أبواسد البغدادي
14-12-2012, 08:23 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليك يا ابا عبد الله ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ِ يابنت امير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
تلبية لطلب بعض الاخوة المؤمنين لشرح معاني كلمات خطبة السيدة عليها السلام
لاهل الكوفة وماتحتوي من بلاغةعالية وفصاحة اصيلة ..
قمنا بحول الله وقوته الاستعانة بكتاب ( زينب الكبرى من المهد الى اللحد )) لشرح المفصل للخطبه..
تفضلوا ..
« أما بعد ، يا أهل الكوفة ! يا أهل الختل والغدر »
الختل : الغدر (1) ، وقال البعض : هو الخدعة عن غفلة (2). وفي نسخة : « والختر » : وهو شبه الغدر (3) ، لكنه أقبح أنواع الغدر (4).
ـ الخاتل : الغادر. أقرب الموارد للشرتوني.
2 ـ المعجم الوسيط. وقال ابن عباد ـ في « المحيط » ـ الختل : الخدعة عن غفلة.
3 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
4 ـ كما في كتاب « القاموس » للفيروز آبادي.
« فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة ».
رقأت الدمعة : سكنت (1) أو إنقطعت بعد جريانها وجفت. الرنة : الصوت الحزين عند البكاء.
« إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً ».
شبهت السيدة زينب أهل الكوفة بالمرأة التي نقضت غزلها ، وهذا التشبه مستقى من القرآن الكريم ـ ويا له من مستوى رفيع في البلاغة والأدب الراقي ـ وإليك بعض التوضيح :
قال الله تعالى ـ في القرآن الكريم ـ : « ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم ».
وقد جاء في كتب تفسير القرآن الكريم أن امرأةً حمقاء من قريش ، تسمى بـ « ريطة بنت عمرو بن كعب » (2) كانت تغزل ـمع جواريها ـ الصوف والشعر ـ من الصباح إلى نصف النهار ـ وتصنع بذلك خيوطاً جاهزة للنسيج ، ثم تأمرهن أن ينقضن ما غزلن طوال هذا الوقت ، ولا يزال دأبها ذلك. (1)
« من بعد قوة » أي : كانت تنكث غزلها من بعد إحكام وإتقان وإستحكام وفتل للغزل ، في المرة الأولى وكأنها تريد أن تصنع من ذلك الغزل أقمشة. فبعد النكث والنقض كان يفقد الصوف معظم قوته.
« انكاثاً » جمع نكث ، وهو الصوف والشعر ، يبرم ـ ويعمل منه الخيوط ـ ثم ينكث : أي : ينقض ويفل ليغزل مرةً ثانية.
وقد شبه الله تعالى ناقض العهد بتلك المرأة التي نقضت غزلها من بعد قوة وإتقان.
« تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم »
أيمان ـ جمع يمين ـ : وهو القسم والحلف.
الدخل : المكر والخيانة.
أي : كانوا يحلفون بالوفاء بالعهد ، ويضمرون في أنفسهم الخيانة. وكان الناس يطمئنون إلى عهدهم .. لكن أولئك كانوا ينقضون العهد.
« ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف »
الصلف : صلف الرجل : تمدح بما ليس عنده ، إعجاباً بنفسه وتكبراً (1).
ويقال : أصلفت الرجل إذا أبغضته ومقته ، ويعبر عن البخيل ـ أيضاً ـ بهذه الكلمة. (2)
هذا ما ذكره علماء اللغة ، ولكن الذي يتبادر إلى الذهن ـ من كلمة الصلف ـ : هو الوقح ، ولا مانع من تفسير الكلمة بهذا المعنى .. فبكاؤهم بعد ارتكابهم تلك الجرائم يدل على شدة وقاحتهم وقلة حيائهم.
1 ـ كما في كتاب ( أقرب الموارد ) للشرتوني.
2 ـ كما في كتاب ( المحيط في اللغة ) للصاحب بن عباد
النطف : المتلطخ بالعيب. (1)
ـ كما في كتاب ( العين ) للخليل بن أحمد الفراهيدي ، و « الصحاح » للجوهري.
« والصدر الشنف »
الشنف : شدة البغض (2). والشنف : المبغض. (3) والمعنى : الصدر الذي يحتوي على شدة البغض والعداء لأهل البيت ( عليهم السلام ).
« وملق الإماء »
الملق ـ بفتح اللام ـ الود واللُطف ، وأن تعطي باللسان ما ليس في القلب والفعل (4).
والمعنى : أنكم مجتمع للصفات الرذيلة ، ففيكم حالة التملق والتذلل لمن لا يستحق ذلك من الحكام الخونة أمثال : يزيد وابن زياد اللئيمين ، وحاشيتهما القذرة ، فكما أن الإماء ـ جمع أمة ـ : وهي العبدة. يتملقن إلى المالك لجلب مودته ، ويعطينه باللسان من الود
2ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد ، والمحيط في اللغة ، لابن عباد.
3 ـ المنجد في اللغة.
4 ـ القاموس المحيط ، للفيروز آبادي.
« وغمز الأعداء »
الغمز : الإشارة بالجفن والحاجب (1) ولعل السيدة زينب ( عليها السلام ) تقصد من هذه الكلمة : أنكم يا أهل الكوفة انتم غمز الأعداء ، أي : إن الأعداء ( وهم : ابن زياد وحاشيته ) ينظرون إليكم من جانب عيونهم غمزاً .. ويتعاملون معكم بمنتهى التحقير والإذلال ، فلا كرامة لكم عندهم ، بل يريدونكم عبيداً وخدماً وجسوراً للوصول إلى أهدافهم .. من دون أن يكنوا إليكم أية محبة أو تقدير أو إحترام.
1ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد
« أو كمرعى على دمنة »
المرعى : محل العشب الذي يسرح فيه القطيع.
الدمنة : المحل الذي تتراكم فيه أرواث الحيوانات وابوالها وتختلط مع التراب في مرابضهم ، فتتلبد وتتماسك الأوساخ المتكونة من الروث والبول والتراب ، ثم ـ بسبب الرطوبة الموجودة ـ ينبت هناك نبات أخضر ، جميل المنظر واللون ، ولكن الجذور نابتة في مكان وسخ مليء بالجراثيم والميكروبات ! (1)
2ـ ذكر هذا المعنى في أكثر كتب اللغة بعبارات مختلفة والمضمون واحد
« وكفضة على ملحودة »
اللحد : القبر. الملحودة : الجثة الموضوعة في القبر.
إذا وضعت علامة مصنوعة من الفضة على قبر رجل منحرف دينياً ، فسوف يكون ظاهر القبر جميلاً ، لكن الجثة التي في داخل القبر جيفةً متعفنة. كذلك أهل الكوفة كانوا أهل التمدن والحضارة والثقافة
وفي نسخة : « كقصة على ملحودة »
والقصة : هي : الجص : وهي البودرة والتراب المطبوخ الذي يخلط مع الماء فيصير طيناً ابيض اللون ، ويوضع ذلك الطين ما بين الطابوق ويكون سبباً لتماسك أجزاء البناء (1).
1ـ قال الخليل في كتاب « العين » القصة : لغة في الجص. وجاء في القاموس المحيط : « القصة : الجصة ».
« ألا : ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون »
هذه الجملة مقتبسة من قوله تعالى : « ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ». (1)
« أتبكون وتنتحبون » ؟!
الإنتحاب : رفع الصوت بالبكاء الشديد.
« إي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً »
إشارة إلى قوله تعالى : « فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً » (1) ، والمعنى : فليضحك هؤلاء المنافقون قليلاً ، لأن الضحك ـ حتى لو إستمر ـ فإنه ينتهي بفناء الدنيا
« فلقد ذهبتم بعارها وشنارها »
يقال : ذهب بها : أي إستصحبها. والعار : كل شيء يلزم منه عيب (1) أو كل ما يعير به الإنسان من قول أو فعل ، أو يلزم منه عيب أو سب. (2)
والشنار : العيب والعار (3) والأمر المشهور بالشنعة. (4)
1ـ القاموس للفيروز آبادي.
2 ـ أقرب الموارد للشرتوني.
3 ـ مجمع البحرين ، للطريحي. وكتاب « العين » للخليل بن أحمد.
4 ـ أقرب الموارد للشرتوني
« ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً »
ترحضوها : تغسلوها.
غسل : ما يغسل به ، كالماء والمواد المنظفة المزيلة للأوساخ.
فالمعنى : لا يمكن لكم التخلص من مضاعفات هذه الجناية العظمى ، فقد تعلقت الجريمة بأعناقكم ، وسجلت في التاريخ .. بحيث لا يمكن تغطيتها أو إنكارها !! أو ذكر توجيهات واهية وسخيفة لهذا الجرم العظيم والذنب الجسيم !
« وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ؟ »
رحض : رحض الثوب : غسله.
أي : كيف تغسلون عن أنفسكم ، وتمحون وتمسحون عن ملفكم هذه الفاجعة العظيمة ، وهي قتل ولد رسول الله خاتم الأنبياء ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟!
« ومعدن الرسالة ؟ وسيد شباب أهل الجنة ؟ »
إن الإمامة : هي إمتداد للرسالة ، وكما أن الرسول يختاره الله تعالى .. لا الناس ، كذلك الإمام والخليفة
« وملاذ خيرتكم »
الملاذ : الملجأ ، والحصن الآمن الذي يحتمى به
خيرتكم : المؤمنين الأبرار ، المتفوقين في درجة إيمانهم بالله تعالى ، وفي جوانبهم الأخلاقية والإيمانية
« ومفزغ نازلتكم »
المفزع : من يفزع إليه ، ويلتجأ إليه.
النازلة : الشديدة من شدائد الدهر .. تنزل بالقوم (1) وقيل : النازلة : هي المصيبة الشديدة. (2)
1ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
2 ـ المعجم الوسيط.
« ومنار حجتكم »
المنار : محل إشعاع النور. والحجة : الدليل والبرهان للإستدلال على حقيقة شيء.
المنار : محل على سطح الدار ، كان الإنسان الكريم يشعل النار فيه ليلاً ليعلن للناس أن هنا محلاً للضيافة ، فيستدل بنور تلك النار التائهون عن الطريق
« ومدرة سنتكم »
السنة : العام القحط (1) ، وقيل : السنة المجدبة (2) وقيل : غلب إطلاق كلمة « السنة » على القحط ، مثل ما غلب إطلاق كلمة « الدابة » على الفرس (3).
** ويقول المحقق ..
ولم أعثر ـ في المعاني التي ذكرت في كتب اللغة معنى لكلمة « مدرة » ـ يتناسب مع كلمة « سنتكم » ، ويحتمل أن يكون تصحيفاً لكلمة « ومدد » أي : من يزودكم بالمؤن المادية في سنوات القحط والجدب ، ويخلصكم من المجاعة والموت. أو يزودكم بالأدلة المعنوية حينما تحتارون في قضاياكم الدينية ، ومشاكلكم العائلية ، وتتلاعب بأفكاركم التشكيكات والأفكار المنحرفة أو المستحدثة ، فتعيشون في ضياع .. لا تفرقون بين السنة والبدعة ، وبين القول الحق والأقوال الباطلة المصبوغة بصبغة الدين !
1ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
2 ـ لسان العرب ، لإبن منظور.
3 ـ أقرب الموارد للشرتوني ، مع تصرف في بعض الألفاظ.
« ألا ساء ما تزرون »
أي : بئس ما حملتم على ظهوركم من الذنوب والجرائم ، فهي من نوع لا يبقي أي مجال لشمول غفران الله وعفوه .. لكم.
« وبعداً لكم وسحقاً »
بعداً : أي : أبعدكم الله تعالى .. بعداً عن رحمته وغفرانه.
سحقاً : هلاكاً وبعداً ، يقال : سحق سحقاً : أي : بعد أشد البعد. (1)
« فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي »
خاب : لم ينل ما طلب ، أو إنقطع رجاؤه. (2)
1ـ المعجم الوسيط. وقال الخليل في كتاب « العين » السحق : البعد. ولغة أهل الحجاز : بعد له وسحق ، يجعلونه إسماً ، والنصب على الدعاء عليه ، أي : أبعده الله وأسحقه.
2 ـ معجم لاروس
تبت الأيدي ، التب : الخسران والهلاك (1) وقيل : القطع والبتر.
1ـ كتاب « العين » للخليل ، ومجمع البحرين للطريحي
« وخسرت الصفقة »
الصفقة : معاملة البيع أو أية معاملة أخرى. والمعنى أنكم ـ يا أهل الكوفة ـ خسرتم المعاملة ، معاملة بيع الدين والآخرة في قبال الدنيا ،
ولعل المعنى : أنكم بعتم الحياة في ظل حكومة الإمام الحسين ( عليه السلام ) بالحياة في ظل سلطة يزيد
« وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة »
قال تعالى : « وضـربت عليهم الذلـة والمسكنـة ، وبـاؤا بغضـب مـن الله ... ». (1)
1 ـ سورة البقرة ، الآية 61
« وضربت عليكم الذلة والمسكنة »
ضربت : أي كتبت : فلقد كتب الله تعالى لكم الذل ، وقدر لكم المسكنة ، بسبب كفرانكم بنعمة وجود الإمام الحسين ( عليه السلام ) والغدر به.
الذلة والذل : يعني الهوان ، وهو العذاب النفسي المستمر ، بسبب الشعور بالحقارة والنقص والخوف من إعتداء الآخرين !
المسكنة : الفقر الشديد والبؤس والتعاسة
« ويلكم يا أهل الكوفة ! أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم ».
الكبد : كناية عن الولد ، وقد روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : « أولادنا أكبادنا ... ». (1)
فريتم : الفري : تقطيع اللحم.
لقد شبهت السيدة زينب الإمام الحسين بكبد رسول الله ،
1 ـ كتاب « بحار الأنوار » ج 104 ، ص 97
« وأي كريمة له أبرزتم » ؟
كريمة الرجل : إبنته ، فالسيدة زينب ( عليها السلام ) بنت السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهي ـ إذن ـ حفيدة الرسول الكريم ، والحفيدة تعتبر بنتاً للرجل
« وأي دم له سفكتم »
أتعلمون ـ يا أهل الكوفة ـ أي دم لرسول الله سفكتم !!
« وأي حرمة له هتكتم »
حرمة الرجل : ما لا يحل إنتهاكه ، وحرم الرجل أهله. (2)
2 ـ المعجم الوسيط.
لقد جئتم بها صَلعاء عَنقاء سَوداء فَقماء ، خَرقاء شَوهاء ، كطِلاع الأرض وملء السماء.
« صلعاء » : وهي الداهية الشديدة (1) ، أو الأمر الشيدد. ولعل المراد : الجريمة المكشوفة التي لا يمكن تغطيتها بشيء.
« عنقاء » : الداهية (2) وقيل : عنق كل شيء بدايته. (3)
فلعل المعنى أن هذه الجريمة سوف تكون بداية لسلسلة من الأزمات والويلات لكم ، فلا تتوقعوا خيراً بعد عملكم الشنيع هذا.
« شوهاء » قبيحة (4) وفي نسخة : سوداء.
: العظيمة (5) أو الشديدة (6) هذا بعض ما ذكره اللغويون ،
ولعل معنى « فقماء » أي معقدة بشكل لا يمكن معرفة طريق إلى حلها أو التخلص من مضاعفاتها
« خرقاء ، كطلاع الارض » أي ملؤها. 7
« وملء السماء » لعل المعنى أن حجم هذه الجريمة أكبر من أن تشبه أو توصف بمساحة أو حجم معين ، بل هي بحجم الأرض كلها ، والسماء والفضاء كليهما. أي : أن حجمها أكبر من أن يتصور.
1ـ ذكر ذلك « المحيط في اللغة » لابن عباد ، وكتاب « العين » للخليل بن أحمد.
2 ـ القاموس المحيط ، ولسان العرب.
3 ـ أقرب الموارد للشرتوني.
4 ـ المعجم الوسيط.
5 ـ المنجد في اللغة ، وأقرب الموارد للشرتوني.
6 ـ المعجم الوسيط
7-ـ المعجم الوسيط ، والقاموس المحيط ، وقال في « لسان العرب » طلاع الأرض : ما طلعت عليه الشمس ، طلاع الشيء ملؤه.
« أفعجبتم أن مطرت السماء دما »
« ولعذاب الآخرة أخزى »
أي : إن العقاب الصارم لقتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ) سوف لا يقتصر ولا ينحصر بالعذاب الدنيوي ، والصفعات الدنيوية المتتالية ، بل إن العذاب الإلهي ينتظرهم في الآخرة
« وأنتم لا تنصرون »
أي : لا تجدون من ينصركم يوم القيامة ، ومن ينجيكم من العذاب الأليم
« فلا يستخفنكم المهل »
المهل ـ بضم الميم ـ جمع المهلة : وهي بمعنى الإنظار والإمهال وعدم العجلة. (1)
أي : لا يصير الإمهال والتأخير في الإنتقام سبباً لخفة نفوسكم وانتعاشها من الطرب والفرح ، وبذلك تأخذكم سكرة الإنتصار والظفر.
1 ـ كما يستفاد ذلك من « مجمع البحرين » للطريحي.
« فإنه لا يحفزه البدار »
« يحفزه » يقال : تحفز في مشيه : أي جد وأسرع (1) فهو محتفز : أي : مستعجل (2) والحفز : الإعدال في الأمر للبطش وغيره.
« البدار » يقال : بدر إلى الشيء مبادرةً وبداراً : أسرع (3) وبدر فلاناً بالشيء : عاجله به. (4)
تقول السيدة زينب ( عليها السلام ) : إعلموا ـ يا أهل الكوفة ـ : أن عدم نزول العذاب الإلهي عليكم .. ليس سببه الإهمال ، فإن الله تعالى لا تدفعه العجلة إلى إنزال العذاب ، لأن الحكمة الإلهية تجعل إطاراً للمقدرات الكونية ، ومنها : إختيار التوقيت المناسب لنزول العذاب ، وإختيار نوعيته.
1 ـ المعجم الوسيط.
2 ـ مجمع البحرين للطريحي.
3 ـ نفس المصدر.
4 ـ المعجم الوسيط.
« ولا يخاف فوت الثار ، وإن ربك لبالمرصاد »
فسوف يأتي الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله ظهوروه ) وينتقم من قتلة الإمام الحسين .. في الدنيا ، أما في الآخرة .. فستكون أول دفعة ـ من البشر ـ يؤمر بهم إلى نار جهنم : هم قتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ).
المرصاد : المكمن ، وهو المكان الذي يختفى فيه عن أعين الأعداء ، بانتظار التوقيت المناسب للهجوم أو الدفاع
ممنون
السلام عليك يا ابا عبد الله ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ِ يابنت امير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
تلبية لطلب بعض الاخوة المؤمنين لشرح معاني كلمات خطبة السيدة عليها السلام
لاهل الكوفة وماتحتوي من بلاغةعالية وفصاحة اصيلة ..
قمنا بحول الله وقوته الاستعانة بكتاب ( زينب الكبرى من المهد الى اللحد )) لشرح المفصل للخطبه..
تفضلوا ..
« أما بعد ، يا أهل الكوفة ! يا أهل الختل والغدر »
الختل : الغدر (1) ، وقال البعض : هو الخدعة عن غفلة (2). وفي نسخة : « والختر » : وهو شبه الغدر (3) ، لكنه أقبح أنواع الغدر (4).
ـ الخاتل : الغادر. أقرب الموارد للشرتوني.
2 ـ المعجم الوسيط. وقال ابن عباد ـ في « المحيط » ـ الختل : الخدعة عن غفلة.
3 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
4 ـ كما في كتاب « القاموس » للفيروز آبادي.
« فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة ».
رقأت الدمعة : سكنت (1) أو إنقطعت بعد جريانها وجفت. الرنة : الصوت الحزين عند البكاء.
« إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً ».
شبهت السيدة زينب أهل الكوفة بالمرأة التي نقضت غزلها ، وهذا التشبه مستقى من القرآن الكريم ـ ويا له من مستوى رفيع في البلاغة والأدب الراقي ـ وإليك بعض التوضيح :
قال الله تعالى ـ في القرآن الكريم ـ : « ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم ».
وقد جاء في كتب تفسير القرآن الكريم أن امرأةً حمقاء من قريش ، تسمى بـ « ريطة بنت عمرو بن كعب » (2) كانت تغزل ـمع جواريها ـ الصوف والشعر ـ من الصباح إلى نصف النهار ـ وتصنع بذلك خيوطاً جاهزة للنسيج ، ثم تأمرهن أن ينقضن ما غزلن طوال هذا الوقت ، ولا يزال دأبها ذلك. (1)
« من بعد قوة » أي : كانت تنكث غزلها من بعد إحكام وإتقان وإستحكام وفتل للغزل ، في المرة الأولى وكأنها تريد أن تصنع من ذلك الغزل أقمشة. فبعد النكث والنقض كان يفقد الصوف معظم قوته.
« انكاثاً » جمع نكث ، وهو الصوف والشعر ، يبرم ـ ويعمل منه الخيوط ـ ثم ينكث : أي : ينقض ويفل ليغزل مرةً ثانية.
وقد شبه الله تعالى ناقض العهد بتلك المرأة التي نقضت غزلها من بعد قوة وإتقان.
« تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم »
أيمان ـ جمع يمين ـ : وهو القسم والحلف.
الدخل : المكر والخيانة.
أي : كانوا يحلفون بالوفاء بالعهد ، ويضمرون في أنفسهم الخيانة. وكان الناس يطمئنون إلى عهدهم .. لكن أولئك كانوا ينقضون العهد.
« ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف »
الصلف : صلف الرجل : تمدح بما ليس عنده ، إعجاباً بنفسه وتكبراً (1).
ويقال : أصلفت الرجل إذا أبغضته ومقته ، ويعبر عن البخيل ـ أيضاً ـ بهذه الكلمة. (2)
هذا ما ذكره علماء اللغة ، ولكن الذي يتبادر إلى الذهن ـ من كلمة الصلف ـ : هو الوقح ، ولا مانع من تفسير الكلمة بهذا المعنى .. فبكاؤهم بعد ارتكابهم تلك الجرائم يدل على شدة وقاحتهم وقلة حيائهم.
1 ـ كما في كتاب ( أقرب الموارد ) للشرتوني.
2 ـ كما في كتاب ( المحيط في اللغة ) للصاحب بن عباد
النطف : المتلطخ بالعيب. (1)
ـ كما في كتاب ( العين ) للخليل بن أحمد الفراهيدي ، و « الصحاح » للجوهري.
« والصدر الشنف »
الشنف : شدة البغض (2). والشنف : المبغض. (3) والمعنى : الصدر الذي يحتوي على شدة البغض والعداء لأهل البيت ( عليهم السلام ).
« وملق الإماء »
الملق ـ بفتح اللام ـ الود واللُطف ، وأن تعطي باللسان ما ليس في القلب والفعل (4).
والمعنى : أنكم مجتمع للصفات الرذيلة ، ففيكم حالة التملق والتذلل لمن لا يستحق ذلك من الحكام الخونة أمثال : يزيد وابن زياد اللئيمين ، وحاشيتهما القذرة ، فكما أن الإماء ـ جمع أمة ـ : وهي العبدة. يتملقن إلى المالك لجلب مودته ، ويعطينه باللسان من الود
2ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد ، والمحيط في اللغة ، لابن عباد.
3 ـ المنجد في اللغة.
4 ـ القاموس المحيط ، للفيروز آبادي.
« وغمز الأعداء »
الغمز : الإشارة بالجفن والحاجب (1) ولعل السيدة زينب ( عليها السلام ) تقصد من هذه الكلمة : أنكم يا أهل الكوفة انتم غمز الأعداء ، أي : إن الأعداء ( وهم : ابن زياد وحاشيته ) ينظرون إليكم من جانب عيونهم غمزاً .. ويتعاملون معكم بمنتهى التحقير والإذلال ، فلا كرامة لكم عندهم ، بل يريدونكم عبيداً وخدماً وجسوراً للوصول إلى أهدافهم .. من دون أن يكنوا إليكم أية محبة أو تقدير أو إحترام.
1ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد
« أو كمرعى على دمنة »
المرعى : محل العشب الذي يسرح فيه القطيع.
الدمنة : المحل الذي تتراكم فيه أرواث الحيوانات وابوالها وتختلط مع التراب في مرابضهم ، فتتلبد وتتماسك الأوساخ المتكونة من الروث والبول والتراب ، ثم ـ بسبب الرطوبة الموجودة ـ ينبت هناك نبات أخضر ، جميل المنظر واللون ، ولكن الجذور نابتة في مكان وسخ مليء بالجراثيم والميكروبات ! (1)
2ـ ذكر هذا المعنى في أكثر كتب اللغة بعبارات مختلفة والمضمون واحد
« وكفضة على ملحودة »
اللحد : القبر. الملحودة : الجثة الموضوعة في القبر.
إذا وضعت علامة مصنوعة من الفضة على قبر رجل منحرف دينياً ، فسوف يكون ظاهر القبر جميلاً ، لكن الجثة التي في داخل القبر جيفةً متعفنة. كذلك أهل الكوفة كانوا أهل التمدن والحضارة والثقافة
وفي نسخة : « كقصة على ملحودة »
والقصة : هي : الجص : وهي البودرة والتراب المطبوخ الذي يخلط مع الماء فيصير طيناً ابيض اللون ، ويوضع ذلك الطين ما بين الطابوق ويكون سبباً لتماسك أجزاء البناء (1).
1ـ قال الخليل في كتاب « العين » القصة : لغة في الجص. وجاء في القاموس المحيط : « القصة : الجصة ».
« ألا : ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون »
هذه الجملة مقتبسة من قوله تعالى : « ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ». (1)
« أتبكون وتنتحبون » ؟!
الإنتحاب : رفع الصوت بالبكاء الشديد.
« إي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً »
إشارة إلى قوله تعالى : « فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً » (1) ، والمعنى : فليضحك هؤلاء المنافقون قليلاً ، لأن الضحك ـ حتى لو إستمر ـ فإنه ينتهي بفناء الدنيا
« فلقد ذهبتم بعارها وشنارها »
يقال : ذهب بها : أي إستصحبها. والعار : كل شيء يلزم منه عيب (1) أو كل ما يعير به الإنسان من قول أو فعل ، أو يلزم منه عيب أو سب. (2)
والشنار : العيب والعار (3) والأمر المشهور بالشنعة. (4)
1ـ القاموس للفيروز آبادي.
2 ـ أقرب الموارد للشرتوني.
3 ـ مجمع البحرين ، للطريحي. وكتاب « العين » للخليل بن أحمد.
4 ـ أقرب الموارد للشرتوني
« ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً »
ترحضوها : تغسلوها.
غسل : ما يغسل به ، كالماء والمواد المنظفة المزيلة للأوساخ.
فالمعنى : لا يمكن لكم التخلص من مضاعفات هذه الجناية العظمى ، فقد تعلقت الجريمة بأعناقكم ، وسجلت في التاريخ .. بحيث لا يمكن تغطيتها أو إنكارها !! أو ذكر توجيهات واهية وسخيفة لهذا الجرم العظيم والذنب الجسيم !
« وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ؟ »
رحض : رحض الثوب : غسله.
أي : كيف تغسلون عن أنفسكم ، وتمحون وتمسحون عن ملفكم هذه الفاجعة العظيمة ، وهي قتل ولد رسول الله خاتم الأنبياء ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟!
« ومعدن الرسالة ؟ وسيد شباب أهل الجنة ؟ »
إن الإمامة : هي إمتداد للرسالة ، وكما أن الرسول يختاره الله تعالى .. لا الناس ، كذلك الإمام والخليفة
« وملاذ خيرتكم »
الملاذ : الملجأ ، والحصن الآمن الذي يحتمى به
خيرتكم : المؤمنين الأبرار ، المتفوقين في درجة إيمانهم بالله تعالى ، وفي جوانبهم الأخلاقية والإيمانية
« ومفزغ نازلتكم »
المفزع : من يفزع إليه ، ويلتجأ إليه.
النازلة : الشديدة من شدائد الدهر .. تنزل بالقوم (1) وقيل : النازلة : هي المصيبة الشديدة. (2)
1ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
2 ـ المعجم الوسيط.
« ومنار حجتكم »
المنار : محل إشعاع النور. والحجة : الدليل والبرهان للإستدلال على حقيقة شيء.
المنار : محل على سطح الدار ، كان الإنسان الكريم يشعل النار فيه ليلاً ليعلن للناس أن هنا محلاً للضيافة ، فيستدل بنور تلك النار التائهون عن الطريق
« ومدرة سنتكم »
السنة : العام القحط (1) ، وقيل : السنة المجدبة (2) وقيل : غلب إطلاق كلمة « السنة » على القحط ، مثل ما غلب إطلاق كلمة « الدابة » على الفرس (3).
** ويقول المحقق ..
ولم أعثر ـ في المعاني التي ذكرت في كتب اللغة معنى لكلمة « مدرة » ـ يتناسب مع كلمة « سنتكم » ، ويحتمل أن يكون تصحيفاً لكلمة « ومدد » أي : من يزودكم بالمؤن المادية في سنوات القحط والجدب ، ويخلصكم من المجاعة والموت. أو يزودكم بالأدلة المعنوية حينما تحتارون في قضاياكم الدينية ، ومشاكلكم العائلية ، وتتلاعب بأفكاركم التشكيكات والأفكار المنحرفة أو المستحدثة ، فتعيشون في ضياع .. لا تفرقون بين السنة والبدعة ، وبين القول الحق والأقوال الباطلة المصبوغة بصبغة الدين !
1ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
2 ـ لسان العرب ، لإبن منظور.
3 ـ أقرب الموارد للشرتوني ، مع تصرف في بعض الألفاظ.
« ألا ساء ما تزرون »
أي : بئس ما حملتم على ظهوركم من الذنوب والجرائم ، فهي من نوع لا يبقي أي مجال لشمول غفران الله وعفوه .. لكم.
« وبعداً لكم وسحقاً »
بعداً : أي : أبعدكم الله تعالى .. بعداً عن رحمته وغفرانه.
سحقاً : هلاكاً وبعداً ، يقال : سحق سحقاً : أي : بعد أشد البعد. (1)
« فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي »
خاب : لم ينل ما طلب ، أو إنقطع رجاؤه. (2)
1ـ المعجم الوسيط. وقال الخليل في كتاب « العين » السحق : البعد. ولغة أهل الحجاز : بعد له وسحق ، يجعلونه إسماً ، والنصب على الدعاء عليه ، أي : أبعده الله وأسحقه.
2 ـ معجم لاروس
تبت الأيدي ، التب : الخسران والهلاك (1) وقيل : القطع والبتر.
1ـ كتاب « العين » للخليل ، ومجمع البحرين للطريحي
« وخسرت الصفقة »
الصفقة : معاملة البيع أو أية معاملة أخرى. والمعنى أنكم ـ يا أهل الكوفة ـ خسرتم المعاملة ، معاملة بيع الدين والآخرة في قبال الدنيا ،
ولعل المعنى : أنكم بعتم الحياة في ظل حكومة الإمام الحسين ( عليه السلام ) بالحياة في ظل سلطة يزيد
« وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة »
قال تعالى : « وضـربت عليهم الذلـة والمسكنـة ، وبـاؤا بغضـب مـن الله ... ». (1)
1 ـ سورة البقرة ، الآية 61
« وضربت عليكم الذلة والمسكنة »
ضربت : أي كتبت : فلقد كتب الله تعالى لكم الذل ، وقدر لكم المسكنة ، بسبب كفرانكم بنعمة وجود الإمام الحسين ( عليه السلام ) والغدر به.
الذلة والذل : يعني الهوان ، وهو العذاب النفسي المستمر ، بسبب الشعور بالحقارة والنقص والخوف من إعتداء الآخرين !
المسكنة : الفقر الشديد والبؤس والتعاسة
« ويلكم يا أهل الكوفة ! أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم ».
الكبد : كناية عن الولد ، وقد روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : « أولادنا أكبادنا ... ». (1)
فريتم : الفري : تقطيع اللحم.
لقد شبهت السيدة زينب الإمام الحسين بكبد رسول الله ،
1 ـ كتاب « بحار الأنوار » ج 104 ، ص 97
« وأي كريمة له أبرزتم » ؟
كريمة الرجل : إبنته ، فالسيدة زينب ( عليها السلام ) بنت السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهي ـ إذن ـ حفيدة الرسول الكريم ، والحفيدة تعتبر بنتاً للرجل
« وأي دم له سفكتم »
أتعلمون ـ يا أهل الكوفة ـ أي دم لرسول الله سفكتم !!
« وأي حرمة له هتكتم »
حرمة الرجل : ما لا يحل إنتهاكه ، وحرم الرجل أهله. (2)
2 ـ المعجم الوسيط.
لقد جئتم بها صَلعاء عَنقاء سَوداء فَقماء ، خَرقاء شَوهاء ، كطِلاع الأرض وملء السماء.
« صلعاء » : وهي الداهية الشديدة (1) ، أو الأمر الشيدد. ولعل المراد : الجريمة المكشوفة التي لا يمكن تغطيتها بشيء.
« عنقاء » : الداهية (2) وقيل : عنق كل شيء بدايته. (3)
فلعل المعنى أن هذه الجريمة سوف تكون بداية لسلسلة من الأزمات والويلات لكم ، فلا تتوقعوا خيراً بعد عملكم الشنيع هذا.
« شوهاء » قبيحة (4) وفي نسخة : سوداء.
: العظيمة (5) أو الشديدة (6) هذا بعض ما ذكره اللغويون ،
ولعل معنى « فقماء » أي معقدة بشكل لا يمكن معرفة طريق إلى حلها أو التخلص من مضاعفاتها
« خرقاء ، كطلاع الارض » أي ملؤها. 7
« وملء السماء » لعل المعنى أن حجم هذه الجريمة أكبر من أن تشبه أو توصف بمساحة أو حجم معين ، بل هي بحجم الأرض كلها ، والسماء والفضاء كليهما. أي : أن حجمها أكبر من أن يتصور.
1ـ ذكر ذلك « المحيط في اللغة » لابن عباد ، وكتاب « العين » للخليل بن أحمد.
2 ـ القاموس المحيط ، ولسان العرب.
3 ـ أقرب الموارد للشرتوني.
4 ـ المعجم الوسيط.
5 ـ المنجد في اللغة ، وأقرب الموارد للشرتوني.
6 ـ المعجم الوسيط
7-ـ المعجم الوسيط ، والقاموس المحيط ، وقال في « لسان العرب » طلاع الأرض : ما طلعت عليه الشمس ، طلاع الشيء ملؤه.
« أفعجبتم أن مطرت السماء دما »
« ولعذاب الآخرة أخزى »
أي : إن العقاب الصارم لقتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ) سوف لا يقتصر ولا ينحصر بالعذاب الدنيوي ، والصفعات الدنيوية المتتالية ، بل إن العذاب الإلهي ينتظرهم في الآخرة
« وأنتم لا تنصرون »
أي : لا تجدون من ينصركم يوم القيامة ، ومن ينجيكم من العذاب الأليم
« فلا يستخفنكم المهل »
المهل ـ بضم الميم ـ جمع المهلة : وهي بمعنى الإنظار والإمهال وعدم العجلة. (1)
أي : لا يصير الإمهال والتأخير في الإنتقام سبباً لخفة نفوسكم وانتعاشها من الطرب والفرح ، وبذلك تأخذكم سكرة الإنتصار والظفر.
1 ـ كما يستفاد ذلك من « مجمع البحرين » للطريحي.
« فإنه لا يحفزه البدار »
« يحفزه » يقال : تحفز في مشيه : أي جد وأسرع (1) فهو محتفز : أي : مستعجل (2) والحفز : الإعدال في الأمر للبطش وغيره.
« البدار » يقال : بدر إلى الشيء مبادرةً وبداراً : أسرع (3) وبدر فلاناً بالشيء : عاجله به. (4)
تقول السيدة زينب ( عليها السلام ) : إعلموا ـ يا أهل الكوفة ـ : أن عدم نزول العذاب الإلهي عليكم .. ليس سببه الإهمال ، فإن الله تعالى لا تدفعه العجلة إلى إنزال العذاب ، لأن الحكمة الإلهية تجعل إطاراً للمقدرات الكونية ، ومنها : إختيار التوقيت المناسب لنزول العذاب ، وإختيار نوعيته.
1 ـ المعجم الوسيط.
2 ـ مجمع البحرين للطريحي.
3 ـ نفس المصدر.
4 ـ المعجم الوسيط.
« ولا يخاف فوت الثار ، وإن ربك لبالمرصاد »
فسوف يأتي الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله ظهوروه ) وينتقم من قتلة الإمام الحسين .. في الدنيا ، أما في الآخرة .. فستكون أول دفعة ـ من البشر ـ يؤمر بهم إلى نار جهنم : هم قتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ).
المرصاد : المكمن ، وهو المكان الذي يختفى فيه عن أعين الأعداء ، بانتظار التوقيت المناسب للهجوم أو الدفاع
ممنون