المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثقافة الكارتونية و تأثيرها على الواقع الاجتماعي


الرجل الحر
15-12-2012, 12:37 PM
لا تنفك شخصيات الكارتون أن تزج انوفها في معتركات الثقافة و العلم و المعرفة ,, و لعل مجتمعنا العراقي يزخر بها ,, فالنماذج الكارتونية و الكاريكاتيرية في النسيج الاجتماعي العراقي باتت تؤلف طبقة تفرض وجودها الساحق على الصبغة الثقافية العراقية في كثير من المواقف ,, فعدما تكتشف بأن دارميات شهد الشمري و من تلتقيهم على الفضائيات باتت أكثر مقبولية من سمفونيات شعراء العراق الكبار تعلم أن هنالك أزمة على مستوى تذوق الادب يفرضها الشخوص الكارتونية كالوباء في مكتبة العقلية الادبية العراقية ,,

وعندما يطل علينا مسفسط سياسي كارتوني في لقاء على الحرة أو العراقية يتحدث فيها عن إنجازات الحكومة على المستوى الاقتصادي و الخدمي التي فاقت بحسب عقله الكاريكاتيري أنجازات الحكومة السويسرية في حين ترى كثير من الشباب العراقيين يحلمون بتعلم كلمة (بالك بالك بالك ) بصوت جهوري لكي ينبهون المارة الى فتح الطريق أمامهم وهم يدفعون بعرباتهم الخشبية المحملة ببضائع التجار و المستهلكين ,, تعلم أن هنالك أزمة سياسية تفرضها شخوص الكارتون بعقولهم الكاريكاتيرية

و عندما تحاول أن تستمع الى محاضرة دينية يلقيها رجل دين في أحدى المآتم الحسينية و يتبين لك أن اغلب الحضور آذان صاغية لما بعد المحاضرة من لطم و نعي و أن المحاضرة القيمة كانت مجرد حشو كلام أو اسقاط فرض ,, تعلم أن هنالك أزمة أخرى في العقلية الدينية لدى الجماهير العراقية بفعل الطبقة الكارتونية التي غزت الوسط الديني العراقي ,, فراحت تفرض رؤاها الكاريكاتيرية المضحكة المعتمدة على الاساطير و المنامات و التعظيم لمن هم خارج نطاق العصمة مداراةً لمصالحهم فتجد حشداً هائلاً في تسميات ديكورية و ألقاب تبركية لا مصداق لها على أرض الواقع الا في خيالات الحالمين الذين بدأوا يشمون ريح الحرية بعد سقوط كلب تكريت ,,تبدأ بمقام السيدوية التلمودية و لا تنتهي بالسلطنة على عصور الاولين و الاخرين ..

و عندما تدخل المنتديات الثقافية تجد المزيج الكاريكاتيري الكارتوني يهيمن على الكثير منها ,, فلرب مواقع و منتديات يحاول شخوص الكارتون فيها والذين يتحكمون بقوانينها أن يشملوها ببركة ثقافتهم المستمدة حتماً من عالم والت ديزني ,, التي تظهر على مستوى إملائهم و أفكارهم و طريقة تعاطيهم مع الاخرين بصبيانية مفرطة من خلال نعوتهم التي يطلقونها كيفما اتفق ,,

فليس غريباً أن يأتِ شخص كارتوني من مقلدي توم أو جيري (لا فرق) ليصفك بأنك جاهل تتكلم بدون معرفة و لربما يشير اليك بقراءة المواضيع الفلانية حول الشخصية الفلانية علماً أن سياق نصه خالٍ تماماً من إشارة علمية أو ثقافية سوى ثقافة الكارتون التي أعتاد عليها منذ أيام كراندايزر و الرجل الحديدي عليهما ما يستحقان كما يقول بعض المتشرعة ,,

و قد لا تستغرب لو وجدت تلك الشخصية الكارتونية و بعد أن تعلمت بجهد جهيد كيف تكتب سطراً بدون أن يكون ثلاثة أرباعه اخطاءً إملائية تصفك بأنك مريض نفسياً مع علمك بأن عمره الثقافي و مستواه المعرفي و قدرته العقلية دون مستوى قراءة ولو نظرية واحدة في علم النفس و فهمها ,, اللهم الا إذا كانت حياته ناشئة في بيئة موبوءة بالامراض النفسية فتعلم بعض المصطلحات النفسية بحكم التعلم سماعاً و معايشة ..

الرجل الحر
15-12-2012, 02:09 PM
أتصور أننا بعد هذا بحاجة الى البحث عن تجذير الوعي الثقافي الحقيقي الباصر في عقلية الامة الشيعية في العراق و أن نحاول قدر الامكان الحد من ثقافة الكارتون و الكاريكاتير بثقافة واعية ترتكز الى التدبر الموضوعي في الحقائق العلمية و الاخلاقية و تعتمد البصيرة كمنهج في التعامل مع الاخرين و مع الاحداث ..

و لعل أول خطوة نخطوها على سبيل التغيير الحقيقي الفعال هي أن نقول لمعتنقي الفكر الكارتوني و أصحاب النهج الكاريكاتيري :

تعالوا الى كلمة سواء بيننا و بينكم أن تعتمدوا الحكمة و المعرفة الرصينة و الخلق الرفيع في التعامل مع الاخرين و أن تجعلوا أول دروسكم في الحياة هو ,,

على قدر ما تعطي من أحترام تأخذ ,,
و من أراد من الغير احترامه فليتعلم الاحترام أولاً ,,
و من ناظر غيره في علم فليتسلح له أو ليحدد مجاله في الخوض فيه أو لا يتكلم بما لا يعلم أساساً ,,
ومن نصب نفسه قاضياً بين الناس وجب عليه العدل فأن الجور يجور على صاحبه و لو بعد حين ,,
و كما لديك لسان فإن للناس عقول و أيدٍ و أقلام وألسن ..

وصدق أمير المؤمنين صلوات الله عليه إذ يقول :

الكلام في وثاقك مالم تتكلم به فإذا تكلمت به صرت في وثاقه ..

الرجل الحر
15-12-2012, 02:11 PM
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 2 والزوار 7)
‏الرجل الحر, ‏محمد الشرع

س البغدادي
15-12-2012, 02:41 PM
حياكم الله اخي والاستاذ العزيز الرجل الحر ..
صدقني وبدون مجاملة ولا رياء .انتظر كتاباتك وسطورك والتي هي كثيرا ما تكون كشفا للداء والمرض الجهل المصيب والمستشري بين العراقيين ..
فحياكم الله ....

الرجل الحر
15-12-2012, 02:44 PM
حياكم الله اخي والاستاذ العزيز الرجل الحر ..
صدقني وبدون مجاملة ولا رياء .انتظر كتاباتك وسطورك والتي هي كثيرا ما تكون كشفا للداء والمرض الجهل المصيب والمستشري بين العراقيين ..
فحياكم الله ....

تحية لك من أخيك أيها الاخ الطيب,, تقبل ودي و تقديري لمروركم الكريم

حسين الخزاعي
15-12-2012, 02:58 PM
عزيز الاستاذ الحر
سلام عليكم
شكرا على هذه الاسقاطات الجميلة الا ان ما يلفت النظر اليوم ان الكارتون او الكاريكاتير بات اليوم يشكل لغة خاصة لها رموزها ولها معناها لان المهم المعنى ولاشك حينما يتوفر لايهم باي وعاء يكون قد تلعب المفردة الصياغية جانب الرمز الحاكي وقد تلعب الصورة الجانب الرمزي فيه نعم المهم ان لايكون الحاكي يحكي عن ضحالة الذوق ولعل هذا الامر هو الذي دفع هتلر ذات يوم لحبس جميع الفنانين التشكيلين بتهمة فساد الذوق وكم نحتاج نحن الى مثل هذا التشريع في هذه الايام والا فان رسام الكارتكاتير اكتسبت فرشته الدلالة رمزية مركبة كما يصفها الشهيد مرتضى المطهري في الانسان الكامل ولعل القصدية التي يعمد اليها بالدرجة الاولى هي طغيان القيم فهو يعمد الى تضعيف الرقبة او مد الانف ويشير الى شي غير طبيعي في عالم الواقع تحكي الصورة عن دلالته الفوضوية ولعل كثرة الشخصيات الكارتونية التي رسمتها فرشاتك هي من فوضى المقايس او لعلها من باب القول ثمة من يرتدي ثيابا ممزقة للاعتراض على اناقة العالم لمن علم انه يسير في منظومة الفوضى الخلاقة .
وفي بلد كان يوما ما يسمى بطريق الفاتحين كما يصفه الوردي حتما يزداد المشهد سخرية ودراماتيكية وقد تاخذ الشكل العشوائي فنرى مانرى مما تفضلت به
تحياتي

الرجل الحر
15-12-2012, 03:03 PM
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 4 والزوار 8)
‏الرجل الحر, ‏محمد الشرع, ‏المكارم, ‏حسين الخزاعي

الرجل الحر
15-12-2012, 03:13 PM
السلام عليكم أخي الخزاعي ..
أيها الكريم ..
أن الكاريكاتير و الكارتون في موضوعي هو بقيمته العراقية القاصرة و المقصرة لا بقيمته العالمية الخلاقة ,, فالمجتمع العراقي الاستهلاكي لا يلتفت الى الكاريكاتير و الكارتون كدرس حياتي نقدي بقدر ما يلتفت الى جانب الفكاهة و السذاجة و الطرافة و مع شديد الاسف السفاهة و البلاهة فيه ,, لذا فأن الشخوص الكارتونية التي راحت اليوم تفرض صبغتها على جبين الثقافة العراقية في أتجاهاتها المتعدد حتى الاكاديمية منها هي التي تمثل الجانب السلبي من المظهر الكاريكاتير لا جوهره القيمي النقدي البناء .. مع العلم إن مرض دونية الكاريكاتير ليس حكراً على العراقيين وحدهم بل هو ظاهرة شرقية قد تسلم منها بعض التيارات القليلة في بعض الشعوب ,, و قد يصيب حتى بعض التيارات الشعبية في بعض الدول الغربية كالأوساط الوسطية في الشعب الاميركي ..
أشكر لكم تعليقكم القيم فقد أضفيت هاهنا ضوءاً يمتاز به قلمكم .. تقبل شكري و تقديري

متبع حيدر
15-12-2012, 09:29 PM
:):):):):):):)

الرجل الحر
16-12-2012, 09:23 PM
:):):):):):):)


لك تحية ....

س البغدادي
17-12-2012, 07:47 PM
استغرب من الردود المشفرة ...مثل رد الاخ متبع حيدر

الرجل الحر
17-12-2012, 08:51 PM
استغرب من الردود المشفرة ...مثل رد الاخ متبع حيدر

يا أخي الكريم البغدادي ,, الافضل أن أعتقد في رده الحسنى ,, و بالنسبة للموضوع فأن فيه رسالة للبعض و كل فهم ما يخصه منها ..

أشكر لك حسن أهتمامك

مصحح المسار
17-12-2012, 11:49 PM
الكلام للرجل الحر :-
و قد لا تستغرب لو وجدت تلك الشخصية الكارتونية و بعد أن تعلمت بجهد جهيد كيف تكتب سطراً بدون أن يكون ثلاثة أرباعه اخطاءً إملائية تصفك بأنك مريض نفسياً مع علمك بأن عمره الثقافي و مستواه المعرفي و قدرته العقلية دون مستوى قراءة ولو نظرية واحدة في علم النفس و فهمها ,, اللهم الا إذا كانت حياته ناشئة في بيئة موبوءة بالامراض النفسية فتعلم بعض المصطلحات النفسية بحكم التعلم سماعاً و معايشة ..
أتصور أننا بعد هذا بحاجة الى البحث عن تجذير الوعي الثقافي الحقيقي الباصر في عقلية الامة الشيعية في العراق و أن نحاول قدر الامكان الحد من ثقافة الكارتون و الكاريكاتير بثقافة واعية ترتكز الى التدبر الموضوعي في الحقائق العلمية و الاخلاقية و تعتمد البصيرة كمنهج في التعامل مع الاخرين و مع الاحداث ..

و لعل أول خطوة نخطوها على سبيل التغيير الحقيقي الفعال هي أن نقول لمعتنقي الفكر الكارتوني و أصحاب النهج الكاريكاتيري :

تعالوا الى كلمة سواء بيننا و بينكم أن تعتمدوا الحكمة و المعرفة الرصينة و الخلق الرفيع في التعامل مع الاخرين و أن تجعلوا أول دروسكم في الحياة هو ,,

على قدر ما تعطي من أحترام تأخذ ,,
و من أراد من الغير احترامه فليتعلم الاحترام أولاً ,,
و من ناظر غيره في علم فليتسلح له أو ليحدد مجاله في الخوض فيه أو لا يتكلم بما لا يعلم أساساً ,,
ومن نصب نفسه قاضياً بين الناس وجب عليه العدل فأن الجور يجور على صاحبه و لو بعد حين ,,
و كما لديك لسان فإن للناس عقول و أيدٍ و أقلام وألسن ..

وصدق أمير المؤمنين صلوات الله عليه إذ يقول :

الكلام في وثاقك مالم تتكلم به فإذا تكلمت به صرت في وثاقه ..

إلى الأخ الرجل الحر أنا أتفق معك في كل ماطرحت وإذا كانت الثقافة الكارتونية منحصرة سابقا ً
بكلندايزر... وساسوكي والرجل الحديدي وتوم وجيري كشخصيات ،اليوم هذه الشخصيات عديدها
لايحصر ,وأتباع تلك الشخصيات تفرع حسب تجذر وتفرع مستويات الفهم والإدراك لــــــــظاهر هذه
الأنتيكات ...
وهذه الشخصيات يعتبرها بعضهم نخب وعلية القوم في الدين والسياسة والعلم والثقافة والمعرفة
وماتبعه لهم إلا على أساس مغلوط أو لنقل مغالط ومتغابي عن شنيع أفعالهم وتقولاتهم ولكـــــنه
سائر في ركابهم بتكبيل عقلة وتضخيم عقل نخبه وتفخيم وتوقير شأنهم ...
واليوم هذه الشخصيات النخبوية بدأت تتلون وتغير جلدها حسب تغير الأنواء والأجواء ومن الطبيعي
بل والبديهي تغير جلد الأتباع معها...
ومن تجربتي المتواضعة أنقل لأستاذ دكتور في الأدب العربي كان يدرسنا في الجامعة ولكنه كان
يحتقرنا ويتعالى علينا صباح مساء ؛ حتى عندما يطرح لسؤال ما علينا يطرحه على سبيــــــــل
الاستفزاز وعدم الحصول على جواب وإذا ما أجبنا يقول (( هذا يعرفونه في الروضة !!)) على ما يبدو
أن أطفال الروضة علماء!!!... وفي حادثة مشابهة قرأ في أحد الكتب بيتا ًمن الشعر ثم سأل من
يقطعه عروضيا ًفانبرى له طالب مؤدب ومتدين وقطعه عروضيا ًبلحظات ... فرد عليه (( أرني الكتاب))
- أي أن التقطيع موجود ومكتوب على الكتاب - ... فقال له الطالب بأدب وخلق وتواضع (( لقد كتبته
من توي كي أجيبك بسرعة ))... فأقسمت أن أخضعه وبالعلم الذي يتكبر ويتعالى فيه علينا فدار
مدار الحديث وأسقطته عندما أعطى معنى مغاير وخاطيء في شرح أحد الأبيات ؛ وأصبحت أصحح
له الأخطاء تلو الأخطاء حتى أنني صححت له ورقة الأسئلة في الامتحان النهائي ماجعله يعطيني
درجة المقبول رغم أنه كان يعدني بالامتياز والجيد جدا ً...
واليوم استشهد الطالب المتواضع المتدين وأصبح الدكتورالفذ الذي كان يجالس عدي صدام حسين
نخبة المجتمع الجنوبي يؤلف الكتب والبحوث في النقد والأدب ويتحدث عن الحسين عليه السلام
بغزارة وطلاقة ...
وبمثال آخر طالب يؤمن بالوضعية وتقبل الطاغية والتسلط ومظهر النخبة وسطوتها كما يقول الشاعر
ميلتون أننا من يصنع الطغاة بتقبلنا التبعية والعبودية ؛ هذا الطالب كان عضو في اتحاد الطلبة زمن
صدام الهدام وبعد السقوط ترضى على الرئيس أياد علاوي من ثم ترضى على الجعفري في حكمه
من ثم ترضى على المالكي وكان يقول عنه (( أبو اسراء )) ...
فهناك جذور راسخة في مجتمعنا العراقي والعربي والأغلبية الكاثرة في المجتمع العالمي وهي
التعالي في التعامل من جهة للنخبة والتبع للمريدين والممهدين والمترضين من جهة أخرى ...
ومن هنا خلقت وتخلقت الفوضى ودب الفساد في كل شيء إلا ماندر وأصبح التراشق بين
هذه النخب بعضها بعض وبين أتباعهم ؛ ومن ثم النخب مع اتباع غيرهم من النخب المماثلة و
وأتباع على نخب غيرهم وقادتهم من الأتباع ...
أما علاج ذلك في نظري المتواضع فهو ترك النخب والشخصيات وفق تبعية التعصب الأعمى والنظر
لأفعالها وما تخفي وراء العباءة وربطة العنق ؛؛؛ وتصحيح أخطائها وعدم وسمها بالعصمة والـــولاية
المطلقة ...
والحقيقة العلمية والأخلاقية في نظري يجب أن يسودها طرح وجهات النظر على اساس واقعي
منطقي يعتمد مبدأ الحوار المتبادل في -أنك أصبت هنا وأخطأت هنا - وتقبل ذلك برحابة صدر
دون تهجم وسخرية ... مع تحفيز مبدأ الاعتذار عند الخطأ وليس التبرير له أو إسقاطه على من
يضدنا في الحوار... مع ترك الانطباعيات ومحاولة تسفيه رأي غيرنا ؛فنحن لنا سوابق مماثلة في
حوارات مشابهة ما يؤسس للتناقض وكما يقال الكيل بمكيالين وسفسطة الغالب والمغلوب دون
وجهة حق ماسوى الفوز بالحوار وتغليب ما ليس بغالب وتشييع ماليس بشائع...
فقد خلقنا الله في أحسن تقويم وأكمل لنا الخـَلق والخـُلق ورفع بعضنا فوق بعض درجات ...
فأغلبنا يكتب بالقلم وأغلبنايبادر بالحجة وأغلبنا يدعي التخصص بمهنة ما وعمل ما وعلم ما
وثقافة ما ومعرفة ما فلماذا لا نقنع بعضنا بعض بكل هذا ...
وقد قيل أن غالبية البشر هم مرضى نفسيون ولكنهم لم يشخصوا حالتهم أو يحاولوا أن يثبتوا
عكس ذلك ولكنه غير خاف ٍ على أهل البصيرة ...
مع وافر التحية والاحترام لشخصكم الكريم

الرجل الحر
18-12-2012, 01:48 AM
الاخ الكريم مصحح المسار ,, أشكر لكم تواجدكم ها هنا و ردكم الكريم و مداخلتكم القيمة ..
أخي العزيز ,, بالرغم من كون النقد البناء حالة خلاّقة في شخصية الامة لكنها لا تكفي لإجراء عملية التغيير على المستوى الشمولي أو الأنتقائي أو غير ذلك ,, فمن غير المعقول أن أبقى كصاحب طرح تغييري أن أدور في فلك النقد حتى أهرم فكرياً و جسدياً ثم أموت في كليهما ,, فلا بد أن أؤمن بالمرحلية كحالة حتمية لخلق التغيير ,, منطلقاً من أساس النقد البنّاء الى مرحلة العطاء و طرح البدائل ..

فمثلاً ..
أنا إستهجنت على ممثل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة وهو يرعد و يزبد بنبرته المائزة معلناً نقمته اللاهوتية على الغاء البطاقة التموينية ,,
و الطريف ان كثير من طبقات المجتمع تلاقفت كلامه ( تلاقف الصبيان للكرة ) دون أن تسأله يا جناب الشيخ و هل تتصور أن مجرد ارجاع البطاقة التموينية يعتبر حلاً برأيك ,,
هلا جلست مع ممثل عن الحكومة يفهم بالاقتصاد المحلي و الدولي و علاقة العراق بالبنك الدولي و تعاطيت معه سبل أنعاش البطاقة التموينية بدلاً من ارجاعها جثة هامدة للمواطن البسيط ؟؟.. و طالبته بالبدائل التي من الممكن أن تعرضها انت بنفسك و تفرضها بثقلك الديني و المرجعي أم ترى أن جعبتك فارغة من أي بديل ؟؟..
ثم ماذا تعرف جنابكم يا شيخنا الجليل بعلم الاقتصاد السياسي ؟؟.. و هل تعرف أي نمط من أنماط الاقتصاد يعتمده البلد ؟؟.. و هل لديكم أية أطروحة اقتصادية تدعم الوضع الاقتصادي للطبقات المحرومة من الشعب العراقي المسكين ,,
ثم تختتم الاسئلة بـ يا جناب الشيخ الجليل ,, أنتم تقولون أن المؤسسة الدينية في العراق لا تتدخل بالشأن السياسي ..
ماذا تسمي تصريحاتك القيمة و دعواتك لرفض هذا و ذاك ونقد هنا و استنكار هناك .. هل لديكم أطروحة في مجال العمل السياسي على سبيل التغيير و الاصلاح أم أنك تنتقي ما يلامس عواطف الناس فتملأ الدنيا به صراخاً لتستقطب القلوب و المشاعر ؟؟...

من هنا أقول أننا أن أكثرنا من النقد وجب أن نقدم البدائل ,,

جنابك الكريم تحدثت عما يسمى بالنخب ,, و أسمح لي أن أختلف معك في هذه التسمية ,, فليس الذين جاءت بهم التوافقات و نظم الوراثة و الوعي الجمعي لدى الجماهير و الاعلام العالمي و الاقليمي هم نخب ,, النخب من يمتازون عن غيرهم بمزايا حقيقة لا تركن الى الوهم و التخيل و التمني و لربما تجدهم في أوساط المجتمع بتعدد أختصاصاتهم الدينية و السياسية و الادبية و العلمية ..
و عليه فيمكن لمن يبحث عن التغيير الاعتماد على النخب الحقيقة فيختار ما يوافق توجهاته ثم يشرع بالبناء السليم وفق أسس علمية صارمة و دقيقة ..
مع مراعاة أن يكون نقده ممنهجاً و مرتكزاً على الحقيقة المجردة و مركزاً على جوانب انتقائية كل على حده ,, ثم يشرع بعد ذلك بطرح البديل كحل تغييري ..

تحياتي لشخصكم و دعائي لكم بالتوفيق..