من المصادر انه كان يحمل الوسق (هو حمل البعير) فيه ثلاثمائة ألف نواة ، فيقال له : ما هذا ؟ فيقول : ثلاثمائة ألف نخلة إن شاء الله ، فيغرس النوى كلها فلا يذهب منه نواة، بل في رواية أخرى: ولقد كان يرى ومعه القطار(أي القافلة) من الإبل عليها النوى .
فيقال له: ما هذا يا أبا الحسن ؟.
فيقول: نخل إن شاء الله، فيغرسه فما يغادر منه واحدة.
أما الآبار التي حفرها فما زال بعضها قائما إلى يومنا الحاضر في المدينة المنورة وتعرف بآبار علي، وعرف عنه أيضا انه كان يحطب ويستسقي، ذكر ابن أبي الحديد انه كان ( عليه السلام ) يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة حتى كلت يده ، ويتصدق بالأجر ، ويشد على بطنه حجرا،
إضافة إلى ذلك فقد كان يؤدي ما هو مطلوب منه مع عائلته بنفسه ولا يكلف في ذلك أحدا من خدمه فعن أبي جعفر(عليه السلام) قال: إنّ فاطمة (عليها السلام) ضمنت لعلي(عليه السلام) عمل البيت والعجين والخبز وقمَّ البيت(أي كنسه)، وضمن لها علي(عليه السلام) ما كان خلف الباب من نقل الحطب وأن يجيء بالطعام .
ومن الواضح أن عمله الشاق هذا لم يكن منه حبا للمال وحرصا على جمعه لذاته ، فالإمام علي ( عليه السلام ) لا تغره بيضاء ولا صفراء ، بل كان يطلب الرزق الحلال ، لأجل أن ينفقه في محله ويتصدق به على المحتاجين من الفقراء والمساكين، وكان يشتري به العبيد ليعتقهم، فقد ورد في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (كان أمير المؤمنين عليه السلام يضرب بالمر (بالفتح وهو آلة مصنوعة من الحديد ونحوه مما يحفر به ) ويستخرج الأرضين... وإنه عليه السلام أعتق ألف مملوك من ماله وكد يده)،
فكان انشغاله بهذه الأمور لا يتعارض مع زهده وعزوفه عن الدنيا، لأن ذلك كان منه لأجل بناء الآخرة والتقرب إلى الله تعالى بما يعتبره من أفضل الطرق في الوصول إلى مقام القرب والزلفى إلى الله اعني قضاء حوائج الناس، والتصدق على الفقراء، وهو مع ذلك يشد على بطنه حجر المجاعة وهي عادة كان يمارسها من يريد أن يخفف عن نفسه الم الجوع .
والذي يظهر من الروايات أن الاهتمام بالأرض هو من عمل الأنبياء والأوصياء، فعن علي بن أبي حمزة, قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام)- يعني الإمام الرضا- يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق, فقلت له: جعلت فداك أين الرجال ؟ فقال: يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه ومن أبي, فقلت له: ومن هو ؟ فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وآبائي (عليهم السلام) كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين
وقد كان علي عليه السلام برغم انشغاله بهذه الإعمال لم تكن تطغى على مهامِّه الأساسية فقد روي عنه انه كان إذا يفرغ من الجهاد يتفرّغ لتعليم الناس والقضاء بينهم فإذا فرغ من ذلك اشتغل في حائط له يعمل فيه بيده وهو مع ذلك ذاكراً لله تعالى.
وحري بالمؤمنين أن يقتدوا بإمامهم وأن لا يكونوا من أصحاب النفوس المشغوفة بجمع المال ، المولعة باكتنازه ، وان لا ينخدعوا ببريقه ، ويغتروا بمفاتنه ، وأن يتعظوا من أولئك المغرورين به والحريصين عليه الذين حرموا أنفسهم نعمة الاستفادة من أموالهم فقصروا في إعمار آخرتهم ، وتركوا أموالا طائلة لورثتهم يتنعمون بها فكان المهنأ بها لغيرهم ووزرها عليهم.
والحمد لله رب العالمين
عرف علي بن أبي طالب عليه السلام بحبه للعمل والاشتغال بالأعمال حتى الشاقة منها وكان يجني من وراء ذلك المال الكثير، فكان يحب الزراعة ويستصلح الأرض بالآلات المعدة لذلك، وكانت نتيجة عمله الكثير من بساتين النخل، وآبار المياه، والأراضي المستصلحة المسورة بالحيطان التي كان يبنيها بنفسه، فقد ذكرت الكثير من المصادر انه كان يحمل الوسق (هو حمل البعير) فيه ثلاثمائة ألف نواة ، فيقال له : ما هذا ؟ فيقول : ثلاثمائة ألف نخلة إن شاء الله ، فيغرس النوى كلها فلا يذهب منه نواة، بل في رواية أخرى: ولقد كان يرى ومعه القطار(أي القافلة) من الإبل عليها النوى .
فيقال له: ما هذا يا أبا الحسن ؟.
فيقول: نخل إن شاء الله، فيغرسه فما يغادر منه واحدة.
أما الآبار التي حفرها فما زال بعضها قائما إلى يومنا الحاضر في المدينة المنورة وتعرف بآبار علي، وعرف عنه أيضا انه كان يحطب ويستسقي، ذكر ابن أبي الحديد انه كان ( عليه السلام ) يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة حتى كلت يده ، ويتصدق بالأجر ، ويشد على بطنه حجرا،
إضافة إلى ذلك فقد كان يؤدي ما هو مطلوب منه مع عائلته بنفسه ولا يكلف في ذلك أحدا من خدمه فعن أبي جعفر(عليه السلام) قال: إنّ فاطمة (عليها السلام) ضمنت لعلي(عليه السلام) عمل البيت والعجين والخبز وقمَّ البيت(أي كنسه)، وضمن لها علي(عليه السلام) ما كان خلف الباب من نقل الحطب وأن يجيء بالطعام .
ومن الواضح أن عمله الشاق هذا لم يكن منه حبا للمال وحرصا على جمعه لذاته ، فالإمام علي ( عليه السلام ) لا تغره بيضاء ولا صفراء ، بل كان يطلب الرزق الحلال ، لأجل أن ينفقه في محله ويتصدق به على المحتاجين من الفقراء والمساكين، وكان يشتري به العبيد ليعتقهم، فقد ورد في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (كان أمير المؤمنين عليه السلام يضرب بالمر (بالفتح وهو آلة مصنوعة من الحديد ونحوه مما يحفر به ) ويستخرج الأرضين... وإنه عليه السلام أعتق ألف مملوك من ماله وكد يده)،
فكان انشغاله بهذه الأمور لا يتعارض مع زهده وعزوفه عن الدنيا، لأن ذلك كان منه لأجل بناء الآخرة والتقرب إلى الله تعالى بما يعتبره من أفضل الطرق في الوصول إلى مقام القرب والزلفى إلى الله اعني قضاء حوائج الناس، والتصدق على الفقراء، وهو مع ذلك يشد على بطنه حجر المجاعة وهي عادة كان يمارسها من يريد أن يخفف عن نفسه الم الجوع .
والذي يظهر من الروايات أن الاهتمام بالأرض هو من عمل الأنبياء والأوصياء، فعن علي بن أبي حمزة, قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام)- يعني الإمام الرضا- يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق, فقلت له: جعلت فداك أين الرجال ؟ فقال: يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه ومن أبي, فقلت له: ومن هو ؟ فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وآبائي (عليهم السلام) كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين
وقد كان علي عليه السلام برغم انشغاله بهذه الإعمال لم تكن تطغى على مهامِّه الأساسية فقد روي عنه انه كان إذا يفرغ من الجهاد يتفرّغ لتعليم الناس والقضاء بينهم فإذا فرغ من ذلك اشتغل في حائط له يعمل فيه بيده وهو مع ذلك ذاكراً لله تعالى.
وحري بالمؤمنين أن يقتدوا بإمامهم وأن لا يكونوا من أصحاب النفوس المشغوفة بجمع المال ، المولعة باكتنازه ، وان لا ينخدعوا ببريقه ، ويغتروا بمفاتنه ، وأن يتعظوا من أولئك المغرورين به والحريصين عليه الذين حرموا أنفسهم نعمة الاستفادة من أموالهم فقصروا في إعمار آخرتهم ، وتركوا أموالا طائلة لورثتهم يتنعمون بها فكان المهنأ بها لغيرهم ووزرها عليهم.
والحمد لله رب العالمين